البارت 01: ظلال
انا يائسة من الحياة.. لا طعم لها و لا لذة فيها.. الجميع يعاملني يمرون بجانبي فلا يرونني و كأنني غير مرئية، بل انني شبح او روح تائهة في مكانٍ و ضلت الطريق .. لم يعد يعنيني برد الشتاء شيئا بعد ان ذقت ضرعا من برود الناس معي..."
بنبرة يائسة قالت "ميارا" الفتاة الشابة ذات الجسم النحيل و الشعر الطويل و العينين ال**تنائيتين اللتان ستقهران الدنيا ان تلألأتا و غمرتهما السعادة على ع** واقعهما حيث تعلوهما علامات اليأس و الحزن.
و بينما هي تسير على جانب احدى الطرقات المكتظة بالناس ، رأت طفلا صغيرا في عمر السادسة تقريبا يركض بائسا نحو احد الازقة الظلماء فتبعته "ميارا" حيث ذهب و هي تأمل في ايجاد حل لإسعاده، فهو يبدو متشردا بلا مأوى بالنظر الى ثيابه البالية و حذائه الممزق و يديه المرتعشتين من البرد في هذا الوقت من السنة في شتاء ديسمبر.
اختفى و لم تجد الفتاة له اثرا و انتهى بها المطاف في احد الازقة الضيقة التي يملأها السواد من شدة الظُلمة . أدارت رأسها فتحركه في شتى الاتجاهات ؟أملا منها في إيجاده. و فجأة ، شد انتباهها كاميرا رقمية سوداء اللون لا تبدو قديمة ملقاة على الارض ، عندما حملتها "ميارا" انتبهت لكلمات منحوتة على الغلاف الخارجي بخط صغير يكاد ان لا يُرى .
" إن أردتِ الخروج من قوقعتكِ، إن أردتِ مغادرة الظلام الذي اجتاحكِ ، و الانتقام لمن الحق بكِ الاذى يوماً و تحقيق اماني كانت مستحيلة التحقيق في حياتكِ ، ما عليكِ إلّا أن تضغطي الزر على جانب الكاميرا".
بعد هنيهات قليلة نفّذت اليائسة الكلام المكتوب بتوتر و ضغطت الزر و إذ له تخرج أول صورة موضحة قوانين استعمال هذا الجهاز العجيب و أول ما جاء فيها:
"هذه الكاميرا ليست عادية كمثيلاتها. إن التقطتِ صورة شخصٍ ما سيحترق بالتأكيد مهما اختلفت الاسباب بعد دقيقتين فقط ستتحول حياته الى جحيم و هذا في حالة ما إذا اصرت روحه على مرافقته ..."
استمرت "ميارا" تقرأ البنود بصوت خافت كي لا يسمعها احد مر بالصدفة بذلك المكان المجهول .
" و لكن إن أردتِ الحصول على شيء ما لا يبقى امامك سوى التقاط صورة له ، ستُحقق امانيك بلحظات فقط ... لكن لا تنسي انتِ تبحثين عن سعادتكِ لا تعاسة الآخرين.. يجب أن تتذكري إذا غرقتِ فلا احد سينقذكِ من بحر أفعالك الداكن. في حوزتك عشر صور استغليها جيدا و الا ستكون حياتكِ الثمن ".
...
اتمنى دعمكم و شكرا