ناض عمر من نعاسه للي باقي ماشبع منه، تقلب على ظهره فوق ناموسيته كيشوف فالسقف كيتفكر أمسية لبارح، داز كل شي على أحسن مايرام من غير زلة لسان الحاجة للي كانت غتبينو صغير فنظرهم كن عرفوا الحقيقة، ضحك على راسه وعلى افكاره المجنونة شي مرات ونفض عليه العجز وناض باش يستعد للمهمة للي عنده ذاك النهار.
وجدت أريج راسها بمساعدة عزيزاها، لبست نيت الحوايج للي جابت لها ليلى لبارح، كانت صاية قصيرة ومنفوشة فالوردي المفتوح وتيشيرت فالأبيض فوقها جيلي قصير فنفس لون الصاية.
دخل عندهم عمر للي كان حتى هو بدل عليه ووجد راسه، صفر لها باعجاب وقال:
_تبارك الله على ابنتي طالعة غزالة الله يحفظك من كل شر.
دارت أريج دورة حول نفسها وهي كتضحك وفرحانة، شاف عمر فالساعة للي قربت لطناش ديال النهار وقالها وهو كيشير لها باش تخرج:
_يلاه هذا هو الوقت مانخليوش ليلى تسنى كثر.
سبقاته هي ونسات حتى تسلم على عزيزاها للي ضحكت من حماس حفيدتها، عمر قرب من ماماه باس لها راسها وخرج حتى هو وخلاها مع ذكرى.
***
ساچ سيارته وأريج لور فرحانة وكتراقب الطريق، وقف بيها بعدما لمح سيارة ليلى واقفة جنب الطريق فين تافقو يتلاقاو، نزل هو وملي شافته ليلى نزلت حتى هي، أما أريج فسبقت باها عند ليلى بالجري.
نزلت ليلى لمستوى أريج وعنقاتها وباستها، شافت فعمر للي حياها كيف العادة بإيماءة براسه وهناها من السلام للي فكل مرة كتشد فيها يده كتحس بقلبها كيقرع الطبول.
وصاها على أريج للمرة الثانية بلاما يحس وهي كتركب فبلاصتها:
_ليلى ردي بالك معاها..وانتي يا أريج كوني بنت ظريفة مع خالتو ليلى وماتغلبيهاش.
طمأنته ليلى قبل ماتنطلق مع اريج فطريقهم وبقا هو كيراقبهم وهما كيبعدو عليه، دخل لسيارته وخرج كاسكيط كحلة ولبسها وضحك ضحكة فشكل وانطلق وراهم.
***
وقفت ليلى بسيارة باها فباركينگ واحد المقهى ومطعم التابعة لواحد محطة الوقود، نزلت هي باش تفتح الباب لأريج للي الطريق كلها وهي كتغني معاها أناشيدها المفضلة، كانت هاذي أول مرة تعرف أن ليلى صوتها زوين وكتعرف تغني.
كان الجو معتدل وزوين، دخلو بزوجهم لبلاصة للي ماكانتش عامرة بزاف ذاك النهار وغير شافت أريج الزعلولة حتى شدت يد ليلى عندها وقالت:
_أووه حاطيشة يلاه نلعبو فيها!
شافت ليلى فين شيرت لها أريج وتمت ماشية معاها باش تخليها تلعب فيها، ركبت أريج وبقات ليلى كتدفعها وأريج كتطلب منها تزيد تدفعها كثر وهي كتضحك:
_زيد زيد دفعي عافاك...أوبا...أنا كنطير.
بقات كتدفعها حتى شبعت أريج لعب وهي تجلس فالزعلولة للي حداها كترتاح، بقات كتدي ف*جليها بشوية بشوية وهي كتسمع لأريج كتهدر:
_عرفتي كيعجبني نركب فحاطيشة ونقدر ندوز نهار كامل كنلعب فيها، كنقول لبابا يصاوبا لي فدار عزيزة ولكن مكيبغيش..
سولاتها ليلى:
_ولكن علاش؟
_حيت كيخاف نطيح منها.
ردت أريج وسكتت شوية قبل تكمل بنبرة حزينة هاذ المرة:
_واحد المرة صيباتا ماما الله يرحمها فدار عزيزة باش نلعب فيها ياك...بغيت نطلع عليها برجلي وأنا نطيح على راسي..تقصحت وبقيت كنبكي وماما وبابا خافو عليا بزاف ذيك الساعة، ومن تما مابقاش كيخلينا نصاوبوها.
ليلى بقات فيها أريج بزاف، وملي شافت ملامح وجهها تبدلت من الفرحة للحزن بغات تبدل الجو وهي تقول:
_ممم شنو رأيك نلعبو أنا وياك ونشوفو شكون غتطير لفوق كثر؟
أريج دارت فيها شوفة كلها حماس نساتها حزنها وردت:
_وييي يلاه زيدي.
بقاو كيلعبو بزوجهم وكيضحكو، كانت ليلى كتمشي وتجي على الزعلولة وهي حاسة براسها كيف شي طفلة، مابقاتش عاقلة على أخر مرة ركبت فيها وحست براسها حرة كطير فالسما.. وهاكذاك بقاو كيلعبو حتى شبعو ودخلو باش يطلبو غذاهم.
هو ظهر من واحد القنت جنب سيارته فين كان مخبي عليهم وكيراقبهم كيلعبو حتى دخلو لريسطو، ماكانش غيكون باله مرتاح كن خلاهم بزوجهم، ماشي حيت مكيثيقش فليلى وإنما كيخاف عليهم بزوج، خافهم يوقعو فشي مشكل خصوصا انه عارف بمرض ليلى ومازال ماعارف عليه والو، لكن بعد ماشافها كيفاش كتلعب وتضحك مع ابنته رتاح كثر، واخا هاكذا فغيتسناهم حتى يخرجو ومغيبانش ليهم.
***
بعد نهار طويل ليهم دارو فيه مزيان واستمتعو بوقتهم، رجعت ليلى مع أريج لدار عبد الله كيف اتفقت مع عمر من قبل، وغير وصلو لدار اتصلت بيه باش تعلمو بلي هما فدارهم ويطمأن وباش نيت يلحق عليهم وياخذ أريج الوقت للي بغا، وهاكذا غتدوز وقت هي كثر معاها.
كانت ممدة على ناموسيتها وفجنبها أريج للي غفلها النعاس، بقات كتدوز يدها على بشرتها الناعمة وهي كتعيط لها:
_أريج حبيبة ديالي نوض راه باباك جاي باش يديك..
أريج تكورت على راسها كثر وقالت:
_اه خليني نعس أماما فيا نعاس!
تبسمت بعدما سمعت أريج كتعيط لها بماما واخا غير فنعاسها، هبطت براسها لعندها وخشات وجهها فشعرها كتشم ريحتها لأخر مرة ربما. تسمع صوت الجرس ديال الباب وناضت باش تحل الباب معتقدة أن هذا عمر للي وصل.
غير حلات الباب وهي تجمد فبلاصتها غير مصدقة للي كتشوف، فحين الشخص الاخر اللي مقابلها كيتبسم بجمود، قدرت أخيراً تنطق وهي كتحاول تبان بكامل قوتها قدامه:
_أنت؟ أش كدير هنا؟
تقدم هو خطوة لعندها وهي تحط يدها على الباب كأنها كتصده، مامتيقاش وجوده دابا قدامها وهو الشخص الأخير للي كانت كتظن أنها غترجع تلاقى بيه وخصوصا هنا فهاذ المدينة.أما هو فقال وهو محافظ على ابتسامته تلك:
_ليلى، وأخيراً تعاودنا تلاقينا!
عقدت حجبانها وردت بنبرة جافة:
_ماعرفتش منين جبتي عنوان بابا ولا أش كدير هنا أمروان، ولكن عارفة مزيان بلي مابقيتش باغا نشوفك مازال ذاكشي علاش غير سير منين جيتي!
بغات تسد الباب وهو يدير رجلو باش يمنعه يتسد، دفع الباب شوية ودخل، بقا مقابل معاها مورا الباب غير كيشوف فيها وساكت، شافت فيه حتى هي ولكن بغضب واستياء واضح وقالت وهي كتحول توصل لباب باش تخليه يخرج:
_ماعندكش الحق تدخل هاكذا لداري خرج عليا وإلا..
قاطعها بهداوة ع** النار للي شاعلة فيها هي:
_ليلى بلاما تعصبي أو تغوتي هاذشي غيضرك..انا جيت غير باش نسلم عليك ونشوفك، ونطلب السماحة إلا كنتي مازال شادة فقلبك شي حاجة من جيهتي.
تبسمت باستهزاء وردت وعينيها فعينيه كأنه كتقوله ان ماعندهاش مناش تخاف:
_وشكون انت اصلا باش نعمر قلبي بكرهك، انت مابقيتيش كتعني لي حتى حاجة، محيت أثرك من حياتي هاذي شحال إلا ماكانت فخبارك! غير ضيعتي وقتك ذاكشي علاش الباب مفتوح غير حسب الدروج!
مانكرش انه استغرب الطريقة للي هدرت بيها معاه، كان كيتوقع انها ترفض تشوف وجهو حتى ولكن عمره كان كيظن ان عامين غتقدر تغير ليلى لهاذ الدرجة، كان كيظن أنها غتنسى كلشي بمجرد مايطلب السماحة، واخا غتعاند فالأول حتى تعيا ولكن كانت غترجع تسامحه بسهولة، اما دابا نظراتها ماقدر يشوف فيهم حتى حاجة كتخص ليلى القديمة.
كان مع كل كلمة من كلامه هذا مع نفسه كيتقدم بخطوة ناحيتها وكترجعها هي لور بدون ماتبعد عينيها على عينيه، حست بظهرها تخبط مع الحيط للي قطع عليهم اتصال نظراتهم وزادت عنده باش تدفعه يخرج ولكن هو شدها من ذراعها بزوج محكمها مزيان وقال:
_واخا تعياي ماتبيني راسك قوية قدامي كترجعي ذيك ليلى القديمة للي كانت ديما كتوقف ورايا باش نحميها، وكرهك هذا ماهو غير وسيلة باش تمنعي راسك من الاعتراف بلي باقي كفكري فيا ياك؟
نظرتها ليه ماتبدلتش وهي كتنفي كلامه كله:
_راك غالط أمروان... ليلى للي خليتيها شحال هذا ضعيفة وكتعتمد عليك فأي حاجة ماشي هي أنا..وحتى انت راه واحد قلتي لي بلي مروان للي بغيتيه مابقاش.. حتى واحد فينا مابقا راسه فهمتي؟
حاولت تبعده منها ولكن بدون فائدة حتى عصبها وهي تغوت عليه كتحاول تخرجو بلا صداع:
_مروان طلق مني...فين كيسحاب ليك راسك..غتطلق والا غنجمع عليك الناس..
عوض مايطلقها هو قربها منه بزز منها، ماقدرتش تحرر من بين يديه وقربه هذا كيخليها تحس بالضعف. عمرها تنسا كيف تعامل معاها فأخر مرة شافته وكيفاش تخلى عليها فالوقت للي كانت محتاجة فيه ليه يوقف معاها، ودابا بعدما قدرت تنساه وتنسى ذاك الحب للي كانت كتهزه من جيهته ها هو رجع يظهر.
كان هو عارف أن جرحها فالماضي وذاكشي خلاها تكرهه، بالرغم انه عرف ذاكشي للي دازت منه كله ولكن هو عمره قرر يمشي عندها غير باش يطلب السماحة، وواخا كان باغي ينساها فمقدرش ابدا، بينه وبين نفسه كاين كيعترف أنها غير هي للي حسساته بأنه شخص غالي وكيسوى عندها الكثير، وغير هي للي بغاته بصدق فواحد النهار.
نطق مروان وهو كيتأمل تأكيدها:
_ليلى عارف بلي ظهوري دابا مامريحكش ولكن بغيت نطمأن عليك ونطلب السماح... والا كنتي باقي كتبغيني انا مستعد ندير المستحيل باش نرجع ذاك مروان للي قدر واحد النهار ياخذ مساحة من قلبك.. غير قولي لي واش باقي كتبغيني!!!
***
عمر خرج من المصعد ديال العمارة كيقلب على الشقة للي نعتت ليه ليلى، شاف باب الدار للي عرفه من الرقم مفتوح وتم غادي معاه، وقف يده للي كانت غتدق فالباب ملي شافت عينيه ليلى بين يدين راجل، وجهها ماكانش باين ولكن كان جسمها قريب ليه بزاف، قريب لدرجة خلات قلبها يدق بالقرب من ص*ر ذاك المجهول.
زير على يده حتى ولات بيضة وهو كيشوفها فذاك المنظر، حس بالسخونة طالعة معاه وماكرهش يمشي دابا يهرس دوك اليدين للي شادينها، وقبل ما يظن بيها السوء تمكنت هي من أنها تدفع مروان عليها وهي كتدفعه بيديها باش يخرج:
_شحال ضحكتيني أمروان، واش من نيتك كتسولني واش مازال كنبغيك؟؟ كيأسفني نجاوبك بلا!
كملت هي كلامها بنبرة مستهزئة كثر وهو عاقد حجابنه:
_عرفتي أشنو؟ كنحمد الله أن ذاك القلب للي كان واحد المرة كيحس بشي حاجة منجيهتك مات، أه كيف ماكتسمع، رميت بحبك وبقاياه فالزبل وشعلت فيه العافية وباح...مابقاش.
شاف فيها مامصدقش أش كتقول وكذب كلامها:
_كذابة! واش كتظني غنتيق هدرتك هاذي ونكذب..
يلاه بغا مروان يكمل وهو يدق عمر الباب مقاطعه وقال:
_ليلى انت هنا؟
ضارو عنده بزوج ودخل هو من الباب، ليلى حدرت راسها وتنفست براحة ملي شافت عمر جا، أما مروان ف*جع دار عندها وسول:
_وشكون هذا؟
عمر تقدم لعندها كيتسنى فليلى تقول لشخص للي قدامها شكون يكون، هي شافت فعمر وتبسمت ليه ودارت عند مروان جاوباته:
_هذا..خطيبي عمر!!!
ردة فعل عمر ومروان كانت متشابهة، تعجبو بزوجهم من ردها ذاك أما هي فتقدمت عند عمر، شدت ليه فيده وعاودت قالت لمروان:
_حبيبي والراجل للي ملك قلبي الجديد، عمر!
عمر بقا كيشوف فيها وعاجبه الحال، فرح ملي سمعها قالت بلي هو مالك قلبها واخا غير كذبة ولكن هو كان فعلاً حاسب قلبها ملكه، حيت هو فالأصل ملكه، قلب حبيبته للي قالت ليه واحد النهار بلي قلبها ملكه.
مروان صرط لسانه وبقا كيشوف فعمر مرة ومرة فليلى، وهي بقات شادة فيد عمر وقالت:
_سي مروان كنتي باغي تمشي ياك؟
طلع مروان حاجب وفهم بلي باغا تص*ره وجاوبها:
_اه كنت باغي نمشي...فرحان ملي عاودت تلاقيتك وشفت بلي انت بخير...هاني خارج ونخليك مع خطيبك الجديد.
بقات كتظاهر بالقوة حتى خرج مروان وسد الباب وراه بجهد، غمضت عينيها وزيرت على يد عمر دون قصد وهي كتنفس. شاف فيها عمر وفهم اش واقع تما وقال باش يبدل الموضوع:
_واو طلعتي حتى انت كذابة من الطراز العالي..وكنتي كتلوميني زعما حيت كذبت هلى الوالدة وذاكشي..
هي عاقت براسها وطلقت من يده وقالت وهي مكتشوفش فيه:
_هاذي غير كذبة بيضاء مغتضر حد.
شافت فيه وشيرت جهة البيت:
_أريج ناعسة لداخل غير دخلت وهي تغفى..
يالاه كملت هدرتها وهي تخرج أريج من بيتها، جرات عند باها وهزها وهو معنقها، وكيف كل مرة جات وقيتة ديال الوداع، خذاتها ليلى فعناق طويل وهي كتحبس دموعها باش ماينزلوش، شدت فيديها بزوج وهي جالسة على ركابيها وقالت أريج:
_واخا هذا وداع ولكن غنتلاقاو مازال ياك؟ فاش غنرجعو من العطلة كنوعدك بلي غنطلب من بابا يجيبني لعندكم لرباط...ياك أبابا؟
دارت أريج عند باها كتسوله، هو شاف فليلى للي كانت كتشوف فيه بدورها وقال:
_حتى لتما ويحن الله ابنتي..انسة ليلى بسلامة عليك هاذ الساعة، وتشرفت بمعرفتك وبمعرفة السي عبد الله.
مد يديه باش يسلم عليها وهي ردت:
_الشرف ليا اسي عمر، فرحانة بزاف ملي تلاقيتكم.. بوسو لي ذكرى بزاف..
لبست ليلى لأريج واحد الفولار ديالها كان على عنقها حيت كانت سخونة وخافت عليها من البرد، خرجت معاهم تاركبو فالمصعد وكانت غتنزل معاهم كن ما عمر للي طلب منها ماتعذبش راسها، ماعرفش أنه ببعده هذا عاد غتعذب!
****
كان عمر ذاك الصباح واقف قبالة الشرجم ديال بيته كيفكر، كيحاول يترجم حالته البارح فاش شاف ليلى بين يد*ك مروان للي استنتج انه كانت شي حاجة بينه وبين ليلى. عمر مانكرش انه حس بالغيرة من نوع اخر، ماحملش يتخيل فكرة أن للي حاملة قلب مراته وحبيبته تحب شي واحد وتعمر قلبها بيه.
بسبب ذاذ الموضوع هو بقا الليل كله وهو كيتقلب ففراشه وكينعل الشيطان، كيحاول يقنع راسه ان ليلى لا علاقة لها بمراته غفران، وبلي هي عندها حياة وهي حرة فيها، تحب وتتحب شغلها هذاك، اما ذاك القلب فكيبقى عير عضلة فجسمها لا علاقة ليه بحاجة أخرى.
جلس بين عائلته الصغيرة كيشوف فيهم وساكت، ماماه كيف ديما منورة، أريج للي واخا غتفتقد وجود ليلى ولكن كتبان ناشطة حيت متأكدة بلي غترجع تلاقاها ورا العطلة وحتى حاجة كتخليه يحس بالتأنيب، بنته ذكرى للي كانت بين يدين حفيظة كتوكلها.
مافطن براسه حتى حطت بنته يدها الصغيرة على يديه وقالت :
_بابا عرفتي البارح فاللي حلمت حلمة مزوينة مع ليلى...كنت كنطير معاها فالسما ياك.. وانت كتلحقنا حيت مابغيتينيش نطير مع ليلى خفتيني نطيح!
قالت وبقات كتضحك هي وجداها، هو بقا ساكت وماجاوبهاش حتى ناض على غفلة من على الطبلة للي كان يلاه خذا منها لقمة. هز تيليفونه من على الطابلة وشاف فبنته وماماه:
_بنتي سمعي لكلام عزيزة. ماتصدعيهاش...الوالدة هاني راجع!!
رمى بكلامه ليهم وخرج بلا مايسمع ردهم، كانت حاجة وحدة مسيطرة على عقله وهي يلحقها قبل ماتمشي من بين يديه، عقله كان عاجز يفسر علاش غيدير ذاكشي لكن قلبه وغروره ربما كان مرتاح ليه، هو باغيها تبقا فحياته وغيدير أي حاجة باش يخليها تبقا معاه!!
***
وقفت فالبيت بعدما جمعت حوايجها فباليزتها هازة تيليفونها، كانت شادة نمرة عمر وباغا تمسحها بمرة، مانساتش انها واعداته باش تمسحها، وفنهاية المطاف هي غتخرج من حياتهم فما كاين لاش تخليها حيت تقدر شي نهار تضعف وتتاصل بيه، وهو كان قاليها واحد نهار بلي وجودها فحياة بناته ماشي لمصلاحتهم.
مسحاتها ورجعت التيليفون لجيب سروالها، هزت باليزتها وصاكها وخرجت من البيت لوصط الدار فين كانت سمية واقفة كتسناها، خرج باها من الكوزينة هاز قرعة ديال الما باردة وقال:
_صافي وجدتو باش نمشيو؟
جاوباته ليلى:
_نعم غير نتوكلوا على الله.
هزت سمية باليزها حتى هي وتمت خارجة مع ليلى، عبد الله جاه اتصال فتيليفونه وشاف فليلى ورمى لها السوارت وقال:
_سبقوني لطوموبيل هاني غنرد ونلحقكم.
وقف بسيارته قدام باب العمارة وتنفس الصعداء ملي لقا سيارة باها باقي حدا الباب وتأكد بلي مازال مامشاو، هي وسمية خرجو من العمارة ولقاوه واقف مسند ظهره على سيارته الكحلة، هي ماصدقتش بلي رجعت شافته بعدما كانت كتظن بلي عمرها غترجع تلاقاه.
تقدم لعندهم ولقا السلام، ردت عليه ليلى:
_وعليكم السلام، عمر ياك لاباس اشنو كدير هنا؟!
_بصراحة انا جيت...بغيت ن*در معاك.
شاف فسمية ورجع شاف فليلى للي مافهمت والو، سمية تحنحنت وخذات الباليزا من ليلى وقالت بلي غديرهم فالكوفر، هي وافقت وعطاتها سوارت ورجعت شافت فعمر وسولاته:
_ياكما أريج ولا ذكرى..
قاطعها:
_لالا هما لاباس...انا جيت باش ن*در معاك فموضوع اخر، موضوع كيخصنا انا وياك!
وسعت عينيها بدون استيعاب، فأشنو هو الموضوع للي غيخلي عمر يجي فهاذ الوقت يشوفها وفالنهار للي عارفها كتسافر فيه؟
هو خذا نفس طويل وقال ذاكشي للي جا على قبله:
_بصراحة انا...بغيت نقولك أشنو رأيك إلا تحولت كذبة الزواج لحقيقة؟ يعني يكون ذاكشي كله صحيح، نطلب منك الزواج وتطلبي انت شوية دالوقت وتمشي تبعدي شوية باش تفكري فالموضوع! وماما غتبقى كل مرة تسولني واش قبلتي ولا لا...وغنكون انا كنتسنى ذيك اللحظة لي تهزي فيها تيليفونك وتعيطي ليا..يكون كلشي حقيقي!!
_عمر مافهمتكش اش كتقول..كيفاش الحقيقة لكذبة ولا ماعرفت؟!
كانت هي تالفة ومعذورة مسكينة، يكفي غير حال قلبها للي كان مع كل كلمة كينطقها عمر كيضرب كثر.
هو شاف فيعينها للي ماخفاتش اندهاشها وقال مباشرة باش فعلاً يكون كلشي من البداية:
_ليلى...تقبلي تزوجي بيا؟!