04 ᎒ أغُوستا

1804 Words
خائِفة مّن أنّ يَغتصِبها زِيُوس. إنطِلاقًا مِمّا قَرأتُ عَن أساطِيرِ آلِهةِ الإِغرِيقِ ، فأنّهُ كُلّما ضَرب البَرقُ بالأرضِ يكُون ذَاك دلَالَةً عَلى نزُول زِيُوس ، وهبُوطُه من عالَم الآلِهةِ هذَا يكُون فَقط مِن أجلِ مُمارسَة الجِنسِ مَع فتَاةٍ عذرَاءٍ. هذِه الأسطُورَة كَانتِ سَببًا كافِيًّا فِي أنّ أجعَل قصّة أغُوستا ضِمن مجمُوعتِي القَصصيّة ، وفِي أنّ يكُون لقصّة أغُوستا تقدِيمينِ… وفِي أنّ أجعَلها القصّة الثّانيّة بكِتابي -نِساءٌ لا تنَام-. (كتَبتُ هذَا قَبل أنّ ألتقِي بكلارَا) لا زِلتُ لا أصدِقُ مّا حدَث لكِننِي مُضطَرةٌ لأسرُد تفاصِيل إيجَادِي هذِه القِصّة الرّائِعةِ. الّتي لمّ أجِدها صِدقًا ، بَل هِي وجَدتنِي! بدَأ كلّ شَيءٍ حِين كُنت جالِسَةً بمَللٍ أُقلِب قِصةً عُرِضتِ عليّ. ولمّ أكُن جدًا مُهتمَةً لهَا. أشعُر بالفُضولِ حَول قصّةِ المُحقِقة كَلارَا وفرضِياتِي عَنها جعلَتِ كلّ القَصصِ حقِيرَةً أمَامهَا. لكِننِي ألبتَة لمّ أكبِت سعَادتِي حِين طُرق بَابِي وظهَرتِ كثِيفةُ الحاجِبينِ تِلك تطلُب مِني سمَاع قِصتِها. قِصتُها الّتي تَفتَقِد لِلمغزَى ولشّيءٍ أبحَثُ عَنهُ لا أدرِي مّا هُو؟! وأنا فِي عُرض أورَاقِي وكُتبِي أراقِبُ منزِل كلارَا ، رَنّ جَرسُ المنزِلِ. شَرعتُ البَاب فِي مُحيا مُرتابٍ ، مِلءَ الذُعرِ. لمّ أفكِر ولمّ أهتَم لمّا قَد يأتِي بَعد ذلِك أنَا أدخَلتُها وغلَّقتُ الباب علَينا فَحسب! كَان صَدرُها يعلُّو ويهبِّطُ بجُنونٍ ، لكِنها مّا إنفَكّتِ تَبتسِمُ لِي وأنا بخَوفٍ جسِيمٍ وَوجهٍ شاحِبٍ أبَادِلها. مّاذا عسَانِي أفعَل الأَن ، غَير النّظرِ كالحمقَاءِ؟ طَبطبتِ علَى كتفِي لتَقُول بسُخريّةٍ : "لَقد كُنت قادِمةً إلَيكِ لكِنني فكَرتُ فِي أنّكِ قَد تقُولِين لِي عُودِي غذًا لهذَا قُمّت بهذِه المسرَحيّةَ الصّغِيرَة" لمّ يكُن لِي وقتًا لألُومهَا ، مِن الغبَاءِ عِتابُ الأخرِين عَلى مّا يحَدُث مَعك ، فإِن لمّ تُعطِي فُرصَةً لِلخائِنِ هُو لَن يخُونَك ، أيّ لَو أنّنِي لمّ أفتَح البَاب مّا كَانتِ لتَدخَل. صدِقنِي مِن الغبَاءِ عِتابُ الأخرِين عَلى مّا يحَدُث مَعك. رُغمّ كلّ هذَا أنَا لمّ أستوعِب حقًا! كَانتِ مَلامِحِي الجامِدةِ ولمّ أنبُس بِبنتِ شَفّةٍ. إِثر هذَا هِي تآسَفتِ بإصطِناعٍ واضِحٍ : "أسِفة" كُنت فَقط غاضِبةً جدًا ، وشعَرتُ أنّها إِنسانَةٌ بدُون ضمِيرٍ ، وأنّني غ*يّةٌ يستطِيعُ الجمِيع خِداعهَا. كتَمتُ غَيظِي وإبتَسمتُ غَصبًا عنِي لأُعَاوِد فَتح البَاب مُشاوِرَةً لِلخارِج وأنَا أنبِسُ أخِيرًا : "اخرُجي مِن منزلِي وحالًا!" إقتَربتِ منِي بحذَرٍ ، لَقد شَعرتُ كأنّها بكُلّ شَيءٍ تَشعُرُ. تَتكهَنُ مّا قَد يحدّثُ! كأنّني قَد أتسَرعُ وأؤذِيها إِن زلّفتِ أكثَر ، لهذَا على بُعدٍ مُريحٍ منِي وَقفتِ ، وخَاطبَتِني بصَوتٍ خافِتٍ : "الخائِفة مّن أنّ يَغتصِبها زِيُوس ، هذَا عُنوانُ قِصتِي" أغلَّقتُ البَاب ودَعوتُها لِدَاخِل ، صنَعتُ لنَا حلِيبًا بالشّوكُولاطَة ، وَجلَسنا أمَام التّلفَازِ بَعد أنّ تَركتُ الكامِيرا تُسجِل. لا أَشاهِد التّلفَاز عادَّةً لكِن شاشَتُه وأحادِيثُ الشّخُوصِ داخِلهُ تطرُد جُزءًا كبِيرًا مِن الشّغُور والوَحشَةِ. لا أحَد مِنا كَان مُكثَرِتً لَهُ كُلّ مِنا كَان ينظُر لِلأخَر. أنا الأَن جَالِسةٌ أمَام إمرَأةٍ لا أعرِفُ عَنها شَيئًا سِوى أنَّها كاذِبةٌ ، ومُمثلِةٌ بارِعةٌ ، وتحتَاجُ المَال رُغمّ هيئتِها الرّاقيّة. لكِننِي أثِقُ بهَا وفِي أنّها لَن تُؤذِينِي. أنا أثِقُ بشِدّة بالنّساءِ ، لأنّ النّساء لا يَخذُلُون الثّقة ، فهُن لَيسُوا رِجالًا! كَانتِ أغُوستا لفَترةٍ طوِيلةٍ صامِتةٌ ومِنهُ هِي تَردَدتِ للحظّةٍ فِي الحدِيث. لكِنها أطرّقت فِي النّهايّةِ مُتسائِلةً : "هَل قِصتِي صالِحة لتكُون بمجمُوعتِكِ القَصصِيّة؟" لا أقصِدُ إِتِهامَك عزِيزي القارِئ ، لكِن مواضِيعُ الإِغتِصابِ وإِن ذَاتُ وَقعٍ مَكرُوهٍ عَلى مَسمَعِك لكِنها تُحرّكُ فضُولَكَ. ورُبّما حُبّ الإستِطلاعِ مّا جَعلك تتسَاءَل عن لمّا أغُوستا خائِفة مِن زِيُوس؟ وهُل زِيُوس إغتَصبَها؟ وإِعتِرافًا جمِيلًا ككاتِبةٍ أرجُو النّجاحَ لكِتابِي ، أنا لن أُمانِع بوَضعِ كلِمةِ -إغتِصابٍ- بِه إِن كَان -عَلى الأَقلِ- شخَصينِ سيشترُونهُ بسَببِها! لهذَا قَد تكَلّمتُ بهدُوءٍ : "إِن كَانتِ الأحدَاثُ كالعُنوانِ ، رُبّمَا نعَم" جَلستِ القُرفصَاء عَلى الأرِيكَةِ وعَانقتِ الكُوب بِكلتَا أصابِعهَا لتَستًّهِل : "مّا كُنت لآتِي إلَيكِ لَو أنّني لا أحتَاجُ المَال ، أهٍ يجِبُ عليّ أن أسافِر فِي أقرَبِ وَقتٍ فزيُوس فقَط هُنا يترَبصُ بِي" بُؤبؤِي إتَسَع وَظهَرتِ اللّهفةُ عَلى عيُونِي ، كُنت مُستاءَةً مِن نفسِي جدًا ، بَيد أنّني لمّ أَحاوِل حتّى كَبتها. بَل زادَتِ حِين لغَّتِ : "كَانت بينغلِي فقَط جارَتِي اللّطِيفة الّتي ألقِي علِيها التّحيّة مِن حِين لأخَر. وأيضًا طالِبةٌ بالثّانوِيّة والحقِيرُ كَان مُدرِس الإحيَاءِ خاصتُها ، لنتَفِق كوَننا نِساءًا عَلى أنّ أبشَع أنوَاعِ الرّجالِ هُمّ الّذِين يستغلُون حبّ إمرَأةٍ مّا لّهُم!" بلّعتِ رَمقهَا ولمّ تَدعنِي أُعبّرُ عَن رأيّي المُوافِق لهَا حتّى تابَعتِ : "أعنِي حِين أحدُهم يعرّف بأنّ إحدَاهُن تُحبّه ، هُو لا يُضيعُ الفُرصَة بأنّ يَستغِلها! وأنّ يذُلها! ويُمثِل علَيها الحُبّ فِي حِين أنّهُ قادِرٌ عَلى رفضِها ببسَاطةٍ لمّا العاهِرُ يفعَلُ هذَا إِذن؟" كلمَةُ العاهِرِ ، تَكرّرتِ ثمانِ مرَاتٍ فِي جُملتِها. كُنت أرَى الحِقد فِي عينَاها لهذَا الحقِير ، لكُلّ حقِيرٍ يملَأُ النّقصَ فِيهِ بإمرَأةٍ فَقط تُحبّه. لمّ تَدعنِي أغُوستا أسَألُها عن مّا دَخلُ بِينغلِي بِها حتّى مَضتِ : "إنفَصل عنَها بطَرِيقةٍ سيئَةٍ ، لمّ يُخبّرها حتّى لمّا إِنفصَل عَنها! أتعرفِين لمّا؟ لتبقَى دائِمًا تُفكِر بهِ وتُلاحِقهُ تسأَلُه عَن لمّا تركَها ، مُنحَطٌ وسافِلٌ" ركَزّتُ بِالكَامِيرا عَلى ساقِها الّذِي يهتَّزُ بعُنفٍ ويدَاها الّتي تَصطرِعانِ معًا. وإِن القِصّة لا علَاقة لهَا بالعُنوانِ ، ولَن أضعَها بالكِتابِ. أنا سأضعُ الفِيدِيُو بالفِيلمِ الوَثائقِي -إِن نجَح الكِتابُ- مُستقبلًا. تنهَدتِ أغُوستَا بثُقلٍ وسكَتتِ تمَامًا تَتأمَلُ الأرضِيّةَ. كَانتِ فُرصَةً لأفكِر بقصّةِ بِينغلِي ، بقَصص الكثِير مِن النّساءِ اللّواتِي كُنّ ضحَايا سهَلة لِلحبّ. لطَالما الجمِيعُ أخبَرنا بأنّ نحِب أنفُسنَا كثِيرًا ، بأنّ نُحبّ كثِيرًا. لا أحَد كَان صادِقًا مَعنا وطلّب مِنا أنّ نكُون عقلانِيين بالحبِّ. هذَا السّمِ القاتِلِ. إِن أحبّبتُ نفَسك بشدَّةٍ ، ستصِلُ لمَرحلةٍ تُصبّحُ فِيها أنانِيًّا تُؤذِي غَيركَ. وإِن أحبّبتُ غَيركَ بشِدَّةٍ ، ستَصِلُ لمَرحلَةٍ تُصبِح فِيها زهِيدًا تُؤذِي نَفسكَ. لهذَا أنَا لَا أنصَحُ بحبّ النّفسِ والغَيرِ! بَل بالحِكمةِ والعَقلانيّةِ فِي حبّ النّفسِ والغَيرِ إعطِي لنَفسك القَدر الصّحِيح مِن الحُبّ ، وإختَر الشّخصَ الصّحِيح لتُعطِيهِ الحُبّ. ملّلتُ الصّمتُ لأسأَل بدمَاثةٍ : "مّا دَخلُ بِينغلِي فِي قصّتِك؟" رُبّما لمّ تُجَاوب مُباشُرةً ، لكِنها ردَّتِ بوَغرٍ : "العَينُ بالعَينِ والسّينُ بالسِّينِ ولَيس مِن الضّرُوري أنّ تَنتقِم بينغلِي لنَفسِها ، فأنَا قَد فَعلت ذلِك مكَانهَا ، وذَاك السّافِل ، العاهِر إِبن العاهِرة الأشقَر الّذِي تحَرش بِي فِي القِطار ، لنّ أشتِمهُ لأنّهُ غالِبًا هُناك إمرأَةٌ مّا قَد إِنتَقمتِ لِي مِنهُ" بهيستِريّةٍ تَتحدَثُ ، شعَرُها القصِير الحرِيرِي يتحرَكُ فِي كلِّ مكَانٍ. أغُوستا جمِيلةٌ جدًا وأنِيقَةٍ ، ذَاتُ صَوتٍ عَذبٍ يفقِدُ حلاوتَهُ عندَما تَرفعُه. وحاجِبانِ مِثالِيين يتحرَكانِ كثِيرًا ، هِي فقَط جمِيلَة جدًا كأيّ إمرأَة بهذَا العَالم. وقَد بدَأ الجُزء الشّيقُ بالنّسبةِ لِي ، ولهَا كذَلِك لأنّ فَاهها قَد أفرّج عَن بَسمةٍ واسِعةٍ لتَلفِظَ بهُزأةٍ : "لهذَا ظَهرتُ فِي حَياتِهِ أوقَعتُه فِي غرامِي ، لمّ يُحبنِي لكِنهُ كأيّ رَجلٌ لن يقُول لكِ لا إِن عرِضتِ نفسَكِ علَيه! حسنًا رجُلٌ مُتزوِجٌ فأنَا إكتَشفتُ بأنّهُ مُتزوِجٌ ولدَيهِ طِفلَين…ذكُور" أخفَتِ إبتِسامَتها وإنتَظرَتِ سُؤالًا مِني ، لأتساءَل بالفِعل والصَدمةُ جليّتُ علَى وجهِي : "إهدَئِي رجَاءً وَأكملِي برُويّةٍ" لمّ يكُن لِي مّا أسألُه حرفِيًّا ، أنا تائِهَةٌ! أومأتِ برأسِها وزَفرّتِ بقُوَّةٍ ، شعَرتُ بالسّلامِ يُعاوِد التّسلُل لهَا لأبتسِم وأشِير لهَا أرجُوهَا أنّ تُكمِل : "النّساءُ لِلنساءِ ، هُو أذَى بِينغلِي كثِيرًا لهذَا أذَيتُه كَثِيرًا ، أخذّتُ مِنهُ مِهنتُهُ وكشَفتُ حقِيقتَهُ لزوَجتِه وأغرَقتُه دُيونًا ، رمَيتُه بالسّجنِ وها أنا وزَوجتُه نتمَتعُ بالمَال" وضَعتِ يدَها عَلى فمِها تضَحكُ بلطَافةٍ. بدّتِ حقًا لطِيفَةً… لطِيفَةٌ لأبعَدِ حَدٍ ، أغُوستَا كاذِبةٌ ، ومُمثلِةٌ بارِعةٌ ، راقيّة ، جمِيلةٌ ، وَذكيّةٌ ، وذَاتُ مَبادِئٍ ، تُحبّ النّساء وَلطِيفَة. إستَغلَيتُ فُرصَة سكُونِها لأتفَوَّه : "هُو أذَى المُراهِقة بينغلِي ، فأرسَلَكِ الرّب إِليهِ ، أخذّتِ مِنهُ أسرَتهُ ، زَوجتَهُ ، أبناءَهُ ، مِهنتَهُ ومالَهُ وأرسَلتِه لِسِجن ، هذَا دلِيلٌ عَلى أنّ لَيستِ كُلّ الإِبتِلاءاتِ إختِباراتٌ لإيمَانِنا! بَعضُها تكُون جزَاءً عن أفعالِنا الخَبيثَة!" وافَقتنِي الرّأيّ وإستَرسَلتِ بمُزاحٍ : "الحَقير سيَخرُج بَعد أسابِيع لهَذا أحتَاجُ لِلمالِ لأُسافِر لا أُريدُه أنّ يغتَصبنِي" شَردتُ لِلحظَةٍ أجمَعُ الأحدَاث لأصِيح بغَير تصدِيقٍ : "إِسمُه زِيُوس! هذَا الحقِير هُو نفسِهِ زيُوس؟!" النّساءُ رائِعاتٌ ، أقسِمُ لكُمّ أنّ النّساءَ لا مَثِيل لَهُن. قَد تكُون المَرأةُ كرَجُل ، هذَا سَهلٌ جِدًا بالمُناسبَةِ ، كلّ مّا علَيها أَن تكُون غبِيّةً وخائِنةً وستكُون رَجُلًا! لكِن أنّ يكُون الرّجُل إِمرَأةً؟! هذَا صَعبٌ جدًا! وهذَا مّا يَجعَلُ بَعض الذّكُورِ ، يعتَبرُون عِبارَة (كإِمرأَةٍ) إهَانةٍ! الحقِيقةُ هِي بالفِعلِ كذلِك بالنّسبَةِ لشَخصٍ لا يَستطِيعُ ، أنّ يكُون ذكِيًّا ، صبُورًا ، لطِيفًا ، حنُونًا ، جذَابًا ، جمِيلًا ، قوِيًّا ، رائِعًا… فِي آنٍ واحِدًا ، هِي إهَانةٌ جَسِيمَةٌ. أغُوستا لَيستِ كاذِبةً ، فهِي صِدقًا خائِفة مِن زيُوس لكِننا -كِلانا- غَيرُ مسؤُولانِ عن أيّ زيُوس هذَا الّذِي فَكرت بِه. المُقدُمةُ الثّانِيّةُ لقصَةِ زيُوس ، فأنَا لمّ أنصِفهَا بتَاتًا مِن وَصفِي ومّا أزَالُ لمّ أفعَل. حَال مَا أنهَيتُ التّقدِيم الثّانِي وَضعتُ الكامِيرا والمُذكِرة جانِبًا وحدَّقتُ بِها ملِيًّا لأتحدَّث : "لا أعلَم حقًا مّاذا أقُول لكِنَني جشِعَة حَول الكثِير مِن التّفاصِيل الصّغِيرَة؟ لَيس مِن فِكرة الكِتاب أنّ أتكلّم بالتّفاصِيل أو أنّ أطلّبها حتّى لكِن بقِصتِك أنا أوَّدُ هذَا" هزَّتِ رَأسَها بعشوائيّةٍ ، ورَطبّتِ شِفاهَها لتَسألنِي بلكنَةٍ ثابِتَةٍ : "فَقط شغلِي الكامِيرا ، لدِيّ مّا أقُولُه" إمثتَلتُ لهَا وكُنت مُتشوِقةً لأسمَع البَاقِي عَنها ، الكثِير مِنها. وجعَلتِ تَحكِّي : "رأيتُهمَا معًا بالسّيارَة وبَعد أسابِيعٍ ، كَانتِ بِينغلِي تبكِي وإستَفسَرتُها لهذَا أخبَرتنِي بكُلّ مّا حَدّث ، لهَذا بدَأتُ أتربَصُ بهِ ولمّ أضَيع أيّ فُرصَة تُعطَى لِي" رمَزتُ بتَفهُمٍ ، إلا أنّني لمّ أفهَم شَيئًا بسِيط أعرَّبتُ عَنهُ بصرَاحةٍ : "أعِيّ طبِيعَة ، ونمَط عَيشِنا لكِن مّا لا أتفَهمُه وإِن حَاولتُ! كَيف لِلعائِلة أنّ لا تَعرِف بأنّ إبنتُهم علَى علاقَةٍ برجُل يكبُرها سِنًا الأكثَر مِن هذا يُوصِلها وهُما فعلِيًّا على علاقَةٍ غرامِيّةٍ ، الأهلُ حقًا بالنّسبةِ لِي السّبب" كَانتِ مُحايدَةً ولمّ تنفِي أو تَقبَل بمّا قُلتُه رُبّما إِلتمَستِ العُذر لعائِلةِ بينغلِي ، خِلافِي…فأنَا حُبّي الأوَل والأخِير سُوء الظّن بالأخرِين. ضِحكةٌ صغِيرَةٌ نمّتِ على شَفتَيها لتُخبّرنِي بلكنَةٍ خبِيثَةٍ : "جَعلتُه يَشترِي لِي منزِلًا وسيَارَة ومُجوهرَاتٍ ، بِعتُ كلّ شَيءٍ ، إتَفقتُ مع زوجتِه وأفهَمتُها أنّهُ لا جَدوى مِن إنتظَار تَغيُّرِه وأنّها حبذَا لو تُنقِذ أطفَالها مِنهُ ، كَان هُو يشترِي ونحَن نبِيع ، كُنت أجبِرُه عَلى إستِلافِ وفجأَةً غرَّق ديُونًا ، وطلّب منِي أنّ أبِيع السّيارَة الّتي إشتَر لِي لتسدِيد الدّيُون وعندَها قَد صدِمتُه وزَوجتُه ، وذهَب لِسجن ، طُرّد مِن العمَل ، طلَقتهُ زوجَتُه" كَان حدِيثُها شَيقًا ، اللّماعَةُ فِي عَيني والحمَاسةُ فِي نبرتِها ، كُنا مِثالًا عَن المُستمِع والمُتكلِّمِ. وأيضًا عَن إمرأتَين تكرَهانِ زيُوس. أنهَينا القصّة وساعَدتنِي بترتِيبِ كلّ شَيءٍ وَإتفَّقنا عَلى أنّ تكُون القِصّة الثّانيّة. (أظَفتُ هذَا بَعد إِجراء المُقابلَة مع كلارَا) ذَاك طَبّخت لِي الكَعك وَصنَعنا حَلوى السُّكر ، والعصائِر ورتَبتِ معِي قَصص… كَانتِ فِكرتَها ، القِيام بحفلَةٍ مِن أجلِ قَصصِ الأطفَالِ ، أَو كمّا أسمَتها هِي ، مصِيدَة لكلَارا. وقَد نجَحتِ المِصيدَة ، نجَاحًا باهِرًا أخَذ مِنها الرّتبَة الثّانيّة. #يُتبع. لعيُون أحلَى ندَى بالعُالم الفَصل أهُو ? عَلى كلٍ يا حَلوِيات لا تكُونون غبِيات ويكُون حُلمكم السّامي تتزوجُوا أو تتزوجِي شخَص حاطَة عِينك علِيه. بدُون الحكِي عن الثّقة تحطُوش كلّ الثّقة فِيها ترا مُمكن يطلّع زيُوس ، أو حتّى مُمكن تكُوني أنتِ زوجَة زيُوس السّابقَة على كلٍ لا تكُونون بينغلِي وتبكُون عشَان حد مّا يستاهَل. ? مشّ راضيّة على الفَصل لو إحساسكُم كدّه أسِف بحاوَل أكُون طالِب قوِي بالفَصل الجَاي. على كلّ حَال أغُوستا داهيّة ، بالأوَل دخَلت لبِيت الكاتِبة ، وبعدَها أغرَتها بالعُنوان ، إنتَقمت شَر إنتِقام من زيُوس ولمّا طفَت الكاتِبة الكامِيرا هِي طلَبت تشغًلها عشَان تحكِي تفاصِيل مُهمة وتعطِي مصدَاقيّة لرِوايتهَا ، غِير هِي صاحِبة الفِكرة حَث حفلَة للأطفَال يلِي فِيها كلارَا والكاتِبة إلتقُوا. أدرِي مّا حد لاحظّ لهِيك بوضَح بنفسِي. ? رأيكُن بالفَصل؟ أغُوستا؟ وبَس والله أتمنّى يكُون عجَبكُم ، عجَبكُم؟! ? أحبّكُن كثِيرًا. ❤ أستغفِر الله العظِيم وأتُوب إلِيه ، سُبحان الله وبحَمدِه ، لا إله إلا الله ، لا حوّل ولا قُوّة إِلا بالله. ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD