انكـسار الجدار

303 Words
مرّت ساعات ثقيلة. انخفضت حرارة أوري قليلًا بفضل عناية يوسف، وتوقّف النزيف. لكن عينيه ظلتا شاردتين، تحدقان في سقف النفق كمن يرى فراغًا لا نهاية له. جلس يوسف قربه، يبدّل الضماد ب**ت. حين رفع رأسه، وجد أوري يهمس بصوت مبحوح: – "Why did you save me…? You should have let me die.""لماذا أنقذتني...؟ كان يجب أن تتركني أموت." أجاب يوسف وهو يشد الرباط على كتفه: – "لأن موتك هنا لن يغيّر شيئًا… لكن ربما نجاتك تجعلك تفكر." أطرق أوري لحظة، ثم انفجر: – "All my life… they told me Arabs are animals. That we must kill them before they kill us. I believed it! I… enjoyed it! At the checkpoint, in training… it was so easy to hate."طوال حياتي... كانوا يقولون لي إن العرب ح*****ت. علينا قتلهم قبل أن يقتلونا. صدقتهم! استمتعت بذلك! عند نقطة التفتيش، وأثناء التدريب... كان من السهل جدًا أن أكرههم. صوته ارتجف، عيناه امتلأتا بالدموع: – "But now… you treat me better than my own army would. You give me water… you clean my wound… while all I gave you was hate." "لكن الآن... تعاملني أفضل مما كان سيفعله جيشي. تعطيني الماء... تنظف جرحي... بينما كل ما قدمته لك هو الكراهية." ساد ال**ت. ناعوم كانت تحدق فيه بدهشة، كأنها ترى إنسانًا جديدًا يتشكل أمامها. خالد طأطأ رأسه، لم يجرؤ على التعليق. اقترب يوسف قليلًا، صوته ثابت لكنه عميق: – "الحقد سمّ يا أوري. يقتل صاحبه قبل عدوه. ربما هذه أول مرة ترى الحقيقة: لسنا بهائمًا… بل بشر مثلك." غصّ أوري بدموعه، حاول أن يتكلم لكن الكلمات خانته. غطى وجهه بيده السليمة، وانفجر في بكاء مكتوم لم يسمع مثله من قبل. دانيال ظل يراقب المشهد، وقلبه يغلي. لم يرَ في أوري الجندي المتغطرس بعد الآن… بل رجلاً م**ورًا يواجه مرآة نفسه لأول مرة. وفي داخله، أدرك دانيال: "إن كان يوسف استطاع أن يغيّر هذا الجدار الحجري… فكيف لن يغيّرني أنا؟"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD