ذكرى مؤلمة
فى إحدى احياء الاسكندريه تجلس فتاه جميله ذات شعر بندقى وبشره بيضاء وعيون بنيه فى الشرفه ليأتي أحد ورائها ويحتضنها .
رأفت بإبتسامه : صباح الخير يا حبيبتى .
زينب بإبتسامه: صباح النور انا هقوم اجهزلك الإفطار علشان تلحق شغلك .
رأفت بإبتسامه: لا يا حبيبتى بلاش تتعبى نفسك انتى حامل هقوم انا أجهز الفطار .
زينب بإبتسامه: عايز البيبى ولد ولا بنت .
رأفت بإبتسامه: عايزها بنت شكلك .
زينب بحزن : كان نفسى بابا وماما يكونوا معايا دلوقتى .
ليمسك رأفت يدها ليردف : الله يرحمهم انا جنبك يا حبيبتى ومش هسيبك ، انا سيبت اهلى فى الصعيد علشان أفضل معاكى علشان بحبك مش عايزك تزعلى علشان اى حاجه .
زينب بإبتسامه: ربنا يخليك ليا .
ليقبل رأفت يدها لينهض لإحضار الإفطار ليتوقف على صوت زينب لتردف زينب مبتفكرش ترجع لأهلك .
ليردف رأفت بإبتسامه : كفايه عليا انتى وابنى فى حياتى انا رايح الشغل سلام خلى بالك من نفسك.
ليغادر رأفت الى عمله لتنهض زينب لتتجه الى جارتها ياسمين التى تعيش بجوارها ، "ياسمين فتاه جميله تبلغ من العمر ٢٦ سنه توفى زوجها حيث كان زوجها شرطى توفى بسبب عمله حيث كان يطارد احد المجرمين وقتل وعاشت ياسمين حياتها بفردها تعيش على ذكرى زوجها .
لتخرج زينب من شقتها وتتجه الى شقه ياسمين لتطرق الباب لتفتح ياسمين وتبتسم لزينب لتردف ياسمين بإبتسامه خرجتى ليه يا زينب من شقتك انتى لازم ترتاحى انتى فى اخر شهر .
زينب بإبتسامه: مليت يا ياسمين من السرير .
ياسمين : تمام تعالى ادخلى عملتلك ملابس للنونو هتعجبك .
لتدخل زينب شقتها لترى الجوارب الصغيره والملابس التى صنعتها ياسمين لتبتسم زينب وتردف حبيبتى تسلمى شكلهم جميل فعلا ، لت**ت زينب .
ياسمين بإستغراب : بتفكرى فى ايه يا زينب .
زينب بهدوء: حاسه بقلق وخوف الايام دى .
ياسمين بإستغراب: خايفه من ايه .
لتردف زينب بهدوء : خايفه على ابنى .
لتردف ياسمين بإبتسامه: متقلقيش دى هرمونات حمل بتحسسك بإكتئاب ساعات ومرة بخوف ان شاء الله تولدى بالسلامه وتشوفى ابنك بخير صحيح نسيت هنسميه ايه .
لتردف زينب بحماس : بفكر اسميه زين .
لتردف ياسمين بسعادة : اسم جميل يا ام زين .
لتتضحك الفتاتين بسعادة ويتجهون الى الشرفه يجلسون ويتحدثون .
بينما عند رأفت يجلس رأفت على مكتبه ليأتى له اتصال من اخوه ليفتح المكالمه ليردف رأفت : اذيك يا اخوى .
ليردف اخوه بإبتسامه : الحمد لله وانت عامل ايه وكيف مراتك سمعت انها حامل هيجيلنا ولى العهد ان شاء لله .
ليردف رأفت بتوتر : ان شاء الله زينب فى الشهر الاخير .
ليردف اخوة : طيب الحمد لله ان شاء الله تقوم بالسلامه اسمع الحاجه عايزة تكلمك ، لتأخد امه الهاتف لتردف بحزم : اسمع يا ولدى اول ما مرتك تولد تجيب ابنك ومرتك وتيجى الصعيد عايزة اشوف حفيدى سامع .
ليردف رأفت بهدوء : بس يا حاجه زينب مش عايزة تيجى الصعيد .
لتردف الحاجه : ولا عاش الى واحده تمشى كلامه على جوزها احنا صعايدة والصعايدة رجاله يعنى لازم تسمع كلامك تكون عندى اول ما مرتك تولد وتجبلى حفيدى اشوفه فاهم لهاجى عندك واخده منكم بالغصب .
رأفت بإرتباك : حاضر يا حاجه هجيبه واجى .
لتردف الحاجه : تمام سلام يا ولدى .
ليردف رأفت : سلام .
لتنتهى المكالمه بينما جلس رأفت يفكر فى كلام امه لينتهى يوم عمل رأفت ويتجه الى المنزل ليدخل شقته ليجد زينب تشاهد التلفاز ، لتنظر له زينب بإبتسامه لتردف : هقوم احضرلك العشا .
رأفت بهدوء : لا متتعبيش نفسك هعمله انا كنت عايز اتكلم معاكى .
زينب بإستغراب : اتفضل .
رأفت بتوتر : امى اتصلت بيا انهاردة وطلبت منى اول ما تولدى نروح الصعيد علشان عايزة تشوف حفيدها .
لتردف زينب بخوف : لا يا رأفت ابنى مش هيتربى فى الصعيد وكمان انتوا عيله عندها طار وانا مش عايزة ابنى يروح منى ارجوك يا رأفت بلاش تاخد ابنى منى .
ليردف رأفت : خلاص يا حبيبتى اهدى محدش هياخد ابنك منك .
-------------------------------------------------------------
فى صباح احد الايام استيقظت زينب على وجع شديد اسفل بطنها وظهرها لتنهض وتصرخ ليستيقظ رأفت بفزع من النوم ليردف بقلق : مالك يا زينب .
لتردف زينب لصراخ : بولد يا رأفت الحقنى .
لينهض رأفت بفزع ويتصل بسيارة الاسعاف لتردف زينب : نادى ياسمين بسرعه .
ليتجه رأفت الى شقه ياسمين ليطرق الباب لتستيقظ ياسمين بفزع وتفتح الباب لتجد رأفت امامها لتردف بقلق : زينب كويسه .
رأفت بقلق : شكلها بتولد وعايزاكى انا اتصلت بالاسعاف وهى جايه .
لتركض ياسمين وتتجه الى زينب التى تصرخ من الألم لتمسك يدها ياسمين ، للتأتى الاسعاف ليحملها رأفت وينزل من العماره لتأخذها الاسعاف على الترولى وتنطلق سيارة الاسعاف ومعها رأفت ، بينما اتجهت ياسمين الى منزلها وبدلت ملابسها واخذت ملابس لزينب والنونو لتذهب الى المستشفى ، بينما وصل رأفت الى المستشفى لتدخل زينب غرفه الولاده بينما يقف رأفت فى الخارج بتوتر بينما فى داخل غرفه العمليات تصرخ زينب اثر الولادة لتصل ياسمين لتتجه الى رأفت وتردف : زينب عامله ايه .
رأفت بقلق : دخلت غرفه الولاده .
لتردف ياسمين بخوف : ربنا يقومها بالسلامه .
وبعد نصف ساعه خرج الطبيب ليركض بإتجاهه رأفت وياسمين ليردف رأفت : زينب عامله ايه يا دكتور .
الطبيب : الحمد لله ولدت ، بس ولادتها كانت صعبه واستنزفت طاقه كبيره فى الولاده فلازم تتغذى كويس والف مب**ك جالكم ولد هو دلوقتى هيروح الحضانه عن اذنكم .
لتحمد ياسمين ربها لتنتقل زينب الى غرفه عاديه لتذهب اليها ياسمين وذهب رأفت معها ليجدها نائمه ليردف رأفت ياسمين انا هروح اغير هدومى واجى يكون زينب صحيت خلى بالك منها .
لتردف ياسمين : حاضر .
ليغادر رأفت ويذهب الى المنزل ليبدل ملابسه لينتهى من ابدالها ليأتى له اتصال من اخوة ليفتح المكالمه ليردف اخوة : اذيك يا اخوى قولت اطمن عليك وكمان مرتك فى الشهور الاخير هتلاقينى بتصل بيك كل يوم اطمن .
ليردف رأفت بهدوء: اطمن يا اخوى زينب ولدت انهاردة .
ليردف اخوة بسعادة : الف مب**ك جابت بنت ولا ولد .
ليردف رأفت بهدوء: ولد .
لتأخذ امه الهاتف لتردف بسعادة : الف مب**ك يا ولدى اسمع انا عايزة اشوفه هاتوة وتعالا .
ليردف رأفت : مينفعش يا حاجه زينب كانت ولادتها صعبه وهى تعبانه مينفعش اجى دلوقتى وكمان لسه مفتحتهاش فى الموضوع .
لتردف الحاجه : اسمع يا ولدى جيب ابنك وتعالا الصعيد وهى اول ما تبقى كويسه تبقى تيجى .
ليردف رأفت : مينفعش يا امى اسيبها وهى تعبانه .
لتردف الحاجه : لو مجتش يا ولدى دلوقت انا هبعت الى ياخد حفيدى بنفسه .
لتقفل امه المكالمه ليجلس رأفت مكانه يفكر ليحزم امرة ويذهب الى المستشفى ليصل اليها ليقف امام غرفه زينب وينظر من النافذة عليها ليجدها مازالت نائمه ليتجه الى الحضانه ليسأل احد الممرضات عن ابنه لتدله ليحمله رأفت وينظر اليه ويبتسم لينظر حوله ولم يجد احد والممرضات مشغولات بالخارج ليأخذ رأفت الطفل ويخرج من المستشفى ليركب تا**ى ويتجه الى محطه القطار ليتجه الى الصعيد ، بينما فى الصباح الباكر فتحت زينب عينيها لتجد ياسمين امامها لتبتسم لها ياسمين لتردف : الف حمد لله على السلامه .
لتنظر زينب حولها لتنهض بخوف لتردف : فين ابنى .
ياسمين بإبتسامه: متقلقيش ابنك بخير هوة فى الحضانه
زينب : ينفع اشوفه .
ياسمين بإبتسامه: ثوانى هقول للممرضه تجيبه .
لتخرج ياسمين من الغرفه وتتجه الى الحضانه لتسأل احد الممرضات عن الطفل لتدلها الممرضه لتدخل ياسمين الحضانه ولكن لم تجد الطفل لتنظر حولها بخوف لتجرى على الممرضه لتردف فين الولد مش موجود فى سريرة .
لتردف الممرضه : يبقى والده خده هو كان هنا امبارح باليل .
لتنصدم ياسمين وتتجه الى زينب لتردف زينب بعد رؤيه توتر ياسمين : فين ابنى .
ياسمين بقلق : الممرضه بتقول ان والده خده امبارح .
لتصرخ زينب لتردف : خده منى وهيروح الصعيد لأه مستحيل اسيب ابنى انا راحه الصعيد .
ياسمين بخوف : اهدى يا زينب انتى لسه تعبانه .
زينب : دا ابنى يا ياسمين .
لترتدى زينب ملابسها وتخرج من المستشفى مع ياسمين لتركب سيارة وتتجه الى القطار لتركبه هى وياسمين ليصلوا الى الصعيد وقت اذان العصر لتتسأل احد المارة عن بيت رأفت ليدلها احدهم لتسير زينب وياسمين تسندها لشده تعبها لتصل الى البيت وتدخل لتنظر حولها لتسمع صوت ام رأفت لتردف : كنت متأكدة انك هتيجى ، لتركض زينب بإتجاهها لتردف زينب بتوسل : فين ابنى ارجوكى عايزة اشوفه .
الحاجه بحزم : قبل ما تشوفيه لازم تقررى لتعيشى معانا هنا وترى ابنك لترجعى مصر ومتشوفهوش واصل .
لتردف زينب بحزن : انا مش عايزة ابنى يموت وسطيكم بسبب الطار مش عايزة كل يوم انام وانا خايفه من بكرا عايزة ابنى اشوفه بيكبر قدامى مش بيموت ارجوكى سبينى اعيش انا وابنى مرتاحين من غير خوف ارجوكى .
لتردف الحاجه بجديه : حفيدى اصله صعيدى وهيتربى هنا ودا قرارى ولم عايزة تكونى معايا يبقى لازم توافقى على كلامى .
لتردف زينب بحزن : موافقه بس عايزة اشوف ابنى ، ليقطع كلامهم الخادمه تأتى بإتجاههم بفزع لتردف الخادمه : يا حاجه الولد مش بيتنفس .
لتنزل الكلمه كالصاعقه على زينب لتسرع كالمجنونه بإتجاه الغرفه التى اتت منها الخادمه لتفتح الباب لتدخل الغرفه لتجد ابنها موضوع على السرير لا يبكى ومغمض عينيه لتجلس على الارض بجانبه ودموعها تنزل بغزارة لتمسك يده لتردف زينب : حبيبى انا ماما انا جيت اشوفك تعرف انا بحبك اوى واوعدك ان عمرى ما هزعلك ، تعرف انت اسمك ايه اسمك زين تعرف يا زين اهلى سبونى وماتوا وكل يوم بحلم بإنك سندى واهلى وانك هتعوضنى عن اى حاجه لتبتسم زينب من وسط دموعها وتقبل يده لتردف وتعرف انا وخالتك ياسمين عملنالك لبس كتير اوى هيعجبك اصحى يا حبيبى اصحى متسبنيش انت جتلى هديه من ربنا وانا مبسوطه بالهديه دى ارجوكى متسبنيش عيط يلا وانا هكلك وهاخدك ونروح مصر وهجبلك لبس كتير و***ب وكمان انا جهزتلك سرير صغير واوضه كلها ال**ب ارجوك يا رب يا رب .
بينما تجلس ياسمين على الارض تبكى لتتجه الى زينب لتأخذها فى حضنها لتصرخ زينب وتبكى بحركه لتردف زينب : ابنى مات يا ياسمين ابنى مات .