الفصل الثالث

2057 Words
كانت حياة سونيا قد تشتت بالكامل بعد رجوعها من الرحلة البحرية بدأ الامر في المركب عندما تركها ايدن من اجل تيماء بل انه قام بضربها بقسوة شديدة ادمتها وانتهى بها المطاف في منزل والدها وهي تشعر بالخوف الشديد فمن المؤكد انه قد علم بنوع العلاقة بينها وبين ايدن، فسألته بتردد وهي ترتجف مثل ريشة في مهب الريح: -هل هناك خطب ما يا أبي انطلق دايفيد نحو ابنته مثل السهم متجاهلا انتفاضتها وهو يخبرها بانفعال شديد: -هناك احتمال ان يكون ابن عمتك على قيد الحياة نظرت له بعدم تصديق قبل ان تقول بصوت متررد: -بلى أبي لقد مات انا تأكدت اولا من الطلقات النارية التي دخلت نحو قلبه مباشرة ثم تابعت اخباره بنفسي لأتأكد انه قد مات متأثرا بجراحه وحضرت دفنته كذلك نظر لها والدها بشك وقد لمعت عينيه قبل ان يقول بصوت شارد مثل الفحيح كأنه يحدث نفسه: -أنتِ بالفعل محقة لقد تساءلت في البداية لماذا اردتي وبشدة ان تذهبي بنفسك الى عملية التصفية نظرت له سونيا بعدم فهم وهي تحاول استيعاب ما يقوله رغم المنحنى الخطير الذي بدأ يتخذه الامر عندما اكمل والدها بتذكر: -لقد كان امير يعرف بالفعل شكل ماندو اذا ذهابك الى هناك لم يكن ضروري الى هذه الدرجة هنا فهمت سونيا ما يريد والدها ان يصل اليه فجحظت عينيها وهي تقول مدافعة عن نفسها: -لقد اخبرني امير بنفسه انه لا يعرف ملامحه واذا كنت هناك سيكون هذا للافضل حتى اشير اليه ابتسم دايفيد بسخرية وهو يقول باتهام واضح: -لا سونيا انا اتذكر جيدا انك من اخبرتني انك تريدين الانضمام لعملية الهجوم حتى تستطيعين اكتساب حبي لك وتحظين بموافقتي على خطبتك لايثان رمشت بعيونها للحظات وقد استوعبت الامر وانسابت دموعها لتقول محاولة تذكيره: -لقد كان لهذا السبب اقسم لك أبي ابعدها عنه بغلظة وهو ينظر اليها بقسوة بالغة: -اذا اخبريني سونيا، لماذا ماندو مازال على قيد الحياة وكيف كانت تيماء غريمتك وخطيبك هناك وقت اطلاق النيران وكيف انتهى بك الامر على فراش ايدن بعد كل شيء نظرت له بعيون دامعة وهي تقول بترجي: -ابي لقد قلت ان ماندو احتمال ان يكون على قيد الحياة أليس كذلك، لماذا شككت بالامر من البداية وما دخلي انا بهذا، ولماذا لم يظهر حتى الان زفر بضيق وهو يجلس على مقعده الوثير بينما اقترب احد رجاله يعطيه سيجار كوبي اصلي والاخر يشعله له ليأخذ نفس عميق قبل ان ينفثه ببطئ: -منذ فترة كنت في مكتبي عندما حاول احدهم ان يغتالني لكننا ع**نا الوضع وقمنا بالتلاعب به ثم اطلقنا عليهم نحن النيران ثم جز على اسنانه قبل ان يقول بقسوة: -ولكن بطريقة ما نجحوا في الهرب، فقمت باستدعاء مكتب التحقيقات الجنائي بالطبع بطريقة سرية وجعلتهم يفحصون المكان نظرت له سونيا تنتظر ان يكمل حديثه بفارغ الصبر لتقول بلهفة: -وماذا بعد أبي نظر لها وهو صامت لفترات طويلة مما جعلها تتململ في وقفتها بارتباك قبل ان يكمل: -لا شيء لم نجد بصمات اصابع او اثار لأي شيء فقط قطرات دماء وبعض الشعيرات فأمرتهم ان يقوموا بفحصها والاحتفاظ بالحمض النووي لهم تحسبا ان يظهروا مرة أخرى قالت بلهفة لمعرفة المزيد لكنها ايضا لم تكن تفهم ا لتقول بسرعة: -حسنا الى هنا لا بأس لا يوجد اي مشاكل ابتسم بسخرية ضاحكا بصوت عالي مخيف قبل ان يقول: -لكننا اكتشفنا ان الحمض النووي للشعر يخص شخص ما كان في المقهى يوم الاغتيال اجابته باستنكار وهي تنظر له ببعض العتاب: -لكن هذا لا يثبت بالقطع انه يخص ماندو او ان لي علاقة بالامر من الاساس اومأ دايفيد رأسه على كلامها مؤكدا: -بالطبع لهذا قمت بمعاينة عينات جميع الاحياء من الحادثة حتى تيماء قمت باختبارها هي الاخرى رغم ثقتي انها لن تقتلني ما حيت ابتسمت ساخرة وهي تنظر له: -انت تثق في تيماء هكذا بينما انا ابنتك تظن انني من فعلها، اي منطق في هذا الامر قاطعها قائلا وهو يقول بقسوة شديدة: -انا لم استثنيها رغم ثقتي بها، حتى صديقتها ليما والتي ليس لها صلة بي من بعيد او قريب قمت باختبار حمضها النووي هي الاخرى، وزوجك المصون ايضا ولكن اليك الخبر لم يكن اي من الاحياء هو صاحب الحمض النووي زفرت بملل وقد بدأت تؤلمها ساقيها وهي تنظر له بعدم تصديق قبل ان تقول بتأفف: -والان هل انتهيت من هذا الهراء والتفاصيل المملة نظر لها والدها قبل ان يقول بغل واضح: -لكننا وجدنا الحمض النووي من ضمن العينات للذين قد ماتوا بالفعل لكن للاسف كان مجهول الهوية نظرت له بضيق وهي تنظر الى ساعتها: -اذا انت لم تكتشف صاحبها اذا لماذا كل هذه الدراما بأنه ماندو اجابها ببرود وهو ينفث اخر رمق في سيجاره قبل ان يلقيه ارضا ويدع دهسه لرجاله وهو يجيبها: -انا دائما اضع اسوأ الاحتمالات لهذا انجو من المخاطر، وهنا الاسوأ ان ماندو لم يمت وانه عاد لينتقم لم تكن تشعر بالراحة من مجريات الامور علمت بطريقة او اخرى انها قد وقعت في فخ وانه سواء كانت بريئة او متهمة فلقد تقرر التضحية بها فاخذت نفس عميق وهي تقول له: -حسنا والمطلوب مني الان قام من مقعده وهو يتوجه ناحيتها مثل فهد يتلاعب بفريسته قبل التهامها: -والان اخبريني سونيا من يمكنه ان يتعاون مع ماندو لتصوير الامر كأنه قد قُتل ثم يعود بعدها ليحاول قتلي والاهم انه يملك كل تفاصيل يومي نظرت له بملل وهي ترفع ثلاث اصابع: -هنا انت مخطئ فأنا وامير وزوجتك المصون نعرف تفاصيل يومك، لهذا بكل بساطة لا تتهمني لاني حقا لا اهتم ثم نظرت له ببرود وهي تحاول ان تبتسم دون جدوى: -اذا لم يكن بامكانك اتهامي فدعني ارحل الان لم اعود للمنزل بعد، ولا تخبرني عن مواعيد يومك بعد اليوم حتى لا اكون من ضمن المشتبه بهم ثانية ثم استدركت بتساؤل قائلة: -ألا تخشى ان اخرج من هنا واذهب الى ماندو احذره ابتسم بشر وقد وقف امامها تماما قبل ان يصفعها بكل ما اوتي من قوة حتى ان الضربة اجبرتها الوقوع ارضا ليمسح بها الارضية قبل ان يجذبها من شعرها ويرفعها اليه متجاهلا خيط الدم الذي سال من طرف شفتيها الكرزيتين وهو يقول بصوت كالفحيح: -ومن قال انك ستخرجين من هنا من الاساس، لقد قررت ان تكون جنازتك عما قريب نظرت له بعيون متضرعة قبل ان ينادي بصوت مرتفع: -أمير، خذ سونيا وقم بحبسها في القبو، لا اريد تعليقها او ضربها فقط ألقوها هناك وممنوع مساسها بأي شكل من الاشكال اقترب امير منها كان طويل وعريض يشبه في البنيان كابر ولكن ربما كان هذا يملك عضلات اكثر وملامحه أغلظ واقل وسامة، يملك ندبة في شفته العليا اثر قطع بها ربما من مدية او سكين ليمسكها من ذراعها ببعض الغلظة فأخذت تبكي وهي تصرخ وتعوي: -امير من فضلك انت كنت معي هذا اليوم اخبر أبي انني لم اخونه وانني كنت ابغض هذا الماندو، اخبر ابي انني احبه وانني اجبن من ان اتحالف ضده، اسكتها والدها بصفعة اخرى كادت ان تفقدها وعيها كمن اصابها ارتجاج في المخ ليمسكها امير بقوة قبل ان تسقط، عندما اقترب منها دايفيد هامسا في اذنها: -لقد حذرتك مرة من الاقتراب من ايدن ولكنك كنت مصرة سونيا ثم انصرف بها امير بينما هي شبه فاقدة الوعي حتى وصلت الى القبو ليلقيها هناك ارضا باهمال قبل ان يغلق الباب عليها تاركا اياها للالم والظلام الذي تخشاه اكثر من اي شيء ************** بعد مضي اسبوع نظرة سريعة على الساعة المعلقة امام ليما اخبرتها ان الوقت قد تعدى منتصف الليل بدقائق بينما هي امسكت سكين مخصص للتزيين وهي ترسم وردة فوق قطع الجزر المستديرة، تنفست بعمق فلقد كان امامها الكثير لتفعله لكنها تشعر بالانهاك الشديد وعيونها بدأت تؤلمها للغاية، نظرت الى كابر الذي يساعدها هو الاخر بتساؤل قبل ان تقول بصوت منخفض: -اذا كيف هو حالك كابر؟ نظر لها وهو يحاول الابتسام ثم تابع ما يقوم به ليقول بعدها بهدوء شديد: -المطعم يحقق ارباح اكثر مما كنت اتوقع وقمنا بتسديد قرض البنك في لمح البصر خلال اسبوع فقط فما هو رأيك بالطبع بأحسن حال. ابتسمت له وهي تقول مازحة: -ان تسدد عشرة الاف يورو في اسبوع يعني انك محظوظ ربما كان يجب ان نكمل الخطبة سويا اجابها مازحا وهو يمثل ان قلبه مجروح: -ولكنك قمت بجرح مشاعري ليما يالك من لئيمة ضحكت ليما بقوة وهي تفرك عينيها بقوة قبل ان تعاود النقش وهي تقول بصوت هامس: -كنت اقصد خطبة تيماء على ايدن انها بعد غد تجمد جسده للحظات ثم اكمل بابتسامة حزينة: -لا بأس هي وافقت امام الجميع، كان باختيارها نظرت له بعتاب شديد وهي تقول بلوم: -اي اختيار كابر وانت تقوم بابعادها عنك مرة بعد مرة تن*د بقوة ثم قام بتغيير الحوار وهو يقول لها بتأكيد: -ستأخذين راحة الغد وبعد الغد لتكوني بجوارها، هي الان ضعيفة بسبب رحيل جوري المفاجئ ولا تعلم شيئا عن صديقتها نظرت له ليما بعدم فهم فلقد كانت تتعامل تيماء ببرود شديد مع رحيل جوري حتى انها قالت مازحة ان جوري ليست طفلة صغيرة ليخافوا عليها هكذا ويمكنها تدبر امرها لم تلاحظ ليما العيون التي تراقبها من بعيد ببعض الحزن والكثير من الغيرة وحب لا حدود له قبل ان يقترب منهم ويقول بصوته الحنون: -حسنا ليما يمكنك ان تأخذي قسط من الراحة وانا سأكمل تزيين الجزر قبل ان اقلك للمنزل نظرت له ليما للحظات ثم تن*دت وهي تقول بقلة حيلة: -حسنا ولكنه عملي لا اريد لكابر ان يعاقبني من اجل الاهمال به نظر لهم كابر قبل ان يقول بغلظة: -لا يهمني من يقوم بالعمل حقا بل يهمني من يتمه اولا ابتسم شبل وهو يقول مازحا: -اعتدنا انا وكابر المنافسة في تقطيع الخضروات وكنت افوز دائما نظر له كابر باستهزاء وهو يقول بثقة كبيرة: -ليس بعد الان فلقد صرت اسرع منك كان ماريو قد انتهى للتو من تنظيف المطبخ ليجلس امامهم وهو يتساءل بفضول موجها حديثه الى ليما: -ما الذي يجري هنا بحق السماء ابتسمت ليما وهي تشير للثنائي بمرح: -اظن اننا على وشك مشاهدة سباق في تزيين الجزر ثم غمزت له ليما وهي تبتسم: -احضر الميزان سنقوم بتقسيم الكمية بينهم مناصفة نظر لها ماريو بعتاب وهو يقول بصوت منخفض: -لكن هذا ليس عدلا الطاهي كابر كان يزين منذ ان انتهى من اخر زبون اجابته بدفاع عن شبل وهي تقول بصوت مرتفع نسبيا دون قصد: -لكن شبل قام بتقطيع كل البصل وفرم كمية الثوم المطلوبة، على الرغم من انه كان قد اعد صلصته بالفعل ثم صمتت ليما بحرج فما فعله شبل كان من المهام الموضوعة على عاتقها لتحمحم بعدها بحرج فتصنع كابر عدم سماعها، بينما قلب شبل أخذ بالنبض بقوة اذا هي يمكنها ان تلاحظ ما يقوم به في يومه بالكامل لابد انها تراقبه لانها تحبه، لكنه نفض هذه الافكار عن رأسه بقوة فهو بالنسبة لها مجرد طفل فقير لا يمكنه الاهتمام بها قام ماريو بوزن الكميتين ليضعهم امام كل منهم بتعادل قبل ان يطلق صافرة البدء بوضع اصبعيه في فمه والنفخ بها لتطلق صوتا ثم قال: -انطلقوا بدأ كل من كابر وشبل في تزيين الجزر مثل الوردة بمهارة عالية وسط تشجيع ماريو وليما مع دخول تيماء فجأة امامهم وهي تنظر باهتمام شديد لما يقوموا به كان كابر قد انهى خاصته وهو يزين اخر قطعة ولكنه ما ان رأى تيماء امامه حتى تجمدت اوصاله وهو ينظر لها للحظات لتلتقي الاعين في نظرة طويلة معبرة تبث مشاعرهم الفياضة التي تتلخص في كلمتين أنا أحبك عندما صرخ شبل بسعادة: -لقد انتهيت قبلك كابر انا الفائز نظر كابر له بضيق وهو يلقي الاخيرة في فمه يلتهمها ثم قال ببرود: -بل انتهينا في نفس الوقت نظر له شبل باستنكار وهو يشير الى طبقه الفارغ: -انظر لا يوجد في طبقي شيء اجابه كابر ببرود: -وانا كذلك لا يوجد شيئا في طبقى اشار شبل الى فم كابر وهو يقول بغضب طفولي: -لكنك التهمت الاخيرة اذا انا الفائز، حسنا انا اعلم انني لن اخذ منك حق او باطل فلنسأل الحاضرين، ما رأيك تيماء من منا قد ربح؟ ضحكت تيماء بقوة وهي ترجع رأسها للخلف قبل ان تحرك كتفيها بعدم فهم قبل ان تقول: -انا لا اعلم ما تقومون به من الاساس هنا لاستطع بعدها ان احكم اشاح لها شبل بيده بأنها احبطته قبل ان ينظر لليما وهو يسألها بانفعال: -وأنت ليما ما هو رأيك؟ اجابته بابتسامة معتذرة اذابت قلبه وهي تقول بسعادة لانه يتحدث معها بأريحية الان لتجيبه: -لا تقلق قمت بتصوير السباق بالكاميرا ولدي الدليل انك من فزت ابتسم بسعادة وهو يقفز مثل الاطفال ثم يحتضنها امام الجميع قبل ان يشير لها: -نعم هذه هي فتاتي ثم سكت فجأة وقد ادرك ما قام به ليعم الصمت على الجميع مما دفع ماريو ليقول بسخافة: -هناك الكثير من الطاقة السلبية في الجو يارجل ********************* قاد ايدن سيارته بسعادة وهو يعود الى منزله منذ ان اوصل تيماء الى المطعم، نعم انها لا تحبه ولكنها اصبحت رقيقة التعامل معه، اصبحت تتحدث دون عناد او تهكم او حتى تجاهل وصلافة كما اعتادت بل انسانة غير التي تعود عليها ابتسم بسعادة فربما يعني هذا انها رضخت اخيرا للامر الواقع وقريبا ستكون ملك له ستكون مطيعة له هو فقط ووقتها سيفرض سيطرته لن ينكر انه استمتع بمقاومتها ولكنه كان يعلم انها ستستسلم في اخر الامر ثم تذكر سونيا كيف كانت راضخة لطلباته دائما، حتى عندما يضربها كانت تعلم كيف تُضرب باغراء وجاذبية لا تقاوم، ثم ما لبث ان شعر بالقلق ما ان تذكرها فهي تمكث عند والدها منذ اسبوع الان ربما هي غاضبة وربما ملت منه ولكن مالا يعلمه حقا هو الحالة التي تمر بها الان
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD