النفق 7

دم على الكتف

كان **ت النفق يقطعه بين الحين والآخر أنين أوري، يده تضغط على كتفه الملفوف بضمادة داكنة اللون.

يوسف كان يبدل له الضماد في كل مرة ب**ت بارد، دون أن يعلق بكلمة، وكأن واجبه الإنساني لا يعني أنه يعفيه من محاسبته.

جلس دانيال غير بعيد، يتأمل وجه أوري الذي يزداد شحوبًا.

قرر أخيرًا أن ي**ر ال**ت، صوته خافت:

– "Are you… okay?""هل أنت بخير؟"

ضحك أوري ضحكة قصيرة، ممزوجة بالألم والاحتقار:

– "Do I look okay? Stuck here… with animals."هل أبدو بخير؟ عالق هنا... مع الح*****ت.

شدّ دانيال حاجبيه، شعر بالإهانة رغم أنه ليس عربيًا.

– "They saved your life. He" – وأشار إلى يوسف – "treated your wound.""لقد أنقذوا حياتك. فهو" و أشارإلي يوسف "عالج جرحك".

زمجر أوري بصوت خافت:

– "Better to die than owe them anything.""من الأفضل أن أموت من أن أكون مدينًا لهم بأي شيء."

ثم رفع عينيه نحو السقف، وبدأ صوته يزداد حدة، كأنه يستعيد عقيدته:

– "منذ كنت طفلًا في بوسطن، كانوا يعلّمونني أن العرب وحوش، لا يعرفون الحضارة. نحن شعب الله المختار، وهذه الأرض لنا. غير اليهود خُلقوا لخدمتنا فقط. كنت أنتظر يومًا أدخل فيه الجيش… لأتسلى بقتل كل ما هو غير يهودي."

ارتجف دانيال من الكلمات.

كان يظن نفسه المتشدد في إيمانه بالقضية، لكنه وجد أمامه شخصًا أكثر قسوة، وأكثر صدقًا في إظهار الكراهية.

تدخل يوسف فجأة، صوته بارد كالجليد:

– "أنت الآن لا تستطيع رفع يدك، وتصرخ كطفل مدلل فقد لعبته. هكذا كل من آمن أنه فوق البشر… يسقط عاجزًا عند أول جرح."

رمق أوري يوسف بنظرة حاقدة، لكنه لم يرد.

بدت الدمعة تتجمع في عينيه، لكنه أخفاها بزمجرته المعتادة.

ظل دانيال يراقبه، وقلبه يموج بالأسئلة:

هل هذا ما كنت سأصير عليه لو طالت خدمتي؟ هل الكراهية قدرٌ محتوم؟ أم أن ما يقوله يوسف… عن البشر جميعًا، عن الحرية المشتركة… أقرب إلى الحق؟