الفصل الرابع

4083 Words
واو من هذه الحسناء التي مرت علينا " فرد عليه عمه سامر قائلاً :- "ألم تعرفها أنها حور ابنة عمتك سلمي رحمها الله " انتبه أوس للأمر ونظر عليها عاقداً حاجبيه بغضب ألم يأمر تلك الحمقاء ألا تظهر ب*عرها أمام أحداً سيكون حسابها عسير معه ويكفي أنه مرر لها مسألة اختفائها من بيت الطالبات عندما بحث عنها المراقبون ولم يجدوها وشفع لها ظهورها بموعدها في الدوار و هي عندما سمعت هذا وأكملت طريقها دون النظر خلفها وذهبت للحفل وتنفست بتوتر بالداخل مفكرة عما يقوله عنها أوس الآن ..وجدت هاتفها يرن مجدداً ووجدته رقم غريب هذه المرة فخرجت مجددا لتستطيع الرد وعندما فعلت اندهشت عندما هل عليها صوت أوس قائلا بصيغة الأمر :- "تعالي الآن إلي الطابق الثاني من الدوار" وبعدها أغلق الهاتف تعجبت حور إن أوس تحدث معها علي الهاتف إذن هو معه رقمها فذهبت علي الفور وهي خائفة لماذا يريد التحدث إليها!! ولماذا نبرة صوته مخيفة !!هل فعلت شيء أم هل اكتشف شيء عن مكوثها ليلة عند سلمي صديقتها !! كانت ترتجف عندما وصلت ووجدته في انتظارها وعندما نظرت إليه كالفأر المذعور وجدته ينظر إليها بغضب وبعدها أمسك ذراعها بعنف قائلا بغضب شديد :- "ما هذا الذي ترتدين هل جننتِ وأين حجابك بحق الجحيم ؟....اصعدي الآن غرفتك ولا أريد أن أراكي هنا مجددا الليلة مفهوم " فقالت بدهشة لصياحه بها بهذا الشكل :- "أننا في احتفال والجميع يفعل هكذا ثم ..." وجدته يقاطعها دافعاً إياها نحو الدرج لتصعد غرفتها ولم يعطيها فرصة للرد فقط وبخها وابتعد نزلت دموعها علي الفور لماذا يعاملها بتلك الخشونة فأعطته ظهرها وابتعدت هي الأخرى مثله ولم ترد أن يري دموعها لذا صعدت علي الفور لغرفتها وبعدها أغلقتها جيدا وظلت تبكي لماذا يعاملها هكذا!! لماذا يريد منها هي الاحتشام بينما جميع بنات أخوالها وأيضا بنات خالتها يرتدون ملابس أقل احتشاما مما كانت ترتدي هل يشكك في أخلاقها ؟..هل لا يثق بها ؟..هل يحتقرها لتلك الدرجة ..شعرت بالجحيم عند تفكيرها بهذا .. خلعت ملابسها بغضب وأوت للفراش وهي تبكي . في اليوم التالي نزلت لتناول الإفطار وكان الجميع قد سبقها بالفعل ووجدت أمامها مشهد أفقدها شهيتها تماما فلقد رأت أوس يربط علي كتف نهي تلك الواشية التي أخبرت جدها عن ركوبها الخيل يوماً وكادت تتسبب في عدم دخولها للجامعة هي لم تطيق تلك الفتاة يوماً ووجدته يقول لها بمزاح :- - "لقد أصبحتِ بالثانوية يا نهي أخيراً لذا أعدك إن اجتهدتِ وحصلتِ علي مجموع كبير سأكافئك مكافأة سخية " فردت عليه نهي بحماس :- "حقا ستفعل!!.." قال بجدية :- "بالطبع سأفعل هل طلبت مني أحداكما أمراً ولم أحضره لها ؟.." قالت له بفرح :- "إذن سأجتهد كثيراً وسأحصل علي مجموع عال جداً " ابتسم لها أما حور فشعرت بألم يفتك بكل جسدها هل تشعر الغيرة الآن من تلك الفتاة البغيضة ثم هو يعرف كيف يبتسم وجدته التفت ورآها في تلك اللحظة ووجدت نفسها تحدق به بغضب ظهر جليا علي وجهها وبعدها تحركت دون حتى إلقاء التحية وجلست علي المائدة فتجاهلت حور النظر تماما له فهو البارحة **ر فرحتها ووبخها علي شيء يفعله جميع بنات الهلالي فحتى الآن جميعهم جالسون علي الطعام من غير حجاب إلا هي كانت الوحيدة التي كانت ترتدي حجاباً وفجأة وجدت أحدا جلس بجانبها قائلا بحفاوة :- "صباح الخير يا ابنة عمتي" فوجدته مهند ابن خالها فنظرت له قائلة بتهذيب "صباح الخير " فقال لها باهتمام :- "لقد رأيتك البارحة لكن بدون حجاب وكنتِ جميلة للغاية" شعرت بالحرج لإطرائه ولم تعرف كيف ترد لكنه كان وقح بدرجة كافية ليكمل :- "لماذا ترتدين الحجاب الآن فكل بنات العائلة أمامنا بدون حجاب" تلك المرة وجدت نفسها تنظر لأوس الذي كان يحدق بها بكل غضب وتري نظرات الاحتقار علي وجهه فعلمت انه قد انتبه لحوارهم لذا قالت لمهند :- "أنا لا أخلع الحجاب عادة والبارحة كانت استثناء لأن الاحتفال كان بداخل القصر للنساء فقط لذا خلعته ولم أكن بمفردي من فعل هذا فكل بنات العائلة كانوا كذلك وما لم أتوقعه أن يكون هناك رجال بداخل القصر هذا كل شيء" شعرت أنها بهذا تبرر نفسها لأوس فهي علي كل حال مغتاظة أنه لم يعطيها الفرصة بالأمس لتبرير نفسها فابتسم مهند بسخرية وقال :- "أنتِ حقا فتاة ذات مبدأ فأنتِ حتى لا تخلعين الحجاب علي مائدة الطعام كبقية البنات" ابتسمت له ببرود وبدأت في تناول الطعام سريعا فهي لم تحب التحدث معه فهو بدا لها شخص سمج وثقيل الظل هذا الكائن المسمي مهند وأيضا لا تحب نظرات الاحتقار والغضب التي تتلقاها من أوس كلما نظرت تجاهه فهو يبدو غاضب منها بشكل كبير لكن من عليه الغضب حقا هي أم هو لذا لم تهتم وعندما أنهت الطعام قامت علي الفور لغرفتها عندما وجدت جدها انشغل بالكلام عن العمل مع أوس وأيضا قول جدها لمهند متظاهرا أمام الجميع :- "لذا كانت رحلتك للدراسة بالخارج غير موفقة يا ولدي ما رأيك لتكمل تعليمك الذي تركته هنا" فرد مهند قائلا له ببرود :- "سأفكر بالأمر يا جدي" فابتعدت لغرفتها وهي تضحك بسخرية فجدها يخفي أمر دخول مهند للسجن حتى يتمكن من تزويجه ..عائلة كريهة وبغيضة ومن الواضح أن جدها يحب أحفاده حقا . في ذلك اليوم لم تنزل للغداء فهي لا تريد رؤية أوس الذي يحتقرها ولا تريد الحديث مع ذلك السمج مهند وعندما نزلت علي العشاء حرصت علي الجلوس بجانب اثنان من بنات أخوالها وبالفعل وجدت مهند الذي ألقي عليها التحية من بعيد بابتسامة ولم تجد أوس فظلت تبحث عنه في الجوار لكنها لم تجده فيبدو أنه قد رحل بالفعل ومرت الأيام سريعا والحمد لله قد انضم مهند للعمل مع أوس لذا لم يعد يضايقها بكلامه الوقح وانتهت الإجازة الصيفية بعد عناء وما هون عليها كثيرا هو الحاسوب والهاتف الذي كانت تتحدث به مع سلمي أغلب الوقت وكانت سعيدة بانتهاء الإجازة ومرت السنة الدراسية هي الأخرى سريعا وما أدهشها أنها وجدت سراج ابن خالة سلمي قد جاء للجامعة أكثر من مرة لكنها كانت تتجنبه تماما مجرد أن ترد علي تحيته وتذهب بعيدا تاركة إياه مع سلمي فهي بغني عن المشاكل فجدها يراقبها لذا من الأفضل الابتعاد عن المشاكل وقد وبختها سلمي قائلة لها :- "لقد أحرجتي سراج يا حور لكني أقدر موقفك وهو الأخر لا أدري ما باله أصبح يأتي للجامعة كثيراً " لم ترد حور ولم تهتم ..وانتهت السنة الدراسية وودعت حور سلمي وهي تبكي بمرارة فهي ستعود للقصر وستتحول حياتها لجحيم مجددا ولا تعلم متي ستري سلمي مجددا وانتهت أيامها السعيدة و عادت للقصر . "لقد نجحنا يا حور وأنت قد نلت شهادتك مع مرتبه الشرف فلقد ذهب سراج للجامعة وعرف نتيجة كلانا " صاحت حور بسعادة قائلة لسلمي :- "الحمد لله فلقد كنت قلقة كثيراً لأنني أخفقت في بعض الامتحانات لكم الحمد لله لقد نلت شهادتي الجامعية " فقالت سلمي لها بحماس - "علينا أن نحتفل " ظهر الضيق علي حور فوراً قائلة لها :- "ليت عمري يا سلمي " فهي لم يكن معها أحدا يشاركها فرحتها فحياتها الرتيبة الخالية من المرح داخل القصر هي ما بقي لها وفجأة وجدت بابها يدق فأنهت اتصالها مع سلمي وفتحت الباب ووجدت الخادمة تقول لها :- "سيدي جاسر الهلالي يريدك بمكتبه " شعرت حور بالقلق فوراً فلماذا يريدها جدها ؟.. فذهبت وهي تشعر بالخوف وتذكرت نظرات جدها الغريبة التي كان يرمقها بها وقت الغداء فيا تري ماذا حدث ؟..وعندما اقتربت من المكتب سمعت صوت أوس بالداخل متي عاد فهو لم يكن معهم علي الغداء يبدو أنه عاد للتو فخفق قلبها لسماع صوته اشتياقاً له وسمعته يقول بغضب :- "أحقا ذلك الأ**ق تجرأ وطلب يدها منك أيضا يا جدي " عقدت حور حاجبيها فهل يتحدثون عنها ؟.. فسمعت جدها يقول بغضب هادر:- "عندما كنت أزور السيد الرافعي بالمشفي رأيته وقد طلب موعد كي يأتي إلي القصر لأنه يريد طلب يد حور للزواج ذلك الو*د ..علي ما يبدو أن تلك الحقيرة التي أحضرتها لبيتي كانت تقا**ه بالسر وتتفق معه علي تكرار خطأ والدتها المخزي سأحطم ضلوعها تلك اللعينة فلقد كانت تستغفلنا" قال أوس محاولا تهدئة جده :- "اهدأ فقط يا جدي لا أعتقد أن حور علي علم بالأمر ولم تقا**ه سرا كما تقول أعتقد أن ذلك الو*د فقط رآها بالجامعة عندما كان يأتي لزيارة ابنة خالته صديقة حور لذا لا تفعل شيء لحور ويكفي أننا بالفعل رددنا علي طلبه بالرفض ولن يجرؤ علي فعلها مجددا" ارتجفت حور وفهمت أن سراج قد طلب يدها من جدها وجدها يعتقدها كانت تقا**ه سرا وينوي أن يعاقبها لهذا يذكر أمر والدتها وكأنها لطخت شرف العائلة بالعار بينما تزوجت علي سنة الله ورسوله فشعرت بالقهر فهي حتى تشعر بالاستياء أن دوما منقذها الوحيد هو أوس رأت أوس ينهض من مكانه عندما قال جدها :- "ابنة الع***ة تلك سألقنها درسا" ووجدته ينهض من مكتبه هو الأخر متجها للباب فشعرت بالخوف الشديد لكن أوس وقف أمامه وربط علي كتفه قائلا برجاء :- "حبا بالله اهدأ يا جدي لقد أخبرتك أنا متأكد أن حور ليس لها علاقة بذلك الو*د فعندما جاء لمكتبي أجبرته علي الاعتراف ليخبرنى كيف يعرفها فقال انه رآها العديد من المرات في الجامعة عندما أتي لزيارة ابنة خالته وأيضا أقسم أن حور لم تتحدث معه يوما وهو من يريد التقدم لها لحسن أخلاقها" قال جدها بكل غضب :- "كنت واثق أن تلك اللعينة ستكون ملعونة كأمها تماما لكني أقسم لن أسمح لها فالأسبوع القادم عقد قرانها علي مهند ابن خالها" في تلك اللحظة شعرت بتوقف الوقت وظلت كلمات جدها تتردد في أذنها كا****ة فهو يريد تزويجها لذلك المهند الذي كان بالسجن الرجل الذي لن تقبل به أي من بنات الهلالي ولم يكمل حتى تعليمه ذلك الوقح الثقيل الدم ..شعرت بقلبها يكاد أن يتوقف في تلك اللحظة..هل من المقدر لها المعاناة والعذاب في هذا القصر إلي ما لا نهاية ؟..وجدت نفسها تفتح باب المكتب وتنظر بغضب لوجه جدها قائلة له بغضب :- "كلا أنا لن أتزوج مهند يا جدي " فنظر لها جدها عندما رآها ثم اقترب منها وصفع وجهها أما أوس تحرك علي الفور وأمسك به وقال لها بسرعة :- "اصعدي غرفتك الآن يا حور ..هيا تحركي علي الفور" فنظرت لكلاهم ودموعها تغرق وجهها بانهيار وهي تنظر لجدها الذي كان يحاول مقاومة أوس ليصل إليها مجددا ليض*بها فقالت قبل أن تبتعد :- "لن يجبرني أحد علي زواج لا أريده هل تفهم يا جدي " ثم ركضت علي الفور وصعدت غرفتها وهي منهارة وسمعت كلمته قبل أن تختفي من أمامه وهو يقول عنها :- "هل سمعت ما قالته تلك الف***ة " ما الذي يحدث بالضبط !!وهل حقا سينتهي بها المطاف متزوجة من ذلك المدعو مهند ؟؟..أخذت تبكي وتض*ب وجهها قائلة :- "استفيقي يا حور انه مجرد كابوس" وظلت بغرفتها بقية اليوم ولم تجرؤ علي النزول لرؤية جدها لدرجة أنها فكرت في الهرب لكن لديها نفس المشكلة إلي أين ستذهب لا مأوي ولا مال شعرت بالجنون وفقدان الأمل كلياً . ومرت ثلاثة أيام وهي لا تعرف شيئا مما سيحدث لها فقد أصابتها حالة من اللامبالاة فان كان مصيرها تم تحديده بالفعل فلماذا تبكي ؟..ولماذا تجهد أعصابها ؟..فهي منذ أن أتت لذلك القصر الملعون وهي كالميت الحي لذا سلمت للأمر الواقع فليحدث ما يحدث فلن يضير الشاه سلخها بعد ذ*حها .., توقفت عن تناول الطعام معهم وكانت تأكل بمفردها بغرفتها ولم تكن بحالة جيدة فأغلقت حتى هاتفها لا تريد أن تتصل بسلمي لتعرف منها ما حدث ولماذا تقدم سراج لها !!..ففي الواقع سراج هو السبب في مشكلتها لكنها لا تستطيع أن تلومه فهو شخص محترم وقد كان كأي شخص طبيعي يريد الارتباط بامرأة أعجبته لكن الغير طبيعي هو ما فعلته تلك العائلة المجنونة شعرت بالآسي علي حالها وتمنت لو كان وافق جدها علي سراج علي الأقل كانت خرجت من ذلك القصر الملعون وارتاحت للأبد ليتها كانت قوية وشجاعة كوالدتها التي هربت وتزوجت أبيها سمعت دقا علي باب غرفتها ففتحت فوجدت جدها أمام عيناها فنظرت له بحقد ووضعت يدها بتلقائية علي وجهها الذي تألم لصفعته كم تكره جدها وتريده أن يموت أو أن يذهب للجحيم كما يريد أن يلقيها بالجحيم فوجدته يقول لها بنبرة مخيفة :- "تجهزي فعقد قرانك وزفافك علي.....أوس الهلالي الخميس القادم" نظرت له تظن أنه اخطأ الاسم وقالت بتلعثم شديد :- "هل تقصد مهند ؟.." فقال لها بغضب شديد :- "بالتأكيد أنتِ لا تستحقين سوي شخص ميئوس منه مثلك كمهند .. لكن ما العمل لقد طلبك أوس مني وأنا لا يمكنني رفض طلب له أبداً " وكما جاء ذهب دون قول أي كلمة أخري هل ما سمعته كان صحيحا لقد قال عقد قرانها علي أوس شعرت بحيرة شديدة وخفقات قلبها تشتعل وبقوة مع سعادة فورية تمكنت منها علي الفور ووضعت يدها حول وجهها لا تصدق هل ستتزوج أوس ؟..هل ستستيقظ في الصباح لتري وجه أوس بجانبها علي الفراش !!وضعت يدها علي وجهها تشعر بالحرج هل ستستطيع لمس وجهه وشفاه وهل سيقبلها و....خبطت رأسها قائلة لنفسها بتوتر :- "توقفي أيتها الغ*ية فلا يجوز التفكير في أشياء كهذا لكن هل ستتزوجني يا أوس لأنك تحبني أم أنني أتوهم" فكرت أن تتصل به وأمسكت الهاتف وهي مترددة فهي تريد التأكد أنه سيتزوج منها وهذه ستكون أول مرة تتصل به علي هاتفه ..فهي لم تجرؤ أبدا علي الاتصال عليه سابقا وبالفعل قبل أن تتردد طلبت هاتفه وظل الهاتف يرن ويرن دون مجيب وأخيرا رد قائلا :- "ما الأمر يا حور؟.." فقالت بتوتر لا يعجبها لهجته الباردة بالرد عليها :- "لقد ..كنت أريد التحدث معك و.." قاطعها قائلاً بفراغ صبر :- "ليس الآن يا حور فأنا مشغول ولدى اجتماع وسأعاود الاتصال بكي لاحقا" وأغلق الهاتف فشعرت بالغضب والضيق فهو ما زال يعاملها بخشونة إذن ما الأمر هل شفق عليها بالزواج من سجين سابق وقرر إنقاذها بالزواج منها !!..هل طريقته هذه المرة لحمايتها من بطش جدها هو أن يضحي بنفسه ويتزوجها كما فعل من قبل معها لتكمل دراستها الجامعية إذن هو لا يحبها لكنه يشعر ببعض المسئولية تجاهها شعرت بمرارة العلقم بجوفها وسعادتها اللحظية اختفت فوراً وهي تشعر بالخوف الشديد من الأيام القادمة .في اليوم التالي "مبارك لك يا ابنتي " اتسعت عيني حور بدهشة شديدة فلقد جاء لها خالها سامر والد أوس بالصباح وأعطاها ظرف صغير فأمسكته بدهشة وعندما فضته وجدت إن به شيك بنكي به الكثير من المال وابتسم لها مضيفاً :- " أنا سعيد من أجلكِ ومن أجل ولدي أوس وهذه الأموال هديتي لكي لذا اذهبي للتسوق وقومي بشراء ملابس للعرس" نظرت له لا تصدق نفسها و شعرت أنها تريد البكاء فخالها هذا الوحيد الذي كانت تحبه دون أن تعرف السبب فنظراته لها دوما كانت حنونة ولم تكن تراه كثيرا فهو دائم السفر يتابع أعماله الخاصة بالخارج فقالت له بامتنان كبير:- "شكرا لك يا خالي كثيرا" فقال لها ببعض التوتر :- "لقد كنت أتمني أن تكون والدتك رحمها الله معنا بالتأكيد كانت لتطير من السعادة من أجلك فولدي شخص جيد أثق أنه سيصونك ويعتني بك" فقالت له بخجل ودموعها تترقرق رغماً عنها :- "هل كنت قريب من والدتي ؟..فأنا أظن أن الجميع هنا يكرهونها ولا يمانعون أن يسبها أولادهم بلا حياء " ربط علي كتفها بحنان وقال بأسف :- "الكل هنا يخشي أبي وعندما تزوجت سلمي رغماً عنه منع الجميع من التواصل معها ونعتها بالع***ة بالرغم من أنها لم ترتكب الفاحشة وأنا ضد تفكير أبي بهذا الشكل فالكل تبعه بطريقة عمياء ولم يهتموا بكونها شقيقتهم وهذا الكره السخيف ورثوه لأبنائهم كي يعرف الجميع عقوبة من يخالف أوامر أبي وبأن لا يفكر أي منهم بالخروج من سيطرة العائلة لكن أنا كنت أحب سلمي ولم أنقطع عن السؤال عنها .., و سفري الكثير قبل وفاتها جعلني أخفق في متابعة أخبارها وهي كانت عزيزة النفس جداً ولم تقبل يوماً بأن تأخذ مني أي مساعدة ماليه .. وأخبرتني كم هي سعيدة بزواجها بوالدك وعندما عدت و اكتشفت أن والدك وافته المنية و أن أمك قد أحضرتك إلي هنا و ذهبت روحها إلي بارئها شعرت بالتقصير الذي قصرت به تجاهها وربما هذا سبب في أنني لم أحاول التقرب منكِ بسبب الشعور بالذنب الذي أشعره حيالها " شعرت بالدموع تتلألأ في عيناها فربط علي كتفها مرة أخري وبعدها قال لها برفق :- - "لقد تحدثت مع عم بدير كي يكون سائق لكي ويمكنك استخدام السيارة الخاصة بى متي أردتِ لذا اذهبي لشراء ما تحتاجينه وهو سيكون متواجد دوما من أجلك" و خرج من الغرفة أما هي لم تكن تعلم أن خالها قد كان يقابل أمها سرا لكن هي كانت لا تكرهه دوناً عن الجميع دون سبب لابد إنها الفطرة فهو يبدو حنون علي ع** أخوالها نظرت للأموال التي أعطاها و إياها وشعرت بالصدمة فبالفعل قد أعطاها مبلغ ضخم من المال فشعرت بالسعادة وارتدت ملابسها فلقد أعطاها خالها الإذن لتخرج بحرية لذا هي ستذهب وبالفعل استقلت السيارة مع عم بدير وطلبت منه الذهاب لمنزل سلمي فهي ستخبر سلمي كل شيء وجها لوجه فقط اتصلت بها لتتأكد أنها بالمنزل وفاجأتها وذهبت فقالت سلمي لها بسعادة :- - "ما هذه المفاجأة الجميلة ؟..وما هذا! سيارة وبسائق" وعندما دخلوا غرفة سلمي قالت حور بدون مقدمات :- "لن تصدقي ما سأقوله الآن ..فأنا سأتزوج من أوس الخميس القادم" وقفزت من الفرحة وهي تصيح فاحتضنتها سلمي علي الفور قائلة بكل حب لها :- "مبارك لكي حبيبتي لكن هيا احكي لي بالتفصيل كيف حدث" وبالفعل قصت عليها حور كل شيء فقالت سلمي بدهشة :- "يا الهي لم أكن أعلم أن سراج قد طلب يدك كل ما في الأمر أنه ذات مرة سألني ابنة من أنتِ من عائلة الهلالي فأخبرته أن والدك لم يكن من عائلة الهلالي وأنكِ لا تحملين لقب الهلالي ابتسم لي وقال هذا عظيم هناك أمل وأنا لم أفهمه لكن يبدو أن الفضل يعود لسراج لأنه جعل أوس يتحرك ويطلب يدك" ابتسمت حور بأسي قائلة :- "لكنه لا يحبني يا سلمي وكما أخبرتك يعاملني بقسوة ولم يهتم بأخباري بنفسه عن الخطوبة وحتى أثناء خطوبة سلوى قد وبخني بسبب ما أرتدي يبدو انه فقط سيتزوجني لحمايتي فلقد أخبرني ذات مرة أن بنات عائلة الهلالي هن مسئوليته خاصةً بعد أن جعله جدي كبير العائلة وهذا كل شيء" قالت سلمي وهي تضحك عليها :- "أيتها الحمقاء انه يشعر بالغيرة عندما وجد أن مهند قد قال عنكِ حسناء وأنه قد رآكِ بدون حجاب و شعر بالغيرة والغضب بالع** يا حور أعتقد أنه يحبك فلما إذن طلب يدك من جدك" قالت حور بأمل :- "أحقا أتعتقدين هذا؟.." قالت سلمي بتأكيد لها :- "أجل أعتقد هذا وهيا بنا حتى لا نتأخر ولنذهب للتسوق سأرتدي ملابسي علي الفور" وبالفعل ذهبا للتسوق وقد اشترت حور ملابس أنيقة ولأول مرة لم تهتم للمال فهي أنفقت واشترت كل ما تمنته أما سلمي قد أجبرتها لشراء ملابس داخلية مثيرة قائلة لها بخبث :- "أنتِ عروس ويجب أن تشتري الكثير" فابتسمت حور وهي تشعر بالخجل واشتروا كل ما تحتاجه العروس من ملابس وعادت حور للقصر وقد حمل العمال خلفها المشتريات لغرفتها وجلست علي الفراش بعد عناء هذا اليوم الطويل وظلت تفكر بكلام سلمي حول أن أوس يحبها تمددت علي الفراش وهي تتخيل نفسها مع أوس بغرفة واحدة ويفعلوا كما يفعل الأزواج وأن أوس يحتضنها بين ذراعيه شعرت برعشة خفيفة تمر بكامل جسدها وهي تشعر بالحرج من هذه التخيلات الغريبة ونهضت لتغير ملابسها لتنزل المطبخ لتأكل شيئا ما فهي جائعة وبعد أن صنعت بعض السندوتشات وكانت علي وشك الخروج قابلت مريهان ابنه سعيد خالها ومني ابنه خالها محمود فبادرتها مريهان قائلة بسخرية :- "لقد عرفنا أن أوس تقدم لخطبتك مبارك لك " رأت حور غيرة رهيبة في نظرات كلاهم فنظرت لهم ببرود وقالت باستفزاز :- "شكراً العاقبة عندكم " وكادت أن تبتعد وهي تري اشتعال نظراتهم فقالت لها مني بسخرية :- "بالتأكيد العاقبة عندنا فلقد أنهينا دراستنا مثلك ويتقدم لنا خير أشخاص بالعائلة لكن أنتِ أيتها المسكينة الجميع كان يرفض المصاهرة معك فلتشكري الرب أن أوس تحمل مسئوليتك " شعرت حور بغصة في حلقها فتلك الفتاة تحقر من أمرها كثيراً لكنها رفعت رأسها عاليا وقالت لها ببرود أغاظهم أكثر منها :- "بالتأكيد يجب أن يتحمل مسئوليتي فهكذا الحب يا عزيزتي يجعلك تتحملين مسئولية من تحبين " ظهر الغضب علي كلاهم فقالت لها ماريهان وهي تتصنع الضحك بسخرية :- "مسكينة كم أرأف لحالك فحماتك فاديه افتعلت خلاف كبير مع أوس وزوجها رفضاً لكِ فهي لا تريدك كنة لها أبداً وهددت أوس أنها لن تحضر زفافه " شعرت حور بالاختناق وكادت تظهر ضعفها أمام هذان الاثنتان لكنها قاومت هذا بقوة وقالت لهم ببرود :- "ستتقبل هذا مع الوقت فدوماَ ينتصر الأبناء على الأباء فلا تشغلوا بالكم بالأمر" عرفت أنها أغضبتهم أكثر بردها البارد فأكملت مريهان بغضب :- "ماذا فعلتِ بأوس لجعله يتحدي والدته بهذا الشكل أنتِ حقاً لست فتاة سهلة و.." قاطعتها حور قائلة ببرود :- "أنه سلطان الحب يا عزيزتي الذي لن تعرفوه يوماً لذا توقفا عن هذا الهراء وتقبلوا خيبتكم بعيداً عني وسأتقبل منكم التهاني يوم الخميس القادم إن شاء الله " فقالت مني بغضب هادر :- "وان كان أوس فعلا يحبكِ هل كان لينغمس في العمل دون حتى تقديم شبكة العرس أنا واثقة أنه سيتزوجك شفقة فمَن من عائلة الهلالي سيقبل بكِ وصراحة عمتي فاديه لديها كل الحق فأوس ابنها يستحق أفضل بنات عائلة الهلالي وليس واحدة مثلك لذا هي حتما ستجعله يتزوج عليكِ" نظرت لهم بغضب شديد وانفعالات وجهها لم تستطع إخفائها ثم تحركت مبتعدة عنهم وصعدت غرفتها وهي تستشيط غضبا فكلامهم كان جارحا للغاية . رن هاتفها ما أن صعدت غرفتها فوجدته أوس فدق قلبها سريعا وحاولت تهدئة نفسها قبل أن ترد عليه قائلة :- "صباح الخير يا أوس " فرد عليها هو بهدوء :- "صباح الخير يا حور كيف حالك؟.." بلعت ريقها وودت لو تقول له بغضب أنها بأسوأ حال وبالرغم من هذا ردت باقتضاب :- "أنا بخير شكراً لسؤالك " غلفت السخرية كلماتها وهي تشكره ف**ت لوهلة ثم قال بهدوء:- "لقد قال أبي أنه قد أعطاكِ هدية العرس هل ذهبتى لشراء ملابس العرس أم ليس بعد" هل طلبها ليسأل عن هذا ؟..هي تريد أن تعرف رد فعله تجاه هذا وإن كان يحبها أم تزوجها شفقة لحالها فقالت له وهي تكتم هذا بداخلها كعادتها :- "أه نعم وقد ذهبت بالفعل لشراء ما يلزمني " فقال باهتمام لها :- "وهل اشتريتِ ملابس للمناسبات ؟.." "بالتأكيد فعلت " قال بسرعة :- "أتمني أن تكوني اشتريتِ ملابس فضفاضة ومحتشمة وإلا لن تلبسينها أبداً " كادت أن تضحك من إصراره فقالت له بخجل :- "بالتأكيد محتشمة فأنا أتذكر جيداً تصرفك يوم زفاف سلوى عندما جعلتني أصعد لغرفتي بسبب عدم تفضيلك لفستاني و..شعري " سمعت ضحكته علي الهاتف وهو يقول بصوت رقيق :- "لقد صرتى بأكملك ملكى و.. أيضا شعرك ملكي و لن يراه سواي أبداً مفهوم " خفق قلبها بعنف عندما قال كلمة ملكي ولم تجد ما تقوله وهو **ت قليلاً ثم قال بخبث وبنبرة ساخرة :- "وماذا عن الملابس الأخرى الخاصة ... " شهقت حور وكتمت نفسها بسرعة فماذا يقصد ؟..هل يسأل عن تلك الملابس المثيرة التي ترتدي الزوجة لزوجها في أوقاتهم الحميمة فتوترت كثيراً وقالت بتأتأة :- "اشتريت كل شيء " فضحك مجدداً ضحكة أذابت قلبها وجعلته يتفتت كلياً فقال لها :- "فتاة مطيعة والآن اسمعيني جيدا سأرسل لكي امرأة معها كتالوج بفساتين زفاف ستأخذ مقاساتك وستختارين ما يعجبك من الكتالوج وأيضا لقد ابتعت لكي فستان سهرة بسيط بمناسبة الخطوبة سأرسله لكي معها" شعرت بالسعادة لهذا ثم سألته بتوتر :- "وأنت متي ستأتي ؟.." قال لها بصوت رخيم أذاب طبلة أذنيها مع قلبها الذائب بالفعل :- "سأصل قبل الزفاف بيومين كي ألبسك شبكتك وسنقوم بحفل صغير يمكنك اعتباره بحفل خطوبتك " خفق قلبها بعنف شديد وقالت بحماس :- "أحقا أحضرت لي شبكة ؟.." قال بدهشة :- "بالتأكيد فعلت فأنت لن تكونين أقل من أي بنت بعائلة الهلالي " وفجأة سمعت أحدا يتكلم معه ويقاطعه فقال لها بحسم :- "سأغلق الآن علي مواصلة العمل أراكِ قريباً " لم ينتظر ردها وأغلق الهاتف فوضعت الهاتف جانبا وهي تفكر أن العمل هو أهم أولويات أوس وابتسمت بسعادة فهو يفكر في كل شيء وأيضا سيلبسها شبكتها شعرت بالنصر علي تلك الكائنات البغيضة التي سخرت منها منذ قليل حول أن أوس لا يريدها وشعرت بفرحة عارمة هي لن تفكر الآن سواء كان أوس يحبها أم لا هي فقط ..ستستمتع بالأحداث الجميلة القادمة بحياتها معه . يوم الخطوبة صباحا أتت منال شقيقة أوس إليها بغرفتها فهي فتاة مازالت بالدراسة الجامعية وقالت لها بود شديد :- "أنا سأكون معكِ اليوم لتتجهزي لخطوبتك" نظرت لها حور بخجل فمنال دوماً كانت تتجاهلها ولم تتحدث معها يوماً لذا حور لا تعرف عنها شيء وودت لو تكون الآن صديقتها فهي ستتزوج بشقيقها لذا ردت حور بحماس :- "سأكون ممتنة لك للغاية " فوجدت منال تتردد قليلاً قبل أن تقول :- "منذ اليوم أريد أن أعاملك كأختي ..فأنتِ الفتاة التي اخترها أوس خليلته ولأصدقك القول أردت دوما التقرب منك فوالدي دوما كان يقول عنكِ انكِ فتاة طيبة لكن أنتِ لم تعطي فرصة لأحد للتقرب منكِ فظننتك متعجرفة كبقية بنات أعمامي " ضحكت حور وهي حقاً ممتنة لمحاولة منال للتقرب منها وضحكت لها قائلة :- "يا الهي إذن لست وحدي من أفكر أن كل بنات الهلالي متعجرفين انضمي معي للقائمة إذن " ضحكت منال هي الأخرى وقالت :- "أعتقد أننا سوف نتفق تقريبا" عانقتها حور بدفيء قائلة لها من قلبها :- "سأكون ممتنة جداً لصداقتك يا منال فأنتِ تبدين فتاة جيدة وودودة" قالت منال بمزاح لها :- "أنا غاضبة أننا لم نتفق من قبل وأيضاً أشفق عليكِ فوالدتي ترفض زواجك بأخي بقوة و... " أكملت حور بدلاً منها :- "و لا تحبني أعرف هذا بالرغم من أنني لم أفعل أي سوء معها" "أجل لذا قلت يكفي عليكي العداء الذي سترينه من والدتي فهي كانت تريد تزويجه من مريهان أو مني أو باكينام فهم كانوا يعجبونها" بلعت حور ريقها بألم وقالت لمنال محاولة المزاح رغم الغصة التي وقفت بحلقها :- "من حظي إذن أن يكون لي حليف في عائلة أوس" وفكرت إن مريهان ومني كانوا مغتاظين منها فكلا منهما كانت تريد أوس لنفسها لذا كانتا غاضبتين .. وبعدها جاءت المرأة التي تحدث عنها أوس وساعدتها منال في اختيار فستان الزفاف والمرأة قالت لها مبتسمة :- "ستكونين عروس رائعة وبالغد سيكون عندك الفستان وبالطبع لن يكون هناك أي شيء بالمقاس فأنا سأضبط كل شيء" وبعدها أعطتها فستان السهرة قائلة لها :- "والآن لنضبط هذا الفستان علي قدك الرشيق " وبعد وقت طويل رحلت هذه المرأة بعد أن ألبستها الفستان وجعلته ملائم لقدها فقالت لها منال :- "لماذا تأخرت تلك المرأة سأتصل بها حالاً " فقالت حور بدهشة :- "عن أي امرأة تتحدثين؟.."
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD