البارت 2

2200 Words
ابتلعت ماجدولين ريقها بصعوبة وقالت و هي تتشبث بهاتفها بيدين مرتعشتين قائلة: مممم... مم.... ماما!!!. حسنا آخر ما توقته هو ان تتصل بي أمي بعد ستة سنوات من اختفائها دون أن تحاول الاتصال بنا والاطمئنان علينا انا وأخي، لدرجة اننا اعتقدنا بان شيئا ما قد اصابها، ما جعل اخي وابي يبحثان عنها في كل مكان من الممكن ان تتواجد فيه ولكن بدون فائدة. ضحكت ماريا من صدمة ابنتها التي ظهرت من خلال ردها المتلعثم على الهاتف وقالت: هههه مالك اتخضيتي كدا ليه، بس كويس انك لسا فاكرة صوت مامتك. اختفت ملامح الصدمة من وجه ماجدولين ليكفهر وجهها وقالت: مامتي؟!!... الي سابتنا ست سنين من غير سبب ومن غير ما تسال حتى علينا... طب ايه الي فكرك فيا دلوقتي؟. ابتسمت ماريا بخبث وقالت: عجبك القصر مش كدا؟. ذهلت ماجدولين وقالت: انتي عرفتي ازاي اني.... قاطعتها ماريا: مش مهم عرفت ازاي.... المهم هو الي عايزاه منك انك تعمليه، انتي مش هتسيبي القصر دا نهائيا. ماجدولين : ايه؟!!.... ماريا : الي سمعتيه يا لين....لو نفذتي كل الي قلك عليه بالحرف القصر دا هيبقى ملكنا احنا. ماجدولين : انتي شكلك اتجننتي خالص، بصي الناس دي طيبة جدا لولاهم مش عارفة كان هيجرالي ايه، انا مستغربة من كل الي كنتي تقوليلنا عنهم حاسة انو في حاجة غلط مستحيل ناس بالطيبة دي تعمل الي حكيتي عليه معاكي زمان، قبل ما اعرف الحقيقة مستحيل أخطي خطوة ضدهم. ماريا وقد انتابها الغضب: افهم انك مش مصدقة الي قلتو وعايزة توقفي في صف الغربة دول الي مالكيش الا ثلاث ايام معاهم يا خسارة تربيتي ليكي يا ماجدولين سردار. ماجدولين: يا ماما مش قصدي والله بس انا..... قاطعتها ماريا مهددة وهي تقول: من غير بس، اسمعيني كويس يا ماجدولين انتي هتلاقي طريقة وتخلي امجد يتجوزك والا هتدخل انا واجوزكم بالعافية سمعاني. صعقت ماجدولين من الذي تفوهت به والدتها للتو وقال صارخا متناسيا انها في الليل وقصر اهله نيام: ايييه!!!!. مهلا لحظة انا اتزوج مكعب الثلج، لحظات ظهرت فقاعات التخيل فوق راسي وانا ارى نفسي في غرفة نوم بفستان الزفاف وهو ببدلة سوداء وكل منا يصوب رشاشا ضخما نحو راس الآخر.....لالالالا مستحيل لا احد منا يطيق الآخر كيف لو نتزوج هذا مستحيل. ماجدولين: مستحيل الي بتقوليه دا مستحيل يتم....على جثتي اجوز واحد زي دا. ماريا:.............. ا****ة اغلقت سماعة الهاتف دون ان ادرك، رباااه لما من بين جميع الشباب تريد ان تزوجني بذلك البارد لما لم تقل تيم مثلا، لطيف ووسيم صحيح انه ليس بوسامة امجد ولكنه وسيم ويعاملني بلطف ولم يعارض فكرة اقامتي عندهم.... ولكن ماذا لو نفذت تهديدها يا الهي، اشعر بالجوع الآن لا تستغربو فهذه انا كل ما ينتابني التوتر تزداد رغبتي بالاكل، ترى اين كان المطبخ كيف سأجده الآن في هذا القصر الكبير. خطت ماجدولين داخل القصر وهي تحك في مؤخرة رأسها وتلتفت يمينا وشمالا وهي تتساءل اين يقع المطبخ، ثوينات فقط وبدات سمفونية بطنها التي اجادت العزف، اجلال لسيد المشاعر القاتلة ألا وهو الجوع، اوووه انا جائعة حقا سأذهب من اليمين لاني كنت ارى مدبرة المنزل زينات تتردد كثيرا الى هذا الاتجاه، يا لفخامة هذا القصر، اخيرا وجدت المطبخ لاختصر على نفسي عناء البحث....حسنا انا احب البيض مع الطماطم لنرى ماذا لديهم في الثلاجة اولا. في تلك الأثناء دخل امجد المطبخ يبحث عن الماء كي يروي عطشه ولم تنتبه ماجدولين لدخوله وقف خلف باب الثلاجة يراقب ما تقوم به بصمت وهي تحدث نفسها لاحظ أنها اوقعت حبت طماطم ارضا دون ان تنتبه عليها فدنى لكي يحملها. "هل لديهم آيس كريم شوكولا...ساتحقق في الرف العلوي".قالتها ماجدولين وهي تهم بفتح باب الثلاجة العلوي لينهض امجد في نفس اللحظة ويصطدم رأسه بذلك الباب انتفض جسم ماجدولين هلعا مما جعلها توقع البيض ارضا وبعض منه وقع فوق قدمي امجد ولكم ان تتخيلو وضع امجد الآن. كنت ساصرخ من الهلع الى أن نظراته المميتة التي حدجني بها الجمتني و جعلتني اتمنى لو انني لم اولد قبل هذا اليوم، لقد كان ينقل النظرات لقدمة التي اتسخت بالبيض الذي **ر فوقها ممسكا بجبينه التي ضربت بباب الثلاجة ثم يرفع بصره نحوي، حاولت ان ابحث عن كلمات تسعفني في هذا الموقف ولكن حتى الكلمات خانتني ولم اجد ما اقوله، كان يرمقني بنظرات حادة جعلت فرائصي ترتعد خوفا منه، اخيرا وبعد عناء من التفكير اخرجت تلك الكلمتين وانا اجاهد مع احبالي الصوتية:"أنا... أنا اسفة ". زفر امجد بحنق وقد ازدادت سرعة علو ص*ره وانخفاظ كاسد ينوي ان ينقض على فرسيته ، صر على اسانه ثم قال وهو يهم بالتقدم نحوي:" انتي..." وقبل ان ينهي كلامه، كانت قدمه قد اخذت طريقا نحوي بانزلاقها، اثر مشيه فوق البيض الذي غفل عنه ، ليصطدم بي ونقع كلينا ارضا. يا الهي هذا اسوء يوم في حياتي طبعا ان غضينا البصر عن اليوم التي كدت ان أُغتصب فيه، امجد لوح الجليد ذاك قد انزلق بسبب البيض الذي اسقطته انا، بعد ضربه دون قصد مني بباب الثلاجة، ناهيك عن اسقاط البيض فوق قدميه مما ادى الى تلطيخها..... مؤخرتي الحبيبة التي قبلتها الارض بشدة وراسي الغالي الذي ارتطم بالارض، هل يمكن ان يحدث شيء اسوء من هذا. " ايه الي بيحصل هنا " ليتني اوقفت عقلي قبل ان يفكر بهذا، اعني هل كان علي ان افكر باسوء شيء لتظهر السيدة جنات فجاة من العدم وتجدنا في هذا الوضع المحرج في وقت متاخر من الليل، من يرانا سيعتقد اننا....حسنا انتم تفهمون ما اعنيه، "Tanrım bu utanç verici" تمتمت وانا اخفي وجهي بيدي، لتبدا عصافير بطني بالتغريد والغناء من جديد، هذا اكثر يوم محرج تعرضت له، ازحت احد اصابعي لالمح امجد ينهض من فوقي واكاد اقسم انني لمحت لوح الثلج ذاك قد رقشت شفتاه ببسمة جانبيه اخفاها بسرعة. غادر امجد المطبخ دون ان يقول شيئا ليتركني وحدي في وجه المدفع، لم استطع اخفاء ضحكاتي حين رأيته يخلع حذائه مضطرا كي لا يتسخ الأرض وعاد الى غرفته حافي القدمين بعد ان شرب الكثير من الماء لعله بذلك يخمد نيران غضبه المتاججة. بقيت انا والسيدة جنات في المطبخ، رويت لها ما حدث بالضبط متعذرة عن تسببي في هذه الفوضى التي المت بالمطبخ، ساعدتني في تنظيف الارضيه وجمع حبات الطماطم المتناثرة، تحت غناء معدتي طبعا وضحكات السيدة جنات عليها، ليتلون وجهي بالوان قوس قزح من الخجل. الحت السيدة جنات على اعداد وجبة خفيفة لي كي تسد جوعي....ما حدث هذه الليلة جعلني اتوتر كثير وهذا يعني زيادة جوعي اضعافا مضاعفة، بقينا نتحدث ونتسامر ريثما تجهز وجبتي. ماجدولين: هو ممكن اسألك سؤال؟. السيدة جنات: طبعا يا حبيبتي اسألي. ماجدولين: هو ليه امجد عامل كدا قصدي مش زي اخواتو لمار وتمارا ولجين ولا زي تيم ، مكشر على طول وما بيضحكش بحسو كدا شخصية غير اجتماعية خالص. تنتهدت السيدة جنات وقد اكتسى وجهها الحزن وهي تسترجع مرارة ذكريات ماضٍ اليم وقالت: الحقيقة يا ماجدولين انا ام تيم ولجين، بس ربيت امجد ولمار وتمارا كانهم ولادي، كبرو مع بعض وبقو زي لخوات. ذهلت ماجدولين وقالت: بجد!! انا كنت فاكرة انك مامتهم. السيدة جنات: أمهم كانت اعز صحباتي وابوهم ابن عم وليد. ماجدولين : وايه الي حصلهم.؟ السيدة جنات : قبل 24 سنة يزن قرر يسافر لكندا بطلب من وليد عشان يوقع عقد شراكة مع شركة اجنبية هناك وتولين ما رضيتش تسيبو يسافر لوحدو وراحت معاه وانا اتكفلت بتمارا ولمار كان عندهم سنتين بس و امجد كان عندو 9 سنين كان ولد يهب الهزار والضحك وعلى كول مع اصحابو شهاب وجود وتيم ما يفارقوش بعض من هم صغيرين كان متعلق بمامتو اوي ، اصر يروح معاهم بس مامتو رفضت وطلبت منو يفضل جنب اخواتو البنات زي ما كانت بتوصه عليهم قبل ما تموت ، بعد كم يوم جانا خبر عن انفجار حصل قريب من الفندق الي كانو قاعدين فيه سبب انهيار ثلجي وكان في ضحايا كتير واكتشفنا انو يزن و تولين كانو هناك.... قعدو يدورو عليهم لمد اسبوعين وليد راح هناك و اصر على انهم يفضلو يدورو بس من غير فايدة ما قدروش يلاقوهم ناس كتير شهدت على وجودهم هناك وقت الحادثة، بعدها اعلن عن وفاتهم هناك، وليد حمل نفسو مسؤولية موتهم وفضل حابس نفسو فقوضتو وامجد من الصدمة فقد الكلام لشهر و تازمت حالتو النفسية جدا ما كنتش عارفة اعمل ايه القصر مر بحالة صعبة جدا، كان لازم اطلع وليد من الحالة الي كان فيها الاول عشان هو الوحيد الي هيقدر يساعد امجد وفعلا وليد اعتبر انو تربية ولاد تولين ويزن دين عليه وهم امانة سبهولنا، بعد شهرين من الحادثة قدر امجد يرجع لحالتو الطبيعية من جديد بس ما رجعش امجد القديم الي كان يحب يهزر ويضحك ويلعب، انا حتى مش فاكرة اخر مرة شفتو يضحك فيها. ماجدولين: يااااه بجد حاجة بتوجع القلب الي مريتو فيه ماكنش سهل والله. السيدة جنات: فعلا، بس الحمد لله على كل حال. ماجدولين : عشان كدا لجين قالتلي انو وليد بيه منعهم من انهم يسافروا ويبعدو عنو. السيدة جنات : لا مش دا السبب، السبب كان.... وقبل ان تنهي حديثها قاطعنا دخول السيد وليد قائلا: أظن الوقت تاخر جدا عشان تاخدو وتدو فالكلام كدا.... ولا ايه رايك يا ام تيم مش وراكي اشغال بكرة. قالها بنبرة من الانزعاج ولا ادري لما شعرت انه يريد منعها من اخباري السببب في منع اولاده من السفر هكذا فهم لا بفتقرون للمال، كان ينظر الي بشكل غريب جدا لم افهم معناه، غادرت السيدة جنات بعد ان انهت اعداد طبق البيض والطماطم الذي احبه كثير منذ صغري، بعد ان اوصتني بشدة كي انهه كله. ?????? في الصباح الباكر اجتمعت العائلة على المائدة الفطور كالمعتاد يترأسها السيد وليد لتليه السيدة جنات على اليمين وتيم شمالا وبجانبه لجين وتمارا التي تجلس مقابلة للمار التي اتخدت مقعدها بجانب السيدة جنات اما امجد فكان يجلس بجانبها، بعد دقائق انضمت اليهم ماجدولين التي كانت تكافح النعاس الشديد الذي كان ينتابها، طبيعي ان تشعر بالنعاس عندما تنام على الساعة الثانية صباحا ثم تستيقض بعد نوم خمس ساعات فقط، فالجسم يحتاج للنوم والراحة في الليل على الاقل لمدة 7 ساعات متواصلة لما فيه من فوائد صحية تعود على الجسم كتنظيم نسبة السكر في الدم. جلست ماجدولين على المقعد المقابل لمقعد أمجد وهي تحاول قدر المستطاع ان تتحاشى النظر اليه، فما حدث البارحة لم يكن سهلا والغريب انه لم يبدي اي ردة فعل اتجاهها، شرعت في تناول فطورها بهدوء، بعد دقائق قطع السيد وليد الصمت الذي ساد المائدة مناديا: امجد. امجد: أؤمر يا عمي. السيد وليد: انت لقيت سكرتيرة تحل محل سكرتيرتك نور مؤقتا ولا لسا. امجد: لا يا عمي لسا والله. السيد وليد: ما ينفعش تفضل كدا انت عارف انو وجود السكرتير ضروري جدا عشان تزبط المواعيد وانت بقالك ثلاث ايام من غير ما تعين وحدة. لمعت في عقل لجين فكرة وابتسمت بخبث وقالت: ايه رايك في ماجدولين، عالمة آثار و بنت ذكية جدا وتتكلم تسع لغات دا غير انها زارت عشر بلدان واكتشفت سبع حفريات لدينصورات قديمة مختلفة، وحاليا هي بدور على كأس اسطورية اسمها..... الا هو كان اسمها ايه.... اه اه اه افتكرت كان *eterna juventude* كلمة بالبرتغالية وتعني الشباب الابدي عشان الي تكلم عن الكأس برتغالي ماحدش عارف نسبة صحت وجود الكاس دي او لا ومافيش اي معلومة عن مكان وجودها غير انو القبيلة الي صنعت الكاس دي من القارة السمرا و... قبل ان تكمل قاطعتها السيدة جنات وهي تقول: بس بس بس كفاية كدا ايه يا بنتي كل دا. تيم: انا مش عارف سمعت الاسم دا فين حاسة انو المعلومات دي سمعها قبل كدا بس انما ايه للحظة فكرتك موسوعة تاريخية بتتكلم. تمارا: البركة في الست ماجدولين الي حكتلنا كل دا امبارح. لمار: اه معاكي حق بس ما توقعتش انها لسا فاكرة كل المعلومات دي حتى الاسم بالبرتغالي فاكراه. لجين: خمس فعينك على الاقل قولي ما شاء الله. رمقت السيدة جنات ابنتها بنظرة معاتبة وقال بحزم : لجين. لجين: آسفة يا ماما. لمار: ما تخافيش يا حبيبتي مش هحسدك. السيدة جنات: خلاص يا بنات. حدث كل ذلك وانا احاول ان استعيد نفسي بعد ما تفوهت به لجين فجاة لتعلق قطعة خبز في حنجرتي ما جعلني اسعل بشدة، ولولا كأس العصير لكنت ساموت مختنقة بقطعة خبز كفلة في رسوم فلة واقزامها السبعة طبعا مع اختلاف السبب الاختناق، رباااه كيف ان تقترح مثل هذا الاقتراح الفضيع ، انها جريمة بحقي وحق الانسانية ان اعمل كمساعدة لقطعة الجليد ذاك، حتى انه لم يعلق على ما قالته لجين، قاطع شرودي صوت السيدة جنات قائلة: ها ايه رايك يا بنتي في الي قالتو لجين انا شايفة فكرتها كويسة بغض النظر عن الخرافات التي اتكلمت عنها بالاخير. ماجدولين: انا...انا ماعنديش مانع اني اشتغل مؤقتا بالنهاية مركز الابحاث لسا مش هيفتح الا بعد ثلاث شهور.... لو وليد بيه موافق. ( تبا ما الذي قلته الآن اتمنى ان تحدث معجزة وتخرجني من هذا الموقف). وجه الجميع انظارهم للسيد وليد الذي كان يرتشف قهوته بهدوء ووقار ينتظرون رده ماعادا امجد الذي كان ياكل بصمت وكان الامر لا يعنيه، ارتشف من فنجانه أخر ما تبقى من القهوة ثم وقف وقال: ماعنديش مشكلة لو أمجد وافق عليكي بالنهاية انتي هتبقي سكرتيرتو الخاصة. رمى بتلك الكلمات على مسامع الجميع وغادر، لتنتقل انظارهم صوب أمجد كما لو ان ما سيقوله قرار مصيري يتعلق بحياتهم، ولكنه يتعلق بحياتي ا****ة اشعر انني ساتورط بشكل ما مع هذا الامجد. لجين: امجد قول حاجة يا اخي. تكلم تيم بفم مملوء: امزد ومز.... قاطعته السيدة جنات وهي تقوم بنهره: مش من آداب الاكل انك تتكلم وبؤك مليان كدا ايه القيها منك ولا من اختك جاكتو القرف. ابتلع تيم وقال: آسف يا ماما. انهى امجد طعامه وهو لا يزال محافظا على هدوءه و قام هو الآخر وقال: ما عنديش مانع. قال ذلك وغادر هو الأخر، حقا هو كتلة من الثلج البارد متحركة ، تبا يتصرف كما لو انني من يحتاج الى المساعدة وليس هو، آآه يا ربي كيف ساتحمل صقيعه هذا.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD