حفِيدَةُ المُحقِق هِيركيُول بوَارُو.
عندَما تُعطِيك الحَياةُ سَببًا لتَيأس ، إمنَحها سبعِين أَلف حُجّةً لتُكمِل. لا شَيءّ أقوَى مِن إرَادةِ الإِنسَانِ عَلى هذِه الأَرضِ.
فعَلى سَبيلِ المِثالِ أنَا عِندمَا أخِذَ منِي منزِل والِدِي…
وإضطَررتُ لِأعِيش بِبلدَةِ أدُونڤَر الصّغيرَة. كُنت مُستاءَةً جدًا ، بلَدة صامِتة ، منزِلٌ صغِيرةٌ ، وسُكانٌ كالأموَاتِ.
قضَيتُ أسبُوعِي الأوَل أقرَأ روَاياتٍ وأكتّبُ قِصصًا للأطفَالِ ، قِصصًا لَن تُنشَر…
كُنت يائِسةً لِلحَدِ الّذِي يجعلُنِي أفكِر بالتّخلِي عَن كلٍّ شَيءٍ.
لكِننِي وفجَأةً وجدتُنِي أتنَفسُ…أعِيشُ بهذِه البَلدةِ لسَببٍ وجِيهٍ…لغايَةٍ مَا.
وجَدتُني أصنّعُ أشيَاءً ، كشَخصٍ لمّ يُولَد عَبثًا.
كَكِتابِي نِساءٌ لا تنَام الّذِي دَاع بالبَلدةِ وقَد أجرَيتُ ثَلاث مُقابلَاتٍ مَع ثلَاثِ نِساءً هُن مّن إقترَحُوا عَليّ قِصصهُن.
لمّ تُرضِينِي مِنهُن إِلا قِصّةُ أغُوستَا الّتي ستُغادرَ أدونُڤر غذًا ، بالمَال الّذِي أعطَيتُها. ولمّا غذًا ولَيس اليَوم؟!
لأنّني أقُوم بتجهِيزِ مِصيَدةٍ أصطَادُ المُحقِقَة كلارَا عَبرَها.
سمُعتُ مّن بائِع الحلِيب أنّها تملِك ثلَاث أطفَالٍ.
وكَان هذَا سبَبًا وجِيهً لأنشُر قِصص الأطفَالِ الّتي كتَبتُه سابِقًا…والّتي كُتّب لهَا أَن تُنشَر.
مِنهُ قُمّت بحفلَةٍ صغِيرةٍ بالبَاحةِ الخلفيّةِ لمنزِل ودعَوتُ جمِيع سُكانِ أدُونڤر مع أطفَالِهُم.
لمّ يأتِي الجمِيع لكِننِي كُنت سعِيدَةً بأنّ كلَارَا أتَت!
حسنًا ، أتَت وحدَها.
كُنت أوزِع الحلوِيات كالعَادة عَلى الأطفَالِ وأقطّعُ عهُودًا أنّهُم إِن قرؤُوا قِصّة باليَومِ وقامُوا بخُلاصةٍ بسيطَةٍ وأحضرُوهَا معهُم!
ستكُون كتذكِيرَةٍ ليأخُذُوا الحَلوَى كلّ يَومٍ.
إحتَفظتُ بثلَاثِ مصاصَاتٍ ولا أستطِيعُ وَصف توَتُرِي وأنَا أشجِعُ نفسِي لأذهَب إِليهَا…لكِنني فَعلتُ ذلِك بالأخِير…وقَفتُ بجانِب الطّاوِلة الّتي أضعُ علَيها القَصص لأمُد الحلَوى لهَا وأرمِي الكَلام بإندِفاعٍ :
"هذِه لأطفَالِك ، طَالما لمّ يأتُوا"
قطبتِ حاجِباهَا وأغلّقتِ القِصّة الّتي كَانتِ بيدِيهَا ، إلا أنّها لازَالتِ تضّعُ يدَها عَلى الصّفحة الّتي كَانتِ تقرؤُها! تبسَمتِ لِي وقَالتِ بدماثَةٍ :
"شُكرًا لكِ"
أخدّتِ منِي المصَاصات لتعُود لإكمَالِ القِراءَةِ بترَويّ وهدُوءٍ جعلنِي فقّط مُعجَبةً بهَا.
إلا أنّني لمّ أكُن لذَاك الحَد بشخصيّتِه…تبدُو مغرُورَةً!
البَشرُ معادِنٌ لهذَا تأكَد مِن أنّك فِي حيَاتِك عَلى الأَقلِ مرَةً واحِدَةً ستُقابِل أشكَالًا صدِأَةٍ…صدِأة ككلَارا.
إستدَرتُ لأذهَب بإنزِعاجٍ لكِنهَا أوقف*نِي بصَوتِها الجأشٍ :
"لأنّني حقًا لا أرغَبُ بإفرَاغِ هذِه الطّاوِلة ، هَل لدَيكِ نُسخًا أخرَى بالدّاخِل؟"
أومَأتُ لهَا فقّط وبقلّةٍ إهتِمامًا تابَعتُ المشَيّ ، لتَمضِي قائِلة :
"أرِيدُ ثلاثُ مائَةٍ قصّة شخصِياتُها غَير أدميّة"
تجمَدتُ مكَانِ لأستدِير لهَا وأجهَر بصَدمةٍ واضِحَةٍ ، لكِنها إستأنفتِ تشرَحُ لِي موقِفهَا :
"القَصص الخيَاليّة تجعُل الأطفَال يحلمُون"
لأستنكِر :
"أنتِ لدَيكِ ثلَاثُ أطفَالٍ فقّط! أستطِيع أنّ أستبدِل معَكِ لا داعِي لشِراءِ كلّ هذَا"
لقَد إِستَمعَت لِي بكلّ تفانِي ، لمّ تُوقفنِي حتَّى عِندمَا أخطَأتُ…ورُبما كلَامِي آذَاها! لكِنها لمّ تكُون وقِحة ، تركَتنِي إِلى أنّ أنهَيتُ كلامِي وبعدَها قَالتِ :
"أنَا لَيس لِي أطفَال ، القَصص لأجلِ المَيتمِ…ذَاك الّذِي يُوجد بضواحِي أدُونڤر"
عيُونِي ذَاتُ نبرَةٍ ثاقِبةٍ ، أنا أستطِيعُ إِشتِمَام قصّةٍ دَسِمةٍ خلّف كلّ هذَا الهدُوءِ ، هذِه السّكينَةٍ وهذَا الوَجهُ الّذِي لا يبتسِم إلا مُجاملَةً. تضاعفَتِ شجاعتِي لحظَتهَا وقَد زَلّفتُ مِنهَا بإِبتِسامَةٍ وأردَفتُ برَويّةٍ :
"أستطِيعُ إعطَاءكِ مّا تُريدِنهُ مّن القَصصِ…مجَانًا ، وحتّى تنظِيم حَفلِ توقِيعٍ بالمَيتم. أنتِ فقّط وافقِي عَلى إدرَاجِي قصّتِكِ بكِتابِي نِساءٌ لا تنَام"
كِلانَا كَان مدهُوشٌ مّن كلَامِي! لكِن دَهشتِي تضاعَفتِ كثِيرًا…لانّ كلَارَا تَردَدتِ للحظّةٍ فِي الحدِيث لكِنها أطرّقت فِي النّهايّةِ مُتسائِلةً :
"هَل قِصتِي صالِحة لتكُون بمجمُوعتِكِ القَصصِيّة؟"
إِذن هِي تعرّف جيدًا أنّ الكِتاب مجمُوعةٌ قَصصيّة! والشّرُوط لإدرَاجِ القَصص بهِ. أنَا فقّط أرَى لِكتابِي نجاحًا كبِيرًا وكأيّ كاتِبٍ هذَا يُسعدُنِي…يُسعدُنِي كثِيرًا.
تبَسمتُ بلُطفٍ ودنوّتُ مِنهَا أَتلفّظُ بتعَقُّلٍ :
"دعِنِي أسمَعُها أولًا!"
إتَفقنَا عَلى كلّ شَيءٍ.
مّن مكَانِ لِقاءِنا إِلى عَدد القَصصِ الّتي سأعطِيهَا إِن تمّ وكَانتِ قِصتُها صالِحةً لتكُون بكِتابِي.
بَعد لحظَاتٍ مّن الأخذِ والرّدِ ، مّن الحدِيث ومِن السّماعِ مِنها إٍكتَشفتُ شَيئًا. أنّني هِي المعَادِن الصّدأةُ مّن البَشر!
أتّى صبَاحُ اليَومِ المُتفَقِ علَيهِ بسُرعَةٍ.
لكِننِي كُنت حاذِقةً هذِه المَرةِ!
حضّرتُ أسئِلةً ، وبَعض المُ**رَاتِ والأكلِ لأجعَل المُقابلَة أطوَل بقلِيلٍ مّن مُقابلَتِي مَع أغُوستا وكالورِين.
وعَلى ذِكر كالُورِين ، تعشَينَا معًا البارِحة.
عندَما أتَتِ لتُوصل طلبيّتِي من مَتجرِها الإلكترُونِي بيدِيهَا كونِي زبُونًا مُيمزًا فأنَا دعوتُها لِلبقَاءِ معِي قلِيلًا.
وكَان وقتًا مُناسِبًا لتُخبرَنِي عَن كونِها دخَلتِ فِي علاقَةِ حُبّ مع إحدّى عُملاءِ متجرِها.
كُنت سَعيدَةً جدًا لهَا…حتّى مع رُؤيتِها خائِفة مّن أنّ يكُون يَومُ إنفِصالِهُما قرِيبًا ، إلا أنّني طلَبتُ مِنها بأنّ تستّمع بكلّ لحظَةٍ سعيدَةٍ معهُ.
اللّحظات القَصيرة مّن السّعادَة تكُون الأَصدَق عَلى الإِطلَاق ، فحبذَ لَو نَستمتِعُ بهَا كأنّها أخِير مَا سنفعلُه بحيَاتِنا.
حمَلتُ سلّة الحلوِياتِ وخرَجتُ أمامَ البَابِ أُعِطّي حلوِياتٍ للأطفَالِ اللّذِين أحضرُوا معهُ تأشِيرة أخذِ الحَلوَى.
أمَا اللّذِين لمّ يقرؤُا هُم لا يأتُون بالأَصلِ.
غادَر الأطفَالُ ولمّ أبقَى إِلا أنَا وسلَةً فارِغةً أنظُر أمَامِي وأبتسِم ، إرتَج جسَدِي بعُنفٍ حِينمَا وصَلنِي صَوتُ كلارَا الهادِئ :
"طَاب زوَالُكِ"
وضَعتُ يدّي عَلى قلبِي وحدّقتُ بجَزعٍ فِي الكَلبِ الكبِير بجانِبها لتُسابِقنِي لِلحدِيثِ : "إنّهُ لطِيفٌ لا تخَافِي"
**ّتتِ هُنيهَةً وقَد ضحِكتِ علانيّةً عِندمَا جابَهتُها بعدّم تصدِيقِ لهذِه الكِذبة الّتي يُردِدها مالِكُو الكِلاب الوحشيّةِ شبِهُ هذُا الكلبِ المُخيفِ جِوارهَا.
أَرجعتِ ذَيل حِصانِها لِلخلفِ ونظّرتِ حوَلها وهِي تنبِسُ :
"لنُجرِي المُقابلة ونحَنُ نتمَشى ، الجَوُّ لطِيفٌ"
شتَمتُ داخِلِي كثِيرًا…أكثَر بكثِيرٍ مّن كثِيرًا.
لم يُسعفنِي الرّفضُ ولا حتّى إعطَاءُ حُجَجٍ لأرفُض بلبَاقةٍ ، لهَذا أخذّتُ كامِيرتِي وغلّقتُ البابَ وخرّجتُ إِليهَا.
كلارَا لأقرّب وَصفهَا هِي إمرَأة نوعًا مّا حرَّة ولا تخدّعُ لِلقواعِد ومعاييرِ المُجتمَعِ…رُبما هِي تعِيشُ كإمرَأة.
أشعُر بالغرَابةِ مّن إِستعمَالِ تشبِيهٍ كهذَا.
لكِن لا شَيء أقرّب مِنهُ لوصفِها.
طوِيلةُ القامَةِ وتربِطُ شعرُها عَلى ذَيلِ حِصانٍ طوِيلٍ ، لا تضَعُ مساحِق تجمِيلٍ ، أستطِيعُ بوضُوحٍ رُؤيَة تجاعِيدِ الضّحكِ بجبنِيهَا ، الهَالات السّودَاء مّن قِلّة النّومِ ، بطنَها أيضًا لكِنها لا تهتّم.
هِي تعِيشُ حرّةً بناءً عَلى مّا تُريدُ ولا تتبِعُ أيّ معاييرٍ ، لا تُحاوِل شَدّ بطنِها فقّط لأنّ المُجتمَع يضّعُ البطَن خارِج معاييرِ الجمَال!
هِي تعِيشُ مِثلمَا كلّ النّساءِ يجِبُ أنّ تعِيش ، تعِيشُ كنفسِها وَوفقًا لمعاييرٍ رسَمتها هِي لا المُجتمَع.
عندَما أنهَيتُ تقدِيمِي لهَا إكتَشفتُ أنّني نسَيتُ مُذكِرة الأسئِلةِ ، ولمّ أشعُر بأيّ ندَمٍ حِينمَا شتّمتُ بكلِماتٍ نابيّةٍ أمَامها.
أنَا تعِبتُ عَلى الأسئِلة والتّحضِير.
أشعُر بالحزّن الشّديدِ ، وأصهبَتُ بإنزِعاجِي لحِين كلَارا إستهَلتِ المُقابلةَ مُتلفِّظَةٍ :
"عندَما تزَوجتُ مّن كلَارك كُنت بالسّنّة الأخِيرة جامِعة ، تزَوجنَا عَن حُبٍّ وكُنا حقًا سُعدَاءٌ. كَان هُو مُحقِق شُرطَة مشهُور وكُنت أساعِدُه. لَقد كُنت ذَات عقلٍ لبِيبٍ أستطِيعُ أنّ أحُل قضَايا يُعسّر علَيهِ حلّهَا ، كَان فَوق أنّهُ يُحبُنِي مُعجَبًا بِي"
إنّي عاطفيّةٌ جدًا ، أشعُر بالنّشوةِ لسَماعِ قَصص الحبّ ولا سِيما الواقِعيّةِ مِنها ، وإِن كُنت لا أستطِيعُ كِتابَة روايَاتٍ رُومانسيّةٍ إِلا أنّني ألتهِمُ القَصص مّن هذَا النّوعِ.
لهذَا ظهَر جليًّا الإِستُمتاعُ عَلى وجهِ ، كَادتِ الكامِيرا أنّ تقَع منِي وأنَا أسمَعُه تحكِي عَلى زوجِها بالكثِير مّن المشاعِر ، ولمّ أتساءَل أبدًا.
أيَن يُمكِن أنّ يكُون! فهِي تسكُن وحدَها.
واصلتِ كلارَا الحدِيث بإبتِسامَةٍ :
"قضَينا أيَامًا رائِعة ، لَقد كُنا حقًا نُحبّ بعضَنا البَعض ، يشترِي لٍي الورُود كلّ صبَاحٍ كونَنا نعمَلُ بنَفسِ مَركزِ الشّرطَة ، كَان لا يرّى غَيري ويُنادِينِي بحبِيبتِي بكلّ جَملةٍ يُوجهُها لِي. كَان بالعملِ يُنادِينِي بِحفِيدَة المُحقِق هيركيُول بوارُو"
شعرَتُ بالغَضبِ مّن زوجِها الأ***ق هذَا! وإن بوارُو ذُو حِنكةٍ ككلَارا ، هذَا لا يعنِي أنّهُ مُحقِقٌ أيضًا!
فهيركُيول بوَارُو رجُل تحرٍّ ولَيس مُحقِقًا.
قاطعتُها مَتسائِلةً :
"لا بَد أنّكِ تُحبِينهُ كثِيرًا بدَورِكِ ، ألَيس كذَلِك؟"
هزّتِ رأسَها بتأكِيدٍ وأظَافتِ :
"كُنتُ كذلِك ، لكِن أتعرفِين؟ الحبّ لا يدُوم ، مّا يبقَى هُو المودَة والإحتِرام ، وهذَان قَد لا يبقِي إن لمّ يكُن هُناك أطفَالٌ…"
شعَرتُ بغُنّةِ الآسى فِي صوتِها ، شعرّتُ بأنّ الحيَاة لمّ تُنصِفها وبأنّ مّا سأسمَعهُ لَن يُرضِينِي بتَاتًا.
لهذَا سكَتتُ أسمَعُهَا تمضِي :
"الرّجالُ لا يُحبُون للأبَد…لا يَفعلُون ، لَيس هُناك علاقَاتٌ دائِمةٌ ، هُناك مصالِحٌ مُشترَكة طوِيلة الأمَدِ. أعنّي لمّا نحَنُ نَصنّعُ صدَاقاتٍ؟ لأنّنا نحتّاجُ لأصدِقاء ، لأشخَاصٍ يُساعدُون! ولمّا نتزَوج؟ لنعِيش معَ مّن نُحبّ ولأجلِ الجِنس ولتكوِين أسرَة"
هزّتِ ثِقتِي بعلاقاتِي السّابِقة ، ومّن جِهةً كانتِ صادِقةً ، لَو أنّني لا أَملِكُ مصلحَةً مِنها هَل كُنت لأصنّع علاقَةً مَعها؟ ولَو أنّها لن تربَح مِني هَل كَانتِ لتُوافِق!
كلَارا معهَا حق العلاقَاتُ تنتهِي حِينمَا المصالِحُ تنعدِم.
**ّتتِ قلِيلًا لتنظّر لِي وتُتابِع قَولهَا :
"أنَا عاقِر ، بَعد سَبع سنوَاتٍ مّن زواجِنا وخَمس سنِين مّن العِلاجِ ، عندَما لمّ أستطِيع إعطَاءهُ كلّ شَيءٍ تطلَقنا"
بكّتِ ولمّ أستطِيع فِعل شَيءٍ غَير لَمسِ ذِراعِها كمُواسَاةٍ لتُكمِل وهِي تسحَبُ الكلَب مّن الحِزامِ وتضَحك :
"مّا أحزّننِي أنّهُ بَعد طلاقِنا بأشهُرٍ ، عرِفتُ أنّ لهُ توأمٌ بعُمرِ السّنتينِ أيّ كَان يخُونُني طِوال الفتَرةِ الّتي كُنت لا أنَامُ ليلًا وأنَا أبكِي وأشعُر بالذّنب ناحِيتهُ ، طوَال الأيَامِ الّتي كُنت أتبجَحُ أمَام صدِيقاتِي بزوجِي الّذِي لمّ يتخلَى عنِي رُغم كلّ شَيءٍ"
تأثرَتُ كثِيرًا لمّ أَستطِيع أنّ أتَفوّه بشَيءٍ لهذَا فضَلتُ الخَرس…وهِي إِستَتمّتِ :
"كَي لا أَلتقِي بهِ ، ولا أرَاهُ غَيرتُ دوامِي لِليلِ ، وكَان أفضَل قرَارٍ قُمّتُ بهِ. نحَنُ النّساءُ لمّ نُولَد جمِيعًا لنكُون زوجَاتً وأُمهَات…صدقِني كُنت وكلَارك مُتفقَينِ عَلى إِنجابِ أربعةِ أطفَالٍ! لكِن الأَن هُو لدَيهِ طِفلين بينمَا أنَا لدّي أكثَر مّن مائةِ طُفلٍ بالمَيتم كلّهُم يُنادُونني بأمِي"
حرّكتِ رأسَها كأنّها تذكَرتِ شَيئًا لتَتكلّم بضِحكَةٍ صَغِيرةٍ :
"نحَنُ النّساءُ لمّ نُولَد جمِيعًا لنكُون زوجَاتً وأُمهَات البَعضُ مِنا ، وُلد لإِنشاءِ جمعِياتٍ تُرجِع حقُوق الزّوجاتِ المُعنفَاتِ والأخَر ، لتكُون أمًا لأطفَالٍ لا أٌمهَات لهُن. الزّواجُ لَيس هُو النّجاح الوحِيد الّذِي قَد تُحققهُ المرَأة!"
وافَقتُها الرّأي ، وكُنت أكثَر إِقتِناعًا بحقِيقةِ أنّنا لمّ نُخلّق عبثًا…أنّ لكلّ مِنا مّا يُتقنُه أنّ الزّواج قِسمةٌ ونصِيبٌ ، إِن لمّ يكُن لكِ مّنهُ حظٌّ هذَا لا يجعلُكِ عانِسًا.
هذًا يجعلُكِ إمرَأةً ولِدتِ لتكُون شَيئًا أخَر أسمّى بكثِيرٍ مّن مُجرد زوجَة!
أعتقِدُ أنّني وُلدتُ لأكذّب.
فقّد وعَدتُ أغُوستا بوضعِ قصَتها بالرّتبة الثّانيّة لكِنني ها أنَا ذا أحمِلُ الشّريطَ المكتُوب علَيهِ أغَوستا وأضعُه تحَت شرِيطِ كلارَا.
قامَتِ كلارَا بدَعوتِي إِلى شُرب القَهوة.
لكِنني حزًرتُ جيدًا فِي أنّها سَوف تَستغِل الفُرصة مّن أجلِ النّقاشِ بموضُوعِ الميتَمِ.
لهذَا قَبل أنّ تبدَأ أنَا إفتَتحتُ الموضُوع وأكدّتُ لهَا عَلى أنّ كلّ الأرباحِ مّن حفلِ التّوقِيع ستُقدِم لِلميتمِ.
بدّتِ سعيدَةً جدًا مّن أجلِ أطفَالِها.
أَسعَد أمٍ عَلى الإطلَاقِ.
أخرّجتُ هاتِفِي ولمّ أمنَع نفسِي مّن تسجِيل هذِه العِبارةِ لأُدرِجهَا بصفحَاتِها الخَاصة مّن الكِتابِ.
كلارَا حفِيدةُ المُحقِق هيركُيول بوَارُو.
الجُملة وحدَها قادِرةَ عَلى تَجعلنِي أكرَهُ زوجَها الحقِير لسبعِين أَلفَ سنّةٍ ضوئيّة.
مّن حقِه البحَثُ عَن أطفَالٍ وأسرَة ، مّن حقِه طلّب الطّلاقِ.
لكِن لَيس خِيانتهَا فِي عزّ إنكِسارِها ، إنشَاء أسرَةٍ بالوَقتِ الّذِي كَانتِ تبنِّي علَيهِ آمَالًا كثِيرَةً.
أنَا أكرّهُ الرّجال بشِدّة.
#يُتبع.
ساعتِين ? خلصّته فساعتِين بدَأته السّاعة 2 وهسّا 4 وأحَس ببكِي فخَر بنفسِي خلّصته بسُرعة ??
قصّة كلارَا مرّة مليَانة مشاعِر وعبّر لكلّ بنَت بتحسَب أنّه مّا فِي إيشِي غِير الزّواج بالحيَاة ، ترَا يا خرَا مُمكن تتزوجِي وتطلقِي ، لهِيك كُوني كلارَا وإعملِي لنفَسِك مُستقبَل. ?
عَلى كلٍ أدعُولي أصِير شرطيّة ، منجَد الشّرطة مِهنَة أحلامِي :"(
والمَهم أحَس مرّة راضيّة علِيه للفَصل ?
كَان المفرُوض أكتّب نبِيذ لكِن كتَبت نِساء لا تنَام. ?
رأيكُن بالفَصل؟
كلارَا؟
وبَس والله
أتمنّى يكُون عجَبكُم ، عجَبكُم؟! ?
أحبّكُن كثِيرًا. ❤
أستغفِر الله العظِيم وأتُوب إلِيه ، سُبحان الله وبحَمدِه ، لا إله إلا الله ، لا حوّل ولا قُوّة إِلا بالله.
..