عشقها المستحيل

في منزل عريق بإحدي قري الريف المصري تدور مشاده كلامية بين الحاجة رابحة و زوجها الحاج عتمان كبير عائلة المنشاوية = انا قولت مفيش جواز وألا فاكره علشان علمتها و دخلت الجامعة يبقي خلاص هاتفجر و تتجوز من غير رضايا لأ ده انا اقتلها واشرب من دمها قبل ما تجبلي العار . صرخ الحاج عتمان بهذة الكلمات وهو في حالة من الغضب الشديد بعد سماعه من زوجته ان أبن اخيها قد تقدم للزواج من عليا ابنة زوجته فهو زوج امها و عمها في ذات الوقت و يرفض بشدة زواجها حتي انه يرفض خروجها من المنزل ويضعها تحت حراسة مشددو من رجاله والعاملين في منزله .. فهي قد أنهت تعليمها الثانوي وقاربت على انهاء تعليمها الجامعي وهي في المنزل بعد ان اشترط عدم ذهابها للمدرسة او الجامعة واكتفي بارسالها لاداء الأمتحانات فقط . الحاجة رابحة بهدوء وهي تحاول ان تسترضيه = كل البنات الي في سنها اتجوزوا وجابوا عيال والعريس الي متقدملها ابن حلال وشغلته كويسه وعارفين تربيته ومن أهلنا يعني هيحافظ عليها . ليصرخ عتمان باستهزاء وقد اشتعل غضبه اكثر = شغلته كويسة !! حته مدرس ثانوي لا راح ولا جه عايز يتجوز بنت المنشاوية طبعآ طمعان في مالها و أرضها فكره انه لما هايتجوزها هايكوش علي ورثها لكن ده بعده ده انا اقتلها وادفنها مطرحها ولا ارضنا تروح للغريب . شعرت رابحة بالذعر وهي تسمعه يهدد بموت ابنتها لتهب مدافعة عن ابنتها من جبروت زوجها = اسمع يا عتمان انا سكت كتير على ظلمك لكن بعد كده مش ساكته وهاشتكيك للي يقف قصادك ويقدروا يجيبوا حقها منك . ثم اختنق صوتها بالبكاء وتساقطت دموعها وهي تكمل قائلة = كفاية سكت كتير علي ظلمك ليها حرام عليك دي معاشتش زي اي بنت في سنها لا لبست ولا خرجت ولا شافت الناس وكل حياتها بين جدران البيت ده مشفتش غيره انا كل ما اقول يا بت ده عمها و هو اللي مربيها وفي مقام ابوها ترجع تزيد انت في جبروتك وظلمك ليها حتي الجواز عاوز تحرمها منه علشان خايف علي الفلوس والارض هو ده بس الي يهمك بس لأ انا مش سكتالك تاني وهابلغ خالها يجي يشوفله حل معاك . ثم تركت الغرفة مهرولة للخارج وهي تقول =اعمل حسابك خالها جاي بليل مش كل ما يجيلها عريس ترفضه انا ابن اخويا ميتعيبش . ليصرخ عتمان وهو يجذبها من يديها بعنف = انتي فاكرني هخاف من اخوكي. .. ده ولا يهز شعره من راسي وعمومآ خليه يجي ويشرف انا عارف هعمل معاه ايه وانتي حسابك بعدين . نفضت رابحه يديها منه وتوجهت للخارج وهي تشعر بضعف ساقيها الشديد فهي رغم وقوفها بوجه عتمان الا انها تخاف منه بشدة ولكنها لم تستطع احتمال ظلمه اكثر من ذلك . ****** في ذات الوقت كان عتمان يتحرك في الغرفة بغضب وهو يحاول ان يجد مخرج لهذة الازمة ليهتف بعنف = علي جثتي لو أرضنا ومالنا خرج برا عيلة المنشاوية لو كنت خلفت مكنتش خليت الأرض والمال يخرجوا من بين ايديا لكن طالما اضطريت يبقي علي الأقل الأرض متخرجش برا العيلة . ليقوم بإخراج هاتفه بعصبية ويتصل برقم ابن شقيقه رجل الأعمال المقيم بالقاهرة ليأتيه صوته عبر الهاتف مرحبآ = إزيك يا عمي ايه المكالمه الغالية دي مسمعتش صوتك من زمان . عتمان بصوت متجهم = إسمع يا سليم يا بني انا عاوزك تجيلي البلد بسرعة يعني بكتيره تكون عندي هنا الصبح . سليم بلهجة قلقة ... = خير يا عمي في حاجة ؟؟ انت كدة قلقتني . عتمان في لهجة متعجلة و هو يسمع ضوضاء تشير لوجود ضيوف بالخارج = معلش يا سليم انا عارف مشاغلك كتيره قد اية بس الي انا عاوزك فيه مينفعش يتأجل . سليم و قد شعر بالقلق = ماشي يا عمي ان شاء الله هاكون عندك بكرة من بدري . عتمان وقد شعر ببعض الراحة = و ده عشمي فيك برضو يا بني اشوفك بكره ان شاء الله . ثم انهي المكالمة وهو يشعر بالراحة وباستعداده لمقابلة خال عليا بعد قليل.. دخلت زوجته الى الغرفة وهي ترتعش وتحاول الا تظهر ذلك وهي تقول بصوت مهزوز = اخويا برا عاوز يقابلك نظر لها عتمان بقسوة وهو يقول = عملتي الي في دماغك برضو وجبتيهم فاكرهم هيجبروني اني اجوزها لأبنهم متخلقش لسه الي يجبر عتمان المنشاوي على حاجة. ثم أزاحها من طريقه واتجه صوب الغرفة المتواجد بها اخو زوجته ودخل اليها وهو ينظر صوب المتواجدين بالغرفة باستعلاء ليجد بها شيخ الجامع الحاج عرفة و عمدة القرية الحاج أمين و اخ زوجته الحاج صفوان وجابر إبن الحاج صفوان العريس المتقدم للزواج من عليا تن*د عتمان بغضب ثم قال بصوت قوي.. = أهلآ وسهلآ ايه الزيارة الغريبة دي ؟ نظر اليه الحاج صفوان وهو يقول بقوة = انت عارف احنا جايين ليه فبلاش لف و دوران هب عتمان بعصبية وقال بصوت عالي.. = ليه وهو انا هخاف منك علشان الف و ادور ! اوزن كلامك و شوف انت بتتكلم مع مين . جابر بعصبية = اتكلم مع ابويا باسلوب كويس يا راجل انت . فكادت ان تتحول المحادثة لمشاجرة الا ان الجميع **ت عندما تدخل الحاج عرفة شيخ الجامع = حصل خير يا جماعة احنا جايين في خير بلاش تدخلوا الشيطان ما بينكوا . ليتدخل ايضآ الحاج أمين عمدة القرية.. = جري اية يا جماعه هتتخانقوا واحنا موجودين ؟! والله عيب استهدي بالله يا حاج عتمان وانت يا حاج صفوان ميصحش كده ده انتوا ما بينكوا نسب . ثم اتجه بنظره لعتمان قائلآ = يا حاج عتمان احنا جايين في خير وطالبين القرب منك في بنتك عليا لأبن خالها جابر ايه رأيك ؟ ابتسم عتمان بسخريه ثم اجاب باقتضاب = لأ .. الحاج صفوان غاضبآ = شوفت يا عمدة اهو زي ما انت شايف كده حابس البنت ومش راضي يجوزها ده حتي كده حرام وميرضيش ربنا . عتمان بصوت غاضب = البنت بنتي احبسها اموتها مالكش فيه . هب جابر من مكانه صارخآ = لأ مش بنتك انت عمها والمفروض تحافظ عليها مش تتجبر عليها ولا فاكر ان الحكاية سايبة لأ ده ليها أهل و عزوه. اشتعل غضب عتمان اكثر وهو يرد بتجبر = أسمع يا أبن صفوان انا مبتهددش ان كان علي أهلها فهي منشاوية ابآ عن جد و محدش له عندي حاجة.. ليقوم الحاج عرفة شيخ الجامع بتهدئة الأمور =يا جماعة استهدوا بالله يا حاج عتمان انت مش موافق علي جابر ليه ؟ ده زي ابنك وانت اللي مربيه عتمان بإبتسامة خبيثة وهو ينظر لوجوه الموجودين بالغرفة = لأنها مخطوبة لأبن عمها سليم بيه وهو جاي بكره علشان هانكتب الكتاب . لتظهر الصدمة علي وجوهم .. وجابر يقول بعصبية = الكلام ده كان امتي ؟ محدش فينا ولا في البلد يعرف بحاجة زي دي ولا الخطوبة كانت في السر ؟! ليقاطعه صوت والده وهو يهتف به بشدة = جابر خلاص كدة خلصت ، اسمع يا حاج عتمان احنا كنا جايين نخطب عليا لجابر مش علشان فلوسها زي ما انت فاكر احنا كنا بنصون لحمنا لكن مادام هي مخطوبة لأبن عمها فهو أولي بيها يلا بينا يا جماعه.. عمدة القرية بهدوء = عين العقل يا حاج صفوان و ألف مب**ك يا حاج عتمان ومتأخذناش احنا كنا منعرفش لينصرفوا جميعآ وإبتسامة خبيثة ترتسم علي وجه عتمان.