الفصل الرابع عشر والخاتمة

3381 Words
" ماذا تفعلين ؟ " " شعرك مبتل " هز شعره فتساقط الماء على وجه جمان فصرخت به " ااااه .. انت مجنون لقد ابتل وجهي " تعالت ضحكاته بينما يلغي اخر المسافات بينهما محيطا جسدها بحضنه " حبي لقد كنت ترقصين تحت التلج .. والان انت منزعجة من بعض قطرات ماء " زمت شفتيها وهي تنظر له بطفولية محببة هزت اعماقه فأنزل رأسه ليطبع قبلة سريعة على شفتيها الورديتان الباردتان اتسعت عيناها للحظة ثم سكنت بين ذراعيه وهو يقبلها مجددا ساحبا انفاسها لداخله ف*نهدت تبادله قبلته بشوق وكفيها يرتفعان ليلامسا وجهه وموخرة عنقه .. ابعد ثائر نفسه منهياً القبلة بلمسة سريعة من فمه لشفتيها ثم اسند جبينه لجبينها ينظر بعيون مليئة بالتوق اليها " كيف تستطيعين بقبلة واحدة ان تجعلي قلبي يتوقف عن الخفقان ثم تحيه مجددا فيرتجف عشقا ويعود ليسابق الزمن بدقاته ؟. لو تعلمين كم احبك .. لنعتيني بالجنون .. مرساتي " " في الماضي .. ظننت اني ان توقفت عن حبك .. فلن اخسرك .. ولن ياخذك الموت مني ... الان اعلم .. انني كنت جبانة .. للحصول على سعادتي .. لاتمسك بسعادتي التي لن تكون بدونك يوما ... احبك ثائر .. احبك جدا .. " اسندت رأسها لص*ره تشعر بض*بات قلبه تزداد سرعة وجسده يبثها دفئ لن تجده في اي مكان سوى حضنه .. دفئ الحب ذلك الدفئ الذي يحينا .. يجعلنا اقوياء .. ويضخ في ارواحنا معنى للحياة ... *** منزل ثائر مساءً في غرفة الجلوس في منزل عمها كانت تجتمع العائلة .. عمتها وزوجها واولادها .. عمها الكبير وزوجته ... وهي ... ثائر لم يظهر منذ البارحة عصرا والكل كان بحالة قلق شديد جمان لم تهدأ حتى انها اصرت على الخروج مع عامر للبحث عنه لمرات .. كل ما كان يعرفه الجميع ان ثائر مختفي .. لم يترك خبرا لاحد .. لم يراه احد .. حتى رفاقه في فرق الانقاذ .. كانت النار تستعر في قلب جمان .. القلق واحساس الخوف المستمر .. اين هو ؟ .. تكاد تموت قلقاً .. ان اصابه شيء ستنتهي .. هي لم تعد تتحمل لقد فاق صبرها الاحتمال .. تركت الاريكة واتجهت للخارج .. وقفت على الشرفة واخذت تتنفس بصعوبة وتدعو ب**ت ان يكون بخير ... البارحة كان جحيما .. هي لم تعرف الراحة ابدا.. جالت مع عامر ورفيقه كل الاماكن .. ومساءً اصر عامر على عودتها لمنزل عمها لتنتظر خبرا منه .. وها هم للان مازالوا في حيرة .. اين انت ثائر .. رددت ذلك في نفسها لمرات .. اين انت ؟ بعد ساعة غادر الجميع وبقيت مع عمها لوحدهما بينما عاد عامر مع رفيقه ليقوموا بجولة بحث اخرى .. قلقها وصل حده الاخير فاخذت تجول الغرفة بعصبية .. بينما ترتسم على وجه عمها ملامح الخوف .. الخوف الذي بات رفيق كل شخص منذ الحرب .. لطالما فقدوا اشخاصا ولم يعودوا .. لم يكونوا يعرفون احياءً هم ام اموات وهذا جنون مطلق .. العيش مع فكرة الجهل بمصير من نحبهم هو اقسى من الموت نفسه.. لقد شاهدوا الكثير ممن لم يعرف مصيرهم ابدا .. وهذا اخاف جمان اكثر .. ارتجفت اطرافها واهتز قلبها فجلست بصعوبة على طرف الاريكة .. تكاد تختنق .. التنفس اصبح اصعب .. فكرة خسارته توقف دمها في شراينها.. توسلت لربها ان يعيده سالم.. طرقات على الباب جعلت جمان تقفز مجددا على قدميها ترجو ان يكون عامر قد وجد ثائر اخيرا .. ركضت باتجاه باب المنزل وفتحته بسرعة .. وقفت تنظر لثائر بوجه المبتسم وشعره المشعث وثيابه المليئة بالطين والغبار .. مصدومة ومرعوبة من فكرة انها كادت تخسره اقتربت منه واخذت تض*ب ص*ره بقبضة يدها بينما اخيرا وجدت الدموع مسارها لتغرق عيناها بينما كانت متجمدة منذ فقدانه اخذت تشهق ببكاء غاضب بينما يحاول ثائر تهدئتها " اين كنت ؟ .. اين كنت ؟ .. لقد جننا بحثاً عنك ثائر .. لقد .. لقد توقف قلبي خوفا عليك .. ايها ... يا الله ثائر .. " اوقف ض*بها له ثم اخذ يمسح دموعها .. بينما ظهر عمها خلفها ينظر لثائر ويطلق انفاس مرتاحة " توقفي عن البكاء .. ودعيني ادخل قلبي واقسم سأخبرك كل شيء. " لم تبتعد عنه اخذت تنظر اليه بحزن ورفت بجفونها لتتخلص من كم الدموع بعيناها الذي يجعل رؤيتها غير واضحة .. وهزت رأسها له بلا " اين كنت ؟ ماذا حصل لك ؟ ..انت بخير صحيح ؟ ارجوك اخبرني انك بخير .. انا .. انا .. لا استطيع العيش بدونك ثائر .. لقد وعدت .. لقد وعدتني ان لا تتركني " احتضن وجهها بيديه ثم مسح دموعها مجددا " اهدئي قلبي .. اقسم اني اضطررت لفعل هذا .. دعيني ادخل وساخبرك بكل شيء " " جمان دعيه يدخل يابنتي .. سيخبرنا بكل شيء " ابتعدت جمان عنه وقد شعرت ببعض الخجل لاندفاعها نحو ثائر بهذه الطريقة امام عمها .. ابتعدت ببطئ عنه وافسحت له ليدخل بينما تغلق الباب خلفه لكنه امسك يدها ومنعها من اغلاقه " هنالك احد معي جمان " " اهو عامر .. حسنا " ابتعدت عن الباب بينما ظهر شاب على باب المنزل .. جمان تجمدت وقلبها بدأ بالخفقان بقوة وهي تنظر نحو الشاب الذي دخل لتوه .. اخذت انفاس مصدومة ثم بدأت بالبكاء مجددا " يا الله .. يا الله .. رامي .. لا اصدق .. كيف .. " اندفعت بقوة لتستقر بين ذراعي اخيها الكبير الذي احتضنها بقوة واخذ يربت على شعرها بينما تنتحب جمان وشهقاتها ترتفع " يكفي حبيبتي .. كفي عن البكاء .. هل اشتقت الي لهذه الدرجة ؟ " رفعت جمان رأسها نحوه ووجهها مليئ بالدموع بينما ترتجف كلماتها " لقد .. لقد ظننا بانك لن تعود ... لقد بحثنا عنك ...في كل مراكز الشرطة وفروعها.. رامي.. انت حي حبيبي ... اه ..كم تمنيت ان اراك مجددا .. كم دعيت وصليت لاراك ولو مرة واحدة ... حمداً لله .. حمداً لله " " جمان دعيه يدخل فهو مرهق جدا .. لقد كان يوما من الجحيم. " صوت ثائر حثها بلطف ودفعتها يده بلمسة خفيفة على ظهرها فابتعدت عن اخيها وتركته يدخل .. عاد الجميع لغرفة الجلوس الشابان كانا بحالة مزرية بثيابهم الملطخة ووجوههم المرهقة .. جلست جمان بجانب اخيها تراقبه وكانه تخاف اختفائه ثانية .. انها لمعجزة الاهية ان يعود اليها اخيرا " اريد ماء ارجوكِ .. اكاد اموت عطشاً .. انت مجنون ثائر لتخاطر بالمجيء لاخذي " هرعت جمان لجلب المياه لاخيها ثم عادت لتسمع جواب ثائر " لم يكن هنالك حل آخر .. المنطقة محاصرة بالكامل رامي.. والاشتباكات لا تهدأ .. كان علينا قطع الجبل ليلا ولولا مساعدة الراعي لاضعنا اتجاهنا " ضحك رامي وجاراه ثائر بينما تنظر جمان باستغراب نحوهما .. " كان هذا مضحك حقا .. تصور لو اننا اضعنا الطريق بعد كل الجهد الذي بذلته لادخالي سرا للمنطقة " " عما تتكلمان .. انا لا افهم شيء " ضحك ثائر مجددا بينما شرح رامي لها ولعمه " لقد تكلمت مع احد رفاقي في المعتقل ان يوصل خبرا لثائر اني خرجت واني في القرية المجاورة .. بعد يومين وصلني رد من ثائر مع صديق له بان انتطر خبر منه .. البارحة استطاع الوصول الي بعد خروجه من هنا.. لكن كانت المشكلة بدخولي .. ان المكان محاصر وكوني كنت بالمعتقل سيجلب الكثير من المشاكل والتساؤلات .. لذلك قرر ثائر ان نعود من الجبل الشرقي ليلا .. وفعلنا هذا بمساعدة احد الرجال الذين يعرفهم هو .. ولكنه لم يستطع ان يكمل معنا لظرف طارئ حصل معه .. فوجهنا للطريق وغادر .. عند الفجر وبعد ان سرنا لساعات .. رأينا راعي مع بعض الاغنام وسألناه عن الطريق .. المضحك اننا كنا على بعد ساعة من الطريق الرئيسي ولقد اصبحنا على مشارف القرية الاخرى نفسها يبدو اننا استدرنا في وقت ما دون ان نشعر .. واخذ كل منا يلوم الاخر الا ان اوقفنا الراعي ووجهنا مجددا باتجاه الطريق .. وبعد ان وصلنا قام ثائر بتامين الطريق لانه لا يريد ان يعلم احد حاليا بأني هنا الى ان يحين الوقت .. " ضحكا مجددا وكان ما مرا به لم يكن سوى مغامرة .. بينما شعرت جمان بالفزع من مجرد فكرة انه كان يمكن ان يصابا خلال كل هذا .. كانت ترى بعيونهم الراحة وكانهما اخيرا وصلا لبر الامان .. كم ترجو هذا .. لكم ترجو ان يصلوا جميعا الى بر الامان .. وتتوقف الحرب نهائيا " لن يعلم احد سوانا بعودته .. ساخبر فقط عامر .. سنبقى على الامر لبضعة ايام الى ان انشر خبر عودته بشكل قانوني .. لا نريد مشاكل اخرى .. رامي ابقى هنا وارجوك فلتكن صبورا ولا تغادر المنزل " " لقد بقيت لاكثر من سنة في المعتقل ثائر لن يضرني البقاء في المنزل .. بل على الع** .. انا اشعر بالراحة لانني اخيرا اصبحت حرا " نظرت جمان الى اخيها وبعيون مليئة بالحزن وحاولت التكلم " رامي .. هناك خبر سيء .. وانا ... لقد " " اعلم حبيبتي .. لقد اخبرني ثائر ... لا اعرف ما كان اصعب .. اعتقالي ام خروجي لاجد امنا وتيم متوفيان .. عندما وصلني خبر موت والدنا .. شعرت بالجنون لعجزي عن الوصول اليكم .. لكن شعوري الان يكاد يحطم كل ايماني .. كان اكثر ما يصبرني .. هو تمنياتي بان اعود لاجدكم وارعاكم .. لاعوض امي عن كل ما قاسته بغيابي وغياب ابي .. لاكون بجانبك وجانب تيم .. لكن ... " **ت يبتلع باقي كلماته بينما الحزن يرسم خطوط وجهه .. جمان ابتلعت ريقها بضعف ولمعت الدموع في مقلتيها .. لكنها لم تذرفها احتراما لمشاعر اخيها .. بل انتقلت لتجلس بجانبه وتحتضنه وتواسيه " هذا قضاء الله وقدره .. انا سعيدة جدا بعودتك .. لقد شعرت باني خسرت كل شيء برحيلهما .. لكن انت هنا .. وانا ساكون دائما بجانبك اخي " احتضنها بقوة احست بارتجاف جسده وعلمت كم كان صعبا ما يمر به .. خصوصا مع الامل الذي كان يملئه للعودة ورؤية عائلته .. وشعرت برطوبة خفيفة على عنقها فعلمت انه يبكي ب**ت .. فشددت من احتضانه لتخفف عنه .. لم تعلم كيف تواسيه او ما الكلمات المناسبة للتخفيف عنه فاكتفت بلف ذراعيها حول رأسه وتركه يفرغ بعض الحزن من داخله ... " كان الامر رهيبا .. عندما تنظرين لكمّ الاشخاص في المعتقل تشعرين بالخوف .. كان يملأهم العنف والغضب .. بينما يملؤنا الامل بالف*ج يوما ما .. في نهاية الامر استسلم جميعنا .. عقدنا صفقة مع الموت .. وتركنا كل شيء للقدر .. هذا لم يمنعهم من تشويه ارواحنا من توجيه الاف الاساءات لنا واذيتنا بجنون .. اكاد اجزم انهم معدوموا الانسانية اختي " كان رامي يجلس على السرير في غرفة الضيوف في منزل عمها بينما جمان تجلس بجانبه " لقد بحث والدي كثيرا عنك .. في يوما جاء واخبر امي انه وجدك .. كانت ميتة من بعدك لكن حينها سعدت جدا .. بعدها قاموا بنقلك واضعنا طريقنا اليك مجددا ... كانت تحبك كثيرا اخي .. لطالما كنت في تفكيرها دائما " تن*د رامي بضعف واخفض رأسه الحليق ليلامسه بيده جسده الهزيل لكنه مازال حي وهذا هو المهم " لطالما تشوقت للحظة رؤيتها ... لان تحتضنني وانسى كل شيء بعدها ... اه جُمان ... ليتني استطعت رؤيتها لمرة واحدة فقط .. لا تعرفين كم كان الامر صعباً عندما علمت بوفاتها هي وتيم " اقتربت منه واحتضنته واخذت تواسيه بينما تجمعت الدموع في عينيها يأسا من الحرب وحزنا على اخيها .. لطالما ظنت انها اكثر من تألم لرحيل والدتها واخيها الصغير .. لكن يبدو انها لم تعاني نصف ما عاناه رامي من الالام " هل نام ؟ " سألها ثائر بينما تغادر الغرفة حيث ينام اخيها .. كانت خارجة لتتنشق بعض الهواء فحال اخيها جعلتها تتالم لاجله " نعم .. اخيرا .. " تنفست بصعوبة ثم نظرت باتجاه عيناه ورفعت نظرها ليلاقي نظره ثم بكل الامتنان داخلها اقتربت واحتضنته تطبع قبلة على خده وابتعدت لتكلمه بهمس " ثائر .. اشكرك .. شكرا لك .. لو تعلم كم عودته تعني لي .. لو تعلم كم اشعر بالامتنان لوجودك .. ولمساعدته للعودة مجددا ... شكرا " ابتسم لها بمودة وحب ثم جرها ليقربها اليه واحتضنها.. واخذ يمرر اصابعه ب*عرها " لا تشكريني .. اولا رامي هو اخي كما هو اخيكِ .. ثانيا .. سافعل اي شيء جمان .. اي شيء لاراكِ سعيدة مجددا قلبي انت تستحقين السعادة .. وكنت متأكد ان عودته ستساعدك لتقفي مجددا على قدميك وتستمري بالمقاومة .. عندما سمعت بخبر خروجه .. فكرت بكم سيكون وجوده جيدا لكِ .. ولذا لا تشكريني .. ام .. بلى اريد شكرا اذا كان على شكل قبلة " قرص خدها ثم تبع اصابعه بقبلة رقيقة جدا على خدها فهمست " سيرانا عمي ثائر " " انه نائم .. المسكين يبدو انه مرهق اكثر مني ومن رامي " " نحن لم ننم بسببك .. لقد كانت ليلة لا اريد تكرارها ابدا ... لقد خفت جدا " ارتعش جسدها للذكرى فشدد ثائر يده حولها " انا هنا قلبي " " نعم انت هنا ... هنا .. يا الله .. لما احبك لهذه الدرجة ؟ " كلماتها جعلت عينا ثائر تلمعان ثم اجابها يهمس باذنها " بل اسألي .. لما احبك انا لهذه الدرجة قلبي ؟ " عضت على شفتها والتمعت عيناها بشقاوة واقتربت منه لتسند رأسها على ص*ره تستمد الراحة والامان من وجوده ومن رائحته التي تعشقها .. الخاتمة منزل جمان وثائر اليوم يمر خمس اشهر على زواج ثائر وجمان .. ربما الحرب كانت تفقدهم الفرصة في عيش حياة عادية .. لكن وجودهما معا كان ومازال مص*ر القوة للاستمرار.. للمقاومة .. وللحلم .. لكن ... من قال اننا ننسى مع الوقت .. نحن ربما نوهم انفسنا بالنسيان .. لنجد لانفسنا طريق لاكمال الحياة ... كعادة جمان هي مازلت تفقد اعصابها كلما تأخر ثائر او اخيها .. الرعب الداخلي لفكرة فقد عزيز اخر تجمد اطرافها دائما .. فقد ادمنت الشعور بالخوف ورغم محاولة نسيان ذلك الالم الذي لازمها لاشهر .. الا انها تستشعره بمجرد حصول اي حدث مفاجئ فيملئ روحها مجددا ... وكعادة ثائر هو يجعل نفسه ملجئها ومواسيها وحاميها .. روح تقاسم روحها كل الم وحزن وفرح ... وادمانها عليه يزداد يوما بعد يوم جاعلا حبها له يتضخم فيملئ كل خلية من جسدها ... انها تنتظره .. هي بحاجة لان تشعره بما شعرت به صباحا .. هي يجب ان تمنحه هذا الجزأ من السعادة والامل .. فهو مثلها يحتاج ليشعر ان الحياة تأخذ بيد وتعطي بالاخرى .. وما من خسارة دائمة .. دائما هناك امل في استعادة انفسنا ان بحثنا جيدا .. وصبرنا جيدا .. ورغم ان هذه السعادة ربما لا تكون **عادة توقف الحرب الا انها تملئ روح جمان بطمأنينة كبيرة وتامل ان تكون لثائر نفس مشاعرها... " جمااااان ... جماااان " " في المطبخ ثائر " لحظات وظهر وجه ثائر المرهق بنظرات عيناه التي تفيض رقة وحنان بمجرد رؤيته لها .. ذلك الرجل الذي لا يخفي مشاعره ولا يخجل من اظهار حبه لها ابدا ... " اه .. زوجتي تخلت عن رداء الدكتورة واصبحت طاهية " قطع المطبخ بخطواته ووقف بجانبها يمد يده ليلتقط احدى الفطائر التي اعدتها جمان .. ثم سحب يده بسرعة مع ض*بة المعلقة التي وجهتها جمان له " اغسل يد*ك اولا .. " عبوس طفولي ظهر على وجهها جعل مظهرها اكثر ه***ة وجلب لثائر ابتسامة غطت وجهه المحبب اليها .. ثم وبدون مقدمات سحبها اليه يرفعها لتواجهه ثم قبل فمها المفتوح ذهولا و اخذ يعمق قبلته ببطئ ورقة ليستجلب استجابتها .. فلفت ذراعيها حول عنقه وتركت العنان لمشاعرها المشتاقة له.. بانفاس متقطعة ابتعدا ثم نظر كل منهما للاخر فاسندت جمان جبينها على جبينه ودون اي مقدمات قالت " انا حامل " انفاس ثائر توقفت وعيناه تسمرت عليها .. صدمته كانت متوقعة .. فهي قد فاجئته .. للحظات ساد ال**ت بينهما .. فعضت جمان شفتها بقوة خوفا .. اتراه لا يريد اطفالا .. اتراه لا يحبهم .. اتراها تسرعت باعلان الامر ؟. رفت بعيناها خائفة الا ان ثائر فاجئها مجددا عندما عاد لتقبيلها برغبة مليئة بالانفعال .. يبثها مشاعره وعمق حبه من خلال قبلته ... فجاءت قبلته عميقة .. متذوقة ومليئة بالشوق .. وللحظات لم تتمكن جمان حتى من التنفس او ابعاد نفسها عنه .. فاغلقت عيناها تستسلم لفيض المشاعر التي تحيط بهما معا انزلها اخيرا مبعدا اياها لينظر الى وجهها الطواق للمعرفة .. هي تريد اجابة .. ورغم انها تكاد تجزم انه سعيد للخبر .. الا ان حواسها ابت تصديق الامر قبل اعلانه بالكلمات " سيكون لدينا طفل ... انا .. انا ... " تخلل شعره بيده .. ثم اخذت الابتسامة تشق طريقها لفمه وبعدها اخذ يضحك وعيناه تتألقان فرحا " هذا .. اجمل ما سمعت يوما ... باستثناء طبعا كلمة الحب من شفتيك ... طفل ... يا الله جمان .. انا فعلا لا اعلم ماذا اقول " " اظن انك بحاجة لمساعدة ها .... اتعلم حبيبي .. اظنك محق هذا اجمل شيء حصلنا عليه يوما " عاد ثائر ليجذبها نحوه ويغرقها في احضانه .. تلتف ذراعاه حولها .. ويغمر رأسها بعشرات القبلات .. لقد كان سعيدا .. وهذا ما كانت تتمناه جمان للرجل الذي تحبه مساءً كانت جمان مستلقية ورأسها يستند على ص*ر ثائر في غرفة نومهما .. بينما تتلاقى نظراتهما في الظلام وكل منهما يقترح اسماء للطفل القادم " امممم .. ما رأيك ان نسمية على اسم والدك ؟ " " ومن قال انه صبي حتى حبيبي " اسند رأسه للوسادة خلفه بارتياح اكثر ثم اجابها " انا قلت هذا " " فالتحلم ثائر .. انا اريد فتاة .. الا يقولون ان الفتاة رفيقة امها .. وبما اني انا الحامل هنا .. فلتضع خط عريض تحت انا .. لذلك جنس الجنين واسمه حق لي " ابعد خصل الشعر عن وجهها وبهمس مغيظ اجابها " ومن المسؤول عن حملك حبي ؟ " شهقت جمان ثم ض*بت ص*ره بقبضتها " ايها الوقح .. تهذب لدينا طفل هنا حبيبي " واشارت نحو بطنها المسطحة " لما اظن اننا جننا حبيبتي .. فهو لم يكمل الشهرين بعد .. وها نحن نتخانق على جنسه واسمه " " تكلم عن نفسك .. انا بكامل قواي العقلية .. ثم من قال اننا نتخانق .. هي فتاة وسأسميها انا عندما اجد اسم مناسب " " انت مستبدة قلبي " اتبع كلماته باحتضانها اقرب اليه وطبع قبلة سريعة على شفتيها " هذا ليس شيء جديد ... لطالما كنت كذلك وانت كما اذكر .. تحب استبدادي .. فالتتجرأ وتقل لا " ضحك بقوة على ردودها فهو لن يستطيع مجاراتها ابدا .. بل**نها القوي وذكائها وسرعة القائها للاجوبة " لا ... مؤكد لا اجرؤ " جاء دورها لتضحك وترفع رأسها عن ص*ره فترتفع نحوه ثم تلفتت حولها وعادت لتنظر نحوه بنظرة متسائلة " اين الدب الخاص بي ثائر؟ " " لقد سافر .. " " توقف عن المزاح .. اين دبي ؟ " " الا اكفي انا .. لما تريدين ذلك الشيء المحشو بالقطن حبي؟ " " انه لي ... انا احب ان انام وانا احتضنه " بتملك اخفض جسدها نحوه يحتضنها بقوة " انا الوحيد لك .. وانت لي .. واحتضان الدببة ممنوع .. لن اتشارك سريري مع دب قلبي حتى لو كان من القطن " زمت شفتيها اعتراضا وعبست به " هيا ثائر .. اتغار من دب ... اعقل حبيبي ها ؟ .. ثم اليس هذا الدب منك " " انا اغار من اي شيء يلمسك .... ثم حتى لو كنت من جلبه .. كان هذا عندما لم اكن قادر على احتلال مكانه .. لكن الان لد*ك انا .. فلتحتضنيني .. وتلك اللعبة الغ*ية .. اظن اننا ثنورثها لطفلتك القادمة " **تت تنظر اليه ثم هزت رأسها موافقة الفكرة اعجبتها .. احتضنته بقوة وقربت اذنها من مكان قلبه لتشعر بض*باته الرتيبة وشيئا فشيء بدئ النعاس يتسلل اليها .. استندت فجأة على السرير مما افزع ثائر ونظر اليها بحيرة "انت بخير قلبي ؟ " " امل " هز رأسه بعد استيعاب .. يحاول فهم اللغز الذي تقوله " ماذا ؟ " " أمل .. أمل " تبسمت وكررت الاسم للمرة الثالثة " انا لا افهم .. مابك جمان ؟ " " لنسمي الطفلة امل... اليس جميلا .. ؟" اخرج ثائر انفاسه المحبوسة ثم عاد ليستلقي ويسحب جمان لتستند على ص*ره مجددا " انت مجنونة .. لقد رعبتني " " اليس جميلا ..؟ " " الا تريدين ان تسميها على اسم والدتك " تلئلئ الحزن في عيني جمان فحاولت كبح دموعها هي لا تريد زرف دموع بهذا اليوم السعيد " الا تظن اننا نحتاج للأمل جميعاً... انا اريد امل بالسعادة .. اريد امل بحياة افضل... لنحصل على الأمل حبيبي " بصوت متأثر عميق اجابها " امل ... ولما لا .. فليكن امل اذا .. وان كان صبي " قاطعته بسرعة تمنعه من اضافة ايه كلمة بوضع شفتيها الرقيقتين على شفتيها .. مقبلة اياه بخبرة مبتدئة في عالم الحب .. الا ان ثائر اعجبه هذا فهي نادرا ما تتجرأ على اظهار مشاعرها الا اذا دفعها لذلك .. تركها للحظات تسلم قيادة قبلتها مستمتعا بمحاولاتها البريئة ... الى ان ابتعدت عنه وعادت لتحتضن خصره بذراعيها وتريح رأسها مجددا فوق ص*ره لتحصل على نوم هادئ وآمن بين ذراعيه ......... سنوات ستمر ربما تنتهي الحرب او تستمر.. آلاف الآلام ستحشر في قلوبنا وارواحنا ويثقل حملها في سيرنا على طول درب الحياة.. انما ولد الأنسان ومعه بقايا أمل تدفعه مرغماً في كل مرة للأستمرار وتخطي الماضي الأليم واوجاعه.. لذا لا تفقد الباقي المتبقي من روحك بالأستسلام وقبض على فتات الأمل ذاك حتى ينير دربك في كل مرة تسود فيها العتمة.. في الختام عزيزي القارئ في كل مكان على الأرض تذكر أن أكثر الأشياء التي تمنحنا الأمل هي يد نمدها للأخرين في أسوء لحظاتهم.. وان نكون بشر بقلوبنا وارواحنا سواء لا وحوش تنهش في بعضها بعضاً... مع كل الحب Mano.. * تمت ********

Great novels start here

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD