صراعات تدور داخل عقله ما بين مصدق و رافض أثناء توجهه إلى حجرة عمته الوحيدة التي يمكنها أن تحسم تلك الصراعات ليطرق باب حجرتها مجددا للمرة الثانية في أقل من الساعة لتتفاجىء هي بدخوله الحجرة وقبل أن تسأله عن السبب كان سؤاله هو الأسرع: انتي تعرفي حد اسمه كامل سليم مهران؟
فجأة عبست ملامحها وظهر الحزن على عينيها وبدت شاردة وكأن سؤاله قد أعادها لذكريات ماضية ظنت أنها قد اندثرت إلى الأبد، بمجرد النظر نحوها فلم يعد بحاجة لاستنتاج الإجابة حيث بدت واضحة جلية في عينيها لذا قال بابتسامة جانبية من زاوية فمه تبين مدى السخرية التي تحملها كلماته: وكنتوا مستنين ايه عشان تبلغوني ان ليا عم أنا معرفش عنه أي حاجة غير بعد وفاته.
شهقة صاحبها شلال من الدموع بدأ ينهمر من عينيها وهي تقول بغير تصديق: كامل مات! مين اللي قالك؟
استمر في سخريته قائلا: هو دة كل اللي هامك! مش لما تقوليلي الأول مين كامل دة؟ وازاي يبقا ليا عم ومعرفش بوجوده لحد دلوقت؟
لم تجد مفر من محاصرته لها بعينيه قبل أسئلته لتبدأ في سرد ما حدث ماضيا: جدك الله يرحمه كان من عيلة متوسطة في الغربية بس كان طموح فجه هنا واشتغل في الشركة بتاع والد جدتك اللي اتعرف عليها بعد كدة و حبوا بعض وقرروا يتجوزوا وعلى ع** المتوقع فوالدها وافق بسرعة لأنها كانت بنته الوحيدة وصعب انه يرفضلها طلب من ناحية، ومن ناحية تانية انه أُعجب بشخصية جدك وشاف فيه الابن اللي اتحرم منه وحس ان هو الوحيد اللي هيقدر يأتمنه على بنته وماله، وفعلا اتجوزوا وشوية بشوية جدك بشطارته وذكاءه قدر يمسك كل حاجة، بس طبع جدتك كان صعب شوية وأفتكر انك عارف دة كويس مانت لحقتها في آخر أيامها، كان فيه مشاكل مستمرة بينهم زادت بعد ولادتي أنا ووالدك الله يرحمه وجدك بدأ يتغيب فترات طويلة عن البيت ودة اللي خلى جدتك تشك فيه وفعلا بعتت حد يراقبه لحد ما أكدلها شكوكها وطلع جدك كان متجوز من بنت عمه في الغربية ومخلف منها كامل، ساعتها والدتك ثارت و قلبت الدنيا وطلبت الطلاق، كان صعب على جدك انه يوافق على طلبها لان صحيح هو كانت كل حاجة تحت ادارته لكنها في الأول والآخر باسمها دة غير تهديدها ليه بانها هتحرمه مننا أنا ووالدك، ساعتها جدك كان أدام خيارين أصعب من بعض لكنه اختار أقلهم ضرر، فطلق مراته التانية واسترضى جدتك وهي وافقت ومن بعدها محدش سمع حاجة تانية عن الموضوع دة اللي شبه اتقفل وقتها، لحد ما جدك مات وبعدها بفترة جه كامل هنا كان شاب صغير لسة مكملش عشرين سنة، جه يسأل علينا احنا أخواته.
إلى هنا وقد ازداد نحيبها الذي جعلها تتوقف عن الكلام حتى هدأت لتكمل: كنت أنا بس اللي هنا ووالدك كان برة البيت، كان شبه بابا الله يرحمه أوي، يمكن هو الوحيد فينا اللي كان يشبهه أوي كدة، أول ما شفته كنت عاوزة أترمي في حضنه لكن ماما بقا الله يسامحها اتهمته انه جاي عشان طمعان في الفلوس وقالتله انه ملوش حاجة لأن بابا مات ومفيش حاجة كانت مكتوبة باسمه، وقالتله انه ينسى خالص ان ليه أخوات لان محدش فينا هيعترف بيه، وبعدها طردته قدامي من الفيلا ولما فكرت أعترض زعقتلي وكلمتها طبعا هي اللي مشت.
**تت مجددا تلتقط أنفاسها حيث بدت تلك الذكريات الأليمة مجهدة جدا لأعصابها لتكمل: وبعد وفاة ماما، فكرت أنا وأكمل باباك اننا ندور على كامل ونتعرف عليه، لكن للأسف لما سافرنا البلد وروحنا العنوان القديم، قالولنا ان بعد وفاة والدته باع البيت وحتة الأرض اللي ورثها عنها وسافر برة مصر ومحدش يعرف عنه حاجة، ومن ساعتها محدش فينا أنا ووالدك سمعنا عنه أي خبر تاني لحد النهاردة.
وبدأ سيل الدموع يتساقط من جديد، بينما علق مهاب على الأمر قائلا: يعني كلام الشيخ علي طلع مظبوط.
تساءلت كريمة من بين دموعها: مين الشيخ علي؟
مهاب موضحا: دة يبقا جار كامل مهران، جه يقولي
انه ساب وصية باسم بابا مخليه هو الوصي على بناته الاتنين ومن بعد بابا الوصية تتنقل لعياله اللي هما احنا.
عبيست ملامحها وهي تردد: بناته!
مهاب مؤكدا: أيوة عنده بنتين أكبر واحدة فيهم لسة مكملتش سن الرشد.
سألته كريمة والقلق يغلب على نبرة صوتها: طب وانت ناوي تعمل ايه؟
مهاب بحيرة: لسة مش عارف، بس الأكيد ان مش مهاب مهران اللي يتهرب من مسئولية اترمت اتحطت على كتافه، ولا هو اللي يسيب بنات عمه لوحدهم وسط الأغراب.
..................
عاد الشيخ علي إلى منزله بوجه خال من التعبير فقط ل**ن لا يفتئ يذكر الله، أول من رآه ابنته مريم التي كانت خرجت من المطبخ تحمل بيدها أطباق الطعام لتضعها على الطاولة، فمنحته ابتسامتها الصافية وهي تحييه: بابا! حمدالله ع السلامة.
رد علي تحيتها بابتسامة دافئة رزينة: الله يسلمك يا دكتورة.
كان دائما ما يحب ينادي أولاده بألقابهم، فمريم الدكتورة، و مصطفى الباشمهندس.
فصاحت مريم بصوت عال: يا ماما، بابا جه.
لتأتي والدتها من المطبخ حاملة بعض أرغفة الخبز لتقول بنفس الابتسامة التي بدت كعدوى منتشرة في هذا البيت: حمدالله ع السلامة يابو مصطفى، اتأخرت كدة ليه؟
علي: المشوار مش سهل يا ام مصطفى، بس ربنا يجيبه بفايدة.
ليخرج مصطفى من حجرته مستمعا لآخر كلماته فيتساءل: خير يا بابا، عملت ايه؟ قابلت عم صفوة؟
فيجيبه علي بهدوء بعد أن جلس على المقعد المخصص له عند مقدمة الطاولة: عم صفوة الله يرحمه.
:ايه! مات!
خرج السؤال بعدم التصديق من فم الجميع، لتعلق سهير على الأمر: عيني عليكي يا بنتي، هتلاقيها منين ولا منين؟
فنهرها علي برفق: حرام الكلام دة يا ام مصطفى، ربنا ما بينساش حد، هو اللي خلقها وهو اللي هيتولى أمرها.
وكان سؤال مصطفى المنطقي: أمال انت قابلت مين يا بابا؟
أجاب علي: ابن عمها؟
مصطفى: وابن عمها دة ايه نظامه؟
علي: والله يابني اللي شفته منه يقول انه راجل ابن أصول، بس واضح انه مكانش يعرف حاجة عن كامل الله يرحمه، عشان كدة اتصدم أول ما قولتله.
مريم وهي تمضغ بعض الطعام في فمها: يعني ايه اتصدم يا بابا؟ هو قالك ايه يعني؟ هيقبل الوصية ولا لا؟
علي بحيرة: والله يا بنتي ما عارف، أنا اديته مهلة يستوعب اللي قولتهوله ويتأكد من كلامي.
وكان سؤال مريم الذي لم يخطر ببال: حتى لو وافق يا بابا، يعني هياخدها تعيش معاه ولا هيسيبها هنا؟ وفرضا انه ما وافقش تعيش معاه يبقا احنا كدة معملناش حاجة والبنتين هيفضلوا لوحدهم، ولو وافق انه ياخدهم معاه فاحنا ازاي هنآمنه عليهم واحنا اصلا منعرفش أخلاقه عاملة ازاي؟ وهل هو عايش لوحده ولا لا؟ وياترى فيه حريم في البيت ممكن يكونوا محرم لصفوة ولا لا؟ يعني مثلا أمه أو أخته أو مراته أو أي ست تكون موجودة معاها في البيت.
وهنا بدأ القلق يتسرب إلى علي ليقول بقلة حيلة: والله يا بنتي ما عارف أقولك ايه؟ أنا كنت رايح وعامل حسابي اني هتكلم مع عمها بس لما عرفت بخبر وفاته الأمور كلها اتلخبطت في دماغي وكمان صدمة الراجل لما عرف ان ليه عم وعدم تصديقه ليا كل دة خلى حاجة زي دي تغيب عن دماغي ومجاش في بالي خالص اني أستفسر عنها.
مريم: طب وبعدين؟
علي بعدة تنهيدة عميقة: ولا قبلين، العمل عمل ربنا بقا، وبعدين دي حاجة سابقة لأوانها، لما يي٠ي وقتها هيبقى هنشوف نتصرف ازاي؟
وهنا وجهت مريم نظرة حادة ناحية أخيها لتقول مؤنبة: ماهو لو كان اللي في بالي حصل مكناش بقينا في الحيرة دي دلوقت.
فنهرها مصطفى متأففا من محاولتها في وضع اللوم عليه: وبعدين بقا؟ مش هنخلص من الموضوع دة ولا ايه؟
مريم مستعطفة اياه: يعني انت بزمتك مش صعبانة عليك البنت وأختها؟
مصطفى: يا ستي صعبانين عليا، بس أنا لو هتجوز كل واحدة تصعب عليا يبقا مش هخلص كدة، وبعدين يا ريت بقا نقفل ع الموضوع دة لانه بقا بايخ أوي.
بدت مريم مصرة في اقناعه بوجهة نظرها: صفوة مش أي واحدة، دي جارتنا من زمان واحنا عارفين أصلها وفصلها وأخلاقها.
وقبل أن يجيب مصطفى عليها كان رد على الحازم: مريم! احنا خلاص انتهينا من الموضوع دة، وأخوكي معاه حق هو حر في اختيار شريكة حياته.
ثم وجه حديثه لزوجته: وانتي يا ام مصطفى، يبقا ابعتي لصفوة تيجي عشان عاوز أتكلم معاها شوية.
سهير مطيعة: حاضر.
................
ثم نذهب إلى مكان آخر حيث تقع شركة الوهداني (جد مهاب من الأم) للاستيراد والتصدير، حيث جلس مهاب في مكتبه الخاص برئيس مجلس إدارة الشركة، ثم تدخل تلك الشقراء عليه، مرتدية من الثياب التي تكشف أكثر مما تستر، واضعة على وجهها من مساحيق التجميل ما أخفى جمالها الطبيعي الذي منحها الله إياه، تتمايع في مشيتها بطريق تثير الكثير من الرجال ضعيفي النفوس، فوضعت ذلك الملف الذي كانت تحمله أمامه على المكتب لتقول له بدلال متعمد: البوسطة يا مهاب بيه.
ودون أن ينظر نحوها تناول مهاب الملف وأخذ يتفحص ما بداخله بأعين دقيقة ويزيل بعض الأوراق بتوقيعه وهو يملي عليها ملاحظاته في نفس الوقت وقد كانت هي تدونها في مفكرتها الصغيرة بدقة عالية أعجبته منذ اللحظة الأولى لتوليها منصب سكرتيرة رئيس مجلس الإدارة، ثم ناولها الملف مجددا بعد أن انتهى منه ليرفع أخيرا عيناه نحوها سائلا إياها: كريم في مكتبه؟
شذى بدلالها الذي اعتاده وقرر تجاهله: لا يا فندم، هو راح المطار عشان يقابل الوفد الألماني.
جعد مهاب جبينه ليقول مؤنبا نفسه: آه صحيح، أنا كنت ناسي الموضوع دة.
رفعت شذى حاجبها باندهاش فليس من عادته أن ينسى أمرا يتعلق بالعمل إذا فيبدو أن هناك أمرا خطيرا يشغل تفكيره، فسألته مبدية اهتمامها: فيه حاجة يا مهاب؟ شكلك مش مظبوط النهاردة.
وكان رده الرادع الذي صدمها: خليكي في حالك وما تدخليش في اللي ملكيش فيه، وما تنسيش ان هنا مكان شغل وبس.
ثم نظرة متفحصة سريعة لمظهرها تجعل لهجته تتحول للازدراء: وبعدين ايه الزفت اللي انتي لابساه دة؟ وايه الميكب الأوفر اللي انتي حاطاه دة؟
ابتلعت إهانته لها على مضض وقالت محاولة الدفاع عن نفسها: سكرتيرة رئيس مجلس إدارة الشركة حضرتك لازم تكون وجهة مشرفة ليها واللبس اللي مش عاجب حضرتك دة من أرقى محلات الأزياء وكمان الميكب من أفخر الأنواع.
مهاب وقد ازدادت حدة صوته: دة يا هانم لما تكوني بتشتغلي سكرتيرة عند صاحب كباريه، وجهة الشركة مش لازم تبقا لابسة عريان و حاطة كيلو بوية على وشها، مجرد لبس بسيط وشيك ومحترم كان هيكفي بالغرض على فكرة.
شذى ساخرة: خلاص، المرة الجاية هبقا لابسالك ملس ولا عباية سودة عشان أعجب حضرتك، عن اذنك، ثم تركته وخرجت ليعلق خو بعد خروجها: والله لولا اني فعلا محتاج واحدة في كفاءتك مكنش عمري هوافق ع الشورة الهباب دي.
..................
أما خارج مكتبه حيث يقبع مكتب شذى والتي استجمعت كل طاقتها حتى لا تذرف الدموع ألما من كلماته المهينة، فإلام ستتحمل؟ ولم يكن أمامها سواها حتى تشكو إليها، فأمسكت بهاتفها الخلوي لتتصل بها، لحظات وجاءها الرد ودون أن ترد تحية الطرف الآخر، اندفعت تقول بتذمر واضح وقد احتد صوتها: أنا مش ممكن يا ماما أستحمل أكتر من كدة، دة مش بيسيب فرصة غير لما يهيني وينتقدني، لحد امتى بقا.
لتظهر محدثتها على الطرف الآخر تجلس أمام طاولة تطل على حمام السباحة بأحد النوادي الراقية، تحاول امتصاص غضب ابنتها: اصبري يا حبيبتي شوية مانتي عارفة ابن خالتك وطبعه، خو بس محتاج شوية وقت.
شذى بغير اقتناع: وقت ايه بس يا ماما اللي هو محتاجه، دة أصلا مش شايفني أدامه خالص، وأنا بصراحة زهقت ومش هقدر أستحمل أكتر من كدة.
كاميليا: يا ع**طة، وهتسيبي كل دة يروح لغيرك؟
شذى: يا ماما، لا ليا ولا لغيري، مهاب خلاص كره كل صنف الحريم، واستحالة يفكر في الجواز تاني.
كاميليا بت**يم: لا هيفكر يا روح ماما، أشكيناز أكدتلي انها أول ما ترجع من السفر هتبدأ تزن على ودانه لحد ما تخليه يتجوز وساعتها مش هيلاقي أدامه غيرك بنت خالته وأحق واحدة بيه، بس خليكي بس مستمرة في الخطة.
وافقت شذى على مضض: حاضر يا ماما، هحاول، ياللا سلام.
ما إن أنهت كاميليا المكالمة حتى أتى زوجها يلهث وقد كان يرتدي زيا خاصا للجري، فسألها بأنفاس تكاد تكون متقطعة: كنتي بتكلمي مين يا كاميليا؟
كاميليا: دي بنتك شذى بتستكيلي من ابن خالتها وشكلها كدة عاوزة تسيب الشغل في الشركة.
فهتف حاتم مستنكرا بعد أن جلس أمامها على الكرسي المقابل: ايه؟ تسيب الشركة؟ دي اتجننت دي ولا ايه؟ هي مش عارفة اننا حاطين كل أمالنا ع الموضوع دة؟
كاميليا مبررة: بس بردو يا حاتم، مهاب ابن أختي دة صعب أوي بصراحة وبنتك مش عارفة تتعامل معاه، أنا مش عارفة انت ليه مصر على مهاب بالذات ما عندك أحمد أخوه أهو كيوت وأسها منه في التعامل.
حاتم باستهجان: أحمد مين العيل دة اللي لا بيحل ولا بيربط، دة أخره يشوفله شلة بايظة يدور معاها، انما مهاب هو اللي في ايده كل حاجة ولو بنتك عرفت توقعه يبقا احنا ساعتها هنتنقل نقلة تانية خالص.
...................
نعود إلى شركة الوهداني حيث لايزال مهاب جالسا على كرسيه يباشر أعماله حين طُرق باب المكتب فأذن للطارق بالدخول وقد كان شابا مهندما يبدو أنه لا يتجاوز الثلاثين من عمره، فقال لمهاب بعملية واضحة: خير يا مهاب بيه؟ حضرتك بعتلي.
ترك مهاب كرسيه ليقترب بهدوء منه قائلا بجدية: شوف يا سامح، الموضوع اللي أنا عاوزك فيه هو برة الشغل، بس ياريت يتم في سرية تامة.
أومأ سامح برأسه موافقا: أكيد يا مهاب بيه، ءأمرني حضرتك.
مهاب رابتا على كتفه بتحفيز: هد*ك اسم واحدة وعنوانها وعاوزك خلال ٢٤ ساعة بالكتير تجيبلي أدق التفاصيل عنها وعن حياتها، بس المعلومات اللي هتجيبهالي لازم تكون متأكد منها ١٠٠٪.
بدا متعجبا سامح بعض الشيء فتلك تُعد أغرب مهمة يُكلف بها منذ عمله بالشركة، فعمله هو قائم دائما على جمع المعلومات عن العملاء الذين تتعامل معهم الشركة أو المنافسين لها، ولكنه رغم ذلك لم يستطع رفض المهمة لذا كان رده: هات حضرتك الاسم والعنوان وكل اللي حضرتك عاوزه هتلاقيه على مكتبك بكرة الصبح
.................