النفق 7

جدار الكراهية

كان ال**ت يخيّم على النفق بعد حديث خالد وناعوم.

لكن أوري لم يحتمل أكثر.

جلس معتدلًا رغم جرحه النازف، عيناه تلمعان بحدة، وصوته يجلجل بالإنجليزية والعبرية الممزوجة:

– "Enough! You all sit here crying like victims. But we… we are the chosen people! God gave us this land. The Torah says: drive out the beasts from it. And you… you are the beasts!" كفى! أنتم تجلسون هنا تبكون كالضحايا. لكننا... نحن الشعب المختار! وهبنا الله هذه الأرض. تقول التوراة: اطردوا الوحوش منها. وأنتم... أنتم الوحوش!

ارتجف دانيال من وقع كلماته، بينما شهقت ناعوم بصوت منخفض، كأنها لم تتوقع أن يقال ذلك بهذه الفجاجة أمام الأسرى.

أما خالد، فقد انكمش أكثر في ركنه، يحاول ألا يواجه عيني يوسف.

نهض يوسف واقترب من أوري، عينيه تقدحان نارًا:

– "بهائم؟! هكذا علموك؟ أن المرأة التي تنتظر على الحاجز… والطفل الذي يقصف فوق بيته… والشيخ الذي يُطرد من أرضه… كلهم بهائم؟"

صرخ أوري متحديًا:

– "Yes! They are obstacles. We are here to build, and you are here to serve or die. That’s how it has always been!" نعم! إنها عقبات. نحن هنا للبناء، وأنتم هنا للخدمة أو الموت. هكذا كان الحال دائمًا!

اقترب يوسف أكثر، حتى صار وجهه مقابل وجه أوري:

– "اسمعني جيدًا… نحن لسنا بهائمًا. نحن أصحاب هذه الأرض. هنا وُلدنا، وهنا نموت. أنتم عابرون… مهما امتلكتم من سلاح. الأرض تعرف أهلها… وستلفظكم كما لفظت كل الغزاة قبلكم."

ض*ب أوري الحائط بقبضته، صرخ من عمق جرحه:

– "No! We will never leave! This is ours forever!""لا! لن نغادر أبدًا! هذا لنا إلى الأبد!"

لكن صوته ارتجف في آخر الكلمة، كأن ما قاله لم يعد يقنع حتى نفسه.

دانيال ظل يراقب المشهد، قلبه يخفق بعنف.

لقد كان في مكان أوري قبل أسابيع قليلة فقط: يردد نفس الشعارات، يؤمن بنفس "الاختيار الإلهي".

لكن الآن، وهو يرى يوسف ثابتًا كجبل، وأوري يتصدع كحجر هش، أدرك أن الكراهية لا تبني إيمانًا… بل فقط قفصًا من الوهم.