فريدة : انها بنفسها هترفض حالة شهاب و تحولها لاى دكتور تاني
مصطفى : لا طبعا انتى اتجننتي ... ده مش هيحصل ابدا
فريدة : فات الاوان خلاص
القت كلمته تلك لتنظر لنقطة ما خلفه و تشير لاحدهم ... التفت هو الآخر لينظر نحو ما تنظر اليه فيجد فلك تتقدم نحوهم بإبتسامة مصطنعة ليستمع بعدها لصوت الأخرى
فريدة : انا اللى طلبت اننا نتقابل هنا و دلوقتى فمن فضلك يا مصطفى متتدخلش فى اى كلام يحصل بينا .... ثم اردفت بهدوء ...... صدقني ده لمصلحة الكل
ثوان قليلة و كانت تجلس على الطاولة برفقتهم تنتظر احدهما ليبدأ الحديث و حينما لم يفعلا هتفت هي بهدوء
فلك : ممممم انا حابة اتأسف عن تصرفي لما قابلت حضراتكم اول مرة .... عامر قالى انى طلعت فجأة و سيبتكم .... انا اسفة فعلا
انتبه كلاهما لجملة "عامر قالي" ألم تلحظ هى بنفسها تصرفها و مغادرتها .... حدق مصطفى بفريدة لتحدجه هى الاخرى بنظرة (أترى بنفسك )
فريدة بهدوء : لا ولا يهمك ... اكيد كان عندك سبب لده .... المهم احنا هنا النهاردة عشان ........
مصطفى مقاطعا : تشربي ايه الاول ؟؟
فلك بتوتر : ملوش داعى
مصطفى : لا ازاى لازم طبعا ..... لمون كويس ؟
اومأت بهدوء قائلة
فلك : تمام
ومن ثم طلب النادل ليمليه طلبه و يغادر هذا الاخير تاركا اياهم ثلاثتهم يحيطهم جو من التوتر و الغموض
قطعت ال**ت فجأة لتهتف
فريدة : بصراحة انا طلبت اقابل حضرتك بخصوص حالة اخويا .... الرائد شهاب الدين
ابتلعت ريقها بتوتر ... ترجع احدى خصلات شعرها لخلف اذنها بإرتجاف واضح لم يخفى على كلا من فريدة و مصطفى ... الامر الذى جعله يبدأ فى الاقتناع بوجود شيء خفى بخصوصها لتكمل فريدة حديثها هاتفة بهدوء
فريدة : بصراحة و من غير اى احراج او انك تخدى الموضوع بشكل شخصي فأنا حابة ان حضرتك تسيبي حالة شهاب .... لأي دكتور تانى
**ت يليه **ت ثم **ت .... ظلا ينتظران اى رد فعل من جهتها لكن لا شيء ... فقط استمرت على **تها و كأنها تنتظر اكمالا للحديث
فاض الكيل بفريدة لتهتف بعصبية
فريدة : دكتورة فلك ... انا بكلم حضرتك
و اخيرا رمشت عدة مرات لتغمض عيناها ثم تعيد فتحها مرة اخرى لتردف بشرود
فلك : ايوة مع حضرتك...... بس آآ .... ممكن اعرف سبب الطلب ده
مصطفى بسرعة : اصل فريدة حابة ان اللى يتابع حالة شهاب يكون دكتور مش دكتورة يعنى عشان يكون على راحته معاه
فلك : بس آ.......
فريدة مقاطعة : لا مش ده السبب
مصطفى بحدة : فريدة
فريدة متجاهلة اياه : بصراحة بقى انا شايفة ان وجودك جنبه هيأثر عليه بالسلب مش بالايجاب خالص
فلك بإهتمام : ممكن حضرتك توضحى اكتر ... ازاى وجود دكتور بجانب مريض هيأثر عليه بالسلب
فريدة بهدوء : انا هفهمك ... حضرتك اكيد عارفة سبب تعب شهاب نفسيا و ان كل ده حصل بسبب موت خطيبته ملك .... اومأت فلك بهدوء لتكمل ..... و بصراحة بقى شهاب كل ما يشوفك هيفتكرها لانك شبهها جدا
فلك بصدمة : شبهها
مصطفى : دكتور فلك .. فريدة متقصدش انك شبهها شكلا ... ثوانى كده ... ومن ثم اخرج هاتفه النقال يبحث عن شيء ما به ليمده نحوه فجأة .... التقطته لترى ما به و اذ بصورة لشهاب يرتدى بدلة منمقة و بجانبه فتاة مرتدية فستان احمر اللون و تبدو ملامح الفرح و السعادة على وجوههم ......... دى صورة من خطوبة ملك و شهاب .... اللى فى الصورة دي جنبه تبقى ملك الله يرحمها ..... خطيبته
فلك بصدمة : بس دي آ.......
مصطفى : مش شبههك ... بالظبط كده ... ملك مش شبهك شكلا و ده اللى هيجنني ........ ملامحكم مش زي بعض بس بمجرد ما شوفناكي هى اول واحدة جت فى بالنا ..... معرفش ازاى
اغمضت عيناها تحاول استرجاع بعضا من تركيزها تعيد هاتفه اليه و من ثم فتحت عيناها مبتسمة بسخرية
فلك : حضرتك بتقول اني بشبه ملك خطيبة صاحبك روحيا
فريدة : روحك ... تصرفاتك دلوقتى .... حركاتك ... كلامك ... صورة طبق الاصل منها
فلك بإنفعال : حضرتك اللى بتقوليه ده علميا ملوش اى اساس من الصحة ... شيء مستحيل ..... ثم اخذت نفس عميق لتهدء من حديثها هاتفة ....... الكلام اللى انتو بتقولوه ده مستحيل يحصل الا فى حالة واحدة .... حاجة اسمها تشابه الارواح ... حاجة حسية محدش اثبتها علميا
مصطفى بإندفاع : بس موجودة
فلك : لا ..... دي حاجة بتحصل لينا كلنا لما نقابل حد و نتعرف عليه و نتعامل معاه بتحس انك عارفه من زمن و عقلك الباطن بيوهمك بده و انك سبق و قابلته فى حين ان فى الواقع ده محصلش ...... لكن اللى حضراتكم بتقولوه ده اى كلام و ملوش اساس من الصحة انتو لا تعرفونى ولا اتعاملتو معايا .... عشان كده طلب حضراتكم مرفوض ..... و هفضل اشرف على الحالة ... عن اذنكم
ومن ثم نهضت بعصبية تستعد للمغادرة فوجدت يد تمنعها
فلك بعصبية: ممكن حضرتك تسيبي ايدى
فريدة : لما توافقى على طلبي الاول و الا انتى بكده هتضطريني انى اخد تصرف تاني
رفعت حاجبيها بسخرية قائلة
فلك : تصرف تاني ؟؟؟
فريدة بتهديد : ايوة تصرف تاني و هو انى انقله من المستشفى دي كلها و حضرتك بقى هيتقدم فيكي شكوة معتبرة
فلك : شكوي من ايه بالظبط
فريدة بخبث: صدقيني مش هيبقى صعب عليا اخلق حاجة و اشتكيكي بيها
مصطفى بإنفعال : فريدة ..... كفاية اوى لحد كده ..... دكتورة فلك احنا اسفين لحضرتك و ياريت تقدري قلقنا و خوفنا على حالة شهاب وان كلامنا ده كله بسبب كده
نزعت كفها من ايدى فريدة بقوة لتهتف اخيرا بثبات
فلك : استاذ مصطفى ..... حضراتكم مش بتتكلمو مع واحدة من الشارع حطيتو اخوكم فى رعايتها ... انا دكتورة فى مستشفى محترمة و بتحط مصلحة المريض فى اولوياتها ياريت تقدرو ده و تفهموه كويس و بما ان حضرتك بتتكلم بالمنطق معايا لحد دلوقتى فأنا هقدر ده و اطمنك ان فى دكتور اكبر مني بيتابع حالة الاستاذ شهاب معايا ... الدكتور عامر ... اكيد حضراتكم عارفينه كويس ..... فلو شاف اى سبب يمنعنى انى اشرف على الحالة فأكيد هتنحى عنها ..... و دلوقتى عن اذنكم انا ورايا شغل و مش فاضية للكلام ده
و من ثم تحركت مغادرة المكان تاركة كلا منهما ينظر فى اثرها بدهشة و قلق
خرجت من المكان تلتقط انفاسها بصعوبة ..... تلك الفتاة .... ش*يقته من تظن نفسها لتهددها بهذا الشكل ......... لكن ماقصدهم بالتشابه الروحي بينها و بين ملك ... ايمكن حقا وجود مثل هذا الشيء كيف و لمَ؟؟؟؟
تن*دت بحيرة تفكر للحظات لتلتقط هاتفها بعدها تطلب احدهم .... انتظرت لحظات قبل ان يأتيها الرد لتهتف
فلك : الو عامل ايه ...... انا تمام الحمد لله .... بقولك ايه.. طالبة منك خدمة كده ....... الرائد شهاب الدين ابراهيم الدسوقي ...... عايزة كل المعلومات اللى تخصه هو و خطيبته ملك ... لا معرفش اسمها ملك ايه بس اللى اعرفه انها ماتت من شهرين ونص كده .... عثمان بطل رغي كتير و تجيبلى كل المعلومات عنهم ...... عارفة انه زفت اسمه مش غريب حتى عليا انا كمان بس مش فاكرة حاجة للاسف .... يلا سلام .... اه يا عثمان .... ظابط جيش مش شرطة هااا ..... يلا باااااااي
بالمشفى و تحديدا بغرفة شهاب
عامر : كفاية اوى كلام لحد كده و بكرة نكمل
نهض من جلسته يستعد للخروج فيوقفه صوت الاخر
شهاب : ممكن حضرتك تفهمني ايه لازمة الاستجواب اليومي ده ..... و ايه لازمة وجودى هنا اصلا ... انا بقيت كويس و اظن حضرتك ملاحظ ده
عامر : حكاية كويس و لا لا مش بقررها فى يوم و ليلة ... و بعدين انت ليه شايف كلامنا استجواب ... اعتبره دردشة يا سيدي
شهاب بسخرية : دردشة من جهة واحدة
عامر بمكر : و انت كنت سألتني حاجة و انا مجاوبتش عليك
شهاب : و لو سألت هتجاوب ؟؟
عامر : جرب ليه لا
شهاب بشرود : فلك
اغمض عامر عينيه لثوان قليلة يحاول استدعاء بعضا من هدوءه ليجيب بإبتسامة مصطنعة
عامر : مالها (الدكتورة) فلك
لاحظ شهاب حرصه على الالتزام بحفظ الالقاب ليكمل
شهاب : انت سبق و قوت انها هتشرف على حالتي معاك ...بس انا مشوفتهاش من اخر مرة
عامر: غريبة .... من دقايق كنت قايل انك كويس و مش محتاج تفضل هنا
شهاب: و برضو انت قولت ان الموضوع مش بيتقرر فى يوم و ليلة ...... ومن ثم اردف بذكاء ... واضح ان سؤالى عن فلك بيضايقك ..... اطمن مش هكرره تاني ....... انا هعرف اوصلها بنفسي
عامر بغضب : ممكن افهم قصدك ايه
شهاب و قد فهم ما بخلد الاخر : غضبك من مريض لاسباب شخصية مش حرفية منك ابدا
لحظات قليلة مضت لتصدح ضحكات عامر و تملأ المكان ليردف بنبرة فهمها شهاب جيدا
عامر : الرائد شهاب الدين ..... مش سهل ابدا ... بس لازم تفهم انك هنا مش الرائد الشاب الوسيم شهاب الدين ..... انت هنا مريض و الدكتورة فلك ماهى الا دكتورة مشرفة على حالتك ....... ثم مال نحوه بهدوء ليكمل ........ فى بعض الحاجات كده بنضطر اننا نتخلى فيها عن مهنتنا و تحضرنا ... حاجات لو حد جه جنبها او مسها او فكر يمتلكها و هى مش من حقه بنتعامل معاه بصورة تانية خالص بعيدة كل البعد عن التحضر و المهنية ..... و دلوقتى عن اذنك
ليعتدل بوقفته متجها نحو الخارج فى حين همس الاخر بنبرة غريبة
شهاب : مش لو الحاجة دي فعلا (مش من حقه)
...................
يتبع ....................
رأيكم فى الفصل و الاحداث