الجزء الثالث

4755 Words
******************* الفصل الثاني عشر من رواية اذكريني الكاتبة حنان عبد العزيز ********************* بعد مرور أسبوع على ابطالنا ، نصار ابتداء يستعيد واعيه من تاني ، نظر حوله لم يجد غير حارس واحد بس ، لمعت في عينيه فكرة خبيثة فهو يعلم أن مهاب الم يترك احد هنا ، غير هذا الحارس لأنه يعلم ضعف بنيته الجسدية ، وأنه سيذهب اليوم إلى موقع الشركة ، لتفقد بعض المشكلات بين المقاول والمهندسين ، إذن هي فرصته ، لتحقيق خطته ، نادي علي الحارس ، اسمع يا ابني انت عايز اشرب ، الحارس ، اقترب منه وهو يستعرض جسده المنتفخ من كثرت العضلات ، وتكلم بصوت اجش ، بخشونة ، لما تحب تطلب ،اطلب بادب ، ولا انت متعرفش الأدب ، نصار ، عايز اشرب ، ايه عدم الأدب في اني عايز اشرب ، وبعدين اعتبرني زي والدك ، الحارس ، بامتعاض من كلام نصار ، اتفضل اشرب ، وقد قرب الية ، كوب من الماء ، بعد أن شرب نصار ، تمعن النظر في الحارس ، وقال تحب ت**ب اتنين مليون جنيه ، اتسعت عين الحارس بذهول مما قد سمع ، الحارس باستفهام يود استرسال نصار في الكلام ، وانت بقي اللي هاتديني المبلغ ده ، نصار اه طبعا ، اومال مين يعني بس انت تطاوعني و تسمع وتنفذ اللي هقولهولك ، الحارس ، وانت هتعرف تجيب الفلوس وانت متكتف هنا ازاي ، عايز ايه المقابل طبعا هتقولي اهربك ، انسي ، ده انت لو هتديني عشرة مليون ، هو انا قد مهاب بيه، ده يجيب رقبتي بدم بارد ، ولا افرق معاه. نصار وهو مستمر في اغراء الحارس ، انا مش هسيبك ، انا كل رجالتي اخدهم مهاب لحسابه ، وانا عايز حد معايا ، انا عندي فلوس كتير ودهب ، هد*ك كل اللي انت عايزه ، بس تجبلي عشره عشرين راجل زيك كدا ، ها قولت ايه ، الحارس ، وقد أخذ يحك ذقنه بيده دليل علي التفكير ، وايه اللي يضمني كلامك ، نصار مافيش ضمان هو ده اللي عندي ماهو انا مش حاطط الفلوس في بنك ، وهطلع شيك و اكتبهولك ،يعني ، الحارس ، سيبني افكر ،وبعدين ارد عليك ، نصار ابتلع ريقه ، واستشعر رضا ، الحارس، واحس ان فتحت له طاقة بموافقت هذا الحارس يستعيد قوته من جديد ،قال له فكر براحتك ، بس احنا عندنا فرصة مش هتتعوض ، مهاب عنده مشاكل في الموقع ، واخد معاه كل الحرس. ده غير انه على ما يعرف ممكن نكون برا مصر اصلا ، انا عندي طيارتي الخاصة ، اللي نقدر نروح لها في كل حته من غير ما حد يعرف ، احنا روحنا فين ولا روحنا امتى ، ها قولت ايه ، كمان لسه هنجيب ، الفلوس من المكان اللي شايلينها فيه ، الحارس وقد لمعت عينه وسال ل**به طمعا في اكتساب المزيد من المال ، قال هاخد تلاته مليون ، قولت ايه ، نصار بعدم تفكير ، قولتلك هد*ك اللي انت عايزه بس تخليك معايا وتجبلي زيك كدا ، قولت ايه ، الحارس موافق ، بس استناني اتصل بواحد من زمايلي البي ‘مع مهاب بيه ونشوف ايه الاخبار ، وبناء عليه نتصرف، نصار ماشي شوف كدا بس انجز عشان هنكون برا مصر باسرع وقت ممكن ، ***************************** في الموقع يشتد الخلاف بين بعض العمال والمقاولين والمهندسين ، تخاذل بعض المقاولين للغش في ادوات البناء ، يقف مهاب وقد سحب سلاحه وشد اجزاء وأطلق رصاصة في الهواء لي**د الكل عن الكلام ، اللي هيتكلم من غير ما سمح له ميلومش الا نفسه ، سكت الجميع ، وتكلم المهندس التنفيذي يشرح لمهاب كيف يقوم المقاول بالغش في أدوات البناء مما يعرض المبنى تصدع بعد فترة زمنية قصيرة ، نظر مهاب بعين من شرار إلى ذلك المقاول نظرة ارعبته ، فابتلع المقاول غضة في حلقة من نظرة مهاب التي كادت تفتك به ، وهنا لاحظ مهاب اياد شهاب ، وساله انت مين ؟ انا اول مرة اشوفك في الموقع ؟ تكلم رئيسه ده المهندس إياد شهاب مهندس جديد ، اتقدم لما فتحنا ، باب التقديم لما احتجنا المهندسين الجدد ، مهاب هز رأسه متفهما وقال تمام اتفضلوا كلكم معايا على مكتب نشوف هنحل المشكلة ده ازاي ، وذهب الجميع في غرفة الاجتماعات تعلو الأصوات مره وتهبط مرة ومر الوقت طويل الى ان انهي مهاب مشكلته ، وقد مر أكثر من 12 ساعة ، خرج الجميع من هذه الغرفة مجهد ، واستعدوا للرحيل ، مهاب ، وقد ظهرت عليه ، علامات الارهاق ، والتعب ليس من العمل ولكن من التعب الداخلي ، فهو رغم ما عرفه إلا أنه لم يقدر على مسامحة نصار ، لانه هو اول من علمه ، هذه الأعمال القذرة ، اكفهر وجه وهو يفكر في تلك الكذبة الكبيرة ، قطع تفكيره ، نداء اياد له ، فعقد حاجبيه باستفهام وسأله انت لسه موجود لحد الوقت المتأخر ده ، اياد للاسف فاتتني عربية الموظفين وللاسف مش لاقي مواصلات ، مهاب طبعا مافيش هنا مواصلات ، تعالي معايا أوصلك لأقرب طريق ، اياد بفرحة لأنه كان مرتب لكدا اصلا، اياد انا سعيد اني اتعرفت بشخصية زي حضرتك ، مهاب بالباقة وابتسامة ، انا اسعد يا بشمهندس ، يارب الشغل عندنا يعجبك وتكون مستريح فيه ، اياد بسعادة انه بيقرب من مهاب ،اكيد مين يجيله فرصة زي ده ميفرحش انه بيشتغل رجل الأعمال الأسطورة مهاب بيه الشهاوي ، واكمل بخبث انا لماكنت بسمع عنك من عز اخويا وچني مراته كنت ببقي نفسي اقبلك ، وقبل ان يكمل كلامه ، كان مهاب مسكه من لياقة بدلته ، وكانه حرامي انت قلت چني مين چني ده وليه تتكلم عني ، وانت تعرفها منين انطق ، بدل ماادفنك هنا ، تلعثم اياد من رهبته من مهاب اللي تقريبا تحول لوحش بمجرد أن نطق اسم چني ، ابتلع ريقه بصعوبة ، وقال چني بنت عمك ومرات اخويا عز ، اتسعت عيون مهاب من الصدمة ،وهو مازال قابض علي اياد ، عز مين ده عشان يتجوز چني ، وهي عرفته ازاى ، اياد. هما اتعرفوا علي بعض وارتبطوا عادي زي اي اتنين ومامتها عليا هانم جوزتهم وسافروا باريس ، وعايشين هناك بقالهم كام شهر ، هنا جن جنونه ، چني حبيبته اللي كان كل يوم يمني نفسه انها هترجع ويبدأ معها من جديد ، بعدت كل البعد ، عشان تكمل دائرة الألم والمعاناة اللي هو عايشها ، وجه كلامه للسواق وقاله اتحرك بسرعة على المخزن ، . ابتلع اياد ريقه بخوف ، يا مهاب بيه هو في ايه هو انا غلط في حاجة ، مهاب نظر له نظرة بشرا اخرسته ، الي ان وصل المخزن واتفاجاء بهروب نصار ، وده كانت القشة التي **رت ظهر الجمل ، أخذ ي**ر كل ما حوله ، بجنون ، بداخله نهار لو أخرجها لحرقت الدنيا وما فيها ، ********** وبعد كام شهر في باريس كانت چني تتمشى مع عليافي جنينة بيتهم ، ببطنها المنتفخة من آثار حملها ، تتألم من الألم ، وتعيد الاتصال بعز اللي اتاخر على غير عادته ، عليا يالا يا جني احنا نروح المستشفي وهو اكيد لما يفتح تليفونه يعرف احنا فين ، چني وافقت تحت ضغط تصاعد الألم ، ركبت العربية مع عليا واتجهت الى المستشفى ودخلت على الفور غرفة العمليات ، وعليا في الخارج ياكلها التفكير والقلق ، علي ابنتها ، وعلي عز ، كيف يتأخر كل هذه الساعات وهو على علم بتعب زوجته وهو يقول في آخر مكالمة أنه على وشك الوصول ، المال كل هذا التأخير ، إلا إذا كان هناك مكروه ، كل هذا تحت عيون ما ترقبهم بشغف ، بسم الله الرحمن الرحيم ******************* الفصل الثالث عشر من رواية اذكريني للكاتبة حنان عبد العزيز ************************** وقفت عليا في حالة ذعر وخوف لا تعرف كيف تتصرف وكيف السبيل بعد أن رأت تلك الرسالة ، والفيديو المرسل بها ، على هاتفها المحمول ، اتسعت عيناها ، وامتلأت بدموع حزنا ،علي عز و ما حدث له وكيف ، وهل لنصار يد اما هي مجرد حادث ، وبكت علي فراقه وعلي ابنتها وعلى ذلك الطفل البريء الذي وقع عليه الظلم منذ أول دقيقة له في الحياة ، سمعته يبكي ويصرخ كأنه على علم بما وقع عليه من ظلم ، خرج الدكتور من غرفة العمليات وهو يبتسم ، ومعه ممرضة تحمل طفل في غاية الجمال ، اسرعت عليا ، بخطوات نحوهم ، تحمل الطفل من بين ذراعيها ، وهي تبكي ألما ، وجرحا ،على ما هو قادم ، ولا تعرف كيف تخبر ابنتها ، بما عرفته ، لكن المهم ابنتها ، الان خرجت من غرفة العملية ، ودخلت غرفة أخرى ومعها طفلها يبتسم تارة ويبكي تارة أخرى ، وكل هذا تحت عيون تراقبهم بشغف ،وحب ، لكن لا محال من المواجهة ، ولا سبيل غيرها ، دخلت عليا بعد أن سمح لها الطبيب ، چني ،بتعب ماما هو عز لسة مجاش معقول كل ده في الطريق ، مش عارفة يا ماما ، قلبي وكلني علي عز ، ومش مطمنه ، ونظرت الي عاليا الباكية ، بدموع كالانهار وقالت ، في ايه يا ماما مالك ،ورددت ماما انا حاسة ان عز حصله حاجة ، وبكت بدموع القلق ، و قلبها يحدثها ، انها لن تراه مرة اخرى ، احتضنتها ، عليا ، بحنان وعطف وهي تبكي بجانبها ، چني ، ماما عز حصله حاجة صح قولي ومتخبيش عليا ارجوكي يا ‘ماما ، عليا بانهيار وأنهار من الدموع ،وقلب يكاد ينخلع على حال ابنتها ، ادعيلوا يا بنتي ربنا يرحمه ، هنا انهارت حصون چني وصرخت اخذت تخلع ذلك الإبر المنغرزة في ذراعيها مما ادي الي جرحها ، اسرع الأطباء اليها بعدما استغاثت بهم ، عليا ، فهي لم تعود تتحمل تلك الالم والانهيار الذي باتت فيه ابنتها ، وقد أعطي لها الطبيب ، حقنه مهدة نامت على آثارها ، چني ، وهي مازالت تهزي باسم عز ، وكيف تركها ، اليس هو من وعدها بأن يكون لها ، الاب والاخ والابن والزوج والحبيب والعشيق ، كيف بعد أن صدقته تركها ، وهي في أمس الحاجة إليه ، حتى دون أن يرى ابنه ، عجبنا لك ايتها الدنيا ، لا تعطي كل شيء ولا تأخذي كل شيء وسبحت معه في حلما ، انه اخر يوم كان معاها چني نايمة في حضن عز ينتابها شعور بالألم البسيطة ، تضغط على شفتيها في محاولة لامتصاص الألم، عز شعر بحركاتها ، التف اليها ولف ذراعه حول خصرها ، والذراع الآخر خلف قدميها وحملها برفق واجلسها على قدميه ، وقال مالك يا قلبي حاسة بحاجة ،الولد الشقي ده عمل حاجة ، ومال علي تقوس بطنها المنتفخة ، وقبلها وقال انتي يلا يا حزنبل ، اوعي تتعب مامي ، خليك جدع كدا كلها كام ساعة وتشرف ، عاوزك حنين عليها، وتكون سند ليها ، وعايزك تعشقها زي ما انا بعشقها ، اوعى تزعلها يوم ، ولا تضيقها يوم ، انا بقولك اهو ، چني ده حته من قلبي يا واد يا حزنبل فاهم ، چني ،تضحك حزنبل ، ابدا والله الوالد محترم خالص ، بس هو مشتاق لينا ، زي ما احنا مشتاقين له ، عز ، بمراوغة ، هو من ناحية مشتاقين احنا هنموت من الاشتياق ، و القلب هيقف كمان ، هو انا مش باين عليا ولا اية ، وغمز بعينه ، بخبث ، وقد اخذ يميل بجانب اذنيها ، وأخذ يقبلها بشغف ، وشوق ورغبة ، وهو يتحسسها برفق ، خوفا من ان يأذيها ، چني ، احتضنته ، بحب وعشق ، فقد اصبح محترف في عالمه ويعرف كيف السبيل إليها ، اخذها معه الى عالمه الخاص ، الذي هي فيه اميرته ، وهو اميريها ، وتكون له سكنا و ويكون لها أمانا ، لتفيق چني من غيبوبتها من آثار الحقن المهدئة ، و تصرخ باسمه ، لتنتفض عليا ، وهي تحتضنها وتضمها إليها ، هدي يا جني واطلبي له الرحمة ، حرام اللي بتعمليه ده ، انتي لسه والدة ، حرام ، چني ، غز يا ياماما ، مابقاش في عز ، خلاص كان حلم وراح ، ده حتي مشافش ابنه ، اه يا ماما قلبي فيه نار ، نار فراقك يا عز ، يا حبيبي يا عز ، يا قلبي ان**ر اللي معاك ياعز اخدت حلاوة الايام معاك يا حبيبي ، وياريتني كنت معاك يا عز وصرخت بالبكاء ، خلاص يا ماما الحضن الحنين مات ، والقلب ان**ر بعده ، ليه يا ماما الدنيا استكترت عليا الفرحة ليه ؟، انا ما لحقتش اشبع منه ، طول عمري عايشة في قسوة ، ولما جيت اعيش واتهنى استكثرت الدنيا الفرحة عليا ، اه يا ماما ، اه يا ماما ، واه ياعز والف اه عليك حبيبي طب كنت سيبهولي يارب ، يشوف ابنه بس ، ياما عشنا نحلم باليوم ده ، واتحرمنا منه ، كل هذا ومازالت تلك العيون تراقبها وتسمعها ، وتدمع دما عليها ، وعلى حالها ********************* في مكان أشبه بالقصر المهجور يحاوطه رجال مدججين بالسلاح في باريس يجلس نصار وفي يده سيجارته الفخمة يتناوله ويضحك ضحكة شريرة ، تدل على السعادة مما يسمعه ، وعيونه تلمع ببريق الشر وفي يده الآخر كأس من الخمر ، ويجلس مع بعض الرجال المشبوهين ، ويقدحون الكؤوس ، فرحا ونخبا بما حدث ، الرجل الاول وهو يبدو راسهم ويدعي چو. ،مب**ك نصار باشا نصار الله يبارك فيك ، يا چو ، البركة فيك وفي دماغك اللي زي اللوز ده ، انا مش عارف من غيرك ، كنت هعمل ايه ، ولا كنت عارفه هفضل في مصر ازاي بعد كل اللي حصلي ، بس انا عارف ان مافيش غيرك يقدر يخرجني من مصر زي الشعرة من العجينة ، غيرك ، عشان كدا اتصلت بيك ، على طول ، عشان ارجع حقي من ولاد الهرمة دول ياخدو كل تعب السنين اللي فاتت ، ويخده حتة رسام ميسواش تلاتة أبيض ، ثم ابتسم ورجع للخلف ورفع ساق على الاخرى ، بس يلا الحمد الله خلصنا منه للابد ، عقبال الباقين العقربة عليا وبنتها ، ه عشان يبقوا يعرفوا هما اتحدوا مين ، چو، انا معين عليهم حراسة ، هي وضعت اليوم ولد ، وامها معاها ، تحب نكمل تنفيذ العملية امتي. نصار اهم حاجة انت اتأكدت انه مات . چو. عيب عليك يا نصار باشا ، احنا فكينا فرامل العربيه ، ورجلتنا طلعت وراه ، في مطارد لحد ما وقع من علي الجبل وادي الفلاشة اللي صورتها وهو بيجري لحد ما وقوع من فوق الجبل ، وبعتنا نسخه للعيا ، زي ما طلبت ، على التليفون ، نصار اخد الفلاشة ، بابتسامة شريرة ، عشان تبقي تنسى نفسها عليا بنت عمي ، فاكرة ، انها لما تغير اسمها واسمهم ، مش هعرف اوصلهم تبقى غ*ية ، غ*ية يا عليا ، ورمي الكأس في جدار الحائط تدي الي تهشمه ، وقد عالي صوته ، فاكره انها هتهرب بعملتها ، السوده ، خسرتني ابني الوحيد ، وعرفت كل حاجه وخايفه يكرهني ، وديني لا ندمها على كل اللي عملته واللي معملتوش كمان ، چو عايزك تنفذ النهاردة ،فاهم ، ************************ بسم الله الرحمن الرحيم ***************** الفصل الرابع عشر من رواية اذكريني للكاتبة عبد العزيز *********************** في الليل بعد أن هدأت الأجواء وخفت الاقدام دخل رجل يدعي المرض المستشفى، ودخل معه اثنان ، على أنهم من أصدقائه ، تركوه هو نائم يداعي التعب الشديد ويصرخ من شدة الالم ، وقد التفوا حوله الأطباء والممرضات لإسعافه ودخلوا هم غرفة وبدلوا ملابسهم بملابس أطباء وخطوا خطوات نحو غرفة چني ، ودون طرق الباب داخلو مما جذب انتباه تلك العيون ، المتشبثة بذلك الباب منذ ان دخلت چني تلك الغرفة ، وهو لا يترك المكان وكل شيء يخص چني وعليا والبيبي وهو المسؤول عنها من غير علمهم ، اتسعت عيناه عندما وجدهم يلتفون يمين ويسار ، استشعر حاجة مريبة ، ولم يتاخر علي الفور، وخطي بحظر ليحسم أمرهم ، وعندما اقترب سمع صوت عليا ، وهي تستغيث لكن سريعا ما **تت فتح مهاب الباب وجد هذان الرجلين يأخذ الطفل من مكانه بعد أن خضروا عليا هجم عليهم ، واخذ الطفل بيد وبداء بتعامل معهم بيده الاخري ، هجم عليه رجل ارد طعنه بالة حاده لكنه فداها ، وقد أمسك بيده وضغط عليها إلى الخلف وقد استمع الي طقطقة عظامه ، ودفعه بقوة الي زميله مما اسقطهما ارضا ، وهنا تحرك مهاب بخفة ومهارة معهوده ، وقد ترك الطفل في حضن أمه التي استيقظت فجأة وقد صرخت من صدمتها وكادت ان تموت خوفا على طفلها ، لكنه ارد اطمئنانها فتركه بين يديها، فأخذته واختبأت به في الغرفه الاخرى التي ماان رأت أمها مغمي عليها ، صرخت تستغيث ، مهاب كبلهم سريعا ، وانهال عليهم بالض*ب المبرح من **ر في العظام اليدين والقدمين ولكمات في الوجه مما انزف وجوههم وامتلأت بدماء ، لكن فجأه دخل الثالث الذي كان يدعي المرض عندما تأخروا ووجد مهاب ، وهو يكبلهم وينهال عليهما ض*با ، فأخرج مسدسه فأطلق عليه رصاصة اخترقت كتف مهاب تالم مهاب علي اثرها ، لكن لن يتركهم ، فازداد صراخ چني عندما وجدته ينزف من آثار الرصاصة وهو يقف ويهجم على ثالثهما وقد اعطي له ض*بة رأس ترنح علي اثرها للخلف واخذ يعطيه الآخر ي ف الاخري حتي فرش الأرض بجانب الاثنين الآخرين وقد اقترب من چني وهو يلهث ، وقال لها اهدي متخافيش ، محدش يقدر يأذيكم طول ما انا معاكم ، هنا تجمع الأمن على آثار الصراخ والأصوات الصادرة من الغرفة ، اقتحموا الغرفة ، وأشار لهم مهاب علي تلك الجثث التي تفترش الأرض وخطي هو نحو عليا ، ليطمئن عليها وسبقته چني وهي تحمل طفلها بين يديها ، ولحق بها الطبيب وعمل على افاقتها ، وقد أخذ مهاب بعد معاناة ، ليخضع لعملية إخراج الرصاصة من كتفه ، الذي أصر على الاطمئنان عليهم وقد استدعي رجالا كثيرة تلتف حول الجناح بأكمله ، استغربت چني من تصرفاته ، فهو من كانت تختبيء منه ، فكيف يكون هو من يحميها ويحمي طفلها ويعرض نفسه إلى الموت ، ، علي ما يبدو ان قد تغيرت أشياء كتيرة ، لننتظر ونرى ما هي ، عليا أيضا ، انتابها القلق كيف من كان هو مص*ر خوفهم يكون هو من يحميهم ، لكن فجأة چتي ضحكت وقالت له ، حلوة اللعبة ده يا مهاب واخذت تصفق وتضحك ، وتصفق وتضحك ، انت فاكر التمثيلية ده هتخيل علي چني ، وابتسمت بمرارة وقالت مما تقطع لها قلب مهاب ، چني العيلة ماتت اللي قدامك ده ، الزمن كبرها قبل الاوان ، وهنا احس مهاب بطعنة في قلبه وهز راسه لها بمعنى صح انتي صح ، واستاذن من عليا ، وخرج مع الطبيب ، لإخراج الرصاصة ، وشدد على الحرس من الانتباه عليهم جيدا ، **************** علي الجانب الآخر بدأ نصار يقلق من تاخير الرجال ، الذين ذهبوا لخ*ف ابن چني ، فقد أراد خ*ف الطفل و يساوم عليا وچتي على التنازل علي التركة ، وايضا لينتقم من عليا علي ما فعلته ، من اخبار عز ، بأنه هو من قام با****ب أمه ، وهم السبب الرئيسي في انتحار امه ،وكره مهلب له في الوقت الحالي حتي بعد ان عرف انه ابوه ، رئيس المافيا اجري اتصالا ، وعرف ما حدث لرجاله ، واخبر نصار ، وقبل ان يكمل حديثه سمع طلقات الرصاص ، وهنا عرف انه مهاب أمر الرجال أن يقفوا طلقات الرصاص ، ويسمحوا له بالدخول ، بالفعل قد داخل ، ومعه جيش من الراجل ، داخل واستقبله نصار بقلق من آثار جراحه ، وصار نحوه ، يريد الاطمئنان عليه ، لكنه أوقفه مهاب بإشارة من يده ، توقف مكانه نصار ، لكن عيناه مثبته علي مهاب لكن تجاهل مهاب تلك النظرات. وتكلم بفظاظة ، وقوة وحسم ، واشار بيده ، وقال ، اياك ان تفكر مجرد التفكير انك تقرب من چني وعليا والطفل ابن چني. والا وقتها متلومش الا نفسك لان اللي هيتعرض لهم او يفكر بس التفكير ان يضايقهم ، وقتها هيكون حسابه معايا شخصيا ، واللي عنده استعداد يشتري عداوتي يجرب وانا اخليه عبره حتي لو هيكون اخر يوم ليا علي وش الارض ، وبكدا يبقي انا عملت اللي عليا يااااا عمي ، وقالها قصدا ابيه كانه يريد وجعه بانه لن يعترف بانه ابوه حتى بعد ماتاكد من ذلك ، وقد كان نال مقصده فعندما سمعها نصار ، غضب وهاج وقال له وقد رفع إصبعه السبابه في وجهه بتحدي ، بما اني عمك ، فاسمع بقي وانت اللي بدات يبقي استحمل للاخر ، چني بنتي وانا حر فيها وانا عايز اجوزها لشخص يحميها من طمع نفوس الناس ، بعد جوزها مامات چني صغيرة وحلوة وغنيه والف مين عينه عليها ، اتسعت عين مهاب من الغيظ فقد نجح نصار في إثارة غضبه ، وهنا تحرك مهاب بغضب بخطوة سريعة وقد اشتعل قلبه من نار الغيرة ، على محبوبته ، ووقف أمام نصار وجه لي وجه وبتحدي أكبر ، طب احب اشوف انت هتعمل ده ازاي ، ووقتها هتشوف مهاب تاني عمرك ما شوفته ، ولا كنت تصدق انك تشوقه ، تكلم نصار بسرعه يريد أن يهديه يبقى تتجوزها انت ومش عندي كلام تاني ، مهاب وقد صدمته المفاجأة فهو لم يتوقع من نصار ، هذا الرد ، ولكن كيف ، يقول لها هذا ، هي بدون شيء لا تصدقه ولا تثق به كيف يفتح لها كلام في هذا الموضوع ، وهي في تلك الحالة ، ابتسم نصار وقد احس بفرحة فهو فعلا يريد أن يزوجه منها حتي ينعم معها ، فهو لا يريد شقاء قلب ابنه. ولن يسمح لاي شخص ان يجرح قلب ابنه اوان يعيش محروما من محبوبته ، مثل ما هو عاش محروما من محبوبته وابنه سنوات عدي ، .آفاق مهاب من شروده علي رن هاتفه وكان حارس من الحراس التي اقوم علي حراسة غرفة چني يخبره انهم يريدون الخروج والعوده للمنزل ، بعد ان صرح لهن الطبيب بذلك ، فرد مهاب وقال ، اوكي قولهم يجهزو وانا هاجي اوصلهم بنفسي ، *********************** في اقل من نص ساعة ، كان مهاب يقف أمام سيارته وهو يحمل البيبي بين يديه بعد ما رفضت چني أن يسندها ويسعدها ، واصرت علي ان من يقوم بمساعدتها هي عليا ، لكنه أصر على حمل البيبي ، وترك الشنط لرجل من الحراسة ، وركبوا جميع السيارة ، وأعطي لها طفلها بعد ان اجلسها ، وتحركة السيارة في اتجاه منزل عليا وچني ، التي ما ان لمست قدمها الفيلا ، الا وانهارت من البكاء على فراق عز ، وعلى ما ان وصلت اليه الان ، ترنحت من آثار البكاء وكادت ان تقع لكن يد مهاب كانت الأسرع ، وقد التقتها ، بين احضانه واخذ يمسح علي شعرها يريد تهدأتها ، وعليا تبكي على حال ابنتها وعلى حال ذلك الطفل الذي بين يديها وقد حرما من ابوه وهو لم يتجاوز عدة أيام ولكن انتبهت لشيء خطير ولو صح لاكلت مهاب اكلا وهنا نظرت لمهاب الذي يحمل چني بين يده وقد غشي عليها من أثر البكاء ، ويصرخ في احد الحراس بان يستدعي طبيب علي وجه السرعة بسم الله الرحمن الرحيم ******************* الحلقة الخامسة عشر من اذكريني الكاتبة حنان عبد العزيز *********************** انتبهت عليا لچني الماكثة بين يد مهاب ، واسرعت اليه وقد وضعت الطفل على الاريكة ، وتناولت چني بحد من يد المهاب ، الذي لم يبالي بأي شيء إلا محبوبته فكاد القلب يخرج من بين الضلع على تلك الچي وعلي ما هي به ، احس وقتها بالوعة فراقها ، كيف كان يموت من أجلها في الدقيقة ألف مرة ، اه لو كان بيدي لدمرت كل من حاول اذيتك ، ، افاق من شروده على مجيء الطبيب ، الذي إعلان انهيار چني ، وانها لابد من تغير المكان حتى تخرج من حزنها ، تستطيع تخطي تلك المرحلة ، ذهب الطبيب بعد ما اعطي لها حقنة مهدئه ، لتنام قليلا ، واخذ مهاب من الطبيب روشتة الدواء ، وذهب ليأتي به ، اوقفه اسئلة عليا وهي تبكي ، انت عايز مننا ايه ، و ايه اللي جابك وعرفت طريقنا ازاي ، وليه عملت كدا في بنتي ، استوعب مهاب لهجة عليا وكأنه متهم ، مهاب ، وقد التف اليها بعد ان جفف دموعه فهو مهما كان مهاب الشهاوي ، وابتلع غصة في قلبه لكنه لبس قناع الجمود وتكلم بحشرجة من أثر حزنه ، هكون عايز ايه يعني ، انتي عارفة چني تبقى ايه بالنسبة ليا ، ومع ذلك اختها وبعدتها عني ، و مكفكيش لكل ده لا وكمان جوزتيها لواحد انت متعرفهوش لمجرد انك تبعديها عني ، وكأني وحش خايفة عليها مني ، كاني الاشكيف اللي هيائذيها مع اني واثق انك عارفة هي بتكون بالنسبة ليا ايه ، انتي اخدتي مني روحي وأكمل بصوت ضعيف ينتابه لأول مرة ، انتي اخذتي قلبي مني ، حجبتي النفس عني ، اخذتي روحي ، وسبتيني جسد من غير روح ، ونزلت دمعه هاربه منه ، اخفاها بقناع البرود ، واكمل ومع كل ده ، جاية بكل بساطة تسأليني عايز ايه ، متخافيش يا عليا هانم ، انا هنا لحمايتكم وبس مش عايز حاجة غير اني اكون مطمن عليكو ، اما بالنسبة اللي جابني هو خوفي عليكم ، من جوزك المحترم هرب ، وانا اكتر واحد عارف هو عايز من چني ، وانا هكون هنا وموجود سواء برضاكم او غصب عنكم ، هكون معاكم زي ضلكم ، لحد ما چني تقدر تقف على رجلها من تاني ، وقتها بس اقدر انسحب من حياتكم، واللي لازم تعرفيه هو اني مهما كان مش،هسمح لحد يقرب منكم لو حتي مين هو ، حتى وإن كان أبويا نفسه . اما بقي عرفت طريقكم منين ، ده حاجة بتاعي أنا ، ومتنسيش اني مهاب الشهاوي ، وانا عملت ليه كده ، ا كده اللي هو ايه ،؟ قتل عز كل اللي اقدر اقوله ، اني ماليش صلة بقتل عز من قريب أو من بعيد ، ومش بقول كدا عشان تبرء نفسي قدام لا ، يمكن لو كنت جيت ، وشفت اللي اخد قلبي مني ، وقدر يخ*ف قلب چني ، بمكن وقتها مكنتش اترددت لحظة اني اخذ روحه بليدي ، بس بعد ما شوفت چني والحالة اللي وصلت ليها اكيد تفكر ألف مره ، قبل ما اعمل اي حاجة ، وتكلم ببكاء كطفل يخشى الوحشة وحده وقد انهارات حصونه ، انا عز هزمني مرتين ، اخدها مني وهو عايش وبعدها عني ، واحد روحها وهو ميت ، وكأنه بيقولي ، هي ليا حي وميت ، وكانه بيقولي انت لا قدي ولا قد حب چني ليا ، وكاني الوجع مكتوب ليا وحدي وكاني بعدها شيء مكتوب عليا ،وفرقها مقسوم بينا ، وقد مسح وجهه بكفيه ،واكمل ببرود ، وتحدي ،بس انا مش هتهزم من واحد ميت ، انا مهاب الشهاوي ، اللي مافيش قد يقدر يهزمه علي وش الارض ، كل هذا وعليا تسمعه بتمعن وقد لمست صدقه ، وعمق عاشقة لچني ، واللحظة حست بتأنيب الضمير ، لأنها هي من بعدت چني عنه منذ البداية ، لخوفها الشديد عليها منه ومن أن يكون مثل نصار ، لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى ، وتكلمت وقالت ، لو انت زي ما بتقول بتحبها كدا ، يبقي لازم تكون معايا ، وتساعدني اننا نغير چني ، چني الضعيفة ، المستسلمة ، ده لازم تتغير ،هي لازم تقوي ، وتفوق وتعرف أن الحي أبقى من الميت ، لازم تكون معايا عشان تتخطى المرحلة ده بسرعه ، مهاب وقد اخترقت قلبه تلك الكلمات علي محبوبته ، وتكلم ، وانا معاكي قولي عايزة ايه ، وانا من ايدك ده الي يد*ك ده المهم تكون كويسه وارجع اشوفها تضحك وتتنطط تاني ، ابتسمت عليا من بين حزنها لاحساسها بصدق من ناحية مهاب ، *********×**********×******** جني وقد غفيت براحة بعد ان اعطاها الطبيب حقنه مهدئه ، لكن تشرع بعبير رحيقه يجذبها الى احضانه ويتراقص بها علي انغام الموسيقي ، نعم فنعم الراحة بين يديه ، تحضن چني عز وتتشبث به كانه تمني نفسها بوجوده تهنيء معه بدفء عشقه ، لكن سرعان ما تلاشى تلك الحلم الوردي ، وقد استيقظت على ذلك الكابوس ، وهو عز يبتعد ويبتعد يبتعد ، وتركها وحدها في ظلمات الليل وحدها ، تنادي عليه وتتوسل اليه من بين صراخها وبكائها ، لكنه ابي النظر إليها ، وتهاوت عليها كلاب وذئاب الطرقات ، ليظهر ذلك الفهد الشرس من بين الظلام ليهجم على تلك الذئب والضباع ، ويهجم عليهم وبض*بة واحدة تتلاشى من حول چني ، لكنها تخشى ذلك الفهد ، وتبتعد عنه ، كأنه يؤذيها ، لكنها هدأت قليلا عندما وجدته ينظر لها نظرة توسل ان لا تخاف منه ، وتبتعد ، وبالفعل لبت چني النداء، عندما وجدته جريح ، يحتاج للمساعدة ، فاقتربت منه ، واخذت تساعده ،وتلملم جرحه ، وقد استسلم لها ذلك الفهد وقد ظهر وجهه من وسط الظلام الدامس إلى شخص تعرفه جيدا ، فصرخت باسم عز لتفيق من ذلك الكابوس ، وتنهض تبكي وينتفض جسدها رعبا من مهاب الذي أسرع بالدخول الى غرفتها من أثر صرختها ، ولحقته ، عليا ، التي احتضنتها بحب وعطف أموي ، دفنت چتي وجهها في حضن عليا رهي تصرخ فيه اخرج برا مش عايزة اشوفك ، انت السبب ، انت اللي دمرت حياتي. انا بكرهك بكرهك بكرهك جز مهاب علي اسنانه كاد أن يحطمها وقرر ان يفرغ صبر وقور قبضة يده حتى ابيضت ، مما يسمعه منها ، فهي صرحت بكره واخذ يلكم الحائط بيده وقدمه ختي جرحت يده ، عليا ، بفزع تركت چتي تستند على وسادتها واسرعت الى مهاب تمنعه مما يفعل ، وتهدئة امسكت بيده ونظرت له ، انا اخترتك تكون معايا عشان تقويها ، مش عشان انت اللي تضعف قدمها. مهاب ، وقد تمزق قلبه لما هو فيه ، كيف بعد كل قالته من كلمات كره له ، يستطيع أن ينفذ ما اتفق عليه مع عليا. كيف يقدر علي كل هذا العذاب وحده ، *******×*********×********× نصار في الفيلا مع رجال المافيا يتحدث بصوت عالي ويكاد يجن من هول ما سمع ثم جلس مرة اخر امام كبيرهم ويدعي ا** ، وقال ، وانت عرفت الكلام ده منين ، انطق ولما عرفت مبلغتنيش ليه مكناش قتلناه ازاي تسيبني اخلص عليه وهو كان اهم واحد ، في المرحلة اللي احنا فيها ده، ا** ، لقيتك م**م تتخلص منه ، قولت اريحك يا صاحبي ، وبعدين يغور واحد ، يجي عشرة ، اللي زيه مليانين انت قشر وانا اجبلك عشرة مكانه نصار ، ومازال يجن من الصدمة ، واخذ يض*ب يده بأخرى ،يحدث نفسه معقولة. يعني اللي كان بيخلص شغلنا و يبعت لينا الفلوس المزورة هو عز الدين ، جوز چني ،
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD