6.قبلة

1929 Words
مرت الايام و قد مضى على وجوده بالمشفى اسبوعا كاملا و مازال يحاول استيعاب حالته و حقيقة الامر لكن للآن عقله لا يساعده على الاطلاق ...... مازالت بنظره خطيبته الحبيبة لا غير .... ليست تلك المدعوة بفلك بل هى رفيقته و عشيقته و سيثبت ذلك للجميع و اولهم هي ...... طرقات على الباب و كعادته ظنها هى ليعتدل بجلسته منتظرا دخولها ..... ظن بعد ثوان قليلة من الانتظار انه امله قد خاب لكن اتسعت عيناه بدهشة و هو يراها امامه حقاً تتمختر نحوه بهدوء مستفز ... تنظر الى كل مكان الا هو .... نفخ بضيق لرؤيته لها تتجاهله تماما و كأنه غير مرئي تنحنح بنفاذ صبر بعد مرور دقيقتان على دخولها و تسمرها بمكانها ناظرة للاسفل و اخيرا بعد نحنحته تلك رفعت رأسها نحوه اجلت صوتها .. تفرك كفيها ببعضهما فى حركة لا يجب لاى طبيب نفسي فعلها امام مرضاه لتتحرك بتوتر اكبر و تجلس على اقرب مقعد امامها نظرت نحوه لتجده يراقب حركاتها برفعة حاجب و كأنها يقول لها "حقا" ؟ اعتدلت بجلستها تردف بثبات مصطنع فلك : احم ..... ازيك زاد تعجبه ليردف بسخرية محاولا عدم التحرك نحوها و دفنها بأحضانه شهاب بسخرية : ازيي؟ لا انا كويس .... كويس جداً ... ثم اردف بتهكم .... وانتى ... ازيك ؟ بللت شفتاها بتوتر و خجل من نظراته و سؤالها الا**ق عن حاله لتردف بخجل فلك : انا كويسة .... حمحت مرة اخرى لتكمل ...... احم اكيد عامر حكالك عن سبب وجودك هنا و انى هكون مشرفة على حالتك بنفسي لم يستسيغ كلامها و قد كره حديثها عن سبب وجوده هنا لتكمل هى حديثها وقد لاحظت ضيقه فلك : الحقيقة أنا حاولت اغير رأيه فى انى اكون المسؤولة عنك بشتى الطرق لكن هو م**م شهاب : تغيري رأيه .... و انا بقى مش عاجبك في ايه ان شاء الله بقى ؟؟ طالعته بدهشة لتعقد حاجبيه و تردف بجدية فلك : و الله حضرتك مش مطلوب منى انك تعجبني عشان اشرف على حالتك كل الموضوع انى مكنتش مرتاحة بوجودي مع حضرتك و شايفة ان ده هيأثر على العلاج بالسلب و بصراحة بقى كنت ملاحظة ده على حضرتك كمان ابتسم بسخرية ليردف شهاب : ايييه كمية حضرتك اللى اتقالت دي و بعدين بقى واضح انك حساسة لا و احساسك صح كمان ... الصراحة انا كمان مش مرتاح لوجود حضرتك حواليا فعلا نهضت من جلستها لتتبدل ملامح التوتر بأخرى غاضبة و تهتف بعصبية فلك : بقى حضرتك مش مرتاح لوجودي حواليك .... انت تطول اصلا اني اكون المسئولة عن حالتك .... و بعدين حضرتك ...... اقصد انت .. بقى هتكون حالتى الوحيدة الفترة دى و مش هقبل حالات تانية يعنى قاعدة فى وشك ليل نهار و هنشوف بقى يا انا يا انت ابتسم بإنتصار قبل ان يتحرك من جلسته تلك ويتقدم نحوها سريعا يفاجئها بإحاطة خصرها بكفيه براحة و كأنه فعل معتاد عليه منذ زمن ..... يدفع جسدها نحوه بقوة مقتنصا شفتيها بقبلة عنيفة اجتاحتها تماما لتفتح عيناها على مصراعيها و تدفعه بعيدا عنها صارخة بالكثير من السباب و قد استحال لون وجهها الى الاحمر تصرخ بالممرضين من الخارج للدخول الى الغرفة و معاونتها على حقن المريض بم**ر ما غافلين تماما عن فحوى هذا الم**ر او حاجة المريض الحقيقية له بمكتب عامر تجلس هى برفقة صديق ش*يقها المفضل تعيد التفكير فى الطريقة الصحيحة لعلاجه .... هل وفقت بأمر موافقتها على حديث مصطفى ام أخطأت و تسرعت بموافقتها تلك كانو بإنتظار الطبيب المُستلم لحالة شهاب فور دلوفه الى المشفى و قد اتو معا للاستفسار عن حالته و المدة اللازمة لتواجده بهذا المكان و حاجته للعلاج دلف عامر الى الغرفة بعد فترة قصيرة ليجدهم بإنتظاره ... نهض كلاهما لاستقباله مصطفى : اهلا دكتور عامر ... اعرفك فريدة اخت شهاب ... فريدة ده دكتور عامر المسئول عن شهاب اومأ عامر له و لها بإبتسامة بسيطة ليشير لهم بالجلوس و يتجه هو الاخر للجلوس على مقعده عامر : اهلا بحضراتكم بس احب اوضح و اصحح معلومة بسيطة انى مش المسئول عن حالة الاستاذ شهاب .. انا بس استقبلته و شخصت حالته تشخيص سريع بس فى دكتور تاني هيتابع معاه مصطفى : مش فاهم و ليه حضرتك متكونش الدكتور المشرف عليه فريدة بتسرع : هو فعلا محتاج علاج و حجز فى المستشفى و كده ... يعنى مش ممكن يروح معانا و يتعالج عند اى دكتور نفسي و خلاص ابتسم على عفوية ش*يقته و مدى جهلها بخطورة حالته ليردف بدبلوماسية عامر بهدوء : رداً على سؤال حضرتك يا استاذ ... انا للاسف تحت ايدي حالات كتير و مقدرش اضيف ليهم حالة تانية حاليا ده غير ان اللى اشرفت عليه دكتورة ممتاز اينعم مبقاش لها كتير معانا لكن مجهودها و تميزها محدش يقدر ينكره اما بقى بخصوص سؤال الانسة فأحب اطمنك ان حالة الاستاذ اخوكي مش هتحتاج وقت طويل فى وجوده هنا بس فى نفس الوقت الافضل له انه يبقى معانا فترة هنا لغاية ما نوصل لفترة معينة من العلاج و بعدها يخرج اومأ الاثنان ب**ت ليردف مصطفى بتركيز مصطفى : حضرتك قولت دكتورة ...... ممكن اعرف اسمها عشان اتواصل و اتابع معاها اومأ عامر بإبتسامة عامر : اكيد ... هى تبقى الدكتورة فـ....... قاطع حديثه دلوفها السريع الى الغرفة دون استئذان ... هم ان يعرفهم بها ليسبقه صوتهم معاً فريدة / مصطفى بدهشة : ملك!!!!!!!!!!!! يرقد على الفراش بتعب بعد حقنه بتلك المادة الخبيثة ..... تيبس جسده تماما و صار عاجزاً عن الحركة و لكنه مازال واعيا لما حوله ..... اخذ يفكر بحديثه السابق مع ذلك الطبيب المدعو بعامر يوم لقاؤه بها لاول مرة هنا بالمشفى فلاش باك عامر بهدوء : ها يا سيادة الرائد هتهدى و تسمعنى زي بقية البشر ولا تحب تبقى على عماك و تتعامل زي اى حد هنا شهاب بضيق و غضب : انت ازاى بتتكلم معايا بالاسلوب ده ... فاكر نفسك مين .... انت هتنطق و تفهمني و رجليك فوق رقبتك .... انا ازاى جيت هنا و مين اللى جابني عامر ببرود مدروس : تؤتؤتؤ كده مش هنتفق ..... تهدى الاول و هقولك كل حاجة حدجه الاخر بنظرة و اجتنب الحديث ففهم عامر بإستسلامه و خضوعه للتعليمات فأردف بهدوء عامر : اولا بقى اللى جابك هنا هو صاحبك و رفيق عمرك زي ما فهمت منه ... الاستاذ مصطفى .... جابك ازاى فمعرفش غير انك جيت لى هنا فاقد الوعي .... جابك ليه فهو لانك ... محتاج ... علاج شهاب بغضب : ابن ال.......... لما اشوفك بس ...... ثم اكمل بتهكم و سخرية ... ومين بقى اللى قال لساعدتك انى محتاج علاج تجاهل سؤاله ليفاجأه هو بسؤال ادهشه عامر : خطيبتك ... الانسة ملك ... فين ؟؟؟؟ اتسعت حدقتا الاخر ليهتف بكذب و بعد تفكير بسيط شهاب : مسافرة ابتسم عامر بغموض عامر : ممم ... مسافرة ؟ غريبة يعنى ده مش كلام صاحبك ... او حتى الاوراق الرسمية اللى بتثبت وفاتها تحرك الاخر بعصبية .... حركات يعلمها عامر جيدا فحركة الجسد مؤشر لحالة الشخص النفسية و العصبية شهاب بعصبية : مش صحيح ... كله كدب .. كلكم مخدوعين ........ هى عايشة و الله عايشة عامر بجدية : شهااااب .... ملك ماتت ..... الاوراق الرسمية و شهادات اهلها حتى تحليل ال DNA بتاعها اللى عملوه بعد الحادثة بيقول كده شهاب بتسرع : كدب ... مش صح امال هى كانت بتعمل ايه من دقايق هنا فى الاوضة اتسعت حدقتاه ليردف بدهشة عامر : هى مين دي ؟؟؟ علا صوته بإنفعال واضح و حركة هستيرية يحاول اثبات الامر بشتى الطرق ليصرخ شهاب : ملك خطيبتي او اللى كنت بتناديها فلك ..... ايا كان اسمها .... دي تبقى خطيبتي ملك ... انا مش هتوه عنها و عن ملامحها و روحها .... مهما غيرتو ف اسمها و كدبتو عليا دي ملك ... ملك و بس رُبط ل**نه لا يقوى على الحديث يحاول تحليل حالته بدقة ... كيف يراها كخطيبته اهو نوع من الهلوسة ام ماذا ؟؟ عامر بذكاء : و لما انت لسة شايفها و مكلمها و انا كمان شوفتها ليه قولت انها مسافرة لما سألتك فى الاول عنها ابتسم ابتسامة جانبية ليردف بتهكم شهاب بإستسلام : لانك هتنكر انك شوفتها .... زيك زيهم هما كلهم بيعملو كده عامر بإهتمام : و انت دايما بتشوفها و هما ينكرو ؟؟ شهاب بسخرية : كلهم كدبو الكدبة و صدقوها ... بيشوفوها حواليا و بيكدبو .... مش مصدقين او مش عايزين يصدقو بس هى موجودة ...... ثم كرر بصوت خافت .... مستحيل تكون ماتت مستحيل ظل الاخر يحدق به ب**ت ومن ثم استأذن ليغادر الغرفة للاختلاء بنفسه .... يحتاج بشدة للتفكير بحديثه معه و تشخيص حالته تشخيصا سليما ليرى ان كانت فلك قادرة على مواصلة علاجه ليظل الاخر يكرر بخفوت كونها على قيد الحياة و كذبهم المستمر بشان موتها نهاية الفلاش باك بمكتب عامر عقد حاجبيه بتركيز ... هل للتو هتفوا بأسم خطيبة مريضه كما فعل الاخير من قبل ام يتهيأ له الامر ... نهض من مقعده يسأل رفيقته عن حالها و دخولها المفاجئ للغرفة بتلك الحالة لتومئ بالنفى بمعنى ان يؤجل سؤاله ذاك ..... قطع تواصلهم صوت فريدة تكرر بذهول و قد نهضت تتقدم نحوها بخطوات مرتجفة فريدة : ملك ؟؟؟؟؟ رمشت للحظات هل نادتها للتو مثلما يناديها هذا الوقح ام ماذا ؟؟ قطع تساؤلاتها صوت عامر يهتف بجدية عامر : اعرفكم .. الدكتور فلك المسؤولة عن حالة الاستاذ شهاب مصطفى بدهشة : مش معقول عامر بعصيية من تحديقه بفلك : افندم ؟؟؟؟؟ دققت فريدة النظر بها لتردف بعد ثوان بإدراك فريدة : لا مش هى .... مش هى يا مصطفى دى لون عنيها بني دقق الاخر مرة اخرى بعيني فلك لتعتريها حمرة الخجل عامر بغضب : ممكن افهم حضراتكم قصدكم ايه و ياريت نراعى شوية قواعد الذوق و الادب عقدت فريدة حاجبيها بضيق فى حين فهم مصطفى مراده و اخفض فورا عيناه ارضا ليتمتم بأسف قائلا مصطفى : احنا اسفين بس الانسة صورة طبق الاصل من ملك خطيبة شهاب الله يرحمها عامر و فلك : ايييه ؟؟؟؟ صراخ و تحطيم و زئير و ركض بجميع النواحي محاولين تهدئة المريض دون جدوي اجتمع الاطباء جميعا لكن لا يستطيع احد تهدئته او حتى الاقتراب منه ..... كالأسد يزأر بالجميع لا يرغب بإقترابهم و حقنه بتلك السموم ثوان قليلة و اتى كلا من عامر و فريدة و مصطفى تتبعهم فلك تتابع ما يجرى بأعين فارغة ...... حاول الجميع الاقتراب منه حتى ش*يقته و لكنه كان مغيب تماما عن الواقع ليصرخ بها هى الأخرى بالابتعاد ....... الا هى ..... كلما اقتربت نحوه بخطواتها كان صراخه يهدأ و انفاسه تستقر ..... اشارة منها لعامر جعلته يصرف الجميع بما فيهم هو نفسه لتظل هى وحدها برفقته .... تتقدم نحوه و يتراجع هو للخلف لا يعلم ايخشى منها ام يخشي عليها منه هو ..... و اخيرا انهار جالسا على فراشه بحالة تختلف تماما عن حالته بآخر جلسة بينهما جلست هى الاخرى بثبات بالقرب منه مراقبة لكل انفعالاته ..... **ت حل بالغرفة قطعه تساؤله بصوت مبحوح اثر صراخه السابق شهاب : ليه ؟؟؟ عقدت حاجبيها بتساؤل شهاب : ليه انا بس اللى بشوفك ليه كلهم بينكرو وجودك؟ فلك بهدوء : يمكن انا مش موجودة فعلا! شهاب : لا موجودة بس بروح تانية فلك بإبتسامة غامضة : او انت اللى مش موجود شهاب : انا موجود انتي اللى غريبة ... ليه بتنكري وجودك ... ليه بتنكرى علاقتك بيا فلك : انت مش شهاب!!!!! عقد حاجبيه يشد على شعره بجنون شهاب : لأ لأ انا اللى صح ... انتى مش موجودة ... انتى مش ملك فلك بعصبية : انا فلك مش ملك .... متنطقش اسمها على ل**نك ...... هى ملهاش وجود شهاب : و لما انتى مش هى يبقى بتعملى هنا ايه ..... ليه ظهرتى قدامي دلوقتى فلك : ده مكانى انا .... انا بس رجعت مكانى شهاب بزهن غائب : مكانك ؟؟؟ اومأت بهدوء لتنهض و تتحرك نحوه تقترب منه اكثر و اكثر لتضع كفها على ص*ره ناحية قلبه لتردف بهمس و حب فلك ببساطة : ايوة مكانى .... جنبك ...... انا ف ل ك .... حبيبتك انت وبس ................... يتبع .............. ?????????مفيش وضوح بعد كده كل حاجة ظهرت اهوووو اللى ميفهمش يبقى العيب منه ?????? انا وراكو وراكو و الزمن طويل ابقو قابلونى لو فهمتو كل الحقيقة ?????? ما علينا بقى من كل ده توقعاتكم ايه و رأيكم فى مجرى الأحداث كده حلوة و لا شداكم ولا لا حاسين الاحداث بطيئة ولا سريعة و لا كويسة
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD