الفصل الثانى (2)

2000 Words
في خلسه من الجميع كانت تقف عاليا تستمع الي حديث عمها مع خالها صفوان والأخرين وعينيها مغرورقتين بدموع الحزن لعدم رغبتها بالزواج من جابر ابن خالها الذي تعتبره كأخ اكبر لها الا ان دموع الحزن إنقلبت الي دموع من الفرح تتساقط من عينيها بغزاره عند سماعها انها مخطوبة لأبن عمها سليم..حب عمرها المستحيل فتجسدت صورته أمامها بوسامته و رجولته و قوة شخصيته وإنقلبت دموعها سريعآ الى ضحكات صغيرة وهي تبكي وتضحك في ان واحد لتنتبه سريعآ لوضعها الغريب فوضعت يدها على فمها خوفآ من ان يسمعها احد و إتجهت ركضآ الى غرفتها في الطابق العلوي والتي تعتبرها ملجأها الخاص فدخلت إلى الغرفة وهي في حالة من الذهول تضع يدها على قلبها الذي ازدادت نبضاته حتي اعتقدت انه سوف يقفز من ص*رها ثم تن*دت بتوتر تتجه سريعآ الى خزانة ملابسها فأخرجت منها صورة لسليم والتي استطاعت الحصول عليها من ألبوم صور العائلة دون ان ينتبه احد فتأملت حبها المستحيل او ما كانت تعتبره مستحيل... بملامحه الوسيمة ذات الرجوله الطاغية فقالت وهي تتن*د بعدم تصديق = معقولة انا مخطوبة ليك...طيب ازاي!! ده انت حتي متعرفش شكلي ايه ولا عمرك اتكلمت معايا ولا حتى قابلنا بعض و عمي عتمان كان دايمآ بيرفض اني اقابلك او اتكلم معاك وانت اول ما كنت بتيجي كان بينبه عليا اني مخرجش من اوضتي او حتي خيالي يقرب من المكان اللي انت فيه.. يبقي ازاي..انا مش فاهمة حاجة.. ف*جعت بزاكرتها للخلف تتذكر زياراته القليلة لهم التي كانت تتلص فيها عليه حتي تراه دون ان يشعر بها وإبتسمت و هي تتذكر المره الوحيدة التي رأته فيها عن قرب عندما خرجت على اطراف اصابعها من الغرفة وهي تتلفت حولها بتوتر خوفآ من ان يراها احد.. فنزلت سريعآ الى الاسفل ووقفت خلف شجرة من الزينة تزين بهو المنزل وأخرجت رأسها من خلف الشجره بهدوء تحاول ان تراه..وهو يجلس في غرفة الطعام لتتفاجأ بعدم وجوده و خلو الغرفة فتأففت قائلة = هما خلصوا أكل و لا ايه؟! الا انها تفاجأت به خلفها وهو ينظر اليها بتسائل ويقول لها = اه خلصنا انتي مين و واقفه هنا مستخبية كده ليه؟! شهقت بمفاجأه تشعر بنبضات قلبها وكأنها توقفت ثم عادت وإرتفعت سريعآ وكأنها كانت تركض بداخل سباق.. فأخفت وجهها سريعآ بالطرحه السوداء التي ترتديها تنظر للأسفل وتقول بتلعثم .. = أأأ....نااا...كك..نت بسأل علش...ااان.. فتلبكت وهي تشعر بالكلمات تخنقها وكأنها قد توقفت بحلقها.. الا انه أنقذها سريعآ من بؤسها.. = انتي شغالة هنا وعايزه تشيلي الاكل فردت سريعآ عليه وقد شعرت ببعض الراحه = أيوة يا بيه بس كنت مستنيه علشان أتأكد إنكم خلصتوا تابعته عيناها بلهفه وهو يخرج من جيبه سيجارة رفيعه فأشعلها بأناقه قائلاً = طيب روحي شوفي شغلك وبلاش رغي كتير.. ثم تركها وخرج باتجاه غرفة الصالون وهي تتأمله متن*ده بحب = زي القمر يخربيت جمالك.. ثم تمتمت بضيق وهي تحاول تعديل ملابسها = بقي برضو انا خدامة !! ربنا يسامحك يا...... الا انها بترت جملتها بعد ان وقع نظرها فجأة على مرآه معلقة بطول الحائط أمامها فصدمت بهيئتها.. فقد كانت ترتدي عبائه سوداء فضفاضة وغطاء للرأس اسود اللون وطرحة سوداء تخبئ معظم وجهها فهذه الملابس تخص إحدى الخادمات وقد استعارتها منها حتى تستطيع رؤية سليم دون ان تكشف.. فدققت لمظهرها في المرآه قائلة بإمتعاض = والله عنده حق ده الخدامه بتلبس احسن من كده.. عادت عليا الي ارض الواقع وهي تبتسم وتقبل صورة سليم وتحتضنها وهي تدور حول نفسها.. = أخيرآ ..مش مصدقة نفسي الحلم اللي كان مستحيل ..يتحقق كده بمنتهي البساطة.. ثم إحتضنت الصورة اكثر وهي تستلقي علي الفراش و أغلقت عينيها وإستغرقت في النوم لتحلم باحلام سعيده عنها هي وسليم في هذة الاثناء .... كانت رابحة تواجه عتمان = انت ازاي تقولهم الكلام ده وانت عارف انه كدب ومحصلش وان ابن اخوك سليم لا عمره شاف عليا ولا قا**ها علشان يفكر في الجواز منها . عتمان بلامبالاة = انتي مش ليكي ان بنتك تتجوز وخلاص وعمومآ ادعي ربنا ان سليم يوافق إنه يتجوزها.. لأن الارض عمرها ما هتخرج برا عيلة المنشاوية سواء بنتك عاشت واتجوزت سليم او ماتت .... صرخت بجزع وهي تلطم خديها = قصدك إيه بكلامك ده ..قصدك ان سليم لو رفض يتجوزها هتموتها.. هتموت عاليا يا عتمان ؟؟؟! نظر اليها عتمان بقسوة و اجرام ثم تجاهلها وهو يغادر الغرفة ويتركها تنهار من شدة البكاء خوفآ على ابنتها من إجرامه. في الصباح الباكر.... نزلت رابحة من غرفتها و توجهت الي المطبخ فأمرت الخدم بتجهيز طعام يليق بحضور سليم .. فمر بعض الوقت حتى دخل زوجها عتمان من باب المنزل و برفقته سليم ابن اخوه فإنقبض قلبها وهي تتخيل سليم يرفض الزواج من ابنتها والمصير المظلم المنتظر لها. فرسمت ابتسامة مرتعشة علي شفتيها وهي ترحب بسليم.. = يا أهلآ و سهلآ بابن الغالي نورت البلد إتجه سليم اليها ومد يده مرحبآ.. = إزيك انتي يا ست رابحة عاملة اية ؟ =الحمد لله يابني بخير ليزجرها عتمان قائلاً بصرامه = حضري الفطار على ماأقعد مع سليم بيه ابن أخويا اتكلم معاه شوية . إبتسمت قائله بإرتعاش = الفطار جاهز كلوا لقمة الأول وبعدين اتكلموا يعني هو الكلام هيطير . ثم قادتهم الى غرفة الطعام ودعتهم الى مائده عامره بأشهي المأكولات فضحك سليم وهو يجلس = ايه الأكل ده كله يا حاجة رابحة مين هياكل كل ده .. رابحة بابتسامة مرتعشه =بالهنا والشفا ده من بعد خيرك يا بني . ثم تركتهم وخرجت فنظر سليم الي عمه وهو يقول بهدوء =خير يا عمي انت طلبت ان اجيلك بسرعة وقولت ان في موضوع مهم عاوز تكلمني فيه . عتمان بدهاء =لما تفطر الأول يا بني وتشرب قهوتك هقولك على كل حاجة قطب سليم حاجبية قائلاً بصوت صارم =يا عمي انا مش جاي عشان أفطر و اشرب قهوة .. انا سايب مشاغلي وجيت بسرعة لما حسيت من كلامك ان في مصيبة حصلت فياريت تعرفني في ايه بسرعة علشان بدأت اقلق عتمان بخبث =لا قلق ولا حاجة الحكاية وما فيها......... ليرتفع فجأه صوت رنين هاتف عتمان فإنقطع حديثه وقام بالرد على الهاتف واستمع لمن يتحدث على الطرف الاخر فتجهم وجهه قائلاً بغضب =هو محدش يعرف يعمل حاجه وألا يتصرف من غيري خلاص انا جايلك حالا .. ثم إلتفت الى سليم قائلاً بإعتذار =متأخذنيش يا سليم يا بني في مشاكل في الأرض هروح مسافه نص ساعه تكون انت فطرت وشربت قهوتك . أومأ له سليم برأسه موافقآ شاعرا بالضيق لكنه **ت ولم يعقب حتى لايحرج عمه . فخرج عتمان مسرعآ.. وإنتهزت رابحة الفرصة وإستجمعت شجاعتها وإتجهت الى سليم لتتحدث معه في موضوع ابنتها =سليم يابني أنا كنت عاوزاك في موضوع مهم بس قبل ما أقولك حاجه توعدني إن عمك ميعرفش الكلام إلي هقولهولك ..سواء وافقت أو رفضت قطب سليم جبينه شاعرا بالقلق من حديثها فقال بصوت متهجم =خير يا حاجه رابحه في إيه قولي و أوعدك عمي مش هيعرف حاجه أيآ كان اللي هتقوليه . تن*دت تشعر ببعض الراحه =ده العشم برضه يا بني الحكايه وما فيها........... لتبدأ رابحه في الحديث وشرح كل شئ بداية من طلب جابر ابن اخوها الزواج من عاليا الى رفض عتمان له واعلانه خطوبة عليا و زواجها من سليم و تهديد عتمان بقتل عاليا في حالة رفض سليم الزواج منها.. فإستمع سليم لها وهو في حاله من الذهول والغضب . في هذه الاثناء ...... إستيقظت عاليا من نومها وتفاجئت بتأخر الوقت فنهضت سريعا وهي تقول بلهفه =يا خبر أنا إتأخرت في النوم أوي وسليم زمانه وصل . ثم أسرعت بالدخول للحمام الملحق بغرفتها وهي تحدث نفسها =بسرعه يا عاليا مش عاوزه أضيع لحظه يكون موجود فيها هنا ومشفوش. ثم تحممت سريعآ وإتجهت لخزانة ثيابها وتوقفت وهي تنظر باحباط لملابسها القليله الواسعه بألوانها الغامقه التي تشبه ملابس العجائز =مش مهم أنا هختار أحسن الموجود النهارده أسعد يوم في حياتى ومش هخلي أي حاجه تزعلني . ثم قررت إرتداء فستان ازرق غامق اللون ثم قامت بجدل شعرها الزهبي الحريري الطويل في جديله تصل لأخر ظهرها .. ونظرت لنفسها في المرأه بتقييم بدء من وجهها الابيض المتشرب بحمره خفيفه والمستدير كالبدر وعينيها الخضراء الواسعه ذات الرموش السوداء الكثيفه وأنفها الصغير وشفتيها الصغيره الممتلئه كحبة الكريز الناضج ثم قالت بامتعاض =بس لو فيه قلم روج و لا حتى قلم كحل .. لتقوم بقرص خدودها حتى شعت باللون الاحمر وهي تضحك وتقول بمرح .. =مش مهم انا هتصرف ثم تركت غرفتها ونزلت سريعآ الى الاسفل تبحث عن والدتها.. فتوقفت وقد لفت إنتباهها فاجأه صوت والدتها المرتعش تتحدث مع سليم فإختبئت حرجآ من سليم وقد تفاجأت به وهو يقول بغضب =ايه الكلام الفارغ ده ..خطوبة ايه وجواز إيه ..إزاي عمي يقول حاجه زي كده أنا أسف يا حاجه رابحه أنا لا طلبت أتجوز بنتك ولا اعرف حاجه عن الموضوع ده.. دا كلام فارغ ولما عمي يجي ليا كلام تاني معاه.. ثم تابع بغضب أكبر.. مش سليم المنشاوي إلي يدبسوه في جوازه بالشكل ده أنا أسف بس أنا مش هتجوز واحده معرفهاش ولا في مابينا أي تكافئ واحده جاهله ومتفهمش اي حاجه عن اسلوب حياتي كرجل اعمال ولا متطلبات الحياه دي واحده تقريبا فلاحه عمرها ماخرجت برا البلد . إستمعت عاليا بذهول لكلماته الجارحه وهي تشعر بكلماته وكأنها خنجر مسموم يمزق قلبها .. فترنحت وهي تشعر إنها على وشك أن تغيب عن الوعي وهي تستمع لوالدتها وهي تبتلع الاهانه وترجوه للزواج من عاليا انقاذآ لها =إسمع يابني أنا عاوزاك تفتكر انها مهما كانت بنت عمك ومسئوله منك حتى لو عمك مقتلهاش زي مابيهدد فهو هيقلب عيشتها جحيم أنا هطلب منك وغلاوة عمك الله يرحمه لأما تتجوزها وترحمها من عذاب عمك أو أنا هخلي عاليا تتنازل عن ارضها ومالها لعمك علشان يرحمها من اللي ناويلها عليه وانا هاخد بنتي وأهج ومحدش هيعرف لنا طريق ثم إنفجرت في البكاء.. حينها شعر سليم إنه في وضع لا يحسد عليه فهو يعرف عمه جيدا ويعلم جشعه وطمعه ولكنه لا يتخيل ان يقوده حب المال الى قتل او ت***ب ابنة عمه وهو ما لن يسمح به فهي مهما تكن إبنة عمه ويشعر بالمسئوليه تجاهها فقال بضيق =متقلقيش يا حاجه وملوش لزوم العياط ده عاليا مهما كان بنت عمي وانا مستحيل اسمح ان عمي يمس شعره من رايها ولا هسمح انه ياخد ميراثها واكيد في حل تاني غير الجواز. أجهشت رابحه في البكاء وهي تقول بتعب =حل ايه يا بني ما أنت عارف عمك وعارف هو بيفكر إزاي..عموما انا هخلي عليا تتنازل عن حقها لعمها يمكن يحل عنها وانت بابني كتر خيرك ثم حاولت ترك الغرفه وهي تشعر بالضياع والخوف علي إبنتها من مصيرها المظلم فأستوقفها سليم وهو يقول بحزم =رايحه فين احنا مخلصناش كلامنا ليشعر ان ما سيقوله هو الحل الاخير والمجبر عليه لانقاذ ابنة عمه =اسمعي اللي هقوله كويس ولو وافقتي عليه..يبقى لازم تفهميه لبنتك كويس علشان ميبقاش فيه غلط بعد كده أنا تقريبا مرتبط من واحده بنت عيله كبيره وكنت ناوي اخطبها . رابحه بان**ار =مب**ك يابني.. قاطعها سليم بصرامه =ياريت متقاطعيش كلامي وتسمعيني للأخر ثم أكمل حديثه بتهجم =أنا هتجوز بنتك.. بس جواز صوري قدام الناس هنا وبس و هاخدها معايا القاهره بس هناك وده المهم محدش هيعرف بجوازي منها يعني هبقى ابن عمها وبس الجوازه دي هتستمر لحد ما تبلغ واحد وعشرين سنه يعني تبقى في سن قانوني يحق لها تستلم ميراثها من عمها وساعتها انا اللي هسلمها الميراث من عمي وهحميها وطبعا بعد كده هنطلق علشان كل واحد يعيش حياته مع اللي يناسبه .. ثم تابع بصرامه أكبر =وبرجع أئكد عليكي لازم تعرفي عاليا باتفاقنا ولازم تفهمه كويس وتوافق عليه مسحت دموعها وقد شعرت بالراحه =حاضر يابني وجميلك ده مش هنسهولك العمر كله أنا رايحه لعاليا افهمها زي ما إنت طلبت إستمعت لحديث والدتها مع سليم فتدفقت الدموع من عينيها وجرت سريعآ الى غرفتها قبل ان يراها سليم والشعور بالذل يقتلها فإرتمت على الفراش وهي تبكي كما لم تبكي من قبل.. تبكي حبها الذي وئد في مهده..تبكي على كرامتها التي اهدرت والدتها تتذلل لسليم حتى يوافق على الزواج منها فقامت بض*ب الفراش بقبضتيها صارخة بصوت مكتوم = غ*يه...غ*يه...ازاي فكرتي انه ممكن بفكر يتجوزك....يتجوز واحده عمره ماشفها واحده بيعتبرها فلاحه جاهله متنسبش مقامه العالي ...بس لاء والله لندمك على كل كلمه قولتها ..والله لندمك على **رة نفس امي وهي بتتذلل قدامك علشان تقبل تتجوزني..والله لاخليك تتذل للفلاحه علشان ترضى عنك وساعتها هقولك أسفه متناسبنيش ثم مسحت دموعها سريعا تستمع لصوت طرقات والدتها على باب غرفتها فقالت بصوت مرتعش مكتوم من أثر البكاء = ادخلي ياماما.... دخلت والدتها الى الغرفه ترسم ابتسامه مرتعشه على شفتيها وتقول بتردد.. = عاليا أنا كنت..كنت عاوزة أقولك على حاجه... قامت سريعا باحتضان والدتها تحاول ان تخفف عنها = أنا عارفه يا ماما وسمعت كل حاجه أبعدتها والدتها تنظر في وجهها بقلق = سمعتي..سمعتي كلامي مع سليم ؟! عليا تهز رأسها علامة الايجاب = ايوه سمعت ان الجواز هيكون صوري وان محدش هيعرف اننا متجوزين في القاهره وانه مرتبط بواحده تانيه مناسبه له وان بعد سنه هنتطلق ..ايوه سمعت كل حاجه.. شعرت بالصدمه من معرفة ابنتها للامر فقالت بتوجس = و رأيك ايه يا عاليا ..موافقه وألا.... عليا مقاطعه بت**يم ترفع رأسها عاليآ =قوليله موافقه..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD