bc

بالطو مُلطَّخ بالدم

book_age16+
48
FOLLOW
1K
READ
others
drama
serious
like
intro-logo
Blurb

" حلفان القسم لا يعني انك طبيب ترتقي الي درجة الملاك الابيض هناك من تساعده انسانيته في ذلك وهناك من هو طبيب بدرجة قاتل محترف لا يعرف الرحمة في انتقاء الضحايا ، أحداث من الحقيقة والخيال وعلي الجانب الآخر احداث تكشف لك أن مجرد الجلوس ساعة واحدة فقط في طوارئ المستشفي كفيلة بإخبارك عن نعم لا تشعر بها .

وعن أناس يشتكون من الألآم وعن دموع الوداع وصبر المحتسبين لتجعلك في لحظة تقول الحمدلله بقلبك قبل ل**نك ، وفي جانب آخر من عمليات تجارة الأعضاء البشرية ليس هذا فقط بل والتجارب عليهم أيضا تتضح هذه العوالم الخفية أمام عينيك بداخل الرواية "

chap-preview
Free preview
Chapter 1
بالطو ملطخ بالدماء Chapter 1 الساعة 12.50 بعد منتصف الليل صباح يوم الأثنين شهر أكتوبر مستشفى النورس الخاصة بكفر الشيخ سنة 2017 . من باب المتسشفى الخارجى دخلت عربية الأسعاف مسرعة و وقفت أمام باب الطوارئ ، متحدثا المسعف الى التمريض بالداخل قائلا : - بسرعة معايا اسحبو السرير الحالة دى شاب فى العشرينات من عمره عامل حادثة على الطريق الدولى . جري على مدخل الطوارئ دكتور سيف حديث التخرج و معاه شيرين مشرفة التمريض .. صوت عالى جاى من برة باب مدخل الطوارئ مجموعة شباب بيجروا على صاحبهم اللى لسة نازل من الاسعاف . بدأ "سيف" يسأل قائلا : - ايه اللى حصل ويستفسر منهم ؟ أجابه "شاب" من اللى واقفين : - كلنا واقفين على الطريق بنشرب قهوة من عربية قهوة على الطريق ، و عربيتنا على جنب فجاة عربية عملت حادثة على الطريق بس من الجنب التانى للطريق اللى احنا واقفين عليه ، كاوتش من كاوتشات العربية اتخلع من العربية و بسرعته طار خبط فى ابراهيم صاحبنا ، سبحان الله كلنا كنا واقفين الوحيد اللى اتخبط هو ابراهيم . سمع الكلام سيف و جنبه شيرين و بدأ يوجه الكلام بلهجة شديدة ، متحدثا الى شيرين : - خدى ابراهيم و معاكى ممرض على غرفة الاشاعة و اعملى اشاعة مقطعية و رنين على الجسم كله . بدأ يشك سيف بحدوث **ر فى الضلوع واليد مكان خبطة الكاوتش بسرعته فى ابراهيم ، و بسبب الم ابراهيم الشديد من ايده و ضلوعه . خرج ابراهيم من الاشاعة وكان فى حالة من الأعياء لم يدرى شئ بما حوله مع شيرين بسرعة على غرفة الطوارئ اللى متواجد فيها دكتور سيف و استشارى الجراحة العامة دكتور كريم و دكتور العظام و سماح الممرضة . الاشاعة فعلا وضحت حدوث **ر فى اربعة ضلوع و**ر فى اليد اليسرى لكن مش دى المشكلة ..! مسك الاشاعة الرنين دكتور كريم و وجه كلامه لدكتور سيف قائلا : - فى حاجة غريبة فى تورم غير طبيعى فى الرئة ، عمتا هنعمل فحوصات تانية و تحاليل ، لما دكتور العظام يعمل عملية ل**ر الضلوع و **ر اليد و يشوف هتحتاج شرايح ومسامير ولا لا . خرج دكتور كريم و معاه سيف و ساب ابراهيم اللى عمل الحادثة مع دكتور العظام وسماح .. خرجوا من الباب وجدوا "الأب والأم " بصوت ملئ بالخوف والقلق تحدثت الأم قائلة : - ابراهيم ماله يا دكتور جراله ايه طمنا يا دكتور ؟ أبتسم لتهدئتها وأجابها كريم : - اطمنوا هو بخير اللى حصله **ر فى اليد واربع ضلوع لكن هو بخير الحمدلله وهنعمل شوية فحوصات و تحاليل علشان نطمن اكتر . رددت بصوت خافت "الأم" استر يارب استر يارب .. لا حول ولا قوة الا بالله . حاول "سيف" تهدئة الأم والأب قائلا لهم : - اطمنوا يا جماعة هيخلص دكتور العظام و هتقدروا تشوفه و تطمنوا عليه والحمدلله أنها جت على قدر كدة قدرالله وما شاء فعل . تحرك كريم أثناء كلام دكتور سيف الى مكتبه مفكرا فى حقيقة وتفسير هذا الورم .. ثم لحق به سيف الى مكتبه سائلا : - بس انت شاكك فى حاجة يا دكتور . أجابه كريم : - والله يا سيف شايف ورم غير طبيعى فى الرئة صغير هنستنى التحاليل و الاشعة على الرئة تاكد او تنفى الكلام دا وربنا يستر . اليوم الأثنين الساعة 9 صباحا بعد يوم طويل فى الطوارئ ليلا بدأ شعور الانهاك والتعب على الدكاترة . أراد سيف الذهاب الى البوفيه و هو فى طريقه أليه قابل أشرف عامل البوفيه يحمل صينية عليها قهوة ومتجه فى الطرقة فسأله : - رايح فين يا عم أشرف بالقهوة دى ؟ أجابه: - رايح مكتب دكتور سعد مدير المستشفى قاعد هو و دكتور فهمى . رد عليه سيف قائلا : - طيب لما تيجى اعملى قهوة مطبق من امبارح يا عم اشرف انا ودكتور كريم . فأجابه ضاحكا مبتسما : - حاضر يا دكتور سيف عنيا أنت تؤمر هعمل اتنين قهوة واحدة مانو لدكتور كريم والتانية على الريحة ليك . بعد انتهاء كلام أشرف مع سيف طرق باب مكتب مدير المستشفى اشرف وقام بانزال القهوة ثم خرج . وبداخل المكتب يجلس د سعد مدير المستشفى وصاحبها على مكتبه الفخم ، وأمامه يجلس دكتور فهمى نائبه و رئيس قسم جراحة الطوارئ بالمستشفى ، قام سعد بتدخين سيجاره ثم نظر الى فهمى قائلا له : - دانيال ديميترى جاى بكرة من أوكرانيا بس مكالمته الاخيرة معايا غريبة بيقول الشغل اللى فات شئ واللى جاى شئ تانى خالص والفلوس هتختلف اختلاف كبير جدا لو نفذنا اللى هو عاوزه . بعدما أخذ رشفة من قهوته أجابه فهمى قائلا : - ا****عة بتوع اوكرانيا على طول فلوسهم حاضرة كاش بدام بياخدوه اللى بيطلبوه ، خلينا نقا**ه و نشوف يقصد ايه بكلامه و ساعتها نشوف هنعمل ايه . رد عليه د سعد متسائلا : - محسن عمل ايه فى اللى بيجهزله بقاله شهر ، ديميترى بعد ما نشوفه عاوز ايه بكرة هياكد معانا الاستلام علشان يحضر الدبلوماسى الصومالى فى الميعاد دا . أجابه : - محسن حضر كل حاجة واكد معايا امبارح كل حاجة ، هو صحيح يا دكتور ليه معظم الوقت ديميترى بيتعامل مع السفارة الصومالية فى شغلنا ؟ أجابه : - اول حاجة اى عربية دبلوماسية مش هتتفتش لا جوة البلد ولا فى المطار معاها حصانة دولية ، بمعنى اصح أن الصومال بيئة مناسبة لشغلنا وسهل نرشى الدبلوماسين بتوعهم بفلوس متكونش ضخمة ، وهيوافق على الشغل بسهولة اهو بقالنا سنة ونص بنتعامل مع ديميترى هتلاقيه كل تعاملاته مع دبلوماسين يا من السودان يا الصومال يا دول افريقيا تعبانة بمعنى أصح . الساعة 10.30 صباحا الاثنين.. داخل غرفة الرعاية يتواجد كلا من ابراهيم المصاب و والده و والدته وأمامهم دكتور كريم وسيف ، وجه د كريم كلامه الى ابراهيم قائلا له : - حمدالله بالسلامة يا ابو خليل عامل ايه دلوقتى ؟ أجابه : - الحمدلله النفس بس تاعبنى مكان الضلوع جامد يا دكتور . أراد د سيف توجيه سؤال الى ابراهيم : - انت بتدخن يا ابراهيم او عندك مشاكل فى الص*ر عانيت منها قبل كدة ؟ لم تنتظر الأم أبراهيم وأجابت : - لا يا دكتور عمره ما حصل ولا بيدخن . بعدما ردت الأم وشعرت بحيرة من غرض السؤال أراد دكتور كريم تهدئة الحال قائلا : - الحمدلله يا ابراهيم الكاوتش اختارك انت اكيد لحكمة من ربنا قول الحمدلله ، و أيدك اتجبست بعد ما دكتور العظام ركبلك شريحة و3 مسامير و ضلوعك اتعملها لها تجبيرة ، وان شاء الله هتقوم بالسلامة و الحمدلله على قد كدة قدر الله وما شاء فعل بعد اذنكم يا جماعة . بعد خروج كلا من سيف وكريم توجهوا ألى مكتب كريم ، و بعد وصلولهم وجلوسهم سأل كريم قائلا : - اعرفلى كدة يا سيف التحاليل والاشعة اللى طلبتها هتخلص فى وقت قد أيه ؟ أجابه : - الفحوصات والتحاليل الاخيرة شيرين نص ساعة وهتكون جابتها . و بعد نصف ساعة فعلا أتت التحاليل والأشعة المطلوبة ، نظر أليها كريم ثم أعطاها لسيف لينظر فيها .. ثم قال له : - فعلا طلع الشك في محله دا ورم حديث في الرئة وسهل التعامل معاه في الوقت دا وسبحان الله يمكن كل دا حصل علشان ابراهيم يكتشف بدري المرض ويتعالج منه . بعد التاكد قام سيف من مكانه و قال له : - يلا بينا نروحلهم الاوضة ونعرفهم علشان بعدها نروح مبيت الدكاترة يا د كريم احنا مطبقين من امبارح . تحركا الى الغرفة قاما بطرق الباب ثم دخلا ، **ت كريم للحظات مفكرا كيفية تمهيد الكلام أولا و توضيح الأمور لناس كانت فاكرة ان ال**ر اللى حصل لليد الضلوع دا ،هو كل حاجة ازاى هنقولهم ان مش دى المشكلة . و **ت سيف لوهلة أيضا تفكير فى أن المشكلة فى وجود الاب والام لما يسمعوه كدة جنب ابنهم بس مشيئة ربنا فوق كل شئ . خرج كريم من **ته القليل جدا وابتسم أمامهم جمعيا ثم قال : - سبحان الله يعني ربنا اراد ان الكاوتش يخبطك وسط اصحابك وانتو واقفين على جنب الطريق ، علشان تيجي نعمل لك ال**ر اللي في يدك و ضلوعك ، لكن للاسف الفحوصات اوضحت شئ مكنش فى الحساب ويمكن يكون دا حكمة ربنا ان الكاوتش يخبطك انت بس وسط صحابك كلهم اللى اكيد بتسال نفسك ازاى وليه .. ونكتشف ان في ورم في الرئه الحمد لله ان هو لسه في بدايته يعني احنا لما اكتشفنا دلوقت اكتشفنا ان هو لسه في البدايه يسهل التعامل معه ، دلوقتى سبحان الله ربك اراد ان انت تكتشفوا عن طريق حاجه زي كده لكن لو ما مكنش ده حصل كان ممكن جدا متعرفش غير في الاخر ، كان ساعتها بقى صعب التعامل جدا معاه ، فالحمد لله على قضاؤه وقدره . نزلت كلمات د كريم الأخيرة بمثابة صدمة ألى الأب والأم و لم تتمالك نفسها أمه و بدأت الدموع تنزل على وجهها مع نظرة ذهول لم تستوعب الكلام كله حتى الأن . لكن بثبات و رضا نفسى قوى تحدث الأب قائلا : - قدر الله وماشاء فعل فصبرا جميلا على قضاء الله ، اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، اللهم لك الحمد فى الضراء قبل السراء . حاول كريم معالجة الأمور وبدأ قائلا لهم : - ما تقلقش يا ابراهيم كويس ان احنا اكتشفنا في الوقت ده ،والحمد لله ان شاء الله هنبدا نحط كورس علاج ونمشي عليه و باذن الله الموضوع مش هياخد غير شهور بسيطه ، وبما أن الموضوع لسة فى بداياته ودا من رحمة ربنا ليك ، ممكنمش نضطر للعلاج الاشعاعى او الجراحى وممكن يقوم العلاج الدوائى بواجبه ، وتكون طبيعي جدا مفيش اي مشاكل . أثناء خروجهم من الغرفة نظر سيف أليهم و هو خارجا من باب الغرفة كانت دموع الام تنزل بغزارة ممزوجة بخوف وقلق ، من وقع كلمة ورم لم يتوقعو تعايش ابنهم في تجربة مثل هذه و لكن الايمان بالله والقضاء والقدر ، يجعل وقع اي مصيبة مع الوقت خفيف بسبب الثقة في حكمة ربنا سبحانه وتعالي ، والثقة انه اختبار وهيعدي محتاج صبر و قوة .. "انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ".. ونعم بالله الساعة 12 ظهرا يوم الاثنين .. تجلس شيرين و بجانبها سماح فى الغرفة الخاصة بأطقم التمريض ، تمسك سماح بيدها هاتفها منشغله به ، بينما شيرين نظرت أليها ثم قالت : - ما تيجى يا سماح نروح نشرب اى حاجة فى الكافيه اللى بعد شارعين نفصل شوية عن جو نبطشية الطوارئ ، بتاعت امبارح دا وبعدها اوصلك معايا فى طريقى بالعربية كدة كدة هنزلك فى القنطرة البيضاء ، وانا هكمل لشارع الخليفة المأمون بدل ما تركبى تا**ى او مواصلات ، اليوم امبارح كان طويل والشغل بالليل كان كله تعب الحمدلله انها عدت . ردت عليها سماح قائلة : - تسلمى يارب لا روحى انتى علشان تلحقى تجيبى يحيى ابنك من الحضانة ،وتروحى قبل زحمة الطرق والموظفين . قامت شيرين ملمة أشيائها التى على المكتب ثم قالت : - خلاص اللى يريحك يا ستى و كويس انك فكرتينى بموضوع زحمة الطريق دى يلا سلام . على بعد شارعين من المستشفى سماح وقفت عند كافية ، شاور لها من جوة شاب فى بداية العشرينات من عمره يصغرها بحوالى خمس سنوات ، ثم دخلت الكافيه و جلست على كرسى أمام هذا الشاب وأبتسمت قائلة له : - اختك شيرين لسة طالعين من باب المستشفي لقيتها بتقولى تعالى نشرب حاجة فى الكافيه اللى بعد شارعين من المستشفي ،انا سمعت كدة يا عا** قلبى وقع فى رجلى بس الحمدلله اتصرفت وخليتها تمشى . سمع عا** تلك الكلمات و أنزعج قائلا : - احسن حاجة عملتيها قولتلك بلاش نتقابل قريب من المستشفى ،لو كشف*نا هتفضحنا واحنا لسة مش جهزنا حالنا اننا نقولهم على كل حاجة وانى عاوز اتجوزك . ردت عليه : - انا مش مقلقة غير من شيرين فى البيت كله عندكم ، اول ما تقولها اول حاجة هترد بيها هتقولك دى سماح مطلقة ومعاها طفل . رد عليها منفعلا من كلامها : - محدش ليه دعوة انا هتجوزك حتى لو كلهم رفضوا انا بس بجهز نفسى ماديا ،علشان انا عارف اانهم كلهم هيقفوا ضدى بس دا مش فارق معايا المهم اننا سوا وبس . ضحكت ثم قالت له : - يلا بينا نمشى من هنا اصل حاسة انها ممكن تيجى هنا فى اى لحظة انا لسة بصراحة مش مستعدة للمواجهة معاها . الساعة 4 عصرا يوم الاثنين مكتب مدير المستشفى . رفع دكتور سعد سماعة تليفون مكتبه و قام بالأتصال بنائبه دكتور فهمى وطلب منه المجئ لمكتبه ، بعد دقائق أتى فهمى وجلس على المكتب أمام دكتور سعد الذى بدأ الحديث قائلا : - دانيال كان طالب 6 كلية و2 قرنية عين و فص كبد من اسبوعين لحق محسن ينفذ اللى طلبه دانيال بسرعة كدة بجد محسن يستاهل وزنه دهب . رد فهمى مبتسما وعلى وجهه علامات التباهى : - قولتلك من زمان محسن دا الراجل الشمال بتاعنا مكنتش انت مقتنع لما جيت اقولك عليه اول ما عرفته . أجابه : - ساعتها انت جيت تقولى عليه انك عارفه من زمان وانه موظف فى السجل المدنى بدسوق ، شغال شغل شمال شهادات وفاة وبطايق مزورة يطلعها من جهة رسمية وخاربها محدش مسك عليه اى حاجة قبل كدة ، قولتلك الشغلانة بتاعتنا تفتكر هيقدر موظف سجل مدنى شمال يسلك فيها . اعتدل فهمى فى جلسته ثم أردف قائلا له : - ساعتها قولتلك يا دكتور سعد محدش يعرف يسلك فيها غير واحد بالمواصفات دى ، غير انه فيه ميزة اهم من انه شمال وموظف سجل مدنى معارفه كتيرة ..انه طماع واللى زيه تقدر تخليه خاتم فى صباعك ينفذ اللى تطلبه بدام هتحط العضمة فى بوقه اللى هيا الفلوس . لم يعترض سعد وهز برأسه موافقا لهذا الكلام و رد عليه : - انا موافقتش غير لما قعد معاه السنة اللى فاتت وشوفت عقليته مش مجرد موظف بيعمل شغل شمال ، لقيته فاهم هو هيسلك ازاى وهيقدر ينفذ الاوامر كان مستعد ينفذ اى حاجة المهم الفلوس اللى هتملئ جيبه بيها . يوم السبت شهر ابريل سنة 2016 مكتب مدير المستشفى . يجلس بالمكتب دكتور سعد على كرسيه و أمامه كلا من نائبه فهمي ومحسن فى أول لقاء له معه . وجه فهمى الحديث لمحسن سائلا : - بعد ما شرحتلك اللى هيتطلب منك الفترة الجاية يا محسن والمقابل اللى هتاخده ، تقدر تقولى انا ودكتور سعد هتعمل ايه بالظبط ؟ وضع قدم على قدم فى جلسته وأجابه : - بصوا يا بشوات .. موضوع الاعضاء والتجارة فيه بيكون ليه 4 طرق هنشوف اللى يناسب طريقتكم فى الشغل ، ونفذها متستغربوش انى متفاجتش لما عرفت نوع الشغل اصل اعرف سماسرة فى المجال دا من زمان .. وبالمناسبة السماسرة اول طريقة من الاربعة دول السماسرة بيشتغلو عن طريق السوشيال ميديا يعني بيحصل اتفاق بيع او شراء عضو بشرى زي فص كبد او الكلى ، وفي جروبات كتير جدا على فيسبوك دلوقتي موجوده وبتعرض شراء او بيع فصوص كبد وكلي ، بيتطلب نوع فصيله الدم ورقم التليفون للتواصل في حاله توافق الفصيله الاسعار بتبقى متحدده الكليه ثمنها ٥٠ و فص الكبد ب150 الف . قام فهمى بمقاطعة حديثه وسأله قائلا : - طيب ايه الضمان بين الطرفين فى الفلوس يعنى كان الموضوع بيبدأ ازاى وينتهى أزاى ؟ أجابه : - هقول لحضرتك كل حاجة بالتفصيل بص حضرتك ، السمسار اللي كنت اعرفه لما كان مثل بيجي حد يتبرع كان بيسلمه 12000 في الاول وبعد الفحوصات في يوم العمليه بيكون جايب حد معه قريبه يديله باقى الفلوس كلها ، قبل مايدخل العمليه وبيكون ماضي على نفسه وصل أمانه عشان لو رجع في كلامه قبل دخول العمليه .. طبعا في الوقت ده قبل ما يروحوا المستشفى كان بيجي دوري هنا انا في السجل المدني لان القانون بيمنع العمليات اللي من النوع ده ، لوغرباء لازم يبقى في صله قرابه وانا اطلعلهم ورق رسمي بصله قرابه بين اللي هيتبرع وبين اللي هيشتري ، طبعا في المستشفى مكنش بيتذكر مبالغ ماليه ولا كان بيتذكر أي معلومات لان ده من الشروط الاساسيه عدم اخباراي شخص في المستشفى عن تفاصيل عمليه البيع او ذكرمقابل بيع الكليه لان ببساطة العمليه بتم بطريقه غيرشرعيه ، وفقا لمصالح شخصيه تكون لجميع الاطراف مع الدكتوراللي كان بينفذ.. و اللي كان بيشتري بيكون محتاج يعمل عمليه زرع كلي او فص كبد لأبنه أو حد قريبه مريض ، واللي بيبيع يبقى حد عليه فلوس و هيتسجن مثلا و مش عارف يسدها و هنا دورالسمسار انه بيعرف اللي هيبيع ويعرف اللي هيشتري ، بيحصل اتفاق بين الطرفين وأبدا انا اطلعلهم ورق رسمي ان في صله قرابه ما بينهم ، لأن لو راح الشهرالعقاري عشان يعمل تنازل عن عضو من جسمه الشهرالعقاري هيرفض الكلام ده لازم وجود صله قرابة . تانى طريقة .. - بعد 2011 اللاجئين السوريين وكان من قبلهم السودانين منتشرين فى الشوارع فى مصر بطريقة كبيرة جدا ، معظهم بطرق غير شرعية و التعامل معاهم بيبقى سهل ، لأن مش معاهم ورق فا لو حصل حاجة معاهم الحكومة مش بتعتبرهم ضحايا من اساسه .. وبسبب ان مش معاهم ورق وموجودين فى البلد بطرق غير شرعية اللى معاه اخوه الصغير ومش معاهم جنيه واللى هربان بولاده و قاعدين فى الشارع و عاوز فلوس باى طريقة وغيرهم كتير من الحالات دى من السوريين اللى هربوا على مصر بعد الثورة ، دول سهل التعامل معاهم ، عن طريق خ*ف بقى او أكراه او اغراء بفلوس تطلعهم من الحال اللى هما فيه الطرق كتير والنتيجة واحدة ان اللاجئيين من اكتر الناس اللى ينفعوا للموضوع دا بسهولة والدولة عنيهم مش عليهم من اساسه . - بس الازمة هنا لو هنمشى الموضوع رسمى القانون هيقف هنا لان اللاجئين معهمش ورق ، والقانون مبيسمحش بالعمليات دى الا اذا كانت بدون مقابل مادى ويكون المتبرع واللى هيزرع من نفس الجنسية وفى صلة قرابة ما بينهم ، هنا باردو يجى دورى علشان اطلع ورق بجنسية مصرية للى هيتبرع من اللاجئين وورق تانى يثبت وجود صلة قرابة بين الطرفين والمقابل بيتم بشكل سرى . - واحسن حاجة تخدم شغلنا فى الوقت دا نشغل معانا من اللاجئين واحد منهم سمسار ، بعد ما نتفق معاه هياخد فلوس قد ايه على كل واحد هيقنعه يبيع كليته بسبب الظروف اللى هو عايش فيها وهو لاجئ زيهم و هيكون قلبه عليهم وشايل همهم وانه عمل كدة وخد فلوس وظبط وضعه وحاله ساعتها الاقناع بيكون اسهل بكتير . تالت طريقة .. - اطفال الشوارع دول بقى مترمين على الارصفة و فى كل خرابة هتلاقيهم ، فى الشارع وفى كل حتة فى البلد عددهم بقى اكتر من الناس اللى فى الشارع نفسه ، و دول البلد عاوزة تخلص من الظاهرة دى على كلامهم و مش عارفة احنا هنساعد الدولة .. يعنى محدش هيسال فيهم لان محدش عارف ولا شايفهم اصلا ، احنا هنشوفهم يعنى هناخدهم ونراعيهم ونهتم بيهم شوية و وقت العمليه نبقى نخدرهم وناخد اللى احنا عاوزينه ومن غير خ*ف والكلام الكبير دا لا احنا هناخدهم اى شقة ويقعدوا معاناا فترة ولما يجى الوقت اللى هنحدده ننفذ العملية ، انتو عارفين يا بشوات العيال دا مترمطة فى الشارع وحالتهم نيلة منهم اللى اتعرض لأغتصاب و ض*ب و نوم تحت الكبارى وم**رات احنا هنساعدهم باننا نخلصهم من حياتهم اللى ملهاش لزمة دى ونساعد الدولة اللى مفروض تشكرنا والله هههههههههه و نساعد نفسنا بكلية من هنا و قرنية من هنا أو قلب من هنا كدة يعنى ولا ايه . لم يجد دكتور سعد كلمات مناسبة يصف بها محسن لأن ببساطة أمامه شخص تجرد من كل أشكال الأنسانية ،وهذا ما كان يريده بالظبط فرد عليه قائلا : - انت ذئب كبير يا محسن دا انت مجهز كل حاجة من قبل ما نبدأ أبليس مش مجهز كل حاجة كدة دماغك متكلفة . رد عليه بعد أن اعتدل فى جلسته فى حالة من التباهى بنفسه وقال له : - عيب يا دكتور لسة الطريقة الرابعة يا بشوات . الجواز طبعا هتسالو ازاى هقولكم . - عن طريق ناس و معارف تواصلت مع كذا ثري عربى محتاج عملية زرع لكليه أو فص كبد بس عاوز الموضوع يمشى بشكل رسمى ، فى بلده أو حتى هنا فى مصر مش عاوز مشاكل أو حوارات فا علشان نمشى الموضوع زى ما هو عاوز بيصرف زيادة ازاى ، بنشوفله متبرعة فصيلة الدم بتاعتها مناسبة ليه وينفع تتبرعله فا يتجوزها على ورق رسمى وبعد ما تتم العملية كل واحد يروح لحال وهيا تاخد الفلوس ويتطلقوا بس كدة . بعدما كان دكتور فهمى صامتا يراقب كل كلام محسن أراد تاكيد الكلام مع دكتور سعد وقال له : - بتهيألى كدة يا دكتور سعد أن محسن هو الرجل المناسب جدا للمرحلة دى ؟ أجابه بقوة : - دا مش مناسب بس دا محدش غيره هينفع فى الشغل دا . شعر محسن بكثير من التباهى فضحك وقال لهم : - دا كتير والله يا بشوات هههههههه المهم الفلوس علشان تطيب النفوس . أجابه سعد : - على العموم طبيعة شغلنا مش هينفع بكل الطرق دى احنا هنختار الانسب لينا ، واللى ميعملش مشاكل ونقدر نمشيه بشكل رسمى هيتم هنا فى المستشفى تحت ايدك يا فهمى ، اما لو لجأنا لطريقة غير رسمية وهتسبب مشاكل ساعتها فى ارض انا بمتلكها على طريق بلطيم ارض كبيرة ، وفيها مبنى 3 ادوار فاضى هنستغل البدروم فى انها تكون غرف عمليات بعيدة عن العيون كلها وهنبنى مقابر تحت مسمى مقابر صدقة و هنخليها تابعة للمستشفى ، ومكانها هيكون قريبة من الارض اللى على طريق بلطيم يعنى بين بلطيم وبحيرة البرلس بحيث تكون بعيدة عن العيون ، ولما نعوز نخلص من اى جثة نطلعلها تصاريح و تتدفن فى المقابر على اساس انها اتوفت فى المستشفى ، ومحدش أستلمها وفضلت فى المشرحة فترة طويلة ولما بتعدى الوقت المسموح ليها فى المشرحة بتتدفن فى مقابر الصدقة اللى تبع المستشفى .. على ما اظن كل الامور وضحت كدة يا محسن والفلوس هتاخد فلوسك كلها مع كل عملية بتتنفذ تقدر تتفضل انت يا محسن دلوقتى و هنكون على اتصال دايما و المقابلات بتاعت هتكون قليلة جدا و التعامل كله من التليفونات معظم الوقت . بعدما اتفقا على كل شئ قام محسن للتحرك وقال لهم : - تمام يا بشوات بعد اذنكم وفى انتظار تليفونكم . بعد خروج محسن بدأ فهمى يتحدث مع سعد عن الشريك الأساسى لهم فى عملهم وقال له : - الناس بتوع اوكرانيا اتفقوا معاك على كل حاجة يا دكتور سعد ؟ أجابه : - دانيال ديميترى كان صديقى فى اكورانيا بحكم ان أنا واخد الزمالة بتاعتى من هناك ودراستى للطب كانت هناك ، وأنا اعرفه من زمان جدا بس عمرنا ما اتكلمنا فى حاجة تخص الاعضاء طول السنين اللى فاتت بس واضح ان الموضوع دا فى اوروبا عادى ومش عليه الرقابة الدقيقة زى مصر، بس بعد 2011 البلاد العربية بقت سوق خصب للنوع دا من التجارة و بسبب علاقاتى القديمة معاه طبيعى انه يكلمنى انا ويعرض عليا التجارة دى وانا موافقتش غير لما عرض الارقام اللى قالى عليها مبالغ كبير وبالدولار و هتتحول لحسابات ليا برة مصر يعنى الموضوع متأمن برة وجوة .

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

مها و المزرعة

read
1K
bc

رواية ادم.. لـ زينب سمير

read
1K
bc

قلب جديد

read
1K
bc

ملك الاقتصاد والقط الاسود

read
1.2K
bc

( عشق العاصم )

read
1K
bc

وقواق أندروبوف

read
1K
bc

عشق صقر الصعيد

read
2.1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook