أيرا pov
أرمش بعيني عدة مرات واحاول التعرف علي البيئة المحيطة بي، الخدر منتشر عبر جسدي وعقلي توقف للحظات.
"اين انا؟" همست لنفسي عندما اصبحت بكامل وعيي لتبدأ اخر الاحداث بالظهور تدريجيا في عقلي، وتظهر صورة رفيقي بشكل واسع في مخيلتي.
عيناه الحمراء التي كانت لتخيف اي شخص اخر ولكنني ولسبب اجهله لم اخف منها، صحيح انني شعرت بالرعب بمجرد ظهورها ولكن ذلك كان لثوان قليلة، لكن ما اخافني حقا هو فعله بعيناه، ما ان نظر بها لخاصتي حتى ضعفت ساقاي واصبحت عاجزة عن الوقوف كأنه ينومني مغناطيسيا او ما شابه.
ذلك الشعور جعلني اشعر بالضعف وكأن كل قوتي قد اختفت تماما، شعرت بالعجز كجرو صغير بلا اي حول، فقط من نظرة واحدة، وانا اشك ان هذا من فعل الرابطة، فأنا لم اسمع من قبل برفيق نوّم رفيقه مغناطيسيا.
انهض عن الشيئ الجاف الذي كنت استلقي عليه لادرك انها كانت اوراق شجر وهي كثيرة ومتجمعة بحيث يكون من الواضح ان شخصا ما قد قام بجمعها.
هل من المعقول انه عاد وجمعها ام انه كلف احد آخر بذلك؟
الشيئ الذي انا موقنة منه الان هو ان رفيقي هو الفا قطيع ذئاب القمر ما يفسر لما كنت اتبع البيتا صباحا، السبب لان رائحة رفيقي كان ملتصقة به.
آآآآآآه رفيقي كم هو قوي"ووسيم" أضافت تارا في عقلي وهي تتذكر جسد رفيقنا المدعم بالعضلات المتناسقة. وخصلات شعره الحالكة السواد والتي كانت تزين جبهته. وترتمي بإهمال ملفت.
كل هذا اختفي عندما ظهر سؤال واحد بعقلي"اين هو الان؟"
هل ينتظرني عند الالفا كي اعود معه؟
ام انه اخبر الالفا وسيعود الي هنا كي يأخذني؟
بدأت ابحث عن جميع الاجابات، لجميع الاسئلة التي طرحها عقلي.
وفي النهاية، انتظرت في سرير الاوراق مجيئه بفارغ الصبر، ومتشوقة لكل شيئ يخصه ابتداء من اسمه الذي لا ازال اجهله وصولا الي ادق تفاصيل يومه.
انتظرت...
وانتظرت..
وانتظرت.
حل المساء، واختفي اخر شعاع للشمس كي يبدأ الظلام بإستيطان السماء، شعرت ذئبتي بشيئ من الألم كون رفيقنا لم يعد من اجلنا ولكنها لا تريد اظهار ذلك وكأنها تريد ان تُبْقِي صورتها القوية التي احتفظ بها في عقلي، ولكنها تنسي ايضا اننا جسد واحد ما تشعر به اشعر به تماما.
'اظن انه مشغول بأمر ما مع الالفا، ما رأيك ان نذهب ونتحدث معه' سألتها وانا املأ صوتي ببعض التشجيع علّ بعضه يتسرب اليها.
'هيا لنذهب' ردت لانهض من مكاني واتوجه باتجاه الساحة، وعندما وصلتها كانت شبه خاوية يبدو ان الحفل قد قارب علي نهايته، فمع حلول الليل سيتوجه الجميع الي منزله والبقية الي منزل القطيع.
الانارة خافتة وبعد ان اشتممت قليلا يمكنني ان التقط رائحة بعيدة لرفيقي واصلت تتبعها علها توصلني اليه.سرت الي ان وصلت الي منزل الالفا كانت هناك رائحته. انتظرت قرب الباب لخروجه، وبعد عدة دقائق فتح الباب لتندفع رائحته بكمية هائلة وتجعلني اتجمد للمرة الثانية اليوم.
رفعت عيناي لوجهه وامكنني رؤية عيناه اللتان تشبهان وعاءا شفافا سكب فيه العسل، خفق قلبي بقوة عندما اقترب مني بخطواته وفي ثوان معدودة امتلأ رأسي بآلاف السيناريوهات الرومانسية والتي لا يمكن ان تعد او تحصي، اما تارا فقد اصبحت كطفل صغير ينتظر اعطائه بعض الحلوى. واستطيع ان المس سعادتها المفرطة برؤية رفيقنا مجددا، كما استطيع ان اؤكد انها ستسامحه لتركنا قرب النهر وحدنا، من اخدع كنا سنسامحه على كل الاحوال.
بقيت خمسة خطوات... اربع... ثلاث.... خطوتان.. واخيرا خطوة واحدة... ومن ثم واصل سيره من غير ان يعيرني حتي نظرة وكأنني مجرد فتاة ولست... لست رفيقته؟؟!
لا... لا هو فقط يمزح معي وسيعود اليس كذلك؟التفت اليه انتظر ان يعود، انتظر ان يلتفت علي الاقل
لكنه لم يفعل،وكتفاه المثاليان لم ينحرفا ولا بزواية واحدة تشير انه يود ذلك، وذئبتي بدأت تعوي بحزن في رأسي وكأنها ادركت الحقيقة اما انا فلا زلت لا اود تقبلها.
شعرت بقلبي يغوص للاعماق، واصبح جسدي كقطعة من الهلام، اما عقلي فيحاول جاهدا ان ينكر حقيقة انه تركنا هنا ولكن عيناي تعيد المظهر وبالتصوير البطئ
"رفيقي!" خرج الصوت وكأنه نحيب مثير للشفقة، لادرك ان من تكلم كانت ذئبتي، توقف قليلا ثم ما لبث ان اسرع في خطواته يتبعه البيتا الخاص به ورجاله الباقين
تارا تأن في رأسي بألم ولكني لم استطع ان اواسيها، تركت عيناي علي ظهر رفيقي الذي يغادر الي ان اصبح خارج مجال نظري ولكني لا زلت اشتم رائحته المسكية المعلقة في الهواء وهذا كان يزيد ألمي اكثر ويجعلني اشعر وكأن آلاف الغرز الصغيرة دخلت جسدي.
اغلقت تارا التواصل بيننا تريد ان تحزن بمفردها، احسست بقليل من البرودة علي وجهي لارفع يدي وامسح الدموع التي سقطت من عيناي والتي أصبحت تنزل بغزارة كلما مسحت جزءا منها لاقلع عن المحاولة، وانهض من مكاني اسير بقدماي ثم تحول الامر الي ركض، اردت الذهاب للمنزل لكي اواسي نفسي ولكنني لا استطيع مواجهة عائلتي، ماذا سأقول لهم، كيف سأتحمل نظراتهم، غيرت وجهتي وركضت الي ان اصبحت خارج حدود القطيع، وصرخت بأعلي صوت املكه وبعدها بقيت ابكي وابكي ودموعي تأبي التوقف.
قطعت التواصل مع الجميع وبقيت وحدي اتجول من غير وجهة محددة لا ادري ماذا حدث لي ولكن جسدي يؤلمني بشدة وكل ذلك لان رفيقي تركني.
ما تذكرت ذلك حتي زاد الالم اضعافه لا ادري ولكنني اصبحت اكره اي شيئ، لا اود التفكير لا اريد ان اعيش، رفيقي تركني وحيدة هو لا يريدني، هو لم يفكر حتي في انني قد احتاجه. لما هو اناني هكذا؟ ا****ة عليه وعلى كل شيئ يخصه، اتمني ان تحرقك نار الجحيم وتستمتع بذلك ايها الحقير ذو القلب الجامد.بقيت اتجول وحدي لمدة طويلة، تمر علي الليالي وانا لا احاول القيام بشيئ، اربع ايام وكل ما افعله هو البكاء وتناول بعض الثمار لانني لم اتواصل مع ذئبتي منذ ذلك اليوم اللعين.
هاجمت انفي رائحة دماء كثيرة، لألاحظ انني دخلت الى حدود مجهولة. لذا جعلت حواسي بأضعافها وحاولت ان اعود الي منطقتي، رجعت بسرعة في طريقي وانا اشعر بأعين تراقبني، عليّ ان اهدأ واعلن انني في حالة سلام ولم أدخل لأي حرب او اي مشاكل.
رفعت يدي الاثنتان دلالة على اني لا احمل اي سلاح او اي شيئ يمكن ان يسبب الاذى"انا اعتذر عن تعديّ للحدود سأعود ادراجي ولن تروا وجهي مرة اخري" قلت وانا اتوجه الي خارج الارض التي دخلتها.
"لا تقلقي لن نرى وجهك مرة اخرى لانك لن تكون موجودة من الاساس" سمعت شخصا يقول هذه الكلمات قبل ان يقفز امامي ثلاثة اشخاص، امرأة ورجلان
اجسادهم كالخزف الابيض بلا اي دم يجري فيها يملكون انياب تختلف عن خاصتنا لادرك انني في مواجهة مع مصاصي الدماء.
احدهم يبدو مختلفا عن الآخرين فهو يملك طاقة يمكنني الشعور بها من مكاني اما الاخرين اللذان يقفان امامه فهما كما يبدو حارساه او ما شابه.
"ليزا ما رأيك بأن تقدمي لنا عرض سيرك مع هذه الكلب" تكلم الرجل الذي يبدو أقوى من الاخرين مع المرأة ذات الرأس الذهبي. والتي هزت رأسها في حركة انحناءة محترمة "كما تريد سيدي" قالت ثم توجهت نحوي وهي تجهز يديها في شكل قبضة ورأيت عينيها تتسع بحدقة سوداء قبل ان تبدأ بالخطى نحوي. وهي تحاول لكمي.
تفاديتها بأن امسكت بيدها ولففتها خلف ظهرها بقوة وامسكت الاخرى عندما حاولت ان تض*بني بها لاضعها فوق رأسها وتكلمت مع من يبدو **يدهم" اخبرتك انني لست هنا لحرب، ولكن اذا اردتم ان تقاتلوني فهذا من شأنه ان يخفف من مزاجي المعكر" تركت يدها و رجعت للخلف "هذه اخر مرة اقولها، اعتذر عن دخولي حدودكم وها انا سوف اغادر الان"
التفت على عقبي اريد السير ولكن الفتاة خلفي حاولت لكمي من الخلف فأمسكت قبضتها مرة أخرى وانا اقول لها" حسنا عزيزتي لقد حذرتك.
__________
Iove you all
See you....