الفصل الثاني

2270 Words
دخلت جمان لغرفة التخزين ثم خلعت ردائها الابيض الذي تستخدمه في المركز الطبي .. فظهر تحته بنطالها الجنز وقميصها الاسود ذو الاكمام المرفوعة .. جسدها كان ضئيل بمنحنيات انثوية شبه ظاهرة .. هي قصيرة القامة .. وهذا لطالما ازعجها .. الا انه يمنحها احيانا احساسا لذيذ عندما لا يتعرف الناس الى عمرها الحقيقي ويستغربون بشدة كونها طبيبة متمرسة " ااااه .. اااه .. مرهقة .. افتقد سريري بشدة " جلست تتوسد الارض وتسند جسدها للصناديق خلفها ثم تتنفس براحة.. الاصوات تأتيها خافته وهذا افضل فقد ألمها رأسها من الضجة " اااوووه .. شعري تبا " فكت رباط شعرها وخللت يدها به .. لتنساب خصلاته البنية الملساء وتلمع بعض الخصل الفاتحة .. فركت مؤخرة رأسها بتعب .. واغمضت عيناها البنيتان لتحظى ببضع دقائق من السلام .. قبل العودة الى سباق الجنون كما يحلو لروان تسميته ......... بعد يوم شاق جدا عادت الى المنزل سيرا .. صوت الطائرات والمدافع والرصاص يتخللها صوت اذان المغرب يشكلان سنفونية اعتادت على سماعها يوميا .. شيء يصاحب كل ايامها وايام الناس هنا عند مدخل الحي الكبير الخاص بمنزلها والذي كان شبه مضيئ بسبب انقطاع الكهرباء سمعت صوت يناديها "جُماااان " تلفتت لمص*ر الصوت.. انه ثائر يقترب بسرعة ليلاقيها اخذا انفاسا سريعة ومتبسم كعادته تلك الابتسامة التي تعشقها .. مما جعل كل تعب نهارها يغادر رأسها تاركاً فيها ذلك الشوق لحبيبها الوحيد ابتسمت له بود تنتظر وصوله دون ان تتحرك من مكانها قيد انملة "مساء الخير حبيبتي .. لقد تاخرتي .. كيف كان يومك ؟ " "مساء الخير .. اسفة العمل كثير ولم ننتهي.. لكن الدكتور علي سمح لي بالمغادرة للراحة .. انت تعلم الوضع هناك صعب جدا " "هذا صحيح .. مع استمرار القصف والاشتباكات مؤكد سيكون المكان ممتلئ بالجرحى " اخذت جمان نفس عميق ثم اقتربت منه اكثر لتستطيع رؤية عيناه العسليتان جيدا في الظلام المحيط بهما .. تلك العينان التي تاسرها .. ورغم اضطرارها لرفع راسها لكي تستطيع رؤيته الا انها كانت تعشق ضئالة جسدها بالنسبة لجسده الرجولي المتكامل .. كان يرتدي بنطال اسود وقميص رمادي احدى هداياها له في عيد ميلاده قبل عامين وبدا وسيما كعادته بملامحه المحببة الى قلبها .. " وانت كيف كان يومك ثائر ؟ " تنفس بعمق واختفت ابتسامته ليظهر ذلك العجز في عينيه مجددا .. تألم قلبها لاجله فهي تعلم تماما كم يمكن ان يكون عملهم مرهق نفسيا " سيء جدا جُمان .. لقد عملنا لساعات في رفع الانقاض في الحي الشرقي.. ولكن دون فائدة كل الذين وجدناهم كانوا قد فارقوا الحياة للاسف .. الناجي الوحيد كان طفل في السادسة اوصله عامر الى المركز منذ بعض الوقت " غصة عميقة احتلت ص*ر جمان .. الن ينتهي هذا الالم .. الن تكتفي حصالة الحرب يوما فيعود الناس للعيش ببعض الراحة الممزوجة بالوجع القاتل على من اخذت ارواحهم تلك الحرب البائسة؟ " وماذا عن الكهرباء ؟ ... اظن اننا بحاجة للشموع " " انهم يوزعونها على مدخل الكنيسة ارسلي تيم ليجلب بعضها من هناك .. كما ان الاب يسجل العائلات المحتاجة للمساعدة اكثر من غيرها .. لاجل المعونات القادمة " تلفتت تنظر للابنية حولها في الشارع هي مازالت صامدة بمعجزة الهية ولم تقع كلها من شدة القذائف " الى متى سنعيش هكذا .. لقد سئمت .. اريد فقط الراحة ثائر " اقترب ثائر وامسك يدها ليبعث دفئ في اوصالها.. دفء كانت تحتاجه بجنون لتخفف صقيع روحها .. انفاسه باتت قريبة وهمساته اعادت بعد الهدوء والسلام لنفسها التائهة "اصبري حبيبتي .. وادعي الله .. نحن كلنا لا نملك سوى الدعاء " " اتعلم اظن انه لولا وجودك لمت منذ زمن بعيد .. عندما اراك انسى كل شيء .. وجودك يكفيني " تبسم لها ومازحها بصوت اجش مليئ بالعاطفة والحب "ما رأيك ان تحضنيني... عندها ستنسين كل شيء" عضت شفتها بحنق ونظرت اليه بعيون غاضبة تاسره بهما كما كل مرة "انت تحلم .. تهذب والا ركلتك ..اننا في وسط الشارع " ضحك باستمتاع وهمس مجددا " لما.. الست خطيبتي .. الا يحق لي باحتضانك بين ذراعيي وتقبيل تلك الغمازة الشقية على خدك الايمن ؟. فانا اغار منها جدا لانها تحتل خدك بدل شفتاي " احمرت وجنتاها وتصاعد الدم فجأة لرأسها كله .. غزله دائما ما يجعلها تشعر بالنار تحرقها شوقا له .. انه لا يخجل ابدا من تحديها بعباراته الشقية .. " هل جننت .. ابتعد .. ماذا ان رأنا احد .. ثم ماهذا الكلام وسط الشارع ثائر .. انك مجنون حقا " ضحكاته تعالت كموسيقى سنفونية عذبة ترتفع وتنخفض ببحة في كل مرة دون توقف جاعلة خفقات قلبها تتضاعف بجنون .. "ساذهب الان .. لقد تاخر الوقت مؤكد امي ستكون قد جنت الان من الانتظار " " حسنا حبيبتي .. ساوصلك الى باب المنزل .. اخبري حماتي بشوقي لرؤيتها ولرؤية ابنتها المفضلة لدي " تبسمت له تمنحه ابتسامة بريئة صافية وتلك الغمازة الوحيدة تضيئ خدها فتجعل وجهها متعة للنظر .. بينما عيناها البنيتان تمتلئان بنظرات الحب له وحده " ثائر انها خطوتان فقط للباب حبيبي .. وحماتك كما يحلو لك مناداتها ان سمعتك تتغزل بي وسط الشارع وتحت طائرات الميغ وصوت الرصاص .. ستصاب بنوبة قلبية لا محال .." اكملت خطاها باتجاه منزلها وهو يمشي بمحاذاتها ينظر اليها بهيام واضح ويتاملها دون رفع عينيه ابدا عنها .. عندما وصلت الى مدخل منزلها التفتت له تودعه "هل اكتفيت .. اهناك قدم ناقصة ام لا .. كف عن تفحصي وعد الى منزلك" " لا هناك جمال وحسن يزيد .. من اين لكي كل هذا الجمال جوجو ؟ .. انتي تزدادين حلاوة كل يوم .. لدرجة ان عقلي وقلبي غير قادران على استيعابها .. " " يا الله .. لقد جن الصبي .. اذهب الى منزلكم قبل ان افقد ما تبقى من صبري " "حسنا .. حسنا .. تصبحين على وجهي الذي تحبينه .. اريد رؤيتك غدا قبل ذهابك للمركز .. هل سمعتني ؟! " هزت رأسها موافقة ثم فتحت باب المدخل بمفتاحها الذي اخرجته من حقيبتها .. احست بأصابعه تلامس يدها وتشدها ليرفعها الى فمه مقبلا اياها بعمق جاعلا كل خلية في جسدها تنتفض بقوة وقلبها يتوقف عن الخفقان .. بينما ترتجف قدماها من ملمس شفتاه الدافئة لبشرة يدها .. " الى اللقاء روحي .. اراكي غدا " ترك يدها بينما تتنفس بعمق وتتخطا المدخل بارتجاف وما زالت تنظر الى جسده وهو يبتعد استندت للباب المغلق بعدها لتاخذ انفاس عميقة عاشقة قبل الدخول " انا مغرمة وفي هذه الاوضاع الرهيبة .. مؤكد قد جننت " *** منزل جمان مساء الخميس كانت جمان تساعد والدتها في تحضير العشاء .. اصبح الطعام الفاخر في هذا الوقت هو ان تحصل على بعض اللحم وهذا ما حصل.. فاحد الجيران قام بذ*ح احدى الاغنام القليلة التي يربيها وقام بتوزيعها على بيوت الجيران .. ولعلم والدتها بكم يحب ولدها تيم الفاصولياء ولتوفرها طبعا قامت بطبخها له فالحبوب من الاشياء التي مازالت متداولة بشدة لمدة احتمالها الطويل قبل الفساد.. طرقات على مدخل المنزل تعالت ليجاريها صوت جمان " سافتح انا ماما .. اكملي انت " اتجهت نحو الباب وفتحته لتجد ثائر يقف مقابل لها ويتكئ على جهة الباب وابتسامته تلطف ملامحه الجادة ... وقفا ينظران لبعضهما كان يبدو لطيف جدا يرتدي بنطال رمادي يعلوه كنزة بيضاء و يضع يده في جيب بنطاله .. بينما بدت هي كطفلة صغيرة ببجامتها ذات اللون الزهري التي تحمل رسم القطة وجديلة شعرها التي تحتل كتفها وتنسدل باتجاه خصرها " من هذا جمان ؟ .." صوت والدتها جائها لتلتفت وتصرخ " انه الشحاذ امي. " رفع ثائر حاجبيه بينما جمان تغرق بالضحك عدل وقوفة واقترب منها يهمس لها " نعم .. انا اريد قبلة بدل المال غاليتي " احمرت بشدة وابتعدت عنه ثم ض*بت ذراعه بكفها " اووه .. انت فاسد حقا .. تهذب او غادر الى منزلكم .. ليس لدينا مال لنعطيك " اشارت له بيدها ليغادر فاجابها بخبث " اذا لن تحصلي على هديتك .. انت حبيبة جاحدة .. وانا مخطئ لاني ادللك " "هدية .. ما هي ؟ .. اذا اعجبتني سادخلك " رفض ثائر بحاجبيه يغيظها " ان اعجبتك اريد قبلة ... على هذه الغمازة التي ستكون سبب هلاكي يوماً " " ساصاب بالعين بسببك .. كف عن التغزل بها .. اخاف ان اصحو في يوم ما ولا اجدها " ضحك ثائر بعمق واجابها " عندها سابحث عن حبيبة اخرى .. تعرفين انني مهوس بالغمازات حبيبتي " كتفت ايديها امامه وطالعته بنقمة " وانا ساجد رجل اخر .. اين هديتي ثائر ؟ .. ام تريد الوقوف هنا للابد " " رجل اخر ها ؟.. حبيبتي ان جرب احد النظر اليك ساقوم باقتلاع عينيه.. انت لي انا .. واي رجل سيفكر حتى بالاقتراب منك لن يبقى حي لينظر مجددا " لمعت عيناها شوقا وعشقا له .. لكنها زمت شفيها متحدية اياه " اذا لا تهدد باتخاذ حبيبة اخرى " " امرك يا اميرتي .. وهل استطيع ان انظر لغيرك .. عيناي لم تعد ترى غيرك منذ ختمتي هذا القلب باسمك .. ساجلب هديتك ها .. " اختفى قليلا ثم عاد .. عينا جمان جحظتا ورقص قلبها فرحا واخذت تصرخ بحبور " راااائع .. ياالله كم هو رائع ثائر .. اوووه " كان يحمل دب ابيض كبير.. يعلم كم ان جمان رومانسية بطبعها.. انها تعشق التدليل والاهتمام .. فتبدو الان كطفلة احضروا لها هديتها الاولى.. تضع يديها على فمها وتصرخ بابتهاج " ماذا يحصل هنا ؟ .. اااه ثائر بني .. ماهذا ؟ .. انه كبير فعلا " " انه لي ماما .. اليس رائع .. انه رائع جدا " هجمت على ثائر تاخذ الدب منه وتحتضنه بقوة.. كان يصل لنصف حجمها وملمسه ناعم جدا .. احبته فورا .. ثائر يعرف جيدا كيف يختار هداياه .. " اوه ملمسه ناعم جدا ... سابقيه معي دائما .. اتريد قبلة دبدوبي العزيز ؟ " اخذت تقبله وتمرغ وجهها فيه مما جعل والدتها تضحك .. وثائر ينظر اليها بحنان ثم دخل الى المنزل وانتزع الدب من يديها بالقوة " هاته ثائر .. هاته .. امممم .. ثائر " انتظر الى ان غادرت امها للمطبخ تتركهما يتجادلان واقترب يقول بصوت خافت لها " توقفي عن تقبيله واحتضانه وانا ساعيده اليك .. لقد جعلتني اغار من لعبة .. انت حقا مستحيلة.. ثم اين قبلتي انا ؟ " نظرت اليه بعيونها البريئة وهي تلوي شفتيها ببؤس عيناها ترسلان اليه الاف الرسائل المتوسلة " لم اعد اريده .. فلتأخذه " اخفضت رأسها وعضت شفتها تمنع نفسها من الضحك هي تعرف يقينا ان ثائر لا يستطيع ان يحزنها وهذه لطالما كانت طريقتها بجعله يتنازل " اعرف ما تفعلين ؟ .. لكني كالعادة قلبي لن يتحمل مظهرك الطفولي عندما تتصنعين الحزن .. هاك خذيه .. لكن توقفي عن تقبيله امامي " رفعت يديها واخذت الدب منه ثم ابتسمت بوجه بمحبة .. " اتعرف ثائر ؟ .. كيف بامكانك ان تجعلني احبك كل يوم اكثر ؟ .. الامر لا يتعلق بهديتك .. انه بكم انت حبيب مميز .. انت حقا كنزي .. وانا احبك " لمعت عيناه بسعادة وبسرعة خاطفة احتضنها بقوة بينما الدبدوب يتوسطهما ثم اغرق راسه في شعرها يتنشقه بقوة جعلتها ترتجف من احساسها بالمفاجأة .. ثم ابتعد عنها بالسرعة نفسها وهي مازالت مصدومة ترمش بعينيها " رغم وجود متطفل في عناقك .. لكن لا بأس .. يوما ما سأحتضنك بين ذراعي ولن اتركك ابدا " اغرق الخجل جمان فاحمرت بشرتها ولم تستطع ان تجيب .. اخذت تبعد الشعر عن عينيها بيديها المرتجفتين دون ان تنظر باتجاهه .. " ثائر .. جمان .. العشاء جاهز .. نادي تيم من غرفته وتعاليا " " قادمان عمتي " " ادخل انت ثائر .. امممم .. انا ساضع هذا في غرفتي .. و .. وسأنادي تيم " تحركت بسرعة من امامه لتدخل غرفتها وتغلق بابها ثم تستند اليه وتشدد من احتضان الدب بين ذراعيها .. مشاعرها تلتهب وقلبها يخفق بسرعة وكانها كانت تركض لاميال .. عضت شفتها ثم اغرقت وجهها في عنق الدب واخذت تردد " احبه .. انا احبه كثيرا .. قلبي سيتوقف من حبه " *** امام المركز الطبي شهر اب مر شهر واسبوع على عمل جُمان في المركز .. تعلمت بسرعة وتاقلمت بسرعة .. هنا لا وقت للانتظار او التدلل او حتى التقاط الانفاس .. فكل دقيقة اثمن من ان تهدر دون محاولة انقاذ روح او مساعدة احد الجرحى .. علاقتها بالجميع هنا جيدة .. انها تابى حتى ان تنادى بغير اسمها المجرد .. اكثر الاشخاص قربا لها كانت روان.. فتاة شابة تصغرها بسنة واحدة وكانت تساعدها دائما لتتاقلم بسرعة وتجيب عن اي سؤال بلطف ملاك .. تملك عينان بلون العشب الاخضر وشعر بني فاتح يصل الى كتفيها ... " اتردين فنجان من القهوة جمان " " لما لا .. يكاد رأسي ينفجر .. صراخ ذلك الشاب .. في اذني الى الان " "هل وضعه ما زال خطيرا .. لقد رأيت جروحه انها كثيرة " تاملت جمان فنجان قهوتها وتجرعت منه القليل قبل ان تجيبها " نامل ان يتحسن .. العملية التي اجرينها ليست بالسهلة ..هناك تمزق بالكبد والطحال .. كما وان الشظية اخترقت الكلية اليسرى ايضا .. اتمنى ان يشفى فوالدته مزقت قلبي بدموعها " نظرت كل منهما للاخرى بأسى فهذا حالهم كل يوم .. اليست الحرب الة لاكل البشر احياء حصالة لجمع الارواح دون توقف " انه عامر ابن عمتك .. لقد اتى مجددا ترى من معهم هذه المرة " اقترب عامر منهم وبدى بحال يرثى لها .. فقميصه ملوث بالتراب وشعره القصير الاسود يبدو بحالة مزرية .. لكنه كان يبدو هادئ ولا احد معه حمدا لله .. " صباح الخير ياابنة خالي .. صباح الخير روان .. اين قهوتي ايتها الفتاتان؟ " " اذهب وحصل على واحدة عامر .. نحن لم نصدق ان حصلنا على بعض الهواء هنا لتنفس بعيدا عن اصوات الصراخ في الداخل " " اذا جمان اهذا يعني انك لن تجلبي لابن عمتك اللطيف جدا الذي جلب لك معه الم**ر الذي صدعتي راسي من اجله بعض القهوة .. انتي فعلا ناكرة للجميل " ضحكت روان بجانبها بينما نظرت هي الى عامر بتعجب هل حصل فعلا على المخدر.. انهم بحاجة اليه جدا فهناك فقط القليل جدا في المركز ويكاد ينفذ " احلف انك جلبته؟ " سحب كوب قهوتها من يدها واخذ يحتسيه دون اذن منها بينما روان ما زالت تضحك عليهما "انا لم اخذ سوى رشفتان منه .. ايها الشرير " " اتريدين ان تشاركيني به .. ما اعلمه انك من النوع الذي لا يحب ان يشارك احدا فانت لد*ك فوبيا من مشاركة الاخرين شرابك او طعامك " زمت شفتيها واخذت تنظر اليه بغضب واضح بينما هو يبتسم لها بغيظ يكاد يدفعها لض*به هنا امام الجميع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD