الفصل الاول

3185 Words
آسر قلبي الفصل الأول كانت روفان تستعد للنوم ارتدت بجامتها الناعمة الطفولية ودلكت يديها بكريم مرطب ووضعت منه القليل على خديها الناعمين واتكأت فى سريرها تطالع شقيقتها مابين الخبز بحب وحنان وهى تمسد رقبتها بالمرطب تلك اللمسات جعلتها تغمض عينيها وتضيع فى خيالاتها تذكرت لمسات آسر فى بيت الجبل تذكرت صوته الدافىء الحنون الرخيم القوى شعرت بأنفاسه تلفح وجهها حينما نامت في حضنه تلك الليلة رغم أنها كانت ليلة بريئة بمعنى الكلمة إلا أنها كانت بألف ليلة وليلة لكليهما نامت فيها روفان كما لم تنم من ألف عام تذكرت انفصالهم بعد ذلك بألم وتذكرت عودتهم لبعض بابتسامة لاحظت إنهم فى كل مرة ابتعدا فيها كان هناك رابط خفى يرجعهما لا اراديا لبعضهما وبينما هى كذلك تساقطت منها دمعة ألم ألم الحرمان منه ألم الفراق الإجباري مر شريط الذكريات سريعا بها وصولا لليلتها هذه كانت روفان في تلك الليلة قد غادرت منزل آسر نزولا عند رغبة جدتها توركان لم تكن ترغب في ترك آسر وحيدا تعودت على عيشها معه وإن كان قصيرا أحبت رؤيته صباحا كأول إشراقة شمس ليومها عشقت رائحة عطره الذى يضعه بعد حمامه الصباحى ذابت عشقا باحساسها بأنه قريب منها وإن كان بعيد تساءلت تراه يشعر بما أشعر هل اشتاق إلى بقدر شوقى واحتراقى !!! وجلست تسمع إلي اغنية جائت كلماتها تدوس على جرحها بعمري كله حبيتك وإنت عارف العمر غالي قد إيه بشوقي كله حبيتك، وإنت عارف شوقي لك كان قد إيه ما كنتش أحس بوجودي إلا وياك، ما أحسبش العمر اللي يعدي وأنا بستناك ما يدقش قلبي، ما يدقش قلبي إلا وهو طاير، طاير للقاك ما عرفش نهاري من ليلي، ما عرفش نهاري من ليلي وهجرتني، وهجرتني من بعد كل الحب ده وجرحتني، وجرحتني كان العشم، كان العشم فيك غير كده جاي النهار ده، النهار ده تقول لي أسامحك ونسيت تقول لي، تقول لي إزاي أنسى جرحك جاي النهار ده، النهار ده تقول لي أسامحك ونسيت تقول لي، تقول لي إزاي أنسى جرحك أنا، أنا حسامحك علشان شفت معاك، أسعد أيام عمري كان فجري وشمسي وقمري ما تقول، ما تقول يا اللي إنت جارحني ومذوبني ليه مش راضي تروح من بالي ما تقول، ما تقول أنا بعد ده كله أبقى بحبك ولاّ إيه بس اللي جرى لي مش راضي تروح من بالي فاقت روفان فجأة من خيالاتها على اهتزازات هاتفها النقال نظرت لم تصدق عينيها كان المتصل آسر روفان: آسر افندم آسر: صوت أنفاس متهدجة روفان: آسر خير لقد اقلقتنى هل اصابك مكروه آسر: نيدان روفان نيدان؟ بصوت هامس مخنوق روفان: ماذا؟ ماذا فعلت؟ آسر: لماذا جئت ان كنتى سترحلين لماذا غزوتى بيتى وحياتى وعقلى بحضورك الطاغي إن كنت ستهربين كعادتك روفان: آسر؟ م م م ماذا تقول؟؟ آسر: أقول أنك قاسية رائحتك الفاتنة تغزو مخدتى فكيف أنام انفاسك العطرة صوتك هذيانك طفولتك كل ركن فى المنزل يصرخ يريدك كل شىء و أولهم صاحب هذا المنزل ااااه روفان ااااه روفان: آسر أرجوك اسمعنى هل تظن أنك أنت فقط من يتألم ؟ هل تظننى سعيدة برحيلى انا غادرت المنزل بقلب يعصره الألم آسر يقاطعها: لا روفان لا لم يعصر الألم قلب أحد كما عصر قلبى أنا منذ اليوم الذى سلمتك إياه لعبة بين يد*ك تغيبين وترجعين تراوغين وتكتمين كلماتك رموز وحديثك ألغاز أما أنا فطفل بين يد*ك لا حول لى ولا قدرة على صدك أما ياتار قارشكتان ياتار منذ هذه اللحظة سأتعلم حماية قلبى منك روفان: آسر هل ستعطينى فرصة وتسمعنى كما سمعتك؟؟ تووت تووت تووت آسر أغلق الخط بكت روفان كما لم تبك فى حياتها قبل آسر ابدا نامت والدموع تملأ وسادتها استيقظت بصداع رهيب حزن عميق حسرة وقلة حيلة ولكن مع كل هذا كان لديها عزم وإصرار لن تخسر آسر لن تخسره وصلت روفان مبنى الشركة صباحا وهى ماتزال منفعلة ومتأثرة بجراح محادثة البارحة مع آسر استقلت المصعد وقبل أن يغلق الباب فإذ بالسيد الموقر آسر بيه وبصحبته إيز هانم يظهران أمام الباب كانت صدمة روفان بعودة إيز شديدة، شعرت معها بتخدر ساقيها وألم حاد فى معدتها لكنها قاومت كانت روفان في هذا اليوم تبدو آية في الجمال دونما تقصد ذلك كان لباسها الربيعى المكون من قطعتين السفلى عبارة عن تنورة جينز أزرق غامق مع بلوزة بدون أكمام زهرية اللون قد أضاف صفاءا لجمالها المعتاد وكانت قد رفعت شعرها ككعكة مبعثرة أعلى رأسها وثبتت نظارتها الشمسية فوق قصة شعرها فبدت هااريكا ظل آسر متسمرا للحظات أمام باب المصعد مفتونا ببراءة وجمال تلك الدمية التى يعشقها حتى النخاع ولكنه تمالك نفسه وتظاهر بالبرود ودخل خلف إيز إيز: روفان؟ نى خبر؟ ماذا تفعلين هنا؟ روفان: بان؟ بان يعنى؟ ماذا أفعل هنا؟ اا نيسه أنا اعمل هنا فى شيرى طبعا وانت ايز؟ إيز: أنا جئت يعنى عدت بحسب الدعوى والطلب ممن لا استطيع رفض طلبهم ونظرت لآسر نظرة خبيثة مع إبتسامة كريهه جعلت ضغط الدم عند روفان يرتفع وعدوانيتها تستثار وكأنها قطة على وشك الهجوم ولكن العجيب أن روفان ردت ببرود ادهش آسر نفسه وقالت: هوش قالدن جنم ممتاز أنتما الإثنين حقا تكملان بعضفريق متكاملليكن عملكما معا موفق وصل المصعد حينها فرمت روفان بنفسها خارجه بقوة مما أدى إلى ارتطام كتفها بكتف آسر الذى خاف عليها أن تتعثر كعادتها عندما تكون مرتبكة فانحنى دون أن يشعر نحوها واحتواها بيديه وهو يقول لها انتبهى كانت انحناءته قوية لدرجة أن لامس شعر روفان أنفه أحس آسر بدوار تلك الرائحة تجعله رسما ثملاوشعر بكهرباء تسرى فى أطرافه نسى إيز ونسى الكون وتمنى لو يختفى كل الوجود الآن إلا من روفان الناعمة الساحرة الدافئة اقشعرت روفان وابعدت يديه عنها وغادرت المصعد بخطوات سريعة فى المكتب لم تنجز روفان عملا يذكر كانت تغلى من شدة الغضب لعودة إيز مر يومها ويوم آسر فى العمل الكثيف وإن كان من دون تركيز عندالمساء كانت روفان قد وصلت لقرارسأذهب لأتحدث مع آسر هذه قلة إحترام لى مابيننا ليس سراب وإن ابتعدنا ولكن هذا لا يعنى جلب البديلة فى يومين خرجت من المكتب وصعدت لمكتب آسر عند دخولها وجدت باب آسر نصف مفتوح ووجدت إيز تقف خلف كرسى آسر وتحاول أن تقنعه بأن تعمل له مساج لكتيفيه لتخفيف توتره لم تنتظر روفان رد آسر دارت بسرعة رهيبة لتعود إدراجها لكن حذاءها أحدث صوتا فلمحها آسر طار من كرسيه مما جعل ايز تفزع خرج خلفها جريا ولكن باب المصعد أغلقنزل السلالم جريا لحق بمصعدها وحالما خرجت روفان جريا والدموع على خديها ارتطمت بجسد قوىجسد تعرفه وتعشق رائحتهحضن لطالما أرادت الحياة والموت فيه قاومت وابعدته عنها لكنه دفعها نحو الجدار وسد عليها الطريق باحاطتها بذراعيه وقال : اهدئى اهدئى أولا لنتكلم لم تهدأكانت أنفاسها تتصاعد ودموعها تتساقط وكانت ترتجف كورقة في مهب الريح كانت روفان ترتجف كأنها ورقة فى مهب الريحمما جعل آسر يتأثر كثيرا بحالها هذه انحنى نحوها وقال: فقط لو أفهم لما نحن كذلك لكان انتهى عذابك وعذابى هنا استيقظت روفان ودفعته بقوة وقالت: عذابك؟ وهل تتعذب أنت؟ بربك هل تتعذب؟ لا تتحدث عن العذاب والألم أمامى أنا من عاشت فى ظل هذه الحقيقة منذ أن عرفتك اراعيك أخاف عليك من أن تجرح اواسيك وانسى أن اواسى نفسى ادعمك وانسى اننى أيضا بشر واحتاج من يدعمنى أما أنت؟؟ فأنت آسر بيه طبعا جبل الجليد الذى لاتذيبه الشمس ولا حرارة العشق ذهبت روفان فلتذهب!! من هى روفان؟ زاتا كيم روفان كيم؟ ثم تابعت بتهكم شديد وسط دموعها واختناقها لتأتى ايز في اليوم التالي وتغطي النقص وانتهى أليس كذلك آسر بيه؟ آسر: روفان ا**تى ولا تهذىانت لاتعرفين ماذا تقولين الآن روفان: بل أعرف وأعرف كما لم أعرف من قبل أنا فى حياتك جزء من حكاية أما أنت بالنسبة لي كللل الحكاية تمام تمام أعرف انى افقدتك صوابك بأسرارى أعرف انى غامضة وغير واضحة ولكنى طلبت منك الثقة وترك البقية لى سأحله وعدتك انى سأحله أما أنت فاخترت الأسلم والاضمن لك عودة حبك السابق الذى استيقظ اخترت أن ت لم تنهى روفان جملتها لأن آسر كان قد قطع أنفاسها واخرسها بقبلة قووووية مفاجئة و شرسة جعلتها مذهولة لثوانى ولكن اندماج آسر فى تقبيلها جعل غضبها يتلاشى ووجدت نفسها تحيط رأسه بذراعيها بإحكااام وقوووة وتبادله الإحساس بإحساس أقوى وبيأسظلا هكذا لوقت يعانق كل منهما الآخر وكأنه يعتذر منه بشكل غير مباشر تمالك آسر نفسه وقرب جبهته من جبهة روفان وهمس لها وانفه يلامس أنفها : أتمنى أن تكون قبلتى هذه قد أجابت و اسكتت شكوكك عن المرأة التى تتربع على عرش قلبى عن الطفلة التي سأحبها أكثر من حبى لأطفالى عن الرائعة التي أتمناها أم لصغارى واصل آسر وهو يقرب شفتيه من اذن روفان: لا تشكى بى أبدا فأنا اسيرك تأكدى أن قلبى لم يعد ملكى لأسلمه لغيرك أنت صاحبة قلبى أيتها الساحرة ثم ابتعد آسر خطوة واحنى رأسه وقال بألم : لا تستهينى بقلبى مرة أخرى ولا تعودى إلا ومعك أجوبة للحيرة التى نعيشها في علاقتنا الغريبة هذه لأنه روفان بصدقوبكل الصدق أقول قربك منى بهذا الشكل يعذبنىأن تكونى لى يعنى أن تكونى ملكى أن تكونى معى وبى من دون قيد أو شرط سأنتظرك روفان سأنتظر فليس لى خيار فى حبك أنهى آسر تلك الجملة وابتعد يجر قدميه همست روفان وهى تراه يبتعد وراسها مستند إلى الجدار البارد: وداعا حبيبى أحبك جدآ هل هذا ذنب عجبا؟؟؟ دخلت روفان غرفتها ارتمت بثيابها على سريرها ودفنت وجهها فى وسادتها وبكتكانت تسمع صوت جدتها توركان تنادى عليها من الأسفل وصوت شجار معتاد بين نيهان وسردار يأتيها من حديقة المنزل وقهقهات صبية يلعبون فى الشارع بدأت تلك الأصوات تخفت تدريجيا مع انسحابها فى نوم ثقيل مزعج رأت فيه أسوء كوابيسهاتردد فيه صوت آسر ألف مرة وهو يكرر لا تعودى إلا ومعك أجوبة لاسئلتى وضحكات نريمان المجلجلة الكريهه وهى تقول "ساان كيم آسر كيم؟؟" فى آخر هذا الكابوس رأت وجه المعلم ص*رى الذى تحبه روفان كثيرا رأته ينظر إليها بعتب ويقول "إذا'' روفان اتضح أنك أنت هى روفان خاصة ابولو وليس آسرلم يعد أمامك خيار يا ابنتي عليك الرحيل أو أنك ستتحولين لشجرة ولن يعرفك آسر بعد ذلك كانت روفان تصرخ ولكن صوتها لا يخرج حيا مسموعا كانت تنادى ص*رى اسطى وتقول هايير أنا لست روفان ابولو فهى لم تحب ابولو أما أنا فاعشق التراب الذى يمشى عليه آسر لو لم أحبه بصدق لكنت أخبرته بالحقيقة سكتت لأنى لا أريد أن اش*ه صورة الآخرين في عينه كان ص*رى يبتعد وناريمان تقترب وتضحك بصوت مرعب في وجه روفان صرخت روفان صرخة اجلستها في سريرها تلهث وتتصبب عرقا وضعت رأسها بين يديها وصرخت ياتار لن أحتمل المزيد نهضت على عجل فتحت خزانتها واخرجت بعض من ملابسها وملأتها في حقيبةبدلت ثيابها وانتظرت أن ينام الجميع أخرجت صورة لآسر من تحت وسادتها وضمتها لص*رها وضعت الصورة في حقيبتها وغادرت بحذر فى الصباح وجدت توركان رسالة من روفان تخبرها بأنها بخير ولكنها مضطرة للسفر لمدة أسبوع فى الوقت الذى كانت فيه توركان تقرأ رسالة روفان كانت روفان تنام على كرسى الباص المتجه بها إلى مانيسا مدينتها الأم ومسقط رأسها دخلت روفان لبيت الشاطيء الخشبى البسيط الذى لطالما قضت فيه أوقات ممتعة فى طفولتها مع عائلتها كان البيت لصديق والدها وكان قد ترك لهم مفتاحه قبل رحيله للعيش في اليونان أعطاهم الإذن باستخدامه متى يشاؤون كان البيت مايزال في حالة جيدة لأن أقارب المالك كانوا يعتنون به من وقت لآخراشترت روفان الطعام ورتبت ثيابها وجلست بكمبيوترها المحمول لتكتب طلب إجازة طارئة من ياسمين ظلت روفان على هذا الحال لثلاثة أيامتقضى نهارها فى شرفة المنزل وليلها في مطالعة النجوم ورؤية وجه آسر فى السماء وتذكر لحظاتها معه لمساته وهمساتهقبلاتهوعناقهإهتمامه بتفاصيلهاغيرته عليها من سنان وان لم تفهمها فى وقتها ولكنها أدركت ذلك لاحقا نظرت إلى السماء وتن*دت ودعت أن ينتهى كابوسها بشكل من الأشكال فى الطرف الآخر كان هناك آسر مثل الأسد الجريح رغم أنه هو من طلب من روفان الإبتعاد إلا أنه أيقن أن غيابها موت فى حد ذاته الحرمان من رؤيتها جعله يعانى من أعراض الإنسحاب لأسوء أنواع الم**راتقاوم ليومين لم يسأل عنها أحد فى اليوم الثالث تظاهر أنه يحتاج ياسمين فى أمر دخل شيرى فعلم أن روفان لم تأت منذ 3 أيام اتصل بإيسو فأخبره أنها سافرت ولا أحد يعلم إلى أين كانت تلك ض*بة قاضية لآسر لا روفان لا لا تفعلى لما استجبتى لهذيانىلما رحلتىألم تعلمى بأنى طفلك المدلل الذى يطلب من أمه أنه تتركه وشأنه بينما هو فى قمة الإستمتاع بقربها ذهب آسر وسأل عنها في الحى حاول سحب معلومة من نيهان ففشل وايسو كان ككتاب مغلق سيردار لا أمل يرجى منه بعد غياب روفان لخمسة أيام كان آسر قد وصل لقمة الندم واليأسصار حاد الطباع ولا يطاق في الشركة حتى أنه تشاجر مع ايز وطلب منها الرحيل ففعلت كان يسهر ليلا ويستيقظ متأخرأهمل طعامه وشرابه ورياضته اليومية ويرفض استقبال سنان بإختصار فقد أصبح آسر بقايا إنسان من دونها تواصلت روفان خلال تلك الفترة مع إيسو سرا ولكنه لم يشأ إخبارها بأن آسر يبحث عنها وهى كذلك خافت أن تسأل كانت تقضى نهارها في السباحة فى بحر مانيسا الذى تهواه كانت روفان ماهرة في السباحة كحورية بحر مذهلة الجمال لبست روفان مايوه أ**د هذا الصباح مما أضاف بياض إلى بياضها الناصع وربطت فوقه وشاح أحمر مخطط وأخذت مرهم الشمس وزجاجة ماء وخرجت حافية إلى الشاطيء الذهبى الساحر تركت أغراضها على الشط ودخلت الماء البارد تدريجيا فشعرت بسريان قشعريرة لذيذة في أطرافها رعشة ذكرتها بإحساسها حين يقترب منها آسر داعب الريح خصلات شعرها البرتقالى الخلاب وهى تتعمق داخل المياه ذكرها هذا الشعور بسقوطها مع آسر فى المسبح وكم ضحكا سويا حينها تذكرت إهتمامه بها لاحقا في الغرفة وطلب الطعام لها ابتسمت عندما تذكرت تعابير وجهه الم***فة عند رؤيته لثوب النوم الأزرق الشفاف تن*دت وقالت فى نفسها لكم تمنيت أن ارتديه لك لكم تمنيت أن أسعدك وارتمى بين أحضانك لأروى شوقنا لبعض دمعت عينيها فغطست تحت الماء لتغسل روحها وتطفىء نار الحنين عند المساء اتصل بها إيسو ليطمئن على حالها وقال لها لمتى ياروفان لقد مر أسبوعان الآن أعرف بأن ياسمين تتفهم وضعك ولكن قد تسأم لا تفقدى وظيفتك ولا تهربى كعادتك منذ الطفولة عودى وواجههى مشاكلك ردت روفان وقالت: ليس سهلا المواجهه تعنى الحقيقة والحقيقة تعنى فقدانى لآسر العيش على لقاءه يوما أرحم من فقدانى له إلى الأبد أغلق إيسو الخط غاضبا وقرر أن الأمر لن يستمر هكذا لن يستمر أشفق على روفان من نفسها فقرر التصرف وعمل شىء ما كانت روفان في كل صباح تذهب لشراء خبز من البقاله القريبة وتشترى مع الخبز زهرة صباحية لآسر عندما كانت ترجع إلى البيت كانت تضعها في مزهرية بجانب صورة آسر وتقبله وتقل له جونااايدن سيفقيليم فى منزل آسر كان الأمر مختلفا تماما كان آسر يغط في نوم عميق بعد ليلة صعبة أنهى فيه زجاجة خمر كاملة لينسى ولكن هيهات كان آسر مبعثر الشعر واللحية وينام فى جانب السرير الذى كانت تنام فيه روفان عندما أقامت عنده وعلى وسادته وبين أحضانه كان هناك قميص نوم لروفان كانت قد نسيته في خزانة آسر عندما غادرت المنزل وجده آسر فكان ككنز بالنسبة له سحبه من الخزانة بقوة وأخذ يلثمه بشفتيه وكأنه يقبل كل شبر من جسد روفان كان يستنشق عطرها في القميص ويعتصره ألم الذكريات منذ عثوره على الرداء صار هو رفيق نومه ومسكنه لكى ينام فى اليوم العشرين لغياب روفان كانت قد صحت كالعادة مبكرة صبحت على صورة آسر وجددت ازهارها وغادرت للحديقة الخلفية للمنزل لتهتم بازهارها قليلا بينما هى منهمكة فى حفر التراب وتقليبه ونزع الحشائش الميتة إذ بها تشعر بحركة من خلفها وصوت اشتاقت له مسامعها لحدود الجنون سمعته يقول: بوردا سان بوردا سان (انت هنا هنا انت ) التفتت إليه مذهولة من هول الصدمة ومن هول ما رأت من نحول جسده وارهاق عينيه ونظرته اليائسة والمتلهفة في الوقت ذاته احتارت روفان بعد زوال الصدمة الأولى وتضاربت ألف فكرة وفكرة فى رأسهاهل تجرى عليه وتحضنه هل تصده وترفضه يجب أن تتظاهر بالقوة يجب أن تجعل آسر يغادر ولكن آسر لم يمهلها كان آسر ينزل السلالم الخشبية للحديقة ويتجه نحوها بقميصه الأبيض الذى أبرز جاذبية سماره وكانت روفان ترتدى شورت جينز مقطع من أطرافه و تى شيرت أخضر من الوسط أظهر جمال جسدها اقترب آسر أكثر فتراجعت روفان خطوه فكادت أن تسقط لولا إمساك آسر لها لا يا إلهى لا قالت روفان فى سرها كيف يمكننى مقاومته يا الله قرب آسر وجهه منها فقالت روفان بسرعة : آسر توقف أرجوك تقاطعها آسر وهو يهمس: اشششش أرجوك ا**تى لا أريد الكلام ولا أريد العتاب أريد فقط أن اشبع منك من النظر إليك إلى الأبد أريد شم رائحة شعرك شعرك عشقى الأول والأخير أريد أن اضمك إلى ص*رى الجائع إلى حضنك عانقينى فقط عانقينى وا**تى أرجوك فعلت روفان كما طلب منها آسر اقتربت منه فضمها إليه ضمة كادت تقطع أنفاسها من قوتها أدركت حينها روفان أن الجنة الوحيدة لها على الأرض هى فى حضن هذا الرجل وإنها فى بعده تصير جسدا من غير روح غابا في عناق طويل ساحر تحسس فيه آسر شعرها وعنقها وظهرها بعد ذلك بدأ آسر بإزاحة خصلات شعرها من على عنقها وصار يتحسس تلك المنطقة بشفتيه وعينيه مغمضتينألهبت قبلاته أحاسيس روفان وكادت أن تضعف إلا أنها قاومت بكل ما أوتيت من قوة ودفعته بوهن وقالت: آسر دور آسر يابما (توقفلا تفعل ) ليس لدى بعد أسئلة لأجوبتك لذلك فقد جئت عبثا آسر انت من طلب منى البعد وانا نفذت لذلك أرجوك آسر: لأننى أ**ق لأنى اخرق طلبت منك ذلك روفان اعدك ألا اضغط عليك بعد اليوم ظلى بقربى ولن أطلب من الحياة شىء آخر روفان بعدك أحرق روحى روفان افهمينى أنا عشت حياتى منعزلا معتمدا على نفسى لا اتوسل أحدا ولا انتظر عطفا من أحد منذ أن فقدت أمى لم أعد أشعر باحتياج لأى إمرأة أخرى إلى أن ظهرتى أنت فى حياتى قول ذلك ليس سهلا على لذلك لا تصدينى أكثر من ذلك أرجوك روفان: افهمك واحفظ طباعك عن ظهر قلب واعشقها واعشقك كما لم أعشق إنسان في هذه الحياة ولكن الحب لن يكفينا وحده لنواصل هناك عوائق وهناك قاطعها آسر بسرعة وهو يمسك وجهها بين يديه ويمسح دموعها : بلى يكفى يكفينا وزيادة بعدك جحيم لاتبعدينى أرجوك ولاترحلى مرة أخرى روفان قبل أنفها فذابت عشقا وتابع : لننسى لنعش فى بقعة نائية من العالم لا أرى سواك ولا يدخل بيننا أحد ابتسمت روفان فأضاء وجهها بجمال مشرق ضيعت ابتسامتها صبر آسر فانهال عليها يقبل كل نقطة في وجهها وعنقها استسلمت روفان وعانقتهواصل آسر عناقها بيد وباليد الأخرى حملها وصعد بها السلالم بلهفة كانت روفان تضحك وتصرخ وتهز بقدميها انزلنى أيها المشا** رد آسر بمكر: مشا** وهل رأيتى شيئا من مشا**تى بعد؟؟ أنا مشا**تى لا تبدأ إلا في الأماكن المغلقة ونحن على إنفراد دخلا للمنزل وأغلق آسر باب الشرفة خلفه فهربت روفان في تلك اللحظة وقالت بدلال: أما اوومااار رائحتى تراب وحالتى مبعثرة أجلس هنا وارتح سأعد لك القهوه وأدخل لأغير ثيابي وافق آسر على مضض فى المطبخ كانت روفان تسكب القهوه عندما شعرت بيديه القويتين تلفانها من الخلف وهو يهمس في أذنها: هل تظنينى فعلا مشتاق إلى القهوه الآن كان يقبل عنقها بينما استدارت لتبعده عنها فوقعت ضحية لشفتيه واستسلمت قبلا بعضهما بحرارة وشوق من رأى ماء فى صحراء قاحلة لم يتوقفا ولم يرتويا فجأة انسلت روفان من تحت كتفه وهربت جريا ضاحكة وآسر يلاحقها ولكنها كانت أسرع فاغلقت باب الحمام ونادت من الداخل : تجول جنم على الشاطيء وتعرف على المنزل أشرب قهوتك إلى أن استحم وأخرج آسر: هل أنت متأكدة روفان ؟؟؟ لن تحتاجى مساعدتى وابتسم بمكر روفان بغضب مزيف: اااسر انصرف حالا سمعت ضحكته الحنونة المرحة وهو يبتعد دخلت المغطس وهى تشعر بأمان لم تشعر به منذ زمن آسر بقربها ماذا قد تطلب من الدنيا أكثر من ذلك لفت روفان جسدها المبلل بروب الإستحمام وعقدت منشفة الشعر على رأسها وخرجت من الحمام على أطراف أصابعها خوفا من أن يداهمها آسر وهى بهذا اللباس المكشوف استغربت عندما لم تجده فى رواق المنزل ولا فى المطبخ أو غرفة الجلوس فظنته خرج للشاطىء اتجهت لغرفة النوم لتبدل ثيابها فإذا به تفاجىء بآسر ينام كطفل منهك بعد لعب نهار طويل كان يحتضن وسادة روفان وقميص نومها الأحمر الذى كانت تستعمله هذه الأيام فى بيت الشاطيء هز هذا المنظر روفان كثيرا بقدر ما أرضى غرورها رؤيته متعلقا برداءها بقدر ما آلمها أن تكون قد تسببت في عذاب آسر دون أن تشأ ذلك غيرت ثيابها على عجل فارتدت ملابس صيفية خفيفة بلون زرقة سماء وبحر مدينتها اقتربت من آسر وجلست بجواره وبدأت تتحسس جبينه وشعره كأم حنون كان وجهه يبدو مرهقا جدا فمررت روفان اناملها الناعمة على خطوط الإجهاد تحت عينيهثم لامست أنفه وشفتيه حينها تململ آسر وأحس بوجودها وفتح عينيه ربع فتحة فقط ليلتقط روفان بين ذراعيه ويلقى برأسها على كتفه ويدفن رأسه فى شعرها
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD