Chapter 2

1703 Words
Chapter 2 الساعة 4 عصرا يوم الاثنين 2017 مكتب مدير المستشفى . أراد دكتور سعد التحرك من مكانه وتحدث الى فهمى بعد أن قام من على كرسيه وقال له : - على العموم انا همشى دلوقتى وانت روح على مكتبك يا فهمى ، خليك مستعد بكرة لميعاد دانيال الساعة 10 الصبح . قام من على كرسيه فهمى و أردف قائلا : - تمام يا دكتور . بعد مغادرة دكتور سعد مكتبه وتحرك وراءه فهمى أثناء سيره فى الطرقة المؤدية لمكتبه قابل عم أشرف كان فى أنتظاره عند باب مكتبه فقال له : - يا دكتور فهمى والنبى ممكن طلب انا على استحياء منك والله . أبتسم فهمى وقال له : - يا عم أشرف انت حبيبى وعشرة عمر معانا فى المستشفى أؤمر يا عم أشرف . فرح و بدأ كلامه مباشرة قائلا : - الواد ابن اخويا حسن لسة مخلص جيش ومش لاقى شغل ، هو يدوب خلص دبلوم وقعد سنيتن يشتغل فى اى حاجة يلاقيها معمار او اى حاجة وبعد كدة دخل الجيش سنتين قضى مدته فى شمال سيناء ولسة طالع ، واد غلبان يعنى يا دكتور وبتاع شغل بس خلص جيش والدنيا واقفة مش لاقى شغل ، قولت اكلمك لانك اقرب حد هنا ما شاء الله لدكتور سعد مدير المستشفى فا لو تكلمو ياريت والنبى تشوفله اى شغلانه امن او اى حاجة متاحة و ربنا يكرمك يارب . جلس على كرسيه بعدما كان واقفا أثناء الحوار و رد عليه مبتسما له قائلا : - عنيا يا عم أشرف حاضر هشوفلك الموضوع دا و هقولك روح على البوفيه بتاعك دلوقتى وعنيا حاضر . رد على عجالة من أمره قل أن يخرج : - تسلم يا دكتور فهمى يارب منحرمش منك . الساعة 9 بالليل يوم الاثنين 2017 منزل أهل مشرفة التمريض شيرين . خرجت من غرفتها شيرين و ذهبت الى الصالة وجدت أمها جالسة أمام التلفزيون فجلست بجانبها وقالت لها : - يا ماما هو عا** فين من ساعة ما جيت الضهر بعد المستشفى ، ورحت جيبت يحيى من الحضانة دخلت أوضى نمت ولسة صاحية دلوقتى و فاضل ساعة على النبطشية بتاع الليل وعا** مش شايفاه هو فين دا كله . ردت بطريقة تكاد تكون مشفقة على حالها و قالت : - عا** اخوكى دا مطلع عينى الفترة اللى فاتت دى بنى أدم غريب بيظهر ويختفى محدش عارف ليه حاجة ، دا غيرشغله كمان يومين يروح ويوم ميروحش و لما بيروح بيتاخر ، كمان مدير المطعم اللى شغال فيه كل كام يوم يكلم اخوكى أحمد بحكم انهم صحاب من ايام الجامعة ويقوله اخوك عا** بيتاخر ومبيجيش وبينزل عليه خصومات وانا مش عاوز اقوله متجيش علشان خاطرك يا احمد ، واخوكى احمد مبيبقاش عارف يقوله ايه بيفضل يقوله معلش وحقك عليا طيب هكلمه اخليه يتظبط ومفيش فايدة . أجابتها شيرين : - عا** على طول كدة فاكرة يا ماما أيام الثانوية ، كنا نقعد نقوله اختار يا ابنى صحابك اللى بتمشى معاهم وكان يصاحب ناس غريبة اللى بيشرب سجاير واللى فاشل مكنش بيعرف حد عدل ابدا ، و كل فترة تلاقيه بيكلم واحدة غريبة و تكون اصغر منه بسنين ويقولك صحبتى من مدرسة السياحة والفنادق اللى كان فيها وقعد يسقط فيها لحد ما نجح بالعافية . ردت عليها والدة ونظرت أليها بعدما كانت تنظر الى التلفزيون وقالت لها : - شوفتى انتى بتقولى ايه كان ماشى يحب على نفسه دلوقتى بتحايل عليه نخطب ليه ، هو رافض اقوله يا ابنى فى بنات حلوين ومؤدبين بشوفهم كتير أهاليهم صحابى تعالى اجوزك بنت ناس محترمة منهم وهو يقولى انا مش عاوز اتجوز دلوقتى ، مع انى بشوفه بيتكلم فى التليفون كتير مش عارف مع مين ، أهو بقولأخطبله يمكن دا يخليه يشيل مسؤلية وحالة يتعدل ، مفيش غير اخوكى احمد اللى متغرب مع جوزك فى الكويت اللى بيريحنى ويسمع كلامى وانتى يا حبيبتى والله مش عارفة لو انتى مش قاعدة معايا علشان جوزك مسافر كنت هقعد ازاى انا وعا** اخوكى لوحدنا فى البيت ازاى بعد ما ابوكى اللى يرحمه ما مات ،عا** اخوكى مبيسمعش كلامى خالص وفين وفين لما اشوفه أو يقعد معانا قى البيت زى أى عائلة كدة . قامت شيرين بحضن أمها قائلة لها : - ربنا يخليكى لينا يا ماما وبعدين انا معاكى اهو ويحيى معاكى طول اليوم ، و كلنا جنبك أن شاء الله أحمد يرجع بالسلامة مع محمود جوزى الاجازة الجاية ونخطبله بقى او يتجوز مش هيقعد كتير كدة . أخذت تدعى لهم كثير ثم ردت عليها : - يارب يا شيرين وربنا يخليكوا لبعض يارب كلكم ويخليكوا ليا . الساعة 9.30 مساءا مبيت الدكاترة فى المستشفى . يجلس دكتور كريم على سريره وعلى السرير الأخر دكتور سيف واضعا سماعة هاتفه فى أذنه ، بعد وقت اعتدل كريم فى جلسته ثم اظهر على وجهه علامات انفعال غير جادة ثم قال : - ايه يا عم سيف بقالك ساعة يا سيدى بتتكلم فى التليفون مش كفاية بقى ولا ايه ، عاوزين ناكل لقمة سوا قبل ما ننزل النبطشية فى الطوارئ وراعى شعورى انا بشوف عيالى ومراتى كل كام يوم هما فى القاهرة وانا جنبك هنا . رد عليه ضاحكا : - هههههههههه خلاص يا دكتور قفلت المكالمة ومعاك أهو ناكل وننزل النبطشية . مازحه كريم متسائلا : - شكلك هتخطب قريب يا سيف شايف مكالمتك زادت الفترة الاخيرة ، خلى بالك بعد الجواز عارف التليفون مبيترفعش غير ايه عاملين كويسين الحمدلله أو هات حاجة وانت جاى . ضحك سيف ورد قائلا : - ههههههههه نعدى بس مرحلة الخطوبة الاول ونتجوز يا دكتور وبعدها نشوف موضوع التليفونات دى بعدين . أبتسم كريم وبصوت هادئ قال له : - يا سيدى مب**ك مقدما وربنا يتمم على خير انت ناوى على امتى ان شاء الله ؟ أجابه: - والله يا دكتور قريب ان شاء الله كدة كدة انا من كفرالشيخ والعروسة باردو من كفرالشيخ ، وهضطر استقر هنا مع انى كنت حابب استقر فى القاهرة لكن بس شغلى فى المستشفى مش هيسمح غير انى استقر هنا وان شاء الله هنحدد ميعاد الخطوبة قريب . رد عليه : - يا عم سيف مش مهم هتتجوز فين وتستقر فين هيا بتبقى مراحل انتقالية ، انا اهو من القاهرة ومتجوز فى القاهرة وقاعد هنا فى المستشفى علشان الشغل لما الدنيا تسمح يا هننقل عيشتى ومراتى وعيالى لكفرالشيخ علشان شغلي ، يا اما لو ظهر مستشفي كويسة وراتبها كويس زى دى فى القاهرة هنقل واروح اعيش فى بيتى فى القاهرة بدل ما انا مقضيها سفر بالعربية كل يوم او ببات كام يوم هنا واخد اجازة كام يوم ، يعنى ملخص الكلام هيا مراحل انتقالية فى حياة كل واحد فينا وبتمشى الحمدلله اللى مخلينى لسة محددش هعمل ايه انا لسة جاى المستشفى قريب مش من زمان يعنى يعتبر قبلك بفترة بسيطة انت خلصت امتياز وجيت شغل هنا وانا قبلك بكام شهر . هز رأسه موافقا لكلامه مقتنعا به و أردف قائلا : - على رايك مراحل انتقالية يا دكتور يلا بينا ناكل وننزل الطوارئ . الساعة 1 صباحا يوم الثلاثاء طورائ المستشفى . شاب فى العقد الثالث من عمره يحمل على كتفه رجل كبير فى السن قادم مسرعا من باب الطوارئ .. قائلا : - حد يلحقنى يا جماعة بسرعة ؟ أجابته سماح الممرضة قائلا له : - هاته هنا بسرعة على الكرسى اللى بعجل دا وهاته معايا بسرعة على غرفة الكشف . عند دخولهم الى غرفة الكشف وجدوا دكتور كريم الذى قام من مكانه فور دخولهم فقال لهم : - ماله الحاج حصل ليه ايه ؟ أجابه الشاب : - دا ابويا يا دكتور ومن يومين اشتكى من بطنه وحس بمغص شديد ، روحنا لدكتور فى عيادة خارجية وقالنا دا مغص كلوى وكتب على علاج ومشينا عليه ومحسش بتحسن ، قولنا يمكن العلاج لسة بياخد وقت انهاردة حس بمغص شديد جدا وكان بيبكى من الالم . بعد سماع دكتور كريم لهذا الكلام وجه حديثه لسيف وقال له : - جهز الاشعة التلفزيونية يا سيف بسرعة وحطوه على السرير . أثناء الكشف الشاب واقفا ينظر الى والده وينظر الى الاشعة التلفزيونية لا يستطيع فهم شئ مما يظهر أمامه على الشاشة وفى لحظة معينة نظر الى وجه الدكاترة وجد نظرة غير مطمئنة . بعد الفحص نظر دكتور كريم الى الشاب وقال : - مين قالكم دا مغص كلوى بسرعة هنخش العمليات دلوقتى دى زايدة منفجرة ملهاش علاقة بالمغص الكلوي ، لو فضل كدة للصبح هيموت بسرعة يا سيف بلغ بتجهيز العمليات وبلغ دكتور التخدير . الساعه 2 صباحا امام غرفة العمليات يقف الشاب خائفا على والده المتواجد بداخل غرفة العمليات قلقا بسبب تأخرهم فى العملية سائلا لنفسه .. هل هو مغص فعلا زى ما الدكتور بتاع العيادة الخارجية كان قايلهم ولا الزايدة انفجرت عند ابوه زى ما قال الدكتور كريم حالة من التوهان والخوف مسيطرة عليه بعد نصف ساعة كمان خرج الدكاترة من اوضة العمليات . فور رؤية الشاب للدكتور سأله : - خير يا دكتور طمنى و النبى ابويا عامل ايه ؟ أجابه سيف قائلا : - اطمن ابوك بخير هيخش الافاقة وبعد كدة هيروح الغرفة اللى هيقعد فيها يومين تحت الملاحظة تعالى مكتب دكتور كريم كمان ربع ساعه علشان بس نغير ملابس العمليات . بعد ربع ساعة .. دخل الشاب مكتب دكتور الجراحة وبعد دخوله وجه كريم السؤال ليه قائلا : - ازاى ابوك اتشخص على انه مغص كلوي نفسي افهم والدك لما دخلت وانت شايله كان فى حالة اعياء شديدة لما كشفت عليه بالاشعة التلفزيونية لقيت فى انفجار فى الزائدة بسبب اهمال علاجه من التهاب الزائدة الدودية .. ودا بسبب تشخيص الدكتور اللى قال ليكم دا مغص كلوى مش التهاب فى الزائدة الدودية ، و بسبب كدة حصل انفجار فى الزائدة الدودية وحصل خراج و دا لما بيحصل بيخرج محتويات ملوثة فيها نسبة عالية من الميكروبات بتخرج لأجهزة الجسم وهنا المشكلة أن المحتوى الصديدى دا بيوصل للحاجة اسمها الغشاء البريتونى . ودا سبب حدوث التهاب فيه وهنا بيحصل حاجة اسمها الصدمة التسممية اللى هتسبب بعد كدة فى فشل وظائف أعضاء الجسم ودا ممكن يسبب الوفاة ودا اللى انا قولته ليك بعد ما كشفت عليه وقولت لازم نخش العمليات دلوقتى حالا علشان مش هينفع فى الوقت دا غير اننا نتدخل جراحيا علشان نعمل تنظيف و بعد كدة تفريغ المحتوي الصديدى الموجود فى الغشاء ثم استئصال الزائدة والحمدلله ربنا قدرنا وعملنا اللازم والف سلامة على والدك . بعد سماع الشاب لهذا التشخيص لم يستوعب كثيرا من المصطلحات العلمية ولكن كانت فرحته بأن طمئنه الدكتور فى نهاية كلامه فتابع الشاب قائلا : - مش عارف اقولك ايه يا دكتور والله بجد ربنا يباركلك يا دكتور يارب الف حمد وشكر ليك يارب . بعد ذلك وجه دكتور سيف كلامه له فقال : - والدك ان شاء الله شوية وهيطلع من الأفاقة ويطلع من هناك على الغرفة اللى هيفضل فيها فترة تحت الملاحظة ، اتفضل انت سوى كل حاجة مع الحسابات تحت ومش تقلق على والدك هيكون بخير أن شاء الله .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD