-لا تقل لي اهدئي لقد استطاعت ربيبةُ الأزقة بالإيقاعِ بهِ وجعلهِ يتزوجها
هتفت فِداء بنبرة غاضبة وهي تصيح بها:
-تحدثي جيداً ما الهراء الذي تتفوهين بهِ يا هذه؟
التفتت لها ريم وعينيها تقدحانِ بالنيرانِ لتهتف بها بنفسِ النبرة:
-مَن أنتِ أيتها الو**ة ولما تتدخلين؟
اتسعت عيني فِداء بقوة وقد استعدت بجسدها للانقضاضِ عليها مُصرخةً وهي تقترب منها:
-ماذا مَن هي الو**ة أيتها الشمطاء؟
سارع أيمن بالوقفِ أمامها وهو يحول بينها وبين ريم التي أجفلت مِن هجومِ فِداء عليها لتتراجع خطوةً للوراء وهي تُردد بفزع:
-ما هذا ما الذي تفعلينه؟
هتف أيمن وهو يحاول تهدئة فِداء قليلاً:
-اهدئي قليلاً فِداء ريم مِن فضلك يكفي هذا الكلام الآن
استنكرت ريم ما يحدث وهي تُصرخ بهِ بغضب:
-ماذا تفعل أيمن ومَن هذهِ لتتدخل هل تقم بإسكاتي مِن أجلها ا****ة على ما يحدث، ولما تتدخلين أيتها الحرباء؟
حسناً الآن قد بلغت الروح الحلقوم وهذا الحاجز بينهما لن يستطيع الوقوف أمامها وهذهِ الحقيرة قد وضعت نقطة النهاية وهي قتلها حية الآن. دفعت أيمن جانباً وهي تنقض عليها وفي لحظةٍ لم تشعر ريم بحالها إلا وخصلات رأسها بين يدي فِداء التي ألقت بالملفاتِ جانباً لتقبض عليها وهي تتحدث مِن بينِ أسنانها:
-مَن هي الحرباء أيتها الو**ة سأريكِ.
انقضت فِداء عليها لتقوم بإسقاطها أرضاً لتقبع فوقها وهي تُمزق خصلاتَ رأسها بينما لسانها لا يتوقف عن إطلاقِ السُباب واللعنات فوق رؤوسها والثانية لا يسعها سوى الصُراخ الذي أتى على إثرهِ كل الموظفين لمُشاهدةِ ما يحدث.
حاول أيمن فض النزاع بين الاثنين إلا أن فِداء كانت كالعلقة التي تتمسك بها ليقوم أيمن بالإمساك بخصرِ فِداء وهو يهتف بها بنبرة حادة:
-فداء توقفي يكفي هذا
لم تكن الثانية بوعيها وهي تستمع إلى هذهِ الكلمات التي تأتي مِن أيمن بل كل ما تراهُ أمامها الآن هو هذهِ الشمطاء فريسةً لها وهي لن تردد للحظة مِن أجل قتلها والتخلص منها بسبب لسانها الوقح:
-سأريكِ مَن هي ربيبةُ الأزقة أيتها الو**ة، تتطاولين على شقيقتي وأصمت لكِ أيتها البلهاء والله لن يُخلصكِ أحداً مِن بين يديّ
تمكن أيمن مِن رفعها مِن فوقِ الثانية التي احمر وجهها مِن الصفعات وأصبحت بحالة رثّة وكذلك فِداء التي تشعث حجابها وهندامها بسبب مقاومةِ ريم لهجومها عليها. صاح أيمن وهو يقوم بإبعادها مُردداً:
-كفى فِداء اتركيها
قام بوضعها جانباً ليقف حائلاً أمامها بينما هي تلهث بعنفٍ وهي تتحدث بهيئتها المُشعثة بينما العديد مِن الموظفين قد تجمهروا أمام المكتب فاليوم حافلاً بالعديد مِن الأحداث فهذهِ المرة الثانية للسيدة ريم التاجي بالمُشاجرة مع أحدهم ولكن هذهِ لم تتردد لحظة مِن أجل ضربها ليعلم الجميع أثناء العِراك أنها تكون شقيقة السيدة نغم زوجة الرئيس:
-لن أفلتكِ أيتها الو**ة حتى تتحدثين عن شقيقتي مرة ثانية بهذهِ الطريقة
نهضت ريم وهي تصيح بغضبٍ أ**د مُتوعدة وهي تُطلق السُباب والتهديدات:
-لن أعجب مما تفعلين الآن عرفتُ السبب لأنكِ شقيقة هذهِ اللقيطة الحرباء أنتم لا تعرفون سوى الهمجية والحقارة لقد أخبرتُ زين مِن البداية أن يقوم برفدِ شقيقتكِ وهو مَن تمسك بها هو السبب في بقاء الحثالة أمثالكم بهذهِ الشركة.
التفت أيمن وقد ضاق بهِ ذرعاً مما يحدث خاصةً حينما أوشكت فِداء للانقضاضِ عليها مرةً ثانية وهي تتحدث مِن بينِ أسنانها:
-ولا تزال تقول أننا حثالة
هذهِ المرة صدح صوت أيمن بقوة وهو يهتف بحدة مُحذراً ريم:
-ريم توقفِ عن هذا الهراء وانصرفي الآن أنتِ لا تصمتين ويبدو أن الغباء لا يترككِ وشأنكِ يكفي كل هذهِ الإهانة
صرخت بوجههِ وهي تحمل حقيبتها المُلقاةِ أرضاً لتخرج وهي تتوعد:
-لن أصمت عما حدث وسأقوم بتقديم بلاغاً بالشرطة باعتدائها عليّ ولتُرني كيف ستُفلت منها هذهِ القذرة
أنهت كلماتها لتهم فِداء بضربها ثانيةً إلا أن أيمن قد صرخ بوجهها بغضبٍ شديد وهو يوقفها:
-توقفِ أنتِ الأُخرى ما بكِ
دفعتهُ فِداء وهي تُردد بنبرتها المشحونة بالعصبية:
-دعني أنتَ الآخر ولا شأن لك
التفت هو إلى الموظفين المُتجمهرين ليهتف بهم بصوتٍ جهوري آمراً:
-الجميع إلى العمل إلام تُحدقون انصرفوا
أنهى كلماتهِ وهو يُغلق الباب بوجههم ليلتف عائداً إليها ليراها تقوم بفك وشاحها وهي تُناولهُ ظهرها حتى لا يرى خصلاتها، قامت بلفهِ ثانيةً كيفما اتفق وهي تُهندم ثيابها لتلتقط الملفات بين يديها وهي تهم بالانصراف. أفاق مِن فضولهِ القاتل الذي كان يدفعهُ للتقدم نحوها لرؤية هذهِ الخُصلاتِ المُستترة ليُقطب حاجبيهِ وهو يراها تتخطاهُ دون أن تُوجه لهُ كلمةً واحدة إلا أن كلماتهِ قد أوقفتها وهو يُردد بتساؤل:
-هل تستطيعين أن تُفسري ما الذي حدث الآن؟
تحدثت بنبرة جامدة بها بعض الحدة:
-الذي حدث هو ما كان يجب أن يحدث؟
تابع أيمن مِن بين أسنانهِ وهو يهز رأسهُ يأساً منها بعد أن أدرك ما الذي تنوي ريم فعلهِ بها:
-أنتِ لما لا تفهمين كل ما حدث الآن هو خطأ ما كان يجبُ عليكِ التسرع والاندفاع بهذهِ الطريقة بدلاً مِن أن تستردي حقكِ وبكل هدوء لقد قمتِ بتوريطِ نفسكِ بمُشكلةٍ أُخرى
لوت فِداء شفتيها بتهكم وهي تهم بالرحيل مُرددةً بنبرة مُبالية:
-فلتفعل ما تشاء لا يهمني الأمر
أغمض عينيهِ بنفاذِ صبرٍ منها ليُتابع بنفسِ النبرة:
-لما لا تفهمين وتتعاملين مع المر بهذهِ البساطة أنتِ لا تعرفين هذهِ المرأة مثلي، لن تتردد للحظة مِن أجل أذيتكِ فِداء ولن يقف أمامها شيء وإن كانت منذُ لحظات قد أطلقت الوعيد بالشكوى عليكِ فستقوم بفعلها إنها شيطان.
قطبت فِداء بين حاجبيها وهي تتساءل بغيرِ فهم:
-أليست هذهِ ابنة عمك لما تُخبرني بكلِ هذا وإن كانت سيئة إلى هذا الحد لما تُحافظون على بقائها بالشركة بينكم
لوا فمهِ بتهكم وهو يُجيب هذهِ المرة:
-ربما مِن الفضل لو تسألين زوج أختكِ عن هذا الأمر فهو الرئيس لا أنا
تسلحت معالمها بالبرود وهي تُلقي بكلمتها الأخيرة قُبيل أن تتحرك مُبتعدة:
-لا يهمني ولا دخل لي بالأساس سأنصرف الآن حتى أقوم بعملي
تن*دت بحدة مُستسلماً وهو يتركها للرحيل:
-حسناً كما تُريدين لكن تذكري بأن ما حدث لن يمر مرورِ الكِرام لقد قمتُ بتحذيركِ وأنتِ لا زلتِ تستهزئين منها
لم تتفوه هي بكلمة واحدة لتنصرف مُبتعدة بينما هو يلعن مِن تحتِ أنفاسهِ على رأسها اليابس وما الذي سيُفضي إليهِ عِنادُها هذا وبكل تأكيد ريم لن تتركها وشأنها وهو الأدرى جيداً بما تستطيع هذهِ القيامُ بهِ مِن أجل التخلص مِن فِداء وهذا هو ما لن يسمح بهِ مهما كان السبب الذي يدفعهُ لهذا.
تحرك ليخرج مِن المكتب ليقوم بالبحث ِ عن ريم ليتساءل أمام أحد الموظفين:
-أين ذهبت السيدة ريم؟
أجابهُ واحداً وهو يُردد بطواعية:
-لقد انصرفت سيدي بعد المُشاجرة التي حدثت
أومأ لهُ ليُعاود الرجوع لمكتبهِ وهو يُغلق الباب خلفهُ إلا أن سكرتيرتهُ الخاصة قد دلفت قُبيل غلقِ الباب لتهتف به:
-سيدي لقد تمت مُراجعة هذهِ الملفات وفقط ينقصها توقيعُك
هتف بها أيمن بنزق:
-حقاً سهام بالله هل ترينني الآن مُتفرغ لما تقولين؟ اتركي هذهِ الملفات جانباً على سطحِ الطاولة وانصرفي
أنهى كلماتهِ ليقوم بإخراجِ هاتفهُ النقال وهو يحاول الاتصال بهذهِ اللئيمة لتخرج الفتاة مِن الحُجرة وهي تُغلق الباب خلفها بينما هو على الطرفِ الآخر كان ينتظر السيدة المُبجلة للإجابةِ على اتصالاتهِ بها لتتكرم وتُجيب بالنهاية:
-ما الذي تريده؟
حاول التحدث بهدوءٍ قائلاً:
-فلنتفاهم ولا داعي لما تريدين القيام به
تحدثت بحدة وهي تضرب على مقودِ السيارة مُرددة:
-هذهِ الحثالة سأجعلها تدفع الثمن حتى تتعلم جيداً ألا تتطاول على أسيادها ولا تحاول الدفاع عنها أمامي أبداً فهمت!
أجابها هو بنبرة حادة مِن بين ِ أسنانهِ:
-كفى ريم لا تنسي بأنكِ مَن بدأتِ هذهِ المُشاجرةِ أولاً
صاحت بحدة بالهاتف الذي كانت تضعهُ أمامها وهي تتحدث مِن خلالِ المُكبر:
-وليكن بأنني مَن بدأت بالسباب هي مَن حاولت الاحتكاك بي لذا ستدفع ثمن ما فعلت
تحدث مِن بينِ أسنانهِ بغيظٍ قائلاً:
-أيتها الغ*ية تصرفاتك هذهِ ستُزيدُ الأمر سوءاً مع زين لا تنسي بأنها شقيقة زوجته وحينما يسألها ما الذي حدث بالتأكيد ستقول لهم كل ما قلتهِ أنتِ بحقهم وبهذهِ الحالة زين لن يصمت أبداً بل إن شراكتكِ معهُ سوف تهتز لذا أفيقي وفكري قليلاً بما ستفعلين.
توترت قليلاً مِن حديثهِ الذي قد استطاع مِن خلالهِ بث القلقِ بها إلا أنها قد تحدثت بعنادٍ قُبيل أن تُغلق الهاتف بوجهه:
-أياً كان ما يحدث لن أتراجع وداعاً.
أغلقت الهاتف ليقوم الثاني بإلقاءِ هاتفهِ أرضاً هذهِ الغ*ية ستُحطم كل مُخططاتهِ حتى وإن اتخذ زين إجراءاً ضدها بالفعل فسيقوم بشراءِ أسهمها أو عرضهم لأحدٍ آخر وهو ما لن يسمح بهِ أبداً لأن هدفهِ مِن البداية هي هذهِ الأسهم ولن يسمح لغيرهِ بالحصولِ عليها حتى يشتد أزره بالشركة لذا هو الآن يدور بحلقةٍ مُبهمة لا يدري ما الذي سيحدث فقط كل ما يملكهُ هو أن يحاول إقناع هذهِ الحمقاء بالعدول عن قرارها وإلا سيخرب كل شيء.
على جانبٍ آخر.
كان الجميعُ يقبع بالسيارة التي تحمل ثلاثتهم إلى سكنهم الجديد تتبعهم الحافلة التي تحمل بعضاً مِن الأثاث، كان الجميعُ ساهماً كلاً بعالمهِ ولكن المشكلة الأساسية هي واحدة لم تتغير يتشارك بها الكل.
حانت مِن حسام نظرة خاطفة بالمرآةِ نحو شادن التي كانت تستند برأسها على زجاج نافذة السيارة بينما عينيها تغوصان بعالمٍ مِن اللاوعي شاردة بحزنٍ وان**ار ليغمض عينيهِ بإرهاقٍ وكلماتِ والدتهِ تُعاد على أذنيه.
عودة لوقتٍ سابق.
بعد أن ألقت فادية بجملتها التي كانت كالقُنبلة تصنم كلاهما أرضاً وهما يُحدقانِ بها بغيرِ تصديقٍ وكلاً فاهُ مفتوحاً لا يقدر على غلقهِ مِن فرطِ الصدمة ليُردد حسام بحدة ودهشة:
-كيف تقولين هذا أمي نحن إخوة في الرضاعة هذا باطل؟
قطبت بين حاجبيها وهي تنهض مِن جوارِه لتتحدث معه بداخل حجرتهِ وهي تهتف بهِ ليتبعها:
-ابني لنتحدث سوياً اتبعني للحجرة وبعدها سأعود إليكِ حتى أُحادثكِ أنتِ الأُخرى
قالت جملتها الثانية لها وهي تُحدق بها بمعالم باردة مقهورة على ما أوصلتهم إليه. تحركت بخطواتها نحو الداخل وهو في إثرها لتقوم بغلقِ الباب وهو يقف مُترقباً ما الذي ستُلقيهِ على مسامعهِ والذي يبدو واضحاً بأنهُ لن يمر مرور الكِرام ولن ينال إعجابهُ البتة.