في مدينة تتآكلها الجرائم من الداخل، يقف السيرك ثابتًا ككابوس صامت، موطنًا للغرابة والعزلة، لا يقترب منه الناس إلا بدافع الفضول أو الهروب. هناك، يعيش فتى هشّ، تحاصره اضطراباته النفسية كأقفاص من دخان، يؤدي دوره كل ليلة بين تصفيق لا يسمعه، ووجوه لا يراها. خارج أسوار السيرك، تعيش فتاة تجرّ خلفها خيبات العالم، حتى يقودها قدر غامض إلى عينيه الغارقتين بالحزن. ينشأ بينهما حبّ لا يشبه شيئًا سوى الصمت بين عاصفتين، فيما تتصاعد الجرائم في المدينة كأنها تنسج خيوطها من علاقتهما نفسها. ومع كل جثة جديدة، يتعمق الشك: هل يكون الخلاص في الهرب من بعضهما... أم في الغرق معًا؟

فتحت عيني لأرى ذلك المبنى يحترق امامي صوت صافرات الأطفاء تغطي المكان, تلك النيران تلتهم كل شيء امامها ,السنتها الحمراء تتراقص بجنون ,كأنها تحتفل بالفوضى , فينما الدخان الأسود يتصاعد كتيجان داكنة تتوج انتصارها صوتها ينساب في الأرجاء وحرارتها تهدد السماء ,فتلك هي رقصة الدمار حيث الجمال يختلط بالخوف ليشكل لوحة يشهد عليها الانس و الجن . اغلقت عيني واستنشقت الهواء المخلوط بالدمار حتى شعرت بانتقامي الذي كنت اسعى اليه طوال حياتي الكئيبة التي ستدفن معي ولن يتذكرها التاريخ ولن يعلم اي انس بقصتي افقت مما كنت فيه وفتحت عيني لاسمع صوت انثوي من خلفي التفت لارى فتاة في نهاية الاربعين ترتدي ملابس فاخرة ورقبتها مزينة بعقد قيمته تكفي لإنهاء مجاعات في العالم , لكن الاهم كانت تحمل سلاحا بيدها اليسرى وتوجهه نحوي وفي عيونها حقد كأنني سلبت روحا منها "لا يجب عليك ان تبقى حيا انت خطر على العالم وعلينا"