-تناقش الرواية بعض الأفكار المسمومة التي كانت منتشرة قديمًا بقرى الصعيد، ومدى تحكم الأهل بمصائر أبنائهم، وهل الإستسلام لرغبات الأهل هو الحل؟ أم التمرد وتحقيق الهدف دون النظر للعقبات هو النجاة؟. فتبدأ قصتنا في أول السبعينات من القرن الماضي في إحدى قرى الصعيد الذي تحكمها عائلة الحديدي فهم عمد البلد، وكبارائها حيث أسس جدهم الكبير عز الحديدي هذة المنطقة، وكانت تقتصر على عائلته فقط حتى جاء إليهم بعض البيوت، والعائلات الصغيرة ليعيشوا بكنفهم، وتحت حمايتهم، فالجميع يتمنى أن يعيش تحت ظل عز الحديدي، هذا الرجل الذي يعيش شامخًا كجبل صلد يحاول فرض سيطرته على ابنائه وجعلهم نسخ مصغرة منه فيحاول تقييد ابنة الأصغر ومنعه من إكمال تعليمه وأن يعيش فقط ليرعى مال أبيه كسائر ابناء الصعيد بذلك الوقت، فيفر إبنه هاربًا منه ويرتمي بأحضان الحرية بإحدى الدول الأوروبية، ولكنه يستطيع أثر إبنه الأخر وإحكام سيطرته عليه فيجعله يترك التعليم ويتزوج من إبنة عمه ويزرع بداخله أطماع خفيه تظهر مع الوقت، و تأخذنا بعد ذلك الأحداث إلى نسله لنرى إلاما ستؤول بنا وبهم الأحداث، فالولدين طارق، وحامد، يختبئ أحدهم بعباءة أبيه وينتظر اليوم الذي سيصبح مثله، ويتمرد الأخر على تلك العباءة ويطير عابرًا القارات فيسافر إلى إحدى الدول الأوروبيه ليكمل تعليمه ويقابل هناك سلڨيا تلك الفتاة الأوروبية فيقع في عشقها وتحبه هي بدورها على الرغم من إختلاف الأديان والأعراق ولكن جمعهم العشق، فيعيشون بأوروبا رافضا العودة إلى مصر حتى لا يواجه ثورة أبيه العارمة، وتأتى جميلته سارة إلى الحياة

نولد في الحياة دون ارادة منا، ولكننا نكمل بإرادتنا، نولد بطباع وصفات معينه ولكننا نحملها معنا بإرادتنا،نقع في الحب دون ارادة منا ولكن هذا هو الشئ الوحيد الذي نكمل فيه دون ارادتنا، فنحن نقع تحت سطوة القلب ونكون تحت رحمة مشاعرنا التي لا تعرف التهاون في الحب، فنغوص بأعماق احاسيسنا اكثر وعندها.. لا نجد نلك القشة التي نتعلق بها لننجو، نكون قد وصلنا الي قاع العشق، هنا، في ذلك المكان الذي اذا وصل اليه احدهم يفقد الامل في النجاة مرة اخري، نستسلم ولا نعرف الي اين سنصل ويؤول بنا الحيال، اما ان نحيا هناك سعداء راضين عن تلك السقطة، او نعيش طوال حياتنا نادمين، منتظرين احدهم لينتشلنا من هذا القاع، ونحاول الخروج والنجاة من مشاعرنا بكل ما أوتينا من قوة، ولكن يكون قد فات الاوان وغُرسنا بفجوات عشقنا تلك، فنستسلم ونحاول التأقلم حتي يأتي أحدهم ويمد لك يد العون لينجيك، ويكون هذا هو عوض الله لك عن كل خذلان مررت به وكل وجع قد شعرته

تسيرنا دائما الدنيا الي اقدارنا فنجاريها دون ارادة منا، تجمعنا بأشخاص لتجعلهم كالروح لنا،اشخاص حتي التنفس من دونهم يكون بالغ الصعوبة،تصل بنا الي لقاءات صدفة،لقاءات تحبس الأنفاس ولكنها مقدرة، وهاهو القدر يلعب دوره بحياة ابطالنا، فيجمع مجدي وابنة عمته مريم، ومحسن وابنة عمه فايزة، وجعلهم مثل الاهل لا يفرقون عنهم شئ، وتكون هذة البداية لطوفان حب ابطالنا، طوفان سيجتاح مشاعر الاثنين منذ الصغر،ليعود القدر ويلعب لعبته مرة اخرى، ولكن الي اين سيصل بهم؟تفرقهم الحياة ويجمعهم ذاك الحب البرئ الذي نمي معهم علي مر السنوات، تدخل بينهم الغيرة القاتلة فتعكر صفو ذلك الحب، ولكن.. هل سيقدر حبهم ان يستمر؟ هل ستقدر تلك القلوب علي الاحتفاظ بحب فطري ولد فيهم؟ او سيتجاوزون بعضهم البعض وكأنهم اشخاص غرباء ويتلاشي هذا الحب الملائكي؟ هل ستتملك منهم نيران الغيرة؟ ام ستطفئه كلمة انا لك انت من احدهم الي الاخر؟لنري ماذا ستفعل الدنيا بهذان العاشقان.