....اذا سألوها بماذا تشعر به و وصفت لهم شعورها هل سيستطيعون استيعاب كمية الألم و الشجن في قلب هذه الصغيرة........ ام فقط سيدعون تفقهم وضعها و فقط..... اختنقت و نزفت........ لكن نزيفها يا يستطيع الناس رؤيته بالعين المجردة............ دموعها أصبحت مصاحبة يومها........ منذ رحيلهم و هي تتألم بدل المرة الف....... فقط مثلما وصف لها والدها...... لا تصدق ان هذا وضعها بعد أن كانت اسعد طفلة في الكون........... مر اسبوعين على رحيلهما...... مر اسبوعين و هي تنتظر موعد لقائهم كالمجنونة....... مر اسبوعين على اخر كلماتها و التي كانت أمي و ابي........ رحيلهما اخرسها........... كل أحلامها هوت في الأسبوعين المنصرمين...... مستقبلها بات اسود...... مظلم ....... مجهول........من كان يظن ان طفلة في الثالثه عشرة تحمل هموما قد فاقت الجبال بكثير.........
في الأسبوع المنصرم كانت جنازة والديها........... لقد اخدها أسد لرؤية قبر والديها........ يا قبر انت تحمل من تمنيت حملهم في حضني........ يا قبر انت تغطي بترابك من كانو بحنانهم يغطونني....... ارجوك احجز لي مكانا بقربهم فأنا ان لم تقتلني الحياة سيقتلني فراقهم....... لقد ضمت والديها داخل الكفن في حين انها لم تستطيع المقاومة و الوقوف اكثر كل هذا فوق طاقتها........... كل هذا هي صغيرة على المرور به.......
أسد احضر لها بدل الطبيب عشره لكن لا أحد منهم فك عقدة لسانها....... و لا أظن أن أحدهم سيفعل........ يا لغدر الزمن الذي لا يعرف كبيرا او صغير......... دخل أسد غرفتها الذي صك شرفتها و كل شرفة او نافذة عالية في القصر....... و جمع كل السكاكين و الآلات الحاد َ الأدوية و اي شيء يمكن أن تستعمله تلك الصغيرة لتنهي حياتها....... لم يتركها ابدا...... حتى بالليل كان ينام على الكنبة المقاصة للسرير....... من يظن ان لا يزال هناك من يحفظ الأمانة في هذا العصر......... لم يسمع صوتها منذ أن رآها اول مرة لكن كان يسمع انينها و شهقاتها كل ليلة رغما عنه كانت شهقاتها تهشم قلبه و تحرقه........ فما أصعب من انين متألم.......
ايقضها بهدوء....... فبعد الجنازة بات النوم ملاذها الوحيد....... تهرب من الدنيا له ضنا منها انه هكذا ستنسى بها او ستضل عالقة في الأحلام........
فتحت عينيها بهدوء تمتم هو - استيقظي لاطعمك صغيرتي.........
لا تعرف لما هو هكذا معها نعم وصيها....... لكنه يتصرف مثل........ مثل والدها بالضبط ........ هل يظن انه يستطيع أن يحب محل والدها...... هل هو مريض نفسي....... ام فقط يعتني بها من باب الواجب و الصدقة..... و يا ترى لماذا عينه والدها وصي عليها هي لم تراه من قبل...... و تعرف حق المعرفة انه لا يمث لعائلتها بصلة لا من قريب و لا من بعيد......... استنشقت الهواء حتى امتلأت رأتيها........ أعطاها فستانا ابيض كفساتين الاميرات و طلب من الخادمة مساعدتها في الاستحمام...... لقد احضر لها خادمة....... يعرف انه لا يستطيع مساعدتها في كل شيء و انه ان كان أنثى ربما فعل لكنه رجل....... اجل يعدها كابنته لكن رغم ذلك هناك أشياء لن يقدر على مساعدتها بها...... لم تتوقف أفكاره بعد عن الانصباب..... لكن اليس من بلاد العجائب خرجت من الحمام مرتدية الفستان....... جلست على سفرة الطعام في هدوء مميت ممل........
تكلم بهدوء - هل انا اصنع لنا الطعام لنأكله ام لنحدق به........
لقد حضر لها كعك الشكولاته تدوقت منه و نزلت دموعها........ ثم ابتسمت و اكملت الاكل....... ابتسم هو امها من أعطته الوصفة..... و أعطته وصفات أخرى سيحتاجها بالتأكيد اذا اراد ان يعيد ابنتهم للحياة.......
قهقه عندما انهت صحنها بعدما لم تتذوق الاكل لأكثر من اسبوع....-أهو لذيذ لهذه الدرجة......... لم تتكلم فقط اومئت.....
-انها يا صغيرة وصفة والدتك....... أخبرتني ان كعكة الشكولاته هي أفضل شيء يمكنني أن أقدمه لك ان كنت حزينة و أريدك أن أرى ابتسامتك........ لقد كان طيف ابتسامة لكن لا بأس...... انا راض...... هذا انجاز بعد اسبوعين من الشهيق و البكاء......
طبطب عليها و اكمل - ما رأيك أن نضحك قليلا....... ما رأيك أن اخذك في نزهة جميلة مثلك.......
اومئت له - حسنا حصلت على الموافقة هيا سانديا احضري سلة النزهة.......
أحضرت الخادمة سلة النزهة و اخد اماليا معه غرفته - اسمعي لم اذهب في نزهة من قبل لذا انا لا اعرف ما يرتدي الناس في النزهة عموما....... هل يمكنك مساعدتي...... لكن لا تنسي ليون باردة.......
بحثت في غرفة ملابسه كل ملابسه رسمية لم تجد شيء فخرجت منها خالية الوفاض.......هل هذه ملابس شاب في الخامسة و العشرين اللعنة........ لما يرتدي كل شيء رسمي......
-ماذا ألم تجدي شيئا ابدا........
اومئت بالنفي...... تذمر هو كالاطفال
-و انا ما ادراني ما يلبس في النزهات هيا إلى المجمع التجاري.......
خرج من الغرفة و هي ورائه تبتسم بهدوء لكن فور ان التفت إليها خبأت ابتسامتها......
خرجت من القصر تأملته من الخارج....... استنشقت الهواء ........ عبير والديها لا يزال يملئ المكان.........ركبا السيارة بينما هي كل ثانية تمر عليها داخلها تتذكر ما مرت به...... و الحادث...... حاول جاهدة ان لا تلفت الانتباه لكن دموعها خانتها كذلك شهقاتها....... و اخير ارتعاش جسدها........
فهم أسد ما تشعر به الآن....... أوقف السيارة.... و ضمها له....... - انت بخير صغيرتي لا تخافي ليس هناك شيء سيحدث لك طالما انا معك..... انا سندك صغيرتي......
طمأنها بكلماته......... توقفت عن البكاء........ و اتمم طريقه إلى أقرب مجمع تجاري....... دخل و أطلق عنان المصممة الصغيرة ان تختار له ما يرتدي...... كانت تحضر كل مرة شيئا ليجربه و لم يعجبها شيء...... و هو كان كما عارض الازياء كل دقيقة يغير طقم...... و هي لم يعجبها شيء........ تذمر هو - هيا اماليا ..... لقد بردت عضامي..... سئمت روحي من التبديل
......ابتسمت له و أعطته اخر طقم ارتداه...... و أشارت له بمعنى نعم هذا جيد
-اه و أخيرا....... و أخيرا..... بالمناسبة ذوقك رائع..... سأستغلك و استغل طاقتك و سأحضرك كل مرة اريد شراء لتختاري لي.......
ابتسمت هي و تبعته خارجا تتأمل صوره على الملصقات...... هل هو نجم مشهور ام ماذا.......
ملصقات عليها صوره في كل المجمع........ ا****ة اكيد هو مغني او ممثل مشهور
ذهبت ورائه استقلت السيارة بجانبه بهدوء
كانت تتأمل مدينة ليون......... المدينة اللعينة التي وحل عنها أهلها فيها إلى الأبد...... لكن رغم هذا كانت مدينة جميلة........ توقفت سيارة أسد في حديقة بقرب الملاهي......اعد المكان للجلوس و وضع الطعام على المفرش بهدوء......... ثم تأمل اماليا المفتونة بصخب الملاهي........
-هل احببتها.........
اومأت له ثم تكلم - هل تريدين اللعب.........
نضرت لوجهه و أخبرته بعيناها انها تريد اللعب اجل لكن مع والديها........ تريد فقط والديها..... لا تريد لا ملاهي و لا غيرها......
-تعالي لنلعب و تغيري الجو صغيرتي.......
أنزلت بصرها للأسفل....... اردف هو - هل قلت شيئا خطأ صغيرتي.......
اومئت بالنفي....... اغمض عيناها و تكلم
-الان مفاجئتك الأولى ....... ها هي......
فتح عينيها و رأت المئات من الفراشات أمامها من دون أن تشعر بدأت تجري ورائهم....... و وجهها الصغير تعتليه ابتسامة رائعة......