الفصل السادس

2859 Words
إنتهى الحديث لما أفضيتُ ما في قلبي كاملاً لتلك العائلة من اللصوص, إثنان من أولاد العم, و ثلاث إخوة لغادة و عمهم فتحي نالوا مني ما يستحقوم تماماً, حتى من تجاسر من الجيران و جاء لفض النزاع عاد لمنزله بعاهة مستديمة . لم ينقذهم مني إلا خروج الساقطة علي و هي تصرخ بي قائلة : - انا كلمت البوليس يجي ياخدك و مالكش حاجة عندي.. الفلوس دي تمن عشرتي الهباب مع واحد زيك يا حفيد الشيخ الخطيب المزيف. يا حفيد الشيخ الخطيب قالتها غادة مستهزئة و الإبتسامة المتشفية ترسم على فمها السام لأفعى إستئنثتها ببيتي و قدرت صنيعي على النقيض من غادة . أنزلت يدي عن إبن عمها و قلت : - حقك .. انا اللي مرعتك يا زبالة يا رد السكك. و هي, و ما أكتتم بقلبي منذ سنوات عدة, صفعتها على وجهها صفعة أسقطتها أرضاً, فأقمتها أمامي من جديد و عدت لصفعها من جديد مرات و مرات إلا أن فقدتُ الوعي إثر ض*بة نزلت على أذني اليسرى من الخلف . إستقيظت بمشفى الزقازيق العام من حولي صخب عارم و رغم ذلك لا أسمعه إلا حثيثٌ, أتحسس رأسي أجده ملفوف بالشاش الطبي, من أمامي ممرضة تصيح بصوت بالكاد ميزته بأنني صحوتُ من إغمائي, جاء على إثر صياحها جمع من الشرطة و المندوب القضائي العسكري, الثاني لا يظهر إلا عند الكوارث الجسام و أغلبها إنهاء عملك بالجيش لأجلاً غير مسمى مع تسريح غير مشرف يحرمك من كآفة حقوقك. المندوب العسكري لم يتحدث إلى و تحدث لطبيب عرض عليه مجموعة من الأوراق أما الضابط سألني عن سبب النزاع و ض*ب سبع رجال و زوجتي فقلت ببساطة : - سرقوا مني 650 ألف جنيه. - عندك شهود أو ورق بكده ؟ - كنت ببعت الفلوس لمراتي و معايا إيصالات البنك . - لما مراتك تاخد منك فلوس مش جريمة يا وجيه بيه .. حضرتك إللى عملت جناية ض*بت عيلة مراتك و محجوزين في المستشفى و علاجهم هيتعدى واحد و عشرين يوم . **ت و راقبت كل ما عملت لأجله بجهداً و جد ينسلت من بين أصابعي, نقود جمعتها بشق الأنفس, جناية ارتكبتها لحمقي سوف ترسلني للسجن, إبنتي سوف أفقدها بكل سهولة لما يثبت إجرامي, عملي سوف أفقده للإصابة البالغة التي حدثت في أذني, فلم أعد أتحمل مستويات الضغط الجوي المختلفة من شأن قيادة مركبة جوية, حتى أبي الذي غضب علي لما إخترت أن أعيش مع زوجة عاقر مثل غادة لا تدخل بيته إلا لكيد بناته و السؤال عن حصتي بمال أبي بالكلمات الخبيثة المبطنة بالبذائة و لازال أبي على قيد الحياة لذلك تجنبت زيارة أبي لسنوات من الجحود أمام حنانه الفياض تجاهي و تجاه إبنتي. صديقي عماد الذي عندما علم بما ألم بي ذهب بدوره و حطم المشفى المزعوم على رؤوس رواده و أطبائه فأمسى مطلوب من الشرطة و التحقيق كذلك و رفده من عمله كمدرس بوزارة التربية و التعليم أمسى وشيك, و رغم ذلك لم يتملكه ندم بل حزين لأنه لم يحرق المشفى بالكامل. مالك لم يكن صديقي يوماً فقد كنت أخافه؛ له عصبة و عشيرة و أنا الغلبان, كان مطرب فاشل و أجبر على دخول الكلية الجوية و كان لا يوفر جهد للرفد منها للعودة لعالم الكباريهات, صوته مفزع إنما لم أقدم على سبه كما الجميع أو طلبت منه يوماً أن يخرس قبل تدمي أذناي إثر نعاقه . بدأت علاقتي به على حلبة المصارعة, كنت أنبغ الطلاب بالدراسية العلمية إنما القتالية صفر, لا أحب أن أض*ب أحد فحسب للقوة التي أمتلكها و أخاف أن أقتل أحد أو أتسبب بضرر دائم له, إنما طلب مني تحديداً أن أصارع مالك بعدما تغلب على كل طلاب الدفعة و لم يتبقى غيري. صعدت إلى حلبة المصارعة أغالب الخوف فله قوتي و أكثر و إنتظرتُ مقتلي بهذا اليوم, قامة مالك تناهز المائتين سنتيمتر و أكثر أما وزنه مائة و عشرون كيلو جرام من العضلات الصافية. نادى المدرب ببدأ القتال فبدئت أسدد له اللكمات الخفيفة التيي لم يحتمي منها أبداً بل تلقاها برحابة ص*ر و مبتسم, فتوقفت لأن المباراة بلا جدوى من وجهة نظري, و حينها ناولنيمالك ض*بة رأس سطحتني أرضاً بلا حراك, أفقدتني الرؤية و السمع للحظات, بل رأيت شريط حياتي يمر من أمام عيناي و لكم كان ممل . تجمع من حولي المدربين لإفاقتي بينما مالك يتلقى التوبيخ من المدرسين إنما قال مبرراً : - أصلي كنت مصدع و أنتوا مانعين المسكنات . صاح المدرب به : - إض*ب بإيدك زي الرجالة . - هي الحريم بقت بتض*ب بالروسية اليومين دول .. لا حول و لا قوة إلا بالله .. شكلي قعدت عندكوا كتير و راحت عليا أخبار العالم الأخر .. أنتوا هترفدوني إمتى يا جدعان و لا لازم أصور قتيل عشان ترتاحوا . جاء اللواء جلال و كان له سطوة على الجميع, نادى لمالك من أسفل فترك وقفته المائلة المتمللة و إنتصب بإنتباه. نادني اللواء وقفت بالكاد, ساقيَّ تلتف من حول بعضهما البعض و رأسي ترف لا تجد مستقر . صعد اللواء للحلبة و توجه لمالك و قال : - لو عرفت تض*به بإيدك .. أسبوع أجازة .. معرفتش هنقضي الأجازة سوا يا كلوديا و المفروض الأجازة دي كنت هسفر بنتي فيها تتفسح, يعني كل نكد البيت هيطلع عليك . قال مالك بإبتسامة خبيثة : - و لو مات ؟ - إعتبره راح في الوبا . نظرت للواء مستجيراً فلم يكن بتلك القسوة أبداً علي, فقد كنت أقرب الطلاب إلى قلبه لأني لست مشاغب و مجتهد و أحفظ القرآن كاملاً إنما وجدته يربت على كتفي مشجعاً ثم قال : - براحة عليه يا وجيه. ثم همس بأذني قائلاً : - المعركة متكافئة و الع**ط عمره طويل.. إ**ر مناخيره. وجدت نفسي أبتسم بجسور و الشجاعة شحنت بأوصالي, تركت الخوف فمن مثلي لم يتسبب بالضرر لمخلوق بهذا الحجم . عادت المباراة حامية, طويل القامة للغاية و إصابته سهلة لأنه غير جيد على الإطلاق بالتفادي, يض*ب فحسب إنما بدأ الضجر يتسرب إليه لأنه ليس وسعه ض*بي و حينها حملني بكلتا يداه للأعلى و هم بإلقائي عن حلبة المصارعة و لكن قال اللواء : - سيب الواد يا منشاوي و كمل الماتش عدل . فتركني أهوى أرضا عن مسافة ثلاثة أمتار فقد سجل طول ذراعه بمفرده لمتر و عشرون سنتيمتر بخلاف قامته. السقطة قلقت أعضائي الداخلية إنما تحاملت و قمت من جديد إنما هذه المرة أنا من غضبت و ناولته لكمة هشمت قصبة أنفه حتى أنها أدمت. تحسس مالك أنفه المهشم و الدماء التي نزحت عنها بحنقاً كبير و حينها قلت بارتعاب: - و الله العظيم ما كان قصدي.. أنا آسف . لما أنزل يده عن أنفه الدامي وجدته مبتسم كذلك ثم قال بهدوء آسر خدعني : - صادق من غير حلفان . ثم حملني من رقبتي حتى أن قدماي كانت معلقة بالهواء و حشرني بزاوية بحلبة المصارعة حتى لا أتملص منه, و من ثم إنهال علي باللكمات كما قيل لي فقد فقدت الوعي بعد أول لكمة. سما تجلس على فخذه الآن تأكل الشيكولاتة التي جلبها لها عندما أتى لزيارتي و المطالبة بنقوده كما ظننتُ و لكنه ألح علي أولاً بسماع روايتي الخاصة بعدما سمع الروايات العديدة التي تناقلتها الألسن بالزقازيق؛ يقولون زوجتي مسكينة أذقتها الأمرين و نهاية إتهمتها كذباً بالسرقة لأش*ه سمعتها و سمعة عائلتها و أخرون يقولون أنني رجل أ**ق زوجته خدعته و سرقت ماله و سلمته لإبن عمها الذي كانت تتسكع معه بكل شارع و العديد و العديد و حتى أمسيت أمثولة بكل مجلس للعظة من مصيري. طلبت من سما أن تذهب للعلب مع أقرانها بالشارع و سردت لمالك قصتي من البداية؛ منذ طفولتي المعذبة مع أمي و حتى غادة فقدت تقت لإنزال أحمالي التي عذبتني لسنوات على قلب أخر, أملت بشفقته عله يتهاون بالمطالبة بنقوده و يمهلني و لو قليلاً للسداد, طمعت بنصح من رجل لم يتوانى عن مساعدة كل مخلوق إستجار به فقال : - انت غلبان بجد ولا إيه !! ربت على ركبتي ثم أردف : - ما تشيلش هم .. انا في ظهرك و فلوسك هترجع . تلفت من حوله بتعجب, متفحصاً بيت أمي الذي إنتقلت إليه عنوة مطروداً من بيتي و أردف : - ذوقك قيم في الد*كورات .. كانت لازم غادة دي تطفش منك . - ده بيت أمي .. غادة طردتني من البيت . - و انت سكت ؟! - غادة عملتلي محضر في القسم و بالمحضر تاخد حكم طلاق من أول جلسة و حضانة سما كاملة و المؤخر و المقدم و انا على الحديدة .. عماد اللي بيصرف عليا .. المزرعة يا دوب بتخرج مرتبات اللي شغالين فيها .. مرتب الجيش وقف و هتحال للمعاش المبكر بسب الإصابة .. غادة هتنقل سما من مدرستها الامريكاني لمدرسة حكومة عشان المصاريف. ضحك بشدة كعادته عند المصائب و قال : - انتوا لو بينكوا تار مش هتعمل فيك كده .. إسمع يا وجيه الولية دي دواها الفقر اللي رفعتها منه .. و انت هترجع لشغلك .. هتسافر معايا, أنا بعت الشهادات الطبيبة بتاعتك برة و في علاج . مشكلتي لم تكن في العلاج أو النقود بل في فصيلة دمي لأن الخوارق لهم فصائل دم نادرة غير متاحة للتداول و التبرع إنما مالك ذو مركز مرموق بأمريكا و هناك توصلوا لمصل جامع يبدل خصائص دم الخوارق و بالتالي أستطع عمل إجراء جراحي يلملم طبلة أذني التي إخترقت من ض*بة إبن العم الذي كان ينقذ حبيبته من زوجها. مالك مراد عميد أسرة المنشاوية ظل برفقة الغلبان و ببيت أمي العتيق لأسبوع كامل, أرسل لمزرعتي المؤن و البذور الجيدة لتزدهر, أدخل مزرعتي لأسواق المنشاوية المتصلة بين القطر العربي بجميع أطرافه , أجبر -كله ماشي- و أبنائه على التنازل عن كآفة المحاضر المحررة ضدي و ضد عماد صديقي, يخرج للبلكون عاري الص*ر حتى أمسى له جمهور عريض من الفتيات ينتظرن طلعته البهية للسلام و التحية و لكن سما تسكب الماء على رسؤوهن و تردد أنه خطيبها يا قليلات الأدب . سما الإبنة و الحبيبة مكثت مع أبيها رافضة الأم و الجدة للحبيب الأول كما بشرني اللواء جلال لما وجد وجهي مسود لما بشرتُ بأنثى و قال أن كل حب سوف ألاقيه لن يجتازه حب إبنة صافي منزه عن كل غرض, سعادتها رضائي عنها كما راضي عنها على الدوام و أشعر بالشفقة تجاها فلازالت طفلة و أطلب منها الكثير. كنت مثلها بيوماً من الأيام و حفظت أسرار و تحملت معانآة فقط لأكون مع أمي . تصنع لمالك الشاي بكوب أمس المتسخ المب** لأن المغلسة بالمطبخ عالية بعض الشيء و لا تستطع الوصول إليها أو للصنبور لغسل الكوب قبل إستخدامه, إنما مالك يتناول منها الكوب بكل الحب و يقول : - ياااااه الواحد لو كان إجوز كان بقه عنده حاجة حلوة زي سما تعمله الشاي من غير ما تبرطم !!! أحمل الكوب عنه و أقول : - أنا هعملك غيره . يسحبه عن يدي و يقول : - ما بحبش عمايل الرجالة هشربه لو في سم . الشاي كان تخصص سما أما الطعام كان يرسل إلي يومياً من بيوت المنشاوية الذين زارونا تباعاً لمواساتي بمأساتي واعدين بحلاً قاطع يعيد لي مالي و كرامتي التي هدرت إنما لم أبني أمالاً عريضة على ذلك و عزمت على سداد الدين عن طريق عملي الذي سوف يوفره لي مالك. عند نهاية الأسبوع أعدت سما لأمها و رحلت لأمريكا للعلاج و من ثم العمل و العمل فحسب و من ثم زيارات متقطعة لسما و أبي الذي غضب أيما غضب لأني إستدنت ببادئ الأمر من المنشاوية ثم لجئت لهم لإعادة حقوقي المسلوبة إنما نهاية أشفق لحالي و دعى لي بالهداية. إنفصلت عن غادة كزوجين ولم أقرب منزلي من حينها, و سارة تريد أن تسمع الخزي الذي منيت به منذ ولدت, سارة ببساطة قتلت إحدى عشر رجل و ذ*حت منهم واحداً بينما الرجل العسكري سرق و ض*ب و أذل, أتركيني يا سارة بعيونك وجيه الخلق و الصفات ولا تثقلي علي بأسئلة و لكي حياتي القادمة لكل يوم و حتى مماتي, فتلك المرة لن أترك غابات السرو و السرور و لو إحترقت داخلها. أيقظني السرور مذكراً بحديث الفجر؛ تريد رؤية أبي لطلب غفرانه و أعرف أبي لم يخذلني يوماً و لن يخذلني اليوم و وفيق بإنتظاري الآن, برفقة أبي بمعرض المهندسين, يطلب منه العفو عند المقدرة أمام جمع من النساء لا حول لهن ولا قوة . إنتظرت بنات أنور أمام معرض أبي المتوعد لهن بالقتل إن ما رءاهن نصب عيناي بعدما كادت واحدة منهن أن تقتل ولده المشا** و ذراعه الأيمن بكآفة أعماله. بنتين فحسب سارة و أمسية من ترجلا من النيسان سينترا تجاهي, رحبت بهما و أدختلهما المعرض و الجمود يلف الجميع من الآن. عندما رءاهما أبي إنتصب واقفاً في ذهول من خلف مكتبه الكبير, ذهول ذكرني بوقفتي الأولى هاتفاً بجمال بنات أنور الفريد فكلامها يشبا أمهما أيقونة الجمال و الأ***ة بتسعينات القرن الماضي مع لمحات غربية, ليس للذهول الذي إنتظرته من أبي فعيونه كانت على أمسية تحديداً بطولها الفارع و جمالها الأوربي المستغرب وجوده بالقطر العربي. تقدمت منه أمسية لتصافحه و أبي لا يصافح نساء و أمسية لا تصافح ذكور إنما تصافحا بتلك اللحظة ثم قالت أمسية معرفة عن نفسها : - أمسية أبو المجد .. أخت سارة . قال أبي بترحاب : - أهلا يا آنسة إتفضلي . ضحكت أمسية و قالت موضحة وضعها الإجتماعي: - مدام . أومأ أبي بالموافقة في ذات الذهول و نسى أن يصافح يد سارة الممدودة ناحيته و قد بدى الخجل على قسماتها من جفاء أبي نحوها, و حينها أمسكت يد سارة متداركاً و أجلستها بجانب أختها أمام مكتب أبي و نظرت لها أن لا بأس و كل شيء سوف يتم كما تريد. تولت أمسية مسار الحديث بعقلانتيها الشديدة, تعتذر لأبي عن سلوك سارة مع وليد إنما تلتمس لها الأعذار بعد معاملة وليد السافرة و الخشنة معها, ثم تهديد و وعيد و تكذيب رغم أن كل شيء مصور و لابد أنه راءه أليس كذلك ؟ لم يجيب أبي, عيناه على أمسية بلا تشتت و بدأ الوضع يتأزم فقلت : - شفت الفيديو يا بابا ؟ - غيَّر الحجر يا ياض عاطف. لم يتحرك زوج أختي اللعين فعيناه يكادا أن يخرجا عن محجريهما و هو يتفحص الجمال الكامن بأسرة أنور أبو المجد. إجابة أبي مبهمة أو ليست إجابة على الإطلاق إنما أمسية لم تستسلم و قالت : - انا مستعدة أخد قرض من البنك بضمان المحل .. بس حضرتك عارف الفوايد هتبقى كبيرة علينا .. لكن مستعدة أقسط المبلغ أو تخش حضرتك معانا شريك إحنا بقينا عيلة . قال أبي بإبتسامة كبيرة, فحتى صوتها الناعم حرك به أشياء هجرها منذ سنوات : - و انتوا شغالين في إيه يا أبلة ؟ أجابته أمسية : - عندنا محل ملابس محجبات و توكيل ماكياج و مطعم صغير .. كله من خيرك. قال أبي بحبور : - ربنا يفتح عليكي.. كل خير ربنا و ستره علينا . - قلت إيه حضرتك ؟ - في إيه يا أبلة ؟ ذكرت أبي و قد نفذ صبري قبل أمسية من نظراته العجائبية : - يابا .. عايزين يرجعوا الفلوس .. المليون جنيه . - وجيه الملزوم بيكوا .. مش بقى راجلكوا .. يدفع هو .. تشربي إيه يا أبلة ؟ نظرت لي الأبلة بتحير فقلت لأبي متعجباً : - و انا هجيب مليون جنيه منين ؟! لم يجيبني أبي و عاد لأمسية قائلاً : - انتوا أخوات يا أبلة ؟ - أيوه طبعاً - اومال مش شبه بعض يعني .. انتي ما شاء الله عليكي ربنا هد*كي لكن إختك الله يهديها . سارة بهذا اليوم خاصة كانت متلحفة بالكامل بملابسها, ترتدي فستان طويل ومن أعلاه بالطو أ**د حتى شعرها كانت مختفي من أسفل طاقية صوفية. تباسل دافع الأختى الكبرى عن الصغرى لما قالت : - سارة أخلاقها كويسة جدا و هتبقى أحسن إن شاء الله مع وجيه .. و إن شاء فلوس حضرتك هترجع .. فلوس حضرتك أنقذتنا .. طب والله راح نصها علاج لسارة بعد اللي عامله فيها إبن حضرتك . أخرجت أمسية من حقيبتها ملف ناولته لأبي تسلمه منها بلا سؤال أو تصفح و وضعه على مكتبه ثم أردفت : - فواتير المستشفى .. عملها **ر في الجمجة و **رلها ضلعين غير البهدلة .. حرقلي المحل ببضاعة ب 300 ألف جنيه و خ*ف سارة بمساعدة جوز بنتك الكبيرة. نظر أبي لعاطف فوضع ناظريه أرضاً إنما صاح رغم ذلك : - أختك جات بخاطرها يا مدام .. و المفروض كانوا هيتكلموا عشان يتفهموا و جات و البوليس وراها . لم تبالي بتظلم عاطف و نظرت لأبي و قالت : - إحنا مسامحين حتى لو حضرتك مش مسامح .. ده حقك مليون جنيه مبلغ كبير .. لكن مش كبير على أختي لو كانت ماتت أو كان إبن حضرتك عمل فيها اللي كان عايزه .. حضرتك عندك اللي زيها و أكيد ما ترضاش ليهم اللي حصل لسارة . صاح أبي : - ما تغير الحجر يا عاطف أنا هتحايل عليك. تحرك عاطف سريعاً تلبية لأبي أما سارة و أمسية إنتفضا هلعاً لصياح أبي الذي تماثل الهدوء سريعاً و عادت له الإبتسامة المص*رة لأمسية فحسب و قال : - المحل و المطعم و الشغل بإسم مين يا أبلة ؟ - سارة . - و سارة هتجوز وجيه .. يبقى هو اللي يسد و انتي خرجي نفسك من الموضوع و ما توجعيش قلبك .. تشربي إيه ؟؟ نجيب لمون ؟؟ - أوكيه . و ظللنا صامتين إلا وفيق فقد أيقن ما أيقنت, جالس رسخيه متعاقدين على ص*ره, ناظريه أرضاً, يتكتم على ضحكاته بالكاد لموقف أبي المحير من إبنة أنور الكبرى. جاء الليمون البارد بالشتاء القارص, وضع عامل قهوة بالقرب من المعرض صفحة تحمل أكواب الليمون و غادر فبادر أبي و نهض عن مكتبه و ناول أمسية كوبها بينما يقول : - ألف هنا . - ميرسي . بادرت بدوري و حملت لسارة كوبها, يبدوا عليها الجزع و الليمون البارد قد يهدئها. خاض أبي بحديث جانبي لما قال : - و بتسكب الملابس يا أبلة سوسن ؟ - أمسية . - لمواخذة إسمك تقيل .. و سي أنور عامل إيه ؟ - كويس الحمد الله . - تستهلي الحمد ..عندك عيال يا أبلة سمية ؟ - أمسية يا فندم .. عندي تقوى الله ست سنين . - ربنا يحفظه و تشوفيه راجل ملو هدومه . - تقوى الله بنت . - إيه الاسماء التقيلة دي !! بس حلو مفيش أحسن تقوة ربنا .. إنما جوزك فين ما جاش معاكي ليه ؟ - مطلقين من فترة . تمتم أبي بما يحسبه سراً : - خشيم .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD