الفصل الثالث

1185 Words
..مشت هزان حول المسبح ثم أخذت هاتفها و اتصلت بأمها ..قالت" أمي الحبيبة؟كيف حالك؟ " سألت امها بلهفة" كيف انت يا ابنتي؟ طمأنيني" قالت" لا تقلقي..انا بخير" قالت" هل تزوجتي؟ كيف يعاملكي ذاك الرجل؟ " قالت" أجل لقد تزوجنا بالامس و الى حد الان يعاملني جيدا" بكت فضيلة بصوت عال و قالت" آااه يا ابنتي..مسكينة انت..لم اكن اتصور انكي ستتزوجين و انني لن أراكي و انت ترتدين الفستان الابيض..اسمعي يا ابنتي..أطيعيه و لا تغضبيه..إنه رجل قاسي القلب و لا يرحم.." قالت" تمام امي..أين هو أبي؟" اجابت" لقد قضى ليلة البارحة خارج المنزل و عاد مع الفجر و هو ثمل جدا ..يبكي و يقول انا السبب..انا فعلت هذا بابنتي" مسحت هزان دموعها و قالت" لا تقلقي امي..لا تقلقي..سأحاول ان أتأقلم مع هذه الحياة الجديدة..و انت..انتبهي لنفسكي ..احبكي كثيرا" قالت" وانا ايضا يا ابنتي..انتبهي.. اعتني جيدا بنفسك" ..قطعت الاتصال مع أمها و التفتت لتجد ياغيز يقف وراءها..قالت" ماذا تفعل هنا ؟ لقد اخفتني" قال وهو يتأملها" انا اسف..الزعيم يريد ان يراكي " هزت رأسها و تبعته..في الصالون كان ناظم جالسا و امامه مجموعة من الاكياس ..قالت" نعم سيد ناظم" ضحك و قال" نادني ناظم..انا زوجكي حياتي" صمتت فقال" تفضلي..هذه هدايا لكي..ملابس و عطور و مجوهرات.." قالت" شكرا ناظم" ..حمل الرجال الهدايا الى غرفتها ففتحت الاكياس..كلها اشياء فاخرة و من أحسن الماركات العالمية..و حتى الفساتين كانت على مقاس جسدها تماما..دخل ناظم و قال" اييي.جيد.هل أعجبتكي الهدايا؟" قالت" نعم..جدا..انها جميلة جدا" اقترب منها كثيرا فاضطربت و ارتعد جسدها فابتسم و قال" أردت ان تشكريني" قالت" كيف؟" وضع اصبعه على خده و قال" بأن تقبليني هنا" اقتربت منه هزان و قبلته على خده فضحك و خرج....بقيت هزان للحظات واقفة تتابع خروجه من الغرفة..انه رجل غريب الاطوار..يعاملها جيدا و يشتري لها الهدايا و لا يطالبها بشيء في المقابل..جربت فستانا قصيرا بلون زهري به فتحة بين الن*دين و ظهره عاري و نظرت الى نفسها في المرآة..سمعت طرقات على الباب فقالت" ادخل" ..مدت نعمت رأسها و قالت" هزان هانم..ماذا تريدين على الغداء؟" ابتسمت و قالت" لا أعلم..ربما ورق عنب" قالت" حسنا سيدة هزان..كما تريدين" و من فتحة الباب لمحت هزان عينين بلوريتين تفحصتاها بنظرات ملتهبة ..التفتت فإذا به يختفي بسرعة..لاحظت هزان أنه ينظر اليها أحيانا لكنه سرعان ما يبعد نظراته عنها كأنه يخشى إطالة النظر اليها..تجاهلت الامر و غيرت ملابسها و نزلت ..في الحديقة كان ناظم يقف و يضع ساقه على ص*ر أحد رجاله و هو يقول" ألا تعلم ان خيانة ناظم كايا ثمنها الموت؟ كيف تفعل هذا ياغ*ي؟" قال الرجل بصوت مرتعش" لست أنا..انا لم افعل ذلك..هناك جاسوس بيننا..أقسم انني لم افعل" ضغط ناظم بساقه أكثر و قال " اخرس..اخرس يا هذا..هذه ثاني شحنة تمسكها الشرطة قبل الوصول الينا..لا تكذب ..انت خائن" توسل الرجل مطولا لكن ناظم لم يستمع اليه ..سحب مسدسه من خصره و أطلق عليه رصاصة في رأسه..التفت ناظم الى ياغيز و قال" ارموا هذا الخائن لتأكل الكلاب جثته" ارتعدت فرائص هزان وهي ترى ذلك المنظر المريع و سارعت الى الاختفاء في غرفتها..كان قلبها ينبض بشده و أسنانها تصطك من الخوف..هذا الرجل سفاح و قاتل..لم يتردد لحظة واحدة في قتل انسان..هذا المشهد الذي رأته جعلها تكتشف الوجه الحقيقي لناظم و جعلها تقرر اطاعته دائما و تحاشي اغضابه لكي لا تتعرض لنفس المصير....انزوت هزان في غرفتها بقية اليوم و لم تستطع أن تخرج او ان تقابل أحدا..في المساء دخلت عليها نعمت و قالت" سيدة هزان..الزعيم ليس هنا..هل تريدن تناول عشاءكي هنا ام في الاسفل؟" سألت" ألا يوجد أحد؟" اجابت"السيد ياغيز في الاسفل" وقفت هزان و قالت" سأتناول العشاء مع ياغيز " قالت" حسنا سيدتي" ..لبست هزان سروالا اسود اللون يلتصق بساقيها و يبرز رشاقتهما و قميصا أحمرا بياقة مفتوحة و اطلقت شعرها الطويل على ظهرها و نزلت..وقف ياغيز و هو يراها فقالت" اجلس ياغيز" جلس و جلست قبالته على الطاولة..سألت" أين هو ناظم؟" أجابها دون ان ينظر اليها" لديه عمل مستعجل و طلب مني البقاء هنا" قالت" تمام" ..تناولا طعامهما بصمت ..لاحظت هزان أنه لا يرفع نظره اليها فقالت" لماذا لا تنظر الي؟ هل انت خائف؟" نظر اليها و اجاب" لا..لست خائفا..و مم سأخاف؟" ابتسمت وقالت" من ناظم مثلا" رد" لا..لا أخاف من ناظم..ناظم بمثابة والدي" قالت" نعم..لاحظت انه يحبك كثيرا..هل لك صلة قرابة به؟" هز رأسه نفيا و قال" لا..انا معه منذ شهرين فقط" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" و كيف يثق بك كل هذه الثقة؟ و يفضلك على باقي رجاله؟ غريب" قال" لقد أنقذت حياته..هذا هو السبب..تعرض لكمين من الشرطة و أصيب اصابة بليغة فعالجته و أنقذت حياته..لهذا السبب" فهمت هزان سبب ثقة ناظم في ياغيز و اعتباره بمثابة ابنه ..صمت ياغيز قليلا ثم سألها" وأنت؟ لماذا تزوجته؟" قالت و هي تنظر اليه" كنت مضطرة للزواج به..ناظم يريد مبلغا من أبي و خيرني بين ان يقتله او اتزوجه..فاخترت الزواج به لكي أنقذ والدي" نظر اليها ياغيز مطولا ثم قال" ما عليكي سوى اطاعته و سيعاملكي جيدا ..لا تقلقي" قالت" لست قلقة..انا خائفة" وقف و اقترب منها واضعا يده على كتفها و قال" لا تخافي..لن يؤذيكي..المهم ان تكوني مطيعة" ثم ابتعد و خرج الى الحديقة....تبعته هزان الى الحديقة فرأته واقفا و يدخن سيجارة..اقتربت منه و قالت" لا أعلم لماذا أشعر أنك لا تنتمي الى هنا..أليس لك عائلة؟" نظر اليها و اجاب" لا..انا يتيم..عشت في ملجأ للايتام ثم عملت صياد سمك لمدة ..و في البحر عثرت على ناظم بابا مصابا و أنقذت حياته فأخذني الى جانبه و صرت واحدا من رجاله" قالت" وهل هذه الحياة التي تراها مناسبة لك؟" سحب سحبة من سيجارته و نفخ دخانها في الهواء و قال" هذه الحياة أفضل من الحياة التي كنت أعيشها سابقا" صمت قليلا ثم قال" لماذا تسألين هذه الاسئلة الكثيرة؟" اجابت" أريد فقط أن أعرفك أكثر..للحظة شعرت أنك مثلي..مجبر أن تكون هنا" ضحك بصوت عال و قال" لا..انا لا أشبهكي..لكل منا حياته و ظروفه الخاصة " اقتربت منه هزان واضعة يدها على كتفه و قالت" أريد فقط أن نكون أصدقاء" اقترابها منه جعله يضطرب و يتراجع بسرعة و هو يقول" لا..لا نستطيع ان نكون كذلك..الاقتراب بيننا ممنوع" قالت" و لماذا؟ " أجاب بصوت مبحوح" لأنكي باختصار زوجة الزعيم" ثم ابتعد و دخل الى غرفته..بقيت هزان واقفة للحظات أمام المسبح..انتابها شعور غريب بالارتياح لياغيز..هي لا تخافه كما تخاف ناظم..ترتاح لوجوده..تشعر بالامان..بل أكثر من ذلك..تثق به دون سبب يدعو لذلك..سمعت وقع خطوات وراءها..التفتت فإذا هو ناظم ..قال" مساء الخير هزان" اجابت بصوت مرتعش" مساء الخير ناظم" اقترب منها و قال" أعتذر..لم استطع ان اتناول طعام العشاء معكي" قالت" لا مشكلة..أخبرني ياغيز أن لد*ك عملا مستعجلا" هز رأسه موافقا و قال" نعم..لكن سأعوض ذلك..تستطيعين غدا الذهاب لزيارة أهلكي" فرحت هزان و قالت" شكرا لك ناظم..شكرا جزيلا" و اقتربت منه و قبلت خده فضحك و قال" سيصطحبكي ياغيز غدا على الساعة التاسعة صباحا ..اتفقنا؟" قالت بحماس" اتفقنا" قال" هيا..اذهبي الى النوم..ليلة سعيدة" قالت" ليلة سعيدة" و ذهبت الى غرفتها..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD