الفصل الثاني

1642 Words
زاغت عيون تيماء وهي تنقل نظرها ما بين ايدن الذي نزل أمامها على ركبة واحدة يطلب منها الزواج امام الجموع الغفيرة والاعلام وبين كابر الذي كان قد خرج من المطبخ للتو لينصدم من الطلب وقد تجمدت اوصالها يتمنى منها أن تقول لا اخذت تسترجع تيماء احداث اليوم بعد أن ترجلت من المركب كان هناك شخص غريب يتبعها لكنها لم تتأكد من ملامحه حاولت تجاهل هذا الشعور لكنها كانت تشعر طوال الوقت انها مراقبة وأن هناك خطب ما يحدث وتأكد شعورها عندما اتصل بها والدها كان صوته قلق وهو يقول: -تيماء هل كابر بخير؟ شعرت بحيرة شديدة فوالدها دائما وابدا يطمئن عليها هي اولا ولكن هذه المرة الاولى التي يسأل عن شخص غيرها وبالأخص شخص كاد ان يموت مختنقا، لكنها مثلت المزاح وهي تتدلل عليه: -حقا أبي تسأل عن كابر ولا تهتم بي اطلاقا سمعت صوته وهو يزفر بقوة لتتأكد ان كابر في خطر عظيم ومن الواضح أن والدها يعلم بالأمر وهنا تذكرت حديث كابر وادعائه انه يحب فتاة اخرى لتسأل والدها بفضول متردد: -أخبرني أبي هل كابر ابن عمي حقا؟ تردد والدها قبل ان يدعي عدم الفهم وهو يقول بضيق غير حقيقي: -ألن تتوقفي عن مزاحك هذا واحتي ابتسمت من اسم الدلال هذا فهو وحده من يلقبها به وفقط بينهم حتى والدتها لا تعلمه لتسأله بجدية: -استمع لي جيدا أبي أنا أتحدث بجدية الآن هل كابر فعلا ابن عمي، ولا تقل انه مزاح لقد سمعته يقولها بلسانه ظهر التعجب واضح على صوته قبل ان يقول بتفهم: -نعم واحتي هو ابن عمك ومن دمك، لكنك لم تجيبي عن سؤالي تنفست بعمق وقد قررت ان تشارك والدها شكوكها هذه المرة لتقول بطريقة غامضة: -أبي هل تعلم المقهى الذي اقوم به بعمل عيد ميلادي سنويا قابلني هناك بعد ربع ساعة وفي أقل من ربع ساعة كانت تيماء قد وصلت للمقهى وما ان رأت والدها حتى احتضنته اولا وهي تلقي التحية، ثم نادت على النادلة: -من فضلك كوبين من القهوة وقطعة فطيرة التفاح وقطعة كيكة الشيكولاتة ثم ابتسمت للنادلة قبل ان تلتفت حولها وتقول بصوت منخفض: -استمع لي جيدا أبي كل ما اعلمه عن كابر انه عانى من امر خطير للغاية وفقد أناس كان يحبهم وان هناك فتاة قد غدرت به، وقرر ان ينتقم ممن آذاه ولكنه لا يستطيع لسبب ما ربما بسبب قوة هذا الشخص وربما لان هناك عائق ومن الممكن ان يكون السبب ان هذه هي طبيعته لا يحمل الضغينة لأحد كانت النادلة قد احضرت الطلبات لتبتسم لها تيماء برقة وهي تطمئن على صحتها بينما أخذ والدها ينظر لها بحيرة شديدة كيف تعلم كل هذه التفاصيل، عندما اكملت هي حديثها: -هذه ليست المشكلة أبي حتى الان لكن هناك نقطة في مفترق الطريق نظر لها بعدم فهم وهو يتناول كوب قهوته وقطعة الفطيرة خاصته: -لم أفهم ما تقصدين واحتي، ثم شكرا على الفطيرة قامت بلوي شفاهها مثل الاطفال وهي تقول بضيق مضحك: -أبي توقف عن قول واحتي من فضلك لقد كنت توقفت عنه منذ فترة، ولا داعي لشكري على الفطيرة فلقد كنت تحتاجها ليس لاني احثك على الفساد لا تخبر امي من فضلك ثم لعقت شفتيها من أثر الشيكولاتة وهي تكمل حديثها: -لا اعلم ان كنت ابالغ ام ماذا ولكن اظن ان هناك من يريد قتل كابر او قتلي او قتل كلانا او فقط تتقاطع بنا السبل كما اخبرتك حرك السيد أيمن رأسه بيأس فهو الاخر كان يعتقد ذلك وها هي ببساطة تأتي لتؤكد شكوكه لن ينكر ان تيماء جيدة للغاية في تحليل المواقف وخصوصا عندما تتجمع مع جوري وليما يكون الامر كارثي ليقول بعد فترة من الصمت: -حبيبتي تيماء هل يمكن ان تعديني بشيء ما؟ حركت رأسها موافقة وهي تمسك يده: -تعلم أنني سأكون مطيعة لك مهما حدث تن*د بقلق قبل ان يقول لها: -سيتقدم ايدن اليوم لخطبتك اريدك ان توافقي كادت ان ترفض لكنه قال لها بتأكيد: -مجرد خطبة حتى استطيع التمكن من حمايتك انت وكابر سويا نظرت له لتقول بتأكيد: -مجرد خطبة فقط صحيح عادت تيماء من ذكرياتها ثم اقتربت من ايدن وهي تقول بسعادة مصطنعة بينما تحتضنه بقوة: -بالطبع اوافق ايدن انه حلم بالنسبة لي احتضنها ايدن وهو ينهض مبتسما بسعادة لا مثيل لها كان يدرك ان تيماء لن تتمكن من فسخ الخطبة امام الاعلام فهي ليست بالغباء الذي يمكن ان يثير فضيحة تؤثر على مطعمها ولكنه كان مخطئا كالمعتاد فتيماء اعتادت على الحفلات الماجنة والملابس الخليعة لم تهتم يوما او تتوقف عند رأي احد بها ولكن الموضوع لتيماء كان انها بدأت تعتقد بسخافة علاقتها بكابر التي تثير جنونها اقتربت جوري من تيماء التي ابتعدت عن ايدن وهي تهمس في اذنيها تسألها بسخط: -هل جننتِ تيماء لماذا وافقتي على طلب الزواج؟ اجابتها تيماء بابتسامة عذبة تخطف الألباب: -لا يوجد لدي ادنى فكرة صدقيني فقط شعرت انه يجب ان اوافق نفثت جوري بضيق وهي تكاد تصرخ في وجه صديقتها، عندما اقتربت ليما وهي تبتسم لهن: -لا بأس جوري الكاميرات تصور الان يمكننا ان نجعله يفر مرعوبا قريبا جدا ولكن الان لدينا امر اخطر نظر كلا من جوري وتيماء الى ليما بتساؤل شديد، بينما قالت ليما بهدوء وهي تبتسم: -أظن أنني سأصاب بنوبة هلع من الكاميرات سأذهب انا الى المطبخ الان تيماء زفرت تيماء تنظم انفاسها وهي تحتضن صديقتها وتخبرها بهدوء: -حسنا لا بأس، خذي نفس عميق وستجدي دوائك في حقيبتك أومأت لها ليما بتفهم، قبل ان تنظر الى جوري وتودعها هي الأخرى، ثم توجهت الى غرفة تغيير الملابس لتغير ملابسها على عجل قبل ان تتجه الى المطبخ ما ان رأها كابر حتى قال لها بطريقة آمرة عملية: -هيا ليما لقد قام شبل بإعداد كل شيء من اجلك من غسل وتقطيع الخضروات وضبط التوابل وحتى تقسيم اللحوم ولكن اثر هذا على طهو الصلصة الخاصة به اذهبي إلى هناك وقومي بمساعدته، وملحوظة ليما مهما حدث لا تعترضي طريقه ابقي في ظهره للابد ابتسمت له ليما وهي تتوجه بسرعة إلى شبل قبل ان تسأله بهدوء: -هل هناك ما يمكنني أن أفعله؟ نظر لها شذرا ثم اكمل إعداد ما يقوم به وهو يعدل السماعات في اذنه ويكمل تقطيع الطماطم، نظرت له بتعجب وهي تشعر باختناق فلم يسبق ان عاملها بهذا الجفاء من قبل اتجهت صامتة الى البصل وبدأت تقشر به بسرعة على قدر المستطاع بينما بدأت دموعها تسيل منه لكنها أخذتها فرصة لتبكي، لاحظ شبل دموعها ليرق قلبه فتناول منها البصل وهو يقول بغلظة: -احضري خمسمئة وخمسين جرام من التوابل من هذه العلبة واحذري ليما لا تزودي او تقللي من الكمية حتى جرام واحد اومأت برأسها توافقه الرأي وهي تتجه ناحية علبة التوابل بينما عيونها معلقة به ما هو خطبه لماذا يعاملها بهذا الجفاء لكنها ابتلعت ضيقها وهي تكمل مهمتها بتركيز شديد بينما شبل كان يضع في اذنيه سماعات تعيد وتكرر نفس المقطع وهو عندما كانت ليما تخبر والدته أنه ليس رجل وبالتأكيد لن تتمناه زوجا يوما ما، كان مجروح الكرامة م**ور الفؤاد ذليل العين، هو باع الكون واشتراها بإختياره بينما هي لم تقم ببيعه حتى بل قامت بإلقائه وكأنه لا يساوي شيئا في سوق الرجال في الخارج كانت جوري تبحث بين الموجودين عن سليم ولكنه لم يكن قد جاء بعد كانت تنتظره على احر من الجمر حتى أتى كان يبدو وسيم للغاية بسرواله الرصاصي وهو يرتدي فوقه قميص اسود اللون وصديري بنفس لون السروال تتشابه رابطة العنق معهم والتي كانت على شكل فراشة وحذاء اسود لامع بينما صفف شعره القصير بعناية للخلف وما ان رأها حتى ابتسم وهو يقترب منها يحيطها بين ذراعيه بحب وهو يهمس في اذنها لانه كان يعلم انه لو تلاقت عيونهم سينهال من شفايفها يقبلها بشغف واشتياق ليقول بصوت هامس: -اهلا بزوجتي المستقبلية غصبت نفسها على الابتسام وهي تقول بصوت هامس تبحث بعينيها عن تيماء تبحث عن الشجاعة لتجد صديقتها تبادلها النظرات بينما تقف بجوار ايدن الذي حاوط خصرها بتملك لتشير لها تيماء بيدها تسألها ان كان هناك خطب ما، لتحرك رأسها نافية قبل ان تأخذ نفس عميق وهي تنظر لسليم قائلة بجدية: -اريد التحدث معك على انفراد من فضلك سليم نظر سليم لها يتفحصها قبل ان يومئ برأسه يوافقها وهم يتجهون الى الخارج، ساروا قليلا الى ان وصلوا الى مقعد حجري يكفي اثنان خلف المطعم ويطل على البحر لتجلس جوري اولا وهي تنظر بشرود الى البحر، ووقف سليم يراقبها للحظات قبل ان يجلس بجوارها وهو يسألها بحذر: -اذا ما هو الامر الخطير الذي يأخذ كل تفكيرك هكذا اخذت نفس عميق قبل ان تقرر ان تخبره بكل شيء: -انا لست فقيرة سليم، نعم أنني بسبب ظروف مررت بها عشنا حياة صعبة انا وتيماء لكنني غنية بل ابي من اكبر اثرياء لبنان نظر لها بعدم فهم وهو يجلس بجوارها: -لن اسألك لما خبئتي عني هذا الامر ولكن هل هذا سيؤثر على قرار زواجنا؟ انفجرت باكية للحظات وهو يربت عليها كانت صامتة تماما لكن من الواضح انها تعاني صراع داخلي بينما الاف الكلمات تتخبط بداخلها ثم استعادت رباطة جأشها قبل ان تقول بصوت هادئ: -توفيت والدتي وانا في سن صغير للغاية لم اكمل عامي السابع بعد، وتغير بعدها والدي صار الرجل الذي يهتم بمصاريفي وملابسي وتعليمي وفقط، نشأت معه مجرد دمية تحت أمره كل حياتي معه اوامر، وصرت امامه ضعيفة الشخصية وهشة لا رأي لي ولا كلمة بدأت دموعها تنساب على وجنتيها بهدوء: -حتى زواجي لأول مرة لم يكن اختياري، لم يكن بإرادتي بل كان مجرد صفقة من صفقات أبي وانا يجب ان اطيعه وكفى احتضنها بلطف وهو يقول بهدوء: -لا بأس حبيبتي فكلنا نفعل اشياء لا نرغبها من اجل ذوينا اجهشت مرة اخرى في البكاء وهي تنظر له قبل ان تقول: -هذه المرة الامر يختلف، سليم لقد جاءني عريس وسأسافر اليوم حتى اتمكن من رؤيته نظر لها بعدم تصديق وهو يسألها بتوجس خائفا من الاجابة: -هل تقطعين علاقتك بي جوري حركت رأسها نافية قبل ان تقول كمن تدافع عن نفسها: -لا بالطبع، بل اخبرك انني سأذهب الى لبنان اليوم لأحارب من اجل حبنا، سيكون الامر مستحيل فهذه هي المرة الاولى التي اقول لوالدي لا ولكن يجب ان تعدني سليم نظر لها سليم بحب وهو يسألها مستفسرا: -اي وعد جوري؟ تن*دت وهي تقول: -عدني ان وجدتني ضعيفة مهزوزة استمع لاوامر ابي واستسلم له، ان تأتي انت لانقاذي، لا تعتقد للحظة انني قمت بتركك فلو ناديتني سألبي النداء امسكها من ذراعها ليقابل وجهه وجهها ثم قال بتأكيد: -اعدك جوري لن تكوني لغيري ولن اكون لغيرك بعد الان ثم اثبت وعده بقبلة رطبة من دموعها الغزيرة قبل ان تبتعد بحياء وهي تنظر له: -هلا اخبرت تيماء وليما بعد رحيلي انني اسفة لتركهم دون اخبارهم؟ ثم انطلقت مسرعة الى السيارة التي كانت تنتظرها للذهاب بها الى المطار كانت كمثل سندريلا ذاب اثرها بعد ان انتصف الليل
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD