..بعد ساعة انطلق الحفل..تأخرت هزان في النزول..غيرت الفستان الذي كانت ترتديه و ارتدت فستانا آخرا بلون أزرق..ياقته مفتوحة تظهر امتلاء ن*ديها و به شق من الاسفل يصل الى فخذها الايمن ..راقب ناظم و ياغيز نزولها..و خاصة ياغيز الذي التهمها بعينيه التهاما..اقتربت هزان من ناظم و وضعت يدها في يده و خرجا معا..في الحديقة..كان المدعوون منتشرين هنا و هناك..موسيقى صاخبة و مأكولات و مشروبات متنوعة....تمايلت هزان صحبة ناظم و هي تشبك يدها في ذراعه..راقبها ياغيز من بعيد بعينان تحترقان غيرة عليها..اقترب منها ناظم و قبل خدها و ابتسمت هي أمام الموجودين..تجولا معا بين الطاولات ..ثم سحبها ليرقصا معا..وضع ناظم يده على خصرها و قربها منه ..فتبعت خطواته و عيناها على ياغيز..اقتربت انجيلا من ياغيز و قالت" هل تشاركني هذه الرقصة؟" فوضع يده في يدها و أخذها بين ذراعيه مراقصا اياها..التقت نظراته بتظرات هزان و تعلقت ببعضها..كانا يرقصان مع أشخاص آخرين لكن ارواحهما تعانقت و رقصت معا..توقفت الموسيقى و صفق الموجودون فاستأذنت هزان ناظم في الذهاب الى الحمام..فتحت الباب و دخلت..وقفت مطولا أمام المرآة ثم أخذت حقيبتها لتجدد مساحيقها..و فجأة فتح ياغيز الباب و دخل..سألت باستغراب" ماذا تفعل هنا؟" لم يجبها ..وضع يده على خصرها و ألصقها الى الحائط و حاصرها بجسده..لم يقل كلمة واحدة..ارتبكت هزان و ارتعش جسمها بقوة..أما هو فأمال رأسه و التهم شفتيها التهاما..قبلها بعنف قطع انفاسها و أربك دقات قلبها..امتص ياغيز شفتيها بعنف فارتفعت حرارتها و تعلقت يداها برقبته و قربته منها أكثر ثم بادلته قبلاته الهوجاء بأخرى أشرس منها..معركة دارت بين شفاههما..مد هو يده و تحسس فخذها الذي تمرد و انطلق من شق الفستان..وأخذ يعمّق قبلته أكثر فأكثر..التقت الألسنة و تعانقت ..و صار التنفس مستحيلا الا من خلال احدهما الاخر..لم يكونا واعيين لما حولهما..اختفى المكان و الزمان و الموجودين..لم يبقى الا هو و هي..و كما اقترب دون مقدمات..ابتعد دون مقدمات تاركا اياها تحترق جراء قبلاته..
بقيت هزان في الحمام واقفة في نفس الوضعية التي تركها فيها..ظهرها لصق الحائط..ص*رها يعلو و ينخفض بسرعة..أنفاسها متهدجة و حرارة جسدها عالية..و عيناها مغمضتان..ماهذا الذي يحصل معها؟ ما هذا الفيض من المشاعر و الاحاسيس؟ ماذا يسمى هذا الاحتراق و هذا الاقتراب؟ انها المرة الاولى التي تشعر فيها بهذا كله..لا بل و لا تكتفي منه..تريد المزيد و المزيد دون اكتفاء..فتحت عينيها و نظرت الى وجهها في المرآة..تورم خفيف اعترى شفتيها جراء قبلاته المجنونة..سيطرت على ارتعاش جسمها و سرعة انفاسها..و بأصابع مختلجة أعادت وضع مساحيقها و خرجت من الحمام..وجدت ناظم يقف صحبة أنجيلا و رجلين آخرين..بحثت عيناها دون وعي منها عن ياغيز..لكنها لم تجده..وقفت بجانب ناظم فسمعته يهمس لأنجيلا " لا تقلقي..لقد كلفت ياغيز بتجهيز البضاعة لكي تأخذيها ..كما تعلمين شحن كمية كبيرة من الم**رات ليس بهذه السهولة" ابتلعت هزان ريقها و شعرت بالخوف..لقد تورطت مع جماعة من مافيا السلاح و الم**رات و القتل..خوفها كان من ناظم فقط..لكن ياغيز بالنسبة إليها أمر آخر..رغم أنه أكثر رجل موثوق لدى ناظم و ذراعه الأيمن..إلا أن وجوده يشعرها بالأمان ..لم تستطع أن تفهم هذا الشعور او ان تحلله بطريقة منطقية..هو مجرد إحساس فقط..أما ياغيز فعند خروجه من عندها..اعترضه ناظم و قال" ياغيز..بني..اذهب إلى المستودعات و جهز البضاعة التي ستشحن مع أنجيلا الى أمريكا..احرص على إخفاء الم**رات جيدا داخل الاطارات البلاستيكية و مواد التجميل" هز رأسه و قال"حسنا ناظم بابا" و ذهب الى المستودعات..في سيارته كان عقله مسلوبا بتلك القبلة الملتهبة التي تبادلاها..عقله يحاول إبعاده عنها و منعه من الاقتراب منها ..و قلبه يستمتع بذلك الاقتراب و يرغبه و يريد أكثر منه أيضا..علاقة تجمعه بزوجة الزعيم من شأنها ان تهز ثقة ناظم فيه و تقضي عليه..انتهت الحفلة و غادر المدعوون ..فبقيت هزان في غرفتها تنتظر عودة ياغيز..وقفت أمام المرآة و انتظرت..لكنه لم يعد..نظرت هزان الى ساعتها..انها الرابعة صباحا..استلقت على سريرها و هي تستعيد تفاصيل قبلتهما الى أن غلبها النعاس و نامت....في الصباح استيقظت هزان على صوت صراخ ناظم و هو يقول" أيها الأغ*ياء..كيف لا تخبرونني بما جرى؟ و أين هو ياغيز؟ حمقى..أقسم أنني سأقتلكم جميعا ان لم يعد ياغيز" ارتعدت فرائص هزان و أسرعت الى الأسفل..وجدت ناظم يتحدث مع مجموعة من الرجال الذين كانوا مع ياغيز في المستودعات..أحدهم كان مصابا في ساقه و الآخر في كتفه..تكلم أحدهم" سيدي..لقد تعرضنا لمداهمة فجئية و تبادلنا إطلاق النار مع الشرطة..و لا نعرف إن كان ياغيز باي على قيد الحياة أم لا" وضعت هزان يدها على فمها لكي تخفي شهقة كانت على وشك الإنطلاق منه..صرخ ناظم" اذهبوا و ابحثوا عنه و لا تعودوا إلا و هو معكم..أحضروا لي ابني..أسرعوا" ..اختفى الرجال من أمام ناظم بسرعة..فانهار هو على الأريكة واضعا رأسه بين يديه..اقتربت منه هزان و قالت" ناظم ..مالأمر؟ ماذا حدث؟" رفع رأسه اليها و قال" لقد داهمت الشرطة المستودعات و حجزت جزءا من البضاعة و وقع تبادل لإطلاق النار أصيب فيه عدد من رجالي..و ..ياغيز..لا يعرف الرجال إن كان على قيد الحياة أو لا" وضعت هزان يدها على كتفه و قالت" لا تقلق..انه بخير..انا متأكدة من ذلك" سمعا وقع أقدام ..رفعا نظريهما ليجدا ياغيز قادما و هو يستند على أحد الرجال ..قميصه مضرج بالدماء و وجهه شاحب..نهض ناظم مسرعا و اقترب منه و سأل" ياغيز..بني..هل أنت بخير؟" نظر اليه ياغيز و قال بصوت مختنق" بخير ناظم بابا..لا تقلق" نظرت هزان الى ذراعه و قالت" إنه مصاب برصاصة في كتفه الأيمن..ادخلوه الى الغرفة و سأهتم به" نظر اليها ناظم و قال" هل تعرفين كيف تعالجينه؟' قالت" ألا تعلم أنني أدرس الطب؟ هيا ..أسرعوا" كانت قلبها يخفق بشدة خوفا عليه لكنها سيطرت على نفسها لكي لا تلفت انتباه ناظم..أدخل الرجال ياغيز الى غرفته و مددوه على السرير..اقتربت منه هزان و نزعت عنه قميصه..بقيت تنظر الى ص*ره العاري للحظات ثم سرعان ما أحضرت علبة الاسعافات الأولية و أخذت تمسح الدماء عن الجرح ..تحسست مكان الاصابة و وجدت الرصاصة..خدرت المكان و قامت بإخراجها بخفة كبيرة..راقبها ناظم و قال" هل سيكون بخير؟ هل هنالك خطر على حياته؟" أجابت" لا تقلق..لقد قمت بإخراج الرصاصة و الان سأعقم الجرح و أخيطه..سيكون بخير.."....رن هاتف ناظم و خرج فقالت هزان و هي تخيط الجرح" ياغيز..هل تواجهت مباشرة مع أحد رجال الشرطة؟" سأل" ولماذا تسألين؟" أجابت" لأن الاصابة من مكان قريب..لذلك سألت" تغيرت ملامح وجه ياغيز و قال" نعم..لقد أمسكني من الخلف و تعاركنا فباغتني برصاصة في كتفي و بقيت ملقى على الأرض خلف المستودع إلى ان استيقظت و وجدني أحد الرجال و ساعدني في الوصول الى هنا" هزت هزان رأسها و لم تعلق..اقتربت منه لتقطع الخيط بأسنانها فارتعش جسده تحت وقع أنفاسها الملتهبة على ص*ره و أبعد عينيه عنها..اقتربت منه و مررت أصابعها على وجهه و قالت" لقد خفت كثيرا عليك..الحمد لله أنك بخير" أبعد يديها و قال" أنا بخير" دخل ناظم و سأل" كيف أنت الان يا بني؟" اجاب" أنا بخير بابا" قالت هزان" يجب أن يرتاح و يأكل لحما مشويا يعوض الدماء التي فقدها" قال ناظم" لقد أمرت الرجال بذبح خاروف و شيّ لحمه لكي يأكله ياغيز" ابتسم ياغيز و قال" آسف بابا..لم أستطع أن أحمي البضاعة" ربت ناظم على كتفه و قال" حسنا بني..لا تقلق..الشرطة لم تتمكن من حجز كل البضاعة..المهم أنك بخير ..اما البضاعة فتعوض" قال ياغيز" شكرا بابا..شكرا هزان هانم" لم تجبه هزان اما ناظم فقال" هيا بني..نم و ارتاح" و خرجا تاركين اياه لينام..في الصالون جلست هزان و ناظم و انظمت اليهما أنجيلا التي بدا الانزعاج واضحا على وجهها عندما أعلمها ناظم بما حصل ..ثم سألت" هل ياغيز بخير؟" قال ناظم" إنه بخير..لقد اهتمت به هزان و عالجته" وقفت و قالت" سأذهب لأراه" فقالت هزان" إنه نائم..يجب أن يرتاح" جلست أنجيلا و قالت" تمام..سأنتظر استيقاظه إذا"..