الفصل السابع

3879 Words
.. رغم أن جيا راقصة ماهرة ولكن شغها في كرة السلة جعلها تعطيها الكثير من المعلومات الدقيقة والممتازة حتى أنها استطاعت أن تسلط الضوء على كثير من الأبطال .. ثم استمرت هذه المعرفة لتمد إلى كامي .. لاعبة الوسط في الفريق الصيني للأل**ب الالكترونية والذي من حسن حظها أيضا أنها كانت صديقة لجيا وبذلك تمكنت من خول دائرة جديدة وتغطية ذكية للفريق الحاصل على لقب بطولة العالم بالال**ب الالكترونية .. وقامت بتغطية شاملة عن هذه الرياضة .. معرفتها بكل من جيا و كانت مفيدة بشكل كبير لها ... فبعيدا عن كونهما ذات مقدرة واسعة وثقافة عالية في ما يقومان به .. اكتشفت أنها يمكنها أن تدخل أكثر من مجال . فهي درست السياسة ولكنها نجحت بالتغطية الرياضية وها هي الآن عادت لمجالها الأساسي وحصلت على الترقية التي كانت تحلم بها وستتولى هذه المهام من اليوم .. اقترب منها زميلها المبتسم كالعادة قائلا (ماريا لقد طلب المدير حضورك ) بادلتها الابتسامة بأخرى هادئة متجهة نحو المدير الذي استقبلها بابتسامة شعرت بان فخ من ورائها ففي كل مرة ترى هذا الترحيب منه ستجد مصيبة تنتظرها . وبالفعل هذا ما كان ينتظرها فقد عاجلها بالقول ( انسة ماريا سوف ترافقين جورج لمقر اليونيسيف لتغطية حدث اليوم ) فتحت عينيها وملامح وجهها توضح عدم معرفتها بالامر ( ليتن*د المدير بنفاذ صبر قائلا ( لقد قلت لك مئات المرات لتكوني صحفية يجب ان تطلعي على كل الامور وليس فقط السياسية عزيزتي لقد اعترضتي على القسم الرياضي ولكن انظري كيف نجحت به وها هي فرصة جديدة للتوسع معارفك ) اخفضت راسها وهي تعيد كلماته التي حفظتها عن ظهر قلب فهو لا يكف عن تريديها كل مرة ليتسمع صوت تحرك كرسيه فترفع بصرها له وهو يقترب منها ليقول بطريقة عملية ( حسنا لا باس سارى حل لوضعك هذا وبعدها سوف اثبتك في مكان واحد فلا تحتاجي للانتقال من قسم لقسم .. و لكن بالنسبة لحدث اليوم فهو مهم .. سيغطي إنشاء المشافي في ماليزيا .. هناك الكثير من المبترعين .. ارج وان تغطو هذا الامر بشكل جيد .. بالمناسبة سيكون هناك عدد من السياسيين لذلك الامر ضمن اختصاصك قبل ان تفكري بالاعتراض ) لم تجبه ولن تجبه فهي لن تدخل معه بجدال تعرف نهايته ففضلت الموافقة دون كلام لتخرج من مكتبه مسرعة تلملم حاجياتها لتلحق بزميلها ف*نظر لهيئتها في المرآة المعلقة قرب باب المجلة ترتب خصلات شعرها الثائرة و جاكيتها الازرق لتحادث نفسها في المرأة بثقة ( من الجيد ان ارتديت بدلة رسمية اليوم ) ...................................... رخاء .. ترف .. اموال هائلة .. هذا ما خطر ببالها عندما دخلت القاعة .. لماذا حدث خيري يكون بهذا الترف .. المفروض هكذا حدث يكون قرب المحتاجين .. ان تعيش معهم افضل من ان تعطيهم الاموال من قصرك العاجي . اطلق صوت ساخر من بين شفتيها وهي تعلق شارتها في عنقها ليقترب منها صديقها يسالها بفضول ( ما الأمر؟ ) اقتربت منه برأسها تحادثه حتى لا يسمع غيره كلامها ( انظر جورج كل هذا ) وأشارت بيدها للتجهيزات وباقات الورود الكبيرة الموزعة في كل ركن لتتابع كلامها بخفوت ( من أجل التبرع لبناء مستشفى .. ألم يكن من الأولى أن تضاف هذه النقود للمستشفى بدل صرفها بلا هدف والإكثار من باقات الزهور ومكان راق مثل هذا ) اقترب جورج منها براسه بدوره ليهمس لها ( هذا هو مجتمعنا ماريا .. نبالغ بكل شيء .. بالفقر والغنى .. بالعلم والجهل ... نصف المتبرعين هنا يقومون بهذا التبرع لأجل الحفاظ على صور شركاتهم ) نظرت له تحاول تفسير كلامها لتسأله ( لم أفهم.. ما دخل التبرع بالشركات ؟ ) عدل من وضع كاميرته ليكمل وهو ينظر نحو الباب (المتبرعين هم رجال أعمال وسياسيين ايضا .. حسنا لن أقول ان جميعهم هكذا ولكن النصف أو ربما أكثر .. يقومون بالتبرع للمؤسسات الخيرية أما لتلميع صورتهم أمام العامة .. أو لأسقاط الضوء لشركاتهم وأعمالهم وبذلك يكون التعاطف لهم والأولوية لهم عملا بالمبدأ أن صاحب هذه الشركة ليس طماعا محبا للمال .. أنه ي**ب الكثير ولكن أيضا يتبرع بالكثير ) أومأت براسها دون أن تجيب ليتابع كلامه بثقة ( لكن في المقابل اعتقد أن هناك اشخاص يقومون بالتبرع لمساعدة الناس .. يرغبون بترك ب**ة في قلوب كل محتاج فالأمر لا يمكن تعميمة وبذرة الخير ما زالت موجودة في قلوب بعضهم ) ضحكت بتهكم لتنظر حولها ثم تعود إليه لتهمس قرب إذنه (لا أعتقد أن مثل هؤلاء موجودين في مجتمعنا لليوم .. صاحب المال لا يشعر بمن لا يمتلكه يا صديقي ) لم يجبها بسبب فتح باب القاعة الرئيسية والسماح للصحافة بالدخول لينظر لها وهو يقول ( هيا بنا الآن .. نقوم بعملنا بغض النظر عن مبادئنا فنحن ايضا نحتاج إلى المال لنعيش ) أومأت له متن*دة بقلة حيلة لتمسك الميكرفون الخاص بها والذي يحمل اسم صحيفتها تقترب معه من الجمع كان العدد كبير .. كثيرا من الفنانين ورجال الاعمال ورئيس المنظمة .. لتكن صريحة لم تتعرف سوى عليه من بين الجمع .. حيث بدء بسرد شكره الكبير للمساهمين ومنافع هذا العمل .. اطلقت تن*دات بسبب حديثه الطويل حتى اخيرا انتهى قائلا ( سوف استقبل أنا والمساهمين اسئلتكم جميعها الآن ولكن لطفا فل يكن الأمر بالترتيب ) نقلت بصرها حول الجمع الذي بادل الصحافة بالابتسامة .. بدل سوداء .. فساتين تماثل تلك البدل بالسواد و كانهم مدعون لحفل زفاف وليس حفل تبرع .. كان الجميع بنفس الهيئة الا واحد ... واحد فقط .. شخص يلبس بنطال بلون بني فاتح و كنزة زرقاء تحمل شعار اليونسيف يعلوها جاكيت رسمي بلون الأ**د .. وقفت مبهوتة عدة دقائق تحاول استيعاب ان ما تراه حقيقي .. هذا الشخص ... ابتسامته .. غمازته .. طوله .. نظراته .. لقد كان هو .. وكيف تتيه عن جاذبيته القاتلة .. متجمدة الاطراف .. م**رة العقل تقف بين جمع الصحافيين الذين يسارعون للحصول على اجابة او تصريح وهي واقفة تتأمله .. يبتسم لشخص ما قربه .. حتى انتبهت على صوت احد الصحافة قربها يوجه سؤاله إليه ( سيد تشوي هل لنا بسؤال لك ؟ ) التفت لها .. لاحظها .. كانت واقفة بينهم ..ترتدي ازرق ياقوتي مرة أخرى .. تحمل بيدها مايكرفون وتعلق برقبتها شارة صحافة .. ارتسمت الابتسامة على شفتيه مرة اخرى وهو يقترب من مكان وجودها .. يقف مقابل لها ولا يرى غيرها .. كانت صامتة .. من الواضح انها صعقت بوجوده ايضا ليبتسم ببشاشة اعتاد عليها وهو يقول للجمع الذي التف حوله ( فل ندع صاحبة البدلة الياقوتية تسأل أولا ) لم تفهم ما قال فقد كانت مأخوذة بمشيته الواثقة وهالته السحرية التي انتشرت في الارجاء .. لتخرج من افكارها على يد جورج وهو يهزها بقوة هامسا لها ( ماريا اسألي ) انتفضت في مكانها تحاول استعادة وعيها لتكح قليلا قائلة له ( أرى أنك الشخص الوحيد من بين المتبرعين الذي يرتدي القمصان الخاصة باليونيسيف .. لماذا لم تكتفي ببدلة سوداء مثل الجميع ؟) تجمد في مكانه من سؤالها الغريب .. عدة ثوان حتى استوعب ان الأنسة الزرقاء تائهة بسببه ليهديها ابتسامة حقيقة منه وهو يهز كتفيه ببساطة يضم يديه أمام ص*ره قائلا ( حسنا ربما لأنه عمل خاص باليونيسف فضلت ارتداء شعارهم ) علت الضحكات من الصحافة وهو شاركهم الضحك لتبدأ الأسئلة له وهي تتابع ب**ت تفاعله المحترف مع الصحافة .. مزاحه معهم .. تجنبه للاسئلة التي قد تكون محرجة حتى سأله أحدهم ( متى ستكون عودتك المنفردة القادمة؟ ) نظرت بصدمة نحوه دون أن تفهم وهو يجيب بابتسامة جذابة بدلت ملامحه من الجمود والحرفية إلى الهدوء والشغف ( ربما الشهر القادم ) اقتربت من جورج تسأله بصوت خافت حتى لا تلفت الأنظار لها ( عن أي عودة يتكلم ؟) بادلها جورج نظرات صادمة غير مصدق ليقول لها ( بالله عليك ماريا .. أنه فنان معروف عالميا وفرقته تعتبر من أشهر الفرق الموسيقية ) فتحت عينيها على اشدهما تردد ببلاهة ( حقا ) رفع جورج يده باتجاه رأسها عند صدغها ( يجب ان توسعي معرفتك عزيزتي .. حتى انه مثل مع جاكي شان في فيلم ) اعادت خلفه تررد ببلاهة وصدمة كبيرة ( حقا ) هز راسه بيأس منها ليقول وهو يوجه كاميرته نحو شيون ( حسنا ساعطيكي تقرير عنه عندما نعود ) أومأت له بهدوء دون إجابة ليعود تركيزها لذلك الشخص الواقف أمامها لم يكف عن مراقبتها وابتسامته لا تزال مرسومة على شفتيه حتى اعلن ان انتهاء اللقاء وبدء الجميع بالتحرك .. وكالعادة بدء الصحفيين بالتدافع حتى دفعها احدهم بقوة لتهتز في مكانها تكاد تسقط على الارض .. دارت الارض حولها واستسلمت لقدرها بالسقوط لتغمض عينيها .. مرت ثواني ولكنها لم تسقط بل كل ما شعرت به هو يد احدهم تلتف حولها لتفتح عينيها ببطء شديد ورائحة مؤلوفة تلفها بشكل كامل .. نعم هي رائحته التي تشربت كل حواسها منذ رقصتها معه .. كانت بين يديه يسندها على جسده تشعر بعضلاته ونبض جسده كله .. متجمدة مكانها يده تستريح على ظهرها والأخرى ممسكة برسغها ويدها على ص*ره تستند عليه بردة فعل تلقائية .. لا تريد ان تبتعد عن احضانه ولكن لابد ان تتحرك ...ابتسم لوجهها وهو يقترب منها يهمس لها وحدها ( هل انت بخير ؟ ) حسنا مع همساته هذه مؤكد انها ليست بخير .. تنفست بقوة تحاول لملمة نفسها لتسمعه يهمس وهو يقربها اكثر منه فتلاحظ العرق النابض بعنقه وهو يقول ( ان كنت لست بخير يمكنني حملك ؟) بهتت عدة ثوان دون أجابة ليقربها أكثر له فتشعر بأنفاسه قريبة وهو يقترب منها قائلا مرة أخرى ( أن بقيت جامدة بين أحضاني سنكون مادة دسمة للصحفيين الذين يتابعون ما يحدث ) استوعب أخيرا .. لتبتعد بسرعة عن مرمى يديه تحاول أن تقف لتشعر بعدم توازن ليقترب منها بسرعة يسندها بيده قائلا بصوت جهوري للناس حوله ( اتمنى من الجميع الانتباه قليلا ) ومضى .. غادر بسرعة وكأنه لم كن مثل المرة الماضية .. غزاها واختفى .. جعل نبضها يصبح مجنون ورحل تاركا اياها تقف على اطلال حضوره الآخاذ . ......................................................................................... شهر أخر مضى وذلك الامير لم يغب عن بالها .. تفكر به .. تبحث عنه .. لقد اصبحت مهووسة به .. فبعد ذلك اليوم تبرع جورج بسرد تاريخه لها .. لقد تفاجأت فهذا الأمير كان أمير بحق .. عائلة ثرية .. فنان مشهور ..ممثل مرموق وفوق كل هذا سفير في اليونيسف .. حسنا لقد نجح باثارة انتباها كما اثار حواسها وها هي الآن مشغولة به فقط .. تتابع اخباره ... تترقب جديده . ايقظها صوت رنين هاتفها لترى المتصل فتتسع ابتسامتها وهي تجيب على صديقتها ( اهلا جين ) **تت بعد ترحيبها وهي تستمع لتعليمات صديقتها والتي للمرة الثانية تورطها بحضور حفل خيري ولكن هذا المرة لم تكون منزعجة او رافضة .. بل كانت متحمسة له سمعت جين تسالها بفضول ( هل جهزت فستان للحفل ) ابتسمت وكان صديقتها سترى ابتسامتها وهي تتجه للفستان المعلق امامها تتحس القماش ذو اللون الازرق الياقوتي ..وابتسامتها الحالمة تتسع كلما تفحصت الفستان لتتذكر صديقتها على الخط فتقول بها بصوت هادئ ( حسنا جين سوف استعد في الوقت .. وداعا ) رمت الهاتف على السرير لتسند يديها على خصرها وتعطي نظرة اخيرة للفستان لتقول بصوت مرتفع ( حسنا سنرى ان كان الازرق تميمة حظي معك سيد تشوي ) كما توقعت بذخ وترف ينتشر في كل مكان ... هكذا تكون الحفلات كالعادة تن*دت بنفاذ صبر لتنظر لنفسها بالمرأة التي سيطرت على الحائط أمامها فتعطي صالة الحفل طابع خاص .. تأملت نفسها فستان يحمل ذلك اللون الذي يفضله السيد المبجل توله الكثيف وذلك اللون الابيض الذي تداخل به من جهة ظهرها وشعرها المرفوع كأنها بنت هذه الطبقة ..ابتسمت بتهكم وهي تحادث نفسها ( تنتقدين هذه الحفلات وهذا المجتمع وأنت من يسعى خلفه ) ابعدت هذه الافكار عنها وهي تبعتد عن ذلك الحائط الذي عرى منطقها لتقترب من طاولة المشروبات تبحث عن صديقتها التي اختفت فجاة .. بحثت عنها ولكن دون فائدة لتهمس من جديد ( اين اختفت تلك الحمقاء ) ( الازرق الياقوتي .. كنت ادعو الرب أن تكوني صاحبته ) انتفضت عند جملته وقلبها خفق بشدة .. صوته .. همساته .. لقد كان هو .. تنفست بقوة وهي تحاول السيطرة على نبضاتها لتلتفت فتجده هو يقف بكل رجولة ... طقمه الأ**د كاد أن يفقدها وعيه ... ذلك القميص ذو اللون الأ**د ملتف حول جسده بشكل رهيب .. وازاره الأولى مفتوحة ليظهر الصليب الذي يرتديه .. وتظهر بشرته المسمرة قليلا فتشعر بالحرارة تغزو جسدها .. نقلت ثقلها بين قدميها لتبتلع ريقها وتحاول ابعاد نظراتها عن فتحة قميصه لتقول نحوه ( مرحبا .. ها قد التقينا مجددا ) ابتسم لها لتظهر غمازتيه وهو يقترب منها قائلا بصوت مغري ( لي مع هذا اللون علاقة خاصة ) ليبتعد عنها قاصدا المشروبات الموزعة على الطاولة .. فتطلق تنهيدة طويلة وهي تحرك يدها أمام وجهها تحاول جلب الهواء لها .. ليلتفت لها مرة أخرى لتتفاجأ وترتبك أمام نظراته ليبتسم بخبث . امسك بكأسي نبيذ وقدم أحدهما لها وهي قبلته بابتسامة جميلة صافية وحالمة نوعا ما .... بادرها بالكلام( الحصول على نبيذ معتق عمره واحد وثلاثين عام من أجمل الاشياء التي من الممكن أن يحصل عليها الإنسان ) نظرت له بشك وهي ترتشف قليلا من الكأس ( وكيف علمت بتاريخ هذا النبيذ ) ابتسم بنصر ( أنها موهبة عزيزتي ) رفعت الكأس لتشرب منه ثانيا حتى أوقفها ( لن تشعري بقيمته أن شربيته هكذا ) نظرت بشك له وهي تسأل ( وكيف يشرب النبيذ ) وقف خلفها مباشرة يحاصرها بجسده الطويل حتى كاد يلتصق بها ... وضع أصبعه على أعلى كتفها ونزل به ببطئ وهي ترتجف بين يديه ... شعر بنصر عظيم وهو يرى استجابتها .... وصل بأصبعه ليدها التي تسمك كأس النبيذ واستولى بيده على يدها وهو يمسك الكأس ... حاولت أن تترك الكأس ولكنه رفض حافظ على يديها على الكأس ويده تغطي يدها ... نزل برأسه لمستوى أذنها وهمس ببطئ ( أشعري فقط ) امسك بيدها وهز ا الكأس ببطئ وهو يهمس لها ( دعي النبيذ يتحرك في الكأس ببطئ ...أنظري إليه وهو يتحرك حتى تشعري به ) كانت تتبع تعليماته بصعوبة فوجوده هكذا يشتت تركيزها ولكنها حاولت ... اقترب منها أكثر حتة كادت شفتيه تصل لرقبتها ولكنه ابتعد وهمس ( والآن أرفعي الكأس لفمك وأشربي القليل ) ورفع الكأس إلى شفتيها وهو يقول ( اغمضي عينيك واشربي وأشعري بطعم النبيذ يتخلل مسام جلدك ) وهكذا فعلت وما أن ابتعلت النبيذ حتى ابتعد عنها وكأن شيئا لم يكن .... نظرت له بتوتر وتخبط حتى ابتسم في وجهها وهو يقول ( ما رأيك ...هل أعجبك النبيذ ؟ ) ابتسمت بتوتر وهي تحاول أن توازي جسدها وأن لا تسقط من شدة التأثر ( نعم طعمه كالسحر ...جميل جدا ورائع جدا ) أمسك كأسه مبتعدا عنها خطوة واحدة فقط يرتشف منه وهو يضحك ( أشربي النبيذ هكذا دائما ...استمتعي بكل رشفة ...كما يجب أن تستمعي بكل لحظة في الحياة ) أعادت الكأس إلى شفتيها لتشرب وهي تسأله( يبدو أنك تحب النبيذ كثيرا ) ضحك حتى ظهرت غمازات وجهه وهو يتأملها بدقة ( أنا أعشق تنفس النبيذ .. ) كحت بحرج من نظراته لتقول ( هل يمكن أن اطلب شيء ) اقترب مرة أخرى منها حتى كادت أن تلامس ص*ره وللحقيقة هذا ما تمنته لتضغط على يديها تمنعمها من فعل شيء غ*ي ليهبط لمستواها مجيبا ( بالطبع ) ابتعدت عنه خطوة لتقول له ( اجراء مقابلة حصرية معك ) فتح عينيه من الطلب الغريب لتكمل وهي تداعب الكأس بيدها ( لقد نقلت لقسم الترفيهي وبصراحة هذه اول مرة لي فيه ..وأنت حاليا مادة دسمة لكل الصحافة ) تقدم خطوة نحوها وعينيها على ظهرها يراقب الازرار المنثورة على قماش الفستان من اخر عنقها لمنتصف ظهرها .. ليمد ظاهر يده يتحسس تلك الازرار وهو يردد من خلفها ( مادة دسمة ) ابتعلت ريقها بصعوبة .. بالله ما شأن هذا الرجل اشعر أنني هلام أمامه .. كل ما ارغب به الارتماء في حضنه .. استشعر عضلات جسده .. وارغب بشفتيه بشكل مهلك .. انسى عقلي ومنطقي وحتى نفسي أمام سحره .. عادت تبتلع ريقها للمرة المئة اليوم لتقول بنفس متقطع ( لم أقصد مافهمت .. ولكن لد*ك عودة جديدة وتبرعاتك محط أنظار الصحافة لذلك فقط ) ابعد يده عن فستانها لتشعر بالبرود يجتاحها ول**ن عقلها يعترض لماذا ابتعد .. اريد يده على ظهري .. لتراه يقف أمامها مكتف يديه بعد أن وضع كأسه على الطاولة ليجيبها ( حسنا موافق .. الاسبوع القادم مناسب ..) لم تتوقع أنه سيوافق ببساطة .. هزت راسها بحماس تجيبه ( طبعا يناسب ) ليخرج من جيبه كرت صغير يضعه عند بداية فستانها عند فتحة ص*رها وهي متجمدة أمامه فيغمز لها مبتعدا وهو يقول ( هذا رقمي الشخصي .. تواصلي معي لأحدد لك المكان الزمان ) وغادر كما اقترب ... ابتعد تاركا ايها في فوضى عارمة .. انفاس محمومة ... رغبة متصاعدة .. وترقب هائل . ................................................................................. يوم المقابلة كان يوم غير عادي لها منذ الصباح وهي تحضر نفسها نفسينا لذلك اللقاء ... منذ يومين اتصلت به واستغربت انه اجابها منذ الرنة الثانية ..هل كان ينتظر اتصالها ؟ ضحكت بغباء على خيالاتها لتغلق حقيبتها بعد ان تفقدت اغراضها جميعا قاصدا المكان الذي حدده السيد المبجل كما اطلقت عليه كلما زار خيالها نظرت مرة أخرى لهاتفها تتحقق من العنوان والتساؤل يلفها .. انه مكان فندق مشهور جدا ... فكرت ب**ت تحادث نفسها (لكن لماذا اختار فندق .. هل يمكن انه مكان اقامته ؟ ) ازاحت أسألتها حاليا وهي تنزل من السيارة بعد وصولها لمكان اللقاء .. والذي استقبلها الموظف بحفاوة كبيرة ورافقها لجناح السيد وهي صامتة .. تحضر نفسها وتلقي على راسها جميع النصائح والتعليمات لتكون هادئة عندما تراه .. ( تفضلي أنستي ) نطق بها الموظف ليفتح لها الباب رغم انها لم تنتبه له طوال الطريق ولكن قفازه ذو اللون الابيض لفت نظرها .. هل أنا في رواية حقا او ربما فيلم من العصور الوسطى .. اذكر ان هذا المشهد رايته بتلك لأفلام .. عندما تدخل البطلة لقصر الأمير .. دخلت بهدوء حذر تراقب المكان فكما توقعت كان جناح ملكي .اشبه بقصر مصغر في قلب هذا الفندق الكبير .. التحف القديمة منتشرة في كل مكان والحيطان لم تخلو من اللوحات المبهرة .. وتلك الثريا التي تتدلى في منتصف الغرفة لتعطي المكان شعور بالفخامة والهيبة حتى خرج هو من أحد الابواب .. ليغطي على فخامة مكان .. يقتل كل اعجابها بالغرفة ينصب عليه .. لأول مرة تراه متجرد من السترة التي اعتادت ان تراه بها .. اكتفى بقميص ازراره العلوية مفتوحة ليظهر جسده بشكل واضح واكمامه مرفوعة فتظهر سواعده وتلك العروق البارزة في يديه .. اعتقدت في السابق انها فقط عند اصابعه ولكنها الرؤية باتت واضحة لها فهي تمتد لساعده .. تن*دت بتعب وتأثر لتسمعه يوجه كلامه للموظف ( اشكرك ) أومأ الموظف له وهو ينحني برأسه مغادرا المكان وهي متجمدة في مكانها .. ستبقى معه وحدها في هذا المكان الذي لا يساعد أبدا .. وحضوره الطاغي ايضا .. وبخت نفسها بشدة ( ماريا اهدئي وتذكري ما قلتيه لنفسك ) ولكن اقترابه منها اطار كل شيء من عقلها .. افكارها والسبب الذي قدمت لأجله ليقول بخيبة أمل واضحة ( اليوم لا يجمعنا الأزرق ) قالها بنبرة ممتعضة لتبتسم بتوتر وعينيها تمشط جسدها فاليوم اكتفت باللون الأ**د بقميص انثوي وبنطال مع كعب عالي علها تصل لكتفيه كما فكرت عندما قررت ارتدائه .. مدت يدها له وهي تتذكر ما ترتديه مخاطبة نفسها بابتسامة ( ليتك تعلم أنني ارتدتي حمالة ص*ر زرقاء) بادلها التحية وهو يمعن النظر بها قائلا ( هل هناك شيء ؟ ) هزت رأسها بسرعة نافية وجود أي شيء ليرشدها لمكان الصالة قائلا ( يمكننا البدء إذن ) ..................... كانت تجهز الكاميرا بهدوء مفتعل .. فالتوتر يبدو واضحا على تصرفاتها وكله بسببه طبعا .. كان يجلس أمامها قدم فوق أخرى يراقبها .. اعتقدت في البداية انه يراقب عملها ولكن بعد دقائق انتبهت انه يراقب كل شيء الا عملها .. شفتيها .. عينيها حتى امسكت به وعينيه متركزة على ازار قميصها وهذا ما جعل جسدها ينتفض والتوتر يسكنها .. انتهت بعد جهد من تحضير الكاميرا لتشغلها ويبدأ لقائها .. فيبادلها الابتسامة وهو يجيب عن كل اسئلتها بخفة وسلاسة .. ومع كل سؤال قلبها ينبض بقوة له .. منطقه وطريقة حكيه . افكاره .. معتقداته .. لقد كان امير خيالي هي لم تخطئ بوصفها له .. غني ويحب ان يقدم أمواله للمحتاجين .. رجل يملك ثروة هائلة ومع ذلك متمسك بالغناء والتمثيل بجانب كونه رجل أعمال بالوراثة .. تن*دت بقلة حيلة تسأل نفسها ( من هذا الرجل بحق الجحيم ؟ ) سألها بفضول ( هل هناك شيء ؟ ) كحت بحرج مجيبة ( هل هناك شيء يزعجك بالعمل الخيري؟ ) اعتدل في جلسته يشبك اصابعه ببعضها يستند بفكه عليها لتبتلع ريقها من نظراته فيقول بطريقة عملية جدا ( نعم .. مظاهر الترف والبذخ الكبيرة التي تصاحب حفلات التبرع .. اعتقدت لو جمعنا هذه الأموال للتبرع من دون حفلات أو سهرات سيكون أفضل للجميع ... لا احب إضفاء الترف على عمل الخير ) فتحت عينيها على وسعهما لتنطق من دون قصد ( هل أنت حقيقي ؟) رفع حاجبه باستغراب من كلامها حتى استوعب ما قالته ليضحك مجيبا ( بالطبع ) أغلقت قلمها ودفترها لتقول وكأنها تعترف ( لا اعتقد ) لتتابع وهي تغلق جهاز الكاميرا ( انتهت اسئلتي .. شكرا لك سيد تشوي على وقتك ) سألها ونظراته مثبته عليها وعلى حركاتها ( لماذا لا تعتقدين ؟) اجفلت من سؤاله لتتوقف عن العمل تلتفت له لتقول وهي تعد على أصابعها ( افكارك .. اعمالك .. حياتك كلها اشبه بالخيال .. انظر لنفسك تعيش عيشة الأمراء ولكنك تبدو بسيط لاي شخص يراك .. تضع نصف ثروتك للاطفال ) ضحك بشدة وهو يقف لتقف بدورها ظنا منها أنه سينهي اللقاء كلها ليقف أمامها بطوله الفارع وطلته الجذابة ليقول بفخر ( أنا فخم ولكنني أحب البساطة ) ويغمز لها بعينه ليحمر وجهها دون أن تجيب .. اقترب منها أكثر لترجع خطوة للوراء .. وهو يواصل التقدم وهي تواصل الرجوع للخلق حتى أنهى الحائط لعبتهما فتقف ما بين الحائط وما بينه لا تفصلهما سوى الهواء الذي يتنفسه .. ورائحته التي وصلت لاعماقها فتشعل فيها الحريق لتقول بتعلثم ( رائحتك جميلة ) رفع يده لوجهها يتحسس خدها يسألها ( حقا ) اغمضت عينيها بتأثر دون أن تجيب ليتابع بهمس وهو يقرب شفتيه من اذنها يهمس لها ( مر دهر منذ رأيت فتاة تخجل ) لم تتحرك ..لا تريد ان تبتعد .. يعجبها اسره لها وتعجبها الاحاساس بجسده وهو ينبض قريب منها .. اغمض عينيها وهو يحرك انفه على وجهها حتى وصل لانفها ليسند جبينه على جبينها وعينيها تكاد تشابك عينيها ليقول بتأثر لا يختلف عن تأثرها ليسألها بتوتر ( هل تشعرين كما اشعر ) لم تجبه لثوان حتى قالت بصوت مرتبك ( أنا.. انا .. ) لم يمهلها ولم يسمع منها فقد كان الحديث لشفتيه .. يقبلها بهدوء برغبة بحب ..وهي متجمدة لثوان حتى بادلته قبلاته .. فالذي تشعر به يشعر به هو ايضا .. طالت قبلته وكأنه يخشى ان ينتهي الحلم ...كان عطشان ووجد مائه .. جائع ووجد طعامه .. عندما شعر بها تحاول الابتعاد امسكها من خصرها يثبتها على الحائط ... لا يريد أن ينهي قبلته ليس الآن على الاقل .. ابتعد عنها بعد فترة ورأسه على كتفها ليهمس أمام رقبتها بتأثر واضح وصوت أجش ( في كل مرة نكون في مكان عام .. فلا استطيع أن افعل ما ترغب به روحي ) ابتلعت ريقها لتتحرك حنجرتها أمام عينيه والعرق النابض القريب من شفتيه فيبتسم لتردد كلماته بتساؤل ( ما ترغب به روحك ؟ ) لم يتزحزح من مكانه بل اخذت اصابعه تعبث بياقة قميصها وهو يكمل ( أول مرة رايتك فيها جذبني اللون الذي ارتديته ..وحين رقصت معك جذبني ارتباكك و..) توقف عن كلامه وهو يلمح خيط حمالة ص*رها دون أن تعلم لتقول له ( وماذا تابع ) ولكنه لم يجب لتنظر له فتتسمر في مكانها وهي ترى عينيه على حمالة ص*رها التي ضهرت بفعل عبثه بياقة القميص فيعتدل في وقفته قائلا بابتسامةواسعة ( لقد كنت أعلم أن الأزرق الياقوتي يجمعنا ) ليهبط مرة أخرى على شفتيها ولكن هذه المرة بجرأة أكبر .. بت**يم أكثر .. فهذه الفتاة تبادله شيء مما يبادلها هو اياه .. ليحتضنها وعيناه تشع سعادة ليهمس لها ( ماريا .. كوني حبيبتي ) لم تعلم ماذا تجيب .. فها هو شيون الأكثر شهرة والأكثر جنونا بين أعضاء فرقته .. يقبلها في غرفته في فندقه الفخم ويطلب منها مواعدته .. تذكرت طلب ديلان من جيا المواعدة وكذلك هان من كامي ولكن ألا يعد طلب شيون منها هو الأكثر جنونا وغرابة .. يديه تعبت بحمالاتها وشفتيه تداعب شفتيها وهي بين أحضانه ليقول لها كوني حبيبتي .. ألم يفهم أن تجاوبها معه هو اعتراف واضح أنها متأثرة به وترغب به كما يرغب تماما .. كيف له أنه لم يشعر بما تشعر .. ابتعد عنها ينظر نحوها منتظرا أجابتها فما كان منها ألا أن هزت رأسها بموافقة دون كلام وهي تحشر نفسها لجسده أكثر تتمتع بكل عضلة من عضلاته وكل نفس من أنفاسه ..وهو استقبلها بسعادة وكأنه حصل على كنز ثمين أخيرا ....... النهاية ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD