قبل قليل
امتعضت ملامح سالي التي استمعت لآخر مانطق به جلال لوالده : ارتاح انت... لأني ناوي انفذ طلبك وكل حاجة من اللحظة دي في ايدي....!
تراجعت سالي للخلف ماان رأت أخيها يغادر الغرفة بعيون متقده ووجهه ينفث النيران لتلتفت ناظرة لعامر... في أية ياعامر؟.... اية اللي بيقوله جلال ده
نظر اليها عامر قائلا : زي ماسمعتي من دلوقتي كل حاجة بقت في ايده ..
: يعني اية بقت في ايده ومين اداه الحق ده
هز عامر كافيه ببرود : خالي عمله توكيل بكل حاجة عشان يمسك الشغل لغاية ماصحته تتحسن بس وهو بيعمل كدة مكنش متوقع طبعا ان جلال يعرف الحقيقة
قطبت جبينها باستفهام : حقيقة اية بالظبط؟
: حقيقة اللي عملتوه في البنت اللي كان بيحبها زمان
اتسعت عليها مردده : عرف..!
نظر اليها عامر بعدم رضي... اه..
نظر بشماته لعيونها الزائغة ليكمل : ادعي ربنا بقي الموضوع يخلص من غير مايعرف ان ليكي يد فيه....!
ابتلعت سالي ل**بها بتوتر وهي تتذكر فعلتها...!
انها لاتحب جلال كأخت كبيرة فمنذ قدومه وهو مميز دائما ويحصل علي كل الاهتمام لكونه الوريث المدلل لأبيه وهي قد ورثت حب الثروة والمال كأبيها وقد أدركت باكرا مكانه جلال الواضحة كبديل لوالدها لذا جاهدت لابعاده بأي طريقة حتي عرفت ذلك اليوم الذي تشاجر فيه مع ابيها بشأن تلك الفتاة ليزداد حقدها فأن تزوج أخيها تلك الفتاه ستصبح ابنه السائق هي السيدة الاولي لكل شئ لذا شاركت عمتها تفكيرهم الشيطاني ونفذت خطتها كضلع ثالث مع ابيها وعمتها....!
:وبعدين ياعمتو هنعمل اية؟
: لازم نبعد البنت دي عنه باي طريقة...
هزت سالي رأسها وهي تفكر بتلك الدونية....!
فقد استدرجت زاهي ذلك اليوم بحجة ان جلال بانتظارها ومريض لتصعد الي المنزل الذي كانت تلتقي فيه معه بلا تفكير ولكنها تفاجأت بذلك الشاب المترنح من أثر السكر هو من بانتظارها وليس جلال...!!
مصير مجهول رتبته لها سالي بقلب بارد
تفاجأت زاهي بذلك الشاب يتجه نحوها لتتراجع للخلف وهي تهدر : جلال فين؟
ضحك الشاب عاليا : جلال...!
اقترب منها ورائحة الخمر تفوح منه ليقول بسفاهه : انا وجلال واحد
دفعته بعيدا ماان اقترب منها واستدرات لتغادر سريعا ولكنه امسك بذراعيها : علي فين ياحلوة..... ده حتي جلال سايبك ليا هدية وداع قبل سفره
لم تفكر لحظة بكلمات ذلك الحقير بل بقوة نزعت ذراعها منه وركبته بقوة ليسقط أرضا وساعدها سكره بالاغلب عليه .... واسرعت تغادر وقلبها يرتجف من ذلك المصير الذي رتبته لها تلك الفتاه وقد استطاعت النجاه منه ولكنها لم تكن تعرف بالمصير الأسوء الذي كان بانتظارها لدي نزولها ....
فقبل ان تتساءل عن مانطق به ذاك الشاب بالأعلى كانت قدمها تتسمر علي الارض حينما قابلت عيونها تلك العيون المنهزمة تنظر اليها بخذلان...! انه والدها الذي احضره شريف ووقف خلفه بمنتهى الجبروت و نبرته تشع كراهية وحقد وهو يقول : اهي بنتك يامحمود..بنتك المحترمه كانت فوق مع شاب
انهار العالم بعيون والدها وهو يتطلع اليها تلك النظرات بينما تابع شريف بتأنيب .. مش كفاية مقضياها مع ابني لا وكمان رجاله تانين.... اهي تربيتك ياسي محمود اللي طمرت فيها
انهالت دموعها كالشلال وهي تركض تجاه ابيها وتهز راسها.. لا يابابا.... لا متصدقش انا مش ممكن اعمل كدة....انا هفهمك علي كل حاجة
ابعد ابيها يدها بجفاء وتلجم ل**نه وهي ينظر اليها باحتقار لتقول : بابا صدقني انا معملتش حاجة... دي هي... هي اللي اخدتن.... صاحت سالي مقاطعه: اخرسي يابنت انتي....! انا مالي بيكي اصلا ...
: بابا... اوعي تصدق..
قال شريف باحتقار : اوعي يصدق اية.... اخرج من جيبه ذلك الهاتف ليشعه امام ابيها :اهي صور الهانم بنتك مع جلال.....
جحظت عيناها وهي تري صورها برفقته
لتهتف بانهيار : بابا انا وجلال متجوزين... متصدقش اللي بيقوله...
والله متجوزين... انا اه غلطت اني اتجوزته في السر بس والله ماعملت حاجة غلط.... باباااااا.... توقفت دقات قلبها باللحظة التاليه التي سقط بها والدها علي الارض وهو يمسك يقلبه فقد كانت صدمه قاتله له بالفعل .....
بابا....صرخت ببكاء هز أركان تلك المنطقه الهادئة... إسعاف حد يطلب إسعاف
أشار شريف بيده يوقف كامل حارسة الذي اندفع تجاه عم محمود...قائلا : مكانك..!؟
رفعت عيناها الباكية لتري تلك العيون تنظر اليها بتشفي وجبروت ..
حاول كامل التحدث : بس ياشريف باشا
هدر شريف بحزم :اسمع اللي بقول عليه...
توسلته زاهي : ابوس ايدك بابا بيموت...
انحني ناحيتها لينظر اليها تلك النظرة التي لن تنساها طوال عمرها قائلا بمنتهى الجبروت : مايموت....!
نظرت لسالي بعيون متوسلة ولكنها قابلتها بنظرات جبارة مثل والدها : عشان تبقي تبصي لفوق كويس.....
قال شريف :لو قربتي من ابني تاني هفضحك بالصور اللي معايا.... تاخدي ابوكي وتختفي في اي داهية..... ده أن كان فيه نفس تاخديه
بالفعل لفظ محمود أنفاسه الأخيرة بين ذراعيها وسط ذلك الشارع الساكن من كل شئ إلا من صوت بكاؤها....!!
زمت سالي شفتيها وهي تتذكر تلك الليلة ولم يمر خيط اسف واحد تجاه قلبها بل انها متعطشة للمزيد للانتقام من تلك الفتاه التي عادت فجأه لحياتهم وجلال الذي ظنت انها تخلصت منه بسفره....!
قالت بتوتر :وبعدين ياعامر يعني كل اللي عملناه هيضيع
التفت عامر ناحيتها باشمئزاز قائلا : اللي انتوا عملتوه... انا برا المواضيع دي من الاول
قطبت جبينها بغضب : وهو انا بعمل كل ده ليه مش عشان اامن مستقبل ولادنا
هتف عامر بحدة : ولادي مش محتاجين يأمنوا مستقبلهم علي حساب دم ناس... انا كفيل بولادي إنما الثروة اللي انتي طول عمرك بتجري وراها تخصك لوحدك
: عامر..... قاطعها بحدة : يكون في علمك عامر زهق وجاب آخره
: وهتعمل اية ياعامر بيه.... هتطلقني
هز راسه : ياريت اقدر... بس مضطر استحملك عشان ولادي
زمت شفتيها بغضب : والله متشكرة اوي لتضحيتك العظيمه ياعامر بيه اللي مقضيها مع كل واحدة شوية
نظرت اليه وتابعت : ولا تكون فاكرني نايمه علي وداني ومش عارفة باللي بتعمله من ورا ضهري وانا كمان مستحملاه
نظر اليها بعبث ومال تجاه اذنها : ماتعرفي... فاكراني خايف منك... لا ياقلبي انا بخونك وكل يوم مع واحدة شكل
لفحت أنفاسه اذنها وتابع : اصلي بصراحة مش، طايق المسك بقلبك الاسود ده....
نظر اليها بازدراء وتركها وغادر بتض*ب الارض بكعب حذائها وتسرع تجاه عمتها لتتحد معها للتفكير بحل لتلك الكارثة ان استولى جلال علي كل شئ....!
.......
......... بقلم رونا فؤاد
خرج جلال من الغرفة تاركا زاهي تطعم ابنها وعقله شارد في تلك الدوامات التي هجمت فجأه علي حياته من كل جانب و اطاحت بكل شئ وقلبت موازين.... فجأه انفتح الماضي بضراوه ليواجهه حقائق مؤلمه وأكثرها الما انه ظلمها... ؟
فجأه انقلب كل شئ... تلك المخادعه التي تركته قبل سنوات وخلفت كل وعودها معه من أجل حفنه من الأموال كما اثبت له والده كانت وقتها تتعرض لأكبر ظلم وقهر علي يد والده...!
حقيقة ظالمه اخري وهي انه لدية طفل لايعرف عنه شئ بل والاب*ع ان طفله ينادي رجل اخر ببابا.... رجل اخر وضعها تحت حمايته وكان احن عليها وعلي طفلها منه هو...!
..... ،
لقد اكتشف وجود طفله بالصدفه وكان يمكن أن يمر العمر ولا يعلم عن وجود طفله شئ...... انها ظلمته ايضا حينما اخفت عنه امر كهذا... هز راسه لايعرف هل هو من
عصف بها وبحياتها بظلم؟ ام انها من ظلمته بانانيتها لتخفي حقه بطفله وتلاعبت به.. ؟
انه يعرف عن ابيه ما يجعله لايصدقه..!
ويعرف عنها ما يجعلها صادقه بريئة....!
ضم قبضته بقوة وهو يعيد تذكر كلمات عاصم... إن ابيه هددها وصورها وهي برفقته ذلك الاب الذي يمكنه فعل اي شئ ليمنع اقتران اسم عائلته بها يمكنه فعلها بهذه السهوله ...!
لماذا لم تخبره بحقيقة ماحدث... ؟لماذا لم تلجأ اليه ليحميها من والده ومن العالم باكمله.. مازال يجهل الكثير من حقيقة ماحدث... لقد وضعه عا** علي اول طريق الحقيقية التي لابد وان يسمعها منها هي.....!!
نظر بساعته قبل ان يطرق الباب فقد ترك لها الوقت الكافي لإرضاع طفلها...
ضمت زاهي طفلها اليها بقوة حينما استمعت لتلك الطرقات علي الباب ليتأهب كل انش بها لمواجهته.... فأن عاد لأخذ طفلها فهو حالم ان تركته له....! مازالت تجهل من الأساس سبب هدوئه المفاجيء ولا سبب احضاره الطفل اليها.... ربما بسبب مزاج طفلها الصعب وكثرة بكاوءه فهو لا يتقبل الغرباء بسهوله ولا يكف عن البكاء الا بين ذراعيها او ذراعي عا** او علياء... فهم عالمه الصغير ولايعرف سواهم لذا ماان رأي احد سواهم يصرخ ويبكي بلا توقف فربما اشفق علي الصغير الباكي واحضره اليها.... نظرت حولها لتمسك بهذا الإطار الزجاجي الموضوع علي الكمود وتقف متأهبه للدفاع عن نفسها وطفلها من بطشه...!
لم يسمع جلال لها رد ولم يعيد الطرق مرة اخري بل أدار مقبض الباب وفتحه...!
نظر الي ارجاء الغرفة ليراها قد تراجعت لاحد الزوايا تضم طفلها اليها وتنظر اليه بنظرات مغموسة بالشراسه وهي تحمل قطعه الزجاج ...!
كانت خائفة منه علي طفلها يقرأ هذا بعيونها ولكنها حولت خوفها لقوة وشراسة ستواجهه بها ....!
يعرف ان لديه طريق ومواجهه طويلة معها ولكن ليس بيده شئ سوي الهدوء بعد ان غضب عليها بتلك الطريقة وجعلها تخاف منه....
تقدم ناحيتها بخطي هادئة وترت كل عصب بها ليتوقف امامها ينظر الي الصغير متساءلا بهدوء : نام..؟ !
خفضت عيناها تجاه طفلها الغافي علي كتفها وعادت لتنظر اليه مجددا لتقول بشراسه ماان مد يده تجاه الصغير : متقربش منه
نظر لعيونها ولتراجعها ليقول بنبره مطمئنه : سيبي اللي في ايدك دي عشان متتعوريش ومتخافيش
ظلت قابضه علي قطعه الزجاج بيدها ليقول بهدوء وهو ينظر لعيونها : بقولك سيبيها ومتخافيش يازاهي....!
نطقه باسمها بتلك النبرة بعد كل تلك السنوات جعلت تلك القشعريرة تسري بجسدها وتجعل أنفاسها تضطرب ليخطو خطوة اخري مقتربا وهو يقول : انا هاخده اوضته
هزت راسها وتراجعت خطوة اصطدمت علي اثرها بالحائط خلفها قائلة بنفي : ابني هيفضل معايا
قال بهدوء جعلها تتوجس من سببه : ماهو هيفضل معاكي بس احنا لازم نتكلم ومش هنعرف وانتي شيلاه كدة
خليني اخده... قاطعته وهي تبعد يده التي امتدت نحوها : مفيش بينا كلام...
نظر لعيناها قائلا : في بينا كلام كتير.... انا عاوز اعرف كل اللي حصل ...
ابتسامه ساخرة ارتسمت علي شفتيها وكأنه لايعرف....!
ألم يتركها هدية وداع لصديقه..!ألم يصورها وهي برفقته.. ؟!
عن أي حقيقة يتحدث وهو جزء، منها
قالت وهي تشيح بوجهها : وانا مش عاوزة اتكلم في حاجة دلوقتي ... انا عاوزة امشي من هنا
: تمشي تروحي فين؟
:بيتي
قال بتأكيد : بيتك بقي هنا
رفعت عيناها نحوه بنظرة متهكمه : فعلا...!ده علي اي اساس ياجلال بيه.... انت ناسي كلامك ليا من شوية
: كنت فاهم غلط....
نظرت اليه ليرفع يداه : هاتي الولد اوديه اوضته...وخلينا نتكلم
هزت راسها باصرار : لا... محدش هياخد ابني... ومش عاوزة اتكلم معاك في حاجة
زم شفتيه وبدأ صبره ينفذ ولكن حقها بعد ذلك اليوم الضاري ان ترتاح لعل بالغد يستطيعون التحدث بهدوء
ليهز راسه بعد لحظة من التفكير قائلا:ماشي يا زاهي
عقدت حاجبيها ناظرة نحوه لتجده ينظر نحوها ولكن عيناه القاتمه لاتفصح عن مكنونات ص*ره...!
نظرت اليه ليمد يده تجاه الطفل قائلا : هاتيه
كانت على وشك الرفض حينما قال بحزم وهو ياخذ الطفل من علي كتفها بينما بيده الاخري ينزع القطعه الزجاجه من قبضتها ويلقيها قائلا : تعالي عشان تطلعي اوضتك ترتاحي معاه
صعدت خلفه وض*بات قلبها تضطرب مع كل درجة لاتفهم شئ.... لماذا هذا الهدوء بعد تلك العاصفة .... انها تخاف ولاتدري ماذا يخبيء لها ولكنها مضطره للانقياد خلفه لان طفلها بيده.... فتح ذلك الباب الخشبي الانيق لغرفته ليضيء الانوار ويدخل ناظرا اليها لتتبعه الي داخل تلك الغرفة ذات الألوان الزاهية... ظلت واقفة بجوار الباب تنظر اليه وهو ينحني واضعا الطفل بوسط الفراش الوثير....
توجهه ناحيتها قائلا : هخلي الشغالة تطلعلك العشا... نامي وارتاحي عشان الصبح هنتكلم
لا تعلم هل يهددها او يملي عليها اوامره لاتعرف شئ سوي انها تريد أن تغادر ذلك المنزل هي وطفلها بأسرع وقت.....
ماان خطي بضع خطوات للخارج حتي توقف مكانه حينما استمع لصوت المفتاح وهو توصد الباب... انها لا تأمنه وخائفة منه ..! وحقها فقد كان كالثور الهائج اطاح بكل شئ بقوة غاشمه..
بعد دقائق رفضت فتح الباب للشغالة التي صعدت بالطعام قائلة : مش عاوزة حاجة
هز رأسة وأشار لنعمه بالانصراف تاركها لراحتها
دخل للغرفة المجاورة ليخلع سترته ويلقيها علي طرف الفراش متهاويا بجوارها علي ظهره ناظرا للسقف العالي...!
ماذا يحدث وماذا حدث وماذا وماذا... الالاف الأسئلة انطلقت براسه بلا هواده لم يوقفها سوي تلك الملامح التي فجأه غزت عالمه....! ليتكيء علي جانبه شاردا بها...!
تلك الجميلة الناعمه التي كان يحبها بجنون منذ أن وقعت عيناه عليها.......
لقد امتلكت قلبه وتغلغلت بكيانه بالرغم من كثرة النساء حوله الا انها الوحيدة التي اسرت قلبه وهي الوحيدة ايضا التي استطاعت تحطيم قلبه بجداره... ليتذكر اخر لقاء لهما لقد كان يشتعل غضبا بعد مشاجرته مع والده الذي رفض زواجهم رفضا قاطعا وهدده بحرمانه من كل شئ.... : وانا مش، عاوز منك حاجة..
قطب شريف جبينه ; يعني اية..؟
قال جلال وهو يخطو للخارج : يعني اشبع بفلوسك...بس زاهي انا هتجوزها مهمها عملت
امسكه شريف بقوة : علي جثتي اسيبك تتجوز بنت زي دي...
نزع جلال يده من يد ابيه : وانا مش هتجوز غيرها....
.. جلال... جلال
اندفع خارجا غير مبالي بنداء والده الذي ارتمي علي مقعده يلتقف أنفاسه فقد ظن ان تهديدة سيجدي نفعا ليتفاجيء ان ابنه ازداد عناد....
دخلت اليه اخته نجلاء وعلي وجهها ملامح الامتعاض : وبعدين ياشريف هتسيب ابنك يربط اسم عيلتنا ببنت السواق
حل ربطة عنقه قليلا قائلا : وعاوزني اعمل اية؟... هددته احرمه من كل حاجة ولا فرق معاه... ماانتي عارفة جلال عنيد وعمره ماهيرجع في قراره
رفعت حاجبها قائلة بتفكير : يبقي نبعد البنت دي عنه باي طريقة
نظرت الي أخيها وكلاهما ترك العنان لتفكيره الشيطاني لتقول نجلاء ; خلي بس انت حد من رجالتك يراقبها ويعرف تحركاتها ونقرر بعدها...
........ اسرعت زاهي بضع خطوات تخرج من الجامعه حينما اتصل بها جلال يخبرها انه بانتظارها بالخارج..
نظرت لملامح وجهه قائلة : اية ياحبيبي مالك؟
تحرك بالسيارة دون قول شئ لتجده يتجه الي ذلك المنزل الذي يلتقيان به منذ أن تزوجها قبل شهران ولكنها طلبت منه أن يتوقفا عن الالتقاء سرا حتي اعلان زواجهم فهي بكل مرة تكون معه وتعود لتري والدها يجتاحها ذنب رهيب وتقرر الا تقا**ه ولكنها تتراجع بكل مرة بسبب ضعفها امام حبه ....
التفت اليها وهو يري ترددها بينما قالت وهي تخفض عيناها : جلال احنا مش قلنا مش هنتقابل هنا تاني
امسك بيدها واجتذب عيناها لتنظر اليه قائلا: محتاجك يا زاهي
...... : مالك ياحبيبي في أية.. ؟
نظرت لعيناه قائلة : انت اتخانقت مع باباك
بسببي مش كدة.....انا عارفة انه مستحيل يوافق علي جوازنا
هز راسه واسند ظهره للخلف وجذبها الي حضنه قائلا وهو يقبل راسها : موافقته مش فارقة معايا في حاجة
رفعت راسها نحوه لينظر لعيونها قائلا: هاخدك ونسافر أمريكا... خالي عايش هناك وهبدا بالفلوس اللي معايا شغل صغير وهنعيش كويس
نظرت اليه بغصه حلق : هتسيب عيلتك بسببي...
هز راسه وجذبها لص*ره : انتي عيلتي وكل حاجة ليا...
وضع وجهها بين يديه قائلا : انا بحبك يازاهي ومش عاوز حاجة غير انك تكوني جنبي
نظرت لعيناه بعيونها التي اغروقت بالدموع وهي تقول : وانا كمان بحبك ياجلال.... بس انا خايفة.... باباك مش هيقبل ابدا حاجة زي دي
:قلتلك مش فارق معايا رأيه في حاجة.... زاهي انا مش عاوزك تخافي من اي حاجة طول ماانتي معايا..... انا هفاتح عم محمود في موضوع جوازنا وهقنعه انه يسافر معانا
قالت بتعلثم : بس.... يعني انت هتقوله اننا متجوزين
: لا طبعا... ولو علي كتب الكتاب هقوله اننا هنكتب العقد في السفارة..
ضمها اليه ومرر يداه علي شعرها الحريري هامسا : سيبي كل حاجة عليا ومتفكريش في اي حاجة طول ماانتي معايا...
..... انتهت كلماته بين شفتيها ينهل من رحيقها بلا هواده ويندثر غضبه والمه بين احضانها....!
تقلب للجهة الاخري يتن*د مطولا حينما عاد بذاكرته مرة اخري لصدمته بها....
لقد انتظرها مطولا في المطار بعد ان انهي كل ترتيبات سفرهم.... أغلق الهاتف بضيق فهي المرة المائة التي يتصل وهاتفها مغلق... تسرب القلق لقلبه ليتفاجيء بصديقتها امل تغدو بالسير ناحيته وتلقي بتلك الكلمات التي لم يستوعب حرف منها : اية؟
: بتتأسفلك وبتقولك سافر انت... مش،هتقدر تسافر معاك........ لم تكمل باقي كلماتها ليسرع خارجا والقلق يتشعشع بقلبه فمؤكد حدث شئ سيء لتعصف به الظنون طوال طريقه لمنزلها يظن ان والدها أصابه مكروة او هي....!
ماان قارب الوصول الي منزلها حتي
توقفت تلك السيارة السوداء الفارهه امام سيارته...
نزل منها شريف المهدي بهيبته المعهوده ليقف لحظة يطالع جلال الذي هددت ملامحه بغضب اهوج ظنا منه انه تعرض لها او لوالدها....
قال ببرود ; اية مسافرتش لية ياجلال ؟
التفت تجاه منزلها ثم عاو النظر لابنه متهكما : كنت مستنيه ؟!
هز راسه وتابع بسخريه : جلال المهدي واقف مستني بنت محمود تحن عليه وتسافر معاه بعد ماساب كل حاحة عشان خاطرها
سحق جلال أسنانه : بابا .!
أشار شريف بيده ليوقف جلال عن التحدث قائلا : خلاص... انا قلتلك اعمل اللي انت عاوزة ياجلال مش هتناقش معاك ....
نظر اليه جلال ليتابع شريف وهو يزم شفتيه :
وانا كمان عملت اللي انا عاوزة
عقد جلال جبينه : انت عملتها اية؟
قال شريف بجمود :معملتش ليها ولا اي حاجة ....انا بس حميت ابني .
رفع جلال حاجبه بترقب ليكمل شريف : انا اديتها هي وابوها قرشين عشان تبعد عنك.... هز كتفيه واكمل بينما يتابع تعبيرات ملامح جلال : واخدتهم ياجلال... باعتك بملاليم عشان بس تعرف ان ابوك اكتر واحد خايف عليك لما منعك تربط اسمك بواحدة زيها ميهمهاش حاجة غير الفلوس... اول ماعرفت اني حرمتك من ثروتي وافقت علي كام الف جنيه تطلع بيهم بدل ماتطلع من غير ولا حاجة .....
تجهمت ملامح جلال وهددت بعاصفة ليكمل شريف سريعا : مش مصدقني وعاوز تطلع بيتهم تتأكد بنفسك اتفضل.. مش هتلاقي حد اخدت ابوها ومشيت..... ولو برضه عاوز تسافر مش همنعك ... ابعد وفكر بعقل لوحدك هتعرف اني مش، عاوز غير مصلحتك.... انت ابن شريف المهدي لما تتجوز تختار واحدة تليق بيك وباسم عيلتك ..... كلهم في السرير واحد مش هتفرق بنت محمود عن غيرها الفرق ان اسمك تديه لمين ...
تركه بعد ان القي كلماته المسمومه التي نفذت لقلبه وعقله الذي انصدم بتلك الحقيقة فهي بالفعل اختفت هي ووالدها وخلفت وعدها معه من أجل حفنه من الأموال.....
عامان مضوا والوجع لايقل ولكنه تحول من وجع قلبه لوجع كرامته التي كانت لاتريد سوي الثأر منها لتلاعبها به ..... لقد بحث عنها ليشفي نيران كرامته ولكنه لم يصل لشئ ليقا**هاصدفه وينفتح الجرح بألم اكبر حينما وجدها متزوجه وهي ماتزال بع**ته وكل الظنون السئية تجتمع سويا... تركته من أجل الأموال والقت نفسها باحضان رجل اخر... ليجد نفسه ماهو الا ظالم ظلمها بعد ان صدق خديعه والده....!
اعتدل جلال جالسا يفرك وجهه بعصبيه وهو يتذكر تلك الذكريات..... ليتذكر كلمات عا** له.... خرج الشرفة وأشعل سيكاره يفكر.....
ابيه..؟! ابية هو مفتاح اللغز الذي حيرة طوال عامان....
الان باتت الأمور منطقيه اكثر.... هي لا تتركه من أجل أموال.... الان بات يستطيع الجهر بهذا الكلام الذي كان يخشي قوله لنفسه من قبل ويدافع عنها امام قلبه إلذي يعشقها... الان استطاع تفسير سبب بعدها.... ابوه هو من ابعدها ولم يكن هناك طريقة أقذر من الطريقة التي استخدمها
... توقف امام النافذة الزجاجية لتلك الشرفة المتصله بغرفتها لينظر من خلالها اليها علي نور الغرفة الخافت
... فتح الشرفة بهدوء ودخل الي غرفتها من خلال النافذة ليتوقف قليلا امامها وقد نامت وهي تحتضن طفلها بكلتا يديها....!
جثا علي ركبتيه امام الفراش ناظرا نحوها وكانه يستعيد ملامحها وذكرياته معها التي لم تفارق خياله ولكنه كان يندم عليها ع** الان يريد تذكر كل لحظة برفقتها ليذكرها بها بعد ماحدث... لديهم الكثير والكثير ليتحدثوا به ولكن اولا امامه الكثير ليفعله قبل حديثهم....!
نقل نظره بينها وبين صغيرها الذين كانوا بلا حول ولاقوة امام بطش ابيه...!
.... طال مكوثة يتأملها ويتامل الصغير الغافي بجوارها حتي بدأت الشمس تنثر اشعتها لينظر الي ساعته الانيقة يجدها تشير للسادسة....
نظر اليها قبل ان يغادر ولكنه لم يستطع ان يقاوم رغبته بتقبيل شفتيها بالرغم من كل مايدور براسه الا انه يعرف ان تلك القبله كفيله لتهدئة نيران عقله المشتعل لينحني بهدوء طابعا قبله ناعمه علي طرف شفتيها تنفس أنفاسها مغمض عيناه يسحب نفسها عميقا من رائحتها التي اشتاق اليها قبل ان يغادر سريعا ويغلق النافذة....
....
ارتدي بدلته السوداء الانيقه بقميص مماثل ليخرج الي سيارته مناديا ناصر الذي اسرع ناحيته..... : ناصر ابعت حد يجيب الحاجات دي ويديها لنعمه...
تناول ناصر الورقة التي دون بها جلال الكثير من الأشياء والمستلزمات الخاصة بالأطفال والتي مؤكد ستحتاج اليها ليقول : خليها تطلعهم للهانم لما تصحي وتاخد بالها منها كويس ولو في اي حاجة تكلمني
: تمام ياباشا
فتح باب سيارته وأشار لناصر قائلا : نبهه علي حامد مفيش حد يخرج ولا يدخل الفيلا
; اوامرك ياجلال باشا
......
...