Yes .. I'm a girl .. and I can do more than the man!
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○
رماحٌ هنا وسيوفٌ هُناك .. أَسهُمُ تُطلق وجنودٌ تتَدَرب ..
لا هوية لأي احد هنا ..
الجميع هنا بلا هوية .. لا يهم كم عمره .. من عائلته .. كيف هي حياته او طبقته الاجتماعية او شكله ..
الجميع هنا .. بالزي نفسه .. بالعبائة الرمادية ذاتها .. بالقناع الاسود ذاته مخفين وجوههم فيه ..
الشيء الوحيد الذي نعرفه عن جميع المحاربين الذين هنا .. هو انهم جميعاً ممتازين .. ومخلصين .. وذكور!
هذا كان قرار الملكة .. ملكة مملكة العا**ة اليزابيث البالغة من العمر 38 عاماً .. هي على الحكم منذ ثمان سنوات .. على الرغم من انها امرأة إلا انها كانت في اعلى درجات الكفائة لهذا المنصب .. قررت الملكة اليزابيث ان لا تهتم لما هو الشكل او العمر او اي شيء سطحي اخر .. وطبعاً بسطحي لا نقصد مسألة ان كان ذكر او انثى .. فهذا الموضوع لم يكن سطحياً ابداً.. لم يكن الخيار بيدها .. القانون الملكي الذي لم تستطع تغييره يمنع ان يكون الحارس الملكي انثى.
وضعت الملكة افضل الجنود من الجيش في هذه الساحة .. واحد فقط من سيخرج .. وسيكون الحارس الملكي .. مباراة بالرماح .. بالجري .. بالسيوف .. واخيراً بالاسهم ..
ص*ر بوق دلالة على انه يجب على المحاربين الاستعداد .. وقف الجميع في اماكنهم لتدخل بعدها الملكة وبالطبع قد انحنى الجميع احتراماً .. جلست على مقعدها والذي يكون في الطابق الثاني كي تستطيع رؤية المحاربين جيداً ..
مبارة .. بعد اخرى .. بعد اخرى .. كل من تبقى هو المباراتين الاخيرتين .. السيوف والأسهُم .. وكل ما تبقى هو عشر محاربين
.. اغلبهم كانوا ذوي بنية جسدية ضخمة إلا واحدٌ فقط كان عادياً .. او ضعيفاً ربما .. لكنه قد فاجئ الجميع بسرعته ومرونته الجسدية العالية .. كانَ لافتاً للانظار ! وايضاً كان هنالك شخص اخر ببنية جسدية عادية تقريباً لكنه كان شجاعاً كل الشجاعة وقوياً كل القوة .. هذا الاخر كانَ مرشحاً اكثر من الاول حتى ..
مباراة السيوف كانت حماسية للغاية .. اشتعلت روح التنافس بين الجميع واظهروا كل ما لديهم .. ربما لانهم ليسوا رائعين جداً بالرماية ؟
كانت مباراة المحارب رقم 3 والمحارب رقم 20 رائعة ..
كانَ كلاهما واقفاً بانتصاب واعتدال بينما السيف في يديهما .. بدأت المبارات بينهما والقتال اشتد من البداية .. كان المحارب رقم 20 يقاوم .. بثوانٍ قليلة كانَ المحارب رقم 3 قد جرح كلا رجلي المحارب رقم 20 ليواجه صعوبة في التحرك .. تالياً قد اتجه خلفه موهماً اياه بالهجوم من الامام ليجرح يديه مسقطاً السيف منه واخيراً وجد المحارب رقم20 السيف على مقربة من عنقه حتى كاد يقتله ..وبالتأكيد فان المحارب رقم 3 كان الفائز .. وبكل جدارة ..
المباراة الاخرى التي كانت مثيرة للاهتمام هي للمحارب رقم 73 و المحارب رقم 56 ..
ما ميز هذه المباراة هي تحركات المحارب 56 المخادعة .. يتجه يميناً ويهجم بسرعة من اليسار .. يمثل الركض ليبطئ فجاة .. كانَ اسلوباً رائعاً بحق .. كان خ**ه في النهاية تائهاً .. مما جعله يفوز ..
..في النهاية تبقى خمس افراد .. كانَ الاثنان العاديان من ضمنهما وهما المحارب رقم 56 والمحارب رقم 3.. وكانت الملكة قد أُعجَِبت بهذين الاثنين .. لدرجة انها فكرت في جعل كلاهما حراساً ملكيين اذا كانا بنفس الكفاءة في الرماية ..
في الرماية .. كان الامر مختلف .. في كل مرة ترمي فيها ستبتعد اكثر .. لكل شخص ثلاث رميات ..
الرمية الاولى كانت سهلة للجميع .. وخصوصاً بطلينا الاثنين .. كلاهما قد وضعاها في النصف تماماً ..
الرمية الثانية .. كانوا على وشك ان يض*بوها .. لكن حلت رياحٌ قويةٌ بعض الشيء .. سببت هذه الرياح بزوال العبائة عن رؤوس المحارين .. لفت الانتباه المحارب ذو البنية الضعيفة نسبةً إلى الباقين .. حيث قد ظهرت خصلاتُ شعرٍ ذهبيٍ اسفل عبائته..
وقفت الملكة بعد ان اعاد المحاربين عبائاتهم ..
-المحارب رقم 3 .. أظهر وجهك!!
امرت بحزم لأن خصلات الشعر الذهبي هذه قد أثارت ريبتها.
ان كانت فتاة حقاً سوفَ تُطرد ..
ازال المحارب العباءة مرة اخرى لكن هذه المرة ازالها بالكامل ثم ازال القناع .. ام علي القول .. ازالت ؟
اجل .. كانت فتاةً ب*عر ذهبي قصير وعينان زرقاوتان مائلتان للفيروزي .. جميلة .. اجل جميلةٌ يا سادة .. وفاجأت جميع الحاضرين .. عيناها لا تبث الخوف او القلق .. بل تنظر بعزم للجميع ..
-انا فتاة .. شكوكك في محلها يا جلالة الملكة ..
-تعلمين بان الفتيات لا يمكن ان يشاركن .. كلا بل وسوف يعاقبن ايضاً في حال التسلل الى المباريات
-اسمحي لي يا مولاتي ان اريكِ شيئًا ..
ابتعدت الفتاة الى الخلف لتعيد امساك اسهمها تصوب نحو الهدف .. ثانيتان ورمت السهم ليخترق الاول قاسماً اياه نصفين وداخلاً في منتصف الهدف .. سحبت الثاني بسرعة واطلقته ليخترق الذي قبله .. كان الجميع في صدمة عظيمة .. هذا تصويب ممتاز !
-استطيع الاستمرار بفعل هذا .. مراراً وتكراراً .. على الرغم من انني تلك الفتاة التي تستهينون بها .. اجل انا فتاة ماذا في ذلك ؟
-عرفي عن نفسك ..
-انا فلورنسا فرانسيس .. ابنه الحارس الملكي السابق نيكولاس فرانسيس .. تعهدت بدمِ والدي ان أُكرس حياتي في سبيل الشعبِ والمملكة .. ابلغ السادس عشر من العمر ..
على الرغم من انها فتاة .. إلا انها صغيرة ايضاً .. كان هذا خيالياً بالنسبة للجميع ..
-حُراس .. احبسوها .. واكملوا المباريات ..
امرت الملكة تنظر في وجه تلك الفتاة .. كانت تنتظر خوفاً او قلقاً .. او حتى مقاومة .. لكن الفتاة كانت تنظر للملكة لا غير .. بكل ثقة ..
لكن لن تنفعها الثقة .. على اي حال هي ذاهبة للسجن الان ..
لكِن لِمَ المرأَةُ تعتبرُ ضعيفةً منذ الأزل .. على الرغم من تركيبتها الجينية والتي تجعلها تشعر بالالم اكثر من الرجل الا انها تتحمل الكثير..
المرأة تعاني طوال حياتها ..
ولكنها تبقى متماسكة ..
المرأة قوية ..
ولكن الرجال يظنون انهم الأقوى ..
ويعطون لأنفسهم حق التحكم بالمرأة ..
لكن الكثير من النساء تسكت عن حقها ..
لهذا تزيدُ ه***ةُ الرجال ولا تندثر ..
لكن منذ وقت طويلٍ وإلى الان .. هنالِكَ نِساءٌ تقاتِل ..
*
مر اسبوع على وضعها في هذه الزنزانه .. وهي ما زالت صامدة .. وسط المجرمين الحقيقين .. ومحاولات التحرش والاعتداء .. لكنها ليست بضعيفة .. في هذا الاسبوع لم يستطع احد ان يلمسها بسوء وعلى الع** فاصبحوا يخشونها .. على الرغم من ان هذا اعتبروه عاراً عليهم .. حاولت قدر الامكان البقاء بعيدة عن الجميع .. غير جالبة للانظار .. لكن هي فتاة جميلة وسط مجرمين .. بالتاكيد ستجلب الانظار ..
كان منتصف الليل قد حل وهي كانت تتمرن في زاوية من زوايا السجن غير راغبة بالنوم .. استطاعت رؤية بصيص ضوء قادم لتتجه نحو القضبان .. كانَ شاب مرتدي عبائة رمادية بينما يحمل بيده فانوساً يبحث عن شخص الى ان راها ..
-فلورنسا ؟
اردف هامساً
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○
أَنْ تَكوني فَتاةً فِي عَالمٍ كَهَذا مُعاناةٌ بِمُفرَدِها ..