الّتِي لا تِحبّ أنّ يُخطِئ الأخرُون فِي إِسمِها.
الإِنبِلاجُ مُصطَلحٌ لا يُناسِب حيَاتنَا بتَاتًا. أنّ تكُون عَلى قَيد الحَياةِ ، يعنِي ببساطَةْ التّفحُم فِي الظّلامِ. لا أُحاوّل أنّ أجحِد كلّ النّعمِ الّتي أُعطِيت لنَا كبَشرٍ نَقبّعُ تحَت جَناحِ رَبّ رحمَٰنٍ رحِيمٍ.
لكِنها الحقِيقةُ المُرّة…
النّجاحُ والسّعادَة لمّ تُكتّبا لِلجمِيع.
السّيد رُوجر برنَارد -لِيرقُد بسَلام- مُوظفٌ حكَومِي نزِيهٌ ، عَاش طفُولةً قاسيّةً فِي أزِقَةِ الشّوارِعِ ، وَحِينما تَزوّج مَاتتِ زوجَتهُ بَعد أشهُرٍ وهِي حامِل. وفِي يَومِ تكرِيمهِ مّن عمَلِه ولا شَك فِي أنّه كَان يَومًا ذُو جدَوى بالنّسبَةِ لهُ! صدّمتهُ سيارَةٌ وتَوفى…
حَسنًا لمّ أستَبعِد فِكرة أنّ يذهَب لجَهنّم.
هذَا قَبل أنّ أجلِس فِي ردَهِة منزِل عائِشة نتنَاوّل البَيض والقهَوة المُتبلَة اللّذيذَة وخُبزًا لذِيذًا طَبختهُ حرفِيًّا بيدِيهَا.
عائِشة المُحجَبة الّتي قَالتِ فِي سيَاقِ حدِيثنا بلُطفٍ شدِيدٍ :
"الله لا يُكتّب شَيئًا عَلى عَبدِه إلا وكفَر لهُ بِهَا مِّن ذَنبِه"
ومضّتِ تقُول :
"الله إن أحبّ عَبدًا إختّبرهُ وإمتحَنه"
وأظّافتِ بحمَاسةٍ :
"المُؤمنُ مُصابٌ"
لهذَا فكَرت لحظّتها -ولحَد الأَن- أنّ السّيد برنَارد لا يَملِكُ ذنُوبًا. لكِننّي لازِلتُ أفكِر فِي لمّا عائِشَة تُعامِل ألغَير مُسلمِين كأنّهُم مُسلمِين عَلى إِقتِناعٍ شدِيدٍ أنّ الدّين السّامِي هُو الإِسلَام!
والجدِير بالذّكر أنّها تُحبّ المسِيح يسُوع ، فكُلما ذُكر أمامهَا غمّغمتِ :
"عَليهِ السّلام"
عكَس مَارغرِيث الّتي لا تُظهِر أيّ إِحتِرامٍ لمُحمد -الرّجلُ الوحِيد الّذي تُحبّه عائِشة وتتكلّم عَنهُ بِحبّ خِلاف كلّ الرّجالِ الأخرِين-
أقسِم لكُم أنّها لَو كَانتِ عائِشة هُنا لتَمتمَتِ بِبسمةٍ خافِتةٍ صلّى الله علِيه وسَلم. هِي ورَغمّ كوّنها مّن الفِئة الّتي لمّ يُكتّب لهَا الرّغدُ هِي تستطِيع إِسعَاد نفسِها.
عائِشة هِي واحِدة مّن النّساءُ اللّواتِي لَا تَنام ، بجَانِب صاحِبةِ العُيون الخضرَاء كارُولِين.
إنتَفضتِ عَن الأرِيكةِ بغَضبٍ وبوَقاحَةٍ رمّتِ كُوب الشّاي الّذِي حضّرتهُ بفَيض حُبّ لهَا وهمّتِ بالمَغادَرةِ ، قبّل أنّ أمسِك يدَها وأنَا أرَدد إعتِذراتٍ كثِيرَةٍ ، بدُون أيّ تفاعُلٍ مِنهَا.
كَانتِ الكامِيرا تُسجِل كلّ مّا يجرِي بينَنا مُنذ قدُومِها ورُغمّ أنّتي أغضَبتهُ…قصدًا! لكِن كَان مّن الواجِب أنّ أسبِق الرّاء عَلى اللّامِ بإِسمِها ، لأُعطِي مِثالًا حَيّ عَلى مُقدار الكُرهِ فِي قلبّها إتِجاه إِسمِ -كارُولِين-.
هدَأتِ الأمُور رُويدًا وعَاد اللّونُ الأبيَضُ لوجهِها الّذِي كان قَد إِحتَقن ، جلَستِ ثانيّةً عَلى الأرِيكَةِ لتَطلّبَ بإحتِرامٍ كبِيرٍ :
"هَل لِي بكُوب قهَوةٍ أخَر؟"
أومَأتُ برَيبةٍ وللحظّةٍ لمّ أعُد مُرتاحَةٌ قَطٌّ.
لا تَبدُو كشَخصٍ طبِيعيّ ، أيُعقل هذَا الكُره بقلبّها ناحيّة إِسمٍ؟ أيضًا كَيف إِستطَاعت البَقاء صامِتةً طِوال السّاعَتَين مُنذ قدَومِها -أنذَاك كُنت أُجهِز لجَلستِنا والجدِير بالذّكر أنّها أتتِ قَبل الموعِد-؟
راقَبتُها مِن بعِيدٍ ، كالُورِين إِمرأةٌ جمِيلةٌ جدًا ، طوِيلَة ومِنهُ ترتدِي الفسَاتِين ، والأَن هِي ترتدِي فُستان أزرَق سمَاوِي يصّلُ لرُكبتِها ، لدَيها نمَشٌ بكتِفَيها وعَلى خدِيهَا.
بشَعرٍ أسَود قصِيرٍ أشَقر مّن فَروتِه يَدُل عَلى أنّها تصبّغُ شعَرها.
وضَعتُ الكُوب الكبِير أمَامها وقُلّت بحفَاوةٍ وكلّ تركِيزي عَلى أنّ لا أخطَأ بنُطقِ إِسمِها :
"أعتذِر كثِير كالُورين ، إقبلِي إِعتِذارِي أرجُوكِ"
لتُستطرِد بنَدمٍ حقِيقي :
"أنا الّتي تعتّذر بصِدقٍ ، أنَا فقّط لا أحبّ ذَاك الإِسم…الإِسم المَقرِف. لأَجلِ المَال فقّط أنّ لمّ أَغادِر…بصِدق فقّط لأَجلِ المَال لمّ أبرِحكِ ضَربًا"
أحبّبتُ صِدقَها كثِيرًا وشَعرتُ لوَلهةٍ بأنّها برِيئةٌ كطِفلة ولمّ أخَف مّن تهدِيدِها الواضِح. بَل تبَسمتُ بدِفءِ أمٍ حنُونٍ لهَا طرّدتُه حَال مّا شعَرتُ بأنّها إستَغربتُه عَليّ ، إحتَسيتُ مّن قهَوتِي بتَوتُرٍ وتَلفّظتُ بعمَليّةٍ بَعدهَا :
"إذّن كالُورين ، هَل نبدَأ؟"
هزّتِ رأسهَا لِي لأمضِي نابِسَةً :
"مّا الّذِي سيجعَلُ قِصّتكِ صالِحةً لتكُون بكِتابِ نِساءٌ لا تَنام؟"
شَرّدتِ فِي البسيطَةِ.
شَردّتِ لأَكثرِ مّن ثلاثِين ثانيّةٍ ، قَد أكُون إِنتِهازيّةً لكِننِي صِدقًا كُنت سعِيدَةً وأنَا أرّى هذَا يُسجَلُ ويُعطِي مِصادقيّةً لكِتابِي ، كُنت قَد أنهَيتُ كُوبيّ مِن القَهوة حِينمَا فَاهتِ بحُزنٍ :
"أنَا لَا أعرِف"
لمّ أجِيبهَا وبَقيتُ بدَورِي صامِتةً ، لتَستأنِف بَعد لحظَاتٍ :
"أمِي كَانت تُنادِينِي كارُولِين ، وأبِي كالُورِين"
لمّ أُستطِيع كبَح الحَماسِ داخلِي ، كُنت ضعِيفةً كمُتعطِشةٍ لِقصصٍ واقِعيّةٍ لأجلِ كِتابِي ، لهذَا هزّزتُ رأسِي أطلّب مِنها أنّ تُكمِل وقَد تابَعتِ بثَغرٍ ضاحِكٍ :
"أنَا لا أعرّف مِن أيّن أبدَأ"
قَلِبتُ الصّفحَات بإنزِعاجٍ وإستِياءٍ ، أنَا لمّ أُجهز أيّ أسئِلة! مَحتُومٌ عليّ الإِرتِجالُ…حمّحمتُ ، ورطَبتُ حَلقِي لأتساءَل بإرتِيابٍ :
"تحَدثِ قلِيلًا عَن والِدتِكِ"
يا إِلهِي لا تَجعلَها تشَرُد ثانيّةً…وقَد تاهَتِ لأربعِ دقائِقٍ بالتّحدِيد وقَد بدَأتُ أضجَرُ ، أفاقَتِ مّن غَفوتِها وإستَهلتِ تقُول :
"كَانتِ إمرَأةٍ جمِيلة…جمِيلة وقَويّة ، هِي وحدّها تُدِيرُ جمعيّةً غَير حكُوميّة تهتّمُ بحقُوق الحيَوانِ…الحيَوانات أنتِ تعرفِين ، لكِنها كَانتِ تتفتقِر لنزَاهَةِ والحِيادِيّة"
فكَرتِ قلِيلًا ومضّتِ فِي الحدِيثِ :
"كَانتِ تُحبّ الحَيوانَات وتحدِيدًا العناكِيب…"
هَل حقًا العناكِيبُ حَيواناتٌ ولَيست حشرَات؟
"…كَانتِ أمِي تكرّهُ القِطط وكَانتِ لتكُون فخُورةً لَو أنّ الصّينيّة هَايرِيم إبنتُها…الصّينيّة تشترِي دائِمًا القِطط وتأكُلهُم"
وافَقتُها الرّأي عَلى مَضضٍ وطلّبتُ مِنها الإكمَال -قبّل أنّ تَشرُد ثانيّةً- وبالفِعل أكمَلتِ :
"كَانتِ قاسيّة جدًا ، ولا تُحبّ البَشر ، لطَالما حاوّلتُ أنّ أصبِح عنكَبوتً ، أكَلتُ ثلَاث عناكِيبٍ لكِنني لمّ أصبِح عنكبُوتً…كَان بيتُنا مُمتلِأ بالعنَاكِيب ولا تُنظّف عمدًا"
جَعدتِ بشرَة جبِينهَا وإستَنكَرتِ :
"كَان لدَيها أربَعٌ وخمسُون عَنكبُوتًا وتحفِظ أسماءَهُم جمِيعًا بينمّا أنَا! تَنسّى إِسمِي…وتقُول أنّ كالورِين ، وكَارولِين نَفس الشّيء…هَل هَما كذَلِك"
نفَيتُ برأسِي لهَا وكُنت فِي ذهنِي أحفِظ جُملةً تُظهِر الإِختُلاف فِي حَال سأَلتنِي عَنهُ ، لكِنها إستكَلمتِ رادِفةً :
"كَانتِ تُهمِل أبِي كثِيرًا…كَان بدُون رحمَةٍ يَدعَسُ العناكِيب عَلى الأرَضِ ويَشتمُها ويقُول لهَا أنّ تُمشِط شَعرِي ، لكِنها تتحَجج ويضطَر ليفَعل هذَا بنفسِه"
بَانتِ بَسمةٌ كبِيرةٌ عَلى وجهِها وخاطبَتنِي :
"لَقد كُنت دائِمًا أفكِر بلمّا أمِي تَفعلُ هذَا؟ هَل لأنّ العناكِيب تملِك ثمَانِ أَرجُل؟ أو لأنّها سودَاءً…لَقد صَبغتُ نفسِي ذَات يَومٍ فِي بالأسوَد ، لكِنها ضرَبتنِي بقُوّة…بنفَس القُوةِ الّتي تكُون سعِيدًا بِها إِن رأتِ عنكَبوتً أسوَد"
حمَلتُ بهدُوءٍ تامٍ مُذكِرتِي وسجَلتُ إِبانِ همسِي بمّا إِستنتَجتُ ، نظّرتُ لهَا بعَد الإِنتِهاء وَوجَدتُها شارِدَةً ، لمّ أنزَعِج لكِنني فَعلتُ عِندمًا أخرَجتنِي مّن أفكارِي نبرَتُها الصّاخبَة :
"أمِي كَانتِ مُديرَةٌ لجمعيّةٍ تهتّم بالحيَوانات ، وكَانت تُحبّ العناكِيب عَلى وَجهِ الخصُوصِ ، لهذَا حاوّلتُ أنّ أصبِح عنكبُوت وفشِلت ، كُنت دائِمًا أفكِر فِي لمّا هِي لا تُحبّني أنَا وأبِي ، وبالمَدرسَة أنشغِل بالتّفكِير فِي خطّةٍ لقَتلِ كُلّ العناكِيب بالعَالم ، لَقد كٌنت أفكِر كثِيرًا وعادَةً لمّا بَعد مُنتصَف اللّيل"
كُنت بَعد مّا قَالتهُ أكثر تفَهُما لسَببِ شرُودِها لكِنني لمّ أكُون باسِلةً لأسأًلها عَن سَبب شُرودِها الأَن وبَعد أنّ إستَقرّت بعيدًا عَن أمِها!
رُبمّا شعرّتِ ورُبمّا كَان فِي سِياقِ حدِيثها لكِنها تابعتِ تقُول :
"أبِي تُوفى ، سَقطّ مِن الدّور الثالِث بوَرشة عمَل البِناءِ الّتي كَان يعمّلُ بِها ، وكُنت دائِمًا أفكِر بالسّبب الّذِي جَعلهُ يسقُط! رُبما عنكبُوتٌ مّا ، وكُنت أشكُ كثِيرًا فِي حفِيدةُ إحدّى العناكِيب الّتي قتَلها بالدّرج!"
لَقد كُنت أكثَر تفهُمًا لهَا هذِه المَرة ، وتحدِيدًا لسَبب كُرهِها لإِسم كارولِين ، وأكدّت لِي بقَولِها :
"بَعد موتِه لمّ أعُد أسمِع إسمِي…أعنِي كالورِين ، كُنت لا أسمَعهُ بقَدر مّا أسمعُ كارولِين الّتي تضطّر أمِي لتُعيدَهُ لأنّني أكُون شارِدَة عَادةً أتخَيلُ أنّني لَن أسمَع إسمِي ثانيّةً"
إبتَسمَت لِي وبمَسحةٍ مِن الحزّن نطّقتِ بإقتِضابٍ :
"أكُون مُمدَدةً فَوق السّريرِ أفكِر بالكثِير مّن الأشيَاء حَول أمِي الّتي وضَعتُها فِي دارِ العجَزةِ بلُندن ، لأجَد أنّ الفَجر قَد بزّغَ ، أنا ولِيومِنا هذَا لا أنَام"
لمّ أركِز وَحتّى لمّ أظهِر سعَادتِي بمّا قَالَتهُ ، نسَيتُ للحظّةٍ كِتابِي وتعاطَفتُ معهَا وبشِدّةٍ ، لمّ أكُن أريدّ الحدِيث بالموضُوع كثِيرًا لهذَا سأَلتُها مَغيرَةً إِياهُ :
"هَل دَخلتِ بقصّةِ حُبّ مِن قَبل؟"
لمَعتِ عيُونُها وضحَكتِ بخجَلٍ :
"واعَدتُ الكثِير مّن المرَاتِ لكِن لُودر كَان الأفضَل ، كَان مُتفهِمًا جدًا ، وقَد تعاطَف معِي كثِيرًا وحاوّل تعوِيضِي وقَد فعَل ، لكِنهُ بسُرعةٍ ضجَر وهجرَنِي ، إلا أنّهُ كَان الأفضَل ، قَد سايرنِي لسنّةٍ كامِلةٍ وهذَا يعنِي لِي الكثِير"
شعَرتُ بالحزّن وبأنّني فقّط أدُور بنفَس الحَلقة ، سأَلتُها عَن العملِ وأجَابتنِي بحمَاسٍ مُنطفِئ :
"أشرُدٌ كثِيرًا وحتّى أنَامُ لهذَا طُردت ، لكِنني بالمَال الّذِي ستعطِيني سأفتّتحُ متجرًا بالأنتِرنِت"
أومَأتُ لهَا وجارَيتُها بالحدِيث أتبَادَل وهِي الأفكَار وقَد تفاؤَلنا بنجاحٍ باهرٍ لهُ ، لبُرهةٍ مّن الزّمنِ سكَت كِلانا ، أعنِي تاهَت وأنا سكَتتُ لكِنها بغتّةً إستوعَبتِ وقَد بدَأتِ مُتوتِرةً.
تَردَدتِ للحظّةٍ فِي الحدِيث لكِنها أطرّقت فِي النّهايّةِ مُتسائِلةً :
"هَل قِصتِي صالِحة لتكُون بمجمُوعتِكِ القَصصِيّة؟"
أكَدتُ لهَا بحفَاوةٍ ومسكَتُ يدَها اليُسرى أبتَسِم لهَا بحبّ ورِقّةٍ وأنَا أقُول :
"إن إحتَجتِ أيّ شَيءٍ خِلال هذِه الأشهُر القادِمة أنا سأكُون بخِدمتِكِ"
شكَرتنِي بإمتِنانٍ ، والوِدّ بات وِدَّينِ حِينمَا أعطَيتُها المَال الّذِي وعدَتُها بِه. جفانِي النّوم تِلك اللّيلة ، وبقُيتُ بالشّرفةِ أحدّق بالخارِج.
استحضِر عدَد المرَات الّتي تبجَحتُ بأمِي فِي العَلن ، وقَد فكَرتُ بأنّني رُبما ذَات مرةٍ جرَحتُ مشاعِر شخصٍ لمّ يحضّى بأمٍ رائِعة كأمِي.
راوَدتِي هواجِسٌ فظِيعةٌ حوّل كَالورِين الطّفلة الّتي تناوَلتِ العناكِيب مّاذا لَو أنّها مَاتت؟ وكالورِين الفتَاة الّتي فَقدتِ والِدها مّاذا لَو أنّها هَربتِ مّن المنزِل وتشَردت؟ وكالورِين المُراهِقة الّتي وَالِدتُها لا تَهتّم لَها مّاذا لَو أنّها إنحرَفتِ؟
الكثِير مّن الظّنُونِ البشِيعةِ الّتي لمّ تُصادِف كالُورين ، لكِنها بالفِعل بَلعتِ أشخَاصًا أخرُون ، يَجمعُهُم إهمَالُ أُمِهُم لهُم وتختّلفُ القَصص ، فهذَا أمُه إنتحَرت ، وهذَا تزوَجت بَعد طلاقِها مّن والِده ، وتِلك مُدمِنةٌ عَلى المُخدِرات ، وذَاك على الخَمر ، والكثِير والكثِير…
حمَلتُ مُذكِرتِي وفتحَتُه عَلى صفَحةِ أسمَيتُها كالورِين ، الّتِي لا تِحبّ أنّ يُخطِئ الأخرُون فِي إِسمِها.
ولمّ أشعُر بالغرابَةِ بتَاتًا مّن عُنوانٍ كهذَا ، أضحَى شَيئًا عادِيّا وسيكُون كذلِك لكلّ شخصٍ سيقرَأ قصّة كالُورين.
زفَرتُ بثُقلٍ وباشَرتُ بقِراءَةِ المُلاحظَاتِ الّتي سَجلتُها :
"كالُورِين صاحِبةُ الثّامِنة وعِشرُون عامًا تُجاكِر والِدتَهَا وَتصبّغ شَعرهَا الأشقَر باللّونِ الأَسودِ ، الأحلَامُ البَسيطةُ بالنّسبةِ لنَا ، هِي عظِيمة عِند أصحابِها إن أمُك تُحبّك فهذَا كَان حُلمًا كبِيرًا عِند كالورِين ، نحَنُ لا نكَرهُ شَيئًا مِن فراغْ ، كالورِين مُختلِفٌ بالكامِل عَن كالورِين"
لمّ أستطِيع أنّ أُتابِع القِراءَة لهذَا رمَيتُ الدّفتر عَلى الطّاوِلة وقَدّ شَد إِنتِباهِي إغلَاقٌ مُحكمٌ لبَابِ المنزِل المُقابِل لِي. منزِل كلارَا المُحقِقة صاحِبة الدّوامِ اللّيلِي.
هِي الأَن ذاهِبة لِلعمَل ، هِي أيضًا لا تنَام ، تُرىّ مّا السّبب؟
#يُتبع.
إيدِي بتعَورنِي بدَأته السّاعة 6:27pm وخلَصته 8:17pm والمُهم تعبّت ??
القصّة حقّ كالورِين غرِيبة عَن أمّ عندَها جمعيّة وبتحبّ العناكِيب وهاملَة بنتَها ، بَس بدُون أيّ شَك فِي أمَهات بيحبوا عمَلهُم ، التّسوُق ، الحفلَات ، الجلسَات ، فِي أمهَات هاملِين أبناءَهُم.
مّا بنقُول كلّ الأمهَات سَيئات ، لكِن بنقُول أنّه دِيه الفِئة موجُودة وعِينات زَي كالورِين حيَاتهُن إتدَمرت بَسبب إهمَال الأُم. لهِيك يارِيث لَو مّا هتعطِي كلّ الحبّ والإِهتمَام لإبنِك لا تنجبِيه وتعذبِيه. :"(
والمَهم سيبِيكم
وهسّا عرَفنا لِيه كالورِين مّا بتنَام -مشّ حَرفيًّا- ?
رأيكُن بالفَصل؟
كَالورِين؟
بالفِكرة حَق الرّوايّة؟
وبَس والله أتمنّى يكُون عجَبكُم ، عجَبكُم؟! ?
أحبّكُن كثِيرًا. ❤
أستغفِر الله العظِيم وأتُوب إلِيه ، سُبحان الله وبحَمدِه ، لا إله إلا الله ، لا حوّل ولا قُوّة إِلا بالله.
..