الفصل الثاني عشر

2250 Words
جمااان .. تبا المكان مظلم .. " احنى رأسه ليصل الى الجهة الاخرى .. ودخل غرفة مفتوحة يلاحظ وجود صناديق كثيرة .. لا بد انها المخزن .. " جماااان .. اتسمعينني ؟.. حبيبتي هذا انا .. جماااان " هل اغمي عليها في مكان ما .. وجعلت الفكرة جسده يقشعر .. لم يشعر بهذا الخوف من قبل .. لقد انقذ العديد والعديد من الناس .. لكن .. هذه جمان .. روحه وقلبه .. الخوف يتسلل اليه ليقيده ويملئه رعبا .. اهذا ما شعرته هي به عند بحثهم عن والدتها .. ان كان كشعوره فكيف احتملته جمان .. كيف احتملت انتهائه بفقدان اعز الناس اليها؟.. لا .. لا .. فكرة خسارتها ستصيبه بالجنون .. يرجو من الله الا يفقدها ... اخذ يمرر يده في شعره بعجر يشده.. اين هي ؟ الاضاءة باتت افضل على الاقل يمكنه رؤية ما امامه .. شيئ غريب .. النافذة م**ورة .. وهناك صندوق في الخارج .. ولاحظ وجود دماء عليه .. هل يعقل ؟ .. اتكون جمان من الذكاء فتخرج من هنا ... كم تمنى هذا .. تسلق النافذة ثم قفز للارض .. هناك دماء على الارض ايضا .. اين يمكن ان تكون ؟ .. تلفت حوله بكل مكان عله يجد اي اشارة عليها .. ربما عندها سيطمئن انها خارج الركام المحيط بالمركز والذي ربما دفنت تحته .. تلئلئ لشيء لامع على الارض جعله يركض نحوه لينحني ويلتقطه بيده .. ثم اخذ يصرخ بقوة .. " لقد وجدتها .. عاااااامر .. لقد وجدتها .. " حمل بيده القطعة الذهبية .. منقذته من الجنون .. السوار الذهبي ... سوارها ... مرساتها .. اذا جمان خرجت .. خرجت من المركز لكن اين هي الان ؟ " جمااااااان .. جمااااااان .. اين انت حبيبتي ؟ " اخذ يتقدم ويصرخ في الانحاء دون توقف .. اهي مصابة .. اين هي اذا ؟ " ثائر سمعت صراخك من الامام .. هل وجدتها ؟" " لقد وجدت سوارها خارج المخزن هنا في الحديقة الخلفية .. لا بد انها في الانحاء ... جمااااان " " جيد لنبحث عنها .. ساجعل الجميع يبحث عنها " هز ثائر رأسه موافق وعاد للصراخ والبحث .. *** مدخل المبنى المهدم ساعة ونصف بعد القصف كانت جمان تشعر بالضعف الشديد .. يبدو ان قدمها المصابة .. نزفت الكثير من الدماء جسدها يؤلمها فهو متخشب من الجلوس على الارض .. رفعت جسد الطفل قليلا عنها وشعرت بحرارته المرتفعة .. يبدو انه يدخل مرحلة الحمى .. عليها التحرك وجلب المساعدة .. قبل ان تفقده .. لقد فعلت كل هذا حتى يبقى بخير .. وضعت جسده بجانبها وحاولت رفع نفسها .. " اااه .. امممم .. قدمي .. يبدو انه جرح غائر اكثر مما ظننت .. ماذا افعل الان ؟ .. لا استطيع السير حتى " فكرة بقائها عاجزة هكذا المتها اكثر .. "ثائر .. اين انت ؟ .. احتاجك .. احتاجك حبيبي ارجوك " نفضت الخوف والحزن.. عليها ان تقاوم .. لا يجب ان تتوقف والا فقدت حياة الطفل .. اصوات كانت تتعالى وتقترب منها " هناك احد .. الحمد لله .. هناك احد " اخذت تصرخ بقوة عل احد يسمعها ويساعدها .. " ساعدووووني .. ساااعدوني ارجوكم .. هنااا .. ساعدوني " سمعت صوت ركض ثم اطل شاب من المدخل ونظر نحوها متفاجئ ثم صرخ بقوة " هناااااك احد هناااا .. شبااااب . اظن اننا وجدناها .. اخبروا ثائر " بعدها اقترب الشاب منها وركع على ركبتيه بجانبها " انت بخير ؟ .. انت جمان صحيح ؟ " هزت رأسها مرتين لم تكن تملك القوة للتكلم ابدا .. كل ما كان يدور برأسها انه هنا يبحث عنها .. ثائر هنا " لقد جعلتنا مجانين ..خصوصا ثائر .. انت خطيرة دكتورة .. " ابتسمت له بوهن فاقترب من الطفل وحمله بين ذراعيه بينما شاب اخر يأتي نحوهما فسلمه الطفل مع كلام جمان المنخفض " يحتاج لطبيب فورا .. لديه حمى " هز الشابان رأسهما .. لحظة وسمعت صوت ثائر الملهوف بينما يركع بجانبها ويحتضنها بخوف دون اي خجل من الموجودين " انت بخير ؟ لقد جننت جمان وانا ابحث عنك.. قلبي .. انت بخير ؟ .. قدمك هل تؤلمك ؟ .. تحتاجين طبيب .. اظن.. " دموع جمان تحركت لتتجاوز جفونها ثم احتضنته بيديها تذرف دموعها ب**ت فأخيرا هي تشعر بالامان " اهدأ ثائر انا بخير ... انا بخير حبيبي " " اااه حبيبتي .. لقد ظننت اني فقدتك .. لقد جننت الى ان وجدتك .. جمااان .. لا تفعلي هذا بي مجددا ابدا " كلمته بصوت ضعيف مرهق " كان علي انقاذه ... كان سيموت هناك .. سيموت هو ايضا ... لا اريد ان يموت احد اخر ثائر " " اهدئي قلبي .. تعالي الي دعينا نغادر من هنا ها ؟ ... انت بحاجة للرعاية والراحة " حملها بذراعيه القويتان فاغرقت وجهها في سترته تستنشق عطره الذي تسلل اليها فهدأ انفعالاتها واخذت تتنفس بهدوء وهي تردد داخلها شكرا للرب لان الامر مر بخير ولم تفقد روح اخرى .. " هل هناك احد تأذى ثائر ؟ " بهمس رقيق بجانب اذنه سألت .. فشدد عليها ودفن رأسه في شعرها يتنشق رائحته ويقبل جانب جبينها " مجرد اصابات طفيفة حمدا لله.. كان ليكون الوضع اصعب لو انهار البناء بسرعة .. لقد استطعنا اخلائه بمعجزة الاهية قلبي ..انت فقد من افقدني صوابي .. عندما سألت روان واخبرتني بمجازفتك المجنونة " " الست من قلت انه علينا انقاذ الارواح ؟ .. انا افعل كما تفعل ثائر .. ارحوك لا توبخني .. كان هذا واجبي كطبيبة " تن*د بصعوبة وهز رأسه بموافقة لها ومع اقترابهم من سيارته انزلها وفتح الباب الامامي بجانب السائق واجلسها هناك " لحظة حبيبتي واعود ... ساكلم الشباب وبعدها سأوصلك الى المنزل لنعتني بجرحك " " حسنا " غاب للحظات ثم عاد ودخل السيارة وقادها باتجاه حيهم .. " لا تاخذني الى منزل عمتي .. لدي معقم و ما احتاج في منزل والدي لنمر لهناك اولا .. صحيح هل الطفل بخير ؟ " اومئ لها بنعم ثم اعاد مساره باتجاه منزل والديها " ساحضرهم انا اعطني المفتاح .. اين تضعيهم ؟ " " غرفة المعيشة .. انهم في درج الخزانة الثاني تحت التلفاز .. احضر كل شيء ثائر علي ان اخيط الجرح فهو عميق " خرج مسرعا وعاد بسرعة اكبر ثم قاد مجددا باتجاه منزله " الن نذهب لمنزل عمتي ؟ " " لا اخبرت عامر ان يقول لعمتي انك ستبقين معنا اليوم .. اريد التاكد انك بخير .. غدا اعيدك " حاولت الاعتراض فوضع يده على فمها ومنعها من التكلم " لا تعترضي جمان .. احتاج حقا لهذا قلبي .. علي النظر اليك والتصديق انك حية .. انت لا تعلمين ما شعرت اليوم .. كان قاسي .. مؤلم .. وربما للمرة الاولى افهم كم كان صعبا رحيل والدتك و تيم عليك .. وكم كانت لحظات صعبة " امسكت يده وضغطت عليها ثم بصوت خافت حنون اجابته " انا هنا .. و بخير .. " تشددت يده حول اصابعها ضاغطا عليها بقوة ليشعر بوجودها معه وتنفس بارتياح يخرج كل التوتر الذي كان يستعمره " اااه .. انه يحرق ثائر .. تمهل " رفع ثائر عيناه لينظر اليها كانت تجلس على الاريكة وتمد رجلها فوق رجليه بينما يقوم بتعقيم جرحها بمطهر خاص " انت طبيبة حبيبتي .. فكفي عن التذمر .. " امالت شفتيها ثم تأوهت مجددا بألم عندما اعاد وضع القطن المببل " انه يحرق .. ثم وان كنت طبيبة .. فبالنهاية انا اتألم كالجميع " لمسات ثائر كانت مهتمة ولطيفة على قدمها حاولة ان تتولى المهمة لكنه ابى تركها تعالج نفسها واخذ يساعدها بنفسه انه يدللها وكانها طفلته .. ابتسمت لهذه الفكرة .. واغمضت عيناها تشعر بالامان بجانبه " هل نمتي حبيبتي ؟ " " انا متعبة ثائر .. اشعر بان جسدي كله يؤلمني .. اريد بعض الراحة .. عندما اتذكر ما حدث اشعر بالبرد يتسلل الي والخوف يغمر قلبي .. " ارتجف جسدها للذكرى فأنزل ثائر قدمها واقترب ليحتضنها .. تشددت يديه حولها واخذ يواسيها بكلماته الدافئة " انا هنا قلبي .. توقفي عن الارتجاف .. فلتذكري انك كنت شجاعة جدا وانقذتي حياة طفل .. وانسي اي شيء اخر " " لقد ناديتك ثائر .. شعرت باني احتاجك بجنون .. احتاج ان اكون هنا في حضنك والا افارقه ابدا .. انت الوحيد الذي يشعرني بالامان " اقتربت اكثر لتغمر وجهها في عنقه وتشدد جسدها له اكثر مخافة ان يفترقا في يوم ما .. " حبيبتي انتِ .. سأكون معك دائما " يد ثائر اخذت ترتفع وتنخفض على ظهرها باعثة الدفئ اليه ومخففة من ارتجافها .. فسكنت بين ذراعيه واغمضت عيناها بسلام وهدوء " حبي .. جماان .. اممم .. اغفوتي قلبي ؟ " رفع رأسه فوجدها تغرق بالنوم فتبسم ورفعها بين ذراعيه واوصلها لغرفته ثم وضعها على سريره .. انزل بنطال البجامة عن ركبتها المرفوع منذ اخذ يعقم جرحها وحرص على الا يلامس الجرح لكي لا يؤلمها ثم رفع الغطاء لاكتافها .. ابتعد وجلس على طرف السرير بجانبها .. تبدو بريئة جدا بنومها .. ببشرتها الرقيقة وملامحها الانثوية وذلك الشعر الطويل الذي يحيطها .. قرب يده وتحسس ملمسه الناعم ثم رفعه بعيدا عن وجهها وعيناها ثم وقف وانحنى ليضع قبلة بطيئة على غمازتها التي يحبها .. واخرى على جبينها الرقيق دافنا انفاسه هناك ومتنشق رائحتها العذبة بأدمان .. ثم همس " احبكِ .. بجنون .. اعشق عيناك .. وان اصابك شيء لن اعيش بعدها .. احبك ِ" استقام وابتعد ثم خرج من غرفته واغلق الباب خلفه بخروج والده من غرفته " هل نامت ؟ " " نعم .. ساتركها في غرفتي واذهب للنوم في غرفة المعيشة .. انا مجهد جدا " " كان الامر صعب عليك .. اذهب بني .. ولا تخف ستكون جمان بخير ؟ " اخذ نفس طويل واخرجه ببطئ " انا خائف ابي .. لاول مرة منذ بدأت عملي اخاف هكذا .. لقد شعرت بالجنون فقط لفكرة ان تكون محتجزة تحت الركام.. اتعلم ابي .. جمان تحتاج للرعاية اكثر مما كنت اظن .. هي رغم تظاهرها بالقوة .. ما زالت تعاني.. اشعر بان**ار روحها .. اشعر بألامها.. واليوم شعرت بكم كان موت والدتها صعب عليها .. اتمنى فقط ان تصبح افضل مع الوقت " " فلتثق بالله .. هو سينتشلها من كل مأسيها بني .. هيا اذهب للنوم " وربت على كتفه بلطف يوجهه الى غرفة الضيوف التي سيبيت فيها الليلة ..... *** منزل الطبيب علي صباحاً " بما انكم جميعا هنا .. اريد ان نختار معا موقع جديد لنجعله مركز طبي .. الخسائر كانت كبيرة .. لكن حمد لله لم نخسر ارواحا وهذا بحد ذاته معجزة .. اهنالك اية اقترحات ؟ " نظر دكتور علي للجمع من حوله .. حيث كانت جمان تجلس بجانب روان وفكرت نعم هناك حل .. نعم بامكانها فعل ذلك .. فربما يكون املهم الاخير لذا بصوت واثق مسموع تكلمت موجهة الحديث للاخرين " لدي اقتراح .. انا لم اعد اسكن في منزلي .. وهو يتوسط الحي .. وملائم ليكون مركز طبي خصوصا انه يملك مدخلين .. كما انه واسع ولديه حديقة خلفية ستساعدنا .. ما رأيكم بهذا ؟ " علا الاستغراب ملامح روان وعامر بينما ثائر الذي يجلس مقابل روان رفع يده ليتخلل شعره البني ثم تكلم يجيبها " امممم .. اظن انه مناسب .. لكن انت واثقة انك تريدين الاستغناء عن منزلك جمان ؟ " " انا لا استعمله فلما لا نستخدمه لشيء مفيد .. يمكننا استعماله الى ان نجهز شيء افضل .. وبالنسبة للمخزن فنحن لدينا قبو اقترح ان نستخدمه كغرفة عمليات ومخزن جانبي .. وهو لديه مخرجين ايضا احدهما للمنزل والاخر بجهة الحديقة الخلفية لذلك لنستعمل منزلي .. اظن انه الانسب الان .. نحن لا نملك حلول اخرى صحيح ؟ " عم الهدوء لدقيقة ثم تكلم دكتور هيثم " اظن اننا علينا فعل هذا .. وانا سابقي البحث جارٍ عن مكان يناسبنا ولن اوقفه .. لكن كما قالت الدكتورة جمان .. لنستعمله بشكل مؤقت .. ماذا علينا ان نفعل من اجل الحصول على مساعدات طبية عاجلة ؟.. هذا هو اهم شيء الان " " سنفعل المستحيل لتحصلوا عليها دكتور .. امهلنا يومين فقط .. اليوم سنجمع اي شيء يمكن ان يساعدكم مع الاصابات من البيوت .. اي قطن او معقم منزلي .. وسنعمل على التفاوض لادخال معونات طبية وغذائية فالناس تكاد تموت جوعا ايضا " كان هذا رئيس بلدية المنطقة.. شخص محترم جدا لطالما قام بالكثير لاجل ادخال المساعدات من قبل .. وقف ثائر واعلن للجميع "جيد اذا ... ساذهب الان انا وعامر وبعض الشبان معك جمان لنرى كيف سنحول المنزل لمركز طبي .. روان ارجو ان تأتي معنا انت ايضا.. نراكم لاحقا. " سارت جمان بجانب ثائر وما ان غادروا منزل الدكتور علي حتى التفت اليها يمسك يدها ويديرها نحوه " جمان .. هل انت واثقة مما تفعلين ؟ امتأكدة انك تريدين جعل منزلك مركز طبيا ..؟ حبيبتي يمكننا ايجاد مكان اخر " نظرت جمان اليه بلطف وحنو تعلم كم يهتم لمشاعرها وكم يهمه راحتها " اريد هذا ثائر .. احتاج ان اتوقف عن النواح .. احتاج ان ادرك ان الحياة مستمرة .. ونحن الاثنين نعلم كم نحن بحاجة لمكان بهذا الوقت ثائر .. لذا اظن انه قرار صائب .. اليس كذلك ؟. " " بلى حبيبتي ... اتعلمين .. انت بدأتي اولى خطواتك الى الشفاء ... لو تعلمين كم انا فخور بكِ الان ... احبك جمان .. وكل يوم يزداد هذا الحب في ص*ري .. الى ان بات لا يسعه .. ربما احتاج لقلب اخر اضافي " ابتسمت بمحبة لكلماته واقتربت ليحتضنها بذراعيه ثم رفعت عيناها نحوه " انا ايضا .. احتاج قلب اخر .. فقلبي لم يعد به خلية لم تغرم بك " " اوووه ... انت تجيدين الغزل اذا قلبي " ضحكت واجابته " لدي استاذ قدير " " ها ها ... اذا انا استاذك .. الدرس القادم سيكون عن القبلة عزيزتي " تعالت ضحكاتها وحاولت كبحها بوضع يديها على فمها بينما يبتسم بخبث لها " انت وقح استاذ ... سأشكوك للمدير .. واقصد هنا والدك " " اواثقة من انك ستخبريه باني احاول تعليمك التقبيل جوجو ؟.. فكري جيدا ربما يظن اني اعطيتك درساً تمهدي سابق " جحظت عيناها وعضت شفتها ثم دفعته بعيدا عنها و اجابته بحقد " فلتحلم بهذا .. ثم نحن في الطريق ثائر .. فلتكن مهذب يا سيد " سارت بسرعة امامه لتلحق بروان وعامر بينما صوت ضحكاته تلاحقها " جبانة ... حبيبتي الجبانة .. عودي وواجهيني "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD