الفصل الأول
كم يكره اضطراره للقدوم إلى هنا ..حيث أمه تبقى طوال الوقت منذ أن افتتحت نادي الرقص هذا وهي تبقى هنا لا ..لا ينكر أنه سعيد لأنها حققت حلمها فوالده يسافر كثيرا وهو مشغول إما في التدريب أو في الدراسة ولا يعود للبيت بالأشهر وكانت هذه أفضل طريقة لوالدته لتملئ وقتها وتمارس هوايتها التي تحب .. تنفس بعمق ليدخل من الباب الرئيسي فقد وعدتها أن يتعشى معها اليوم وها هو يفي بهذا الوعد ..
دخل ببطئ عينيه تنظر حوله عله يحزر مكان وجودها ليرتفع صوت الموسيقى قادما من أحد الغرف ارتفعت ابتسامته ظنا منه أنه وجد والدته أخيرا فالوقت تأخر ومؤكد أنه لا يوجد متدربين الآن ..
اقترب قليلا من صوت الموسيقى والأغنية ترتفع متسائلا ( هل يمكن أن ترقص والدته على هذه الأغنية ..تبدو هادئة جدا للرقص)
وقف أمام الباب المفتوح قليلا ليتجمد وهو يرى فتاة صغير الحجم ..تبدو وكأنها منفصلة عن الواقع ..كانت تتحرك مع النغمات الهادئة بشكل مثير للانتباه ..شعرها كان أكثر شيء ملفت بها ..وكأنه يرقص معها ..كل خصلة من شعرها تهتز بتميز واضح مع النغمات ..جسدها وكأنه خالي من العظام ..ترتفع بسرعة وتنتقل من حركة للأخرى بطريقة سلسة جدا ..كانت مميزة برقصتها ..هل هي طالبة هنا أما انها مجرد زائرة ترغب بتفريغ طاقاتها ..فعندما افتتحت والدته النادي انشأت قسمين ..قسم للتدريب والتدريس وقسم أخر للزوار وهواة الرقص ..
ابتلع ريقه ونظراته تخترق جسد الفتاة التي ما زالت ترقص رغم قصرها ولكن جسدها كان فاتن جدا وشعرها ..شعرها يكاد يجعله مجنونا ..
شعر بيد أحدهم حطت على كتفه لينتفض بسرعة وعينيه تلتقط ابتسامة والدته الخبيثة قائلة ( هل اعجبتك ؟)
تنفس براحة ( هل هي طالبة لد*ك ؟ )
وقفت قربه ونظراتها نحو الفتاة ( لا ..لم تقبل قالت أن لديها أمور أخرى تهتم بها ولكنها تحب أن ترقص من حين للأخر ..رغم أن مهاراتها رائعة وجسدها مرن جدا)
ارتفعت الابتسامة على شفتيه ليكمل ( شعرها يرقص معها )
علت ضحكة أمه ( لقد فاجئتني عندما رايتها أول مرة )
راقبت ابنها وعينيه ما زالت مركزة مع الفتاة التي يبدو أنها على وشك الانتهاء لتض*به على ص*ره ( هييه )
سعل بحرج ليقول (متى ستغلقين فأنا جائع جدا )
ابتسمت لها دون رد لتقول له ( متى ستغادر للمعسكر ؟ )
أجابها ( غدا ..وبالمناسبة لن نستخدم هواتفنا لذلك لا تقلقي أمي )
اومأت مجيبة( ومن سيقلق لقد أصبحت أطول مني لا تتصرف كطفل مدلل ديلان )
علت ضحكته المشا**ة ليتوقف والفتاة تقترب منهما قائلة بحرج لوالدته ( أسفة سيدتي لقد أخرتك اليوم )
نفت أمه وهي تبتسم لها لتقول أخيرا ( دعيني أعرفك ابني ديلان ..وهذه جيا أحد عملاء النادي )
مد يده يسلم عليها لترد التحية وتعتذر سريعا مغادرة المكان وعينيه ما زالت تراقب خطواتها ..
...................................................
( عليك أن تكون حذرا جدا فهذا المعسكر مهم جدا لمسيرتك )
ابتسم لها فهذه المرة العاشرة التي تعيد نفس الجملة على مسامعه ليسحبها نحوه مقبلا شفتيها قائلا ( لقد فهمت جيا ..لقد اعدتي هذه الجملة عشرات المرات من الصباح )
تن*دت بتوتر وهي تداعب خصلات شعره لتسمع صوت صديقهما ( أنتما الاثنان ألن تنتهيان اليوم)
ابتسمت بسعادة والي** يرد على صديقه ( اسرع وجد لك حبيبة عندها لن تضطر لتتحملنا آندي )
تبرم بانزعاج ليجيبه ( وكيف لي ان أجد حبيبة ويومي كله اما بالدراسة او التدريب وأنت اخذت الفتاة الوحيدة التي نختلط بها ومديرة فريقنا )
علت ضحكات الجميع ليحتضن جيا مودعا اياها اخيرا ليغادر نحو المعسكر الذي طالما حلم به .. اراد بشدة أن يكون من ضمن اللاعبين الذين تختارهم هيئة الرياضة في مدينتهم وأخيرا اسمه ادرج معهم ..سوف يحقق حلمه ويستمر في هذه الرياضة التي طالما كانت شغفه ومستعد لفعل اي شيء مقابل الوصول للقمة فيها ....
راقبته يغادر والابتسامة تعلو شفتيه واخيرا رأته ذاهب للمكان الذي طالما رغب به ..هذه الابتسامة التي اسعدتها كانت تستحق ما قامت به لأجله .. منذ أن اعترف لها وبدات علاقتهما وهي سعيدة جدا ..حياتها مستقرة تملك اصدقاء جيدين وحبيب رائع اضافة لكونها متفوقة في دراستها ومديرة لفريق كرة السلة جعل ايامها مليئة لا تشعر بالنقص أبدا ..رغم انها وحيدة في هذه المدينة ولكن ما تملك الآن يكفيها .. شعرت بيد آندي على كتفها وهو يقول ( ستشتاقين له )
ابتسمت وهي تنظر في أثره ( بالطبع ..ولكن هذا ما كان يرغب به وهذه الرحلة ستكون جيدة لمستقبله)
أومأ لها ليهمس لها محاولا ألا يسمعه باقي اعضاء الفريق ( اتمنى أن تكون ذات فوائد جيدة له ..أنت تعلمين مشكلة الي** بهذه الرياضة )
هزت رأسها فهذه نقطة مهمة جدا وهي نقطة ضعف ألي** التي لم تجرؤ لليوم وأن تخبره بها وكأنها تخشى عليه من التحطيم لتجد أن الوحيد الذي لاحظ ما لاحظته هو آندي ..فقد كان صديقها منذ الطفولة .. صداقتها معه لم تهتز للحظة إلا حين عرف انها تواعد ألي** كان غاضب بشكل مبالغ ورفض هذه العلاقة دون ان يخبرها السبب ولكنه قبل بها بعد مدة ..
هزها من جديد يخرجها من تساؤلاتها ( هل ستذهبين اليوم لنادي الرقص )
هزت رأسها نافية لتقترب منها هامسة ( لو تعلم من رأيت هناك البارحة )
رفع حاجبه بفضول هامسا ( من
تن*دت بقلة حيلة لتشير له بيدها ليقترب منها يسمع ما تقوله وعينيه تزداد صدمة من هوية الشخص الذي كان هناك ليقول أخيرا باستنكار ( والدته )
كتفت يديها أمام ص*رها ( لقد شعرت بنفس صدمتك لذلك اسرعت بالمغادرة)
ابتسم آندي بخبث ( لو علم ألي** سوف يفتعل شجار ضخم )
نظرت نحوها بتوتر وكأنها ارتبكت جرم لتقول ( أنه لا يعلم أنني بالنادي ..) ابتلعت ريقها بقلق لتكمل ( حقيقة هو لا يعلم أنني أحب الرقص وأمارسه كهواية )
انتقض أندي بصراخ ( لا يعلم )
لتتجه الأنظار نحوهما وهي تمسك يده لت**ته لتلفت على كلمات سام ( ما الأمر ؟ )
هزت يديها بنفي ( لا شيء أنه مجنون )
علت الضحكات من جديد وهي تتوعد صديقها الذي ما زال مستنكرا .
لقد صدمته ولكن في الحقيقة هي من صدمت نفسها ..لماذا لم تخبر حبيبها من قبل ..لقد واعدته لعدة اشهر ولكنها لم تخبره ولا مرة عن هواياتها ..لم تتكلم معه عن أي شيء يخصها هي ..مشاعرها ..حياتها حتى أنه لا يعرف شيء عن عائلتها وأين هم ..كل ما تتحدث معه أو ان صح القول كل ما يتحدث عنه هو كرة السلة والتدريب وهوسه بالوصول للقمة لينتهي الأمر بينهما أما في الملعب تراقب تمريناته أو يقبلان بعضهما وبعدها يعود كل شخص لمسكنه ..
لماذا لم تشعر أنها بحاجة لتحكي له عم حياتها ..نعم هي تعلم كل شي عنه ولكنه لا يعرف شيء عنها ..حتى أنها ساعدته دون ان يعلم ..ربما لم ترغب برؤية الامتنان في عينيه بل ارادت أن يفتخر بنجاحه وكأنه تعبه هو ..
................................
لقد مر شهر بالفعل ..كان فينا ألي** بعيدا جدا لا تواصل ولا مكالمات فقوانين التدريب تمنع استخدام أجهزة التواصل فالتركيز مهم جدا للاعب وها هي الفترة قد انتهت واليوم سيعود أخيرا ..ابتسمت وهي تعدل من ربطة شعرها التي لا تنفك وتزعجها مرارا لتبتسم وهي تضع أحمر الشفاه الخفيف مغادرة حمام الجامعة نحو المطعم .. كما جرت العادة ففترة الغداء تكون مع أعضاء فريق كرة السلة .. لقد تجاوزو مرحلة التدريب فقط وتشكلت بينهم صداقات جيدة يجتمعون على الفطور والغداء وبعد انتهاء المحاضرات للتمرين
رسمت ابتسامة على محياها وهي تلتقط وجودهم فهم دائما يجلسون على نفس الطاول أكبر طاولة في المقصف استقبلها أندي بابتسامة عريضة قائلا بصوته العالي ( ها قد أتت مديرتنا الجميلة )
ض*بته على كتفه بخفة لتجلس قربه وسام يشا**ها كالعادة ( تبدين مختلفة اليوم يا مديرة ..هل هذا بسبب عودة الحب )
لم ترد عليه واكتفت بتكشيرة منها لتمسك الشوكة تباشر في طعامها ولكن الوضع لم يستمر طويلة دقائق حتى دخلت مجموعة من الطالبات بصخب عالي لتقول أحداهن ( الفتاة التي يمسك بها كابتن فريق كرة السلة غريبة عن جامعتنا )
لترد الأخرى ( يبدو أنهما يتواعدان )
لتقاطعها الثالثة ( وماذا عن مديرة الفريق )
لم تقدر أن تستمع لباقي الحوار بسبب ابتعادهن عن مكان جلوسها لتلتف نحو الجميع ونظرات الصدمة تعلو عليهم فيبدو أنهم سمعو ما قد سمعته لتضع قطعة اللحم في فمها بلا مبالاة قائلة ( ثرثرة ثرثرة ..دعونا نأكل قبل التمرين )
ليومئ لها الجمع ولكن علامات الفضول والصدمة ما زالت تسيطر عليهم ...لا بد أن الفتيات مخطئات ..فألي** كان بمعسكر للتدريب كيف سيحظى بفتاة ..ثم أن علاقتهما جيدة .. لا بد أن الأمر فيه خطأ..
لم تكد تنهي فكرتها حتى علت الجلبة في الأرجاء وألي** يدخل إلى المقصف بسعادة وبالفعل كان ممسكا بيد فتاة ..
اقترب منهم والفرح يرتسم عليه ممسكا بيدها لا يبالي بالنظرات التي تركزت عليها ليجدهم جالسون كما جرت العادة ليصرخ فيهم ( لقد عاد الكابتن)
توقف الجميع عن الطعام ليقفو يحتضنوه بسعادة وفرح ماعدا جيا التي بقيت في مكانها وأندي الذي لم يتحرك من كرسيه ..
حتى صدح السؤال من شفتي شين ( من هذه الفتاة ؟ )
وكأنه تذكر من كان معه ليشدها نحوه محتضنا اياها وعلامات السعادة بدت ترتسم علي ملامحها قائلا ( دعوني أقدم لكم حبيبتي كلارا )
توقف الجميع عن الحركة وكأنهم تجمدو في أماكنهم وعيونهم توقفت نحو صديقهم ومن يقول أنها حبيبته ليكمل ألي** بضحكة صفراء ( ما الأمر يا شباب )
لم يجبه أحد لتنتقل نظرات سام نحو جيا الجالسة بهدوء تراقب ما يحدث كاد أن يتكلم لتمنعه بحركة من حاجبها فتشعر بأندي الذي يحاول الوقوف فتمسك يده تمنعه من الحركة وهي تشعر بغضبه لتحرك رأسها له بالنفي فينتهد بعصبية ويعود يجلس مكانه ..
وقفت ببساطة تحاول جلب كل قوتها وقدرتها على التحمل ..رسمت ابتسامة ميتة على شفتيها وسيطرت على كل مشاعرها لتبتعد عن كرسيها تتجه نحو الجمع والكل يراقبها بحذر وفضول ..مشت خطوة ..حاولت أن تجبر قدمها على الخطوة الثانية لتحط عليها نظرات ألي** أخيرا ..كان يراقبها بحذر كما الجميع لترفع وجهها نحوه بعد أن اصبحت أمامه تماما لكن جسدها التفت نحو حبيبته لترفع يدها نحوها قائلا ( مرحبا بك كلارا ..أنا جيا مديرة الفريق حاليا )
مدت لها كلارا يدها لتقول بصوت ناعم جدا ( لقد سمعت عنك ..قال ألي** أنك مديرة جيدة للفريق)
عضت ل**نها بصعوبة بالغة تمنع نفسها عن شتمه
(.تشد قبضتها بقوة حتى لا تتهور وتض*به لتبتسم أخيرا ( شكرا لك .
لتلفت اخيرا نحو الي** قائلة ( مرحبا بعودتك )
حاول أن يرد لكنها لم تعطيه أي مجال لأنها التفت نحو الباقي لتقول بصوت شبه عالي ( عشر دقائق ليكون الجميع في الملعب ) .
وتغادر المكان وسط ذهول الجميع و**تهم الغريب ونظرات كلارا التي لم تفهم مايحدث هنا
. كان قلقا جدا عليها ..ما حدث اليوم لا يمكن أن تتحمله لقد عرفها منذ كانوا اطفال ..الفتاة التي كبر معها وكان شاهد على كل أوجاعها جرحت أمامه ..كم رغب بلكمه على وقاحته .. أراد ان يعطيه درسا في الأخلاق وأحترام النساء لكنها منعته وهو كما اعتاد يحترم رغباتها وسيبقى محترما لما تريد طالما هي ترغب بذلك ..
فتح الباب وهو يعلم أنه سيجدها هنا ليبتسم بألم مقتربا منها ليجدها واقفة قرب النافذة ورأسها مرفوعا للسماء تغلق عيونها ..اقترب خطوة أخرى ليصبح جانبها يتكئ على طرف النافذة ليقول ( لماذا ترفعين رأسك هكذا )
لم تجبه لثوان ولكنه انتظر إجابتها ليسمعها تقول ( لا يجب ان أبكي أو أخسر دمعة واحدة على الأقل الآن يجب أن ابقى قوية ) .
اعتدل في وقفته ليسند ظهره على الحائط وعينيه تتأملها شعرها المربوط وعينيها المغمضة وشفتيها التي تعضها تكبح بها عيونها ليقول ( أن بقيتي تعضين شفتك سيعتقدون انك كنت تقبلين أحدهم )
انتفصت على كلماته لتنظر نحوه بصدمة تحرر شفتيها من بين اسنانها ( لقد نسيت )
ابتسم لها ليرفع يده يربت على رأسها ( هيا بنا نذهب للتدريب )
أومأت له لتسير أمامه ليناديها ( جيا )
التفت نحوه ليبتسم لها ( أنا فخور بك)
ابتسمت له أخيرا لتتابع سيرها والعزم يصبح أعلى في قلبها .. لقد مر التدريب على سلام لا تنكر أنها تماسكت بصعوبة كانت عصبية رغم ذلك ..صرخت في وجه سام مرتين بسبب اخطائه وهو امر لم تقم به من قبل .. ولكن كانت بحاجة لتفريغ كل ما بداخلها ويبدو أن سام قد تفهمها فاعتذر عن اخطائه وأكمل تدريبه دون اي جدل مسبق ..ما كان مزعج أكثر هو الي** وبروده لقد كان يتصرف وكأن لا شيء حدث وكأنه لم يجرحها أبدا .. في الاستراحة الأولى ابتعد عن الجميع وبقي مع حبيبته الجديدة كان يقبلها ويداعبها أمامهم دون أدنى شعور بالخجل .. يقترب منهم يمازح الجميع يناقشهم وحدثهم عما حدث في أيام معسكره .. الأمر الملفت كان عدم حديثه معها ..مرت ساعات التدريب دون أن يقول لها أي كلمة ..
تن*دت براحة فقد انتهى تمرين اليوم و*دا عطلة بذلك يمكنها أن ترتاح لتستوعب ما حصل اليوم ..
وضعت الكرة في مكانها مقتربا من الكرسي المخصص لها لترتب حقيبتها ليقول ألي** ( هل نتعشى سويا اليوم ؟ )
اعترض أندي فورا ( أنا متعب اليوم ..ماذا عنك جيا ؟)
رفعت حاجبها باتجاه أندي وهي تتوعد له لتقترب كلارا منها بابتسامة ( كنت أرغب بالتعرف على الجميع هنا قبل نقل اوراقي وبدأ دراستي )
رفعت جيا حقيبتها على ظهرها لترسم ابتسامة بوجه الفتاة قائلة ( للأسف لدي موعد مهم لا يمكنني تفويته ..ربما مرة أخرى )
تبرمت الفتاة بخيبة لتتابع كلامها ( لا بأس فنحن سنتقابل كثيرا في الأيام القادمة )
لتلتفت نحو أندي ( هل نغادر )
أومأ لها لتخرج معه تاركا الجميع حائرون فيها وبتصرفاتها لكن ألي** أخرجهم من هذه الحيرة ليقول ( العشاء على حسابي ) وبالفعل استطاع فخلال ثواني عاد الصخب والمزاح بين الجميع ..
.....................
مضى اليوم كله وهي لم تغادر الفراش ..لقد شعرت وكأن حياتها هدمت ..كيف يعقل أن يحصل ما حصل ..لقد وثقت به .. حسنا لا بأس في الأنفصال احيانا حتى أندي انفصل أكثر من مرة ولكن أسلوبه وطريقته كانت صادمة لها ..هو لم ينفصل عنها بل طلب منها أن تنتظر ..الا تخونه .الا تغدر به ولكن النتيجة كانت أنه فعل ما كان يحذرها منه ..
تقلبت في فراشها للمرة الألف اليوم ليعلو صوت رنين هاتفها
تن*دت بنفاذ صبر وهي تبعد عنها الوسادة لتمسك بالهاتف واسم أندي يلمع أمامها على الشاشة فتحت مكبر الصوت مجيبة ( ماذا تريد)
سألها عبر الهاتف ( هل أنت بخير ..لماذا لم تظهري اليوم ؟ )
تقلبت من جديد ووجها على الوسادة ( أشعر بالنعاس لذلك فضلت النوم )
قاطع حديثها قائلا ( هل أتي اليك )
رفعت رأسها تبعد خصلات شعرها المتناثرة حولها لتمسك الهاتف بيدها تقول بصوت مستيقظ ( لا أنا بخير لا أريدك أن تأتي ..مجرد **ل فقط وسأكون بخير ليست جيا من ي**رها شاب يا صديقي )شعرت به يبتسم عبر الهاتف قائلا ( حسنا .. ) لتهم بأغلاق الخط ليتذكر شيء يوقفها بصوت ( هل علمت أن بعد عشر أيام ستكون هناك مباراة ودية بيننا وبين الجامعة الجنوبية)
أجابته وهي تعدل في جلستها على السرير ترتب غطائها ( نعم)
أكمل كلامه ( وهل تعلمين من كابتن فريقهم ) توقفت يديها عن طي الغطاء لتجيبه ( وماذا في ذلك .. أندي لقد رأيته لمدة لا تقل عن ثلاث دقائق ..ارجوك كفى تذكير لي بالحادثة)
علت ضحكة أندي عبر الهاتف ليغلق معها الخط وهي تعود لترمي نفسها على السرير من جديد ..
لقد اراد تشتيت افكارها عن ألي** وما فعله وبالفعل نجح فقد عادت ذاكرتها لتلك اللية حيث التقت به وهربت منه فورا ..أمسكت هاتفها لتكتب اسمه في محرك البحث لتبدأ بالانتقال بين صوره ومقاطع مبارياته التي رُفعت على الشبكة وابتسامة غريبة تعلو شفتيها ..
........................ ....................
( الاسم ديلان ..كابتن فريق الجامعة الجنوبية ..الطول 195 ..لم يخسر فريقه مباراة من قبل ..يعتبر بطل الثلاثيات في الفريق ..عليكم ان تحذروه جميعا) ..
كانت أمامها على الشاشة صورة للشاب وهي تتحدث لأعضاء الفريق فبعد ساعات سيكون هنا الفريق ومن وجهة نظر مدربهم خسارتهم في جامعتهم ستكون مذلة بالنسبة لهم ..جمعت كل المعلومات التي تقدر عليها ولكنها فشلت فالحصول على نقطة ضعف للخ** يبدو أنهم يعرفو ماذا يفعلون ..فكل شخص في مكان مناسب يغطي نقاط ضعفه .. وضعت القلم على الطاولة لتقول أخيرا ( هل من سؤال ؟ )
رفع ألي** حاجبه نحوها ليقول باستنكار ( نقاط الضعف مثلا ؟)
تن*دت وعلامات الأحباط بادية عليها ( لم أجد شيء ..فكل واحد منهم يغطي على الأخر بالاضافة إلى عملهم المتماسك)
ض*ب الطاولة أمامه بغضب ( لا يوجد .. وكأن ادائك كمديرة للفريق في تراجع جيا) .
رفعت عينيها نحوه كان تريد ان ترد عليه لكنها امسكت نفسها في اللحظة الأخيرة لتعض شفتيها وأندي يقول ( وهل تحتاج لمعرفة نقاط الضعف اليكس
التفت للخلف ليقول ( بالطبع لا ولكن أردت بعض الدردشة ..أنا لا اهتم حقا فقدراتي تكفي ..لقد رأيت ديلان هذا في المعسكر هو شخص منطوي لا يقترب من أحد لذلك كنت ارغب بمعرفة معلومات اكثر عنه ..) ليقف مغادرا المكان لكنه تتوقف عند الباب لتعود نظراته نحو أندي قائلا ( يمكنك ان تتوقف عن لعب دور المحامي أندي )
ليترك الجميع مغادرا المكان وجيا تتنفس ببطئ لتضبط أعصابها امام الي** الذي اصبح لا يطاق ..يحاول في كل مرة جرحها وإحراجها وكأنه يدفعها للترك المكان ... نظرت حولها بقلة حيلة لتقول ( هيا بنا سوف يكونون هنا في أي لحظة ومن المفترض أن نستقبلهم)
لتخرج والجميع يخرجون بعدها وأندي وسام معها يتناقشون بأمر ما ..
مرت دقائق حتى لمحت باص الجامعة الجنوبية يتوقف عن بوابة الجامعة وبدأ ينزل منه الفتيان ...لم يتخلو عن ملابس كرة السلة وكأنهم سيأتون لخوض مباراة سريعة والعودة فورا ..ابتلعت ريقها وهي ترى أطول واحد منهم ينزل بهدوء ليقف منتظرا باقي زملائه وشخص أخر يماثلة بالطول يتحدث معه بشيء ما ليبتسم له ..ارتفعت ابتسامتها تلقائيا وأندي ينكزها في يدها لتعبس في وجهه وهي تشده ليتوجهو نحو جمع الطلاب ..
ارتفعت ابتسامته حين رأها كانت مختلفة عن تلك الليلة ..ترفع شعرها بربطة وكأنها تخشى أن تهرب منه خصلة واستبدلت السروال القصير ببنطال جينز وجاكيت رياضي فضفاض فوقه .. هز رأسه بترحيب حين تلاقت نظراتهما ببعض لتبتسم له وتحييه برأسها ولكن اتجاها لم يكن نحوه بل كان نحو المدرب الخاص بهم ..
شعر بيد صديقه حطت على كتفه ليقول بخبث ( هل تعرفها ؟)
رفع ديلان كتفيه بلا مبالاة ليقول ( ليس تماما التقيت بها مرة واحدة فقط )
ارتفعت الصدمة على وجه ستيف ليقترب اكثر من صديقه ( التقيت بها من قبل ..مديرة فريق الجامعة الشمالية ؟)
التفت نحو رفيقه بصدمة وكلماته تض*ب عقله ليردد ( مديرة فريق ؟؟)
أومأ له وباقي أعضاء الفريق اجتمعو حولهما ليقول ستيف من جديد ( اسمها جيا وهي مديرة الفريق ..ودعني أخبرك أنها صارمة جدا وذكية أيضا ..رغم أنني اشفق عليها ولكن لابد أن نحذر منها )
كتف يديه أمام ص*ره ليسأل بفضول ( ولماذا تشفق عليها ؟ )
ابتسم ستيف بخبث وهو يقترب أكثر من أصدقائه ليقول بصوت منخفض ( لقد كانت تواعد كابتن الفريق ألي** ولكنه فجاة عاد ومع فتاة أخرى دون ان ينفصل عنها حتى ..لقد طلب منها انتظاره ليعود من معسكر التدريب ولكنه عاد مع حبيبة جديدة )
ارتفعت الصدمات ع وجوه الجميع ليقول أحدهم ( حقير )
أومأ ستيف يوافق على كلام صديقه ليتابع ( ولكن الأمر الأكثر دهشة هو ردة فعلها لقد رحبت بها وتعاملت مع الأمر بشكل طبيعي ) ..
زم شفتيه وكأن يحادث نفسه ( أنها قوية حقا بنفس ف*نتها)
ض*به ديلان على رقبته ليفزع من المفاجأة واضعا يده مكان الض*ب وديلان يقول ( من أين تعرف كل هذا ؟ )ابتسم صديقه بفخر ليقول( يجب أن تعلم كل شيء عن خ**ك يا صديقي )
ابتعد ديلان عنه خطوة وهو يتأمل ملامح الفخر التي تلبسته ليقول بثبات ( معلومات عن خ**ك وليس حياته العاطفية يا عبقري )
اقترب ستيف منه خطوة يتكأ عليه من جديد ليقول وهو ينظر نحو باقي الفريق ( الحياة العاطفية تؤثر على أدائك في ساحة المعركة )
ابتعد عنه ديلان دون كلام ليبدأ بالسير خلف المدرب الذي كان يناديهم من بعيد والجميع مشوا خلفه ماعدا ستيف الواقف باعتراض ليقترب منه جورج ( أنها رياضة وليست حروب )
ليتركه ويلحق بالجميع وماهي إلا دقيقة واحدة حتى لحق بهم ستيف ..
..................
ابتعدت عن مدرب الفريق الأخر باتجاه الكراسي المخصصة لفريقتا لتجلب الأوراق التي يجب أن يمضي عليها كلا المدربين ..لقد تذكرها جيدا وكم تتمنى ألا يتكلم عن مكان رؤيتها ع الأقل أمام فريقها هي ..
حسنا عشقها للرقص ليس أمر تخجل منه ولكنها تريد ان تبيقه سرها الخاص ولا سيما أمام الي** الذي ينتظر فرصة ليحرجها أو يسبب طردها ..