حاولت المحافظة على مسافة مناسبة وأمنة بيننا بينما كنا نخرج من المتجر، نظرت إلى يدي سيدي الجديد كان يمسك بمقودي بإحدى يديه وحقيبة المشتريات باليد الأخرى. ارتجفت خوفا وانا احاول تصور ما الشيء الذي قد تحتويه تلك الحقيبة فكل الأشياء التي يحتويها هذا المتجر ترعبني وذلك لكونها إما أشياء مؤلمة أو لأنها مهينة..
آلمتني عيني فور خروجي من المتجر فوضعت يدي على عليهما لاحميهما من أشعة الشمس التي لم اعتد على رؤيتها طول هذه السنوات وحتى أحساسي بأشعتها التي تلامس بشرتي كان قد اصبح إحساسا غريبا وغير مالوفا لدي. لقد قضيت السنوات الخمس الماضية سجينة ذلك القفص الصغير المحشور في ركن مظلم في نهاية المتجر فلا يصلني سواء ضوء خافت من المصباح المعلق في السقف فوق رأسي والذي يطفئ عند إغلاق المتجر لابقى في ظلام دامس.
حاولت أن استرق بضع النظرات إليه ونحن نواصل المسير دون ان أخطر بان يشعر بنظراتي إليه ولذلك حتى لا اثير غضبه فقد قيل لي أن بعض السادة لا يحبون ان تنظر اليهم حيوانا*تهم الأليفة. اشحت بنظري عنه فورا عندما نظر باتجاهي وكأنه شعر بنظراتي إليه تجمعت الدموع في عيناي خوفا من غضبه وكذلك لأن موجة من الحزن قد ضربت قلبي فلقد تأكدت بعد خروجي من المحل من أنه قد أصبح لدي سيد مما يعني ان حياتي قد تغيرت بالكامل، أو بالأحرى ما تبقى منها فأنا لا أعلم كم سأبقى على قيد الحياة بعد أن أصبحت حياتي رهينة مزاج سيدي الجديد فهو الآن الوحيد الآن الذي يملك السلطة لإنهاء حياتي متى ما شاء فبالنسبة لمصاصي الدماء أنا لست سوى حقيبة دماء متحركة وحياتي لا تعني شيء أما البشر فكل من منه يناضل لكي ينجو بنفسه وحتى إن أرادوا مساعدتي فهم اضعف من ان يواجهوه.
كنت مستغرقة في أفكاري الحزينة ولم انتبه لتوقفه المفاجئ إلا حينما اصطدمت به.
"أنا آسف يا سيدي!" قلت ذلك بتوتر، ولكنني غطيت فمي بيديّ بمجرد أن خرجت منه الكلمات. فقد تعلمت في محل الحيوا*نات الاليفة أنه يجب علي عدم التحدث إلا إذا تحدث إليّ السيد. غمضت عينيّ بشد استعدادا لأن يضربني أو يجرني بالسلاسل حتى اختنق أو أي شيء آخر ولكن كل ما بدر منه أنه أمسك بمعصم وقادني نحو سيارة ليموزين سوداء.
يسافر معظم مصاصي الدماء بهذه الطريقة ويتم اختيار عبيد معينين فقط لقيادة السيارات وهي تعتبر أفضل المهام التي يؤديها العبيد مقارنة بالعبيد الآخرين لذلك الجميع يحلم بأن يكلفوا بهذه مهمه.
عندما وصلنا إلى الليموزين لم اركب فيها إلا عندما جلس السيد وأشار إليّ بالجلوس بجانبه، فأنا حقاً لا اريد تجرب حظي معه أكثر من ذلك. ضع السيد المقود بجانبي بعد ان أغلقت الباب خلفي واسند راسه إلى الخلف وأطلق تنهيدة طويلة.
انحنيت إلى الأمام في محاولًا أخرى لتخفيف الألم في ظهري ومددت يدي إلى الطوق الذي كان يضغط على بشرة عنقي بشدة ويخنق انفاسي. ابعدت يدي بسرعة عندما رأيت عيني السيد تتوجه نحوي.
يا إلهي لماذا أعيد تكرار الأخطاء؟ أنا لا اتوقف عن فعل الخطاء تلو الاخر برغم علمي بأن حركة خاطئة واحدة مني هي كل ما يستلزمه الأمر لتنتهي حياتي. أبقيت عيني على الأرض لعلي استطيع تجنب غضبه.
خرجت شهقة حادة من حلقي من حلقي وسرت الرجفة جسم عندما شعرت بيديه على طوقي. ولكن الغريب ان يده لم تكن قاسية بل كانت لطيفة عندما فك الطوق وازاله بالكامل من حول عنقي مما سمح مما سمح للهواء أن يدخل أخيرا بحرية إلى رئتاي. رفعت يدي لألامس الجلد الذي كان يحيط به الطوق كان الاحساس غير مريح ومؤلم نوعا ما بسبب تهيج الجلد في تلك المنطقة ولكني كنت سعيدة لأنه أزال الطوق وسمح لي بالتنفس بحرية.
اردت ان اشكره على ذلك ولكني كنت مترددة ولا أعلم إذا ما كان يجب علي فعل ذلك أم لا ولكني وجدت أن التزام الصمت هو الخيار الأفضل في الوضع الحالي فهو كفيل بتجنيبي أي تغير قد يحدث في مزاجه بسبب تكلمي بدون إذن.
كان يحدق في ولأكون أكثر دقة لقد كان يحدق في عنقي، إما لأن الطوق ترك علامة ملحوظة على بشرتي، أو لأنه يحاول أن يتخيل كم سيكون مذاق دمي عندما يقوم بعض عنقي. وقد يكون تحديقه بي لأجل السببين معا..
"أنتِ لا تتحدثين كثيرًا، أليس كذلك؟" اتاني صوته فجأة ليقطع سيل افكاري السوداوية.
لم ادخل في محادثة حقيقة منذ حوالي خمس سنوات، لذا فهو محق فأنا لا أتحدث كثير وليس لأنني لا أريد ذلك ولكن لان هذا ما يجب علي فعله.
"هل يسمح لي بالحديث؟" سألت بتوتر.
أردت فقط التأكد من ذلك حتى لا أرتكب أي خطأ في المستقبل
توقف لثانية واحدة وبعدها قال "بالنسبة لي، نعم تستطيعين الحديث"
حسناً!!!... هذا غريب
التقيت عيناي بنظراته مرة أخرى لأشعر من جديد بأن عيناه تخترق روحي ولم أعرف حتى ماذا يجب علي أن أقول
"ما هو اسمك؟" تحدث أخيرا
لا تمنح الحيوا*نات الأليفة أي أسم ويترك الامر لمالك الحيوا*ن الاليف ليسميها بما يشاء.
"أي اسم تريد أن تطلقه علي، سي.."
"لا." قاطعني، مما جعلني أرتجف.
تن*د ثم سالني " لقد كنت متشردة، اليس كذلك؟"
"نعم لقد كنت كذلك" أجبته بخجل. لقد كانت فكرة مغادرة المدينة فكرة والدي في المقام الأول، ولم أكن أرغب في المغادرة على الإطلاق لان ذلك يعد مجازفة لا فائدة منها فالجميع يعلم بأنه لا يمكننا محاولة خداع مصاصي الدماء والنجاة بعدها.
"ماذا كان اسمك قبل أن يتم القبض عليك؟"
لقد مر وقت طويل منذ اخر مرة استخدمت اسمي لدرجة أني احتجت إلي التفكير فيه لثانية قبل ان اجيبه "كلوي."
"كلوي" كرر اسمي وكأنه يتذوقه على طرف لسانه، "لقد أحببته." ازداد استغرابي لسلوك سيدي الجديد بقولة هذا ولا أعلم هل يجب أن أكون سعيدة بذلك أم لا.
ألقى السيد نظرة من النافذة بينما كانت السيارة تتباطأ حتى توقفت، ومد يديه داخل الحقيبة. حولت نظري أيضًا إلى النافذة، وذهلت عندما وقعت عيناي على القلعة الواقعة أمامي. انع**ت أشعة الشمس بشكل طفيف على نوافذها العديدة وطوبها الداكن لقد كانت كبيرة جداً أكبر بكثير مما أتذكر عندما كنت طفلة صغيرة. أعتقد أن إدارة مدينة كبيرة تتطلب إنشاء قلعة كبيرة كهذه مليئة بمصاصي الدماء.
تجمدت اطرافي عندما ادرت رأسي بعيداً عن النافذة وألقيت نظرة على ما يحمله السيد بين يديه. . لقد كان يحمل طوق ومقود متطابقان، كانا بدوان كمجموعة متطابقة فكلاهما باللون الأزرق الجليدي ومشبك ذهبي.
بلعت ريقي بصعوبة وأغلقت عيني استعداداً للألم عندما بدأت يداه تقترب من عنقي وبقيت ساكنة قدر الإمكان بينما لف الطوق حول عنقي وشدّه إلى الفتحة الثانية فقط ليبقي مسافة مناسبة بين الطوق وعنقي ليسمح لي بالتنفس بحرية.
"هل هذا فضفاض بما فيه الكفاية؟" سألني، مما جعلني أفتح عيني بذهول..
هل هذا هو اقصى حد ينوي أن يشد الطوق إليه؟ أنا متأكدة من أنني أستطيع وضع إصبعين من أصابعي في كل هذه المساحة الإضافية
"أوه نـ..عم." تلعثمت في ردي.
أومأ برأسه، ثم ربط المقود بالمشبك قبل أن يفتح الباب ويخرج. تبعته خارج السيارة قبل أن يتمكن من سحبي للخارج. واتسعت عيني مرة أخرى عندما نظرت إلى البوابة الرائعة التي كانت تحيط بمدخل القلعة كان يقوم بحراستها حارسين أحدهما مصاص الدماء والآخر عبد من البشر. كان العبد يبدو بنفس عمري وقد يكون أكبر مني أصغر قليلا لكن ذلك لم يكن واضحاً على ملامحه..
توقف السيد أمام البوابة والتقى نظره مع الحارس الذي سأله وهو ينظر إلي "حيوا*ن أليف جديد؟".
أومأ السيد برأسه فقط كإجابة. ابتسم الحارس وقال ساخرا "إنها صغيرة وجميلة جدًا." مما جعل معدتي تتقلب
أبتلع الغصة التي تكونت في حلقي قبل أن أتبع السيد عبر البوابة التي قام العبد بفتحها.
احنى العبد رأسه احتراماً عندما مررنا أمامه
"مرحباً بك في منزلك سيد نيكولاس."
~~~
لم أتمكن من منع عيني من تامل الجو المحيط بي بمجرد دخولنا إلى القلعة لقد كان المكان يبدو أكبر بكثير من الداخل واكثر جمالا مع كل تلك الثريات الكبيرة المتوزعة هنا وهناك، وإطارات النوافذ الذهبية مع ستائرها الحمراء كبيرة، والسقف المرتفع. كانت الصالة الكبيرة تحتوي على عدد من الأبواب وكان احدها مفتوح ويظهر غرفة ضخمة بها طاولة كبيرة ومجموعة كبيرة من الكراسي، والتي أعتقد أنها غرفة الطعام.
كان هناك مصاصو دماء في كل اتجاه نسير فيه، وكل منهم يسير بصحبته إما عبد أو حيوا*ن أليف أو كليهما. كان وضع البشر يختلف من مالك لآخر فيعضهم كان يرتدي ملابس تستر جسده بالكامل بينما كان البعض الآخر عراة تقريبًا
لم يبدو أن سيدي يهتم على الإطلاق بمصاصي الدماء الآخرين الذين كانوا وينظرون إليه بفضول ثم إلي بفضول ظاهر مما جعلني أشعر بالتوتر لذلك أبقيت رأسي منخفضاً طوال بقية المشي تاركة تأمل المكان لوقت آخر إن اتيحت لي الفرصة لذلك.
حسناً ربما لن يحدث ذلك! ... ربما اموت الآن أو بعد ساعة أو بأي وقت قريب!! لا أعلم متى سيحدث هذا ولكن من المؤكد أنه سيحدث..
خرجت من شرودي عندما توقف سيدي فجأة أمام باب عملاق بعد أن صعدنا مجموعة من السلالم الحلزونية ومررنا بعدد من الممرات.
كان الممر الذي نقف فيه وممرات أخرى عبارة عن تفرعات في ممر طويل يتفرع أفقيا بعد كل مئة قدم لتحصل كل غرفة بذلك على خصوصية تامه.
وضع السيد إبهامه على الصندوق الأ**د الصغير فوق مقبض الباب قبل أن أسمع صوت نقرة صغيرة وفتح الباب. ..