..تناولا طعامهما بصمت ..لاحظت هزان أنه لا يرفع نظره اليها فقالت" لماذا لا تنظر الي؟ هل انت خائف؟" نظر اليها و اجاب" لا..لست خائفا..و مم سأخاف؟" ابتسمت وقالت" من ناظم مثلا" رد" لا..لا أخاف من ناظم..ناظم بمثابة والدي" قالت" نعم..لاحظت انه يحبك كثيرا..هل لك صلة قرابة به؟" هز رأسه نفيا و قال" لا..انا معه منذ شهرين فقط" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" و كيف يثق بك كل هذه الثقة؟ و يفضلك على باقي رجاله؟ غريب" قال" لقد أنقذت حياته..هذا هو السبب..تعرض لكمين من الشرطة و أصيب اصابة بليغة فعالجته و أنقذت حياته..لهذا السبب" فهمت هزان سبب ثقة ناظم في ياغيز و اعتباره بمثابة ابنه ..صمت ياغيز قليلا ثم سألها" وأنت؟ لماذا تزوجته؟" قالت و هي تنظر اليه" كنت مضطرة للزواج به..ناظم يريد مبلغا من أبي و خيرني بين ان يقتله او اتزوجه..فاخترت الزواج به لكي أنقذ والدي" نظر اليها ياغيز مطولا ثم قال" ما عليكي سوى اطاعته و سيعاملكي جيدا ..لا تقلقي" قالت" لست قلقة..انا خائفة" وقف و اقترب منها واضعا يده على كتفها و قال" لا تخافي..لن يؤذيكي..المهم ان تكوني مطيعة" ثم ابتعد و خرج الى الحديقة....تبعته هزان الى الحديقة فرأته واقفا و يدخن سيجارة..اقتربت منه و قالت" لا أعلم لماذا أشعر أنك لا تنتمي الى هنا..أليس لك عائلة؟" نظر اليها و اجاب" لا..انا يتيم..عشت في ملجأ للايتام ثم عملت صياد سمك لمدة ..و في البحر عثرت على ناظم بابا مصابا و أنقذت حياته فأخذني الى جانبه و صرت واحدا من رجاله" قالت" وهل هذه الحياة التي تراها مناسبة لك؟" سحب سحبة من سيجارته و نفخ دخانها في الهواء و قال" هذه الحياة أفضل من الحياة التي كنت أعيشها سابقا" صمت قليلا ثم قال" لماذا تسألين هذه الاسئلة الكثيرة؟" اجابت" أريد فقط أن أعرفك أكثر..للحظة شعرت أنك مثلي..مجبر أن تكون هنا" ضحك بصوت عال و قال" لا..انا لا أشبهكي..لكل منا حياته و ظروفه الخاصة " اقتربت منه هزان واضعة يدها على كتفه و قالت" أريد فقط أن نكون أصدقاء" اقترابها منه جعله يضطرب و يتراجع بسرعة و هو يقول" لا..لا نستطيع ان نكون كذلك..الاقتراب بيننا ممنوع" قالت" و لماذا؟ " أجاب بصوت مبحوح" لأنكي باختصار زوجة الزعيم" ثم ابتعد و دخل الى غرفته..بقيت هزان واقفة للحظات أمام المسبح..انتابها شعور غريب بالارتياح لياغيز..هي لا تخافه كما تخاف ناظم..ترتاح لوجوده..تشعر بالامان..بل أكثر من ذلك..تثق به دون سبب يدعو لذلك..سمعت وقع خطوات وراءها..التفتت فإذا هو ناظم ..قال" مساء الخير هزان" اجابت بصوت مرتعش" مساء الخير ناظم" اقترب منها و قال" أعتذر..لم استطع ان اتناول طعام العشاء معكي" قالت" لا مشكلة..أخبرني ياغيز أن لد*ك عملا مستعجلا" هز رأسه موافقا و قال" نعم..لكن سأعوض ذلك..تستطيعين غدا الذهاب لزيارة أهلكي" فرحت هزان و قالت" شكرا لك ناظم..شكرا جزيلا" و اقتربت منه و قبلت خده فضحك و قال" سيصطحبكي ياغيز غدا على الساعة التاسعة صباحا ..اتفقنا؟" قالت بحماس" اتفقنا" قال" هيا..اذهبي الى النوم..ليلة سعيدة" قالت" ليلة سعيدة" و ذهبت الى غرفتها..
..في الصباح..استيقظت هزان و كلها حماس ..ارتدت فستانا بلون ازرق سماوي يصل الى ركبتيها و جمعت شعرها و نزلت تجري الى الصالون..وجدت ياغيز و ناظم ينتظرانها على الفطور..شربت قهوتها و هي واقفة فضحك ناظم و قال" من يرى حماسكي هذا يقول انكي لم تزوري أهلكي منذ سنتين؟" اجابت" لقد اشتقت الى أمي..ياغيز..هيا " نظر ياغيز الى ناظم فأومئ له بالذهاب..في السيارة ..نظر اليها ياغيز و ابتسم و هو يرى اضطرابها و قال" يبدو أنكي تحبين عائلتكي كثيرا" قالت" اوو..كثيرا..و خاصة أمي..هي كل حياتي" صمتت قليلا ثم قالت" .اعتذر..حدثتك عن امي و نسيت أنك لا تعرف أمك و ليس لك عائلة" قال بهدوء"..لا مشكلة..لقد تعودت" وضعت هزان يدها على يده لتواسيه فأبعد يده بسرعة و بقي صامتا..في الطريق..توقف ياغيز في محل هدايا و رافقها لكي تشتري بعض الهدايا لأهلها..وصلا بعد قليل الى المنزل..اعترضتها أمها و احتضنتها مطولا و هي تبكي ..بقي ياغيز ينتظرها في السيارة..سألتها أمها" قولي يا ابنتي..كيف يعاملكي ذلك الرجل؟ هل يضربكي؟ هل يؤذيكي؟" اجابت" لا يا أمي..انه يعاملني جيدا..يشتري لي الهدايا و سمح لي بزيارتكي..المهم بالنسبة اليه ان اطيعه و الا افتعل المشاكل" قالت فضيلة"بنيتي..أعلم أن هذا الوضع أصعب من ان تتحمليه..لكنني اريدكي ان تطيعيه..احذري غضبه" قالت"امي.لا تقلقي.سأتوخى الحذر ..انظري ماذا احضرت لكي" و مدت الى أمها اكياسا ملآى بالثياب و المجوهرات ..ابعدتهم امها و قالت" ابنتي..لا اريد منكي شيئا..المهم ان تكوني بخير" قطع حديثهما دخول والدها..بقي واقفا للحظات ينظر اليها..ثم قال" مرحبا بكم..مرحبا يا ابنتي" نظرت اليه مطولا ثم قالت" أمي..لقد تأخرت..يجب ان اذهب" قبلت امها التي بكت بحرقة و هي تحتضنها بين ذراعيها بشدة و خرجت..ركبت السيارة و هي تغالب دموعها..في الطريق نظر اليها ياغيز..كانت تفرك اصابعها بشدة ..قال" هزان هانم..هل أنت بخير؟كيف تشعرين ؟" قالت بصوت مخنوق" أنا..بخير" لم تستطع ان تتحمل اكثر من ذلك..انفجرت بالبكاء بصوت عال..اوقف ياغيز السيارة و قال" هزان هانم..اهدإي" نظرت اليه هزان ..وضع يده على كتفها فارتمت بين ذراعيه واضعة رأسها على ص*ره و واصلت بكاءها....اضطرب ياغيز من اقتراب هزان منه و وضع رأسها على ص*ره..رائحة عطرها و شعرها و جسدها تسللوا الى أنفه و أربكوا دقات قلبه..وضع يده على ظهرها و قربها منه أكثر..هدأت و استكانت و هي تستمع الى نبضات قلبه المتسارعة..توقفت عن البكاء لكنها لم تبتعد عنه..رائحة جسده الرجولي شدتها اليه..تشعر أنها تنتمي الى هنا..هنا الأمان و الاطمئنان و الراحة..رفعت رأسها لتلتقي عيناها بعينيه البلوريتين و تغرق فيهما..أنفاسه الملتهبة أحرقت وجهها..جال ببصره على وجهها..تأمل عينيها ..وجنتيها..ثم توقف عند شفتيها..ارتعاش شفتيها الممتلئتين دعاه الى الاقتراب..غاب عقله و نسي نفسه و قرب وجهه أكثر ليأخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة رقيقة..قبّل شفتها العلوية ثم انتقل الى السفلية ثم أخذ كلتا شفتيها ..يمتصهما و يقبلهما..لم تستوعب ما يحدث أول الامر..لكن هذا الاقتراب كان لذيذا و ممتعا..فتجاوبت معه و بادلته قبلاته..فصارت القبلات سريعة و هوجاء و عنيفة..يده التفت حول عنقها لتقربها منه أكثر و ليعمّق قبلته أكثر..يدها داعبت خصلات شعره و تغلغلت فيها..لم ينتبها من ال
***ة التي كانا يعيشانها الا على صوت رنين هاتفه..انتبه لنفسه و ابتعد عنها مسرعا..كان ناظم هو المتصل..قال ياغيز" نعم ناظم بابا" قال" أين انتما؟ لقد تأخرتما" أجاب" نحن قادمان..اننا في الطريق" قال" تمام..انني انتظرك..لدينا عمل مستعجل" قال" تمام" ..قطع ياغيز الاتصال و شغل السيارة ثم انطلق بها في صمت..بعد لحظات قال بصوت مبحوح" هزان هانم..انا اسف..لقد فقدت نفسي..لم أنتبه..و لم أسيطر على نفسي..آسف..لن يتكرر ذلك..أعدكي" نظرت اليه و قالت" وماذا اذا كنت انا.." قاطعها" لا..أرجوك..لا تقولي شيئا" ..التزما الصمت طوال ماتبقى من الطريق و فور وصولهما انزوت هزان في غرفتها تتذكر القبلة الرائعة التي تبادلاها....تحسست هزان شفتيها و أغمضت عينيها و هي تتذكر تمازج شفتيهما..هذه أول مرة يقترب منها رجل هكذا..أول مرة يقبلها رجل و تبادله هي القبلات..تركيزها على دراستها منعها من التفكير في الحب او الوقوع فيه..و الشباب الذين درسوا معها كانوا يهربون منها لأنها كالرجل الآلي ..لا تفهم الا في الدراسة و العلم و الطب..كانوا يرونها مملة ..الان تستطيع ان تفهم شعور الفتيات و تأثرهن بأول قبلة لهن..أما ياغيز فوقف أمام ناظم و هو يحاول السيطرة على نفسه لكي لا يبدو عليه أي اضطراب..قال" قلي ناظم بابا..ماهو العمل الذي تريدني فيه؟" قال" هناك ضيف مهم أريدك ان تستقبله و تهتم به" قال" .أمرك..متى سيصل؟" قال" طائرته ستصل بعد نصف ساعة" سأل" ومن هو هذا الضيف المهم؟" اجاب" انها امرأة ..اسمها انجيلا لورين ..هذه صورتها" أخذ ياغيز الصورة من يد ناظم..انها امرأة شقراء في الثلاثينات من عمرها..قال" تمام" و انطلق بسيارته الى المطار..في السيارة كانت رائحة هزان تملأ المكان..اضطربت أنفاس ياغيز و هو يتذكر لحظات الاحتراق التي عاشها معها..كان يشعر بأحاسيس مختلطة ..منها الندم لأنه اقترب من زوجة الزعيم..و منها السعادة بذلك الاقتراب..و منها رغبته في المزيد..انه متأثر بها الى أقصى حد ..و صار وجودها خطرا عليه....وصل ياغيز الى المطار ..استقبل انجيلا التي نظرت اليه بطريقة و**ة و تفحصته مطولا ثم قالت" منذ متى صار ناظم يحسن اختيار رجاله؟ ما اسمك؟" اجاب" ياغيز" ضحكت بميوعة و قالت" اسمك جميل كوجهك " لم يعلق..فتح لها باب السيارة فركبت و انطلق بها الى القصر..طوال الطريق كانت انجيلا تنظر اليه ..تجاهل نظراتها و ركز على السياقة..قالت" هل أنت مرتبط؟" رد ببرود" لا" مررت أصابعها على يده و قالت" هذا رائع..نستطيع اذا أخذ فرصة معا" قال بحزم" لا..لا أعتقد ذلك..انا لا اقيم علاقات مع من لهم علاقة بالزعيم" ضحكت بصوت عال و قالت" علاقتي بالزعيم تقتصر على العمل فقط..انا الوكيل الحصري لبضاعته في امريكا..اهدأ" قال " حتى ولو..انا هنا للعمل و ليس لاقامة علاقات" قالت بهدوء"حسنت..لكن أحذرك..ليست انجيلا من ترفض..تذكر كلامي جيدا" صمت و لم يجبها..وصلا الى القصر فنزلت و رافقها الى الداخل..صافحت انجيلا ناظم و قبلته على خديه و جلست قبالته..بقي ياغيز واقفا فقال ناظم " ياغيز ..بني..نادي هزان" ..في غرفتها..كانت هزان تستحم و تغني بصوت عال..كانت سعيدة بكل ما حصل معها و بوجود ياغيز قريبا منها..طرق ياغيز الباب أكثر من مرة لكنها لم تجبه..و في اللحظة التي فتح هو في الباب و دخلت ..خرجت هي من الحمام تلف نفسها بمنشفة بيضاء كبيرة و تضع منشفة صغيرة على رأسها..بقيا ينظران الى بعضهما..راقب هو قطرات الماء التي نزلت من وجهها الى عنقها الى مابين ن*ديها..كان جسدها مثيرا و رائحته زكية..تغير لون عينيه الى لون رمادي كله رغبة ..أما هي فغزى اللون الاحمر خديها و ابعدت عينيها عن عينيه..صار تنفسه متسارعا و ص*ره يعلو و ينزل بسرعة..انتبه الى نفسه و قال" هزان هانم..ناظم بابا ينتظركي هو و ضيفته في الاسفل" قالت " حسنا..قادمة" ..التفت ياغيز و خرج مسرعا..أما هي فارتدت ملابسها و خرجت..