مرت عدة أيام علي ما حدث
وتايجر كان بالفعل يذهب إلي فريزيا يوميا ويحاول التحدث معها لكنها كانت خائفه ولا تاكل جيدا وجسدها كان طول الوقت يرتجف بسبب برودة ارض السجن المظلم هذا
كل يوم كان زين يذهب إلى السجن ويراها من بعيد وهو متعجب كليا كيف لفتى أن يكون بهذا الضعف واصبح بهذا الشكل السئ نسبة لإنه يتناول طعامه الطبيعي ويجلس لا يفعل أى شئ
كان تايجر ينام بمهجع النمور فلقد كان غاضبا
من زين وما فعله وهذا جعله لا يطيق النوم معه
الغريب كان القائد رووس الذي لم يفهم لما الملك حزين علي محارب مثله فأي محارب يجب أن يتقبل عقابه ، لكن حين ذهب لرؤية فريزيا بالسجن صدم لمظهرها الهالك وهذا فقط من عدة أيام مما جعله يبدأ يشك في أمرها

Ross
لم ارى رجلا قبلا بهذا الضعف لوجوده فى السجن لتلك المدة القصيرة ، مظهره الضعيف يوحى بأنه مكث فى السجن لعدة اشهر بدون طعام انا حقا مشفق على شاب مثله
كنت جالسا انا والملك بمكتبى نتناقش بتدريبات المحاربين وبعض امور الجيش والاسلحة المتطورة الجديدة حتى طرق احد الجنود الباب فجأة ، فسمحت له بالدخول
" سيدى احد حراس السجن يريد رؤية الملك "
فأومأ الملك له مشيرا لادخال حارس السجن
" ماذا هناك ؟! " سأل الملك وهو يعتدل فى جلسته
" جلالتك ، ذلك المحارب رون حالته تسوء حتى انه يتنفس بصعوبة ولم يتناول الطعام منذ الامس " قال الحارس
نهض الملك مسرعا
" رووس احضر طبيبا واتبعنى " أمر الملك وخرج مسرعا تجاه مبنى السجن وانها المرة الاولى حقا ان ارى الملك ينهض منتفضا لان احد جنوده مريضا ، سابقا تايجر كان يفترس مدربيه ولم يكن ذلك ليحرك شيئا داخل الملك
Zayn
انتفضت مسرعا عندما سمعت ان رون يحتضر ، بالتأكيد ان قلق ان ان يموت واحمل ذنبه فأنا لست ملك ظالم على اى حال .
انا تركته فى السجن لاعلمه الدرس وانه لا ينبغى ان يعبث مع اوامرى
اتجهت نحو زنزانته لاشير للحارس ان يفتح البوابة ، التفت رون نحو الباب الذى تم فتحه ثم نهض مسرعا بعيون متسعة متفاجئا من وجودى امامه
وجهه اصبح اكثر نحافة ، وبشرته ازدادت شحوبا وعيناه الجميلة اصبحت ذابلة ، رفعت يدى ولمست جبينه فشعرت بارتجافه بين يداى وهو مغمض العينان وكأنه يستشعر لمستى .
ماذا وا****ة ؟! أتلك ردة فعل رجل ؟!
حتى الجوارى لا يتأثرون بلمستى مثله
حرارته كانت مرتفعة والحمى تفتك بجسده لانه بالكاد يستطيع الوقوف امامى
هو حتى لم ينظر نحوى حتى الان ، لا يتوقف عن التحديق للارض
" لما لا تنظر نحوى وتطلب السماح ؟! " سألت بحدة
رفع عيناه التى تحتوى ألوان المجرة نحوى وهمس
" انا اعتذر جلالتك " همس
" وا****ة على الاعتذارات ، لا اعلم لماذا اكرهها عندما تتفوه بها " قلت بغضب
لا أعلم ما خطبه مع الاعتذارات دون تبرير لافعاله ، إنه يفقدني عقلي كليا حتى إنه لا يعترف بخطأه فقط يعتذر
" أنا لا - لا أعلم ماذا أقول" همس وهو ينظر إلي الارض مجددا فامسكت بوجهه بين كفاي لارفع وجهه وعيناه الذابلة تلك لاحدق به
" انظر لي والجحيم وأخبرني علي ماذا تعتذر ، لقد بدأت اشك بالأساس إنك لا تشعر بأي ذنب تجاه اعصاءك للاوامر ، بل تفعل هذا لأجل استعطافي" صحت به لتهرب دمعه متمرده من عينه علي كفي فابتبعت بتوتر
" فقط - سامحني" قال بصوت مبحوح ولا أعلم لما شعرت بألم شديد في قلبي لمجرد سماعى صوته المرهق هذا

" رووس" صحت به ليقترب
" مولاي " قال وهو ينظر إلي
" خذوه الي الجناح الطبي ولا يخرج إلا وهو متعافي كليا" أمرت ليمسك به رووس وكان جسده يترنح بتعب حتى اسنده رووس من خصره لقصر قامته
نظرت خارج القضبان لأرى تايجر يقف هناك بهدوء ويشاهد ما يحدث أعطاني نظره حادة وذهب خلف رون مجددا
ما اللعنه التي تحدث بحياتي ؟
Ross
اخذت رون الى جناح الطبيب وفور ما استلقى على الفراش اتجه الطيب نحو الفراش وقبل ان يرفع ملابسه للفحص ، اتسعت عينان رون ووضع يداه على ص*ره
" انا بخير لا احتاج لفحص" قال بخوف
" فقط أستلقي بني ، أنا فقط سأضع لك بعض الأعشاب على جسدك لتنزل حرارتك" قال الحكيم بهدوء
" أنـ أنا لدى حساسية لاغلب الاعشاب الطبية بالفعل لذلك سامرض أكثر " صاح بتوتر
لما وا****ة لا يريد ان يفحصه الطبيب ؟! هل لديه حساسية لمجرد اعشاب ؟

" لقد مررت بتلك الحمى قبلا ، انا احتاج بعض الراحة فقط وسأكون جيدا " قال رون موجها كلامي لي فأومأت برأسي
" حسنا سنتركك كى ترتاح رون وسأعود لاتفقد حالك مجددا " قلت بهدوء مبتسما وانا اتركه لاشير للحكيم أن يتركه ليرتاح
خرجت من الجناح الطبى وتوجهت نحو مكان تدريب المحاربين ، وقد كانوا يثرثرون بالفعل عن غضب الملك على رون وكيف ان تايجر عصى الملك لاول مرة لاجل مدربه.
" وا****ة هل التدريبات قليلة لدرجة ان لد*كم متسع من الوقت للثرثرة " صحت بغضب
فارتعد المجندون خوفا
" ضاعف تدريباتهم إدمون لا تترك لهم وقتا فارغا سوى للراحة " صحت مجددا ثم ذهبت الى مكتبى لانهى بعض الاعمال
مر عدة ساعات لذا ذهبت الى الجناح الطبى مجددا لاطمئن على رون وجدته جالسا على الفراش ممسكا بوعاء حساء ساخن
" كيف تشعر الان ؟! " سألت مبتسما
" اصبحت بخير ، صنعت حساء وسيجعلنى افضل " همس وهو يبادلنى الابتسامة
'ابتسامته لطيفة' همست داخلى علي لطافته
" اوه صنعت حساءا ايضا انت بارع فى كل شئ رون" قلت مازحا فاتسعت ابتسامته وبشكل غريب احب ان اراه يبتسم
" هل تريد ان تجرب سيدي ؟! " سأل بتهذيب
" اذا سمحت لى " قلت وانا ابتسم وهو يمدد ذراعيه ممسكا بالوعاء
وجدت صوت خلفنا وأنا احتسى من يد رون
" هل سيطرت على القائد كما فعلت مع تايجر ؟" وما كان سوى الملك فنهضت سريعا ونهض رون أيضا بانحناء

" أرى أنك تحسنت ، هل قام رووس بتدليلك أو ما شابه لأني أرى وجهك يبتسم لأول مره ؟" سأل الملك وهو يقترب من رون ليعود الاخر حتى التصق بالفراش
" اتركنا بمفردنا رووس " أمر الملك فشعرت بالضيق لأني ولوهله شعرت بالقلق تجاه رون
" كما تأمر جلالتك" انحنيت وخرجت من الغرفه وتركتهم سويا
وقفت خارج المبني الطبي لاتفاجأ ب تايجر يقف علي بعد قريب مني ينظر إلي شاردا ويتخاطر معي
" هل أصبح بخير ؟"
سأل فحركت راسي بالايجاب
" عليك ان تذهب ، الحساء الذي تناولته كان ساخن وللمرضى فقط لذلك إنتبه حتى لا تحترق رووس"
قال فشعرت ببعض التعجب من كلامه
لكن تركت المكان وذهبت دون حتى أن اسأله عن شئ فهذا هو تايجر دائما يلقى بأشياء غير مفهومة
ZAYN
كنت أمر علي كل مكان بالقلعة حتى توقفت قدماي عند المبني الطبي وتفاجئت أن تايجر يجلس فوق الصخره أمامه وشارد بالنافذه
" يبدو أن رون يصنع حساءا لذيذا وقد أعجب القائد رووس ، على ان اجعله يعده لي ذات مره" تحدث تايجر داخل راسه لكن اعتقد أن كلامه موجه لي أنا وحين نظرت من النافذة رأيت رون يطعم رووس بفمه
لا أعلم لما شعرت بالغيظ من رؤية الجميع يتعاطف معه ويحبه وهو غ*ي
" إنه ليس غ*ي ، إنه شخص شجاع وقوي ولديه الكثير بداخله "
أجاب تايجر برأسي علي تفكيري

لأدخل المهجع الطبي واقف عند الباب لافزعهم
لقد استشط غضبا بسبب ذلك الفتى المدلل الذي لا أعلم بالتحديد كيف دخل الجيش وكيف تم قبوله
امرت رووس ان يتركنى معه بمفردنا فأنا لدى الكثير لاخبره به
" أنا اعرف ما تحاول فعله بالفعل " قلت ونظراتى تكاد تخترقه
نظر لى بعدم فهم ثم اخفض نظره للارض مجددا
" انت تحاول استعطاف الجميع ليقفوا بصفك دائما ، تحاول الحصول علي حب الجميع كما فعلت مع تايجر ، أتعتقد بأنك افعالك هذه ستأخذ مكانتى مثلا ، أم ستحصل على القوة بوجود تايجر ورووس بجانبك ؟" قلت وانا ابتسم بسخرية ولكنه لم يرفع نظره حتى نحوى فازداد غضبى
اقتربت نحوه وامسكت فكه بضغط كبير
" عندما اتحدث معك عليك النظر هنا ، داخل عيناى حتى يمكننى رؤية المخادع الذى بداخلك " قلت بحدة وعيناى تفيض غضبا نحوه
ارتفعت عيناه الدامعة لتقابل عيني
" انا لـ لست مخادع ، واعتذر على ما حدث مع تايجر " قال بتوتر وهو يرتجف بين يداى
" تعتذر ، هه حقا مضحك ، عن أي اعتذار تتحدث ، عن وضعي أنا وتايجر أم علي دفاع تايجر عنك وغضبه علي امام حراس السجن ، أم وقوفه بوجهي لأول مره لأجلك ، أم إنتظر عن أنني أصبحت محط سخرية الجميع بسبب غباءك " تحدثت بجمود لتزداد دموعي وهذا يجعلني افيض واثور أكثر لأن دموعه تؤلم
لكن لما بحق الجحيم دموعه تؤلمني وأنا من تم ايذاءي بسببه ؟
********
مرت أيام وعادت فريزيا الي المهجع بعد أن تحسنت ولم تسلم من سخرية المحاربين علي ضعفها وتمثيل كم مرضت فقط خلال عدة أيام بالسجن
لكنها بدأت تتقبل هذا على إنه طبع الرجال ولن يتغير لذلك بدأت تمزح معهم وكأنها مثلهم تماما وهذا فاجأهم كثيرا
ما شغل رووس الايام الماضية هي تصرفات تايجر الغير مبرره تجاه مدرب ، مجرد مدرب وسيأتي يوم ويرحل عن هذه القلعه
Ross
ما جعلني اشك بعدة أشياء بخصوص رون بعض الاساطير القديمه التي تتحدث عن ملكة ستأتي وستخضع لها كل النمور وستكون أقوى ملكة علي هذه المجرة وهي من ستجعل الملك يربح كل قتالاته ضد المجرات التي تحاول احتلالنا وتسانده في كل مشاكله وتجعل الجميع يخضع له بطيبتها وبراءتها
ولكن رون فتى وليس فتاه!!
شردت مطولا لتتسع عيني وفجأه تذكررت تصرفاته وأفعاله وربطها ببعضها البعض وما استنتجته أن رون فتاه وليس رجل أبدا
كان علي التأكد من هذا كليا لذلك ذهبت الي مهجع النمور وجدته هناك يقوم بتدريب النمور علي القفز عاليا وايضا تايجر كان معهم
شردت به وبجسده وشكله وتصرفاته مطولا
أتمنى أن أكون على صواب وإلا سافقد عقلي رددت داخلي وتوجهت اليه
" رون اذا أنتهيت باكرا من تدريب النمور أيمكنك ان ترتب مكتبى " قلت بهدوء وانا ابتسم فابتسم بالمقابل " بالتأكيد سيدي ، انا على وشك الانتهاء بالفعل " اجاب موافقا وهو ينحني باحترام
ذهبت لاتفقد المحاربون وانهى اعمالى مبكرا حتى اتمكن من مراقبة تصرفات رون واثبت شكوكى بسرعة
انهى تدريب النمور سريعا واتجه الى مكتبى واصبح ينظف بينما يدندن بكلمات اغنية ما
وا****ة سأفقد عقلى أى رجل لعين يدندن اغنية بصوت رقيق كهذا ؟!
اخذ يرتب الاوراق والاجهزة وينظف هنا وهناك وانتهى فى وقت قصير ، لم اكذب حينما قلت انه اكثر المحاربون المجتهدون هذا العام
اتجه نحو المهجع وانا لازلت اتبعه
توجه نحو الحمام وشهق فجأة عندما وجد جميع المحاربون يتحممون بالداخل عراه ، التفت فجأة فاصطدم بص*رى
" يبدو انه لا مكان لك هنا " قلت بهدوء لاجد انه متوترا للغاية
" يمكنك الذهاب لغرفتى والاستحمام " اقترحت فابتسم بقوة واومأ موافقا
ذهب بسرعه وكأنه كان ينتظر تلك اللحظه فقط فتوجهت خلفه وجلست بالصالة انتظره حتى ينتهي ولكنه أخذ وقت طويل حتى انتهي من تحممه
ومجرد أن فتح باب الحمام بالداخل حتى انتشرت رائحة الزهور الذي كان يتحمم بها داخل الغرفة
" شكرا لك سيدي لسماحي بالتحمم هنا بهذا الحمام المريح" قال بصوت هادئ مما جعلني انهض واقترب له وبدأت استنشق رائحته
برد فعل غريب تراجع للخلف وهو يضغط علي ملابسه " مـ مـ ماذا هناك ؟" سأل بتوتر لابتسم
" رائحتك الغريبة تلك تجعلني أود استنشاقها طوال الوقت ، أي زهور تستخدم للتحمم ؟" سألته ليجيب بابتسامة سريعا
" إنها زهور الفريزيا سيدي" قال مبتسما وهنا فقط شعرت بأن شوككي بدأت تصبح حقيقه
فلم سيتحمم رجل بزهور نادره كهذه ؟ والغريب أنه مستمتع بهذا وكأنه شئ عادي
" هل أنت جائع ؟" سألت لينظر لي بتفاجأ
" ء أنا ، لم أتـ أتناول غدائي " قال باحراج وهو ينظر للأرض لابتسم
" حسنا يمكنك تناوله معي فأنا أكره حقا تناول الطعام بمفردي" طلبت لينظر لي بصدمه
" أنا ؟ أنا أتناول معك الغداء سيدي؟" سأل وكأنه لا يصدق نفسه
" أجل ولما لا الست أحد جنودي ؟" سألت ليومئ لي بالايجاب وهو يبتسم
تناولنا الطعام سويا ثم احضرت زجاجة مشروب وجلست مقابلا لرون
" أتحب المشروب رون ؟! " سألت ليبتلع بتوتر وهو ينظر للزجاجه ثم نظر لي
" بالطـبـ بالطبع ألست رجلا " قال بسرعة
فاعطيته كأسا مليئا بالمشروب فشربه دفعة واحدة
وجدته يتقزز من المشروب ويقوم ببصقه
" ماذا ؟ ألا يعجبك ؟"
" لا لا سيدي أنا فقط أتحسس من الكأس الأول"
قال بسرعه وهو يمد يده بالكأس مره اخرى
" لماذا ترتدى تلك القبعة دائما رون ؟! " سألت وانا اعقد حاجباى لاجده شرب كأسه بسرعه
" لقد صنعتها جدتى لاجلى واخبرتنى اننى اذا خلعتها ستصيبنى ا****ة وستطارنى روحها حتى بعد وفاتها " قال بابتسامة بلهاء ويبدو انه بدأ يثمل اثر المشروب القوى الذى اعطيته اياه
" أتريد كأسا اخر ؟! " سألت وانا انظر لوجنته المتوردة بابتسامه علي مظهره اللطيف
" ماذا ؟ لا ، يكفى هذا " قال بتعلثم
" ماذا ألست رجلا!! " قلت بسخرية وأنا أتناول مشروبي
" بلى سيدى انا رجل بالفعل " قال واخذ كأس تلو الاخر واصبح يترنح ويدندن مجددا بكلمات اغنية ما وهو يبتسم ويضحك ببلاهة
" أنا ، يجب علي - العودة"
نهض من مكانه محاولا العودة للمهجع ولكنه سقط مغشيا عليه على الاريكة خلفه
نظرت له مطولا وأنا شارد كليا في بشرته الناعمه تلك ثم اقتربت منه ببطء وخلعت القبعة التى يرتديها
وهنا اتسعت عيناي حيث انسدل شعرها الطويل الذى تنبعث منه رائحة زهور الفريزيا النادرة
ابتلعت بتوتر وارتجفت يداي لتسقط منها القبعه
" انا ملعون "
********