الحلقة الثالثة أوجاع الماضي

1013 Words
صعد سعيد و زوجته و أولاده إلى بيتهم بالطابق الثالث و بمجرد ما أغلقوا الباب و أثناء صعودهم الدرج سمعوا صوت أبو سعيد يعاتب زوجته أم أولاده على كلامها - ما هذا الكلام الفارغ الذي قلتيه لابنك و زوجته ؟ - كلام فارغ ماذا قلت كي تثور عليا كل هذه الثورة ؟ - لماذا تتعمدين مضايقة سعيد و زوجته ؟ - أنا اضايق ابني و زوجته - نعم تتعمدين مضايقتهم و تقولين كلاما لا يرضى به أحد لماذا تفضلين سعد على سعيد لأنه يشبهك لم تفكري للحظة واحدة أنه تركنا و رحل لمجرد رفضك أن يتزوج من الفتاة التي أحبها تركنا و لم يفكر في السؤال عنا - مهما كان هو ابننا لا يمكن أن نستغنى عنه - هو من استغنى عنا أنا لا أنكر أننا أخطأنا في حقه حين حرمناه من حبيبته و لكننا ظلمنا سعيد أيضا كثيرا و لم يتركنا أو يشتكي منا مهما فعلنا أن ما يحدث هو نتيجة لتدليلنا لسعد على حساب سعيد فعلمناه الأنانية علمناه أن لا يرى إلا نفسه - ماذا تقول يا رجل ؟ - أقول الحقيقة يا امرأة الحقيقة التي لا تعترفين بها ابدا - أنا ظالمة إلى ذلك الحد لم أكن أتخيل أنني ام سيئة و ظالمة إلى هذا الحد - أنت هكذا دائما لا تقبلين الحقيقة لا تريدين أن تسمعي سوى ما تريدين - كفاك تجريحا - أتذكرين يوم كنا نشتري أحذية للولدين و أثناء مشاهدتنا لڤتارين المحلات أشرت أنا لسعيد لمشاري له حذاء رخيص الثمن كي أستطيع دفع ثمنه فوافق الولد أما سعد فأشار إلى حذاء غالي الثمن ثمنه ضعف ثمن الحذاء الذي اشتريناه لسعيد و حين اعترضت أنا لكنك حققت له ما يريد على حسابي و على حساب أخوه و بعدها مرض سعيد بالحمى بسبب سوء حالته النفسية - أي طفل يصاب بالحمى - أنت كما أنت لن تتغيري لن اتحدث في هذا الموضوع مرة أخرى و لكن حذاري أن تنطقي بأي كلمة تجرح سعيد مرة أخرى سمعت سعاد كل ما دار بين حماها و حماتها و بالطبع سمع سعيد أيضا ما دار بينهم ، راجعت سعاد الدروس مع أولادها و تناولوا العشاء جميعا و خلد الاطفال للنوم و دخل سعيد أيضا لينام دخلت سعاد الغرفة وجدته ممددا على السرير و عينيه مفتوحتين و ظلت تمشط له شعره بأناملها بحنان و لثمت ما بين عينيه قائلة - ماذا بك يا حبيبي ؟ - أبدا يا حبيبتي لا شيء - اليوم كان حافلا و غريبا - فعلا ذكريني أن اتصل بأخي سعد غدا أبي يريد أن يراه - سأذكرك أن شاء الله - أبي يقلقني كثيرا أخشى أن أفقده - أتعرف أن ما حدث اليوم ذكرني كثيرا بما كان يحدث في بيتنا - أبويك يفضلون بعضكم على بعض - نعم يفضلون أخوتي عليا أنت مرضت فعلا بسبب شراءهم حذاء غالي الثمن لسعد - ههههه يا ليت هذا كان سبب مرضي - ما هو سبب مرضك أذن ؟ - لم تكن المرة الأولى التي تشتري فيها امي ملابس أو أحذية أو حقيبة للمدرسة غالية الثمن لسعد و تستغل طيبتي أو ضعفي و عدم مقدرتي على الاعتراض - دائما ما كانت تفعل ذلك - نعم - و ما موقف والدك ؟ - أذا أعترض تدفع هي فارق الثمن - و هذا يؤثر على حالتك النفسية بالتأكيد - هذه المرة تحديدا شعرت أني لا أريد أن أعيش معهم و فكرت أن أهرب من المنزل و لا أعود مرة أخرى لهم - و ماذا فعلت هل هربت من المنزل فعلا. ؟ - نمت و هذه الفكرة تسيطر عليا تماما و حين استغرقت في النوم حلمت بكابوس فظيع - كابوس - نعم رأيت في منامي أني أسير مع أبي و أمي في حديقة جميلة و فجأة تحولت الحديقة إلى صحراء قاحلة و أثناء سيرنا أصبحنا نسير على قمة جبل سقط أبي من أعلى قمة الجبل ثم سقطت امي بعده وجدت نفسي وحدي و قد رأيت أبي و امي يموتون أمام عيني و لم استطع أن أفعل شيء استيقظت مفزوعا من أثر ما شعرت بانقباض ص*ري و ألمي - تألمت لمجرد انك رأيت بمنامك كابوس - شعرت بنفس الألم و كأنهم ماتوا فعلا مزقت قلبي لوعة الفقد حقيقة و ليس كابوس مفزع بعدها مرضت بالحمى من هول ما رأيت في المنام و منذ هذه اللحظة تأكدت أن وجودهم مهما فعلوا هو نعمة كبيرة لا يعرف قيمتها الا من فقد أبويه و أنا حتى الأن اشعر انني أذا فقدت أحدهما سأموت - انت جميل لم أرى في حياتي رجل جميل مثلك بداخله كل هذه المشاعر الرقيقة و كل هذا الحنان - بل انت الجميلة لولا وجودك في حياتي لا أعرف كيف سأحتمل سخافات الحياة و قسوتها - بل وجودك أنت في حياتي هو الذي جعلني أشعر أن الحياة معنى لست وحدك من تعاني من ألام الماضي و ألام التفرقة أن ما تحكيه هو رفاهية بالنسبة لما حدث لي صدقني . - و كأن القدر جمعنا ليعوض كلانا الأخر عن كل ما عانيناه من اقرب الناس الينا . عاشت سعاد بين أبوين كل مشاعرهم تميل للأبناء الذكور فقط لا يعرفون للبنات أي قيمة و لا وجود أو كيان يظلمون الإناث ظلم بين ، سعاد هي أصغر إخوتها و على ع** كل التوقعات لم تكن هي المدللة لأبويها بحكم انها اصغر مولود لهم بل نالت كل قسوة لأنها أنثى فأبويها مؤمنين بالمثل القائل ( ا**ر للبنت ضلع يطلع لها أربعة و عشرين ) و قد **روا كل ضلوعها و **روا خاطرها و **روا قلبها لم يجبر خاطرها سوى حب سعيد لها ، ما زالت تزورهم و تبرهم و لكنها لا تنسى ابدا كل ما حدث لا تنسى اي قسوة من أبيها أو اخويها الذكور مجرد أنهم ذكور هذا معناه أن لهم كل الحقوق و لهم حق التدخل في حياتها و أملاء أوامرهم عليها هذا بالنسبة لهم أمر عادي جدا لا تنسى حين يدخل أحدهم المنزل فيأمرها أعدي الطعام فتعد الطعام يأكل و ينتهي من طعامه فيأمرها أعدي الشاي فتحمل الصحون إلى المطبخ و نغسلها أثناء إعداد الشاي ثم بعدها يدخل الأخر فتكرر كل ما حدث لم يكن لديها أي وقت لنفسها و حياتها ابدا كانت تعامل كخادمة لا كإنسانة لها حقوق لم يرحموها الا إذا كانت مريضة مرض شديد لا يمكنها من الحركة أمها دائما ما تتهمها أنها لن تصلح لأي شيء كانت ترسب كثيرا في الدراسة و دائما ما يهددوها أنها لابد و أن تترك دراستها ما دامت لا يمكنها النجاح و أنها تكلفهم كثيرا بتكرارها الدراسة بنفس العام الدراسي   
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD