الجزء الثاني

3637 Words
 عشقي الابدي الفصل الثاني جثي سليم أمام التلفاز ينظر إليها كأنها إمرأة أخري إختفت هالة السعادة التي كانت تحيط بها يستمع لكلامها عن أعمالها و أخر إصدار لها كان سليم قد إبتعد عن العمل و عزل نفسه عن العالم لم يعلم ما حصل بغيابه فقد أصبحت مساعدته و الم**مة المبتدئة في شركته و زوجته السابقة أسطورة في مجال ت**يم الأحذية في وقت قصير كانت تجيب المذيع بكلمات قصيرة واضحة بدون أي ثرثرة ع** عادتها و لا تبدو علي ملامحها أي فرحة لما وصلت إليه إلي أن سمع المذيع يقول : أخيرا أريد أن أبارك لكي و لعا**بيه خطبتكما و أتمني لكما السعادة جحظت عينا سليم و إنتبه إلي الرجل الأشقر الذي كان يجلس بجانبها لم يره في البداية لأنه لم يستطع رؤية غيرها شاهد نظرت الحب و العشق في عينيه و هو يتلقي التهاني و قد رفع يدها ليقبلها ليري خاتم خطبتهما في إصبعها ذلك الإصبع الذي كان متوجا بخاتم والدته يري الأن خاتم رجل أخر فيه لم يعرف كيف نزلت دموعه و هو يراها تقف بإبتسامة خفيفة علي شفتيها و قد حاوطة يد "خطيبها" خصرها بكل راحة وضع يده علي جسمها جسم حبيبته و روحه جسمها الذي لم يلمسه أحد قبله الأن أصبح ملك لشخص أخر لم يستطع التحمل و أطلق العنان لجنونه متزامنا مع إنتهاء البرنامج كان يصيح بصوت عالي عله يستطيع إفراغ القليل من غضبه و حنقه حمل التلفاز كأنه يحمل قنينة ماء و رماها علي الحائط و هو يقول : لقد خسرتهاا خسرتها أضعتها و أضعت نفسي قتلتها و قتلت نفسي خسرتها خسرتها خسرتهااا ظل يردد هذه الكلمة و هو يدور كثور هائج في المنزل ي**ر كل ما رأه أمامه حتي دمر كل المنزل ثم جلس في الركن ضم ساقيه إلي ص*ره و دموعه لا تتوقف علي النزول و هو يردد بطريقة هستيرية ذهبت أنا أضعتها خسرتها خسرتها للأبد ليعود سليم إلي الواقع بعد رحلة التذكر الأليمة التي جعلت دموعه تنزل من دون أن يشعر طرق باب المكتب فمسح سليم دموعه بسرعة و أغلق الحاسوب و قال بصوت حاول قدر الإمكان أن يكون طبيعيا تفضل ذكريات عبرت افق خيالي بارقا يلمع في جنح الليالي نبهت قلبي من غفوته وجلت لي ذكرى ايامي الخوالي كيف انساها وقلبي لم يزل يذكر جمبي انها قصة حبي ذكريات داعبت فكري وظني لست ادري ايها اقرب مني هي في سمعي على طول المدى نغم ينساب في لحن اغن بين شدو و حنيني وبكاء وانيني كيف انساها وسمعي لم يزل لم يزل يذكر سمعي وانا ابكي مع اللحن الحزين كان فجرا باسما في مقلتي يوم اشرقت من الغيب عليه انست روحي الى طلعته وتلت ظهر الهوى فسقيناهوا ودادا ورعيناهوا وفاءا ثم همنا فيه شوقا وقطعنا لقاه كيف لا يشغل فكري طلعت كالبدر يسري رقة كالماء يجري ف*نة في الحب تغري تترك الخالي شهيا كيف انسى ذكرياتي وهي في قلبي عليــــل كيف انسى ذكرياتي وهي في سمعي رنيين كيف انسى ذكرياتي وهي احلام حياتي انها صورة ايامي على مراتي ساقي عشت فيها بيقيني وهي قرب ووقار ثم عاشت في ظنوني وهي وهم وخيال ثم تبقالي على بر السنين وهي لي ماضي من العمر واتي كيف انساها وقلبي لم يزل يذكر جمبي انها قصة حبي فتح الباب لتطل سيدا برأسها و هي تبتسم هل تسمح لي بالدخول سليم بيه ‏ حرك سليم رأسه بالإيجاب و قال : طبعا تفضلي ‏ جلست سيدا علي الكرسي بجانب المكتب و نظرت إليه مطولا و قالت : تنتظر البرنامج لتراها أليس كذلك أدار سليم كرسيه و بقي ينظر إلي مكتب مليكة القديم و هو يمسك بسلسال مليكة الذي كان قد أهداه لها سابقا قبل خطبتهما و قد أصبحت هذه القلادة لا تفارقه أبدا دائما بين يديه كأنها قطعه منها تن*د بعمق و قال : و هل لدي أهم منها أجابت سيدا بحزن : أجل أنا فلتنظر إلي قليلا سليم أنا أحبك أحوم حولك دائما أفعل المستحيل لأجلك حتي حين إستغليتني لتنتقم من مليكة لم أغضب منك أنا أحبك حب أعمي يا سليم فلتفهم هذا أنظر إليها إنها ناجحة مخطوبة لمليونير و أشهر م**م أزياء في العالم و قد نستك تماما أما أنت فأنظر إلي حالك حبا بالله لم تعد تعمل تكدس العمل علي سنان و علي صحيح أنني مديرة العلاقات العامة لكنني لست مديرة الشركة إننا ننازع لأجل أن ننقذ باسيونس ثم وقفت و توجهت إلي سليم و جلست علي المكتب أمامه و أمسكت وجهه بين يديها و أكملت : إن حلمك يدمر أمام عينيك و أنت تقف مكتوف اليدين أرجوك إنساها تخلص منها كما تخلصت منك و أنظر حولك هناك العديد من الناس اللذين يحبونك أنظر إلي أنا أعشقك سليم هيا يكفيك عذابا طوال كلامها و سليم ينظر إليها بجمود كأن كلامها لا يصل إلي مسامعه و ما إن إنتهت حتي أبعد يديها عن وجهه و قال : هل أكملتي محاضرتك اليومية إن لم يكن هناك شئ أخر فلتعودي إلي عملك ض*بت سيدا المكتب بيدها بغضب و قالت: أوووووف يا هل أنت مجنون أم ماذا تدمر حياتك من أجل إمرأة تخلت عنك و هي الأن خطيبة رجل أخر هل أنت مدرك أنك أوقفت حياتك من أجل إمرأة هي بالأصل ملك لشخص أخر صرخ سليم قائلا مليكة ملكي ملكي أنا فحسب كانت لي و ستبقي لي و حتي الان هي لي هل هذا مفهوم ثم أنا من تخليت عنها ليس هي أم نسيتي أنها رأتنا نقبل بعض لهذا تركتني صرخت سيدا و قد أعمي الغضب بصيرتها : بل تخلت عنك لأنك قتلت إبنها أيها ثم شهقت ووضعت يدها علي فمها و قد علمت متأخرة هول ما قالته نظرت إلي سليم الذي جحظت عيناه و إمتلئت بالدموع و بلع ريقه بصعوبة و قال بصوت مخنوق : لماذا **تي أكملي أيها ماذا؟ أيها القاتل أليس كذلك كنتي ستقولين هذا صحيح معكي حق هي ذهبت لأنني قتلت إبننا لأنني قاتل أجابت سيدا بنبرة تخللها الندم و الحزن و قالت : أنا أسفة سليما حقا أسفة لم أقصد ذلك أنت بالتأكيد لست قاتلا لقد كان قضاء و قدر أنت لا دخل لك قاطعها سليم : سيدا أخرجي أجابت سيدا لكن سليم قاطعها سليم : سيدا قلت لكي أخرجي أنزلت سيدا رأسها و خرجت من المكتب بهدوء تاركة عاصفة تض*ب بص*ر سليم و قد تذكر ذلك اليوم المشؤوم يوم قلب حياته رأسا علي عقب كان بعد الزواج بحوالي شهر و قد أصبح سليم رجل أخر غير الذي تعرفه مليكة التي لا تكاد تراه أصلا في البيت كانت طوال هذا الشهر تحاول جاهدة للحديث معه و تفسير موقفها لكن عبثا تحاول فسليم لم يعد سليم الذي تعرفه و في كل مرة تعود تجر أذيال الخيبة و خنجر جديد من إهانات سليم ينغرس بها كان سليم ينفس عن غضبه بها رغم علمه بصدق حبها و تأكده أنه لولا الظروف لما أذته هكذا لكنه لم يستطع مسامحتها بسهولة بسبب إخفائها كل هذه المدة أنها دخلت حياته لأجل لعبه والمال وان مرات عمه هي المسئوله عن كل ذلك من أجل الورث وان مليكة فعلت كل ذلك لإنقاذ أخيها من الديون و أيضا تدمير أجمل ليلة في حياتهما كان يعلم أنها تعشقه و لن تتركه مهما فعل أو قال لها لأنه يري إحساسها بالذنب و خجلها في عيونها لذلك كان يتمادي يتمادي كثيرا في غضبه و في كلامه بدون وعي أو تقدير لمشاعرها أراد عقابها رغم أنه كان يلوم نفسه ألف مرة بعد كل مواجهة و يعود أخر الليل ليذهب إليها يمرر يده علي شعرها و يمسح دمعة هاربة من عينها رغم نومها و يعتذر منها طويلا إلي أن جاء ذلك اليوم إستيقظ سليم بألم شديد برأسه من كثر ما شربه ليلة البارحة سمع مليكة و هي تحضر الفطور نهض ببطئ و صعد إلي الحمام تحمم و لبس بذلته و نزل متجها مباشرة نحو الباب دون أن يلتفت لها أصلا لكن مليكة أوقفته قائلة : سليم ألن تفطر؟ أجاب سليم و هو يفتح الباب : منذ متي أفطر معكي أصلا ثم أكمل : لا تنتظريني مثل البارحة أنا أتعامل معكي كأنكي غير موجودة فلتتعاملي معي بالمثل لا أريد إهتمامك المزيف و خرج مغلقا الباب ورائه بعنف إمتلئت عيون مليكة بالدموع و لأول مرة منذ خصامهما تغضب من كلامه رمت الصحن الذي كان بيدها علي الأرض و قد تحطم تماما و إلتفتت إلي الطاولة التي حضرتها و دمرتها أيضا و أخذت ترمي الأطباق و الكؤوس و الطعام علي الأرض إلي أن أحست أن الأرض تدور بها و ستقع فوضعت يدها علي المنضدة لتستند عليها قليلا ثم جلست علي الأرض و هي تحس أن رأسها سينفجر من الألم و الدنيا تدور من حولها إضافة إلي رائحة الطعام الب*عة التي كانت تشمها وقفت ببطئ شديد و أخذت تستند علي الحائط و صعدت إلي الحمام إستفرغت حتي أحست أنه سيغمي عليها و بقيت جالسة علي الأرض في الحمام لا تقوي علي النهوض بعد مدة من الزمن إسترجعت فيها أنفاسها وقفت و مشت و هي تترنح نحو الغرفة و رمت بنفسها علي السرير لتغرق في نوم عميق لم تفق منه إلا مساءا فتحت عينيها و نظرت إلي الساعة بجانبها لتجدها الخامسة مساء إنتفضت بفزع و حكت عيناها للتتأكد مما رأته و صرخت و هي تنزل راكضة إلي المطبخ قائلة : يا إلاهي لقد نمت يوم كاملا مرة أخري ماهذا النوم! ! ماذا يحدث لي !! سيصل سليم قريبا وصلت إلي المطبخ وجدته مبعثرا كما تركته صباحا لملمت قطع الزجاج المتناثرة أرضا و الأكل ثم قامت بإعداد سلطة فقد كانت تشتهيها كثيرا كما أنها تعلم أن سليم لن يأتي للعشاء ثم صعدت تحممت و غيرت ثيابها و جلست في شرفة غرفة النوم تنظر إلي الشارع تنتظر سليم كعادتها بعد حوالي ساعتين من الإنتظار وصل سليم أخيرا إبتسمت فقد إشتاقت له لكن سرعان ما إنمحت تلك البسمت و هي تشاهد فتاة تنزل معه من السيارة و تقف بجانبه بطريقة حميمية كان سليم يعلم أن مليكة تنظر إليه فقد كان يراها كل ليلة تنتظر عند تلك الشرفة حتي تطمئن عليه فأراد أن ينتقم منها بطريقته أو لنقول أن يجرحها بطريقته و لا تقتل إمرأة غير إمرأة أخري فإستغل ساندي فقد كانت صديقته منذ الجامعة و أصبحت الأن مديرة العلاقات العامة في شركته بعد ذهاب ياسمين أخبرها بأنه متخا** مع زوجته و يريد أن يعاقبها بأن يجعلها تشعر بالغيرة ووافقت سيدها رغم عشقها الكبير لسليم و كرهها و غيرتها العمياء من مليكة إلا أنها لا تستطيع رفض طلب لسليم نزل من السيارة و نزلت معه بقيا يتحدثان و يبتسمان و ساندي تضع يدها علي ص*ر سليم و قد أحاط سليم خصرها بيديه كان يتكلم معها بشكل عادي لكن فقط تعمد الوقوف معها بهذا الشكل الحميمي فقط كي يحزن مليكة لم يعلم لماذا يعذبها هكذا يريدها فقط أن تشعر بالألم علها تحس ما يحسه لكن ساندي لم تتحمل قرب سليم منها بهذه الطريقة فقد كانت تحس نفسها و كأنها بحلم و بدون سابق إنذار إرتمت عليه تقبل شفتيه صدم سليم من تصرفها و أبعدها عنه بعنف و قال : ماذا تفعلين!!! هل جننتي لم نتفق علي هذا و إلتفت لينظر إن كانت مليكة رأتهما أو لا لكنه لم يرها واقفة في الشرفة ف*نهد بإرتياح و أكمل : حمد لله أنها لم ترنا و الأن إركبي في السيارة ليوصلكي شكري إلي بيتك تحركت سيدها بدون وعي و هي م**رة من طعم شفاه سليم التي لطالما حلمت بتذوقها أما سليم فدخل إلي المنزل توجه إلي المطبخ ظنا منه أن مليكة هناك أراد أن يشاهد رد فعلها لكنه لم يجدها خرج إلي الحديقة و لم يجدها أيضا عاد إلي الصالون و لم يجدها تخلل خوف غريب إلي قلبه و صعد يركض إلي الأعلي لكن ما إن وصل إلي باب غرفة النوم حتي توقف و رتب نفسه حتي لا يظهر لها أنه يبحث عنها تحجج بأنه سيأخذ بيجامته و طرق الباب لكنها لم تجيب أعاد الكرة لكنها لم تجب مرة أخري ففتح الباب لتقع عيناه عليها و هي تجلس علي الأرض منهارة بجانب الشرفة و تنظر إلي الفراغ بصدمة و دموعها تنزل بغزارة علي خدها ليه تجرح العيون اللي عاشت تصون واللي كانت تهون دمعتها عليك بتروح يا روح ما بعدك روح ليه تملا قلبي جروح عامل كتاب مفتوح والغدر كان بإيد*ك بتخون لو مين ما كنت تكون ليه تجرح العيون اللي عاشت تصونواللي كانت تهون دمعتها عليك بتروح يا روح ما بعدك روح ليه تملا قلبي جروح عامل كتاب مفتوح والغدر كان بإيد*ك وأتاريك بتبيع اللي شاريك مش باين من عينيك العشرة بتهون عليك فاكر نفسك ضحية خليك ناسي اللي هواك ومضيع اللي معاك ريحنا يا ملاك متعشهاش عليّ وأتاريك بتبيع اللي شاريك مش باين من عينيك العشرة بتهون عليك فاكر نفسك ضحية خليك ناسي اللي هواك ومضيع اللي معاك ريحنا يا ملاك متعشهاش عليّ فزع سليم كثيرا لشكلها و خاف أن تكون قد رأت ساندي و هي تقبله و بقي يدعي في سره أن يكون ظنه خاطئ إقترب منها بخوف و قال : مليكة لم ترفع مليكة رأسها أو تنظر إليه و قالت : هل هي حبيبتك؟ بلع سليم ريقه بصعوبة و قال مليكة ماذا رأيتي بالضبط أجابت و هي لاتزال بنفس الوضعية : رأيتكما بحضن بعض تن*د سليم براحة لأنها لم تره و قال : يعني هذا فقط؟ إبتسمت بألم و رفعت رأسها لتلتقي عيونهما و قالت : و أنتما تقبلان بعض أيضا ‏ جحظت عيون سليم و إقترب منها و جثا علي ركبتيه بجانبها و قد إنقلب السحر علي الساحر أراد أن يحزنها فحزن لحزنها ووجد نفسه بدون وعي يبرر لها قائلا أقسم أنها هي من بادرت بتقبيلي أقسم لكي أنا لم أفعل شئ لقد فاجئتني لم أكن أتوقع أن تقوم بذلك ‏ نظرت إليه مليكة نظرت مليئة بالحزن و الألم و الخيبة و قالت لقد كنت تضع يدك علي خصرها قلي أنها هي من وضعتها و لست أنت هاااا قلي ثم ض*بته علي ص*ره بقوة و أكملت و هي تصرخ : لقد كانت تضع يديها علي ص*رك هنا هنا بالضبط كانت تمرر يديها علي ص*رك و أنت تنظر إليها و تبتسم و لم تحرك ساكنا لم تمنعها لم تقل لها أنك متزوج لم تقل لها أنك ملك لإمرأة أخري مش باين من عينيك العشرة بتهون عليك فاكر نفسك ضحية خليك ناسي اللي هواك ومضيع اللي معاك ريحنا يا ملاك متعشهاش عليّ لم تقل شئ ثم **تت و عقدت حاجباها بإستنكار و قالت : ملك لإمرأة أخري!!!!! هل أنت ملكي!؟ هل أنا موجودة بالأساس هل تعتبرني جزء من حياتك ثم زادت في جنونها و ‏‎ ‎ قد أعمي الغضب عيناها ووقفت فوقف سليم بدوره و أمسكها من كتفيها محاولا تهدأتها قائلا : مليكة حبيبتي إهدئي أرجوكي لم أعلم أنها ستقوم بذلك لم أعلم أن الأمور ستصل إلي هنا نطرت مليكة يديه بعنف و ض*بته علي ص*ره و هي تدفعه خارج الغرفة و هي تصرخ : أخرج من هنا ماذا تفعل معي إذهب إلي حبيبتك الجديدة لا تضيع وقتك معي أخرج هيا إذهب إليها إذهب إليها حالا و هي لاتزال تدفعه حتي وصل إلي باب الغرفة فأمسك سليم بيدها و قال : مليكة إهدئي عودي إلي رشدك إلي أين أذهب هنا منزلي و لا مكان لي غيركي جذبت مليكة يديها من يده و قالت : نعم معك حق هذا منزلك إذن سأذهب أنا و إستدارت و جذبت حقيبتها و أخذت ترمي ملابسها بغضب في الحقيبة و سليم يحاول إيقافها و التحدث معها لكن عبثا حملت حقيبتها و توجهت إلي الباب لكن سليم وقف أمامها و إختطف حقيبتها من يدها و قال بغضب و نفاذ صبر : لن تذهبي إلي أي مكان أنت لازلتي زوجتي و أنا لن أسمح لكي بالذهاب نظرت إليه مليكة بتحدي و غضب و قالت : إمنعني إن إستطعت و رمت الحقيبة في وجهه و توجهت ركضا نحو السلم لكن سليم كان أسرع منها و ركض ورائها و أدارها بعنف و هو يصرخ يكفي عنادا قلت لكي أنكي لن تذهبي ‏ بدأت مليكة تتخبط بيد سليم و تصرخ و تحاول فك يدها من قبضته و تقول : سليم أتركني أتركنني حالا لا تحاول أصلا أتركنيي لكن سليم زاد من قبضته عليها و صرخ بوجهها : لن أترككي هل فهمتي لن أفعل لن تخرجي من هذا البيت أبدا صرخت مليكة و هي تدفعه بيدها الأخري و تتراجع إلي الخلف : هل ستحبسني هنا!!!! لا أريد لا أريد رؤيتك لا أريدك أتركني أذهب أتركني و نفضت يدها بقوة فتحررت من قبضت سليم لكنها رجعت بقدمها إلي الخلف فوضعتها في الهواء في أول الدرجة من السلم و فقدت توازنها و قد مالت بضهرها إلي الخلف و هي تمد يدها إلي سليم و تصرخ بخوف لكن سليم لم يستطع إمساكها ووقعت و هي تصرخ بإسمه نزلت كامل الدرج و هي تتدحرج عليه إلي أن وصلت إلي الأسفل و سليم مصدوم ينظر إليها بذهول ثم أفاق علي صوت أهاتها المتألمة فركض نازلا من الدرج و جثا بجانبها و هو يمسك رأسها و يمسح الدم عن جبينها و قال : مليكة حبيبتي يا روحي لن يحدث لكي شئ حبيبتي لن أسمح أن يحدث لكي شئ عقدت مليكة حاجبيها بألم و هي تفتح نصف عينيها و قد أحست بألم فضيع في ضهرها و سائل دافئ ينزل منها وضعت يدها علي بطنها و تمتمت بصوت لا يكاد يسمع يؤلم أنا أنزف وضع سليم يده علي يدها و قال : ماذا حبيبتي بماذا تحسين أين هو الألم إنتظري سأتصل بالإسعاف ثم حول نظره إلي الأرض فشاهد القليل من الدماء تنزل منها فتح عينيه بصدمة و لم يفهم من أين مص*ره و لم يرد أن يقلبها ليتفقد ضهرها خشية أن يؤذيها أكثر إتصل بالإسعاف التي تأخرت قليلا و قد أعاد سليم الإتصال بهم أكثر من عشرين مرة في مدة لا تتجاوز الربع ساعة و قد بدأت مليكة تفقد الوعي ببطئ و كان أخر شئ تتذكره وجه سليم و هو يصرخ و يحاول إيقاضها بعد غيابها عن الوعي أطلق سليم العنان لدموعه و حضن وجهها و بقي يبكي بصوت مسموع أشبه بالنحيب و قد أحس أن الروح تسحب منه و أنه خسرها للأبد وصلت الإسعاف أخيرا حملها المسعفون بحذر و قد كانت تحتها بقعة كبيرة من الدم وضعوها في السيارة و ركب معهم سليم و إنطلقو بسرعة إلي المستشفي و ما إن وصلو حتي أدخلوها مباشرة إلي العمليات جلس سليم علي الأرض بجانب الغرفة و هو يبكي بحرقة علي حبيبة قلبه و يلوم نفسه و غضبه الأعمي الذي أوصل حبيبته إلي هذه الحالة بعد حوالي ساعة خرج الطبيب من غرفة العمليات فتوجه إليه سليم بلهفة و قال كيف حالها هل هي بخير؟ نظر إليه الطبيب و قال : هل أنت زوجها؟ أجاب سليم : نعم أنا ماذا حدث؟ هل هي بخير؟ هل تأذت؟ هل حصل مكروه لها؟ أجبني أرجوك أجاب الطبيب لا تقلق المدام بخير لكن للأسف فقد فقدنا الجنين ذاتا كان حملها ضعيف جدا بسبب نحافتها و ضعفها و إضافة إلي ليه تجرح العيون اللي عاشت تصون واللي كانت تهون دمعتها عليك بتروح يا روح ما بعدك روح ليه تملا قلبي جروح عامل كتاب مفتوح والغدر كان بإيد*ك بتخون لو مين ما كنت تكون ليه تجرح العيون اللي عاشت تصونواللي كانت تهون دمعتها عليك بتروح يا روح ما بعدك روح ليه تملا قلبي جروح عامل كتاب مفتوح والغدر كان بإيد*ك وأتاريك بتبيع اللي شاريك مش باين من عينيك العشرة بتهون عليك فاكر نفسك ضحية خليك ناسي اللي هواك ومضيع اللي معاك ريحنا يا ملاك متعشهاش عليّ وأتاريك بتبيع اللي شاريك مش باين من عينيك العشرة بتهون عليك فاكر نفسك ضحية خليك ناسي اللي هواك ومضيع اللي معاك ريحنا يا ملاك متعشهاش عليّ قاطعة سليم بصدمة : لحظة لحظة عن ماذا تتحدث عن أي جنين هل كانت مليكة حامل!!! أجاب الطبيب و قد فهم أنه لا يعلم اااه أنا أسف ظننت أنك تعلم نعم لقد كانت حامل و سليم الجنين شهر لكنه كان حمل ضعيف جدا يبدو أن السيدة مليكة لم تكن تعلم أيضا لأن جسمها نحيل جدا و من الواضح أنها لا تهتم بأكلها وضع سليم يده علي رأسه و قد خرت كل قواه رما نفسه علي الكرسي بجانبه و دموعه تنزل بغزارة من عينيه و قال بصوت مخنوق : يا إلاهي لقد كانت حامل طوال هذا الشهر كانت حامل و أنا أعذبها كل ذلك العذاب أعذبها و أعذب إبني معها كانت حزينة لدرجة أنها لم تكن تأكل و أنا بغبائي أزيد الطين بلة حزن الطبيب لحاله فق*فص أمامه و ربط علي كتفه و قال : سيد سليم يجب أن تكون قويا زوجتك بحاجتك ليس وقت الضعف الان يجب أن تكون بجانبها حين تتلقي الخبر أجاب سليم بحرقة لا أستطيع هذا ثقيل جدا لا أستطيع أجاب الطبيب : إن كان ثقيل هكذا عليك فكيف سيكون عليها إنها حتي و إن لم تكن تعلم بوجوده فسيبقي جزء منها قضا مدة حتي و لو كانت صغيرة في أحشائها أرجوك تماسك سنأخذها الأن إلي غرفتها و ستفيق بعد حوالي ساعة و ستكون معها تساندها حرك سليم رأسه بالإيجاب و شهقات بكائه تشق الصدور ذهب إلي غرفتها دخل بعد تردد طويل وجدها نائمة كالملاك الحزين شاحبة الوجه متعبة الملامح إقترب منها مرر يده علي شعرها ثم إنهار و قد وضع جبينه علي جبينها و هو يبكي بحرقة و يقول من بين دموعه : أنا أسف يا روحي أسف أسف يا سليمي أسف يا داخل روحي أعتذر أسف أسف أنا لا أستحقك لا أستحقك أنا لا أسبب لكي سوي الألم و بقي يبكي و ينوح طويلا مرة الساعة بسرعة و سليم يتمني لو تطول أول لا تمر أبدا كان خائفا جدا خائفا عليها من الصدمة خائفة من رد فعلها بدأت بفتح عينيها ببطئ و هي تحس أن جسمها كله يؤلمها تأوهت ووضعت يدها علي بطنها كأنها أحست أن هناك شئ ناقص إستدارت بوجهها لسليم فوجدته ينظر إلي الأرض و الدموع تتساقط من عينيه فقالت بصوت يتخلله بعض الألم سليم رفع سليم رأسه بلهفة نظر إليها قليلا ثم عاد و نظر إلي الأرض بخجل عقدت مليكة حاجباها و قالت ماذا حدث؟ بقي سليم صامتا إلي أن دخل الطبيب فقال : الحمد لله علي سلامتكي مدام مليكة بماذا تشعرين؟ اجابة مليكة : شكرا لك لكن أحس أن جسمي كله يؤلمني و خاصة ظهري يؤلمني بشدة أحس كأن شئ ما نزع مني أغلق سليم عيناه بشدة حين سمع قولها ذاك ووضع يده علي فمه يكتم صوت بكائه أنزل الطبيب رأسه بحزن و قال : مدام مليكة أنا أسف جدا لكن يجب علي إخبارك أجابت مليكة بتسائل إخباري بماذا؟ ثم حولت نظرها إلي سليم وقالت : سليم ماذا حدث لي فليخبرني أحدكم أجاب الطبيب : مدام مليكة أنت أقصد كنتي و تن*د ثم قال : لقد تعرضتي للإجهاض فتحت مليكة عينيها بصدمة فأكمل الطبيب هذا ليس من سقوطك فالحمل كان ضعيف جدا و كان من المستحيل إستمراره فالجنين كان أصغر من اللازم بكثير لذلك إن لم يكن سيسقط بهذه الحادثة كان سيسقط بشكل أخر حتي بدون أي شئ لم تكن مليكة تستمع لحرف مما يقوله الطبيب بقيت صامتة شاردة تنظر إلي الفراغ بذهول و إستغراب لم تستطع حتي البكاء يوم معرفتها أنها حامل علمت أنها خسرته وضعت يدها علي بطنها كانها تتحسس مكانه و بقيت صامتة بقي الطبيب ينظر إليها و قال : مدام مليكة ألن تقولي شئ؟ رفع سليم رأسه و نظر إليها لم يستطع فهم تعابير وجهها لم يستطع أن يفهم بما تفكر إقترب الطبيب من سليم و همس في أذنه حاول الحديث معها و أنا سأحضر الطبيب النفسي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD