الفصل الثاني

2246 Words
لم تتمكن هبة من تدارك معنى كلمات أبيها لتركض نحو أول ممرضة ظهرت أمامها دون أن ترى ملامحها بشكل واضح راجية _ ارجوك عاوزة اشوف جوزى لحق بها أبيها بينما الممرضة تحاول أن تهدأ من فزع هبة وهى تسحب كفيها منها ببطء بعد تعلقها بهما _ انا آسفة جدا ممنوع دخول الرعاية بأي شكل بس انا هطمنك عليه هو جه امته ؟ _ جه يا بنتى فى حادثة الطريق الصحراوي توترت ملامح الممرضة ليزداد فزع هبة وتعلقها بها _ ده بنحاول نظبط مؤشراته الحيوية علشان هيدخل عمليات أول ما الدكتور يوصل، إن شاء الله هيبقى كويس ينفى التوتر الذى ظهر عليها ما ادعته لتعاود هبة رجاءها _ طيب اشوفه مرة واحدة ارجوكى _ هو مين اللي جوه جاد ولا ياسر ؟ ابتلعت هبة أنفاسها بعد تساؤل أبيها الذى تجهل الفتاة إجابته لتعتذر مجدداً _ حضرتك دى مستشفى طوارئ بننقذ المريض وبعدين نشوف بياناته تقدر حضرتك تشوف الحالة التانية مادام ماجاش العناية يبقى كويس _ هو اتوفى صمت تام خيم على ثلاثتهم فور تصريح عبدالقادر لتضم هبة أذنيها رفضا للاستماع وهذا يبدو مؤشراً غير جيد فى موقف مشابه بينما تابع هو بان**ار ترق له القلوب _ انت شايفة حالتها، ارجوك هبص عليه بس من بعيد واتحقق من ملامحه، هى مستحيل تتحمل تشوف جثة خبت نبرة صوته في نهاية كلماته ليرق قلب الممرضة لما تراه وما تواجهه دائما من ألم نفسى فى هذا العمل فتعلن الإنسانية رايتها فوق ساحة العمل كالعادة _ طيب نص دقيقة تشوف وشه بس وحضرتك اللى تدخل هى ممكن تعمل حاجة تضرنى وانا هدخلك من ورا الدكتور _ كتر خيرك يا بنتى اللهفة التى غشت صوته اشعرتها أنها تقوم بالأمر الصائب لذا انتظرت لحظة حتى دفع بابنته فوق أحد المقاعد ثم هرول إليها يتبعها بصمت وترقب . أطل برأسه من باب الغرفة ليرى ملامح جاد واضحة فلا يمكن الخلط بينه وبين ياسر رغم أنهما شقيقين لكن لكل منهما ملامح مختلفة كثيرا ، تسللت دموعه لتنف*ج شفتيه عن ن*دة ألم فأذى كليهما يؤلمه لكن قلبه يتلوى ألما لما سيحدث حين تتأكد ابنته أن الفقيد هو زوجها وليس أخيه كما تظن. تراجع بهدوء لتسأله الممرضة _ حضرتك اتعرفت عليه؟ _ ايوه ده جاد ابن اختى _ والمتوفى؟ _ ياسر اخوه وجوز بنتى تراجعت خطواته التى عبرت عن الكثير مما يعانيه بينما دخلت الممرضة للغرفة فعليها متابعة العمل لإنقاذ حياة هذا المريض أيا كانت شخصيته . رأت شبح أبيها مقبلا نحوها فتلك الدموع التى تملأ عينيها لا تسمح لها برؤية واضحة فقط اجسام متحركة ، أرادت أن تقف لكن هناك ما يمنعها من الحركة ، تشبثت بالمقعد وهى تستقيم واقفة حين وقف أبيها أمامها ورغم شعورها بالدوار تساءلت _ بابا قولى وطمنى ياسر عامل ايه ؟ نظر لها أبيها وعينيه محملة بالشفقة قبل أن تتهاوى نظراته مع شجاعته أرضاً وهو يمرر لها أسوأ خبر قد تسمعه يوماً _ ياسر مش جوه يا هبة اللى جوه جاد انقطعت أنفاسها وتوقفت دموعها وهى تنظر له بإنكار صارخ ، لحظات قبل أن يبدأ رأسها يتحرك يميناً ويسارا معلنة عن رفضها وقبل أن يتمكن لسانها من إيجاد كلمات للصراخ بهذا الجنون الذى يحيط بها انسحب عقلها فى لحظة واحدة ليتلقاها أبيها بين ذراعيه وكأنه بحاجة للمزيد من الألم . اخبره الطبيب أن ابنته ستكون بخير هى فقط لا تتحمل صدمة فقدان زوجها كما أنها قد تعانى بعد الآثار النفسية لاحقاً وأخبره أيضاً أنها ستظل لعدة ساعات تحت تأثير هذا الإغماء لذا كان عليه سرعة التحرك ومتابعة ما ينبغى لنقل جثمان ياسر لدفنه ثم متابعة حالة جاد الذى لا يزال مجهول المصير . ثلاجة الموتى!! أبشع مكان قد يضطر إنسان لدخوله خاصة أنه حين يطلب من أحدهم الدخول إليه فهذا يعنى فقدانه شخصاً عزيزا عليه التعرف عليه ، برودة تتسلل للأرواح فترتعد لها القلوب وتتعرقل العقول عن التفكير المنطقي ، تقدم عبدالقادر خلف الطبيب الذى صحبه طواعية خوفاً من تداعيات أخرى وهو يجر قدميه يجبرهما على الحركة الرتيبة التى تقوده للأمام. أبواب تتبعها أبواب وجميعها يحوى المزيد من ارتعاد قلبه بردا وحزنا ، مع بلوغه الباب الأخير وجد شخصا ما يقف منتظرا يبدو له العامل هنا وبالفعل تحرك نحو جدار كبير به العديد من الأدراج ويبدو أنه يعلم جيداً سبب قدومه ليفتح أحدهم ثم يفتح سحاب الكيس الكائن داخله ليرى شحوب الموت يكلل وجه ياسر الذى يرقد بالداخل ، تهاوت قواه الظاهرة خاصة مع الحالة السيئة التى عليها الجثمان الذى فقد الجزء الأعلى من رأسه تماماً لتهرول دموع عبدالقادر لهذا المشهد وتكاد قدميه أن تتخلى عن حمله ليدركه ذلك الطبيب _ حضرتك كويس؟ اظن مفيش داعى تنقله البيت وحد يشوفه هنا في ناس بتغسل وتكفن كويس جدا خصوصا الحوادث الصعب، حضرتك عارف المفروض الكفن يكون نضيف . عدة حركات من رأسه ربما لا تفى بالغرض أو تعلن قبوله حديث الطبيب لكن الأخير اعتبره كذلك ليسحبه للخلف وعينيه لازالت متعلقه بذلك الدرج رغم أن العامل أخفى الجثمان عن ناظريه. ...... كففت مرفت دموعها مرة أخرى قبل أن تنظر إلى الهاتف وتتأكد أنه يعمل لتنظر نحو زوجة أخيها التى تحمل الحفيد _ اتاخروا اوى يا سندس نكلمهم ؟ تتمنى سندس أن يطمئن قلبها وتخشى من هذا الاتصال الذى قد يقتطع جزءً من أرواحهم جميعاً لذا رفضت كما تفعل منذ ساعتين تقريباً _ هم هيتصلوا يا مرفت ماتخافيش شخصت أبصار مرفت تتضرع لله أن يهبها الحياة مرة أخرى بنجاة ولديها. التقطت سندس هاتفها بفزع ومرڤت تحثها لتجيب بقلق _ أيوه يا عبدالقادر طمنا ربنا يكرمك جاءها صوت زوجها الذى لا تنكر ان**اره أبدا _ هاتى مرڤت وتعالوا مستشفى الطوارئ بسرعة لما تقربوا رنى عليا اطلع لكم _ طيب حاضر بس اي مستشفى ؟ تعلقت بها عينا مرڤت حتى أنهت الإتصال لتنهض _ يلا نروح لهم، مش قولت لك خير إن شاء الله إلبسى وانا هاخد هيثم معايا اسيبه عند الجيران واغير بسرعة ونتقابل على الباب . تحركتا هرولة وقلب سندس يخبرها أن زوجها يخفى خبرا أسوأ من القدرة على التحمل. ........ تركت سندس الصغير برعاية الجيران لتسهل عليهما الحركة أملا في العودة السريعة لرعايته ، وصلتا للمشفى وكان عبدالقادر أمام الباب منتظرا ،صحب مرڤت أولا لغرفة الرعاية حيث يرقد جاد الذى سيتم نقله خلال دقائق إلى غرفة العمليات تطلعت عينا مرڤت فى كل إتجاه ليشير لها نحو الباب _ هتشوفى جاد وهم بينقلوه العمليات ضربت ص*رها بفزع _ عمليااات!!! ليه يا عبدالقادر هو جرى له إيه ؟ _ بعدين يا مرڤت انا ورايا حاجات وراجع وانت يا سندس تعالى معايا تعلقت بذراع أخيها قبل أن يغادر بنفس الفزع _ وياسر فين؟ حاول عبدالقادر السيطرة على صرخات قلبه الناعية للفتى فعليه عدم تمرير الخبر حاليا لذا ربت فوق كفها برفق _ شوية واخليكى تشوفيه عاد كفها فوق ص*رها تحاول أن تضغط عليه عل دقاته تثبت على وتيرة واحدة غير مؤلمة وعادت عينيها إلى الباب تنتظر ظهور ابنها الأكبر. مر الوقت وكل دقيقة بمثابة سنة كاملة من الانتظار ليظهر أخيراً ذلك الفراش ببطء مدفوع وفوقه يرقد جاد بلا مظهر للحياة، انتفض قلبها لتتبعه يفزع _ جاد، ابنى رد عليا يا حبيبي نظر لها أحدهم ونهرها بترفق _ أهدى يا امى هو مش واعى إن شاء الله هيكون بخير بس انت ادعى له تابع الفراش التقدم وهى تتبعه حتى اختفى خلف أحد الأبواب لتشهق بقوة وكأن قلبها قد اختفى خلف هذا الباب وسرعان ما سحبتها قدميها عائدة بحثا عن خبر أفضل عن ولدها الأصغر. ...... تحركت سندس برفقة زوجها لتتساءل فورا _ جرى ايه ومخبيه يا عبدالقادر ؟ _ياسر مات يا سندس لطمت سندس ص*رها لينهرها وهو يجرها بعيدا عن مرمى أنظار أخته _ انت اتجننتى! مش عاوزها تشوفه قبل ما يتكفن مش هتستحمل منظره ، بنتك فى أوضة ربعمية وخمسة اتفضلى روحى لها ومااسمعش صوتك دفعها دون أن تشعر بالغضب من تلك الحدة فما تشعر به من **ر داخلى لا يسمح بشعور آخر. ....... عاد عبدالقادر لغرفة ملحقة بثلاجة الموتى معدة للغسل فقد أرسل أحد العامل لشراء الكفن منذ فترة وعاد الرجل برفقة المغسل الشرعى المؤهل للتعامل مع الحالات المشابهة وهو أيضاً من العاملين بالمشفى . تقدم عبدالقادر للداخل _ ممكن احضر الغسل؟ _ بلاش يا استاذ مش هتقدر _ هقدر إن شاء الله _ مش عاوز صوت _ انا هقف فى الركن مش هتسمع صوتى _ لله الأمر من قبل ومن بعد ، اتفضل اجبر قدميه على الحركة فور أن سمح له الرجل بالدخول ليشعر بالندم على ذلك فقد كان الرجل محقا ، قلبه يعجز عن رؤية هذا الكم من الدماء التى تتدفق من أماكن متفرقة بالجثمان رغم براعة الرجل في التعامل مع الوضع بسرعة وحرفية واستخدام العديد من الأكياس البلاستيكية التي تمنع تتدفق الدم وتبطين كل طبقة بالقطن ولفها بالشاش المحكم حتى بدى أخيرا جثمان ياسر فى صورة محتملة . نظر الرجل تجاه عبدالقادر ليجده منكمشا على نفسه مكمما فمه بكفه خوفا من فرار صوت بكاءه ليهز رأسه بأسف وحزن لحاله لقد أوشك على إنهاء عمله وأمامه فقط ربط الكفن وتجهيزه للدفن ليتساءل _ يا استاذ فى حد يحب يودعه؟ لم يبد له أن عبدالقادر قد استمع لما قاله ليشير لأحد مساعديه فيتوجه نحوه ويهزه برفق فينتفض فزعا فيعيد الرجل سؤاله بصبر _ أمه ينفع اجيب أمه تشوفه؟ _ ينفع بس بسرعة ونبه عليها مفيش صراخ هنا ولا عويل ....... حين عاد عبدالقادر كانت مرڤت حيث تركها تماماً لكن بحال أسوأ ليتأكد أنها رأت جاد، يشفق قلبه عليها مما عليها مواجهته لكنه يعلم أيضاً أن من حقها توديع صغيرها . كم هو مؤلم ومفطر للقلب فقدان الأبناء يشعر عبدالقادر بخواء أيسر ص*ره مع انزواء قلبه متلويا من الألم فكيف ستشعر أخته وهو أبنها ؟ كيف ستتحمل هذا الخبر؟ وكيف ستتحمل رؤيته فى رداء الموت؟ ارتمت فوق ص*ره الذى اكتفى فعليا من آلام اليوم ليحيطها بذراعيه معا وهو يتمنى أن يحمل عنها وليته يستطيع. _ تعالى يا مرڤت علشان تشوفى ياسر بس بالله عليك ماتخلنيش أندم _ فى إيه يا عبدالقادر ماله ياسر؟ صمت عبدالقادر ورغم أن أثر البكاء يستعمر ملامحه امتلئت عينيه بالدموع مرة أخرى وبدأ يحاول التقاط أنفاسه بانتظام ، دفعته أخته وقد زاد فزعها لكنه يعجز بالفعل عن تمرير الخبر مرة أخرى يكفيه ما حدث مع ابنته . ضمها لص*ره بقوة محرراً شهقات بكاءه _ تعالى ودعيه قبل ما نقفل الكفن امتص ص*ره صرختها التى شقت ص*رها فعليا ليزيد من ضم رأسها وهو يشاركها البكاء فالمصاب جلل والدموع لا تكفى لنعيه اسندها بعد قليل أو استند إليها لا يعلم تحديدا فقط سارا جنبا إلى جنب وكل منهما يدعم الآخر. حين دخلت من الباب تقلصت القلوب ألما لهذا المشهد الذى رغم تكراره كثيرا في مجال عملهم إلا أن ألمه لا يتغير . تقدمت حتى استندت للفراش المعدنى الذى يحمل جثمان ياسر ، ومضات كثيرة متتابعة تمر أمام عينيها وتتخللها صورته الشاحبة الماثلة أمام ناظريها بسكون وكأنها تشعر بعظم الموقف الذى تواجهه وحدها . استندت إلى الفراش وعينيها لا تبارح وجهه ولا تراه بوضوح حتى اقترب أخيها مع إشارة من المغسل ليسحبها للخلف ، نقلت بصرها بين وجوههم وكأنها لا تتعرف عليهم ثم عادت نظراتها تحيط وجهه الذى يختفى رويداً رويداً حتى منعت رؤيته للأبد وهى تراه محاطا بهذا الكفن . صرخات داخلية لا تعبر شفتيها فتصيبها بتزلزل يكاد يزهق أنفاسها مع متابعة أخيها سحبها حتى وجدت نفسها بعيدا عن الجسد لتنفض ذراعيه وتعدو تجاهه فيقف شخص غريب بينها وبين ابنها مواسيا _ وحدى الله يا امى مايغلاش على اللى خلقه، قولى إنا لله و إنا إليه راجعون تسمرت قدميها بالأرض وجاهدت بكل قواها حتى نطقت برحمة الصابرين ثم سحبت نفسها للخلف وهى لازالت تردد ترجو صلوات الله ورحمته بقلبها _ إنا لله و إنا إليه راجعون ، عليك العوض ومنك العوض والصبر يارب . ....... فتحت هبة عينيها مرة أخرى بعد وقت لم تحصيه لتجد أمها وعمتها تجلسان بالقرب فى مشهد حزين تتباكى له القلوب وجعا. حاولت التنفس بهدوء لكن بلا فائدة فص*رها ثائر يعلن حالة من الفزع القصوى التى سيطرت على أنفاسها وافقدتها التحكم في أضعف ما تملك . بحثت عن صوتها عدة مرات لكنها تعجز عن التحكم في عقلها أيضا ، أغمضت عينيها مرة أخرى بينما انتبهت لها أمها لتقترب منها _ هبة ، ردى عليا يا حبيبتي فتحت هبة عينيها تنظر لأمها واهدابها تحاصر دموعها وعادت تجاهد حتى أمسكت بفلول كلماتها لتتساءل _ ياسر فين؟ ياسر فين يا ماما؟ انفجر ص*ر مرڤت باكيا مرة أخرى فمنذ ساعة عاد أخيها بعد أن وارى ابنها مدفنه لتنظر هبة نحوها وتبدأ حالة الرفض تسيطر عليها فتهز رأسها رفضا وهى تصرخ _ محدش يعيط، ياسر مامتش ، ياسر مش هيسبنى زاد بكاء الأم المكلومة لتبدأ هبة تستسلم لنوبة الانهيار وهى تلطم خديها صارخة برفض _ ياسر مامتش، ياسر مامتش اقتحم عبدالقادر الغرفة مع صوت الصراخ يتبعه الطبيب الذى تنبأ بتلك النوبة وبين كفيه إبرة مهدئة وبمجرد اقترابه من هبة بدأت مقاومته وزاد صراخها ليساعده أمها وأبيها لتبدأ بعد لحظات تهدأ بفعل العقار لكن تستمر دموعها الجارية حتى استسلمت اجفانها واسلمت وعيها . وقف الطبيب يراقب هدوءها محذراً _ المفروض تبدأ تتقبل الصدمة لو انهارت تانى شوفوا طبيب نفسى يحاول يوصلها الصورة ، انا عارف أن الصدمة شديدة والفقد بيوجع وكلنا بنرفضه لكن الإيمان بيساعدنا نتحمله ، ربنا يصبركم . _ هو جاد طلع من العمليات يا دكتور؟ نظر الطبيب إلى الأم بشفقة _ ايوه ورجع العناية عمليته كانت صعبة بس الحمد لله عدت على خير. غادر ليلقى عبدالقادر بدنه فوق أقرب مقعد معلنا انهزامه أمام مصائب اليوم ، لقد دفن بيديه منذ ساعتين فقط ابن أخته وزوج ابنته وربيبه الغالى ، ما أصعب أن يضع الرجل أحبته فى القبر ثم يغادر مرغما. اغمض عينيه قليلاً وسرعان ما استعاد بعضا من القوة التى عليه أن يتحلى بها فقد أصبحت ثلاثة من النسوة بين لحظة وأخرى متعلقات جميعا برقبته احداهن طريحة الفراش والأخرى مكلومة القلب . نهض وهو يقدم كفه لأخته الصغرى التى طالما كانت تستند لذلك الكف _ يلا يا مرڤت علشان ناخد عزاء ياسر الحتة كلها مقلوبة والحى كله كان في الدفنة وعملوا الصوان قدام البيت . _ مش قادرة يا عبدالقادر ، ياسر سابنى خلاص _ كلنا ماشيين يا مرڤت محدش قاعد فيها ، عايشين نوصل بعض واللى يجى معاده بيمشى ، يلا وادعى له ربنا يعوضه خير فى شبابه ويبارك في ابنه ، قومى معايا انا جمبك كانت تسير تبعا لخطواته هو ورغم كل ما ألم بحياتها من فقد بداية بوالديها ثم زوجها واخيرا فلذة كبدها فهى ممتنة شاكرة لله وجود هذا الأخ الذى يمكنها دائما أن تختبئ بص*ره وتتكأ على خطواته .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD