-آسفة، بس مش بسلّم على رجّالة
رفع حاجبه بـاستنكار، فـتجاهلته ورُحت قعدت جنب خالتو، سلّمت عليها وبدأت أتطمن عليها وعلىٰ أخبارها وهو فضل واقف مكانه بيبصلي بذهول، شوية وقعد لما ماما شدته وبدأت تتكلم معاه، ومع الوقت اتجاهلت وجوده!..
~مكنش لازم تِحرجيه بالشكل دا يا روضة
-كنتي عايزاني أسلّم عليه يعني؟!
~بغيظ: يا بنتي دا ابن خالتِك، ما تقولي كلمة يا سناء
بصيت لِـخالتو اللي كانت هتتكلم وقاطعتها..
-بصي يا خالتو، كلمة حضرتك أنا بحترمها، بس انسي إني أسمع كلامك وأسلّم على سي فارس ابنك، أنا مش هنافق نفسي، ومش عشان هو "ابن خالتي" فـأنا ممكن أسلم عليه أو أتعدّى حدودي معاه
كنت بتكلم بِـانفعال، أنا عارفة إن ماما مش حابّة تفكيري دا وشايفاه مُعقد زيادة عن اللزوم، مكنتش عايزة أسمع رأي خالتو؛ لإني بحبها ومش عايزة حاجة صغيّرة زي دي تخليها تزعل مني أو تشيل مني، بس ثواني ولقيت ابتسامة غريبة اترسمت على وشها، واتكلمت من بعدها وهي بتطبطب على إيديّا..
=بحنيّة: إياكي تتنازلي عن مبادئك يا روضة
-ضحكت: الله عليكي يا خالتو يا قمر انتي
~بضيق: يعني بتتفقي معاها يا سناء؟!
=ومتفقش معاها ليه يعني؟!، هي بتعمل حاجة غلط؟، بنتك كبيرة وعارفة الصح من الغلط والحلال من الحرام، وهي حابّة تحط حدود لـنفسها ومش عايزة تسمح لأي حد بإنه يتخطاها، فإيه اللي يزعل في كدا؟!، والله ياريتني كنت خلّفت بنت زيها
خالتو دي قمر وربنا، حاجة كدا آخر حلاوة، شخصيتها ع** ماما تمامًا، ودا مخليني بعرف أتفاهم معاها أكتر، فارس يبقى ابنها، أبو طويلة اللي أحرجته من شوية دا، صحيح كان صديق الطفولة المُشردة، ومكنتش بعرف أتحرك من غيره واحنا صغيرين، بس احنا كبرنا دلوقتي، أنا معدتش روضة الصغيرة أم السبع سنين، ولا هو عاد فارس اللي كان بيحوش عني العيال واحنا بنلعب..
فقت من ذكرياتنا اللطيفة على صوت ماما وهي بتطلب مني أقوم أعمل عصير أو حاجة يشربوها، فابتسمت وقمت أشوف حاجة تتعمل، على الرغم من إني مشوفتش خالتو من أكتر من أربع سنين إلا إني كنت دايما على تواصل معاها ودا مخليني قريّبة منها أوي، يمكن أكتر منا قريّبة من أمي!..
.
بقلمي ايمان محمود
......
•شايفك كبرتي وبقيتي مبتسلميش على رجّالة
-بعد إذنك يا فارس
•روضة
مردتش عليه، كنت عطياه ضهري بس واقفة.. مستنياه يتكلم!..
•على فِكرة الخمار مخليكي جميلة
-شكرا
سيبته ودخلت على أوضتي بسرعة وأول ما قفلت الباب خدت نفس طويل، حطيت ايدي على قلبي وحسيت ان الا**جين خلص من حواليا، أول مرة حد يقولي الكلمة دي.. أول مرة "راجل" يقولي الكلمة دي، عشان كدا اتوترت؟!، سُحقًا يا فارس، سُحقًا!..
رميت نفسي على السرير وفكيت خماري، بصيت للسقف واتن*دت، قبل ما أغمض عيوني وأروح في النوم..
.......
*مين الحِليوة دا يا بت؟!
-مين؟!، دا؟.. دا فارس، ابن خالتي
*صفّرت: مُز وربنا، مُز مُز مفيهاش كلام يعني
-دغزتها: طب غُضي البصر واحترمي نفسك يا زينة
*ما تجوزيهولي وأنا هحترم نفسي جامد أوي
-يا بت انتي مش بتن*دي؟! هو انتي عازة تتجوزي أي ذكر؟!
*ما انتي اللي ابن خالتك قمر يووه!
-يوووه!!، قومي امشي يا رحمة، قومي
*اقعدي بس واحكيلي، حصل ايه ها؟!
كانت بتغمزلي، وأنا فهمت قصدها، رحمة كانت صاحبتنا برضه، كانت عارفة إني كنت بستلطفه لما كنا صغيرين، وعشان كدا هي متوقعة يكون حصل بينا أي حاجة، حتى ولو حوار لطيف!، بس الحمد لله.. دمّرتلها كل طموحاتها..
-ولا حاجة، حتى جه يسلم عليا قلتله آسفة مش بسلم على رجّالة، وسيبته واقف زي القلقاسة ورحت قعدت جنب خالتو
كانت بتبصلي بابتسامة مختفتش..
*روضة
-نعم يابا
*انتي مُهزأة، تعرفي كدا؟!
-ابتسمت: يس بيبي
*زعقت: انتي يا بت انتي مش هتتلمي وتحسي على دمك بقى؟!
-ض*بت كف بكف: هو أنا عملتلك حاجة يا بنتي؟! هو انتي وأمي دايما واقفينلي على الواحدة كدا؟!
*بغيظ: ما انتي اللي هتُنقطينا، كان هيحصل إيه لو سلّمتي عليه يعني؟!، دا انا بطلع قدام عيال خالاتي ب*عري، يا بنتي دا ابن خالتك هو حد غريب؟!
-ابتسمت: أيوا حد غريب يا زينة، فارس ولا هو جوزي، ولا أخويا في الرِّضاعة، ولا هو مِحرم ليا حتى، فميصحش يسلّم عليا ولا يلمسني ولا حتى يصح أطلع قدامه ب*عري زي ما سيادتك بتعملي يا أستاذة ياللي هتتنفخي بعدين عشان الحركة دي.. ربنا قال في سورة النور: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُن}َّ [النور:31]، وفارس مش واحد من دول، فـ.. لا يجوز إني أسلم عليه، أو أسمحله يتخطى حدوده معايا، ولا حتى يجوز إني أقعد معاه في مكان لوحدنا؛ لإن دي تعتبر خلوة
معلقِتش وفضلت ساكتة، زينة شخصية لطيفة، محجبة، وحجابها ساترها ولبسها واسع وحاجة اللهم صلى على النبي، بس زي ما بيحصل في معظم البيوت، بتتعامل مع عيال خالاتها وعماتها وكإنهم اخواتها، ومع إني بتكلم معاها في الحوار دا كتير، إلا إن كلام والدتها اللي بيشبه إلى حد كبير كلام مامتي مأثر عليها ومخليها شايفة إنها صح، خصوصا ومامتها بتشجّعها على حاجة زي كدا ومش بتنبّهها منها، فضلِت ساكتة لفترة وأنا سيبتها تحاسب نفسها وتراجع أفكارها..
*روضة
-قلبها
ضحكت بالتزامن مع دموعها اللي نزلت..
*أنا بطلع قدامهم ب*عري، وبنقعد سوا عادي، وبسلم عليهم وباخدهم بالحضن، وبيوصلوني ساعات، هو كدا حرام عليا صح؟!
-اتن*دت وضمتها: مش مهم اللي فات يا زينة، المهم انك تفوقي، المهم انك توقفي التجاوزات دي عند حدها، تبطلي تسلمي عليهم، تبدأي تغطي شعرك قدامهم، ترفضي ان حد منهم يوصلك لو دا هيخليكوا تبقوا لوحدكوا طالما هتعرفي تروحي لوحدك المكان دا، (زقيتها وكملت بهزار) من الاخر اتلمي، ولا عايزة سي يونس الوهمي بتاعك ييجي يلاقيكي فاتحاها على البحري ونتفضح!
ضحكت ومسحت دموعها، بالله ما موقّعني في حب الهبلة دي غير إنها أول ما بتستوعب غلطها تمامًا بتبدأ تصلحه ومش بتحب تكابر وتعاند في الغلط، وخصوصًا لو الغلط دا في أمر من أمور الدين..
فضلنا قاعدين سوا بنرغي من بعد ما خلّصت وصلة النكد بتاعتها، وبعدين مشت، مشت ومن نظرة عنيها كنت متأكدة إنها هتقلل كل التجاوزات دي، كنت عارفة إنها هتبطل سلام، هتبطل هزار، هتبطل حاجات كتيرة، و.. بالله أنا اخترت صح!..
...
بقلمي ايمان محمود
....
~ما تطلعي تقعدي معانا شوية، هي خالتك جاية عشان تحبسي نفسك في الاوضه؟!
-فارس برا يا ماما؟!
~بغيظ: لا يختي مش برا، خرج مع زميله وراح يصلّي، قومي يلا
ابتسمت، وقمت، أخدت خماري ولفيته عشان لو جه في أي وقت، واتأكدت من ان هدومي مظبوطة وطلعت قعدت معاهم..
=مش ناوية تفرّحينا وتوافقي على حد من العِرسان اللي بيتقدمولك؟!
-ابتسمت: ان شاء الله لما ألاقي اللي ينفع أوافق عليه هتفرحوا
=ضحكت: إن شاء الله تلاقيه بسرعة
-يااارب
ضحكت عليا، وفضلنا نتكلم سوا في جو لطيف، هادي، ودافي..
........
•بقولِك
-نعم؟!
•ما تيجي نـ..
-قاطعته: لا أنا بقولك نعم!! إيه بقولِك دي؟! احنا مش لسة عيال بنلعب في الشارع يا فارس
•ابتسم: ياريتنا كنا لسة عيال
-أفندم؟!
=جرا إيه يا فارس؟!
بص لمامته، وهز راسه بـمفيش، وسابنا وقام دخل على أوضة الضيوف اللي بقت أوضته من ساعة ما جه، الظاهر ان الأستاذ كان ناسي إن خالتو قاعدة معانا..
=ضحكِت: متتعصبيش كدا لأحسن يطقلك عِرق
-ضحكت مرة واحدة: أصله مستفز أوي، قال بقولِك قال
خالتو ضحكت واكتفت بالسكوت، وأنا اتن*دت.. وسكت!..
.......
-انت بتعمل إيه هنا؟!
•ضحك: صباح الفل، أنا العريس اللي متقدم
-ابتسمت بغيظ: طب مش موافقة، بعد اذنك
كنت هقوم فلقيته وقف بسرعة، ومرة واحدة نط قدامي، فرد دراعاته وكإنه بيحوشني عن الباب من غير ما يحاول يلمسني..
•لا ايه؟!، احنا هنهزر؟!
-أفندم؟!
•ض*ب كف بكف: ياادي أفندم ونعم اللي ماسكاهملي من ساعة ما رجعت، بس ماشي يا روضة، هفضل معاكي للآخر، قدامك يومين تصلّي فيهم استخارة، وهسمع رأيك من بعدهم.. اه صحيح، بصلّي ومواظب على الصلاة، وانتي عارفة إني خاتم القرآن
سابني وطلع وأنا فضلت مكاني مذهولة، هو اتجنن؟!..
~عملتي ايه في الواد عفرته كدا يا موكوسة؟!
بصيتلها وضحكت وسكت، سيبتهم ودخلت أوضتي وأنا سامعاهم الاتنين بيض*بوا كف بكف على حالنا..
...
بقلمي ايمان محمود
...
=ايه رأيك بقى؟!
-بتوتر: مش عارفة
=آخ منك، يا بت دا انتي بقالك اسبوعين بتفكري
-اتوترت: منا، بصراحة..
=ايه؟!
-أنا صلّيت استخارة وارتحت أوي، بس قلقانة يا خالتو
ضحكت وشدتني لحضنها، باستني وزغرطت و..
=بفرحة: يبقى ألف مليون مب**ك، أنا هروح أقول لفارس وأفرحه
في ثواني اختفت وسابتني قاعدة يضحك بغباء على ريأكشنها، إيدا؟!.. هو أنا هتجوزه خلاص!..
.......
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
صوت الزغاريد ملىٰ البيت والكل بقى بيحضني ويبارك، وهو شايفاه واقف بعيد، ومن شكله حسيت إنه هاين عليه يض*ب المعازيم، ضحكت وأنا بحضن زينة ودماغي بتقلب في ذكريات الفترة اللي فاتت، ذكريات خطوبتنا القصيرة، اتخطبنا تسع شهور، ومع زنّه وإصراره كتبنا الكتاب، وبصراحة.. كنت حابّة الخطوة دي!..
الأحضان خلصت، وأخيرًا.. بقيت في حُضنه، باس راسي، وضمني بحب حسيت بيه وبهمس سرق دقات قلبي..
•أخيرًا بقيتي ليّا.. بقيتي حلالي يا روضة
-ضحكت: أخيرا!
•ضمني أكتر: انتي مش مُتخيّلة كنتي واحشاني ازاي، صدمتيني لما جيت ولقيتك بتقولي مش بسلّم، بس ساعتها حسيت إننا خلاص، إننا كبرنا، إني لازم أغض بصري عنك زي ما بعمل مع البنات التانية، حسيت إن.. إن روضة الصغيرة اللي كانت بتيجي تتحامى فيا واحنا صغيرين عشان أخبّيها في مكان العيال ميوصلولهاش فيه لما كانت بتلعب معاهم استغماية راحت، وجت بدالها روضة الكبيرة.. اللي خ*فت قلبي وخليتني أتمنى ربنا يكرمني بيها كزوجة من ساعة ما شُفتها، كل حاجة فيكي وحشتني، ضحكتك، رغيك، (ضحك) بس لو سمعت كلمة نعم ولا افندم دي هشُقك نصين أنا بقولك أهو (خد نفس طويل) يااه يا روضة، دا أنا كنت بجاهد عشان أوصلك
-كل دا شايلُه في قلبك!
•ابتسم: بالله وأكتر، (غمز) بس هقولك عليه بعدين عشان الناس وكدا
ضحكت ودغزته، فقرب وباس راسي، مكنتش متخيلة إني واحشاه كدا، ومكنتش متخيلة إن حُضنه واحشني كدا، صحيح أيامها كنا عيال، بس حضنه لسة دافي.. زي ما كان دايمًا!..
........
بقلمي ايمان محمود
.......
-متنساش تجيب عائشة من الحضانة وانت جاي
•طيب
-وابقى هات جبنة معاك يا فارس
•نفخ: طيب
-و..
•زعق: هي كل حاجة أنا أنا؟!
خدت خطوة لورا وسكت، مسح وشه، وبص حواليه بعصبية، ومرة واحدة نزل وسابني واقفة مكاني..
.......
•آسف
-ابتسمت: حصل خير يا بابا
قرب مني وسند على كتفي، لفيت إيديا حواليه وضميته، وهو مرة واحدة حضني، باس راسي واتنهد..
•أنا آسف، أنا بس.. تعبان من الشغل شوية و..
-عارفة يا حبيبي، عارفة
•بعدني عنه: تعالي
-هنروح فين؟!
•تعالي بس.. اصبري، خشي البسي
-يا فا..
•يلااا
زقني على اوضتنا بالراحة، فدخلت لبست، خلصت وطلعتله وأنا مش فاهمة في إيه..
-يا فارس عائشة نايمة و..
•تعالي بس واهدي
شدّني ناحية البلكونة، كشرت بس فضلت ساكتة، طلعت وشهقت بذهول أول ما لقيته فارش على الأرض بطاطين ومطلع ترابيزة صغيرة حاططها على الأرض وفوقيها طبقين مكرونة وبانيه، واللاب بتاعه مفتوح على كرتوني المُفضل..
بصتله مش مستوعبة اللي عمله، فلقيته رفع ايدي وباسها..
•جهّزتهم وانتي بتذاكري لعائشة
-انت..
•أنا بحبك، وميهونش عليّا زعلك
-وأنا.. أنا بعشقك
•ضحك: أنا بقول نلغي الجو دا و..
ضحكت ودخلت بسرعة خدت طبق البانية بتاعي و..
-دا عند مامتك يا بيبي، في حد يسيب البانيه والحركات القمر دي في الجو دا!
•ضيق عنيه: يا بيّااعة
-ضحكت وشاورتله: تعالي بس وهد*ك حضن كبير تعالى
•إذا كان كدا ماشي
دخل هو كمان، جاب طبقه، وشغل الكرتون، وجه قعد جنبي، بدأت آكل وهو كان قاعد جنبي، بصيتله بعد شوية فلقيته بيبصلي ومش بياكل..
-مش بتاكل ليه؟!
•هو أنا قلتلك النهاردة اني بحبك؟!
-ابتسمت: قلتلي
•ضحك: طب هقولك تاني، أنا بحبك.. لأ، أنا بعشقك
-وأنا بتنفس حُبك
ملامحه نورت، وعنيه ضحكت، ومع ضحكته ابتسامتي وسعت، بجد ضحكته كفيلة بإنها تظبط مزاجي.. هو أنا قلتله إني بعشقه النهاردة، صح؟!
"وَأَحَبَّكَ قَلْبِى فَـصِرْتَ كَـالنَّسِيمِ؛ تَسْتَنْشِقْهُ رِئَتَاي.. فَـأَرْتَوِي!"