لم يكن حال الغرفة اقل ابهار لي من بقية أجزاء القلعة فلقد توسعت عيناي من الدهشة بمجرد أن خطوت إلى الغرفة فقد كانت ضخمة جدا وكان فيها سرير واسع للغاية عند الحائط ملاءاته ذات لون عنابي غامق. على اليسار كانت هناك نافذة كبيرة بستائر من نفس اللون، تليها مجموعة من الأرائك الفاخرة ذات اللون الرمادي الفاتح وبجانبها طاولة قهوة زجاجية. على اليمين كان هناك مكتب واسع، به الكثير من الملفات والأوراق المنظمة وبجانبه كان هناك رف كتب طويل جدًا. كما كان يوجد بابان آخران أصغر من الباب الأول .اعتقد أن احدهما هو باب الحمام والاخر فاعتقد أنه ربما باب الخزانة.
التفت برأسي إلى اليسار مرة أخرى وتوقفت عندما لمحت الشيء القابع في الزاوية... قفص!!
كان حجمه يبدو مقارباً لحجم القفص الذي عشت فيه خلال السنوات الخمس الماضية. ابتلعت غصة الألم التي تكونت فجأة في حلقي عندما رأيت السوط والكمامة وبعض الأشياء الأخرى التي تُستخدم عادةً مع الحيوا*نات الأليفة الجالسة في القفص..
قفزت من أفكاري المرعوبة عندما شعرت بأصابعه تتلمس عنقي. رفعت رأسي باتجاهه لأراه ينحني قليلاً حتى يتمكن من إلقاء نظرة أفضل
راقبته بارتباك وهو يزيل الطوق من حول عنقي. توترت عضلاتي عندما بدأت أصابعه تتتبع المكان الذي كان فيه طوقي القديم، وكان هناك ألم طفيف ينبعث من الجلد الملتهب.
" سيتعين علينا إصلاح هذا . " قالها بصوته الأجش ، وهو لا يزال ينظر إلى عنقي
واصلت التحديق فيه فقط بصمت، فأنا لا أعلم ما الذي يجب علي فعله.
إصلاح ماذا؟ هل يقصد العلامة الموجودة على عنقي، أم حقيقة أن أنيابه لم تغرس فيها من قبل؟!
هل يقصد العلامة الموجودة على عنقي، أم حقيقة أنه لم تغرس فيها انياب من قبل؟ حسنا تبدو لي الفكرة الأخير فقد أكثر منطقية.
أزال يده من عنقي وشق طريقه نحو المكتب بينما وقفت متجمدة في مكاني ولا أعلم ماذا أفعل.
"سيكون العشاء بعد 30 دقيقة لذا اذهبي واستحمي" قال ذلك وهو يضع طوقي ومقودي على المكتب "سأقوم بتحضير بعض الملابس بينما تستحمين، ضعي التي ترتدينها الآن على الحوض"
توسعت عيناي من شدة الصدمة فأنا لم أكن أعتقد أن الأسياد يسمحون لح*****تهم الأليفة بالاستحمام لم يبدو ذلك على الحيوا*نات الأليفة التي قابلتها في طريقي إلى هنا.
"أنت تتذكرين كيفية عمل الدش، أليس كذلك؟" سأل وهو يدير رأسه نحوي.
أومأت فقط بنعم. صحيح أنه قد مر وقت طويل على أخلا مرة استخدمت فيها الدش لكنني متأكدًا من أنني سأتمكن من استخدامه من جديد دون الحاجة لساعدة منه. فتح السيد الباب وأشار لي بالدخول فتوجهت بحذر نحوه " يوجد صندوق بالداخل مليء بالأشياء التي قد تحتاجينها. سأكون ي انتظارك عندما تنتهين من الاستحمام "
لقد كان لطيفًا بشكل غريب ومختلف عما كان عليه في وقت سابق. ربما ليس لطيفًا، ولكن... أكثر هدوء وهذا الأمر كله جعلني متشككة.
تحدثت لأني لاحظت أنه يرغب في أن أفعل ذلك " سأفعل. شكرًا لك يا سيدي." قلتها بصوت هادئ
هذه المرة طب حاجباه مما تسبب في اشتداد أعصابي. هل فعلت شيئا خاطئا؟ هل غضب لأني أتحدث؟ اعتقدت أنه قال لي في وقت سابق أنه بإمكاني التحدث!
"لا تناديني بهذا الاسم عندما نكون هنا . " تمتم بانزعاج.
تلعثمت بالكلمات " ما.. ماذا تفضل ، سي ؟ " عضضت شفتي بسرعة لأمنع نفسي من إكمال تلك الكلمة.
نظر إلى الأعلى في التفكير لعدة لحظات ثم قال " نيكو"
نطقت الاسم بعد أن نطقه وتذكرت بسرعة العبد الذي كان يقف أمام البوابة والذي ناداه بنيكولاس. لقد أحببت اسم نيكو أكثر، بدا وكأنه يناسبه بشكل أفضل. لا أستطع فهم لماذا يريدني أن أناديه باسمه ولكني استجبت لأمره فلا يحق لي أن اخالف أمر مباشر من سيدي.
أومأت موافقة على كلامه "شكراً" قال قبل أن يغلق الباب برفق، وتركني وحدي في الحمام.
كان الحمام كبيرًا كما هو متوقع، كان هناك حوض استحمام دائري يقع مقابل الدش الطويل الواسع وفي الجهة المقابلة كان هناك مغسلة رخامية ومرآة تغطي كامل مساحة الحائط فوق الحوض.
شهقت عندما رأيت انعكاسي في المرآة. كان شعري في حالة من الفوضى، وكانت الأوساخ والدم الجاف واضحة في مناطق معينة منه، ناهيك عن أنه لم يتم تمشيطه منذ فترة. نظرت إلى وجهي لأجد عيناي الزرقاوان تحدقان فيّ وقد انتشر مزيد من النمش على أنفي الشاحب وخدي منذ آخر مرة رأيت فيها وجهي وكان وجهي أيضًا مغطى بالتراب والدم الجاف وكذلك كان حال بقية اجزاء جسدي تقريبًا.
كان الجلد متهيجا بشكل واضح في المكان الذي كان يحيط به الطوق القديم ولم أكن أريد حتى أن أنظر إلى ظهري فلقد أخبرني الألم المستمر الذي ينبعث منه أنه لا ينبغي لي أن أفعل ذلك.
نظرت بعيداً عن المرآة وأص*رت تنهية منزعجة من منظري. رأيت الصندوق الذي كان يتحدث عنه السيد على الأرض بجوار الدش. مشيت نحوه وبدأت باستكشاف محتوياته. كان يحتوي على مجموعة متنوعة من الشامبو والبلسم والصابون وفرشاة ومنشفة وحتى بعض ربطات للشعر ودبابيس. لقد اندهشت عندما قمت بإخراج كل شيء. لقد كان أكثر بكثير مما كنت أتوقعه. هززت رأسي لانفض الأفكار عنه حتى لا اضيع المزيد من الوقت في التفكير بالأمر وأجعل السيد ينتظرني.
بدأت بخلع ملابسي القديمة والممزقة ليخرج أنين ألم من شفتي لقد كان الألم في ظهري يصرخ في كي أتوقف عن الحركة. تن*دت بارتياح عندما تمكنت أخيراً من خلع جميع ملابسي ووضعتها على الحوض كما أخبرني سيدي قبل دخولي إلى الحمام..
جهزت الشامبو وجميع الأشياء الأخرى التي سأحتاجها وضعتها على المقعد ثم قمت بفتح الماء على جسدي واطلقت آهة ألم عندما لامس الماء الساخن الجروح الموجودة على ظهري وكان الألم يزداد قوة لذلك كورت كفي على شكل قبضتين كي اعطي نفسي القوة للتحمل فأنا أعلم أنني يجب أن أتحمل فالماء يقوم بتنظيف الجروح لي.
شاهدت الأوساخ والدم يسيل على بشرتي وينزل إلى فتحة الصرف وبرغم الألم لقد كان شعورا جميلاً كما أتذكره. مجرد أن خف الألمقمت بغسل شعري بالشامبو المعطر برائحة البرتقال، ثم استخدمت البلسم المطابق له. قمت بفرك جسمي بالصابون المعطر برائحة زهر العسل حتى تأكدت من أنني قمت بإزالة كل الأوساخ من جسمي ولكني لم أجرؤ حتى على الاقتراب من ظهري. اضطرت أن أغلق الدش برغم استمتاعي بهذه اللحظة لأنني لا أستطيع إضاعة المزيد من لوقت وأخطر بإغضاب سيدي.
قمت بعصر شعري قبل أن أخرج وخرجت من بين شفتي تنهيدة ارتياح خفيفة وأنا أغطي نفسي بالمنشفة. لقد شعرت بالانتعاش والنظافة وكان الإحساس كأنني وُلدت من جديد. لقد كان لطيفًا من سيدي أن يسمح لي بالاستحمام، وسوف أشكره مرة أخرى عل ذلك. نظرت إلى المرآة وبدأت أكافح من أجل تمشيط شعري قبل استخدام إحدى ربطات الشعر لضمه في ضفيرة سريعة
اتسعت عيني عندما رأيت الملابس الموضوعة بجانب الباب. متى جاء إلى هنا؟ أكتسى وجهي باللون الاحمر خجلا، وابتدأت بارتداء الملابس على أمل أنه لم يرى شيئاً. وحتى إن راني فليس لي الحق في أن أوبخه على ذلك. لقد كانت الملابس عبارة عن قميص أبيض وسروال جينز قصير، وملابس الداخلية. انه تغير كبير جداً عن نوعية الملابس التي اعتدت على ارتدائها. لقد كنت سعيدة جدا لأنه لم يجعلني أتجول عارية كما فعل بعض مصاصي الدماء الاخرين.
ارتديت ملابسي بسرعة على الرغم من ألم ظهري الذي أزداد بسبب حمالة الص*ر تمنيت حقاً ان ازيلها ولكني مضطرة على تحملها لان السيد طلب مني لبسها ولا أستطيع مخالفته. ألقيت نظرة أخيرة على نفسي في المرآة، وأومأت برأسي بالموافقة، قبل أن أفتح الباب.
كان السيد مستلقياً على سريره، ويده خلف رأسه، واليد الأخرى تحمل مجموعة من الأوراق. انتقلت عيناه من الأوراق إليّ، وارتفعت حواجبه قليلاً.
"هل تشعر بالتحسن؟" سأل وهو يجلس.
أومأت برأسي "نعم، شكرًا لك، سي.. نيكو،" تداركت نفسي سريعا قبل أن أكمل الكلمة.
نهض من سريره واتجه نحو المكتب، وهو يقول "على الرحب والسعة".
"بإمكانك الاغتسال متى شئت." قال وهو يضع الأوراق بشكل مرتب على مكتبه.
لقد عاد إحساس الشك إلي من جديد ولكن برغم أن الوضع يبدو غريبا إلا إن كلامه اسعدني كثيرا.
انقلبت معدتي قليلاً عندما أمسك بياقتي وانحنى أمامي مرة أخرى حوّلت عيني بعيدا عنه عندما قام بلف الطوق حل عنقي، وشدّه كما فعل من قبل.
استقام في وقفته ثم امسك بمقودي قال " موعد العشاء بعد خمس دقائق لذلك يجب أن ننطلق الآن".
. أومأت براسي وتبعته إلى خارج الغرفة مع الحفاظ على نفس المسافة السابقة بيننا لنعود مره أخرى إلى القاعة المليئة بمصاصي الدماء