الفصل الثاني

3350 Words
آسر قلبي الفصل الثاني أنهى آسر تلك الجملة وابتعد يجر قدميه همست روفان وهى تراه يبتعد وراسها مستند إلى الجدار البارد: وداعا حبيبى أحبك جدآ هل هذا ذنب عجبا؟ دخلت روفان غرفتها ارتمت بثيابها على سريرها ودفنت وجهها فى وسادتها وبكتكانت تسمع صوت جدتها توركان تنادى عليها من الأسفل وصوت شجار معتاد بين نيهان وسردار يأتيها من حديقة المنزل وقهقهات صبية يلعبون فى الشارع بدأت تلك الأصوات تخفت تدريجيا مع انسحابها فى نوم ثقيل مزعج رأت فيه أسوء كوابيسهاتردد فيه صوت آسر ألف مرة وهو يكرر لا تعودى إلا ومعك أجوبة لاسئلتى وضحكات نريمان المجلجلة الكريهه وهى تقول "ساان كيم آسر كيم؟؟" فى آخر هذا الكابوس رأت وجه المعلم ص*رى الذى تحبه روفان كثيرا رأته ينظر إليها بعتب ويقول "إذا'' روفان اتضح أنك أنت هى روفان خاصة ابولو وليس آسرلم يعد أمامك خيار يا ابنتي عليك الرحيل أو أنك ستتحولين لشجرة ولن يعرفك آسر بعد ذلك كانت روفان تصرخ ولكن صوتها لا يخرج حيا مسموعا كانت تنادى ص*رى اسطى وتقول هايير أنا لست روفان ابولو فهى لم تحب ابولو أما أنا فاعشق التراب الذى يمشى عليه آسر لو لم أحبه بصدق لكنت أخبرته بالحقيقة سكتت لأنى لا أريد أن اش*ه صورة الآخرين في عينه كان ص*رى يبتعد وناريمان تقترب وتضحك بصوت مرعب في وجه روفان صرخت روفان صرخة اجلستها في سريرها تلهث وتتصبب عرقا وضعت رأسها بين يديها وصرخت ياتار لن أحتمل المزيد نهضت على عجل فتحت خزانتها واخرجت بعض من ملابسها وملأتها في حقيبةبدلت ثيابها وانتظرت أن ينام الجميع أخرجت صورة لآسر من تحت وسادتها وضمتها لص*رها وضعت الصورة في حقيبتها وغادرت بحذر فى الصباح وجدت توركان رسالة من روفان تخبرها بأنها بخير ولكنها مضطرة للسفر لمدة أسبوع فى الوقت الذى كانت فيه توركان تقرأ رسالة روفان كانت روفان تنام على كرسى الباص المتجه بها إلى مانيسا مدينتها الأم ومسقط رأسها دخلت روفان لبيت الشاطيء الخشبى البسيط الذى لطالما قضت فيه أوقات ممتعة فى طفولتها مع عائلتها كان البيت لصديق والدها وكان قد ترك لهم مفتاحه قبل رحيله للعيش في اليونان أعطاهم الإذن باستخدامه متى يشاؤون كان البيت مايزال في حالة جيدة لأن أقارب المالك كانوا يعتنون به من وقت لآخراشترت روفان الطعام ورتبت ثيابها وجلست بكمبيوترها المحمول لتكتب طلب إجازة طارئة من ياسمين ظلت روفان على هذا الحال لثلاثة أيامتقضى نهارها فى شرفة المنزل وليلها في مطالعة النجوم ورؤية وجه آسر فى السماء وتذكر لحظاتها معه لمساته وهمساتهقبلاتهوعناقهإهتمامه بتفاصيلهاغيرته عليها من سنان وان لم تفهمها فى وقتها ولكنها أدركت ذلك لاحقا نظرت إلى السماء وتن*دت ودعت أن ينتهى كابوسها بشكل من الأشكال فى الطرف الآخر كان هناك آسر مثل الأسد الجريح رغم أنه هو من طلب من روفان الإبتعاد إلا أنه أيقن أن غيابها موت فى حد ذاته الحرمان من رؤيتها جعله يعانى من أعراض الإنسحاب لأسوء أنواع الم**راتقاوم ليومين لم يسأل عنها أحد فى اليوم الثالث تظاهر أنه يحتاج ياسمين فى أمر دخل شيرى فعلم أن روفان لم تأت منذ 3 أيام اتصل بإيسو فأخبره أنها سافرت ولا أحد يعلم إلى أين كانت تلك ض*بة قاضية لآسر لا روفان لا لا تفعلى لما استجبتى لهذيانىلما رحلتىألم تعلمى بأنى طفلك المدلل الذى يطلب من أمه أنه تتركه وشأنه بينما هو فى قمة الإستمتاع بقربها ذهب آسر وسأل عنها في الحى حاول سحب معلومة من نيهان ففشل وايسو كان ككتاب مغلق سيردار لا أمل يرجى منه بعد غياب روفان لخمسة أيام كان آسر قد وصل لقمة الندم واليأسصار حاد الطباع ولا يطاق في الشركة حتى أنه تشاجر مع ايز وطلب منها الرحيل ففعلت كان يسهر ليلا ويستيقظ متأخرأهمل طعامه وشرابه ورياضته اليومية ويرفض استقبال سنان بإختصار فقد أصبح آسر بقايا إنسان من دونها تواصلت روفان خلال تلك الفترة مع إيسو سرا ولكنه لم يشأ إخبارها بأن آسر يبحث عنها وهى كذلك خافت أن تسأل كانت تقضى نهارها في السباحة فى بحر مانيسا الذى تهواه كانت روفان ماهرة في السباحة كحورية بحر مذهلة الجمال لبست روفان مايوه أ**د هذا الصباح مما أضاف بياض إلى بياضها الناصع وربطت فوقه وشاح أحمر مخطط وأخذت مرهم الشمس وزجاجة ماء وخرجت حافية إلى الشاطيء الذهبى الساحر تركت أغراضها على الشط ودخلت الماء البارد تدريجيا فشعرت بسريان قشعريرة لذيذة في أطرافها رعشة ذكرتها بإحساسها حين يقترب منها آسر داعب الريح خصلات شعرها البرتقالى الخلاب وهى تتعمق داخل المياه ذكرها هذا الشعور بسقوطها مع آسر فى المسبح وكم ضحكا سويا حينها تذكرت إهتمامه بها لاحقا في الغرفة وطلب الطعام لها ابتسمت عندما تذكرت تعابير وجهه الم***فة عند رؤيته لثوب النوم الأزرق الشفاف تن*دت وقالت فى نفسها لكم تمنيت أن ارتديه لك لكم تمنيت أن أسعدك وارتمى بين أحضانك لأروى شوقنا لبعض دمعت عينيها فغطست تحت الماء لتغسل روحها وتطفىء نار الحنين عند المساء اتصل بها إيسو ليطمئن على حالها وقال لها لمتى ياروفان لقد مر أسبوعان الآن أعرف بأن ياسمين تتفهم وضعك ولكن قد تسأم لا تفقدى وظيفتك ولا تهربى كعادتك منذ الطفولة عودى وواجههى مشاكلك ردت روفان وقالت: ليس سهلا المواجهه تعنى الحقيقة والحقيقة تعنى فقدانى لآسر العيش على لقاءه يوما أرحم من فقدانى له إلى الأبد أغلق إيسو الخط غاضبا وقرر أن الأمر لن يستمر هكذا لن يستمر أشفق على روفان من نفسها فقرر التصرف وعمل شىء ما كانت روفان في كل صباح تذهب لشراء خبز من البقاله القريبة وتشترى مع الخبز زهرة صباحية لآسر عندما كانت ترجع إلى البيت كانت تضعها في مزهرية بجانب صورة آسر وتقبله وتقل له جونااايدن سيفقيليم فى منزل آسر كان الأمر مختلفا تماما كان آسر يغط في نوم عميق بعد ليلة صعبة أنهى فيه زجاجة خمر كاملة لينسى ولكن هيهات كان آسر مبعثر الشعر واللحية وينام فى جانب السرير الذى كانت تنام فيه روفان عندما أقامت عنده وعلى وسادته وبين أحضانه كان هناك قميص نوم لروفان كانت قد نسيته في خزانة آسر عندما غادرت المنزل وجده آسر فكان ككنز بالنسبة له سحبه من الخزانة بقوة وأخذ يلثمه بشفتيه وكأنه يقبل كل شبر من جسد روفان كان يستنشق عطرها في القميص ويعتصره ألم الذكريات منذ عثوره على الرداء صار هو رفيق نومه ومسكنه لكى ينام فى اليوم العشرين لغياب روفان كانت قد صحت كالعادة مبكرة صبحت على صورة آسر وجددت ازهارها وغادرت للحديقة الخلفية للمنزل لتهتم بازهارها قليلا بينما هى منهمكة فى حفر التراب وتقليبه ونزع الحشائش الميتة إذ بها تشعر بحركة من خلفها وصوت اشتاقت له مسامعها لحدود الجنون سمعته يقول: بوردا سان بوردا سان (انت هنا هنا انت ) التفتت إليه مذهولة من هول الصدمة ومن هول ما رأت من نحول جسده وارهاق عينيه ونظرته اليائسة والمتلهفة في الوقت ذاته احتارت روفان بعد زوال الصدمة الأولى وتضاربت ألف فكرة وفكرة فى رأسهاهل تجرى عليه وتحضنه هل تصده وترفضه يجب أن تتظاهر بالقوة يجب أن تجعل آسر يغادر ولكن آسر لم يمهلها كان آسر ينزل السلالم الخشبية للحديقة ويتجه نحوها بقميصه الأبيض الذى أبرز جاذبية سماره وكانت روفان ترتدى شورت جينز مقطع من أطرافه و تى شيرت أخضر من الوسط أظهر جمال جسدها اقترب آسر أكثر فتراجعت روفان خطوه فكادت أن تسقط لولا إمساك آسر لها لا يا إلهى لا قالت روفان فى سرها كيف يمكننى مقاومته يا الله قرب آسر وجهه منها فقالت روفان بسرعة : آسر توقف أرجوك تقاطعها آسر وهو يهمس: اشششش أرجوك ا**تى لا أريد الكلام ولا أريد العتاب أريد فقط أن اشبع منك من النظر إليك إلى الأبد أريد شم رائحة شعرك شعرك عشقى الأول والأخير أريد أن اضمك إلى ص*رى الجائع إلى حضنك عانقينى فقط عانقينى وا**تى أرجوك فعلت روفان كما طلب منها آسر اقتربت منه فضمها إليه ضمة كادت تقطع أنفاسها من قوتها أدركت حينها روفان أن الجنة الوحيدة لها على الأرض هى فى حضن هذا الرجل وإنها فى بعده تصير جسدا من غير روح غابا في عناق طويل ساحر تحسس فيه آسر شعرها وعنقها وظهرها بعد ذلك بدأ آسر بإزاحة خصلات شعرها من على عنقها وصار يتحسس تلك المنطقة بشفتيه وعينيه مغمضتينألهبت قبلاته أحاسيس روفان وكادت أن تضعف إلا أنها قاومت بكل ما أوتيت من قوة ودفعته بوهن وقالت: آسر دور آسر يابما (توقفلا تفعل ) ليس لدى بعد أسئلة لأجوبتك لذلك فقد جئت عبثا آسر انت من طلب منى البعد وانا نفذت لذلك أرجوك آسر: لأننى أ**ق لأنى اخرق طلبت منك ذلك روفان اعدك ألا اضغط عليك بعد اليوم ظلى بقربى ولن أطلب من الحياة شىء آخر روفان بعدك أحرق روحى روفان افهمينى أنا عشت حياتى منعزلا معتمدا على نفسى لا اتوسل أحدا ولا انتظر عطفا من أحد منذ أن فقدت أمى لم أعد أشعر باحتياج لأى إمرأة أخرى إلى أن ظهرتى أنت فى حياتى قول ذلك ليس سهلا على لذلك لا تصدينى أكثر من ذلك أرجوك روفان: افهمك واحفظ طباعك عن ظهر قلب واعشقها واعشقك كما لم أعشق إنسان في هذه الحياة ولكن الحب لن يكفينا وحده لنواصل هناك عوائق وهناك قاطعها آسر بسرعة وهو يمسك وجهها بين يديه ويمسح دموعها : بلى يكفى يكفينا وزيادة بعدك جحيم لاتبعدينى أرجوك ولاترحلى مرة أخرى روفان قبل أنفها فذابت عشقا وتابع : لننسى لنعش فى بقعة نائية من العالم لا أرى سواك ولا يدخل بيننا أحد ابتسمت روفان فأضاء وجهها بجمال مشرق ضيعت ابتسامتها صبر آسر فانهال عليها يقبل كل نقطة في وجهها وعنقها استسلمت روفان وعانقتهواصل آسر عناقها بيد وباليد الأخرى حملها وصعد بها السلالم بلهفة كانت روفان تضحك وتصرخ وتهز بقدميها انزلنى أيها المشا** رد آسر بمكر: مشا** وهل رأيتى شيئا من مشا**تى بعد؟؟ أنا مشا**تى لا تبدأ إلا في الأماكن المغلقة ونحن على إنفراد دخلا للمنزل وأغلق آسر باب الشرفة خلفه فهربت روفان في تلك اللحظة وقالت بدلال: أما اوومااار رائحتى تراب وحالتى مبعثرة أجلس هنا وارتح سأعد لك القهوه وأدخل لأغير ثيابي وافق آسر على مضض فى المطبخ كانت روفان تسكب القهوه عندما شعرت بيديه القويتين تلفانها من الخلف وهو يهمس في أذنها: هل تظنينى فعلا مشتاق إلى القهوه الآن كان يقبل عنقها بينما استدارت لتبعده عنها فوقعت ضحية لشفتيه واستسلمت قبلا بعضهما بحرارة وشوق من رأى ماء فى صحراء قاحلة لم يتوقفا ولم يرتويا فجأة انسلت روفان من تحت كتفه وهربت جريا ضاحكة وآسر يلاحقها ولكنها كانت أسرع فاغلقت باب الحمام ونادت من الداخل : تجول جنم على الشاطيء وتعرف على المنزل أشرب قهوتك إلى أن استحم وأخرج آسر: هل أنت متأكدة روفان ؟؟؟ لن تحتاجى مساعدتى وابتسم بمكر روفان بغضب مزيف: اسر انصرف حالا سمعت ضحكته الحنونة المرحة وهو يبتعد دخلت المغطس وهى تشعر بأمان لم تشعر به منذ زمن آسر بقربها ماذا قد تطلب من الدنيا أكثر من ذلك لفت روفان جسدها المبلل بروب الإستحمام وعقدت منشفة الشعر على رأسها وخرجت من الحمام على أطراف أصابعها خوفا من أن يداهمها آسر وهى بهذا اللباس المكشوف استغربت عندما لم تجده فى رواق المنزل ولا فى المطبخ أو غرفة الجلوس فظنته خرج للشاطىء اتجهت لغرفة النوم لتبدل ثيابها فإذا به تفاجىء بآسر ينام كطفل منهك بعد لعب نهار طويل كان يحتضن وسادة روفان وقميص نومها الأحمر الذى كانت تستعمله هذه الأيام فى بيت الشاطيء هز هذا المنظر روفان كثيرا بقدر ما أرضى غرورها رؤيته متعلقا برداءها بقدر ما آلمها أن تكون قد تسببت في عذاب آسر دون أن تشأ ذلك غيرت ثيابها على عجل فارتدت ملابس صيفية خفيفة بلون زرقة سماء وبحر مدينتها اقتربت من آسر وجلست بجواره وبدأت تتحسس جبينه وشعره كأم حنون كان وجهه يبدو مرهقا جدا فمررت روفان اناملها الناعمة على خطوط الإجهاد تحت عينيهثم لامست أنفه وشفتيه حينها تململ آسر وأحس بوجودها وفتح عينيه ربع فتحة فقط ليلتقط روفان بين ذراعيه ويلقى برأسها على كتفه ويدفن رأسه فى شعرها ويتمتم : أترانى فى الجنة عجبا؟ لم تص*ر روفان صوتا لأنها ارادته أن ينام قليلا بعد وأن يحس بأمان وجودها استيقظ آسر سعيدا نشطا كما لم يكن كذلك منذ عهود وعقود دخل المطبخ فوجد روفان تعد طعام الغداء عانقها وساعدها في تحضير السلطة بينما كانا يتساماران عن كيفية عثوره عليها وكيف خانها ايسو الشقى ودل آسر على مكانها بعد تناول الطعام غادرا وقاما بجولة في الأسواق المحلية لشراء بعض الألبسة الصيفية لآسر وفى المساء دعاها آسر لتناول العشاء في مطعم للسمك على الشاطيء ضحكا كما لم يضحكا من قبل واسترجعا كثيرا من الذكريات بعد العشاء تقدم آسر من كرسى روفان وسحبه ودعاها للرقصكانت روفان ترتدى فستانا صيفيا من دون أكمام أزرق غامق ويصل طوله إلى الأرض مع فتحتين جانبيتين طويلتين أبرزت جمال وبياض ساقها قاما فتعانقا ورقصا على أنغام موسيقى كلاسيكية هادئة كان آسر ملتصقا بروفان بشكل يقطع الأنفاس وكانت روفان مرتبكة نوعا ما ففكرت لو أنها تشرب كأسا من شراب لتصير أكثر جرأة قليلا وتتغلب على خجلها الدائم عند قربه منها اقترحت ذلك على آسر فضمها إليه بقوة وهما يتمايلان وهمس فى اذنها : اولماز لن تفعلى فأنا احتاجك متيقظة وبكامل قواك العقلية هذه الليلة سرت كهرباء قوية في أطراف روفان جراء هذه الهمسة واحنت رأسها خجلا فرفع آسر ذقنها وقربها إليه وتابع : لا شىء يسلب عقلى من رأسى كإرتباكك وتورد خد*ك عندما تخجلين ثم استدرك بقلة صبر: هل نغادر المكان روفان؟؟ تصلب ظهر روفان من شدة الارتباك وقالت برعب: لماذا؟؟؟ نحنا هنا جيدين جدا ابتسم آسر وهمس: لا تخافى فنيتى ليست خبيثة واعلم أن الاريكة التى فى غرفة الجلوس تنتظرنى اقترب منها وعانقها وهمس لست مستعجلا فالآسر أمامنا طويل فأنا لا انوى أن أقضيه مع سواك ديفو لن أطلب منك إلا ما ترغ*ين انت فى منحه وفى الوقت الذي ترغ*ين فى المنزل بدل آسر ثيابه واستلقى على الاريكة وهو في قممممة الرغبة فى التخلى عن وعده لها مرت روفان بجانبه فقبلته قبلة سريعة على خده وتمنت له ليلة سعيدة واسرعت في اتجاه غرفتها طيرت تلك القبلة آخر ماتبقى من صبر ومقاومة لآسر فلم يجد حلا إلا أن يدخل ليرمى بنفسه تحت الدوش البارد لعله يعود إلى رشده تأخر آسر قليلا فى الحمام ليضمن أن تكون روفان قد نامت لف منشفته على خصره وخرج فوجد الرواق مظلماتجه إلى غرفة الجلوس وهناك رأى ما لم يكن يتخيل ربعه حتى فى أجمل أحلامه وجد روفان فى ثوب النوم الأحمر الذى عانقه صباحا وشعرها منسدلا حريرا على كتيفيها وتضع روج احمر جعله يفقد صوابه ووجد الشموع مضاءة في كل مكان من غرفة الجلوس كانت روفان مبتسمة وتنظر إليه على استحياء ولكنها تجرأت ومدت إليه يديها وقالت بهمس: أنا لم ولن أكون لغيرك يوما لذلك إن كان اليوم أو غدا ما الفرق؟؟؟؟؟ اقترب آسر من روفان وهو م**ر تماما ولم يصدق أن ما يحدث معه حقيقة إلا عندما لامست يدين روفان الناعمتين عنقه حيث لفت ذراعيها حول عنقه ولكن خجلها منعها من التقاء عينيها بعينيهرفع آسر ذقن روفان حتى تنظر إليه وهمس: هل أنت متأكدة روفان؟ لا تأخذى قرارك إن لم تكونى واثقة ثقى وتأكدى إنك أغلى نساء الأرض على قلبى سواء حصل ذلك أم لم يحصل وجودك قربى يمنحنى السلام والأمان الذى أبحث عنه منذ عصور وهذا يكفينى إن كنت تتمنين أن نصبر حتى عقد نكاحنا فأنا راضى وأنا افهمك تماما وافهم طبيعة أسرتك ال روفان وضعت عند تلك النقطة اناملها على شفتيه لتسكته فقام آسر بتقبيل اناملها دون أن يعى ما يفعل تن*دت روفان وقالت بهدوء: أريدك أن تفهم وتدرك وتتذكر جيدا وللأبد بأنى لم ولن اعشق في حياتى إنسان سواك ولن اهيم و اذوب وارتعش من لمسات رجل كما تحرقنى لمساتك صحيح أننى عديمة خبيرة فى هذا المجال ولكن ولكن أريدك أن تعرف أنى اسلمك نفسى جسدا وروحا لأنى لن اسلمها في حياتى لسواك وإن قست علينا الدنيا وفرقتنا الأقدار فستبقى أنت قصة العشق الخالد بالنسبة لى ولكن آسر شىء واحد على قوله لك احنت رأسها وهمست فى يوم سألتنى إن كنت قد اضطررت يوما للكذب عليك وأنا جاوبتك بنعم حينها ولكنى لم أكن قادرة على التوضيح وأنا إلى الآن لست قادرة للأسف على التوضيح لذلك إن كنت لا تثق بى كفاية ل آسر بلهفة وشوق: روفان هل هذه الكذبة تتعلق بمدى حبك لى روفان: طبعا لا حتما لا اناآسر اخرسها بقبلة مفاجئة قوية وجارفة ثم تراجع قليل بوجهه وهمس: غير حبك الليلة لا يهمنى شىء آخر مادمتى صادقة فى حبك لى فلا شىء آخر له قيمة تذكر عندى كانت الموسيقى التى وضعتها روفان تتردد فى خلفية حوارهم الدافىء وكان آسر قد ضمها بكل مايملك من قوة وحملها بكل الحب و الحنان الذى فى كون واتجه بها إلى غرفة النوم وأغلق الباب بقدمه عاشا ليلة عشق لا تنسى كان فيها صوت ارتطام الأمواج على الشاطيء سمفونية تتناغم مع ذوبان كل منهما في روح وجسد الآخر أسمعها آسر أعذب وارق كلمات العشق والهوى حلقت روفان لأبعد سماء مع عشق حياتها آسر قبل طلوع الفجر كان آسر وروفان متعانقين ويسترجع كل منهما ذكريات لحظاتهما الرائعة معا همست روفان: آسر هل نمت؟ رد آسر : استمتع بسماع دقات قلبك التى تهتف بأسمى الآن ا**تى وضحك لكمته روفان برفق وقالت : مغرور!!!! ثم قالت حقا آسر أنت متى احببتنى؟؟ متى أدركت أنك تحبنى يعنى؟؟ اتكأ آسر على مرفقه وقال : اممممم كلا أنت أولا غضبت روفان فقال: تمام جنم تمام لاخبرك أنا أولا إذا فى البداية ظننت بأن الأمر قد حدث تدريجيا ابتداءا بقبلة مانو طبعاولكن بعدها بفترة رأيت حلما ذكرنى بأنى اعرفك قبل موت أمى حتى وادركت أن حياتى قبل أن التقيك ما هى إلا رحلة بحث عنك روفان ثم انحنى وقبل كتفها فرحت روفان كثيرا وتفاجأت عندما اخبرها بلقاءهم مرتين حاولت أن تتذكر فلم تفلح فتظاهر آسر بالغضب وقال: إذا أنا أحبك أكثر منك ونسيانك للقاءاتنا السابقة له عقاب حتما هل تعلمين ماهو ابتسمت روفان بخجل وقالت : أرضى بكل ما يأتي منك وأقبل بعقابك اى كان انحنى فوقها آسر لينهيا ليلة من أروع ليال الآسر لكليهما دغدغت أشعة الشمس جفون آسر فاستفاق على مهل وهو يتلمس بيديه جانب الفراش بحثا عن أميرة قلبه ومالكة روحه التى منحته البارحة روحها وقلبها قبل جسدهاكان آسر فى حالة من ال ***ة والسعادة قد وصلت به لحدود الهذيان لم يجد روفان في الغرفة فظنها فى المطبخ خرج فلم يجدها في البيت بأكمله نظر من الشرفة فإذا به يرى حوريته الساحرة تخلع شالها من فوق مايوها وتستعد لدخول الماء طار عقله من جمال وسحر تلك اللوحة التى يعجز عن رسمها أى فنان لاحت منه لا إراديا نظرة شاملة للشاطىء فقد شعر بغيرة أن يشاركه غيره هذا الجمال ارتدى ملابس سباحة بسرعة ولحق بها كانت روفان قد توغلت في الماء قليلا وحينما رأته آت من الشاطئ فكرت سريعا بمقلب يليق بآسر بيه استلقت على ظهر الماء وادعت الغرق وعندما رأته قد انتبه غطست تحت الماء لتقنعه أكثر جاءها آسر فى لمح البصر سباحة وهو يلهث وعلامات الرعب والذهول والصدمة تملأ وجهه كان يصرخ آسرى هل أنت بخير؟؟؟ روحى أنا هنا لاتقلقي انتشلها من الماء فلم تتمالك روفان نفسها وضحكت أدرك آسر الخدعة لم يضحك آسر بل غضب كثيرا ولكنه تنفس الصعداء وحضنها بقوة وقال بغضب: إياك أن تفعليها مجددا عانقته وتشبثت برقبته وقالت بدلال: لماذا؟ هل أنا غالية عندك مثلا؟؟؟ نظر إليها آسر بدفء وعمق وقال: أكثر مما قد يصور لك خيالك أكثر مما حلمت به فى آسرى بأكمله وأقوى مما وعدت به نفسى روفان ماذا فعلتى بى؟؟؟ أنت أكثر شىء أخاف من فقدانه في الحياة لذا لا تختبرينى بحرمانى منك ما عشته الأيام الماضية وأنا أبحث عنك كان كافيا بالنسبة لي لأعرف أن الموت ارحم لى من غيابك بعد أن سبحا معا طويلا وتراشقا بالماء وتعانقا مرارا وضحكا حد الجنون خرجا من الماء فقام آسر بلف روفان بمنشفته الكبيرة بأحكام وحضنها من الخلف وهمس في اذنها : إياك أن تلبسى هذا المايوه فى مكان عام مرة أخرى وخاصة إذا كان أ**د اللون إنه يثير جنونى روفان يذكرنى بأشياء مثيرة حدثت البارحه ومن الممتع تكرارها ضحكت روفان وهربت جريا نحو الكوخ وآسر يجرى خلفها والسعادة تتطاير من حوله كفراشات ربيعية اشتاقت لتحلق تناولا طعام الإفطار من إعداد الشيف آسر وكانت روفان هى مساعد الطباخ الذى كان يحصل على قبلة ساخنة كمكافأة على تقطيع كل قطعة طماطم أو خيار اقترح آسر أن يشتريا عدة للصيد ويذهبان للمرفأ للصيد معا وفعلا هناك كان آسر يهتم بوضع طعم الصنارات حين رأى روفان تجرى مبتعدة لتعانق بحرارة شاب طويلا وسيما مميز الحضور رمى آسر ما بيديه بغضب وانتظر إنتهاء هذا اللقاء العاطفى الحميم كانت روفان تتكلم معه بحرارة وتقارب وكان الشاب ينظر إليها بحب واعجاب واضحين لم يتمالك آسر نفسه فاقترب منهما فقالت روفان بسرعة : ااااه آسر عذرا نسيت أن أعرفك بمليح مليح هذا آسر ابليكجى وهو يكونقاطعها آسر بسرعة البرق : زوجها وعند رؤيته لصدمة روفان استدرك بابتسامة قاسية: زوجها قريبا خطيبها حاليا لاحظ آسر انزعاج الشاب مما زاده غيظا قال الشاب وهو يصافح آسر ببرود: تشرفنا أنا أكون رفيق روفان درسنا في صف واحد لسنوات لم نفترق إلا بعد دراسة الثانوى بعد أن غادرت ديفو إلى اسطنبول ردد آسر فى سره الله الله وانا الذى ظننت أنه اسم يخص ايسو فقط قاطعتهما روفان وقالت : صحيح مليح سمعت من جدتى إنك قد تزوجت منذ 5 سنوات تقريبا وقتها غضبت منك كثيرا أنك لم تدعنى لعرسك ارتاح آسر لهذا الخبر لولا أن قضى عليه مليح برد كالصاعقة: نعم ولا ديفو جم فعلا فعلت ولكن لم أوفق أخطأت الإختيار وهى استبدلتنى بآخر بمجرد ان سنحت لها الفرصة اطرق برأسه وقال نهاية حزينة للأسف ولكنى لست نادما إطلاقا إذ كانت نتيجتها تلك البرنسيسة الصغيرة التي على مركبى هناك لوح لها فأتت مسرعة طفلة جميلة فى الرابعة من آسرها جريئة جدا سلمت على آسر بحرارة وعانقت روفان التى سألتها : ما اسمك جميلتى؟؟؟ فردت الطفلة بكل براءة : روفان!!!!!!!!! كان ذلك الرد كفيلا أن يجعل عنق آسر يلتوى من تلقاء نفسه من شدة الغضب
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD