يوم جديد بأحداث مختلفة تحمل الكثير و الكثير
ترقد على فراشها بأعين حمراء منتفخة من قلة النوم .. تحدق امامها بشرود تسترجع بعض الاحداث فى عقلها و كلما وصلت الى تفسير ما كلما حدثها عقلها انه من تخيلها فقط لا اكثر ..... شدت على شعرها بيأس .. الى متى ستظل بتلك الحالة .. ماذا عن قول عامر سابقا بأنها قد شفيت تماما و اصبحت طبيعة بعد فترة علاج لمدة ثلاثة أشهر كاملة من العذاب ..... ابتلعت ريقها بتوتر تتذكر ملامحه ... هى نفسها خاصة حبيبها او من كانت تتخيله حبيبها ..... مرض لعين خُيل لها خطبتها لاحدهم لتستمر بتلك الحالة سنتان كاملتان تحدث شخصا لا وجود له على حسب علمها مؤخرا و علم الجميع سابقا .... مرض لعين و نوع من انواع الشيزوفرينيا ..... على علم بها نظرا لدراستها لعلم النفس سابقا لكن تشخيص المريض لحالته يعد امر مستحيلا الى حد ما
قاطع افكارها رنين هاتفها لتلقطه ب**ل لتجد المتصل هو عامر ... ترددت للحظات قبل ان تجيب
فلك : الو ؟؟
عامر بإبتسامة : صباح الخير يا لولو ... عاملة ايه النهاردة
فلك بإنزعاج : قولتلك ١٠٠ مرة بلاش لولو بتاعتك دي .. ايه بتدلع الكلبة بتاعتك
قهقهة بسيطة خرجت منه ليكمل قائلا
عامر : ماشي يا ستى بلاش لولو عشان بتزعلك بس قوليلي ... متأخرة ليه حضرتك المفروض تكوني هنا من نص ساعة
ترددت بردها لتجيب اخيرا
فلك : عامر ... انت شايف انى المفروض اجى المستشفى ... اقصد يعنى انى رجعت زي الاول و آ........
قاطعها اخيرا قائلا
عامر : فلك انتى مرجعتيش زي الاول ... ممكن فى تراجع فى حالتك بس لسة موصلناش لنقطة الصفر و كونك لاحظتى اصلا انك رجعتى للحالة دي تاني ده فى حد ذاته يثبت ان لسة نقدر نلحقك قبل الرجوع ليها بس فى سؤال شاغلنى من فترة و اتمنى تجاوبيني عليه
فلك : اكيد ... ايه هو ؟
عامر : انا ملاحظ ان حالتك ساءت بعد قبولك بالحالة الجديدة .... ممكن اعرف السبب
فركت يداها بتوتر لتجيب بعد ثوان قليلة
فلك : لانه صورة طبق الاصل عن شهاب خطيبي .... اااا .... اقصد اللى كان فى خيالى أنه خطيبي
عامر بدهشة : ازاى .... فلك انتى متأكدة من اللي بتقوليه ده
فلك : ايوة طبعا .... صدقنى انا واثقة من كلامى ... هو نفسه بكل ملامحه ... ثم **تت للحظات قبل ان تكمل بتوتر و شك ..... عامر انا مش قصدي حاجة بس هو مش ممكن يكون فى احتمال انه هو و ان آ.......
عامر بعصبية : تاني يا فلك تاني هنرجع للموضوع ده .... و بعدين فالنفترض انه شبه شهاب اللى كان فى خيالك ... هو ميعرفكيش و لا سمع عنك قبل كده
فلك بسرعة : بس هو اتعرف عليا
عامر : على انك ملك خطيبته اللى ماتت و اظن انك عارفة انه شبهك بيها نظرا لحالته و ان ده شيء متوقع فى اغلب الاوقات بالنسبة لظروف مرضه
التزمت ال**ت لعلمها بصحة حديثه ليكمل هو بعد ان هدأ من نبرته قليلا
عامر : فلك .... يلا بلاش يأس و اكيد هنلاقى حل .... هتفضلى تتابعى حالة شهاب ... همت ان تقاطعه بالرفض ليردف هو ..... ومن غير اى اعتراض يا فلك انا هتابع معاكي حالته و احنا الاتنين اللى هنشرف عليه .... يلا مستنيكي كفاية تأخير لحد كده
و من ثم اغلق هاتفه دون الاستماع لردها ... تأففت بضيق قبل ان تستسلم اخيرا للواقع و تتحرك لتستعد للذهاب و ممارسة عملها
يجلس بغرفته ب**ت مخيف يحدق بالاشيء ..... يفكر بأمر ما بشرود ....... ينتظره ام ينتظرها ام يفكر بمصير من وضعه بمثل هذا المكان ..... شخصيته كرائد بالجيش المصري ..... مكانته و رتبته تجعل وجوده بمثل هذا المكان امر مخزي و مهين ....... لا يدري لما ببقاؤه فى هذا المكان بعيدا عن الميدان يجعله يتذكر امور جاهد كثيرا لنسيانها و التغافل عنها ...... اصدقاؤه ... دفعته .... رؤية اغلبهم قتلى امام اعينه ... شهداء نعم لكن امر فقدانهم كان امر جلل تناساه ولم ينساه ... يكاد يجن من هذا السكون ... هل بقاؤه هنا بالفعل كان بهدف شفاؤه من امر ما ام استرجاع كل ما يؤلم روحه
ذكريات أليمة تشمل موتى و جثث و دماء و نظرات شامتة حقيرة من العدو ..... خدمته بالحدود المصرية جعله شاهد على افظع المجازر البشرية و اقبح ما اقترفه البشر من جرائم
لحظات حتى قاطع شروده دقات الباب و من ثم دخول طبيبه الخاص ...... ظلا كلاهما على **تهما ... يحدقان ببعضهما البعض لفترة ليبدأ عامر بالحديث و قد اتخذ مقعدا قريبا من فراش الاخر في حين كان شهاب يقف بجمود بإحدى اركان الغرفة يراقب الوضع بتحفز
عامر : مساء الخير .... بيتهيألى انت فى حالة احسن دلوقتى تخلينا نكمل كلامنا اللى لسة مخلصش
لم يأتيه رد من الاخر .. فقط نظرات ثاقبة لا تُظهر ما يرواده من افكار
عامر : سكوتك مش هيفيد بحاجة بالع** فترة اقامتك معانا هتطول ومش هتقدر تخلص و ترجع تمارس وظيفتك زى الاول
ابتسامة جانبية ساخرة ص*رت من الاخر ليردف قائلا
شهاب : وظيفتى ..... اطمن يا دكتور خلاص مفيش وظيفة .... بوجودى هنا و الحركة الزبالة اللى صديق عمري عملها فيا انا مستقبلى اتدمر ..... مبقاش له داعى الكلام
عامر : ممم عشان مفيش ظابط و فى نفس الوقت مريض نفسي ..... اطمن وجودك هنا سري للغاية .. معلوماتك الخاصة اللى اتسجلت فى كشوفات المستشفى مزورة و خاصة بشخص متوفى من عشر سنين و ده برضو بتصرف من صديق عمرك ...... و رئيسك
عقد حاجبيه بدهشة
شهاب بإهتمام : رئيسي؟؟
عامر : ده اللى الاستاذ مصطفى فهمه ليا ..... وجودك هنا محدش على علم بيه غير تلات اشخاص ..... انا و الاستاذ مصطفى و اخت حضرتك الانسة فريدة
شهاب : و هي ؟
عامر بجهل مصطنع : هى مين ؟؟
انتابه التوتر و الحيرة من سؤاله ليردف
شهاب : الدكتورة اللى دخلتلى معاك
عامر : قصدك الدكتورة (فلك)؟؟
زادت وتيرة انفاسه ليومأ بهدوء
عامر : يعنى مش ملك .... خطيبتك
رمش عدة مرات يحاول ترتيب افكاره قبل الإجابة
شهاب : ملك ماتت ..... دي مش ملك
رفع حاجبيه و رسم ابتسامة جانبية على شفتيه ليردف و قد فهم خطة الاخر
عامر : برافو .... ملك ماتت فعلا و دي مش ملك ... دي اسمها الدكتورة فلك ..... الدكتورة المعالجة ليك
شهاب بتعجب : امال انت ايه؟
عامر بهدوء : الدكتورة فلك ليها ظروف خاصة بتحتم عليا انى اتابع حالتك معاها .... المهم بقى ... ممكن نكمل كلامنا زى ما سبق و طلبت
شهاب : كلام ايه ..... انا واثق انكم جبتونى هنا عشان شايفين ان ملك ماتت فى حين انى م**م انها عايشة .. توقف للحظة يصحح حديثه بتوتر ملحوظ ..... اقصد كنت م**م انها عايشة .. بس دلوقتى خلاص مفيش كلام يتقال
عامر : ممممم طب ممكن تعتبر كلامى معاك دلوقتى مجرد دردشة ... يعنى لو ينفع تعتبرنى صديق ليك مؤقت معرفش عنك اى حاجة ولا تعرف عنى حاجة و تحكيلي عن حاجات محدش يعرفها عنك .... اكيد عارف ان كل ما كان الشخص اللى بتحكيله ميعرفكش كل ما ارتحت اكتر فى انك تحكي
تن*د الاخر بإستسلام فلا مهرب له سوى الخضوع لثرثرة هذا الشخص .... اومأ بهدوء
شهاب : بس بشرط ..... زي ما بحكى انت كمان تحكي ... و انا عن نفسي هعتبره تغيير فى حياتى بما انى عمرى ما كنت فاضي للحكاوى دي .. ها ايه رأيك .... اومأ الاخر بهدوء ليتن*د قائلا و قد جلس بأريحية على فراشه ..... تمام تحب نتكلم عن ايه بقى
عامر : شغلك ..... مواقف صعبة مرت عليك مستحيل تنساها ... اكيد فى كتير مش كده
بمجرد ذكر عامر لظروف عمله سرح بأفكاره للبعيد يتذكر احداث و احداث لا نهاية لها ... بعضها المبهج و اكثرها الحزين المؤلم .... ذكريات شملت اُناس يتشرف بمرورهم بحياته و يتألم لذكراهم .... بدأ يسرد حكايات و حكايات .... مهمات و بعثات.... منها المفرح و المخزي ... انتصار و هزيمة ... فرح و عزاء استشهاد اصدقائه امامهم ... يتذكر لحظات كونه جندي بسيط فى بادئ الامر و من ثم عريف و بعدها توالت الاحداث و المشاهد خلال سنواته الخمس و الثلاثون تمر امامه و كأنها تعيد نفسها .... تدرجت الرتب و زاد الامر صعوبة .... يتذكر بشاعة الاحداث و فساد البعض و وفاء الاخر ..... ذكريات أليمة ادمعت عين عامر لسماعها ....... و استمر الامر حتى اخرج بعض مما بجعبته من آلام و قد يظن البعض انه سرد كل ما بداخله لكن لا ... يوجد الكثير و الكثير لم يُحكى ولا يجب ان يُذكر
بإحدى المطاعم تجلس فريدة برفقة صديق ش*يقها تحاول اقناعه بوجهة نظرها فى حين كان هو يخبرها بسوء ظنها و تسرعها بالحكم
فريدة بإنزعاج : يا مصطفى انا مش عارفة ازاى انت مش شايف اللى انا شيفاه ... ازاى مش اخد بالك من اللى حصل ده .. اومال ازاى ظابط
مصطفى : يابنتى هو عشان ظابط اقعد اشكك فى الناس و اقول ده كويس و ده مش كويس
فريدة : لا بس المفروض تكون لماح ... ومن ثم حركت يدها بالهواء .... تفهمها و هى طايرة يعنى
مصطفى بنفاذ صبر : ممكن اعرف انتى مالك و مال الدكتورة دي ... مش مرتاحلها ليه بس
فريدة : هى كده .. مش مريحة و انا بصراحة مش مآمنة انها تشرف على علاج شهاب ...... مش حساها طبيعية زينا كده .. انت مشوفتش عملت ايه اول ما شاف*نا
مصطفى بهدوء : فريدة .. قولى الحقيقة ... قولى انك بتقولى كده عشان هى شبه ملك الله يرحمها مش كده
اسرعت الاخرى تنفى حديثه
فريدة : لا طبعا مش كده و بعدين دي مش شبه ملك فى حاجة
مصطفى : ممكن مش شبهها شكلا اوى بس هالتها و روحها حتى قبل ما تتكلم .... انا نفسي حسيت بكده و متأكد انك انتى كمان حسيتي بده
**تت اخيرا و قد عجزت عن المجادلة هذه المرة ليكمل هو
مصطفى : انا بصراحة شايف ان دي حاجة كويسة لحالة شهاب ... يعنى اقصد يمكن يلاحظ هو كمان ده و يعجب بيها و يـ........
فريدة بغضب : و ايه يا مصطفى ... انت اتجننت ... دي مش ملك و مينفعش شهاب يفكر كده...... هيبقى ظلم ليها و خداع ... دايما هيفكر فى ملك ... انت مش متخيل شهاب كان بيحبها اد ايه و صعب يحب غيرها
مصطفى : محدش قال انها هتبقى مكانها بس على الاقل يمكن التشابه اللى بينهم ده يشده ليها و بعد كده لما يتعامل معاها و يشوف انها مختلفة يعجب بيها
فريدة بعم اقتناع : انا مش مقتنعة بكلامك ده و على العموم انا اخدت قرار و لازم يتنفذ
مصطفى : قرار ايه ؟
فريدة : انها بنفسها هترفض حالة شهاب و تحولها لاى دكتور تاني
مصطفى : لا طبعا انتى اتجننتي ... ده مش هيحصل ابدا
فريدة : فات الاوان خلاص
القت كلمته تلك لتنظر لنقطة ما خلفه و تشير لاحدهم ... التفت هو الآخر لينظر نحو ما تنظر اليه فيجد فلك تتقدم نحوهم بإبتسامة مصطنعة ليستمع بعدها لصوت الأخرى
فريدة : انا اللى طلبت اننا نتقابل هنا و دلوقتى فمن فضلك يا مصطفى متتدخلش فى اى كلام يحصل بينا .... ثم اردفت بهدوء ...... صدقني ده لمصلحة الكل
.....................
يتبع ............
اسفة جداااا على التأخير بس ده كان لسببين اولهم انى مكنتش فاضية نهائي و التاني انى ملقيتش اى تفاعل يشجعنى على الكتابة بس ما علينا
ايه رأيكم فى الفصل و الاحداث
توقعاتكم
توقعتو ان فلك كانت مريضة و مكنتش مخطوبة اصلا لحد؟
ايه التصرفات المتوقعة من فلك بعد ما رجع لها مرضها؟
شهاب فعلا صدق ان ملك ماتت ولا بيدعى ده؟
فريدة هتقول ايه لفلك و ايه رد فعل فلك عليها؟
ايه دور عامر فى القصة و هيكون الدكتور المعالج و بس؟
شاركونى برأيكم
باااااااااي❤❤❤❤❤❤