الفصل الثاني, مراسم الأوفيبو

1559 Words
تقدمت صوفيا الصف بفستانها الأبيض وشعرها الأصفر الذي سرحته علي شكل ضفيرة واحدة عملاقة وطويلة تعدت خصرها ببضعة سنتيمترات, سمعت تهامس النسوة ما أن اقتربت من المذ*ح حيث تقف جدتها سوداء البشرة في رداء أحمر براق ممسكة بكأس من ماء مباركة كل الفتيات اللاتي بلغن الخامسة عشر وبجانبها أمها ب*عرها الأصفر المموج, لطالما تعجب الجميع من عائلتها كما تعرف أن جدتها تعرضت للوم والمضايقات أكثر من مرة لاتخاذ أمها ابنة لها, كما انها متأكدة أن تأخر تنصيب جدتها كقائدة للعشيرة بسبب اختيارها هذا ولكنها تعلم كذلك أن جدتها تحبها وتعشق أمها ولا تبالي لأي أحد ورغم ذلك لطالما شعرت صوفيا بالضيق كلما رأت أفراد عشيرتها يتهامسون حولها وحول أمها خاصة جدتها الحقيقية "صوفانا" التي سميت تيمنا بها, تتخيل الاحاديث التي تدار حولهم وهل يتوقعون أن تصبح كجدتها خاصة وأن أمها لا تملك مَلَكَةُ السحر مثلها دوى في المعبد صوت فرقعة عالية فنزع صوفيا من أفكارها لترفع رأسها وتجد جدتها تحدق في وجهها لتنبها أن تركز في اللحظة الحالية, تفحصت صوفيا المكان حولها لتجد الحوائط قد أتشحت بدخان أ**د فعرفت أن أفكارها تشكلت أمام الجميع "ا****ة" قالتها صوفيا وهي تراقب وجه أمها الذي توعدها بعقاب ملائم ولكن ما أراحها قليلا هو وجه جدتها البشوش, اقتربت صوفيا من المذ*ح حتى وصلت إلي جدتها فانحنت في أدب كذلك فعلت الفتيات من خلفها مشكلة صف واحد من الفساتين البيضاء الفضفاضة قامت امرأة ما بتوزيع أعمدة من الشمع أحمر اللون علي الفتيات ثم عادت لتجلس مسرعة في مكانها وضعت أمها الميكروفون أمام جدتها التي ابتسمت وشكرتها ثم اقتربت قائلة: اجتمعنا في هذا اليوم المجيد لنشهد تصعد تسعة من بناتنا إلى ما تبقوا من حياتهن, الليلة كما تعرفن جميعا سيتشكل الوعد وتتغير الأقدار, الليلة ستبحر الفتيات في عالم خاص بهن, بالطبع اعلم أن سوزان اخبرتكم جميعا بما سيحدث مسبقا ولكن من واجبي أن انبه جميع الفتيات أن لا يعرف أحد مهما كان مقربا منك بـ"الحلم" أنه خاص بكن لا تشاركوه ولا تعيروه أي أهتمام, أن رأيتن خير فهو أمر جيد, وإن رأيتن شر ففي الغالب لن يحدث, أما إذا رأيتن أحداث عن المستقبل فاحذري أن تغيري أي شيء كى لا تكون العواقب وخيمة وتذكرن أرضنا تلك كانت تسمى قديما بـ"المائة عشيرة" ولكن فنيت جميعا فلم تبقى إلا أربع فالعبث في الزمن محرم كما يحرم الدم بيننا قالت جدتها تلك الكلمات لتسرع امها في حمل الميكروفون بعيدا وترفع الجدة يدها مغمغمة بتعويذة ما لتنطفئ جميع المصابيح إلا الصفوف الأولى لتظهر هي والفتيات بشكل مسرحي مبالغ به هدأت القاعة ثم أغمضت عينيها, تعرف ما تنوي فعله لقد تدربت عليه مائة مرة ولكنها رغم ذلك خائفة كجرو ترك في الخلاء في يوم ماطر, تنفست ثم اغمضت عينيها وتركت الطاقة أو"دماء الأجداد" تتغلغل عروقها كما اعتادت امها أن تقول, عليهن جميعا إشعال الشمعة التي يقبضن بأيديهن عليها بقواهم السحرية دون تدخل أي طرف, تذكرت صوفيا حديثها مع أمها منذ بضعة أيام عندما راجعت معها فقرات التصعيد وطرحها لسؤال متفلسف عن كون كل أم ربما تساعد أبنتها في إشعال الشمعة دون أن يعرف أحد, عندها ابتسمت أمها ابتسامة ذات مغزى وقالت: لم تخلق بعد المرأة التي تتجرأ وتفكر في خداع الجدة "ديستا" الجملة كانت حاسمة, لن تفكر أي امرأة في محاولة خداع جدتها كما أنها قطعت بداخلها الشك ولكن فكرة خبيثة طرأت في رأسها ماذا لو قررت الجدة خداع العشيرة وإشعال شمعتها هي جرت تلك الأفكار بداخل رأس صوفيا كما تجري المياه في النهر ولكنها بطريقة ما استطاعت إيقافها والتفكير في شيء واحد فقط إشعال تلك الشمعة والانتهاء من هذا اليوم مرت بضعة ثواني ثقال ثم فتحت عينيها لترى الشعلة المجيدة تزين رأس شمعتها وأمها وجدتها تبتسمن في سعادة, فلتت منها ضحكة فانتبهت أحدى الفتيات "ماري" ونظرت إلى شمعتها في غيظ بضعة ثواني مرت ثم اشتعلت شمعة ماري فنظرت بفخر لها وكأنها تقول لها انها أفضل منها, لطالما كانت ماري تغار منها منذ كانوا أطفالا ولكنها لم تهتم كثيرا بها, تفحصت صوفيا باقي الفتيات لتجد أن صديقتها المفضلة ذات البشرة السمراء "تامالا" قد نجحت في إشعال شعلتها وفلتت منها أيضا ضحكة فأسرعت بوضع يدها علي فمها ولكنها نظرت إليها وابتسمت ابتسامة حانية, شكرت صوفيا الله في سرها فبتلك الطريقة ستستمر صداقتهم إلى الأبد مر الوقت وفتاة تلو الأخرى تشتعل شمعتها حتى دوى في المكان صوت فرقعة فأعلنت جدتها انتهاء الوقت لتصرخ فتاتين وأمهاتهن, سبع فتيات سيصبحن ساحرات وتنقل لهن المعرفة والأخريات سيمتهن مهنة أخرى, سقطت فتاة على الأرض باكية وبجانبها أمها التي عنفتها فتدخلت الجدة غاضبة أما الاخرى فقد ابتسمت لأمها قائلة: كلية الطب ها أنا قادمة ابتسمت أمها دامعة ولكنها احتضنتها فعرفت صوفيا أن تلك الفتاة ستكون بخير أما الأخرى ستعاني, ساعدتها جدتها على الوقوف وهي تلقى أمها بنظرات عتاب ثم ساقتها حتى غرفة جانبية وظلت تهدأ من روعها وتعدد لها الفرص المتاحة أمامها تحمد صوفيا الله على استجابة صلواتها وإشعالها الشعلة ولكنها نوعا ما تريد أيضا خوض التجربة الأخرى, تجربة أن تكون مجرد بشرية وتكمل دراستها الجامعية, تقع في حب رجل ما وتعيش معه إلى الأبد, تذكرت أبيها فدمعت عينيها فمسحتهم سريعا لما رأت جدتها وأمها وبصحبتهم الفتاة الراسبة الجدة دستا: هيا بنا يا فتيات للمرحلة التالية قالت تلك الكلمات ثم احتضنت الفتاة الراسبة وسلمتها إلى أمها لتنطلق إلى أحدى الغرف الملحقة بالمعبد دخلت صوفيا الغرفة الواسعة فلفحتها البرودة وسرت قشعريرة في جسدها ف*نفست بعمق لتهدأ من خوفها "الآن المرحلة الثانية, مراسم "الأوفيبو" قالت أمها تلك الكلمات وهي تسوق الفتيات إلى مقاعد من أحجار ضخمة كل فتاة تجلس على مقعد أقرب إلى دٌكٌةُ خاصة بها وتضع في يد كل واحدة كأس صغير به مادة خضراء اللون الجدة دستا: لا أحتاج إلى التنبيه مرة أخرى, حلم كل واحدة منكن خاصة بها إياكِ وإخبار أي أحد به خاصة عائلتك أو حتى صديقتك المقربة ولتعلمن اليوم أصبحتن ساحرات لتتعلم كل واحدة كيف تحفظ سرا قالت تلك الكلمات ثم أشارت لامها فقالت الأخيرة: تجرعن الجرعة كاملة ثم تمددن سريعا نفذت الفتيات التعليمات بحذافيرها ولكن صوفيا ألقت نظرة أخيرة على صديقتها فوجدتها تنظر لها كذلك تبادلن الابتسامات ثم تجرعن الكأس وتمددن سريعا أول ما شعرت به هو المقعد الحجري يؤلم مؤخرتها فكرت في تغيير وضعها ولكن الألم أزداد حتى شعرت وكأن المقعد برزت له أشواك, نظرت حولها فوجدت كل الفتيات نائمات وأمها وجدتها يتهامسن بجانب عمود ما, قفزت من الألم وأسرعت إليهن قائلة: الم**ر لا يعمل, مازلت مستيقظة لم يبدين أي تعليق فصرخت مرة أخرى ثم أيقنت الأمر هي بالفعل تحلم, نظرت خلفها لتجد جسدها ممدد وعينيها مغلقة, أذن حلمها قد بدأ نظرت حولها محاولة تفسير الحلم, عقلها يعمل بسرعة البرق وهي تدور في المكان كالمجنونة ربما هناك شيء ما يعطيها الدليل على فهم حلمها, بضعة ثواني مرت عليها كأعوام فوقعت أرضا باكية تندب حظها الأغبر تساقطت الدموع بكثرة من عينيها حتى تعجبت هي من ذلك, عاد المنطق إلى رأسها لتجد دموعها تحولت إلى بركة من المياه ظلت ترتفع وترتفع حتى غطتها تماما حاولت صوفيا العوم لتجد أن الغرفة تغيرت, ابتلعت الأرض الماء ووقفت هي تتفقد تلك الغرفة التى لا تبدوا غريبة بأوانيها الفضية والزجاجية والنباتات المتناثرة في كل مكان, عرفت علي الفور هذا مطبخ ساحرة ما, تجولت به فرأت أَصَائِص من نباتات مختلفة, وأواني زجاجية تحمل اجزاء من ح*****ت مبهمة فبدأ الخوف يدب في نفسها فجدتها علمتها أن الساحرات الطيبات يتعاملن مع النباتات أما إذا رأت اجزاء لكائنات حية فستعرف بذلك أن تلك الساحرة تتعامل مع تعاويذ خطرة وربما محرمة, لكن ما أخافها حقا هو هذا الرمز المرسوم علي الحائط, رمز غريب ومعقد لا تعرف كنهه ولكنها تعرف المادة التي رسم بها فرائحتها تخنق المكان, دم رضيع "ا****ة" قالت صوفيا تلك الكلمة فسمعت أصوات اناس قادمون حاولت الاختباء ولكن المكان لا يسمح لها, كلما حاولت الاختباء تحت منضدة أو خلف عمود يختفى الشيء "ربما هي تعويذة أخرى" فكرت صوفيا بذلك عندما فتح الباب على مصراعيه سامحا لامرأة ما بالدخول وخلفها رجل غريب الشكل حاولت صوفيا الاختباء ولكن المرأة مرت بجانبها دون أدنى رد فعل فعرفت على الفور أنها مخفية فشعرت ببعض الامان مما أمكنها تفحص الأشخاص, المرأة كانت شقراء خضراء العينين جسدها ممشوق وملابسها فاضحة بعض الشيء أما الرجل فكان طوله متوسط شعره أ**د زيتي وعلى وجهه نمت لحية مقززة بالنسبة لها, لا تعرف لما ولكن هذا الشخص ذكرها بصور راسبوتين الكاهن الروسي وأحد أسباب سقوط الإمبراطورية الروسية, شعره الدهني الأ**د وعينيه العميقة مع ملامح وجهه الاوروبية نزعها من أفكارها صوت المرأة وهي تضحك بدلال قائلة: عندما أنتهى منك لن تعرفك أمك بدا لها صوت المرأة مألوفا لسبب ما تذكرها بأمها, نفس العينين والشعر الأصفر المموج "ا****ة" قالتها صوفيا وهي تتساءل هل تلك المرأة هي جدتها "صوفانا", الملامح, الصوت, الهيئة "ا****ة" قالتها صوفيا ثانية وهي تراقب جدتها تقوم بتعويذة تتضمن ذ*ح حيوان صغير أن تقتل روح بريئة وتستخدم الطاقة في صنع التعاويذ تلك أكثر الأشياء المحرمة في عشيرتها دوى صوت جدتها في المكان وهي تصرخ قبل أن تغرس خنجرا غريب الشكل في جسد الأرنب الصغير لم تتحمل صوفيا فأشاحت بوجهها بعيدا لثوان ولكنها عادت لترى نهاية تلك الطقوس الغريبة, رأت جدتها وهي تلطخ الرجل بدماء الحيوان الصغير والرجل يخلع ملابسه ليقف عاريا تماما بضعة ثواني مرت وجدتها تتلو المزيد من التعاويذ حتى وقع الرجل أرضا وظل يصرخ ممزقا جلده بأظافره الطويلة حتى تبدلت ملامحه وتحول إلى شاب طويل أشقر الشعر ذو عيون زرقاء, هدأ جسده فوقف يبحث عن ملابس فلم يناسبه شيء فلف علي وسطه قطعة قماش بالية, تساءلت صوفيا عن نوع التعويذة التى تسمح لشخص بتبديل هيئته وتبدليها بمن؟ ولأي غرض؟ فكما حكت لها أمها تاريخ صوفانا لم تكن امرأة تدعو إلى الفخر بل تاريخها ممهد بالدماء والجثث راقبت جدتها وهي تتخلص مما تبقى من الحيوان المسكين منظفة خنجرها من الدماء وما أن ألتفت الرجل بعيدا حتى أخفته جدتها أعلى أحد الرفوف بداخل تمثال حجري يشبه الخنزير, تساءلت صوفيا هل لا تثق جدتها في هذا الشخص فلما تدنس روحها من أجله وتقوم بتعويذة محرمة, جاءها الرد سريعا فالرجل وقف خلف جدتها وأدخل يده تحت ملابسها ثم مزق فستانها وهي تضحك مستمتعة وضعها علي الطاولة مزيحا كل شيء وبدأ في مضاجعتها كالح*****ت
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD