الفصل الخامس (5) لقاء مؤجل

2114 Words
وفي صباح اليوم التالي، عندما ذهب إلى حجرة عمته ولم يجدها أصابته الدهشة فهي لا تغادر حجرتها في ذلك الوقت، أو لنقل أنها قد اعتادت أن تنتظره في غرفتها حتي يأتي ليطمئن عليها وتطمئن عليه، ولكنها اليوم قد خالفت عادتها فهي ليست بغرفتها وعندما سأل عنها الخادمة أخبرته أنها تجلس بالحديقة، فتوجه إليها بابتسامته الدافئة مقبلا رأسها: صباح الخير يا عمتي، قلقتيني عليكي أول ما دخلت أوضتك ولقيتك مش موجودة. كريمة مبتسمة: أهو قولت تغيير، ايه رأيك؟ مش أحسن؟ أومأ برأسه موافقا: طبعا أحسن، بس ممكن أعرف سبب التغيير دة؟ اتسعت ابتسامة كريمة وهي تجيبه: أنا زهقت من قعدتي في الأوضة وخصوصا اني ما نمتش طول الليل. أبدى مهاب قلقه من لهفته وهو يسأل ممسكا بكفها: خير يا عمتي، ليه ما نمتيش يا حبيبتي؟ أوعى تكوني تعبتي بالليل وما رضيتيش تقلقيني زي عادتك. كريمة بابتسامة مطمئنة: ما تقلقش يا حبيبي، انا الحمد لله بخير، بس تقدر تقول اني من كتر فرحتي ما جاليش نوم امبارح. مهاب بابتسامة مازحا: كل دة عشان الخبر اللي قولتهولك امبارح؟ أنا لو كمت أعرف ان دي حاجة هتبسطك أوي كدة ما كنتش اترددت دقيقة واحدة في قبول الوصية. ملست كريمة على رأسه بحنان وهي تدعو له: ربنا يرضى عنك يا حبيبي ويراضيك زي ما بتحاول تراضيني. ثم تحولت نبرة صوتها للمرح وكأنها عادت لسنين صباها مرة أخرى: قولي بقا، هي صفوة و صفا هييجوا امتى؟ أنا خليت سعاد تحضرلهم الأوضتين الفاضيين اللي جنب بعض فوق. بدا مهاب مفكرا للحظة قبل أن يهتف بامتعاض: مش دول الأوضتين اللي جنب أوضة أحمد؟ علمت كريمة إلام يشير بسؤاله فقالت: أنا عارفة انت بتفكر في ايه؟ بس أنا اخترت الاوضتين دول بالذات لانهم جنب بعض وأكيد دي حاجة هتبسطهم وكمان أوضة سارة وانت عارف ان وجود بنت جنب صفوة في نفس عمرها دة حاجو هتطمنها أكتر وخصوصا انها أول ما هتيجي هتحس بالغربة، أما بالنسبة للي انت بتفكر فيه، فأحمد لسة في الجيش وأجازاته بتبقى صغيرة وبيقضي معظمها يا نايم يا برة، يعني مقابلاته مع بنت عمه هتبقى محدودة، دة غير انهم هنا وسطنا يعني ان شاء الله مفيش حاجة هتحصل. ثم أضافت بابتسامة باهتة: وكمان أحمد مش وحش زي مانت بتفكر يا مهاب، اطمن. أومأ مهاب برأسه بالإيجاب ولكن ملامحه بدت غير مقتنعة بهذا الأمر بينما علق هو مبديا قلقه: ربنا يستر. ................ في حجرة الكشف الخاصة بالطبيب حسن والذي كان يقوم بفحص أحد الأطفال بمساعدة مريم وما ان انتهى وأعطى والدته بعض التعليمات ثم كتب له على بعض الأدوية ليرحل الطفل بصحبة والدته التي بالطبع كثفت الدعاء للطبيب ومساعدته، وما ان غادرا حتى سأل مراد مريم: فيه حالات تانية يا دكتورة؟ هزت مريم رأسها نافية: فيه حالتين كمان يا دكتور. نظر حسن في ساعة يده قبل أن يقول: طيب دخلي اللي عليه الدور. مريم بطاعة: حاضر يا دكتور، بس بعد اذنك كنت حابة آخد إجازة الفترة المسائية. تساءل حسن مبديا اهتمامه الأبوي الذي اعتادته منه: خير يا مريم! فيه حاجة ولا ايه؟ مريم بابتسامة مطمئنة مختفية تحت نقابها: أبدا يا دكتور، خير ان شاء الله، بس صاحبتي كانت عندها ظروف معينة وكنت عاوزة أبقى معاها الفترة دي. هز مراد رأسه بتفهم وهو يقول: مفيش مشكلة، أنا هعمل حسابي بإذن الله وأجي بدري. مريم بامتنان: شكرا يا دكتور. فعاتبها حسن بلطف: احنا قولنا ايه؟ مفيش شكر بين الأب وبنته، وياللا بقا دخلي الحالة عشان نخلص بسرعة وتروحي لصحبتك بدري. ................. تجلس صفوة بغرفتها برفقة أختها وصديقتها المقربة، ملامحها تبدو حزينة للجميع، فحاولت مريم مواساتها وهي تربت على كتفها: حبيبتي، خير ان شاء الله، ثم خدي المسألة من منظور ايجابي. التفتت نحوها صفوة بنظرة ساخرة، بينما استمرت مريم في حديثها: أيوة أنا بتكلم جد، انتي هناك هتبقى في وسط أهلك، صحيح انتي لسة ما تعرفهمش، بس هييجي الوقت وتتعرفي عليهم ويتعرفوا عليكي بشكل أفضل، وساعتها أنا واثقة انهم هيحبوكي انتي وصفا، وكمان أد*كي هتغيري جو وتعيشي في بيئة مختلفة يمكن تعجبك. ثم أضافت بمرح: دة كفاية يا ستي انك هتبقي من الذوات وهتعيشي جو الفيلل و الخدم والحشم، حاجة كدة من عصر هوانم جاردن سيتي. علقت صفا على كلامها: عمو علي قالي ان الفيللا بتاعتنا فيها حديقة كبيرة أوي وكمان فيه حمام سباحة. سخرت صفوة من أحلامها الطفولية: أوام خليتيها فيللتنا! نهرتها مريم مازحة: دة ايه الجو الكئيب اللي انتي عايشاه دة، ليه ما بقتيش حلوة وفرفوشة كدة زي أم نص ل**ن دي. زمت صفا شفتيها بضيق وهي تقول: وبعدين بقا؟ دة ليه جر الشكل دة؟ ما تخلينا كدة حلوين مع بعض لحد ما نغور من هنا. هتفت بها صفوة محذرة: صفا! اتكلمي كويس، ايه نغور دي؟ بينما تعاملت مريم مع الأمر بمزاح موجهة حديثها للصغيرة: تصدقي بالله، ان أحسن حاجة في الموضوع دة كله اننا هنرتاح من أم ل**نك دة. نظرت صفا ناحية السقف في محاولة لكتم غيظها وهي تقول: اللهم طولك يا روح، ربنا يعدي الساعة دي على خير. تلقائيا توجه نظره صفوة ناحية ساعة المنبه الموضوع على الكمود وهي تهتف بخضة: ساعة! ................. وبالعودة إلى فيللا الوهداني نجد كريمة تتحرك بكرسيها المتحرك في المطبخ بين العاملات وقد دبت فيها الحيوية والنشاط وهي تلقي بتعليماتها هنا وهناك وتشرف على كل شيء بنفسها، وأخيرا قالت: أنا عاوزة كل حاجة جاهزة في خلال نص ساعة بالكتير. بينما تساءلت احدى الخادمات الصغيرة بالسن: إلا يا ست كريمة، سعادتك ما قولتلناش مين هما الضيوف اللي جايين النهاردة؟ أجابت كريمة بابتسامة صافية: دول مش ضيوف، دول أصحاب مكان. ................. أما في شركة الوهداني، فقد كان مهاب نشيطا على غير العادة ليس لشيء سوى أنه يريد أن ينهي أكبر قدر من العمل في وقت قصير حتى يستطيع أن يذهب لإحضار ابن عمه في الوقت الذي حدده مع الشيخ علي، فهو يحترم المواعيد ويقدسها ولكن يبدو أن العمل لا ينتهي أبدا وفي الحقيقة هو لم يشك يوما من ذلك، ولكن اليوم مختلف حتى ساعة قبل الموعد المحدد وقد انتهى من كل ماهو مهم وعاجل ولا يحتمل التأجيل، بدأ مهاب يستعد للذهاب، حيث ارتدى سترته والتقط مفاتيحه و هاتفه من فوق مكتبه، وما ان نهض من على كرسيه حتى دخلت شذى التي بدت على عجلة من أمرها وهي تقول بلهفة: مهاب بيه! مهاب بيه! مهاب بدون اكتراث واضح: مش وقتك يا شذى، أنا مستعجل دلوقت و ورايا ميعاد مهم، فأي حاجة أجليها لبعدين. بينما لم تكترث شذى لتحذيره، حيث أصرت على موقفها لتقول موضحة: يا فندم مش هينفع، لأن محفوظ بيه برة وعاوز يقابل حضرتك ضروري، وشكل كدة الموضوع مهم. نظر مهاب نحو ساعة يده سريعا ثم زفر بضيق وهو يقول: مش وقته خالص، أكيد ا****عة مستنيني. تساءلت شذى باهتمام: جماعة مين دول؟ نظرة محذرة ألقاها مهاب نحوها وقد فهمتها جيدا مما جعلها تتراجع عن موقفها، وتوجه له سؤالا آخرا: طب حضرتك ناوي تعمل ايه مع مهاب بيه؟ ظهرت الحيرة على وجه مهاب وقد لاحظت شذى ذلك مما جعلها تشك في أمره ولكنها بالطبع لم تستطع أن تعلق على الأمر فوقفت بانتظار أوامره، وقبل أن ينطق بكلمة، وجد باب المكتب يُفتح ليدخل منه ذلك الشاب الثلاثيني الذي يماثله في العمر وهو يقول بمرح: جرى ايه يا عم مهاب، انت سايب الوكالة بتاعتك كدة من غير بواب ليه؟ وأضاف بما يشبه الهمس: وكمان مقعد الراجل الكشري دة اللي اسمه محفوظ برة وريحة الشياط بتاعة أعصابه مسمعة في الشركة كلها. بدا أن مهاب كان مشغولا عن مجاراته في المزاح، بل اكتفى بابتسامة مرحبة وجهها نحوه وهو يقول: حمدالله ع السلامة يا كريم، جيت امتى من السفر؟ بهتت ملامح كريم من ذلك الاستقبال الفاتر، فأجاب على مضض: لسة واصل حالا، بس لو أعرف ان دي هتكون مقابلتك ليا أنا كنت روحت بيتنا أحسن، مالك يا عمنا؟ انت دايما شايل هموم الدنيا على دماغك كدة؟ بس أوعى يكون أبو شكل عكر اللي برة دة هو اللي ضايقك، أنا ممكن أطلع دلوقت وانسفلك أمه. مهاب بجدية: لالالا، سيبك من محفوظ دلوقت، أنا عاوزك في حاجة تانية، انت جيتلي في الوقت المناسب. عبس وجه كريم وارتفع حاجبه وهو يقول: أه، أنا دايما قلبي بينقبض من الجملة دي، أبوس كعب جزمتك ارحمني انا لسة جاي من سفر وهلكان وعلى آخري. بينما أصر مهاب قائلا: اسمعني بس، هو مشوار هتعملهولي ع السريع، وبعد كدة روح استريح براحتك. لوى كريم شفتيه بعدم رضا: أنا عارف انك مش هتقبل أي رفض، اتفضل سمعني. وكأنه للتو فقط قد انتبه لوجود شذى معهما والتي كانت تصغي لحديثهما جيدا، فأشار نحوها آمرا: شذى، روحي بلغي محفوظ بيه اني هقا**ه كمان خمس دقايق، وأول ما كريم يخرج يبقا دخليه. وعلى مضض أومأت شذى برأسها موافقة وهي تقول: أوامرك يا مهاب بيه. وقبل أن تتحرك من مكانها وجه إليها كريم حديثه المازح: ازيك يا شذى، عاملة ايه؟ والنبي يا شيخة احياة عيالك ما تبقي تسيبي الوكالة مفتوحة كدة تاني مرة. بينما ردت شذى بجدية مطلقة: حاضر يا كريم بيه. ثم رحلت ليمط كريم شفتيه ويلتفت ناحية مهاب: هو مال عم البواب بتاعك النهاردة؟ مهاب: سيبك من شذى دلوقت وخليك معايا. كريم مطيعا: خير، مشوار ايه دة اللي عاوزني أعملهولك؟ وفين؟ رد مهاب على سؤاله الأخير بتمهل: مشوار لحد روض الف*ج. علق كريم بصدمة: يا دين النبي! حرام عليك يا أخي، اشحال ان ما كنتش صاحبك وعشرة عمر! انت ليه دايما بتعاملني معاملة مراة الأب لسندريللا؟ بينما تجاهل مهاب حديثه وقام بشرح الأمر باختصار: كريم! انت الوحيد اللي ممكن أءتمنه على مشوار زي دة، انت هتروح روض الف*ج في العنوان اللي هدهولك هتجيب من هناك أمانة توصلها للفيللا عندنا. أغمض كريم عينيه بقوة وهو يقول: كمان! الله يسامحك، وأمانة ايه دي بقا اللي المفروض أوصلها. مهاب: بنات عمي! هتف كريم في غير تصديق: نعم يا خوية! بنات مين؟ عمك مين دة ان شاء الله؟ انت من امتى وليك أعمام وكمان مخلف! لم يشأ مهاب التطرق أكثر في الحديث عن هذا الأمر لذا قال مختصرا: بعدين هفهمك كل حاجة، المهم لازم تروح دلوقت تنفذ اللي قولتلك عليه، قولي، معاك عربيتك؟ هز كريم رأسه نافيا: أكيد لا، أنا جيت بتا**ي دة حتى الشنط سايبها تحت في الريسبشن. قال مهاب وهو يخط بقلمه في مفكرة أمامه: مش مهم، خد عربيتي. وما ان انتهى من كتابة ما يريد نزع تلك الورقة من المفكرة وأعطاها لكريم وهو يقول: دة العنوان بالتفصيل. تساءل كريم: طيب أنا هروح أقولهم ايه؟ ولا هما هيصدقوا أصلا اني من طرفك؟ مهاب: اطمن أنا هكلم الشيخ علي اللي قاعدين عنده وهفهمه على كل حاجة. بينما همس كريم لنفسه بصوت شبه مسموع: الشيخ اللي قاعدين عنده! هي ايه العبارة بالظبط؟ رغم سماعه لحديث صديق إلا أنه قرر تجاهله في الوقت الحالي، ثم أعطاه مفاتيح سيارته وهو يقول: خد مفاتيح العربية أهي وبلغني أول ما توصل، أوك. كريم موافقا: أوك. ليهمس مجددا لنفسه وهو يغادر حجرة المكتب: ع العموم بكرة نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة. ............... وبالعودة مجددا إلى شقة صفوة نجد أن الوضع قد تأزم كثيرا، فما ان هاتف مهاب الشيخ علي وأخبره بأمر كريم، ثم أوصل علي ذلك الخبر لصفوة حتى ثارت ثائرتها وكأنها كانت بحاجة إلى فرصة للتنفيس فيها عن غضبها: هي دي آخرتها؟ بقا هما دول يا بابا الناس اللي قررت تآمنهم على بناتك؟ أنا استحالة أرضى بدة أبدا؟ حاول علي استرضاءها بشتى الطرق حيث قال مطيبا خاطرها: يمكن انتي معاكي حق يا بنتي، بس بردو الغايب حجته معاه، ومحدش يعرف ظروف الراجل ايه؟ هو قال ان جاله شغل فجأة مقدرش يأجله يبقا احنا لازم نعذره. ازداد انفعال صفوة وهي تقول: شغل! شغل ايه دة يا عمي اللي بتتكلم عنه؟ مهما كان الشغل وأهميته ازاي يبديه على بنات عمه اللي مات وهو فاكر انه هيسيبهم في ايد أمينة، أدي البيه أهو من أول موقف بيهرب، لا وايه، كمان باعت صاحبه عشان هو اللي ياخدنا، صاحبه مين دة كمان؟ هو احنا كنا نعرفه هو لما نعرف صاحبه؟ وحتى لو صاحبه دة كان ملاك ازاي يآمنه على بنتين زينا؟ هي دي النخوة؟ هي دي الرجولة؟ ثم **تت قليلا لتلتقط أنفاسها قبل أن تقول بت**يم ظهر في عينيها: أنا أسفة يا عمي، أنا مش ممكن أقبل بحاجة زي دي؟ كفاية بقا، احنا رخصنا نفسنا أكتر من اللازم. وهنا تحدثت مريم مدعمة لها: والله يا بابا، أنا شايفة ان صفوة معاها حق، أنا مش عارفة ابن عمها دة ازاي يفكر في حاجة زي كدة، ماهو كان أجل بقا الميعاد أكرمله من كل دة. نظر علي نحوها بصرامة وهو يقول معنفا: مريم! ملكيش انتي دعوة بالموضوع دة. بينما قالت صفوة مدافعة عن صديقتها: ليه يا عمي ملهاش دعوة؟ عشان هي بتقول الحقيقة يعني، طيب بزمتك انت يا عمي كنت ترضى ان دة يحصل مع مريم بنتك؟ نظر علي أرضا في تخاذل، فهو يعلم أنهما محقتان فيما تقولانه، ولكن ما باليد حيلة فلقد خرج الأمر من تحت سيطرته: والله يا بنتي ما عارف أقولك ايه؟ انتي فعلا معاكي حق في اللي بتقوليه، بس بردو أرجع وأفكرك ان دول ناس غيرنا عايشين في بيئة مختلفة وليهم تفكيرهم اللي أكيد غير تفكيرنا، وحاجة زي دي أكيد عندهم طبيعية ومقبولة. ابتسمت صفوة بتهكم: وهي دي بقا البيئة اللي عاوزني أعيش فيها! حاول علي التبرير مجددا: والله يا بنتي..... بينما قاطعته صفوة وقد تحجرت الدموع في عينيها: خلاص يا عمي، مش محتاج تقول حاجة أكتر من كدة، أنا مقدرة ان كل اللي انت بتعمله دة في الأول وفي الأخر عشان مصلحتي أنا وأختي، وعارفة اد ايه انت بتعتبرنا زي بناتك ويمكن أكتر وكفاية وقفتك معانا انت هنا ومصطفى في الورشة من ساعة ما بابا مات لحد دلوقت، وأنا مش هرضى أشيلك فوق طاقتك أكتر من كدة، أنا خلاص همشي. ثم أردقت وقد التمعت عيناها ببريق إصرار خطير: بس لما أروح هناك هيبقالنا كلام تاني.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD