الفصل الاول (الموت)
الفصل الأول من عشق بين الظلام
للكاتبه مريم عبدالرحمن
_____________________
""اخبار عالتلفزيون "
سقوط سفن النقل للبحرين من شركات ابو عوف لتصدير الموارد الخارجه و الشحنه دي كانت محمله ببترول و أدى ذلك لخساير كبيره جدًا و تعرضت الشركه لخساير ماليه كبيره و خساير للبلد و ...
ركض مرجان للتلفاز و قطع الكهرباء عنه قائلا بغضب:
-كفايه!
"مرجان ابو عوف"
رجل فى التاسعه و الستين من عمره توفيت زوجته قبل تسع سنوات لديه ولد، وفتاتيه الكبرى هبه و وهي عاقم و زوجها مكرم عاطل معتمد على أموالها وليس لديه هوايه سوا إحتساء الخمر.
و إبنته الاخرى سميه وزوجها سليم، معتمد أيضا على أموال عائله مثله مثل أكرم، وإبنهم سيف و هو الحفيد الذكر ألأول وله معزه خاصه بقلب جده .
أما ولده الوحيد فهوا محمود الابن الاصغر لمرجان لديه إبنه واحده من زوجته المتوافاه و هي بسمله تركها محمود و هي صغيره بجانب جدها مسافراً للخارج بعد موت زوجته متعلاا بإهتمامه بالعمل بعيدا عن أملاك العائله، مباشرة لتهتم بها سميه مع إبنها سيف
وقالت ابنته سميه:
-بابا متتعصبش دلوقت الضغط و السكر يعلي عليك
قالتها بخوف على حالة والدها
-مبقتش عااارف اعمل اي مفيش حتى راجل اعتمد عليه
قالها و هو بنفس حالته..
إلتفت الجميع، إلى صوت الحذاء الذي يقرع ألأرضيه بنغمه خاصه....جدا....بها..هي...وحدها....
"بسمله" الإبنه الوحيده لمحمود تدير أمور العائله بقبضه من حديد....يعتمد عليها جدها فى إدارتها عنوه عن نفسه...فلم يبقا له أحد بعد سفر إبنه ليديرها....فأزواج بناته لا يصلحون لتلك المسؤليه...وحتى سيف لا يصلح فقط هي "بسمله" هي الصالحه فقط
قائله:
للأسف يا جدي مربتش رجاله يعتنوا بشغلك و لحد دلوقت مش معترف إنك ربيت بنت بمليون راجل تحمي شركتك و تعبك كله و بردو متعرفش ان في خونه هما اللي عملو كده
حديثها المعتاد هو الغضب
-خونه؟؟ هيكونو مين يعني؟
ترعرع صوتها بغرور و ثقه و هي تقترب من الجالسين و صوت كعب حذائها المتوتر العالي الذي لا يقل عن خمسة سنتيمترات
-انت عارف كويس ناس كتير مش حابه وجودي ولا فالبيت ولا فالشركه و علفكره بقااا .. انا مأكده على حمولة السفينه فالمرسى بنفسي
واردفت سميه:
-معلش يا بوسي يا حبيبتي روحي انتي دلوقتي الشركه اكيد محتاجينك
-واضح ان جدي مش عاجبه شغلي
و أردفت بقوه . ..
-يبقا ينقيله واحد من الرجاله اللي فالبيت تدير الشركه يأما جوزك يا عمتي سميه اللي حتى مش نافع في شغلانه و فاشل و محدش بيقبله ولا جوز عمتي هبه اللي هي مبتخلفش من اساسه! يعني الشركه مش في ايد امينه
و أكملت بسخريه لسميه..
-ولا ابنك اللي طالع لأبوه مش فاااالح
فصاحت بها هبه قائله:
-نتي زودتيها اوي يا بت انتي
قائله بسمله بغرور:
-كل واحد هنا مينساش هو مين و بيعمل اي و من غيري كنتوا هتنامو فالشوارع متنسوش من غيري و من غير النجاح اللي عملته فالشركه كنتوا اي دلوقتي
طريقتها كانت أشبه بحيوان التي يصيح لأطفاله..
ضمت بسمله يد هبه بقوه اليها...قائله:
-الدهب اللي مالي ايدك و بتتفشخري بيه ده ..من خيري.. انا.. جوزك العاطل ده اللي بصرف عليه عشان يشرب م**رات ده ناقص يجيب نسوان فالبيت يا وليه اختشي على دمك
و اكملت بسخريه:
-ولا انت يا جدي ياعيني عليك ابنك الوحيد و ابنك الكبير ساابك و راح اتجوز اجنبيه ..اه اجنبيه و الله اعلم خلف منها ولا لأ اذا كان هو ابويا و معرفش عنه حااجه هو بس سابلك حتة بت مفعوصه تقوم بواجبه و عملت اكتر من الواجب اللي كان هيعمله ..انتوا كلكوا فالنجاح ده من خيري انا
وقائله سميه:
-كفايه يا بسمله
وضعت نظارة الشمس على عيونها بغرور
-قولت افكركوا بس انتوا مين و هنا بتعملوا اي فالفيلا و لابسين اي و اصلكوا اي عشان اللي يفتح بؤه يبقا عارف هو بيقول ايه ..
و اكملت بدلع:
-اوروفوار يا شباب رايحه الشركه
كذلك صعدت ادراج الخروج من المنزل بصوت كعب حذائها الممل المزعج
خرجت الدموع من عيني مرجان و لا يوجد سوا ابنته الحنينه "سميه" ربربت على كتفيه بحنيه
واردفت هبه:
-بيني و بينك يا بابا البت دي ناقصه تربيه او مشافتهاش اصلًا و عاوزه حد يشكمها و يربيها
اردفت سميه:
-كفايه يا هبه ابوكي مش ناقص
وقال سليم زوج سميه:
-انتوا اللي عملنلها قيمه مش قيمتها
_______________________
وقوفها أمام المنزل منتظره عربتها الخاصه يخرج من فمها تنهيدة ملل من الانتظار و زفير الغضب و شرار العيون من أجل أشعة الشمس الموجوده على وجهها.. ها قد اخيرًا وصل السائق وقائله:
-انت يا غ*ي انت مش قلتلك ٢ بالظبط تبقا قدام الفيلا؟؟
-يا فندم اسف انا يادوب جاي ٢ و تلات دقايق يعني متأخرتش جامد
-الميك اب اللي حطاه يسيح فال ٣ دقايق ده..غ*ي مبتفهمش يلا اتحرك عالشركه بسرعه
____________________
دخول مركز السطوه و المال بذات صوت حذائها خرجت النضاره من عيونها كعيون تدق أشعه حمرا من الغضب و الثقه، هيبه لم ينطلي عليها أحد الجميع فارع الطول إحترامًا لها ، دخلت "ريناد" المساعده الخاصه لها... قائلة:
-جالك يا فندم ٣ اتصالات منهم اتصال من شركة البحرين
-وصليني بالشركه بسرعه
______________________
بمكان أخر بل عالم مختلف، فتاه عشوائية الملابس ذو فستان "مطرز" شعر أ**د كاحل ملامحها ليست فقط ملامح فتاه عاديه بل هي نسخه مصغره من "بسمله" و نفس السن، لم يكفي تطابق الملامح فالبيئه مؤثره على طبعها و خلقها كعالم آخر فهل يمكن تطابقهما؟ ... تقف كطابور بل هو كذلك تنتظر الخبز في مكان عشوائي أشبه بمخبز صغير..وقائله:
-بقولك عاوزه ب اتنين جنيه عيش يا حبيبي ترميني ف اخر الطابوور ده انا جايه من الصبحححح
-حاضر يا داليدا متفضحيناش عالصبح و بطلي بقا خدي العيش بتاعك لسه سخن اهو بس متنسيش تهويه شويه
امسكت بخشبة الخبز وضعته أرضًا قد يدخل فيه الهواء بعد دقائق ذهبت للمنزل و هي واضعه خشبة الخبز على رأسها بإستقامه و إحترافيه، مدت يدها لغلق باب منزلها التي يكاد يقع من شدة الرطوبه و حالته المتدهوره قائلة:
-اما جبتلكو عيش و طعميه سخنه انتي والبت مرمر
-انتي يا بنتي مش هتلاقي شغل بقا؟
-يعني هو انا لقيت و قولت لاء يا امااا
-دوري فالجرنان يا خايبه هتلاقي كتير و معاكي شهاده حلوه كمان
-حاضر ياما فكك مني بقا انا هدور
____________________
"في مكان ابعد و اروع مكان بالعالم العربي شلالات من افخم الاماكن فالعالم الشمس داخله جوا مكتب معين و هو مكتب محمود مرجان سنه ٤٨ سنه عنده شركات محمول في دبي"
قائلا محمود لسكرتيرته:
-متنسيش تعملي اتنين قهوه و تكلمي المحامي عاوزه ضروري
-حاضر يا فندم حالًا
خرجت السكرتيره "عزه "و دلفت إلى مكتبها ليوجد تليفون ارضي و اتصلت ب رقمٍ ما..
-الو استاذ مصطفى ؟ استاذ محمود عاوزك خلال نص ساعه
"مصطفى فهمي شاب ثلاثيني محامي في دبي لكن ج*سيته مصري حصل على الشهاده و التعليم بدبي و قرر الإقامه في دبي، عازب لم ينطلي عليه فكرة الزواج رغمًا عن وسامته "
مصطفى بنعاس و هو عالسرير في بيته:
-جاي حالًا جااي
و قطع الخط مسرعًا و انتفض متجهًا للحما:
-اوووف مش وقت اخد دش هو كده عاوزني بسرعه
" خلال نصف ساعه تحديداً كان داخل الشركه"
-اتفضل لاستاذ محمود
دخل مصطفى بإبتسامه وسيمه قائلا:
-استاذ محمود
-اقعد يا مصطفى
مصطفى جلس متعجب على الكرسي أمام مكتبه
-في حاجه يا عمي؟
وقال محمود:
-انت عارف اني بعتبرك ابني الروحي مش كده؟
-طبعا عارف و انا كمان بعتبرك ابويا انت كنت جمبي لسنين بعد ما بابا اتوفى و ماما كمان و بفضلك انا بقيت احسن محامي دلوقت
-عشان كده انا واثق فيك و انا مغمض و عارف إنك هتشيل بعدي كل حاجه
-بس حضرتك قلتلي ان عندك شركات كبيره في مصر و كلام كده كبير و ان انت الوريث الوحيد ليها
-عشان كده طالب منك تعرفلي ابويا كاتبلي اي ب إسمي و تجمعه في دوسيه
-حضرتك كنت طالب مني ده من ييجي شهرين الطلب ده و قلتلك إنه صعب أعرف ممتلكاتك الموجوده برا دبي
-مش هتعرف؟
قائلا مصطفي ببتسامه:
-لا انا عرفت و جبتهم أصلًا بس نسيت اقول لحضرتك متأسف
-متتأسفش انا مراعي شغلك الكثيف مفيش ابن يتأسف لأبوه على حاجه تافهه زي دي بردو
-ثانيه واحده هخلي ريماس مساعدتي الجديده توصلي الملف عشان سايبه في مكتبي
قال محمود بتنهيده:
-مستنيك
خرج مصطفى متصل بالسكرتيره خاصته كي تعطيه الملف المطلوب و دلف لمكتبه مسرعًا ...
___________________________________
بداخل غرفة إجتماهات بمصر دخلت فتاة الكعب الممل بصوته ...
قائله بسمله:
-ياريت تكونوا مستعدين لكل حاجه هطلبها أول حاجه أنا عاوزه الماليه الشهر ده خسرنا قد اي
-خسرنا ما يقارب لتلاته مليون جنيه
قائله بغضب:
-هنطلع بترول تاني و نورده الشهر الجاي
-ازاي يا فندم مش هينفع العمال مش هنقدر نضغط عليهم
قائله بصراخ:
-جيب عمال تانيين
-يا فندم و الفلوس؟
-هنقدر نعوض ال ٣ مليون اللي خسرناهم الشهر الجاي لو ودينا الدفعه للبحرين بس يادوب احنا أخرنا شهر مش اكتر
-حاضر يا فندم
قائله بغرور:
كله على شغله مشوفش حد بيتلكع فاهميين
* خرجت بسمله من اوضة الاجتماعات و ذهبت خارج الشركه *
-واحده ظالمه منها لله
-يكش ربنا ياخدها و نستريح
_________________________________
عاد مصطفى لمحمود ...قائلا:
-اتفضل يا استاذ محمود ده كل اللي ملكك في مصر و كمان اللي والد حضرتك كاتبهولك ب اسمك
قائلا محمود بحزن شديد:
رغم اني سبته و مشيت بردو كاتبلي املاك اكتر من املاكي حتى
-دي حاجه تضايق؟
-لا متضايقش بس انا كنت غلطت و صعب عليا ان هو لسه بيحبني حتى
-معلش يا عمي
فرع طول محمود إيابً و رجوعًا في المكتب كحاله من التوتر... قائلا:
-لازم اقولك حاجه مهمه اوي
-اتفضل
ذهب محمود لخشبه صغيره بإحدى زوايا مكتبه و أخرج منها صندوق صغير
-أمسك دي يا مصطفى
-بس اي ده؟
-وعد مني أما أموت تسافر مصر بنفسسسك تديها لأهلي
مصطفي بتفاجئ:
-بعد الشر عليك يا عمي ليه بتقول كده
-مصطفى اوووعدني الصندوق مش هيتفتح غير اما اموت
-حاضر يا عمي بس بعد الشر عليك ليه تقر على نفسك ما انت صحتك احسن من صحتي اهو
قائلا محمود ضاحكا:
-بطمئن عالمستقبل بردو يا ابني دي حاجه مش وحشه
قائلا مصطفي ضاحكا هو ايضا:
-طبعا ده حقك استأذن بقا بالصندوق الغامض ده احطه في مكتبي
-مع السلامه يا ابني
_________________________________
تحديدًا ف وقت العشاء في بيت عيلة ابو عوف بسمله دخلت ب هيبتها المنزل و تفاجأت بوجود رانيا صديقتها المقربه ....
-بوسي حبيبتي وحشتيني
وقامت رانيا باحتضانها
-ازيك يا ريري
-كووويسه جدًا
قائلة بسمله ضاحكه:
-طبعًا بعد ما اتخطبتي تكوني كويسه و انشغلتي عني
عبست رانيا قائله:
-والله ما انشغلت عنك ولا حاجه ده جمال كان بيظبط شوية حاجات فالشقه و كنت بختار معاه و بخرج انقي حاجات
-تعالي نقعد ف اوضتي فوق احسن
-تمام
وهم يصعدون للغرفة قابلتهم هبه قائله ل بسمله باشمئزاز:
-مش هتتعشي؟
-ابقي طلعيلي العشا انا و رانيا ف اوضتي
-ونا اطلع ليه و انا مالي ؟
وبغضب قالت:
-قولي للخدااامه تطلعهوولي ده انتوا عيله هم
و دخلت الي الغرفه هي ورانيا واغلقت الباب في وجه هبه
وقالت بسمله بتنهيده وهي تنتزع المجوهرات:
-اخبار البيوتي سنتر بتاعك اي
قائله رانيا بسعاده:
-خدت المحل اللي جمبي و وسعته و خليته بيوتي سنتر كبير و حلو اوي و كمان امبارح جاتلي امينه خليل البيوتي سنتر فرحت جدا اكيد دلوقت ناس كتير هتجيلي و هيتشهر و الناس بتطلبني بالإسم كمان و انا بردو مش هشغل عندي اي حد
"رانيا صلاح ٢٦ سنه صديقة بسمله من اعداديه حتى الأن و هي فتاه طموحه تجتني المال الكثير لديها ماجستير و كورسات و تعليم في فن التجميل كهوايه مفضله لديها و تستحق نجاح المركز الخاص بها"
____________________________________
مساء اليوم في دبي جالس مصطفى على أريكة منزله في يده بعض الأوراق المهمه قاطع تركيزه صوت رنين الهاتف و لكن ما سمعه من المتحدث كان صدمه أكبر قد ملأت الدموع عيناه حتى ذهب للمستشفى ...
-بعد اذنك في مريض اسمه محمود مرجان
-اه الطابق اليمين فوق فالعنايه المركزه
وذهب مسرعا الي الطابق ووجد الطبيب خارجا من العنايه قائلابدموع وحزن:
-يا دكتور حالة المريض ده اي
-للاسف المريض كان مريض قلب و حالته متدهوره جدا و مفيش وقت حتى نلحقه و كمان هو رافض العمليه الجراحيه لإن نسبة شفاها ٥٠ بالميه تقدر تدخل تتحدث معاه
دخل مصطفي مسرعا وجلس علي الارض بجانبه سريره وامسك بيده قائلا بدموع:
-عمي ليه مقولتليش انك مريض قلب
ولم يكن يقدر محمود علي الكبام ولكنه حاول قائلا:
-امانتي..امانه..عندك..ي..يا م.مصطفى..
-ارجوك ادخل العمليه
الجهاز صفر...
قائلا مصطفي بحزم ودموع:
-عمييييييي اصحاا
تلك البشر ذو الرداء الابيض من ننعتهم بالمنقذين ادلفوا لإنقاذ ذلك الرجل من الموت ما يسمى بالإنعاش أيضا منقذ لكن ليس لذلك نجاح فقد كانت حالته ميؤوس منها كأنه كان بعلم صباح اليوم بموته، خرج الدكتور دالفاً لمصطفى قائلا له خبر وفاة ابوه الروحي و من احتواه لسنيين كان الخبر كالصاعقه، لم يلجأ إلا لمنزله بدموع عينيه ثم نظر بعد دخوله تجاه حقيبته الخاصه الموجود بها صندوقه الصغير الموصي بإيابه مصر:
-يا ترى اي جوا الصندوق ده يا عمي؟ هنفذلك طلبك و اسافر مصر عشانك